سورة إبراهيم

 عليه السلام مكية كلها ، غير قوله تعالى : ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة اللّه كفرا [ آية : ١ ٢٨ ، ٢٩ ] الآيتين مدنيتين ، وهي اثنتان وخمسون آية كوفية

 بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

إبراهيم : ١ الر كتاب أنزلناه . . . . .

 الر كتب أنزلنه إليك يا محمد صلى اللّه عليه وسلم لتخرج الناس من الظلمت إلى النور ، يعني من الشرك إلى الإيمان بإذن ربهم ، يعني بأمر ربهم إلى صرط ، يعني إلى دين العزيز في ملكه الحميد [ آية : ١ ] في أمره عند خلقه .

٢

إبراهيم : ٢ اللّه الذي له . . . . .

ثم دل على نفسه تعالى ذكره ، فقال : اللّه الذي له ما في السموت وما في الأرض وويل للكفرين ، من أهل مكة ، بتوحيد اللّه من عذاب شديد [ آية : ٢ ] .

٣

إبراهيم : ٣ الذين يستحبون الحياة . . . . .

ثم أخبر عنهم ، فقال تعالى : الذين يستحبون الحيوة الدنيا الفانية على

الآخرة الباقية ويصدون عن سبيل اللّه ، يعني عن دين الإسلام ويبغونها

عوجاً ، يعني سبيل اللّه عوجاً ، يقول : ويريدون بملة الإسلام زيغاً ، وهو الميل أولئك

في ضلل بعيد  آية : ٣ ، يعني في خسران طويل ، وذلك أن رءوس كفار مكة كانوا

ينهون الناس عن اتباع محمد [ صلى اللّه عليه وسلم ] ، وعن اتباع دينه

٤

إبراهيم : ٤ وما أرسلنا من . . . . .

قال سبحانه : وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ، يعني بلغة قومه ليفهموا قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فذلك قوله سبحانه : ليبين لهم فيضل اللّه من يشاء على ألسنة الرسل عن دينه الهدى ويهدي إلى دينه ، الهدى على ألسنة الرسل ، من يشاء ، ثم رد تعالى ذكره المشيئة إلى نفسه ، فقال : وهو العزيز في ملكه الحكيم [ آية : ٤ ] ، حكم الضلالة والهدى لمن يشاء .

٥

إبراهيم : ٥ ولقد أرسلنا موسى . . . . .

 ولقد أرسلنا موسى بئايتنا ، اليد والعصا أن أخرج قومك ، يعني

أن ادع قومك بني إسرائيل من الظلمت إلى النور ، يعني من الشرك إلى الإيمان وذكرهم بأيم اللّه ، يقول : عظهم وخوفهم بمثل عذاب الأليم الخالية ، فيحذروا فيؤمنوا إن في ذلك ، يقول : إن في هلاك الأمم الخالية لايت ، يعني لعبرة لكل صبار شكور [ آية : ٥ ] ، يعني المؤمن صبور على أمر اللّه عز وجل عند البلاء الشديد ، شكور للّه تعالى في نعمه .

٦

إبراهيم : ٦ وإذ قال موسى . . . . .

 وإذ قال موسى لقومه ، بني إسرائيل : اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ أنجاكم ، يعني أنقذكم من ءال فرعون ، يعني أهل مصر يسومونكم ، يعني يعذبونكم سوء ، يعني شدة العذاب ، ثم بين العذاب ، فقال : ويذبحون أبناءكم ، في حجور أمهاتهم ويستحيون نساءكم ، يعني قتل البنين وترك البنات ، قتل فرعون منهم ثمانية عشر طفلاً وفي ذلكم ، يعني فيما أخبركم من قتل الأبناء وترك البنات بلاء ، يعني نقمة من ربكم عظيم [ آية : ٦ ] ، كقول سبحانه : إن هذا لهو البلاء المبين [ الصافات : ١٠٦ ] ، يعني النعمة البينة ، وك

قوله : وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين [ الدخان : ٣٣ ] ، يعني نعمة بينة .

٧

إبراهيم : ٧ وإذ تأذن ربكم . . . . .

 وإذ تأذن ربكم ، نظيرها في الأعراف : وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القامة [ الأعراف : ١٦٧ ] ، وإذ قال ربكم : لئن شكرتم لأزيدنكم ، يعنى لئن وحدتم اللّه عز وجل ، كقوله سبحانه : وسيجزى اللّه الشاكرين [ آل عمران : ١٤٤ ] ، يعني الموحدين ، لأزيدنكم خيراً في الدنيا ولئن كفرتم بتوحيد اللّه إن عذابي لشديد [ آية : ٧ ] لمن كفر باللّه عز وجل في الآخرة .

إبراهيم : ٨ وقال موسى إن . . . . .

 وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإن اللّه لغني ، عن عبادة خلقه ، حميد [ آية : ٨ ] ، عن خلقه في سلطانه .

٩

إبراهيم : ٩ ألم يأتكم نبأ . . . . .

ثم خوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية لئلا يكذبوا بمحمد صلى اللّه عليه وسلم ، فقال سبحانه :

 ألم يأتكم نبؤا ، يعني حديث الذين من قبلكم من الأم حديث قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم من الأمم التي عذبت ، عاد ، وثمود ، وقوم إبراهيم ، وقوم لوط ، وغيرهم لا يعلمهم ، يعني لا يعلم عدتهم أحد إلا اللّه عز وجل جآءتهم رسلهم بالبينت ، يعني أخبرت الرسل قومهم بنزول العذاب بهم ، نظيرها في الروم : وجاءتهم رسلهم بالبيات [ الروم : ٩ ] ، يعني بنزول العذاب بهم في الدنيا .

 فردوا أيديهم في أفواههم ، يقول : وضع الكفار أيديهم في أفواههم ، ثم قالوا

للرسل : اسكتوا ، فإنكم كذبة ، يعنون الرسل ، وأن العذاب ليس بنازل بنا في الدنيا ،

 وقالوا للرسل : إنا كفرنا بما أرسلتم به ، يعني بالتوحيد وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب [ آية : ٩ ] يعني بالريبة أنهم لا يعرفون شكهم .

١٠

إبراهيم : ١٠ قالت رسلهم أفي . . . . .

 قالت لهم رسلهم أفي اللّه شك ، يقول : أفي التوحيد للّه شك ؟

 فاطر ، يعني خالق السماوات والأرض يدعوكم إلى معرفته ليغفر لكم من ذنوبكم ، والمن هاهنا صلة ، كقوله سبحانه : شرع لكم من الدين [ الشورى :

١٣ ] ويؤخركم في عافية إلى أجل مسمى ، يقول : إلى منتهى

آجالكم ، فلا يعاقبكم بالسنين ، فردوا على الرسل قالوا لهم : إن أنتم ، يعني ما أنتم إلا بشر مثلنا ، لا تفضلونا في شيء تريدون أن تصدونا ، يعني تمنعونا ، عما كان يعبد ءاباؤنا ، يعني دين آبائهم فأتونا بسلطان مبين [ آية : ١٠ ] ، يعني بحجة بينة ، قالوا للرسل : ائتونا من عند اللّه بكتاب فيه حجة بأنكم رسله ، فإن أتيتمونا كان لكم حجة بأنكم رسله .

١١

إبراهيم : ١١ قالت لهم رسلهم . . . . .

 قالت لهم رسلهم إن نحن ، يعني ما نحن إلا بشر مثلكم ولكن اللّه يمن ، يعني ينعم على من يشاء من عباده ، فيخصه بالنبوة والرسالة وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان ، يعني بكتاب من اللّه بالرسالة إلا بإذن اللّه ، يعني إلا بأمر اللّه وعلى اللّه فليتوكل ، يقول : باللّه فليثق المؤمنون [ آية : ١١ ] ، لقولهم للرسل لنخرجنكم من أرضنا .

١٢

إبراهيم : ١٢ وما لنا ألا . . . . .

قال سبحانه : وما لنا ألا نتوكل على اللّه ، يعني وما لنا ألا نثق باللّه ، وقد هدانا سبلنا ، يعني لديننا ولنصبرن على ما ءاذيتمونا وعلى اللّه فليتوكل

المتوكلون [ آية : ١٢ ] ، يعني وباللّه فليثق الواثقون .

١٣

إبراهيم : ١٣ وقال الذين كفروا . . . . .

وكان أذاهم للرسل أن   وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا ، يعني دينهم الكفر ، فهذا الأذى الذي صبروا عليه فأوحى إليهم ربهم ، يعني إلى الرسل لنهلكن الظلمين [ آية : ١٣ ] ، يعني المشركين في

الدنيا ولننصرنكم .

١٤

إبراهيم : ١٤ ولنسكننكم الأرض من . . . . .

يعني ولنسكننكم الأرض من بعدهم ، يعني هلاكهم ذلك الإنسان في الدنيا لمن خاف مقامي ، يعني مقام ربه عز وجل في الآخرة و لمن وخاف وعيد [ آية : ١٤ ] في الآخرة .

١٥

إبراهيم : ١٥ واستفتحوا وخاب كل . . . . .

