سورة الرعد

١ مكية ، ويقال : مدنية ، وهي ثلاث وأربعون آية كوفية

 بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

الرعد : ١ المر تلك آيات . . . . .

 المر تلك ءايت الكتب والذي أنزل إليك من ربك الحق ، لقول كفار مكة : إن محمداً تقول القرآن من تلقاء نفسه ولكن أكثر الناس ، يعنى أكثر كفار لا يؤمنون [ آية : ١ ] بالقرآن أنه من اللّه .

٢

الرعد : ٢ اللّه الذي رفع . . . . .

 اللّه الذي رفع السموت بغير عمدٍ ترونها ، فيها تقديم ثم استوى على العرش قبل خلقهما وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ، يعنى إلى يوم القامة ،

 يدبر الأمر ، يقضى القضاء يفصل الأيت ، يعنى يبين صنعه الذي ذكره في هذه الآية لعلكم بلقاء ربكم توقنون [ آية : ٢ ] بالبعث إذا رأيتم صنعه في الدنيا ، فتعتبروا في البعث .

٣

الرعد : ٣ وهو الذي مد . . . . .

 وهو الذي مد الأرض ، يعنى بسط الأرض من تحت الكعبة ، فبسطها بعد الكعبة

بقدر ألفى سنة ، فجعل طولها مسيرة خمسمائة عام ، وعشرها مسيرة خمسمائة عام ،

 وجعل فيها رواسي ، يعنى الجبال أثبت بهن الأرض ؛ لئلا تزول بمن عليها وأنهرا

ومن كل الثمرت جعل فيها  من كل زوجين اثنين يغشى اليل النهار ، يعنى ظلمة الليل

وضوء النهار إن فى ذلك لأيت ، يعنى فيما ذكر من صنعه عبرة لقوم

يتفكرون [ آية : ٣ ] في صنع فيوحدونه .

٤

الرعد : ٤ وفي الأرض قطع . . . . .

 وفى الأرض قطع ، يعنى بالقطع الأرض السبخة ، والأرض العذبة ،

 متجورت ، يعنى قريب بعضها من بعض وجنت من أعنب ، يعنى الكرم ،

 وزرع ونخيل صنوان ، يعنى النخيل التي رءوسها متفرقة وأصلها في الأرض واحد ،

 وغير صنوان ، وهي النخلة أصلها وفرعها واحد يسقى هذا كله بماء وحد

ونفصل بعضها على بعض فى الأكل ، يعنى في الحمل ، فبعضها أكبر حملاً من بعض ،

 إن فى ذلك لأيت ، يعنى ما ذكر من صنعه لعبرة لقوم يعقلون [ آية : ٤ ]

فيوحدون ربهم .

٥

الرعد : ٥ وإن تعجب فعجب . . . . .

 وإن تعجب يا محمد بما أوحينا إليك من القرآن ، كقوله في الصافات : بل عجبت ويسخرون [ الصافات : ١٢ ] ، ثم قال : فعجب قولهم ، يعنى كفار مكة ،

يقول : لقولهم عجب ، فعجبه من قولهم ، يعنى ومن تكذيبهم بالبعث حين  

 أءذا كنا ترباً أءنا لفى خلق جديدٍ ، تكذيباً بالبعث ، فقال : أولئك

الذين كفرو بربهم وأولئك الأغلل فى أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

[ آية : ٥ ] لا يموتون .

٦

الرعد : ٦ ويستعجلونك بالسيئة قبل . . . . .

 ويستعجلونك ، وذلك أن النصر بن الحارث قال : اللّهم إن كان هذا هو

الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم [ الأنفال :

٣٢ ] ، فقال اللّه عز وجل : ويستعجلونك ، يعنى النضر بن الحارث بالسيئة قبل

الحسنة ، يعنى بالعذاب قبل العافية ، كقول صالح لقومه : لم تستعجلون

بالسيئة ، يعنى بالعذاب قبل الحسنة [ النمل : ٤٦ ] ، يعنى العافية وقد خلت

من قبلهم ، يعنى أهل مكة المثلت ، يعنى العقوبات في كفار الأمم الخالية ،

فسينزل بهم ما نزل بأوائلهم .

ثم قال : وإن ربك لذو مغفرة ، يعنى ذو تجاوز للناس على ظلمهم ، يعنى

على شركهم باللّه في تأخير العذاب عنهم إلى وقت ، يعنى الكفار ، فإذا جاء الوقت

عذبناهم بالنار ، فذلك

قوله : وإن ربك لشديد العقاب [ آية : ٦ ] إذا عذب وجاء

الوقت ، نظيرها في حم السجدة .

٧

الرعد : ٧ ويقول الذين كفروا . . . . .

