٧٤التوبة : ٧٤ يحلفون باللّه ما . . . . . يحلفونَ بِاللّه ما قالُواْ ، وذلك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أقام غزاة تبوك شهرين ينزل عليه القرآن ، ويعيب المنافقين المتخلفين ، جعلهم رجساً ، فسمع من غزا مع النبي صلى اللّه عليه وسلم من المنافقين ، فغضبوا لإخوانهم المتخلفين ، فقال جلاس بن سويد بن الصامت ، وقد سمع عامر بن قيس الأنصاري ، من بني عمرو بن عوف ، الجلاس يقول : واللّه لئن كان ما يقول محمد حقاً كإخواننا الذين خلفناهم وهم سراتنا وأشرافنا ، لنحن أشر من الحمير ، فقال عامر بن قيس للجلاس : أجل واللّه ، إن محمداً لصادق مصدق ، ولأنت أشر من الحمار . فلما قدم النبى صلى اللّه عليه وسلم المدينة ، أخبر عاصم بن عدى الأنصاري عن قول عامر بما قال الجلاس ، فأرسل النبى صلى اللّه عليه وسلم إلى عامر والجلاس ، فذكر النبى [ صلى اللّه عليه وسلم ] للجلاس ما قال ، فحلف الجلاس باللّه ما قال ذلك ، فقال عامر : لقد قاله وأعظم منه ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ ما هو ؟ قال : أرادوا قتلك فنفر الجلاس من ذلك ، فقال النبى صلى اللّه عليه وسلم : ′ قوما فاحلفا ′ فقاما عند المنبر فحلف الجلاس ما قال ذلك ، وأن عامراً كذب ، ثم حلف عامر باللّه إنه لصادق ولقد سمع قوله ، ثم رفع عامر بيده ، فقال : اللّهم أنزل على عبد نبيك تكذيب الكاذب وصدق الصادق ، فقال النبى صلى اللّه عليه وسلم : ′ آمين ′ ، فأنزل في الجلاس : يحلفون باللّه ما قالوا . ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم ، يعنى بعد إقرارهم بالإيمان ، وهموا بما لم ينالوا من قتل النبى صلى اللّه عليه وسلم بالعقبة وما نقموا إلا أن أغناهم اللّه ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم ، فقال الجلاس : فقد عرض اللّه على التوبة ، أجل واللّه لقد قلته ، فصدق عامراً ، وتاب الجلاس وحسنت توبته ، ثم قال : وهموا بما لم ينالوا من قتل النبى صلى اللّه عليه وسلم ، يعنى المنافقين أصحاب العقبة ليلة هموا بقتل النبى صلى اللّه عليه وسلم بالعقبة بغزوة تبوك ، ، منهم عبد اللّه بن أبى ، رأس المنافقين ، وعبد اللّه بن سعد بن أبى سرح ، وطعمة بن أبيرق ، والجلاس بن سويد ، ومجمع بن حارثة ، وأبو عامر بن النعمان ، وأبو الخواص ، ومرارة بن ربيعة ، وعامر بن الطفيل ، وعبد اللّه بن عتيبة ، ومليح التميمي ، وحصن بن نمير ، ورجل آخر ، هؤلاء اثنا عشر رجلاً ، وتاب أبو لبابة عن عبد المنذر ، وهلال بن أمية ، وكعب بن مالك الشاعر ، وكانوا خمسة عشر رجلاً . وما نقموا إلا أن أغناهم اللّه ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا عن التوبة يعذبهم اللّه عذابا أليما ، يعنى شديداً في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي يمنعهم ولا نصير [ آية : ٧٤ ] ، يعنى مانع من العذاب . |
﴿ ٧٤ ﴾