واستفتحوا ، يعني دعوا ربهم واستنصروا ، وذلك أن الرسل أنذروا قومهم العذاب في الدنيا ، فردوا عليهم : أنكم كذبة ، ثم   اللّهم إن كانت رسلنا صادقين فعذبا ، فذلك قوله تعالى : فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين [ الأعراف :

٧٠ ] ، فذلك قوله سبحانه : واستفتحوا ، يعني مشركي مكة ، وفيهم أبو جهل ، يعني

ودعوا ربهم ، يقول اللّه تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم : وخاب كل جبار عنيد [ آية : ١٥ ] ،

يعني وخسر عند نزول العذاب كل متكبر عن توحيد اللّه عز وجل ، نزلت في أبي جهل ، عنيد ، يعني معرض عن الإيمان مجانباً له .

١٦

إبراهيم : ١٦ من ورائه جهنم . . . . .

ثم قال لهذا الجبار وهو في الدنيا : من ورائه جهنم ، من بعدهم ، يعني من بعد

موته ويسقى من ماء صديد [ آية : ١٦ ] ، يعني خليطة القيح والدم الذي يخرج من

أجداف الكفار يسقى الأشقياء .

١٧

إبراهيم : ١٧ يتجرعه ولا يكاد . . . . .

 يتجرعه تجرعاً ولا يكاد يسيغه البتة ، نظيرها : إذا أخرج يده لم يكد يراها [ النور : ٤٠ ] ، يقول : لا يراها البتة ويأتيه الموت في النار

 من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه هذا ، يعني ومن بعد إحدى وعشرين

ألف سنة يفتح عليهم باب يقال له : الهيهات ، فتأكل ناره نار جهنم وأهلها ، كما تأكل

نار الدنيا القطن المندوف ، ويأتيه الموت في النار من كل مكان ، وما هو بميت ومن ورائه  عذاب غليظ [ آية : ١٧ ] ، يعني شديد لا يفتر عنهم .

١٨

إبراهيم : ١٨ مثل الذين كفروا . . . . .

 مثل الذين كفروا بربهم ، يعني بتوحيد ربهم ، مثل أعمالهم الخبيثة في

غير إيمان كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف في يوم شديد الريح ، فلم ير منه

شيء ، فكذلك أعمال الكفار لا يقدرون مما كسبوا على شيء ، يقول : لا يقدرون على ثواب شيء عملوا في الدنيا ، ولا تنفعهم أعمالهم ؛ لأنها لم تكن في إيمان ، ثم قال : ذلك الكفر هو الضلل البعيد [ آية : ١٨ ] ، يعني الطويل .

١٩

إبراهيم : ١٩ ألم تر أن . . . . .

 ألم تر أن اللّه خلق السموت والأرض بالحق ، لم يخلقهما باطلاً لغير شيء ، ولكن خلقهما لأمر هو كائن ، ثم قال سبحانه لكفار هذه الأمة : إن يشأ يذهبكم بالهلاك إن عصيتموه ويأت بخلق جديد [ آية : ١٩ ] ، يعني بخلق غيركم أمثل وأطوع للّه منكم .

٢٠

إبراهيم : ٢٠ وما ذلك على . . . . .

 وما ذلك على اللّه بعزيز [ آية : ٢٠ ] ، يقول : هذا على اللّه هين يسير إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد ، نظيرها في الملائكة .

٢١

إبراهيم : ٢١ وبرزوا للّه جميعا . . . . .

قال سبحانه : وبرزوا للّه جميعا ، يقول : وخرجوا من قبورهم إلى اللّه جميعاً ،

يعني بالجميع أنه لم يغادر منهم أحد إلا بعث بعد موته فقال الضعفؤا ، وهم

الأتباع من كفار بني آدم للذين استكبروا ، يعني للذين تكبروا عن الإيمان باللّه عز

وجل ، وهو التوحيد ، وهم الكبراء في الشرف والغنى القادة إنا كنا لكم تبعا

لدينكم في الدنيا فهل أنتم مغنون عنا معشر الكبراء من عذاب اللّه من شيءٍ ، باتباعنا إياكم .

 قالوا ، يعني قالت الكبراء للضعفاء : لو هدانا اللّه لهدينكم سواء

علينا ، ذلك أن أهل النار قال بعضهم لبعض : تعالوا نجزع من العذاب ، لعل ربنا يرحمنا ، فجزعوا مقدار خمسمائة عام ، فلم يغن عنهم الجزع شيئاً ، ثم   تعالوا نصبر لعل اللّه يرحمنا ، فصبروا مقدار خمسمائة عام ، فلم يغن عنهم الصبر شيئاً ، فقالوا عند

ذلك : سواء علينا  أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص [ آية : ٢١ ] ، من مهرب عنها .

٢٢

إبراهيم : ٢٢ وقال الشيطان لما . . . . .

