سورة يونسمقدمة سورة يونس كلها مكية ، غير آيتين ، وهما قوله تعالى : فإن كنت في شك إلى قوله : فتكون من الخاسرين [ آية : ٩٤ ، ٩٥ ] ، فإنهما مدنيتان ، وجملتها مائة وتسع آيات في عدد الكوفي بسم اللّه الرحمن الرحيم ١يونس : ١ الر تلك آيات . . . . . آلر تِلكَ ءاياتُ الكِتَبِ الحَكيم [ آية : ١ ] ، يعنى المحكم ، يقال : الألف واللام والراء ، فهن آيات الكتاب ، يعنى علامات الكتاب ، يعنى القرآن الحكيم ، يعنى المحكم من الباطل ، ولا كذب فيه ، لا اختلاف . ٢يونس : ٢ أكان للناس عجبا . . . . . أكان للناس عجبا ، يعنى بالناس كفار أهل مكة عجباً أن أوحينا إلى رجل منهم يعنى بالرجل محمداً صلى اللّه عليه وسلم يعرفونه ولا ينكرونه أن أنذر ، يعنى حذر الناس عقوبة اللّه عز وجل ونقمته إذا عصوه وَبَشِرِ الَّذين ءامنُواْ ، يعنى صدقوا بمحمد صلى اللّه عليه وسلم وبما في القرآن من الثواب أن لهم بأعمالهم التي قدموها بين أيديهم ، قدم صدق ، يعني سلف خير عند ربهم يعنى ثواب صدق يقدمون عليه ، وهو الجنة قال الكافرون من أهل مكة ، يعنى أبا جهل بن هشام ، والوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل السهمي ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، وأهل مكة قال الكافرون إن هذا لسحر ، يعنى محمداً صلى اللّه عليه وسلم مبين [ آية : ٢ ] ، يعنى بين قوله . ٣يونس : ٣ إن ربكم اللّه . . . . . إن ربكم اللّه الذي خلق السماوات يوم الأحد ويوم الاثنين و خلق والأرض يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ، وما بينهما يوم الخميس ويوم الجمعة في ستة أيام ثم استوى على العرش ، فيها تقديم ثم استوى على العرش ، ثم خلق السموات والأرض يدبر الأمر ، يقضي القضاء وحده لا يدبره غيره ما من شفيع من الملائكة لبني آدم إلا من بعد إذنه ، يعنى لا يشفع أحد إِلا بإذنه ، ولا يشفع إلا لأهل التوحيد ، فذلك قوله : إلا من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى [ النجم : ٢٦ ] ، فرضي اللّه للملائكة أن يشفعوا للموحدين ، ثم قال : : ذلكم اللّه يعنى هكذا ربكم فاعبدوه ، يعنى فوحدوه ولا تشركوا به شيئاً أفلا ، يعنى فهلا تذكرون [ آية : ٣ ] في ربوبيته ووحدانيته . ٤يونس : ٤ إليه مرجعكم جميعا . . . . . ثم قال : إليه مرجعكم جميعا بعد الموت وَعَد اللّه حَقاً إِنهُ يَبدؤا الخَلق ثُمَ يُعِيدُهُ ، ولم يك شيئاً كذلك يعيده من بعد الموت ليجزي يعنى لكي يثيب في البعث الذين ءامنواْ ، يعنى صدقوا وَعَمِلُواْ الصَلِحتِ ، يعنى وأقاموا الفرائض بالقسط ، يعني بالحق وبالعدل وثوابهم الجنة و يجزي والذين كفروا بتوحيد اللّه لهم شراب من حميم ، وذلك الشراب قد أوقد عليه مذ يوم خلقها اللّه عز وجل إلى يوم يدخلها أهلها ، فقد انتهى حرها وعذاب أليم ، يعنى وجيع نظيرها في الواقعة : فنزل من حميم [ الواقعة : ٩٣ ] بما كانوا يكفرون [ آية : ٤ ] بتوحيد اللّه عز وجل . ٥يونس : ٥ هو الذي جعل . . . . . هو الذي جعل الشمس ضياء بالنهار لأهل الأرض ، يستضيئون بها والقمر نورا بالليل وقدره منازل ، يزيد وينقص ، يعنى الشمس سراجاً والقمر نوراً لتعلموا بالليل والنهار عَدَدَ السّينينَ والحِسَابَ ، وقدره منازل لتعلموا بذلك عدد السنين ، والحساب ، ورمضان ، والحج ، والطلاق ، وما يريدون بين العباد ما خلق اللّه ذلك ، يعنى الشمس والعمر إلا بالحق ، لم يخلقهما عبثاً ، خلقهما لأمر هو كائن يفصل يبين الأيتِ ، يعنى العلامات لقوم يعلمون [ آية : ٥ ] بتوحيد اللّه عز وجل أن اللّه لما يرون من صنعه . ٦يونس : ٦ إن في اختلاف . . . . . ثم قال : إن في اختلاف الليل والنهار عليكم وَمَا خَلَقَ اللّه في السَّمواتِ والأرض لآَيَتٍ لِقَومٍ يتقُونَ [ آية : ٦ ] عقوبة اللّه عز وجل . ٧يونس : ٧ إن الذين لا . . . . . قوله : إن الذين لا يرجون لقاءنا ، يعنى لا يخشون لقاءنا ، يعنى البعث والحساب ورضُواْ بالحَيَوةِ الدُّنيا واطمأنوا بِهَا ، فعملوا لها وَالذين هُم عَن ءايتنا ، يعنى ما أخبر في أول هذه السورة غافلون [ آية : ٧ ] ، يعنى ما ذكر من صنيعه في هؤلاء الآيات لمعرضون ، فلا يؤمنون . ٨يونس : ٨ أولئك مأواهم النار . . . . . ثم أخبر بما أعد لهم في الآخرة ، فقال : أُولئِكَ مأوهُمُ النَّارُ ، يعنى مصيرهم النار بما كانوا يكسبون [ آية : ٨ ] من الكفر والتكذيب . ٩يونس : ٩ إن الذين آمنوا . . . . . ثم أخبر بما أعد للمؤمنين ، فقال : إِن الذينَ ءامنُواْ ، يعنى صدقوا باللّه وعملوا الصالحات ، وأقاموا فرائض اللّه يهديهم ربهم بإيمانهم ، يعنى بتصديقهم وتوحيدهم كما صدقوا ووحدوا ، كذلك يهديهم ربهم إلى الفرائض ، ويثيبهم الجنة تجري من تحتهم الأنهار ، يعنى تحت قصورهم نور في نور ، قصور الدر والياقوت ، وأنها تجري من غرفهم في جنات النعيم [ آية : ٩ ] ، لا يكلفون فيها عملاً أبداً ، ولا يصيبهم فيها مشقة أبداً . ١٠يونس : ١٠ دعواهم فيها سبحانك . . . . . دعواهم فيها سبحانك اللّهم فهذا علم بين أهل الجنة وبين الخدم إذاً أرادوا الطعام والشراب دعواهم أن يقولوا في الجنة : سبحانك اللّهم ، فإذا الموائد قد جاءت ، فوضعت ميلاً في ميل ، قوائمها اللؤلؤ ، ودخل عليهم الخدم من أربعة آلاف باب معهم صحاف الذهب سبعون ألف صحفة ، في كل صحفة لون من الطعام ليس في صاحبتها مثله ، كلما شبع ألقى اللّه عليه ألف باب من الشهوة ، كما شبع أتى بشربة تهضم ما قبلها بمقدار أربعين عاماً ، ويؤتون بألوان الثمار ، وتجئ الطير أمثال البخث ، مناقيرها لون ، وأجنحتها لون ، وظهورها لون ، وبطونها لون ، وقوائمها لون ، تتلألأ نوراً ، حتى تقف بين يديه في بيت طوله