سورة الحجرمكية كلها ، وهي تسع وتسعون آية باتفاق بسم اللّه الرحمن الرحيم ١الحجر : ١ الر تلك آيات . . . . . الر تِلك ءايتُ الكِتابِ وقُرءانٍ مُبينٍ [ آية : ١ ] ، يعنى بين ما فيه . ٢الحجر : ٢ ربما يود الذين . . . . . ربما يود الذين كفروا من أهل مكة في الآخرة لو كانوا مسلمين [ آية : ٢ ] ، يعنى مخلصين في الدنيا بالتوحيد . ٣الحجر : ٣ ذرهم يأكلوا ويتمتعوا . . . . . وذلك قوله سبحانه : ذرهم يأكلوا ، يقول : خل يا محمد صلى اللّه عليه وسلم عن كفار مكة إذا كذبوك يأكلوا ويتمتعوا في دنياهم ويلههم الأمل ، يعنى طول الأمل عن الآخرة فسوف يعلمون [ آية : ٣ ] ، هذا وعيد . ٤الحجر : ٤ وما أهلكنا من . . . . . ثم خوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية ، فقال سبحانه : وما أهلكنا من قرية ، يقول : وما عذبنا من قرية إلا ولها بهلاكها كتاب معلوم [ آية :٤ ] ، يعنى موقوت في اللوح المحفوظ إلى أجل ، وكذلك كفار مكة عذابهم إلى أجل معلوم ، يعنى القتل ببدر . ٥الحجر : ٥ ما تسبق من . . . . . ما تسبق من أمة عذبت أَجلها وَما يستئخُرونَ [ آية : ٥ ] يقول : ما يتقدمون من أجلهم ، ولا يتأخرون عنه . ٦الحجر : ٦ وقالوا يا أيها . . . . . وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر ، يعنى القرآن إنك لمجنون [ آية : ٦ ] ، يعنى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، نزلت في عبد اللّه بن أمية بن المغيرة المخزومي ، والنضر بن الحارث ، هو ابن علقمة ، من بني عبد الدار بن قصي ، ونوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى ، كلهم من قريش ، والوليد بن المغيرة ، قالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم : إنك لمجنون . ٧الحجر : ٧ لو ما تأتينا . . . . . وقالوا له : لو ما تأتينا ، يعنى أفلا تجيئنا بالملائكة ، فتخبرنا بأنك نبي مرسل إن كنت من الصادقين [ آية : ٧ ] بأنك نبي مرسل ، ولو نزلت الملائكة لنزلت إليهم بالعذاب . ٨الحجر : ٨ ما ننزل الملائكة . . . . . مَا تتنزَلُ الملائكةَ إِلا بِالحَق وَما كَانُواْ إِذا منظَرِينَ [ آية : ٨ ] ، يقول : لو نزلت الملائكة بالعذاب ، إذا لم يناظروا حتى يعذبوا ، يعنى كفار مكة . ٩الحجر : ٩ إنا نحن نزلنا . . . . . يقول اللّه عز وجل : إنا نحن نزلنا الذكر ، يعنى القرآن على محمد صلى اللّه عليه وسلم وإنا له لحافظون [ آية : ٩ ] ؛ لأن الشياطين لا يصلون إليه ؛ لقولهم للنبي صلى اللّه عليه وسلم : إنك لمجنون يعلمك الري . ١٠الحجر : ١٠ ولقد أرسلنا من . . . . . ولقد أرسلنا من قبلك يا محمد صلى اللّه عليه وسلم الرسل في شيع ، يعنى في فرق ، الأولين [ آية : ١٠ ] ، يعنى الأمم الخالية . ١١الحجر : ١١ وما يأتيهم من . . . . . وما يأتيهم من رسول ، ينذرهم بالعذاب في الدنيا إِلا كَانوا به يستهزءونَ [ آية : ١١ ] بأن العذاب ليس بنازل بهم . ١٢الحجر : ١٢ كذلك نسلكه في . . . . . كذلك نسلكه ، يعنى هكذا نجعله ، يعنى الكفر بالعذاب في قلوب المجرمين [ آية : ١٢ ] ، يعنى كفار مكة . ١٣الحجر : ١٣ لا يؤمنون به . . . . . لا يؤمنون به ، يعنى بالعذاب ، قال سبحانه : وقد خلت سنة الأولين [ آية : ١٣ ] بالتكذيب لرسلهم بالعذاب ، يعنى الأمم الخالية الذين أهلكوا بالعذاب في الدنيا . ١٤الحجر : ١٤ ولو فتحنا عليهم . . . . . ولو فتحنا عليهم ، يعنى على كفار مكة بابا من السماء ، فينظرون إلى الملائكة عياناً كيف يصعدون إلى السماء فظلوا فيه يعرجون [ آية : ١٤ ] ، يقول : فمالوا في الباب يصعدون . ١٥الحجر : ١٥ لقالوا إنما سكرت . . . . . ولو