 وقال الشيطن ، ، يعني إبليس لما قضي الأمر ، يعني حين قضي العذاب ،

وذلك أن إبليس لما دخل هو ومن معه على أثره النار ، قام خطيباً في النار ، فقال : يا أهل النار : إن اللّه وعدكم على ألسنة الرسل وعد الحق ، يعني وعد الصدق أن هذا اليوم كائن ووعدتكم أنه ليس بكائن فأخلقتكم الوعد وما كان لي عليكم من سلطن ، يعني من ملك في الشرك ، فأكرهكم على متابعتي ، يعني على ديني ، إلا في الدعاء .

فذلك قوله عز وجل : إلا أن دعوتكم ، يعني إلا أن زينت لكم فاستجبتم لي بالطاعة وتركتم طاعة ربكم فلا تلوموني باتباعكم إياي ولوموا أنفسكم بترككم أمر ربكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي ،

يقول : ما أنا بمغيثكم وما أنتم بمغيثي إني كفرت ، يقول : تبرأت اليوم بما أشركتمون مع اللّه في الطاعة من قبل في الدنيا إن الظلمين ، يعني إن المشركين لهم عذاب أليم [ آية : ٢٢ ] ، يعني وجيع .

٢٣

إبراهيم : ٢٣ وأدخل الذين آمنوا . . . . .

 وأدخل الذين ءامنوا ، يعني صدقوا بتوحيد اللّه عز وجل وعملوا الصالحات ، وأدوا الفرائض جنت تجري من تحتها الأنهار ، يعني تجري العيون من تحت بساتينها خالدين فيها لا يموتون بإذن ربهم ، يعني بأمر ربهم ادخلوا الجنة تحيتهم فيها سلم [ آية : ٢٣ ] ، يقول : تسلم الملائكة عليهم في الجنة .

٢٤

إبراهيم : ٢٤ ألم تر كيف . . . . .

 ألم تر كيف ضرب اللّه مثلا كلمة طيبة ، يعني حسنة ، يعني كلمة الإخلاص ، وهي التوحيد كشجرة طيبة ، يعني بالطيبة الحسنة ، كما أنه ليس في الكلام شيء أحسن ولا أطيب من الإخلاص ، قول : لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له ، فكذلك ليس في الثمار شيء أحلى ولا أطيب من الرطبة ، وهي النخلة أصلها ثابت في الأرض ، وفرعها ، يعني رأسها في السماء [ آية : ٢٤ ] ، يقول : هكذا الإخلاص ينبت في قلب المؤمن ، كما تنبت النخلة في الأرض ، إذا تكلم بها المؤمن ، فإنها تصعد إلى السماء ، كما أن النخلة رأسها في السماء ، كما أن النخلة لها فضل على الشجر في الطول ، والطيب ، والحلاوة ، فكذلك كلمة الإخلاص لها فضل على سائر الكلام .

٢٥

إبراهيم : ٢٥ تؤتي أكلها كل . . . . .

 تؤتي أكلها كل حين ، يقول : إن النخلة تؤتي ثمرها كل ستة أشهر بإذن ربها ، يعني بأمر ربها ، فهكذا المؤمن يتكلم بالتوحيد ، ويعمل الخير ليلاً ونهاراً ، غدوة وعشياً ، بمنزلة ، النخلة ، وهذا مثل المؤمن ، قال سبحانه : ويضرب اللّه الأمثال للناس ، يعني ويصف اللّه الأشياء للناس لعلهم يتذكرون [ آية : ٢٥ ] ، أي يتفكرون في أمثال اللّه تعالى ، فيوحدونه .

٢٦

إبراهيم : ٢٦ ومثل كلمة خبيثة . . . . .

ثم ضرب مثلاً آخر للكافرين ، فقال سبحانه : ومثل كلمة خبيثة ، يعني دعوة الشرك كشجرة خبيثة في المرارة ، يعني الحنظل اجتثت ، يعني انتزعت ، من فوق الأرض ما لها من قرار [ آية : ٢٦ ] ، يقول : ما لها من أصل ، فهكذا كلمة الكافر ليس لها أصل ، كما أن الحنظل أخبث الطعام ، فكذلك كلمة الكفر أخبث الدعوة ، وكما أن الحنظل ليس فيه ثمر ، وليس لها بركة ولا منفعة ، فكذلك الكافر لا خير فيه ، ولا فرع له في السماء يصعد فيه عمله ، ولا أصل في الأرض ، بمنزلة الحنظلة ، يذهب بها

الريح ، وكذلك الكافر ، فذلك قوله سبحانه : كرماد اشتدت به الريح [ إبراهيم :

١٨ ] ، هاجت يميناً وشمالاً ، مرة هاهنا ومرة هاهنا .

٢٧

إبراهيم : ٢٧ يثبت اللّه الذين . . . . .