فرسخ في فرسخ ، في غرفة فيها سرر موضونة ، والوضن مشبك وسطه بقضبان الياقوت والزمرد الرطب ، ألين من الحرير ، قوائهما اللؤلؤ ، حافتاه ذهب وفضة ، عليه من الفرش مقدار سبعين غرفة في دار الدنيا ، لو أن رجلاً وقع من تلك الغرف لم يبلغ قرار الأرض سبعين عاماً . فيأكلون ويشربون ، وتقوم الطير وتصطف بين يديه ، وتقول : يا ولي اللّه ، رعيت في روضة كذا وكذا ، وشربت من عين كذا وكذا ، فأيتهن أعجبه وصفها وقعت على مائدته نصفها قديد سبعون ألف لون من الطير الواحد ، والنصف شواء فيأكل منها ما أحب ، ثم يطير فينطلق إلى الجنة ؛ لأنه ليس في الجنة من يموت وتحيتهم فيها سلام ، وذلك أن يأتيه ملك من عند رب العزة ، فلا يصل إليه حتى يستأذن له حاجب فيقوم بين يديه ، فيقول : يا ولي اللّه ، ربك يقرأ عليك السلام ، وذلك قوله تعالى : وتحيتهم فيها سلام ، من عند الرب تعالى ، فإذا فرغوا من الطعام والشراب ، الحمد للّه رب العالمين ، وذلك قوله عز وجل : وَءاخِرُ دَعواهُم ، يعنى قولهم حين فرغوا من الطعام والشراب أن الحمد للّه رب العالمين [ آية : ١٠ ] . ١١يونس : ١١ ولو يعجل اللّه . . . . . ولو يعجل اللّه للناس الشر استعجالهم بالخير ، وذلك حين قال النضر بن الحارث : فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم [ الأنفال : ٣٢ ] فيصيبنا ، فأنزل اللّه عز وجل : ولو يعجل اللّه للناس الشر استعجالهم بالخير ، إذا أرادوه فأصابوه ، يقول اللّه : ولو استجيب لهم في الشر ، كما يحبون أن يستجاب لهم في الخير لقضي إليهم أجلهم في الدنيا بالهلاك إذا فنذر الذين لا يرجون لقاءنا ، فنذرهم لا يخرجون أبداً ، فذلك قوله : في طغيانهم يعمهون [ آية : ١١ ] ، يعنى في ضلالتهم يترددون لا يخرجون منها إلا أن يخرجهم اللّه عز وجل . وأيضاً ولو يعجل اللّه للناس ، يقول : ابن آدم يدعو لنفسه بالخير ، ويحب أن يعجل اللّه ذلك ، ويدعو على نفسه بالشر ، يقول : اللّهم إن كنت صادقاً فافعل كذا وكذا ، فلو يجعل اللّه ذلك لقضي إليهم أجلهم ، يعنى العذاب فنذر ، يعنى فنترك الذين لا يرجون لقاءنا ، يعنى لا يخشون لقاءنا في طغيانهم يعمهون ، يعنى في ضلالتهم يترددون لا يخرجون منها . ١٢يونس : ١٢ وإذا مس الإنسان . . . . . وإذا مس الإنسان الضر ، يعنى المرض بلاء أو شدة ، نزلت في أبي حذيفة ، اسمه هاشم بن الغميرة بن عبد اللّه المخزومي دعانا لجنبه ، يعنى لمضجعه في مرضه ، أو دعانا قاعدا أو قائما ، كل ذلك لما كان فَلمَّا كَشَفنَا عَنهُ ضُرَّهُ إلى ضُرٍ مَّسَّهُ ، ولا يزال يدعونا ما احتاج إلى ربه ، فإذا أعطى حاجته أمسك عن الدعاء ، قال اللّه تعالى عند ذلك : استغنى عبدي كذلك ، يعنى هكذا زين للمسرفين ، يعنى المشركين ما كانوا يعملون [ آية : ١٢ ] من أعمالهم السيئة ، يعنى الدعاء في الشدة . ١٣يونس : ١٣ ولقد أهلكنا القرون . . . . . ولقد أهلكنا القرون بالعذاب في الدنيا من قبلكم يا أهل مكة لما ظَلمُواْ ، يعنى حين أشركوا ، يخوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية لكي لا يكذبوا محمداً صلى اللّه عليه وسلم وَجَاءتُهم رُسُلُهُم بالبَيناتِ ، يقول : أخبرتهم رسلهم بالعذاب أنه نازل بهم في الدنيا ، ثم قال : وَمَا كَانُواْ ليُؤمِنُواْ ، يقول : ما كان كفار مكة ليصدقوا بنزول العذاب بهم في الدنيا كَذلِكَ ، يعنى هكذا تجزِى بالعذاب القَومَ المُجرِمينَ [ آية : ١٣ ] ، يعنى مشركي الأمم الخالية . ١٤يونس : ١٤ ثم جعلناكم خلائف . . . . . ثم قال لهذه الأمة : ثُمَّ جَعَناكُم يا أمة محمد خَلَئف في الأرض مِن بعدِهم لينظُرَ كَيفَ تَعمَلُونَ [ آية : ١٤ ] . ١٥يونس : ١٥ وإذا تتلى عليهم . . . . . وَإِذا تُتلَى عَلَيهم ءاياتُنَا بَيناتٍ ، يعني القرآن قال الذَّين لا يَرجُونَ لِقَاءَنَا ، يعني لا يحسبون لقاءنا ، يعنى البعث ائتِ بِقُرءانٍ غَيرِ هَذا ليس فيه قتال أَو بَدِلهُ ، فأنزل اللّه عز وجل : قُل يا محمد : مَا يكونُ لِى أن أُبدّلَهُ مِن تَلقآئ نَفسِيَ إِن أَتبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلىَّ إنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبّي عذابَ يَومٍ عَظيمٍ [ آية : ١٥ ] . ١٦يونس : ١٦ قل لو شاء . . . . . وذلك أن الوليد بن المغيرة وأصحابه أربعين رجلاً أحدقوا بالنبي صلى اللّه عليه وسلم ليلة حتى أصبح ، ف يا محمد ، اعبد اللات والعزى ، ولا ترغب عن دين آبائك ، فإن كنت فقيراً جمعنا لك من أموالنا ، وإن كنت خشيت أن تلومك العرب ، فقل : إن اللّه أمرني بذلك ، فأنزل اللّه عز وجل : قُل يا محمد : افغيرَ اللّه تأمُرُونِّى اعْبُدُ . . . إلى قوله : . . . بَل اللّه فاعْبُدْ ، يعنى فوحد وَكُن مِّن الشَّاكِرينَ [ الزمر : ٦٤ - ٦٦ ] ، على الرسالة والنبوة . وأنزل اللّه عز وجل : ولو تقول علينا بعض الأقاويل ، يعنى محمد ، فزعم أني أمرته بعبادة اللات والعزى لأخذنا منه باليمين ، يعنى بالحق ثم لقطعنا منه الوتين [ الحاقة : ٤٤ - ٤٦ ] وهو الحبل المعلق به القلب ، وأنزل اللّه تعالى : قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم [ الأنعام : ١٥ ] . ثم قال لكفار مكة : قل لو شاء اللّه ما تلوته ، يعنى ما قرأت هذا القرآن ، عليكم ولا أدراكم به ، يقول : ولا أشعركم بهذا القرآن فقد لبثت فيكم عمرا طويلاً أربعين سنة من قبله ، من قبل هذا القرآن ، فهل سمعتموني أقرأ شيئاً عليكم ؟ أفلا ، يعني فهلا تعقلون [ آية : ١٦ ] أنه ليس متقول منى ، ولكنه وحي من اللّه إلي . ١٧يونس : ١٧ فمن أظلم ممن . . . . . فمن أظلم ، يعنى فمن أشد ظلماً لنفسه ممن افترى على اللّه كذبا ، فزعم أن مع اللّه آلهة أخرى أَو كَذَّبَ بِئايَتِهِ ، يعنى بمحمد صلى اللّه عليه وسلم وبدينه ، إنه لا يفلح المجرمون [ آية : ١٧ ] ، يعنى إنه لا ينجي الكافرون من عذاب اللّه عز وجل . ١٨يونس : ١٨ ويعبدون من دون . . . . . ويعبدون من دون اللّه ما لا يضرهم إن تركوا عبادتهم ولا ينفعهم إن عبدوها ، وذلك أن أهل الطائف عبدوا اللات ، وعبد أهل مكة العزى ، ومناة ، وهبل ، وأساف ، ونائلة ، لقبائل قريش ، وود لكلب بدومة الجندل ، وسواع لهذيل ، ويغوث لبني غطيف من مراد بالجرف من سبأ ، ويعوق لهمذان ببلخع ، ونسر لذي الكلاع من حمير ، نعبدها لتشفع لنا يوم القيامة ، فذلك قوله : وَيقولُونَ هَؤلاءِ شُفَعَؤُنا عِندَ اللّه قُل أَتنبِئونَ اللّه بما لاَ يَعلمُ في السموات وَلاَ في الأَرض سُبحانَهُ وتَعَالىَ عَمَّا يُشرِكُونَ [ آية : ١٨ ] . ١٩يونس : ١٩ وما كان الناس . . . . . وما كان الناس في زمان آدم ، عليه السلام إلا أمة واحدة ، يعنى ملة واحدة مؤمنين لا يعرفون الأصنام والأوثان ، ثم اتخذوها بعد ذلك ، فذلك قوله : فاختلفوا بعد الإيمان ولولا كلمة سبقت من ربك قبل الغضب ، لأخذناهم عند كل ذنب ، فذلك قوله : لقضي بينهم فيما فيه يختلفون [ آية : ١٩ ] ، يعنى في اختلافهم بعد الإيمان . ٢٠يونس : ٢٠ ويقولون لولا أنزل . . . . . ويقولون لولا ، يعنى هلا أُنزِلَ عَلَيهِ ءايَةٌ مِن رَّبِهِ مما سألوا ، يعنى في بني إسرائيل وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا [ الإسراء : ٩٠ ] ، يعنى لن نصدقك حتى تخرج لنا نهراً ، فقد أعيينا من ميح الدلاء من زمزم ومن رءوس الجبال ، وإن أبيت هذا فلتكن لك خاصة جنة من نخيل [ الإسراء : ٩١ ] ، إلى قوله : كسفا [ الإسراء : ٩٢ ] ، حين قال : إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء [ سبأ : ٩ ] ، يعني قطعاً أو تأتي باللّه عياناً فننظر إليه والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف ، يعنى من ذهب أو ترقى في السماء ، يعنى أو تضع سلماً فتصعد إلى السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه [ الإسراء : ٩٢ ، ٩٣ ] ، يقول : ولسنا نصدقك ، حتى تأتي بأربعة أملاك ، يشهدون أن هذا الكتاب من رب العزة ، وهذا قول عبد اللّه بن أبي أمية بن المغيرة . فأنزل اللّه في قوله : أو تأتي باللّه عياناً فننظر إليه : أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل [ البقرة : ١٠٨ ] ، إذ أرنا اللّه جهرة [ النساء : ١٥٣ ] ، وأنزل اللّه فيها : بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة [ المُدثر : ٥٢ ] ، ل قوله : [ كِتَاباً نَقْرَؤُهُ وأنزل اللّه وَمَا مَنَعَنَا أن نُّرْسِلَ بِالآياتِ إلاَّ إن كَذبَ بَهَا الأوَّلُونَ [ الإسراء : ٥٩ ] لأني إذا أرسلت إلى قوم آية ، ثم كذبوا ، لم أناظرهم بالعذاب ، وإن شئت يا محمد أعطيت قومك ما سألوا ، ثم لم أناظرهم بالعذاب قال : ′ يا رب لا ′ رقة لقومه لعلهم يتقون . ثم قال : فقل إنما الغيب للّه ، وهو قوله : إنما يأتيكم به اللّه إن شاء هود : ٣٣ فانتظروا بي الموت إني معكم من المنتظرين [ آية : ٢٠ ] بكم العذاب القتل ببدر . ٢١يونس : ٢١ وإذا أذقنا الناس . . . . . وإذا أذقنا الناس ، يعنى آتينا الناس ، يعنى كفار مكة رحمة ، يعنى المطر ، من بعد ضراء ، يعنى القحط وذهاب الثمار مستهم يعني المجاعة سبع سنين ، إذا لَهُم مَكرٌ في ءاياتنا ، يعنى تكذيباً ، يقول : إذ لهم قول في التكذيب بالقرآن تكذيباً واستهزاء قل اللّه أسرع مكرا ، يعنى اللّه أشد إخزاء إن رسلنا من الحفظة يكتبون ما تمكرون [ آية : ٢١ ] ، يعنى ما تعلمون . ٢٢يونس : ٢٢ هو الذي يسيركم . . . . . هو الذي يسيركم في البر على ظهور الدواب والإبل ، ويهديكم لمسالك الطرق والسبل و يحملكم في والبحر في السفن في الماء ، ويدلكم فيه بالنجوم ، حتى إذا كنتم في الفلك ، يعنى في السفن وجرين بهم ، يعنى بأهلها ، بريح طيبة ، يعنى غير عاصف ، ولا قاصف ، ولا بطيئة وفرحوا بها جاءتها يعني السفينة ريح عاصف قاصف ، يعنى غير لين ، يعنى ريحاً شديدة وجاءهم الموج من كل مكان ، يعنى من بين أيديهم ، ومن خلفهم ، ومن فوقهم وظنوا يعنى وأيقنوا أنهم أحيط بهم ، يعنى أنهم مهلكون ، يعنى مغرقون دعوا اللّه مخلصين له الدين ، وضلت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون اللّه ، فذلك قوله : وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه [ الإسراء : ٦٧ ] لئن أنجيتنا من هذه المرة لنكونن من الشاكرين [ آية : ٢٢ ] ، لا ندعو معك غيرك . ٢٣يونس : ٢٣ فلما أنجاهم إذا . . . . . فَلَمَا أَنجهُم إِذا هُم يبغُونَ في الأرض ، يعنى يعبدون مع اللّه غيره بغير الحق ، إذ عبدوا مع اللّه غيره يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم ضرره في الآخرة مَتاعَ الحيواة الدُّنيا ، تمتعون فيها قليلاً إلى منتهى آجالكم ثم إلينا مرجعكم في الآخرة فننبئكم بما كنتم تعملون [ آية : ٢٣ ] ٢٤يونس : ٢٤ إنما مثل الحياة . . . . . إِنَّمَا مَثَلُ الحَيَواة الدُّنيا كماءٍ أَنْزَلْناهُ من السَّماءِ فاختلطَ بهِ نَبَات الأرض مِمَّا يأكُلُ النَّاسُ والأنعامُ ، يقول : مثل الدنيا كمثل النبت بينا هو أخضر ، إذا هو قد يبس ، فكذلك الدنيا إذا جاءت الآخرة ، يقول : أنزل الماء من السماء فأنبت به ألوان الثمار لبني آدم ، وألوان النبات للبهائم حتى إذا أخذت الأرض زخرفها ، يعنى حسنها وزينتها ، وازينت بالنبات وحسنت وظن أهلها ، يعنى وأيقن أهلها أنهم قادرون عليها في أنفسهم أتاها أمرنا ، يعنى عذابنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا ، يعنى ذاهباً