 ويقول الذين كفروا بتوحيد اللّه : لولا ، يعني هلا أنزل عليه  على محمد ءايَةٌ مِن رَبِهِ محمد ، يقول اللّه : إنما أنت منذر يا محمد هذه الأمة ،

وليست الآية بيدك ولكل قومٍ هادٍ [ آية : ٧ ] ، يعنى لكل قوم فيها خلا داع مثلك

يدعو إلى دين اللّه ، يعنى الأنبياء .

٨

الرعد : ٨ اللّه يعلم ما . . . . .

 اللّه يعلم ما تحمل كل أنثى من ذكر وأنثى ، كقوله في لقمان : ويعلم ما في

الأرحام [ لقمان : ٣٤ ] سوياً أو غير سوى ، ذكراً أو أنثى ، ثم قال : وما تغيض ،

يعنى وما تنقص الأرحام ، ك

قوله : وغيض الماء [ هود : ٤٤ ] ، يعنى ونقص

الماء ، يعنى وما تنقص الأرحام من الأشهر التسعة وما تزداد وكل شىءٍ من تمام الولد والزيادة في بطن أمه عنده بمقدارٍ [ آية : ٨ ] ، يعنى قدر خروج الولد من

بطن أمه ، وقدر مكنه في بطنها إلى خروجه ، فإنه يعلم ذلك كله .

٩

الرعد : ٩ عالم الغيب والشهادة . . . . .

ثم قال : علم الغيب ، يعنى غيب الولد في بطن أمه ، ويعلم غيب كل شيء ،

 والشهدة ، يعنى شاهد الولد وغيره ، يقول اللّه : إذا علمت هذا ، فأنا الكبير

المتعال [ آية : ٩ ] ، يعنى العظيم ، لا أعظم منه ، الرفيع فوق خلقه .

١٠

الرعد : ١٠ سواء منكم من . . . . .

 سواءٌ منكم  عند اللّه من أسر القول ومن جهر به ، يعنى بالقول ومن

هو مستخف باليل وسارب بالنهار [ آية : ١٠ ] ، يقول : من هو مستخف بالمعصية في

ظلمة الليل ، ومنتشر بتلك المعصية بالنهار معلن بها ، فعلم ذلك كله عند اللّه تعالى سواء .

١١

الرعد : ١١ له معقبات من . . . . .

ثم قال لهذا الإنسان المستخفى بالليل ، السارب بالنهار مع علمى بعمله له

معقبت  من الملائكة من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر اللّه ، يعنى بأمر

اللّه من الإنس والجن مما يقدر أن يصيبه حتى تسلمه المقادير ، فإذا أراد اللّه أن يغير ما به

لم تغن عنه المعقبات شيئاً ، ثم قال : إن اللّه لا يغير ما بقوم من النعمة حتى

يغيروا ما بأنفسهم ، يعني كفار مكة ، نظيرها من الأنفال : ذلك بأن اللّه . . .

[ الأنفال : ٥٣ ] إلى آخر الآية .

والنعمة أنه بعث فيهم رسولاً من أنفسهم ، وأطعمهم من جوع ، وآمنهم من خوف ،

فغيروا هذه النعمة ، فغير اللّه ما بهم ، فذلك

قوله : وإذا أراد اللّه بقوم سوءاً ، يعنى

بالسوء العذاب فلا مرد له وما لهم من دونه من والٍ [ آية : ١١ ] ، يعنى ولى يرد

عنهم العذاب .

١٢

الرعد : ١٢ هو الذي يريكم . . . . .

 هو الذى يريكم البرق خوفاً ، للمسافر من الصواعق وطمعاً

للمزارع المقيم في رحمته ، يعنى المطر وينشئ ، يعنى ويخلق ، مثل

قوله : وله

الجوار المنشآت [ الرحمن : ٢٤ ] ، يعنى المخلوقات السحاب الثقال [ آية :

١٢ ] من الماء .

١٣

الرعد : ١٣ ويسبح الرعد بحمده . . . . .

 ويسبح الرعد بحمده ، يقول : ويذكر الرعد بأمره يحمده ، والرعد ملك من

الملائكة اسمه الرعد ، وهو موكل بالسحاب ، صوته تسبيحه ، يزجر السحاب ويؤلف

بعضه إلى بعض ، ويسوقه بتسبيحه إلى الأرض التى أمر اللّه تعالى أن تمطر فيها ، ثم قال :

 و تسبح والملئكة بزجرته من خيفته ، يعنى من مخافة اللّه تعالى ، فميز

بين الملائكة وبين الرعد ، وهما سواء كما ميز بين جبريل وميكائيل في البقرة ، وكما

ميز بين الفاكهة ، وبين النخل والرمان وهما سواء .