ثم ذكر المؤمنين بالتوحيد في حياتهم وبعد موتهم ، فقال سبحانه : يثبت اللّه

الذين ءامنوا بالقول الثابت ، وهو التوحيد في الحيوة الدنيا ، ثم قال : و يثبتهم وفي الآخرة ، يعني في قبره في أمر منكر ونكير بالتوحيد ، وذلك أن

المؤمن يدخل عليه ملكان

أحدهما منكر

والآخر نكير ، فيجلسانه في القبر ، فيسألانه : من

ربك ؟ وما دينك ؟ ومن رسولك ؟ فيقول : ربي اللّه عز وجل ، وديني الإسلام ، ومحمد صلى اللّه عليه وسلم

رسولي ، فيقولان له : وقيت وهديت ، ثم يقولان : اللّهم إن عبدك أرضاك فأرضه ، فذلك

قوله سبحانه : وفي الآخرة ، أي يثبت اللّه قول الذين آمنوا .

ثم ذكر الكافر في قبره حين يدخل عليه منكر ونكير ، يطآن في أشعارهما ، ويحفران

الأرض بأنيابهما ، وينالان الأرض بأيديها ، أعينهما كالبرق الخاطف ، وأصواتهما

كالرعد القاصف ، ومعهما مرزبة من حديد ، لو اجتمع عليها أهل منى أن يقلوها ما

أقلوها ، فيقولان له : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيقول : لا أدري ، فيقولان له : لا دريت ولا تليت ، ثم يقولان : اللّهم إن عبدك قد أسخطك فاسخط عليه .

فيضربانه بتلك المرزبة ضربة ينهشم كل عضو في جسده ، ويلتهب قبره ناراً ، ويصيح صيحة يسمعها كل شيء غير الثقلين ، فيلعنونه ، فذلك قوله عز وجل : ويلعنهم اللاعنون [ البقرة : ١٥٩ ] ، حتى إن شاة القصاب والشفرة على حلقها لا يهمها ما بها ، فتقول : لعن اللّه هذا ، كان يحبس عنا الرزق بسببه ، هذا لمن يضله اللّه عز وجل عن التوحيد ، فذلك

قوله : ويضل اللّه الظلمين ، يعني المشركين ، حيث لا يوفق لهم

ذلك حين يسأل في قبره : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ ويفعل اللّه ما يشاء

[ آية : ٢٧ ] فيهما ، فمشيئته أن يثيب المؤمنين ويضل الكافرين .

٢٨

إبراهيم : ٢٨ ألم تر إلى . . . . .

 ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت اللّه كفرا ، هذه مدينه إلى آخر الآيتين ، وبقية

السورة مكية : أَلم تَر إِلى الذين بدلُوا نعمت اللّه كُفراً ، وهم بنو أمية ، وبنو المغيرة

المخزومي ، وكانت النعمة أن اللّه أطعمهم من جوع ، وآمنهم من خوف ، يعنى القتل

والسبي ، ثم بعث فيهم رسولاً يدعوهم إلى معرفة رب النعمة عز وجل ، فكفروا

بهذه النعمة وبدلوها ، ثم قال اللّه عز وجل : وأحلوا قومهم دار البوار [ آية : ٢٨ ] ، يعنى دار الهلاك بلغة عمان ، فأهلكوا قومهم ببدر .

٢٩

إبراهيم : ٢٩ جهنم يصلونها وبئس . . . . .

ثم يصيرون بعد القتل إلى جهنم يوم القيامة ، فذلك قوله عز وجل : جهنم يصلونها وبئس القرار [ آية : ٢٩ ] ، يعنى وبئس المستقر .

٣٠

إبراهيم : ٣٠ وجعلوا للّه أندادا . . . . .

ثم ذكر كفار قريش ، فقال تعالى : وجعلوا ، يعنى ووصفوا للّه أندادا ، يعنى

شركاء ليضلوا عن سبيله ، يعنى ليستنزلوا عن دينه الإسلام قل تمتعوا في

داركم قليلاً فإن مصيركم إلى النار [ آية : ٣٠ ] .

٣١

إبراهيم : ٣١ قل لعبادي الذين . . . . .

 قُل لِعبادي الذين ءامنوا يقيمُوا الصلواة وينفقواْ مِما رزقناهُم من الأموال سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ، يعنى لا فداء ولا خلال [ آية : ٣١ ] ، يعنى

ولا خلة ؛ لأن الرجل إذا نزل به ما يكره في الدنيا قبل موته ، قبل منه الفداء ، أو يشفع له

خليله ، والخليل المحب ، وليس في الآخرة من ذلك شيء ، وإنما هي أعمالهم يثابون عليه

٣٢

إبراهيم : ٣٢ اللّه الذي خلق . . . . .

 اللّه الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء ، يعنى المطر فأخرج به ، يعنى بالمطر من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك ، يعنى السفن ،

 لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار [ آية : ٣٢ ] .