كأن لم تغن بالأمس ، يعنى تنعم بالأمس كذلك ، يعنى هكذا تجئ الآخرة ، فتذهب الدنيا ونعيمها وتنقطع عن أهلها نفصل الآيات يعنى نبين العلامات لقوم يتفكرون [ آية : ٢٤ ] في عجائب اللّه وربوبيته . ٢٥يونس : ٢٥ واللّه يدعو إلى . . . . . واللّه يدعواْ إلى دَارِ السلام ، يعنى دار نفسه ، وهي الجنة ، واللّه هو السلام ، ويهدي من يشاء ، يعنى من أهل التوحيد إلى صراط مستقيم [ آية : ٢٥ ] ، يعنى دين الإسلام . ٢٦يونس : ٢٦ للذين أحسنوا الحسنى . . . . . للذين أحسنوا ، يعنى وحدوا اللّه الحسنى ، يعنى الجنة وزيادة ، يعنى فضل على الجنة النظر إلى وجه اللّه الكريم ولا يرهق وجوههم قتر ، يعنى ولا يصيب وجوههم قتر ، يعنى سواد ، ويقال : كسوف ، ويقال : هو السود ولا ذلة ، يعنى ولا مذلة في أبدانهم عند معاينة النار أٌ وْلئكَ الذين هم بهذه المنزلة أصحب الجنة هم فيها خالدون [ آية : ٢٦ ] لا يموتون . ٢٧يونس : ٢٧ والذين كسبوا السيئات . . . . . والذين كسبوا السيئات ، يعنى عملوا الشرك جزاء سيئة بمثلها ، يعنى جزاء الشرك جهنم وترهقهم ذلةٌ ، يعنى مذلة في مذلة في مذلة أبدانهم ما لهم من اللّه من عاصم ، يعنى مانع يمنعهم من العذاب كأنما اغشيت وجوههم قطعاً من اليل مظلماً ، يعنى سواد الليل أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون [ آية : ٢٧ ] لا يموتون . ٢٨يونس : ٢٨ ويوم نحشرهم جميعا . . . . . قوله : ويوم نحشرهم جميعاً ، يعنى الكفار وما عبدوا من دون اللّه ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم ، يعنى بهم الآلهة فزيلنا بينهم ، يعنى فميزنا بين الجزاءين وقال شركاؤهم يعنى الآلهة وهم الأصنام : ما كنتم إيانا تعبدون [ آية : ٢٨ ] . ٢٩يونس : ٢٩ فكفى باللّه شهيدا . . . . . فكفى باللّه شهيداً بيننا وبينكم إن كنا ، يعنى لقد كنا عن عبادتكم إيانا لغفلين [ آية : ٢٩ ] ، وقد عبدتمونا وما نشعر بكم . ٣٠يونس : ٣٠ هنالك تبلو كل . . . . . ثم قال : هنالك ، يعنى عند ذلك تبلوا ، يعنى تختبر كل نفس ما أسلفت ، يعنى ما قدمت وردوا إلى اللّه مولهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون [ آية : ٣٠ ] ، يعنى يعبدون في الدنيا من الآلهة . ٣١يونس : ٣١ قل من يرزقكم . . . . . قل لكفار قريش : من يرزقكم من السمآء ، يعنى المطر وَ من والأرض ، يعنى البنات والثمار أمن يملك السمع ، فيسمعها المواعظ ، والأبصار ، فيريها العظمة ومن يخرج الحي من الميت ، يعنى النسمة الحية من النطفة ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر ، يعنى أمر الدنيا ، يعنى القضاء وحده فسيقولون ، فسيقول مشركو قريش : اللّه يفعل ذلك ، فإذا أقروا بذلك ، فقل يا محمد : أفلا ، يعنى أفهلا تتقون [ آية : ٣١ ] الشرك ، يعنى فهلا تحذرون العقوبة والنقمة . ٣٢يونس : ٣٢ فذلكم اللّه ربكم . . . . . فذلكم اللّه ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلل ، فماذا بعد عبادة الحق والإيمان إلا الباطل فأنى تصرفون [ آية : ٣٢ ] . ٣٣يونس : ٣٣ كذلك حقت كلمة . . . . . كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون [ آية : ٣٣ ] ، فأخبر بعلمه السابق فيهم أنهم لا يؤمنون . ٣٤يونس : ٣٤ قل هل من . . . . . ثم قال : قل هل من شركآئكم ، يعنى لآلهة التي عبدوا من دون اللّه من يبدؤُاْ الخلق ثم يعيده ، يقول : هل من خالق غير اللّه يخلق خلقاً جديداً من النطفة على غير مثال ولا مشورة ، أمَّن يعيد خلقاً من بعد الموت فسيقولون في قد أفلح المؤمنون للّه [ المؤمنون : ٨٥ ] قل أنت يا محمد : اللّه يبدؤا الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون [ آية : ٣٤ ] ، يقول : فمن أين تكذبون بتوحيد اللّه إذا زعمتم أن مع اللّه إلها آخر . ٣٥يونس : ٣٥ قل هل من . . . . . قل للكفار يا محمد : هل من شركائكم ، يعنى اللات ، والعزى ، ومناة آلهتهم التي يعبدون من يهدى إلى الحق ؛ يقول : هل منهم أحد إلى الحق يهدى ، يعنى إلى دين الإسلام قل اللّه يا محمد يهدى للحق ، وهو الإسلام أفمن يهدى إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدى ، وهي الأصنام والأوثان إلا أن يهدى ، وبيان ذلك من النحل : وهو كل على مولاه [ النحل : ٧٦ ] ، ثم عابهم ، فقال : فما لكم كيف تحكمون [ آية : ٣٥ ] ، يقول : ما لكم ، كيف تقضون الجور ؟ ونظيرها في ن والقلم ، حين زعمتم أن معي شريكاً . ٣٦يونس : ٣٦ وما يتبع أكثرهم . . . . . يقول : وما يتبع أكثرهم إلا ظناً ، يعنى الآلهة ، يقول : إن هذه الآلهة تمنعهم من العذاب ، يقول اللّه : إن الظن لا يغنى عنهم من الحق شيئاً ، يعنى من العذاب شيئاً إن اللّه عليم بما يفعلون [ آية : ٣٦ ] . ٣٧يونس : ٣٧ وما كان هذا . . . . . وما كان هذا القرءان أن يفترى من دون اللّه ، وذلك لأن الوليد بن المغيرة وأصحابه ، يا محمد ، هذا القرآن هو منك وليس هو من ربك ، فأنزل اللّه تعالى : وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون اللّه ولكن تصديق الذي بين يديه ، يقول : القرآن يصدق التوراة ، والزبور ، والإنجيل وتفصيل الكتب لا ريب فيه ، يعنى تفصيل الحلال والحرام لا شك فيه من رب العلمين [ آية : ٣٧ ] . ٣٨يونس : ٣٨ أم يقولون افتراه . . . . . أم يقولون افترهٌ ، يا محمد على اللّه قٌ ل إن زعمتم أنى افتريته وتقولته فأتوا بسورة مثله مثل هذا القرآن وادعوا ، يقول : استعينوا عليه من استطعتم من دون اللّه ، يعنى الآلهة إن كنتم صدقين [ آية : ٣٨ ] أن الآلهة تمنعهم من العذاب . ٣٩يونس : ٣٩ بل كذبوا بما . . . . . يقول اللّه : بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه إذ زعموا أن لا جنة ، ولا نار ، ولا بعث ، ولما يأتيهم تأويله ، يعنى بيانه كذلك كذب الذين من قبلهم من الأمم الخالية ، فانظر كيف كان عقبة الظلمين [ آية : ٣٩ ] ، يعنى المكذبين بالبعث . ٤٠يونس : ٤٠ ومنهم من يؤمن . . . . . ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به ، يعنى لا يصدق بمحمد صلى اللّه عليه وسلم ودينه ، ثم أخبر اللّه أنه قد علم من يؤمن به ومن لا يؤمن به من قبل أن يخلقهم ، فذلك قوله : وربك أعلم بالمفسدين [ آية : ٤٠ ] . ٤١يونس : ٤١ وإن كذبوك فقل . . . . . وإن كذبوك بالقرآن ، و إنه من تلقاء نفسك فقل للمستهزئين من قريش عبد اللّه بن أبي أمية وأصحابه لي عملي ولكم عملكم ، يقول : دين اللّه أنا عليه ، ولكم دينكم الذي أنتم عليه أنتم بريئون مما أعمل وأنا برىء مما تعملون [ آية : ٤١ ] ^ ، يقول : أنتم بريئون من ديني ، وأنا بريء من دينكم ، يعنى من كفركم ، مثلها في هود : قال إني أشهد اللّه واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه [ هود : ٥٤ - ٥٥ ] . ٤٢يونس : ٤٢ ومنهم من يستمعون . . . . . ومنهم ، يعنى مشركي قريش من يستمعون إليك ، يعنى يستمعون قولك ، أفأنت يا محمد تسمع الصم ، يقول : كما لا يسمع الصم ، لا يسمع المواعظ من قد سبقت له الشقاوة في علم اللّه تعالى ولو ، يعنى إذ كانوا لا يعقلون [ آية : ٢٤ ] الإيمان . ٤٣يونس : ٤٣ ومنهم من ينظر . . . . . ومنهم من ينظر إليك يا محمد أفأنت تهدى العمى ولو ، يعنى إذ كانوا لا يبصرون [ آية : ٤٣ ] الهدى . ٤٤يونس : ٤٤ إن اللّه لا . . . . . إن اللّه لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون [ آية : ٤٤ ] ، يقول : نصيبهم ينقصون بأعمالهم إذا حرموا أنفسهم ثواب المؤمنين . ٤٥يونس : ٤٥ ويوم يحشرهم كأن . . . . . ويوم يحشرهم في قبورهم إلى القيامة كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار ، يعنى يوماً واحداً من أيام الدنيا يتعارفون بينهم ، يعنى يعرفون بعضهم بعضاً ، وتبيان ذلك في الفصل في سأل سائل [ المعارج : ١ ] يبصرونهم [ المعارج : ١١ ] ، يعنى يعرفونهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء اللّه ، يعنى البعث وما كانوا مهتدين [ آية : ٤٥ ] . ٤٦يونس : ٤٦ وإما نرينك بعض . . . . . وإما نرينك بعض الذي نعدهم يوم بدر أو نتوفينك قبل يوم بدر فإلينا مرجعهم في الآخرة ، فأنتقم منهم ثم اللّه شهيد على ما يفعلون [ آية : ٤٦ ] من الكفر والتكذيب . ٤٧يونس : ٤٧ ولكل أمة رسول . . . . . ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط . يعنى بالحق ، وهو العدل وهم لا يظلمون [ آية : ٤٧ ] ، وذلك أن اللّه بعث الرسل إلى أممهم يدعون إلى عبادة اللّه وترك عبادة الأصنام والأوثان ، فمن أجابهم إلى ذلك أثابه اللّه الجنة ، ومن أبى جعل ثوابه النار . فذلك قوله : قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ، وذلك عند وقت العذاب ، وهم لا يظلمون ، يعنى وهم لا ينقصون من محاسنهم ، ولا يزادون على مساوئهم ما لم يعلموها ، ٤٨يونس : ٤٨ ويقولون متى هذا . . . . . ويقولون ، يعنى الكفار لنبيهم : متى هذا الوعد إن كنتم صدقين [ آية : ٤٨ ] ، وذلك قوله : ائتنا بعذاب اللّه إن كنت من الصادقين [ العنكبوت : ٢٩ ] . ٤٩يونس : ٤٩ قل لا أملك . . . . . قل لا أملك لنفسي ضرا ، يعنى سوءاً ولا نفعا ، يعنى في الآخرة إلا ما شاء اللّه لكل أمة أجل وقت ، يقول : لكل أجل وقت ؛ لأنه سبقت الرحمة الغضب إذا جاء أجلهم ، يعني وقت العذاب فلا يستئخرون ساعة ولا يستقدمون [ آية : ٤٩ ] ، يقول : لا يؤخر عنهم ساعة ، ولا يصيبهم قبل الوقت . ٥٠يونس : ٥٠ قل أرأيتم إن . . . . . قل أرءيتم إن أتاكم عذابه بيتا ، يعنى صباحا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون [ آية : ٥٠ ] . ٥١يونس : ٥١ أثم إذا ما . . . . . أثم إذا ما وقع ، يعنى قول القرآن ءامنتم به ءآلئن حين لم تنفعكم وقد كنتم به ، يعنى بالعذاب تستعجلون [ آية ٥١ ] . ٥٢يونس : ٥٢ ثم قيل للذين . . . . . ثم قيل للذين ظلموا ، يعنى كفروا : ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون [ آية : ٥٢ ] من الشرك ، يقول : جزاء الشرك جهنم . ٥٣يونس : ٥٣ ويستنبئونك أحق هو . . . . . ويستنبئونك ، يقول : يسألونك : أحق هو ؟ يعنى العذاب الذي تعدنا به ، ويقال : القرآن الذي أنزل إليك أحق هو ؟ قل إي وربي ، يعنى نعم وإلهي ، إنه ، يعنى العذاب لحق ، يعنى لكائن وما أنتم بمعجزين [ آية : ٥٣ ] ، يعنى بسابقي بأعمالكم الخبيثة في الدنيا قبل الآخرة . ٥٤يونس : ٥٤ ولو أن لكل . . . . . قوله : ولو أن لكل نفس كافرة ظلمت ما في الأرض ما لا لافتدت به نفسها يوم القيامة م عذاب جهنم وأسروا الندامة لما رأوا العذاب ، يعنى حين رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط ، يعنى بالعدل ، وصاروا إلى جعنم بشركهم ، وصار المؤمنون إلى الجنة بإيمانهم وهم لا يظلمون [ آية : ٥٤ ] . ٥٥يونس : ٥٥ ألا إن للّه . . . . . قوله : ألا إن للّه ما في السماوات والأرض ، يقول : هو رب من فيهما ألا إن وعد اللّه حق ، أن من وحده أثابه الجنة ، ومن كفر به عاقبه بالنار ولكن أكثرهم لا يعلمون [ آية : ٥٥ ] يعنى من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار ، وواحد إلى الجنة . ٥٦يونس : ٥٦ هو يحيي ويميت . . . . . ثم أخبر بصنيعه ليوحد ، فقال : هو يحي من النطف ويميت من بعد الحياة ، فاعبدوا من يحيي ويميت وإليه ترجعون [ آية : ٥٦ ] من بعد الموت ، فيجزيكم في الآخرة . ٥٧يونس : ٥٧ يا أيها الناس . . . . . يا أيها الناس قد