ثم قال : ويرسل الصوعق ، هذا أنزل في أمر عامر ، والأربد بن قيس ، حين أراد

قتل النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وذلك أن عامر بن الطفيل العامرى دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال :

أسلم على أن لك المدر ولى الوبر ؟ فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم : إنما أنت امرؤ من المسلمين ، لك

ما لهم ، وعليك ما عليهم ، قال : فلك الوبر ولى المدر ، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم مثل ذلك ، قال :

فلى الأمرين من بعدك ، قال له النبي صلى اللّه عليه وسلم مثل قوله الأول : لك ما لهم ، وعليك ما

عليهم ، فغضب عامر ، فقال : لأملانها عليك خيلاً ، ورجالاً ، ألف أشقر ، عليها ألف

أمرد .

ثم خرج مغضباً ، فلقى ابن عمه أربد بن قيس العامرى ، فقال عامر لأربد : ادخل بنا

على محمد ، فألهيه في الكلام ، وأنا أقتله ، وإن شئت ألهيته بالكلام وقتلته أنت ، قال أربد :

ألهه أنت وأنا أقتله ، فدخلا على النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فأقبل عامر إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم يحدثه وهو ينظر إلى

أربد متى يحمل عليه فيقتله ، ثم طال مجلسه ، فقام عامر وأربد فخرجا ، فقال عامر لأربد :

ما منعك من قتله ؟ قال : كلما أرادت قتله وجدتك تحول بيني وبينه ، وأتى جبريل النبي

 صلى اللّه عليه وسلم ، فأخبره بما أرادا ، فدعا النبي صلى اللّه عليه وسلم عليهما ، فقال : الهم اكفني عامراً وأربدا ، واهد

بني عامر ، فأما أربد ، فأصابته صاعقة فمات ، فذلك قوله تعالى : ويرسل الصواعق

 فيصيب بها من يشآء ، يعني أربد بن قيس وهم يجدلون في اللّه ، يعني

يخاصمون في اللّه .

وذلك أن عامراً قال للنبي صلى اللّه عليه وسلم : أخبرني عن ربك ، أهو من ذهب ، أو من فضة ، أو من

نحاس ، أو من حديد ، أو ما هو ؟ فهذا القول خصومته ، فأنزل اللّه تعالى : قل هو اللّه أحد اللّه الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد [ سورة الإخلاص ] ، يقول :

ليس هو من نحاس ولا من غيره ، وسلط اللّه عليه الطاعون في بيت امرأة من بني سلول ،

فجعل يقول : عامر قتيل بغير سلاح ، غدة كغدة البعير ، وموت في بيت سلولية ، أبرز يا

ملك الموت حتى أقاتلك : فذلك

قوله : وهو شديد المحال [ آية : ١٣ ] ، يعنى الرب

تعالى نفسه ، يعني شديد الأخذ إذا أخذ ، نزلت في عامر بن الطفيل ، وأربد بن قيس .

١٤

الرعد : ١٤ له دعوة الحق . . . . .

 له دعوة الحق ، يعني كلمة الإخلاص والذين يدعون من دونه ، يعني والذين

يعبدون من دون اللّه من الآلهة ، وهي الأصنام لا يستجيبون لهم بشىء إلا كباسط كفيه إلى

المآء ، يقول : لا تجيب الآلهة من يعبدها ولا تنفعهم ، كما لا ينفع العطشان الماء يبسط

يده إلى الماء وهو على شفير بئر ، يدعوه أن يرتفع إلى فيه ليبلغ فاه وما هو ببلغه ،

حتى يموت من العطش ، فكذلك لا تجيب الأصنام ، ثم قال : فادعوا ، يعنى فادعوا

الأصنام وما دعاء الكفرين ، يعنى وما عبادة الكافرين إلا في ضلل [ آية : ١٤ ] ،

يعنى خسران وباطل .

١٥

الرعد : ١٥ وللّه يسجد من . . . . .

وللّه يسجد من في السماوات ، يعني الملائكة والأرض طوعا ، يعني المؤمنين ، ثم

قال : وكرهاً وظلالهم ، يعنى ظل الكافر كرهاً يسجد للّه ، وهو بالغدو حين تطلع

الشمس والآصال [ آية : ١٥ ] ، يعني بالعشى إذا زالت الشمس يسجد ظل الكافر

للّه ، وإن كرهوا .

١٦

الرعد : ١٦ قل من رب . . . . .

 قل يا محمد لكفار مكة : من رب السموت والأرض قل اللّه ، في قراءة أبي بن

كعب ، وابن مسعود : قالوا اللّه قل أفاتخذتم من دونه اللّه أولياء تعبدونهم ، يعنى

الأصنام لا يملكون لأنفسهم ، يعني الأصنام لا يقدرون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً قل هو

يستوى الأعمى عن الهدى والبصير بالهدى ، يعنى الكافر والمؤمن أم هل تستوى

الظلمت ، يعني الشرك والنور ، يعني الإيمان ، ولا يستوي من كان في ظلمة كمن

كان في النور ، ثم قال يعنيهم : أم جعلوا ، يعني وصفوا للّه شركاء من الآلهة ،

 خلقوا كخلقه ، يقول : خلقوا كما خلق اللّه فتشبه الخلق عليهم ، يقول : فتشابه ما

خلقت الآلهة والأصنام وما خلق اللّه عليهم ، فإنهم لا يقدرون أن يخلقوا ، فكيف يعبدون

ما لا يخلق شيئاً ، ولا يملك ، ولا يفعل كفعل اللّه عز وجل ق ل لهم يا محمد : اللّه

خلق كل شىءٍ وهو الواحد ، لا شريك له القهر [ آية : ١٦ ] والآلهة مقهورة وذليلة .