٣٣

إبراهيم : ٣٣ وسخر لكم الشمس . . . . .

 وسخر لكم الشمس والقمر دائبين إلى يوم القيامة وَسَخَرَ لَكُمُ اليل

والنَّهار [ آية : ٣٣ ] ، في هذه منفعة لبني آدم

٣٤

إبراهيم : ٣٤ وآتاكم من كل . . . . .

 وءاتاكُم ، يقول : وأعطاكم من كل ما سألتموه ، يعنى ما لم تسألوه ولا

طلبتموه ، ولكن أعطيتكم من رحمتي ، يعنى ما ذكر مما سخر للناس في هؤلاء الآيات

فهذا كله من النعم ، قال سبحانه : وإِن تعدواْ نِعمتَ اللّه لا تحصوها إِن الإنسان

لظلومٌ لنفسه في خطيئته كفار [ آية : ٣٤ ] ، يعنى كافر في نعمته التي ذكر ،

فلم يعبده .

حدثنا عبيد اللّه ، قال : حدثني أبي ، قال : سمعت أبا صالح في قوله عز وجل : من كل ما سألتموه ، قال : أعطاكم ما لم تسألوه ، ومن قراءة : كل ما سألتموه ، بدون من

يقول : استجاب لكم ، فأعطاكم ما سألتموه ، واللّه أعلم .

٣٥

إبراهيم : ٣٥ وإذ قال إبراهيم . . . . .

 وَإذ قال إبراهيم رَب اجعل هذا البلد ءامناً ، يعنى مكة ، فكان أمناً لهم في

الجاهلية واجنبني وبني ، يعنى وولدي أن نعبد الأصنام [ آية : ٣٥ ] ، وقد علم أن ذريته مختلفون في التوحيد .

٣٦

إبراهيم : ٣٦ رب إنهن أضللن . . . . .

قال : رب إنهن أضللن ، يعنى الأصنام كثيرا من الناس ، يعنى أضللن

بعبادتهن كثيراً من الناس فمن تبعني على ديني فإنه مني على ملتي ومن عصاني ، فكفر فإنك غفور رحيم [ آية : ٣٦ ] ، أن تتوب عليه ، فتهديه إلى التوحيد ، نظيرها في الأحزاب : ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن اللّه كان غفورا رحيما [ الأحزاب : ٢٤ ] .

٣٧

إبراهيم : ٣٧ ربنا إني أسكنت . . . . .

 ربنا إني أسكنت من ذريتي ، يعنى إسماعيل ابني خاصة بواد غير ذي زرع ، يعنى لا حرث فيها ، ولا ماء ، يعنى مكة عند بيتك المحرم ، حرمه لئلا يستحل فيه

ما لا يحل ، فيها تقديم ربنا ليقيموا الصلاة ، يعنى اجنبني وبني أن نعبد الأصنام ، لكي يصلوا لك عند بيتك المحرم ، ويعبدونك فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ، يقول : اجعل قوماً من الناس تهوى إليهم ، يعنى إلى إسماعيل وذريته ،

 وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون [ آية : ٣٧ ] ، ولو قال : اجعل أفئدة الناس تهوي إليهم ، لازدحم عليهم الحرز والديلم ، ولكنه قال : فاجعل أفئدة من الناس .

٣٨

إبراهيم : ٣٨ ربنا إنك تعلم . . . . .

 ربنا إنك تعلم ما نخفي ، يعنى ما نسر من أمر إسماعيل في نفسي من الجزع عليه

أنه في غير معيشة ، ولا ماء في أرض غربة ، ثم قال : وما نعلن ، يعنى من

قوله :

 ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع ، يعني مكة ، فهذى الذي أعلن

 وَمَا يخفى عَلى اللّه من شيء في الأرض ولا في السَّماء [ آية : ٨٣ ] .

٣٩

إبراهيم : ٣٩ الحمد للّه الذي . . . . .

 الحمد للّه الذي وهب لي على الكبر بالأرض المقدسة بعدما هاجر إليها ،

 إسماعيل وإسحاق ، ووهب لي إسماعيل من هاجر جاريته وإبراهيم يومئذ ابن ستين

سنة ، ووهب له إسحاق ، وهو ابن سبعين سنة ، فالأنبياء كلهم من إسحاق غير نبينا محمد

 صلى اللّه عليه وسلم ، فإنه من ذرية إسماعيل ، ثم قال إبراهيم : إن ربي لسميع الدعاء [ آية : ٣٩ ] .

٤٠

إبراهيم : ٤٠ رب اجعلني مقيم . . . . .

 رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ، فاجعلهم أيضاً مقيمين الصلاة ربنا وتقبل دعاء [ آية : ٤٠ ] ، يقول : ربنا واستجب دعائي في إقامة الصلاة لنفسه ولذريته .