جاءتكم موعظةٌ ، يعنى بينه من ربكم ، وهو ما بين اللّه في القرآن وشفآءٌ لما في الصُّدورِ من الكفر والشرك و هذا القرآن وهدى من الضلالة ورحمة للمؤمنين [ آية : ٥٧ ] لمن أحل حلاله ، وحرم حرامه . ٥٨يونس : ٥٨ قل بفضل اللّه . . . . . قل بفضل اللّه ، يعنى القرآن وبرحمته الإسلام فبذلك فليفرحوا معشر المسلمين هو خير مما يجمعون [ آية : ٥٨ ] من الأموال ، فلما نزلت هذه الآية قرأها النبي صلى اللّه عليه وسلم مرات . ٥٩يونس : ٥٩ قل أرأيتم ما . . . . . قل لكفار قريش ، وخزاعة ، وثقيف ، وعامر بن صعصعة ، وبني مدلج ، والحارث أبني عبد مناة ، قل لهم : أرءيتم ما أنزل اللّه لكم من رزق ، يعنى البحيرة ، والسائبة ، والوصية ، والحام فجعلتم منه حراما وحلالا ، يعنى حرمتم منه ما شئتم ، وحللاً ، يعنى وحللتم منه ما شئتم قل ءاللّه أذن لكم أم على اللّه تفترون [ آية : ٥٩ ] . ٦٠يونس : ٦٠ وما ظن الذين . . . . . وما ظن الذين يفترون في الدنيا على اللّه الكذب ، فزعموا أن له شريكاً ، يوم القيامة إن اللّه لذو فضل على الناس ، حين لا يؤاخذهم عند كل ذنب ، ولكن أكثرهم لا يشركون [ آية : ٦٠ ] هذه النعم . ٦١يونس : ٦١ وما تكون في . . . . . وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرأن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً ، يعنى إلا وقد علمته قبل أن تعلموه إذ تفيضون فيه ، وأنا شاهدكم ، يعنى إذ تعملونه وما يعزب ، يعنى وما يغيب عن ربك من مثقال ذرة ، يعنى وزن ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين [ آية : ٦١ ] ، يعنى اللوح المحفوظ . ٦٢يونس : ٦٢ ألا إن أولياء . . . . . ألا إن أولياء اللّه لا خوف عليهم إن يدخلوا جهنم ولا هم يحزنون [ آية : ٦٢ ] أن يخرجوا من الجنة أبداً . ٦٣يونس : ٦٣ الذين آمنوا وكانوا . . . . . الذين ءامنوا ، يعنى صدقوا وكانوا يتقون [ آية : ٦٣ ] الكبائر . ٦٤يونس : ٦٤ لهم البشرى في . . . . . لهم البشرى في الحيواة الدنيا ، الرؤيا الصالحات وفي الآخرة إذا خرجوا من قبورهم لا تبديل لكلمات اللّه ، يعنى لوعد اللّه أن من اتقاه ثوابه الجنة ، ومن عصاه عقابه النار ذلك البشرى هو الفوز العظيم [ آية ٦٤ ] . ٦٥يونس : ٦٥ ولا يحزنك قولهم . . . . . ولا يحزنك قولهم يا محمد ، يعنى إذاهم إن العزة للّه ، يعنى إن القوة للّه جميعا في الدنيا والآخرة هو السميع لقولهم العليم [ آية : ٦٥ ] بهم . ٦٦يونس : ٦٦ ألا إن للّه . . . . . ألا إن للّه من في السماوات ومن في الأرض ، يقول : هو ربهم وهم عباده ، ثم قال : وما يتبع الذين يدعون ، يعني يعبدون من دون اللّه شركاء ، يعنى الملائكة إن يتبعون ، يعنى ما يتبعون إلا الظن ، يعنى ما يستيقنون بذلك وإن هم إلا يخرصون [ آية : ٦٦ ] الكذب . ٦٧يونس : ٦٧ هو الذي جعل . . . . . ثم دل على نفسه بصنعه ليعتبروا فيوحدوه ، فقال : هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه ، يعنى لتأووا فيه من نصب النهار والنهار مبصرا ، ضياء ونوراً لتتغلبوا فيه لمعايشكم إن في ذلك ، يعنى في هذا لايت ، يعنى لعلامات لقوم يسمعون [ آية : ٦٧ ] المواعظ . ٦٨يونس : ٦٨ قالوا اتخذ اللّه . . . . . قالوا اتخذ اللّه ولدا ، فنزه نفسه عن ذلك ، فقال : سبحانه هو الغني أن يتخذ ولداً له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا ، يقول : فعندكم حجة بما تزعمون أنه له ولد أتقولون على اللّه ما لا تعلمون [ آية : ٦٨ ] . ٦٩يونس : ٦٩ قل إن الذين . . . . . قل يا محمد : إن الذين يفترون على اللّه الكذب لا يفلحون [ آية : ٦٩ ] ، يعنى لا يفوزون إذا صاروا إلى النار . ٧٠يونس : ٧٠ متاع في الدنيا . . . . . متعٌ في الدنيا ، يعنى بلاغ في الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعهم في الآخرة ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون [ آية : ٧٠ ] ، بقولهم : إن الملائكة ولد اللّه . ٧١يونس : ٧١ واتل عليهم نبأ . . . . . واتل عليهم ، يعنى واقرأ عليهم نبأ نوح ، يعنى حديث نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم ، يعنى عظيم عليكم مقامي ، يعنى طول مكثي فيكم وَتَذكيرِي بِئايت اللّه ، يعنى تحذيري إياكم عقوبة اللّه فعلى اللّه توكلت ، يعنى باللّه احترزت فأجمعوا أمركم وشركاءكم وآلهتكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ، يعنى سوءاً ثم اقضوا إلي ، يعنى ميلوا إلى ولا تنظرون [ آية : ٧١ ] ، يعنى ولا تمهلون . ٧٢يونس : ٧٢ فإن توليتم فما . . . . . فإن توليتم ، يعنى عصيتم فما سألتكم من أجر ، يعنى من جعل إن أجري ، يعنى ثوابي إلا على اللّه وأمرت أن أكون من المسلمين [ آية : ٧٢ ] ، يعنى من الموحدين . ٧٣يونس : ٧٣ فكذبوه فنجيناه ومن . . . . . فكذبوه فنجينه ومن معه من المؤمنين في الفلك ، يعنى السفينة ، وجعلنهم خلئف في الأرض من بعد نوح وأغرقنا الذين كذبوا بئايتنا ، يعنى بنوح وما جاء به فانظر يا محمد كيف كان عاقبة المنذرين [ آية : ٧٣ ] يعنى المحذرين . ٧٤يونس : ٧٤ ثم بعثنا من . . . . . ثم بعثنا من بعده ، يعنى من بعد نوح رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات ، ثم أخبر بعلمه فيهم ، فقال : فما كانوا ليؤمنوا ، يعنى ليصدقوا بما كذبوا به ، يعنى العذاب من قبل نزول العذاب كذلك نطبع ، يعنى هكذا نختم على قلوب المعتدين [ آية : ٧٤ ] ، يعنى الكافرين . ٧٥يونس : ٧٥ ثم بعثنا من . . . . . ثم بعثنا من بعدهم من بعد الأمم موسى وهارون إلى فرعون وملإيْهِ بئايتنا ، يعنى بعلاماتنا اليد والعصا فاستكبروا ، يعنى فتكبروا عن الإيمان وكانوا قوما مجرمين [ آية : ٧٥ ] ، يعنى كافرين . ٧٦يونس : ٧٦ فلما جاءهم الحق . . . . . فلما جاءهم الحق من عندنا ، يعنى موسى وما جاء به من الآيات قالوا إن هذا لسحر مبين [ آية : ٧٦ ] ، يعنى بين . ٧٧يونس : ٧٧ قال موسى أتقولون . . . . . قال موسى أتقولون للحق اليد والعصا لما جاءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون [ آية : ٧٧ ] في الدنيا والآخرة . ٧٨يونس : ٧٨ قالوا أجئتنا لتلفتنا . . . . . قالوا أجئتنا لتلفتنا ، يعنى لتصدنا عما وجدنا عليه ءابآءنا ، يعنى عما كانت آباؤنا تعبد وتكون لكما الكبرياء ، يعنى موسى وهارون ، الكبرياء يعنى الملك في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين [ آية : ٧٨ ] ، يعنى بمصدقين . ٧٩يونس : ٧٩ وقال فرعون ائتوني . . . . . وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم [ آية : ٧٩ ] . ٨٠يونس : ٨٠ فلما جاء السحرة . . . . . فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون [ آية : ٨٠ ] ، يعنى الحبال والعصي . ٨١يونس : ٨١ فلما ألقوا قال . . . . . فلما ألقوا الحبال والعصي ، سحروا أعين الناس قال موسى ما جئتم به السحر إن اللّه سيبطله ، يعنى إن اللّه سيدحضه ويقهره إن اللّه لا يصلح عمل المفسدين [ آية : ٨١ ] ، يعنى إن اللّه لا يعطي أهل الكفر والمعاصي الظفر . ٨٢يونس : ٨٢ ويحق اللّه الحق . . . . . ويحق اللّه الحق بكلمته ، يقول : يحق اللّه الدين بالتوحيد ، والظفر لنبيه صلى اللّه عليه وسلم ، ولو كره المجرمون [ آية : ٨٢ ] . ٨٣يونس : ٨٣ فما آمن لموسى . . . . . فمآ ءامن لموسى ، يعنى فما صدق لموسى إلا ذرية من قومه ، يعنى أهل بيت أمهاتهم من بني إسرائيل وآباؤهم من القبط على خوف من فرعون وملإيهم ، يعنى ومن معه الأشراف من قومه الأبناء أن يفتنهم ، يعنى أن يقتلهم وإن فرعون لعال في الأرض ، يعنى جباراً في الأرض وإنه لمن المسرفين [ آية : ٨٣ ] ، يعنى المشركين . ٨٤يونس : ٨٤ وقال موسى يا . . . . . وقال موسى يقوم إن كتم ءامنتم باللّه فعليه توكلوا ، يعنى احترزوا إن كنتم مسلمين [ آية : ٨٤ ] ، يعنى إن كنتم مقرين بالتوحيد . ٨٥يونس : ٨٥ فقالوا على اللّه . . . . . فقالوا على اللّه توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين [ آية : ٨٥ ] ، يعنى الذين كفروا ، يقول : ولا تعذبهم من أجلنا ، يقول : إن عذبتم فلا تجعلنا لهم فتنة . ٨٦يونس : ٨٦ ونجنا برحمتك من . . . . . ونجنا برحمتك من القوم الكفرين [ آية : ٨٦ ] . حدثنا عبيد اللّه قال : سمعت أبي ، عن الهذيل في قوله : ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ، قال : سمعت أبا صالح يقول : ربنا لا تظفرهم بنا ، فيظنوا أنهم على حق وأنا على باطل . قال : سمعت مرة أخرى يقول : لا تختبرنا ببلاء ، فيشمت بنا أعداؤنا من ذلك وعافنا منه . قال : وسمعته مرة أخرى يقول : لا تبسط لهم في الرزق وتفتنا بالفقر ، فنحتاج إليهم ، فيكون ذلك فتنة لنا ولهم . ٨٧يونس : ٨٧ وأوحينا إلى موسى . . . . . وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بنى إسرائيل بمصر بيوتا ، يعنى مساجد واجعلوا بيوتكم قبلة ، يقول : اجعلوا مساجدكم قبل المسجد الحرام وأقيموا في تلك البيوت الصلاة لمواقيتها وبشر المؤمنين [ آية : ٨٧ ] . ٨٨يونس : ٨٨ وقال موسى ربنا . . . . . وقال موسى ربنا إنك ءاتيت فرعون وملأهُ زينةً ، يعنى الملك وأمولاً ، يعنى أنواع الأموال في الحيوة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ، يعنى إنما أعطيتهم ليشكروا ولا يكفروا بدينك ، قال موسى : ربنا اطمس على أموالهم ، قال هارون : آمين واشدد ، يعنى اختم على قلوبهم ، قال هارون : آمين فلا يؤمنوا ، يعنى فلا يصدقوا حتى يروا العذاب الأليم [ آية : ٨٨ ] ، فإذا رأوا العذاب الأليم آمنوا ، ولم يغن عنهم شيئاً ٨٩يونس : ٨٩ قال قد أجيبت . . . . . قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما إلى اللّه ، فصار الداعي والمؤمن شريكين ، ولا تتبعان سبيل ، يعنى طريق الذين لا يعلمون [ آية : ٨٩ ] بأن اللّه وحده لا شريك له ، يعنى أهل مصر . ٩٠يونس : ٩٠ وجاوزنا ببني إسرائيل . . . . . وجوزنا ببني إسرائيل البحر بيان ذلك في طه : فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى [ طه : ٧٧ ] ، لا تخاف أن يدركك فرعون ، ولا تخشى أن تغرق فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا ظلماً وعدوا ، يعنى اعتداء ، حتى إذا أدركه الغرقُ قال ءامنت ، يعنى صدقت ، وذلك حين غشيه الموت أنه لا إله إلا الذي ءامنت به بنوا إسرائيل ، يعنى بالذي صدقت به بنو إسرائيل من التوحيد ، وأنا من المسلمين [ آية : ٩٠ ] . ٩١يونس : ٩١ آلآن وقد عصيت . . . . . فأخبر جبريل ، عليه السلام ، كفا من حصباء البحر ، فجعلها في فيه ، فقال : ءآلئن عند الموت تؤمن وقد عصيت قبل ، أي قبل نزول العذاب وكنت من المفسدين [ آية : ٩١ ] ، يعنى من العاصين . ٩٢يونس : ٩٢ فاليوم ننجيك ببدنك . . . . . فاليوم ننجيك ببدنك ، وذلك أنه لما غرق القوم ، قالت بنو إسرائيل : إنهم لم يعرفوا ، فأوحى اللّه إلى البحر فطفا بهم على وجهه ، فنظروا إلى فرعون على الماء ، فمنذ يومئذ إلى يوم القيامة تطفوا الغرقى على الماء ، فذلك قوله : لتكون لمن خلفك ءايةً ، يعنى لمن بعدك إلى يوم القيامة آية ، يعني علماً وإن كثيراً من الناس عن ءايتنا ، يعنى عجائبنا وسلطاننا لغفلُون [ آية : ٩٢ ] ، يعنى لاهون . ٩٣يونس : ٩٣ ولقد بوأنا بني . . . . . ولقد بوأنا ، يعنى أنزلنا بني إسرائيل مبوأ صدق ، منزل صدق ، وهو بيت المقدس ورزقنهم من الطيبت ، يعنى المطر والنبت