١٧

الرعد : ١٧ أنزل من السماء . . . . .

ثم ضرب اللّه تعالى مثل الكفر والإيمان ، ومثل الحق والباطل ، فقال : أنزل من السمآء

مآءً فسالت أوديةُ بقدرها ، وهذا مثل القرآن الذي علمه المؤمنون ، وتركه الكفار ، فسال

الوادي الكبير على قدر كبره ، منهم من حمل منهم كبيراً ، والوادي الصغير على قدره ،

 فاحتمل السيل ، يعني سيل الماء زبداً رابياً ، يعني عالياً ومما يوقدون عليه في

النار أيضاً ابتغآء حليةٍ ، يعني الذهب ، والفضة .

ثم قال : أو متع ، يعني المشبه ، والصفر ، والحديد ، والرصاص ، له أيضاً زبدُ

مثله ، فالسيل زبد لا ينتفع به ، و الحلى والمتاع له أيضاً زبد ، إذا أدخل النار أخرج

خبثه ، ولا ينتفع به ، والذهب والفضة والمتاع ينتفع به ، ومثل الماء مثل القرآن ، وهو الحق ،

ومثل الأودية مثل القلوب ، ومثل السيل مثل الأهواء ، فمثل الماء والحلى والمتاع الذي

ينتفع به مثل الحق الذي في القرآن ، ومثل زبد الماء ، وحيث المتاع الذي لا ينتفع به مثل

الباطل ، فكما ينتفع بالماء ، وما خلص من الحلى ، والمتاع الذي ينتفع به أهله في الدنيا ،

فكذلك الحق ينتفع به أهله في الآخرة ، وكما لا ينتفع بالزبد وخبيث الحلى والمتاع أهله

في الدنيا ، فكذلك الباطل لا ينتفع أهله في الآخرة كذلك يضرب اللّه الحق والبطل فأما

الزبد فيذهب جفآءً ، يعني يابساً لا ينتفع به الناس كما ينتفع بالسيل وأما ما ينفع

الناس فيمكث في الأرض ، فيستقون ويزرعون عليه وينتفعون به ، يقول : كذلك يضرب

اللّه الأمثال [ آية : ١٧ ] ، يعني الأشباه ، فهذه الثلاثة الأمثال ضربها اللّه في مثل واحد .

١٨

الرعد : ١٨ للذين استجابوا لربهم . . . . .

 للذين استجابوا لربهم الحسنى ، لهم في الآخرة ، وهي الجنة والذين لم

يستجيبوا له بالإيمان وهم الكفار لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ،

فقدروا على أن يفتدوا به أنفسهم من العذاب لافتدوا به أولئك لهم سوء

الحساب ، يعني شدة الحساب حين لا يتجاوز عن شئ من ذنوبهم ومأواهم

يعني مصيرهم جهنم وبئس المهاد [ آية : ١٨ ] ، يعني بئس ما مهدوا لأنفسهم .

١٩

الرعد : ١٩ أفمن يعلم أنما . . . . .

ثم ضرب مثلاً آخر ، فقال : أفمن يعلم أنمآ أنزل إليك من ربك الحق ، يعني القرآن

نزل في عمار بن ياسر كمن هو أعمى عن القرآن لا يؤمن بما أنزل من القرآن ، فهو

أبو حذيفة بن المغيرة المخزومي لا يستويان هذان ، وليسا بسواء ، ثم قال : إنما يتذكر

في هذا الأمر أولوا الألبب [ آية : ١٩ ] ، يعني عمار بن ياسر يعني أهل اللب

والعقل ، نظيرها في الزمر : هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون [ لزمر :

٩ ] ، نزلت في عمار ، وأبي حذيفة بن المغيرة الاثنين جميعاً .

٢٠

الرعد : ٢٠ الذين يوفون بعهد . . . . .

ثم نعت اللّه أهل اللب ، فقال : الذين يوفون بعهد اللّه في التوحيد ولا ينقضون

الميثق [ آية : ٢٠ ] الذي أخذ اللّه عليهم على عهد آدم ، عليه السلام ، ويقال : هم

مؤمنوا أهل الكتاب .

٢١

الرعد : ٢١ والذين يصلون ما . . . . .