٤١

إبراهيم : ٤١ ربنا اغفر لي . . . . .

 ربنا اغفر لي ولوالدي ، يعنى أبويه وللمؤمنين يوم يقوم الحساب [ آية : ٤١ ] .

٤٢

إبراهيم : ٤٢ ولا تحسبن اللّه . . . . .

 ولا تحسبن اللّه يا محمد غافلا عما يعمل الظالمون ، يعنى مشركي مكة إنما يؤخرهم عن العذاب في الدنيا ليوم تشخص فيه الأبصار [ آية :٤٢ ] ، يعنى فاتحة شاخصة أعينهم ، وذلك أنهم إذا عاينوا النار ، فيها تقديم ، في الآخرة ،

شخصت أبصارهم في يطرفون ، فيها تقديم ، وذلك قوله سبحانه : لا يرتد إليهم طرفهم ، يعنى لا يطرفون .

٤٣

إبراهيم : ٤٣ مهطعين مقنعي رؤوسهم . . . . .

ثم قال : مهطعين ، يعنى مقبلين إلى النار ، ينظرون إليها ، ينظرون في غير طرف مقنعي ، يعنى رافعي رُءوسهم إليها لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء [ آية : ٤٣ ] .

وذلك أن الكفار إذا عاينوا النار شهقوا شهقة زالت منها قلوبهم عن أماكنها ، فتنشب في حلوقهم ، فصارت قلوبهم : هواء بين الصدور والحناجر ، فلا تخرج من

أفواههم ، ولا ترجع إلى أماكنها ، فذلك قوله سبحانه في حم المؤمن : إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين [ غافر : ١٨ ] ، يعنى مكروبين ، فلما بلغت القلوب الحناجر ، ونشبت في حلوقهم ، انقطعت أصواتهم وغصت ألسنتهم .

٤٤

إبراهيم : ٤٤ وأنذر الناس يوم . . . . .

 وأنذر يا محمد صلى اللّه عليه وسلم  الناس ، يعنى كفار مكة يوم يأتيهم العذاب في الآخرة فيقول الذين ظلموا ، يعنى مشركي مكة ، فيسألون الرجعة إلى الدنيا فيقولون في الآخرة : ربنا أخرنا إلى أجل قريب ؛ لأن الخروج من الدنيا إلى قريب ،

 نجب دعوتك إلى التوحيد ونتبع الرسل ، يعنى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقال لهم : أولم تكونوا أقسمتم ، يعنى حلفتم من قبل في الدنيا إذا متم ما لكم من زوال [ آية : ٤٤ ] إلى البعث بعد الموت ، وذلك قوله سبحانه في النحل : وأقسموا باللّه جهد أيمانهم لا يبعث اللّه من يموت [ النحل : ٨٣ ] .

٤٥

إبراهيم : ٤٥ وسكنتم في مساكن . . . . .

 وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم ، يعنى ضروا بأنفسهم ، يعنى الأمم

الخالية ، الذين عذبوا في الدنيا ، يعنى قوم هود وغيرهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم ، يقول : كيف عذبناهم وضربنا لكم الأمثال [ آية : ٤٥ ] ، يعنى ووصفنا

لكم الأشياء ، يقول : وبينا لكم العذاب لتوحدوا ربكم عز وجل ، يخوف كفار مكة بمثل

عذاب الأمم الخالية ؛ لئلا يكذبوا بمحمد صلى اللّه عليه وسلم .

٤٦

إبراهيم : ٤٦ وقد مكروا مكرهم . . . . .

ثم أخبر عن فعل نمروذ بن كنعان الجبار ، فقال : وقد مكروا مكرهم ، يقول :

فعلهم ، يعنى التابوت فيها الرجلان اللذان كانا في التابوت ، والنسور الأربعة وعند اللّه مكرهم ، يقول : عند اللّه مكرهم ، يعنى فعلهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال [ آية : ٤٦ ] ، نظيرها في بني إسرائيل : وإن كادوا ليفتنونك

[ الإسراء : ٧٣ ] ، يعنى وقد كادوا ، وقد كان نمروذ بن كنعان الذي حاج إبراهيم في ربه ،

وهو أول من ملك الأرض كلها ، وذلك أنه بنى صرحاً ببابل زعم ليتناول إله السماء ،

فخر عليهم السقف ، وهو البناء من فوقهم . .