فما اختلفوا ، يعنى أهل التوراة والإنجيل في نبوة محمد صلى اللّه عليه وسلم حتى جاءهم العلم ، حتى بعثه اللّه عز وجل ، فلما بعث كفروا به وحسدوه إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون [ آية : ٩٣ ] . ٩٤يونس : ٩٤ فإن كنت في . . . . . فإن كنت في شك يا محمد مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتب من قبلك ، عبد اللّه بن سلام وأصحابه ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم عند ذلك : ′ لا أشك ، ولا أسأل بعد ، أشهد أنه الحق من عند اللّه ′ لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين [ آية : ٩٤ ] ، يعنى من المشركين في القرآن بأنه جاء من اللّه تعالى . ٩٥يونس : ٩٥ ولا تكونن من . . . . . ثم حذر النبي صلى اللّه عليه وسلم وأوعز إليه حين إنما يلقنه الري على لسانه ، فقال : ولاَ تكونن من الذين كذبوا بئايت اللّه ، يعنى القرآن كما كذب به كفر مكة ، فتكون من الخاسرين [ آية : ٩٥ ] . ٩٦يونس : ٩٦ إن الذين حقت . . . . . ثم قال : إن الذين حقت عليهم كلمت ربك ، يعنى وجبت عليهم كلمة العذاب ، يقول : أي سبقت لهم الشقاوة من اللّه عز وجل في علمه لا يؤمنون [ آية : ٩٦ ] ، يعنى لا يصدقون . ٩٧يونس : ٩٧ ولو جاءتهم كل . . . . . ولو جاءتهم كل ءايةٍ حتى يروا العذاب الأليم [ آية : ٩٧ ] كما سألوا في بني إسرائيل حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا [ الإسراء : ٩٠ - ٩٣ ] إلى آخر الآيات ، وك قوله : فلولا كان من القرون من قبلكم [ هود : ١١٦ ] قال : كل شيء في القرآن فلولا : فهلا ، إلا ما في يونس وهود . ٩٨يونس : ٩٨ فلولا كانت قرية . . . . . فلولا كانت قرية ءامنت فنفعهآ إيمنها الإيمان عند نزول العذاب إلا قوم يونس لمآ ءامنوا ، يعنى صدقوا وتابوا ، وذلك أن قوم يونس ، عليه السلام ، لما نظروا إلى العذاب فوق رءوسهم على قدر ميل ، وهم في قرية تسمى نينوى من أرض الموصل تابوا ، فلبس المسوح بعضهم ، ونثروا الرماد على رءوسهم ، وعزلوا الأمهات من الأولاد ، والنساء من الزواج ، ثم عجوا إلى اللّه ، فكشف اللّه عنهم العذاب كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحيوة الدنيا ومتعنهم إلى حين [ آية : ٩٨ ] ، إلى منتهى آجالهم ، فأخبرهم يا محمد أن التوبة لا تنفعهم عند نزول العذاب . ٩٩يونس : ٩٩ ولو شاء ربك . . . . . ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين [ آية : ٩٩ ] ، هذا منسوخ ، نسختها آية السيف في براءة . ١٠٠يونس : ١٠٠ وما كان لنفس . . . . . ثم دل على نفسه بصنعه ليعتبروا فيوحدوه ، فقال : وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن اللّه ، يعنى أن تصدق بتوحيد اللّه حتى يأذن اللّه في ذلك ويجعل الرجس ، يعنى الإثم على الذين لا يعقلون [ آية : ١٠٠ ] . ١٠١يونس : ١٠١ قل انظروا ماذا . . . . . ثم وعظ كفار مكة ، فقال : قل انظروا ماذا في السماوات ، يعنى الشمس ، والقمر ، والنجوم ، والسحاب ، والمطر والأرض والجبال ، والأشجار ، والأنهار ، والثمار ، والعيون ، ثم أخبر عن علمه فيهم ، فقال : وما تغنى الأيت ، يعنى العلامات والنذر ، يعنى الرسل عن قوم لا يؤمنون [ آية : ١٠١ ] . ١٠٢يونس : ١٠٢ فهل ينتظرون إلا . . . . . ثم خوفهم بمثل عذاب الأمم الخالية ، فقال : فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم ، يعنى قوم نوح ، وعاد ، وثمود ، والقرون المعذبة قل فانتظروا الموت إني معكم من المنتظرين [ آية : ١٠٢ ] بكم العذاب . ١٠٣يونس : ١٠٣ ثم ننجي رسلنا . . . . . ثم ننجي رسلنا والذين ءامنوا معهم كذلك ، يعنى هكذا حقا علينا ننج المؤمنين [ آية : ١٠٣ ] في الآخرة من النار ، وفي الدنيا بالظفر . ١٠٤يونس : ١٠٤ قل يا أيها . . . . . قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني الإسلام فلا أعبد الذين تعبدون من دون اللّه ، من الآلهة ولكن أعبد اللّه ، يعنى أوحد اللّه الذي يتوفكم وأُمرت أن أكون من المؤمنين [ آية : ١٠٤ ] ، يعنى المصدقين . ١٠٥يونس : ١٠٥ وأن أقم وجهك . . . . . وأن أقم وجهك للدين حنيفا ، يعنى مخلصاً ولا تكونن من المشركين [ آية : ١٠٥ ] باللّه . ١٠٦يونس : ١٠٦ ولا تدع من . . . . . ولا تدع من دون اللّه ، يعنى ولا تعبد مع اللّه إلهاً غيره ما لا ينفعك ، يقول : ما إن احتجت إليه لم ينفعك ولا يضرك ، يعنى فإن تركت عبادته في الدنيا لا يضرك ، وإن لم تعبده فإن فعلت فعبدت غير اللّه فإنك إذا من الظالمين [ آية : ١٠٦ ] ، يعنى من المشركين . ١٠٧يونس : ١٠٧ وإن يمسسك اللّه . . . . . ثم خوفهم ليتمسك بدين اللّه : وإن يمسسك اللّه بضر ، يعنى بمرض فلا كاشف له لذلك الضر إلا هو ، يعنى الرب نفسه وإن يردك بخير بعافية وفضل فلا راد لفضله ، يعنى فلا دافع لقضائه يصيب به بذلك الفضل من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم [ آية : ١٠٧ ] . ١٠٨يونس : ١٠٨ قل يا أيها . . . . . قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم ، يعنى القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل عن إيمان بالقرآن فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل [ آية : ١٠٨ ] نسختها آية السيف . ١٠٩يونس : ١٠٩ واتبع ما يوحى . . . . . واتبع ما يوحى إليك ، يعنى الحلال والحرام ، ثم أوعز إلى نبيه ، عليه السلام ، ليصبر على تكذيبهم إياه وعلى الأذى ، فقال : واصبر يا محمد على الأذى حتى يحكم اللّه وهو خير الحكمين [ آية : ١٠٩ ] ، فحكم اللّه عليها بالسيف فقتلهم ببدر ، وعجل اللّه أرواحهم إلى النار ، فصارت منسوخة ، نسختها آية السيف . |
﴿ ٠ ﴾