١٣٣-١٣٤

الأعراف : ١٣٣ - ١٣٤ فأرسلنا عليهم الطوفان . . . . .

 فأرسلنا ، فلما قالوا ذلك أرسل اللّه عليهم السنين ، ونقص من الثمرات ،

والنبات ، و الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات ، يعني باينات

بعضها من بعض بين كل آيتين ثلاثين يوما فاستكبروا ، يعني فتكبروا عن الإيمان ،

 وكانوا قوما مجرمين [ آية : ١٣٣ ] .

فأما الطوفان ، فهو الماء طغى فوق حروثهم وزروعهم مطردا ثمانية أيام في ظلمة

شديدة لا يرون فيها شمسا ولا قمرا ، ولا يخرج منهم أحد إلى صنعته ، فخافوا الغرق ،

فصرخوا إلى فرعون ، فأرسل إلى موسى ، فقال : يا أيها الساحر ، ادع لنا ربك أن يكشف

عنا هذا المطر ، فإن يكشفه لنؤمنن لك ، ولنرسلن معك بني إسرائيل ، فقال : لا أفعل ما

زعمتم أني ساحر ، ف  يا موسى ، ادع لنا ربك ، فدعا ربه ، فكشف عنهم المطر ،

فنبت من الزرع والعشب ما لم ير مثله قط ، ف  لقد جزعنا من أمر كان خيرا لنا ،

فنكثوا العهد ، فأرسل اللّه عليهم الجراد ثمانية أيام ، وملئت الأرض حتى كانوا لا يرون

الأرض من كثرته ، قدر ذراع ، فأكل النبات ، حتى خافوا ألا يبقى لهم شيء .

فقال فرعون : يا موسى ، ادع لنا ربك أن يكشف عنا فنؤمن لك ، فدعا موسى ربه ،

فبعث اللّه ريحا ، فاحتملت الجراد فألقته في البحر ،   قد بقى لنا ما نتبلغ به حتى

يدركنا الغيث ، فنكثوا ، فأرسل اللّه عليهم القمل ، وهو الدبى ، فغشى كل شيء منهم ،

فلم يبق عودا أخضر من الزرع والنبات إلا أكله ، قال فرعون لموسى : ادع لنا ربك أن

يكشفه عنا ونؤمن لك ، فدعا ربه ، فأمات القمل ، وبقى لهم ما يتبلغون ، فنكثوا ،  

يا موسى ، هل يستطيع ربك أن يفعل بنا أشد من هذا ؟ فأرسل اللّه عليهم الضفادع ،

فدبت في بيوتهم ، وعلى ظهورهم ، فكان يستيقظ الرجل من نومه وعليه منهم كثرة ،

فقال فرعون لموسى : ادع لنا ربك فيهلكه ، فإنه لم يعذب أحد قط بالضفادع ، فدعا

موسى ربه ، فأمات الضفادع ، فأرسل اللّه مطرا جوادا ، فجزى بهم الماء حتى قذفهم في

البحر .

ف  إنما كان هذا الضفادع من المطر الذي كان أصابنا ، فلن يعود إلينا أبدا ،

فنكثوا ، فأرسل اللّه عليهم الدم ، حتى صارت أنهارهم ، وركاباهم دما ، وأنهار بنى

إسرائيل ماء عذبا ، فإذا دخل القبطي ليستقى من ماء بني إسرائيل ، صار دما ما بين يديه

وما خلفه صاف ، إذا تحول ليأخذ من الصافي ، صار دما وخلفه صاف ، فمكثوا ثلاثة

أيام لا يذوقون ماء صافيا ، فقالوا لفرعون : هلكنا وهلكت مواشينا وذرارينا من العطش ،

فقال لموسى : ادع لنا ربك ليكشف عنا ، ونعطيك ميثاقا لنؤمنن لك ولنرسلن معك بنى

إسرائيل ، فدعا موسى ربه ، فكشفه عنهم ، ولما شربوا الماء نكثوا العهد .

فذلك

قوله : لما وقع عليهم الرجز ، يعني العذاب الذي كان نزل بهم قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز ، يعني هذا العذاب كله ،

 لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل [ آية : ١٣٤ ] إلى فلسطين .

﴿ ١٣٣