 والذين يصلون ما أمر اللّه أن يوصل ، من إيمان بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والنبيين والكتب

كلها ويخشون ربهم في ترك الصلة ويخافون سوء الحساب [ آية : ٢١ ] ، يعني

شدة الحساب حين لا يتجاوز عن شئ من ذنوبهم .

٢٢

الرعد : ٢٢ والذين صبروا ابتغاء . . . . .

 والذين صبروا على ما أمر اللّه ، نزلت في المهاجرين والأنصار ابتغاء وجه ربهم

وأقاموا الصلوة وأتفقوا مما رزقنهم من الأموال سراً وعلانيةً ويدرءون ، يعني

ويدفعون بالحسنة السيئة إذا أذاهم كفار مكة ، فيردون عليهم معروفاً أولئك لهم

عقبى الدار [ آية : ٢٢ ] ، يعنى عاقبة الدار .

٢٣

الرعد : ٢٣ جنات عدن يدخلونها . . . . .

فقال : جنت عدن يدخلونها ومن صلح ، يعني ومن آمن بالتوحيد بعد هؤلاء من

ءابآئهم وأزواجهم وذريتهم يدخلون عليهم أيضاً ، معهم جنات عدن ، نظيرها في حم

المؤمن ، ثم قال : والملئكة يدخلون عليهم من كل باب [ آية : ٢٣ ] على مقدار أيام الدنيا

ثلاث عشرة مرة ، معهم التحف من اللّه تعالى ، من جنة عدن ما ليس في جناتهم ، من

كل باب .

٢٤

الرعد : ٢٤ سلام عليكم بما . . . . .

فقالوا لهم : سلم عليكم بما صبرتم في الدنيا على أمر اللّه فنعم عقبى الدار

[ آية : ٢٤ ] ، يثنى اللّه على الجنة عقبى الدار ، عاقبة حسناهم دار الجنة .

٢٥

الرعد : ٢٥ والذين ينقضون عهد . . . . .

ثم قال : والذين ينقضون عهد اللّه ، يعني كفار أهل الكتاب من بعد ميثقه ،

يعنى من بعد إقرارهم بالتوحيد يوم آدم ، عليه السلام ويقطعون ما أمر اللّه به أن يوصل ، من الإيمان بالنبيين ، وبالتوحيد ، وبالكتاب ويفسدون في الأرض هؤلاء ،

يعنى يعلمون فيها المعاص أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار [ آية : ٢٥ ] ، يعنى شر

الدار جهنم .

٢٦

الرعد : ٢٦ اللّه يبسط الرزق . . . . .

 اللّه يبسط الرزق لمن يشاء ، يعني يوسع الرزق على من يشاء ويقدر ، يعنى

ويقتر على من يشاء وفرحوا ، يعني ورضوا بالحيوة الدنيا وما الحيوة الدنيا في الآخرة

إلا متع [ آية : ٢٦ ] ، يعنى إلا قليل .

٢٧

الرعد : ٢٧ ويقول الذين كفروا . . . . .

 ويقول الذين كفروا من أهل مكة ، وهم القادة لولا أنزل ، يعني هلا أنزل ،

 عليه ، يعنى النبي صلى اللّه عليه وسلم ءاية من ربه قل إن اللّه يضل من يشآء عن الهدى ،

 ويهدى إليه إلى دينه من أناب [ آية : ٢٧ ] ، يعني من راجع التوبة .

٢٨

الرعد : ٢٨ الذين آمنوا وتطمئن . . . . .

فقال : الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر اللّه ، يقول : وتسكن قلوبهم

بالقرآن ، يعنى بما في القرآن من الثواب والعقاب ، يقول اللّه تعالى : ألا بذكر اللّه

تطمئن القلوب [ آية : ٢٨ ] ، يقول : ألا بالقرآن تسكن القلوب .

٢٩

الرعد : ٢٩ الذين آمنوا وعملوا . . . . .

ثم أخبر بثوابهم ، فقال : الذين ءامنوا وعملوا الصلحت طوبى لهم ، يعنى

حسنى لهم ، وهى بلغة العرب وحسن مئاب [ آية : ٢٩ ] ، يعني وحسن مرجع ،

وطوبى شجرة في الجنة ، لو أن رجلاً ركب فرساً أو نجيبةً ، وطاف على ساقها ، لم يبلغ

المكان الذي ركب منه حتى يقتله الهرم ، ولو أن طائراً طار من ساقها ، لم يبلغ فرغها

حتى يقتله الهرم ، كل ورقة منها تظل أمة من الأمم ، على كل ورقة منها ملك يذكر اللّه

تعالى ، ولو أن ورقة منها وضعت في الأرض لأضاءت الأرض نوراً كما تضئ الشمس ،

تحمل هذه الشجرة لهم ما يشاءون من ألوان الحلى والثمار ، غير الشراب .