حدثنا عبيد اللّه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا الهذيل ، عن مقاتل ، عن ابن إسحاق ،

عن عبد الرحمن بن دانيال ، عن علي بن أبي طالب ، رضي اللّه عنه ، في قوله سبحانه :

 وإن كان مكرهم ، قال : أمر نمروذ بن كنعان عدو اللّه ، فنحت التابوت ، وجعل له

باباً من أعلاه ، وباباً من أسفله ، ثم صعد إلى أربع نسور ، ثم أوثق كل نسر بقائمة

التابوت ، ثم جعل في أعلى التابوت لحماً شديد الحمرة ، في أربعة نواحي التابوت حيال

النسور ، ثم جعل رجلين في التابوت ، فنهضت النسور تريد اللحم ، فارتفع التابوت إلى

السماء ، فلما ارتفع ما شاء اللّه ، قال أحد الرجلين لصاحبه : فاتح باب التابوت الأسفل

فانظر كيف ترى الأرض ؟ ففتح فنظر ، قال : أراها كالعروة البيضاء .

ثم قال له : افتح الباب الأعلى ، فانظر إلى السماء ، هل ازددنا منها قرباً ؟ قال : ففتح الباب الأعلى ، فإذا هي كهيئتها ، وارتفعت النسور تريد اللحم ، فلما ارتفعا جداً ، لم تدعهما الريح أن يصعدا ، فقال

أحدهما لصاحبه : افتح الباب الأسفل فانظر كيف ترى الأرض ؟ قال : ففتح ، قال : إنها سوداء ظلمة ، ولا أرى منها شيئاً ، قال : اردد الباب الأسفل ، وافتح الباب الأعلى ، فانظر إلى السماء ، هل ازددنا منها قرباً ؟ ففتح الباب الأعلى ، فقال : أراها كهيئتها .

قال لصاحبه : نكس التابوت ، فنكسه فتصوب اللحم ، وصارت النسور فوق التابوت

واللحم أسفل ، ثم هوت النسور منصبة تريد اللحم ، فسمعت الجبال وحفيف التابوت

وخفيف أجنحة النسور ، ففزعت وظنت أنه أمر نزل من السماء ، فكادت أن تزول من أماكنها من مخافة اللّه عز وجل ، فذلك

قوله : وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال .

٤٧

إبراهيم : ٤٧ فلا تحسبن اللّه . . . . .

ثم خوف كفار مكة ، فقال سبحانه : فلا تحسبن اللّه يا محمد مخلف وعده رسله في نزول العذاب بكفار مكة في الدنيا أن اللّه عزيز ، يعنى منيع في مكة ذو انتقام [ آية : ٤٧ ] من أهل معصيته .

٤٨

إبراهيم : ٤٨ يوم تبدل الأرض . . . . .

 يوم تبدل الأرض غير الأرض ، يقول : تبدل صورة الأرض التي عليها بنو آدم

بيضاء نقية ، لم يسفك عليها دم ، ولم يعمل عليها معصية ، وهي أرض الصراط ، وعمق

الصراط خمسمائة عام و تبدل والسماوات ، فلا تكون شيئاً وبرزوا للّه ، يقول : وخرجوا من قبورهم ، ولا يستترون من اللّه بشيء ، في أرض مستوية مثل

الأدم ، ممدودة ، ليس عليها جبل ، ولا بناء ، ولا نبت ، ولا شيء الواحد لا شريك له القهار [ آية : ٤٨ ] ، يعنى القاهر لخلقه .

٤٩

إبراهيم : ٤٩ وترى المجرمين يومئذ . . . . .

 وترى المجرمين ، يعنى كفار مكة يومئذ مقرنين في الأصفاد [ آية : ٤٩ ] ، يعنى موثقين في السلاسل والأغلال ، صفدت أيديهم إلى أعناقهم في الحديد .

٥٠

إبراهيم : ٥٠ سرابيلهم من قطران . . . . .

 سرابيلهم من قطران ، يعنى قمصهم من نحاس ذائب وتغشى وجوههم النار [ آية : ٥٠ ] ؛ لأنهم يتقون النار بوجوههم .

٥١

إبراهيم : ٥١ ليجزي اللّه كل . . . . .

 ليجزي ، أي ليجزئهم اللّه ، فيها تقديم ، يقول : وبرزوا من قبورهم ، لكي

يجزى اللّه كل نفس ما كسبت ، يقول : كل نفس ، بر وفاجر ما كسبت ، يعنى ما

عملت من خير أو شر إن اللّه سريع الحساب [ آية : ٥١ ] ، يقول : كأنه قد جاء

الحساب يخوفهم ، فإذا أخذ اللّه عز وجل في حسابهم ، فرغ من حساب الخلائق على مقدار نصف يوم من أيام الدنيا .

٥٢

إبراهيم : ٥٢ هذا بلاغ للناس . . . . .

 هذا بلاغ للناس ، يعنى كفار مكة ولينذروا به ، يعنى لينذروا بما في

القرآن وليعلموا أنما هو إله واحد لا شريك له وليذكر فيما يسمع من

مواعظ القرآن أولوا الألباب [ آية : ٥٢ ] ، يعنى أهل اللب والعقل .

﴿ ٠