٦٠التوبة : ٦٠ إنما الصدقات للفقراء . . . . . ثم أخبر عن أبى الخواص ، أن غير أبى الخواص أحق منه بالصدقة ، وبين أهلها ، فقال : إنما الصدقات للفقراء الذين لا يسألون الناس والمساكين الذين يسألون الناس والعملينَ عليها يعطون مما جبوا من الصدقات على قدر ما جبوا من الصدقات ، وعلى قدر ما شغلوا به أنفسهم عن حاجتهم والمؤلفة قلوبهم يتألفهم بالصدقة ، يعطيهم منها ، منهم : أبو سفيان وعيينة بن حصن ، وسهل بن عمرو ، وقد انقطع حتى المؤلفة اليوم ، إلا أن ينزل قوم منزلة أولئك ، فإن أسلموا أعطوا من الصدقات ، تتألفهم بذلك ليكونوا دعاة إلى الدين وفي الرقاب ، يعنى وفي فك الرقاب ، يعنى أعطوا المكاتبين والغارمين ، وهو الرجل يصيبه غرم في ماله من غير فساد ولا معصية وفي سبيل اللّه ، يعنى في الجهاد ، يعطى على قدر ما يبلغه في غزاته ، وابن السبيل ، يعنى المسافر المجتاز وبه حاجة ، يقول : فريضة من اللّه لهم هذه القسمة ؛ لأنهم أهلها واللّه عليم بأهلها حكيم [ آية : ٦٠ ] حكم قسمتها . وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ لا تحل الصدقة لمحمد ، ولا لأهله ، ولا تحل الصدقة لغنى ، ولا لذي مرة سوى ′ ، يعنى القوى الصحيح ، وكان المؤلفة قلوبهم ثلاث عشر رجلاً ، منهم : أبو سفيان بن حرب بن أمية ، والأقرع بن حابس المجاشعي ، وعيينة بن حصن الفزارى ، وحويطب بن عبد العزى القرشي ، من بنى عامر بن لؤي ، والحارث بن هشام المخزومي ، وحكيم بن حزام ، من بنى أسد بن عبد العزى ، ومالك بن عوف النضرى ، وصفوان بن أمية القرشي ، وعبد الرحمن بن يربوع ، وقيس بن عدي السهمي ، وعمرو بن مرداس ، والعلاء بن الحارث الثقفي ، أعطى كل رجل منهم مائة من الإبل ليرغبهم في الإسلام ويناصحون اللّه ورسوله ، غير أنه أعطى عبد الرحمن بن يربوع خمسين من الإبل ، وأعطى حويطب بن عبد العزى القرشي خمسين من الإبل ، وكان أعطى حكيم بن حزام سبعين من الإبل ، فقال : يا بني اللّه ، ما كنت أرى أن أحداً من المسلمين أحق بعطائك منى ، فزاده النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فكره ، ثم زاده عشرة ، فكره ، فأتمها له مائة من الإبل ، فقال حكيم : يا رسول اللّه ، عطيتك الأولى التي رغبت عنها ، أهي خير أم التي قنعت بها ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ الإبل التي رغبت عنها ′ ، فقال : واللّه لا آخذ غيرها ، فأخذ السبعين ، فمات وهو أكثر قريش مالاً ، فشق على النبي صلى اللّه عليه وسلم تلك العطايا ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ إني لأعطى رجلاً وأترك آخر ، وإن الذي أترك أحب إلي من الذي أعطى ، ولكن أتألف بالعطية ، وأوكل المؤمن إلى إيمانه ′ . |
﴿ ٦٠ ﴾