٣٠

الرعد : ٣٠ كذلك أرسلناك في . . . . .

 كذلك ، يعنى هكذا أرسلناك في أمةٍ قد خلت من قبلها أمم ، يعني قد مضت

قبل أهل مكة ، يعني الأمم الخالية لتتلوا عليهم الذي أوحينا إليك ، يعني لتقرأ

عليهم القرآن وهم يكفرون بالرحمن ، نزلت يوم الحديبة ، حين صالح النبي صلى اللّه عليه وسلم أهل

مكة ، فكتبوا بينهم كتاباً ، وولى الكتاب على بن أبي طالب ، فكتب : بسم اللّه الرحمن

الرحيم ، فقال سهيل بن عمرو القرشي ، ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة ، ولكن اكتب :

باسمك اللّهم ، فأمره النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يكتب : باسمك اللّهم ، ثم قال له النبي صلى اللّه عليه وسلم : اكتب : هذا ما صالح عليه محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أهل مكة ، ف  ما نعرف أنك رسول اللّه ،

لقد ظلمناك إذا إن كنت رسول اللّه ، ثم نمنعك عن دخول المسجد الحرام ، ولكن اكتب :

هذا ما صالح عليه محمد بن عبد اللّه .

فغضب أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وقالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم : دعنا نقاتلهم ، فقال : لا ثم قال

لعلي : اكتب الذي يريدون ، أما أن لك يوماً مثله ، وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : أما محمد بن عبد اللّه ، وأشهد أنى رسول اللّه ، فكتب : هذا صالح محمد بن عبد اللّه أهل مكة ، على أن

ينضرف محمد من عامه هذا ، فإذا كان القابل دخل مكة ، فقضى عمرته وخلى أهل مكة

بينه وبين مكة ثلاث ليال ، فأنزل اللّه تعالى في قول سهيل وصاحبيه مكرز بن حفص بن

الأحنف ، وحويطب بن عبد العزى ، كلهم من قريش حين   ما نعرف الرحمن ، إلا

مسيلمة ، فقال تعالى وهم يكفرون بالرحمن .

 قل هو ربي يا محمد قول : الرحمن الذي يكفرون به هو ربي لا إله إلا هو

عليه توكلت ، يقول : به أثق وإليه متاب [ آية : ٣٠ ] ، يعني التوبة ، نظيرها في

الفرقان : فإنه يتوب إلى اللّه متابا [ الفرقان : ٧١ ] .

٣١

الرعد : ٣١ ولو أن قرآنا . . . . .

 ولو أن قرءاناً سيرت به الجبال ، وذلك أن أبا جهل بن هشام المخزومي ، قال

لمحمد صلى اللّه عليه وسلم : سير لنا بقرآنك هذا الجبل عن مكة ، فإنها أرض ضيقة ، فتتسع فيها ، ونتخذ

فها المزارع والمصانع ، كما سخرت لداود ، عليه السلام ، إن كنت نبياً كما تزعم ، قال

النبي صلى اللّه عليه وسلم : لا أطيق ذلك قال أبو جهل : فلا عليك ، فسخر لنا هذه الريح ، فنركبها

إلى الشام ، فنقضي ميرتنا ، ثم نرجع من يومنا ، فقد شق علينا طول السفر ، كما سخرت

لسليمان كما زعمت ، فلست بأهون على اللّه من سليمان ، إن كنت نبياً كما تزعم ،

وكان يركبها سليمان وقومه غدوة ، فيسير مسيرة شهر ، قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : لا أطيق ذلك .

قال أبو جهل : فلا عليك ، أبعث لنا رجلين أو ثلاثة ممن مات من آبائنا ، منهم قصي

بن كلاب ، فإنه كان شيخاً صدوقاً ، فنسأله عما أمامنا مما تخبرنا انه كائن بعد الموت احق

ما تقول أم باطل ؟ فقد كان عيسى يفعل ذلك بقومه كما زعمت ، فلست بأهون على

اللّه من عيسى إن كنت نبياً كما تزعم ، قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ليس إلى ذلك قال أبو جهل :

فإن كنت غير فاعل ، فلا ألفينك تذكر آلهتنا بسوء ، فأنزل اللّه تعالى : ولو أن قرءاناً

سيرت به الجبال  أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى ، يقول : لو أن قرآنا

فعل ذلك به قبل هذا القرآن ، لفعلناه بقرآن محمد ، عليه السلام ، ولكنه شيء أعطيه

رسلي .