عاينوا ذلك لقالوا من كفرهم : إنما سكرت أبصارنا مخففة ، يعنى سدت ، ول بل نحن قوم مسحورون [ آية : ١٥ ] . حدثنا عبيد اللّه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني الهذيل ، قال : حدثنا مقاتل ، عن عبد الكريم ، عن حسان ، عن جابر ، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، أنه سُئل عن : السماء ذات البروج [ البروج : ١ ] ، فقال : ′ الكواكب ′ ، وسُئل عن : الذي جعل في السماء بروجا [ الفرقان : ٦١ ] ، قال : ′ الكواكب ′ ، مثل البروج مشيدة ، قال : ′ القصور ′ . ١٦الحجر : ١٦ ولقد جعلنا في . . . . . ولقد جعلنا في السماء بروجا ، قال : الكواكب وزيناها ، يعنى السماء بالكواكب للناظرين [ آية : ١٦ ] إليها ، يعنى أهل الأرض . ١٧الحجر : ١٧ وحفظناها من كل . . . . . وحفظناها ، يعنى السماء بالكواكب من كل شيطان رجيم [ آية : ١٧ ] ، يعنى ملعون ؛ لئلا يستمعوا إلى كلام الملائكة . ١٨الحجر : ١٨ إلا من استرق . . . . . ثم استثنى من الشياطين ، فقال سبحانه : إلا من استرق السمع ، يعنى من اختطف السمع من كلام الملائكة فأتبعه شهاب مبين [ آية : ١٨ ] ، يعنى الكوكب المضيء وهو الثاقب ، ونظيرها في الصافات : فأتبعه شهاب ثاقب [ الصافات : ١٠ ] ، ١٩الحجر : ١٩ والأرض مددناها وألقينا . . . . . والأرض مددناها ، يعنى بسطناها ، يعنى مسيرة خمسمائة عام طولها وعرضها وغلظها مثله ، فبسطها من تحت الكعبة . ثم قال عز وجل : وألقينا فيها رواسي ، يعنى الجبال الراسيات في الأرض الطوال أن تميد بكم [ النحل : ١٥ ] ، يقول : لئلا تزول بكم الأرض ، وتمور بمن عليها وَأَنبتنا فيها من كُل شَيءٍ موزونٍ [ آية : ١٩ ] ، يقول : وأخرجنا من الأرض كل شيء موزون ، يعنى من كل ألوان النبات معلوم . ٢٠الحجر : ٢٠ وجعلنا لكم فيها . . . . . وجعلنا لكم فيها ، يعنى في الأرض معايش ، مما عليها من النبات ، ثم قال سبحانه : ومن لستم له برازقين [ آية : ٢٠ ] ، يقول : لستم أنتم ترزقونهم ، ولكن أنا أرزقهم ، يعنى الدواب ، والطير ، معايشهم مما في الأرض من رزق . ٢١الحجر : ٢١ وإن من شيء . . . . . قال سبحانه : وَإِن من شيءٍ إِلا عندنا خزائنُهُ ، يقول : ما من شيء من الرزق إلا عندنا مفاتيحه ، وهو بأيدينا ليس بأيديكم وما ننزله يعنى الرزق ، وهو المطر وحده إلا بقدر معلوم [ آية : ٢١ ] ، يعنى موقوت . ٢٢الحجر : ٢٢ وأرسلنا الرياح لواقح . . . . . وأرسلنا الرياح لواقح ، وذلك أن اللّه يرسل الريح ، فتأخذ الماء بكيل معلوم من سماء الدنيا ، ثم تثير الرياح والسحاب ، فتلقى الريح السحاب بالماء الذي فيها من ماء النبت ، ثم تسوق تلك الرياح السحاب إلى الأرض التي أمر الرعد أن يمطرها ، فذلك قوله سبحانه : فأنزلنا من السماء ماء ، يعنى المطر فأَسقينكُموهُ وَما أَنتم ، يعنى يا بني آدم له بخازنين [ آية : ٢٢ ] ، يقول : لستم أنتم بخازنيها ، فتكون مفاتيحها بأيديكم ولكنها بيدي . ٢٣الحجر : ٢٣ وإنا لنحن نحيي . . . . . وَإنا لنحنُ نُحي ونُميتُ ، يقول اللّه تعالى : أنا أحي الموتى ، وأميت الأحياء ونحن الوارثون [ آية : ٢٣ ] ، يعنى ونميت الخلق ويبقي الرب تعالى ويرثهم . ٢٤الحجر : ٢٤ ولقد علمنا المستقدمين . . . . . ولقد علمنا المستقدمين منكم ، يعنى من بني آدم من مات منكم وَلقد علمنا المستئخرينَ [ آية : ٢٤ ] ، يقول : من بقي منكم فلم يمت ، ونظيرها في ق والقرآن : وقَدْ عَلِمنا ما تنقص الأرض مِنهم [ ق : ٤ ] . ٢٥الحجر : ٢٥ وإن ربك هو . . . . . وإن ربك يا محمد صلى اللّه عليه وسلم هو يحشرهم ، يعنى من تقدم منهم ومن تأخر ، يقول : وهو يجمعهم في