فذلك

قوله : بل للّه الأمر جميعاً ، يقول : بل جميع ذلك الأمر كان من اللّه ليس

من قبل القرآن أفلم يايئس الذين آمنوا أن لو يشاء اللّه لهدى الناس جميعاً ولا يزال

الذين كفروا من أهل مكة تصيبهم بما صنعوا قارعة ، يقول : تصيبهم بما كفروا

باللّه بائقة ، وذلك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان لا يزال يبعث سراياه ، فيغيرون حول مكة ، فيصيبون

من أنفسهم ومواشيهم وأنعامهم ، فيها تقديم ، ثم قال : أو تحل قريباً من دارهم ،

يقول : أو تنزل يا محمد بحضرتهم يوم الحديبية قريبين حتى يأتي وعد اللّه في فتح

مكة ، وكان اللّه تعالى وعد النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يفتح عليه مكة ، فذلك

قوله : إن اللّه لا يخلف الميعاد [ آية : ٣١ ] .

٣٢

الرعد : ٣٢ ولقد استهزئ برسل . . . . .

 ولقد استهزئ برسل من قبلك من الرسل قبل محمد صلى اللّه عليه وسلم ، أخبروا قومهم بنزول

العذاب عليهم في الدنيا ، فكذبوهم واستهزءوا منهم بأن العذاب ليس بنازل بهم ، فلما

أخبر النبي صلى اللّه عليه وسلم كفار مكة استهزءوا منه ، فأنزل اللّه تعالى يعزي نبيه ، عليه السلام ، ليصبر

على تكذيبهم إياه بالعذاب ولقد استهزئ برسل من قبلك  فأمليت ، يعني

فأمهلت للذين كفروا ، فلم أعجل عليهم بالعقوبة ثم أخذتهم بالعذاب ،

 فكيف كان عقاب [ آية : ٣٢ ] ، يعني عذاب ، أليس وجدوه حقاً ؟ .

٣٣

الرعد : ٣٣ أفمن هو قائم . . . . .

 أفمن هو قآئم على كل نفس بما كسبت من خير وشر ، يقول : اللّه قائم على كل

بر وفاجر ، على اللّه رزقهم وطعامهم وجعلوا للّه شركاء ، يعني وصنعوا للّه شبهاً ،

وهو أحق أن يعبد من غيره قل لهم يا محمد : سموهم ، يقول : ما أسماء هؤلاء

الشركاء ، وأين مستقرهم ، يعني الملائكة ؛ لأنهم عبدوهم ، ويقال : الأوثان ، ولو سموهم

لكذبوا .

ثم قال : أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض بأن معه شريكاً أم بظاهر من

القول ، يقول : بل بأمر باطل كذب ، كقوله في الزخرف : أم أنا خير من هذا الذي [ الزخرف : ٥٢ ] ، يقول : أنا خير ، ثم قال : بل ، يعني لكن زين للذين كفروا من أهل مكة مكرهم ، يعني قول الشرك وصدوا عن السبيل ، يعني

وصدوا الناس عن السبيل ، يعني دين اللّه الإسلام ومن يظل اللّه ، يقول : ومن يضله

اللّه فما له من هاد [ آية : ٣٣ ] إلى دينه .

٣٤

الرعد : ٣٤ لهم عذاب في . . . . .

 لهم عذاب في الحيوة الدنيا ، يعني القتل ببدر ولعذاب الأخرة أشق مما أصابهم

من القتل ببدر ، وضرب الملائكة الوجوه والأدبار ، وتعجيل أرواحهم إلى النار وما لهم

من اللّه من واقٍ [ آية : ٣٤ ] ، يعني يقي العذاب عنهم .

٣٥

الرعد : ٣٥ مثل الجنة التي . . . . .

 مثل الجنة التي وعد المتقون ، يعني شبه الجنة في الفضل والخير ، كشبه

النار في شدة العذاب ، ثم نعت الجنة ، فقال : تجرى من تحتها الأنهار أكلها دآئم ،

يعني طعامها لا يزول ولا ينقطع ، وهكذا وظلها ، ثم قال : تلك الجنة عقبى

الذين اتقوا ، عاقبة حسناهم الجنة وعقبى الكفرين النار [ آية : ٣٥ ] ، يعنى

وعاقبة الذين كفروا بتوحيد اللّه النار .

٣٦

الرعد : ٣٦ والذين آتيناهم الكتاب . . . . .

 والذين ءاتينهم الكتب ، يقول : أعطيناهم التوراة ، وهم عبد اللّه بن سلام

وأصحابه ، مؤمنو أهل التوراة يفرحون بما أنزل إليك من القرآن ، ثم قال : ومن

الأحزاب ، يعني ابن أمية ، وابن المغيرة ، وآل أبي طلحة بن عبد العزى بن قصي من

ينكر بعضه ، أنكروا الرحمن ، والبعث ، ومحمداً ، عليه السلام قل إنمآ أمرت أن أعبد

اللّه ، يعني أوحد اللّه ولآ أشرك به شيئاً إليه أدعوا ، يعني إلى معرفته ،

وهو التوحيد ، أدعو وإليه مئاب [ آية : ٣٦ ] ، يعني وإليه المرجع .

٣٧

الرعد : ٣٧ وكذلك أنزلناه حكما . . . . .

 وكذلك أنزلنه حكماً عربياً ولئن اتبعت أهوآءهم ، يعني حين دعى إلى ملة آبائه ،

 بعد ما جاءك من العلم ، يعني من البيان ما لك من اللّه من ولي ، يعني قريباً

ينفعك ولا واقٍ [ آية : ٣٧ ] ، يعني يقي العذاب عنك .

٣٨

الرعد : ٣٨ ولقد أرسلنا رسلا . . . . .

 ولقد أرسلنا رسلا من قبلك ، يعني الأنبياء قبلك وجعلنا لهم أزوجا وذريةً ،

يعني النساء والأولاد وما كان لرسول أن يأتى بئايةٍ ، وذلك أن كفار مكة سألوا

النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يأتيهم بآية ، فقال اللّه تعالى : وما كان لرسول أن يأتى بئايةٍ ، إلى قومه ،

 إلا بإذن اللّه ، يعني إلا بأمر اللّه لكل أجل كتاب [ آية : ٣٨ ] ، يقول : لا

ينزل من السماء كتاب إلا بأجل .

٣٩

الرعد : ٣٩ يمحو اللّه ما . . . . .

 يمحوا اللّه ما يشآء ، يقول : ينسخ اللّه ما يشاء من القرآن ويثبت ، يقول :

ويقر من حكم الناسخ ما يشاء ، فلا ينسخه وعنده أم الكتب [ آية : ٣٩ ] ،

يعني أصل الكتاي ، يقول : الناسخ من الكتاب ، والمنسوخ فهو في أم الكتاب ، يعني بأم

الكتاب اللوح المحفوظ .

٤٠

الرعد : ٤٠ وإما نرينك بعض . . . . .

 وإن ما نرينك ، يعني وإن نرينك يا محمد في حياتك بعض الذي نعدهم

من العذاب في الدنيا ، يعني القتل ببدر وسائر بهم العذاب بعد الموت ، ثم قال : أو نتوفينك ، يقول : أو نميتك يا محمد قبل أن نعذبهم في الدنيا ، يعني كفار مكة فإنما عليك يا محمد البلغ من اللّه إلى عباده وعلينا الحساب [ آية : ٤٠ ] ،

يقول : وعلينا الجزاء الأوفى في الآخرة ، كقوله عز وجل في الشعراء : إن حسابهم إلا على ربي [ الشعراء : ١١٣ ] ، يعني ما جزاءهم إلا على ربي .

٤١

الرعد : ٤١ أو لم يروا . . . . .

 أولم يروا ، يعني كفار مكة أنا نأتي الأرض ، يعني أرض مكة ننقصها من

أطرافها ، يعنى ما حولها يقول : لا يزال النبي صلى اللّه عليه وسلم والمؤمنون يغلبون على ما حول مكة

من الأرض ، فكيف لا يعتبرون بما يرون أنه ينقص من أهل الكفر ويزداد في المسلمين

 واللّه يحكم لا معقب لحكمه ، يقول : واللّه يقضي لا راد لقضاء في نقصان ما حول

مكة ونصر محمد صلى اللّه عليه وسلم وهو سريع الحساب [ آية : ٤١ ] ، يقول : كأنه قد جاء

فحاسبهم .

٤٢

الرعد : ٤٢ وقد مكر الذين . . . . .

 وقد مكر الذين من قبلهم ، يعني قبل كفار مكة من الأمم الخالية ، يعني قوم صالح ،

عليه السلام ، حين أرادوا قتل صالح ، عليه السلام ، فهكذا كفار مكة حين أجمع أمرهم

على قتل محمد صلى اللّه عليه وسلم في دار الندوة ، يقول اللّه عز وجل : فللّه المكر جميعاً ، يقول :

جميع ما يمكرون بإذن اللّه عز وجل ، واللّه يعلم ما تكسب كل نفس ، يعني ما تعمل

كل نفس ، بر وفاجر ، من خير أو شر وسيعلم الكفر كفار مكة في الاخرة ،

 لمن عقبى الدار [ آية : ٤٢ ] ، يعني دار الجنة ، ألهم أم للمؤمنين ؟ .

٤٣

الرعد : ٤٣ ويقول الذين كفروا . . . . .

 ويقول الذين كفروا ، يقول : قالت اليهود : لست مرسلاً يا محمد ، لم

يبعثك اللّه رسولاً ، فأنزل اللّه عز وجل قل لليهود : كفى باللّه شهيدا ،

فلا شاهد أفضل من اللّه عز وجل بيني وبينكم بأني نبي رسول ومن عنده

علم الكتب [ آية : ٤٣ ] ، يقول : ويشهد من عنده التوراة ، عبد اللّه بن سلام ، فهو

يشهد أني نبي رسول مكتوب في التوراة .

﴿ ٠