الآخرة إنه حكيم حكيم البعث ، ثم قال : عليم [ آية : ٢٥ ] ببعثهم . ٢٦الحجر : ٢٦ ولقد خلقنا الإنسان . . . . . ولقد خلقنا الإنسان ، يعنى آدم من صلصال . حدثنا عبيد اللّه ، حدثني أبي ، حدثني الهذيل ، عن مقاتل ، والضحاك ، عن ابن عباس : الصلصال الطين الجيد ، يعنى الجر إذا ذهب عنه الماء تشقق ، فإذا حرك تقعقع من حمإ ، يعنى الأسود مسنون [ آية : ٢٦ ] ، يعنى المنتن ، فكان التراب مبتلاً ، فصار أسود منتناً . ٢٧الحجر : ٢٧ والجان خلقناه من . . . . . ثم قال : والجان ، يعنى إبليس خلقناه من قبل آدم من نار السموم [ آية : ٢٧ ] ، يعنى صافي ليس فيه دخان ، وهو المارج من نار ، يعنى الجان ، وإنما سمى إبليس الجان ؛ لأنه من حي من الملائكة ، يقال لهم : الجن ، والجن جماعة ، والجان واحد . ٢٨الحجر : ٢٨ وإذ قال ربك . . . . . وإذ قال ، يعنى وقد قال : ربك للملائكة الذين في الأرض ، منهم إبليس ، قال لهم : قبل أن يخلق آدم ، عليه السلام : إني خالق بشرا ، يعنى آدم من صلصال من حمإ ، يعنى أسود مسنون [ آية : ٢٨ ] ، يعنى منتن . ٢٩الحجر : ٢٩ فإذا سويته ونفخت . . . . . فإذا سويته ، يعنى سويت خلقه ونفخت فيه ، يعنى آدم من روحي فقعوا له ساجدين [ آية : ٢٩ ] ، يقول : فاسجدوا لآدم . ٣٠الحجر : ٣٠ فسجد الملائكة كلهم . . . . . فسجد الملائكة الذين هم في الأرض كلهم أجمعون [ آية : ٣٠ ] . ٣١الحجر : ٣١ إلا إبليس أبى . . . . . ثم استثنى من الملائكة إبليس ، فقال سبحانه : إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين [ آية : ٣١ ] لآدم ، عليه السلام . ٣٢الحجر : ٣٢ قال يا إبليس . . . . . قال يا إبليس ما لك ألا تكون في السجود مع الساجدين [ آية : ٣٢ ] ، يعنى الملائكة الذين سجدوا لآدم ، عليه السلام . ٣٣الحجر : ٣٣ قال لم أكن . . . . . قال لم أكن لأسجد لبشر ، يعنى آدم خلقته من صلصال ، يعنى الطين ، من حمإ ، يعنى أسود مسنون [ آية : ٣٣ ] ، يعنى منتن ، فأول ما خلق من آدم ، عليه السلام ، عجب الذنب ، ثم ركب فيه سائر خلقه ، وآخر ما خلق من آدم ، عليه السلام ، أظفاره ، وتأكل الأرض عظام الميت كلها ، غير عجب الذنب ، غير عظام الأنبياء ، عليهم السلام ، فإنها لا تأكلها الأرض ، وفي العجب يركب بنو آدم يوم القيامة . ٣٤الحجر : ٣٤ قال فاخرج منها . . . . . ثم قال فاخرج منها ، يعنى من ملكوت السماء فإنك رجيم [ آية : ٣٤ ] ، يعنى ملعون ، وهو إبليس . ٣٥الحجر : ٣٥ وإن عليك اللعنة . . . . . وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين [ آية : ٣٥ ] . ٣٦الحجر : ٣٦ قال رب فأنظرني . . . . . قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون [ آية : ٣٦ ] ، يعنى يبعث الناس بعد الموت ، يقول : أجلني إلى يوم النفخة الثانية ، كقوله سبحانه : فنظرة إلى ميسرة [ البقرة : ٢٨٠ ] ، يعني فأجله إلى ميسرة . ٣٧الحجر : ٣٧ قال فإنك من . . . . . قال فإنك من المنظرين [ آية : ٣٧ ] لا تموت . ٣٨الحجر : ٣٨ إلى يوم الوقت . . . . . إلى يوم الوقت المعلوم [ آية : ٣٨ ] ، يعنى إلى أجل موقوت ، وهي النفخة الأولى ، وإنما أراد عدو اللّه الأجل إلى يوم يبعثون ؛ لئلا يذوق الموت ؛ لأنه قد علم أنه لا يموت بعد البعث . ٣٩الحجر : ٣٩ قال رب بما . . . . . قال إبليس : رب بما أغويتني ، يقول : أما إذا أضللتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين [ آية : ٣٩ ] ، يعنى ولأضلنهم عن الهدى أجمعين . ٤٠الحجر : ٤٠ إلا عبادك منهم . . . . . ثم استثنى عدو اللّه إبليس ، فقال : إلا عبادك منهم المخلصين [ آية : ٤٠ ] ، يعنى أهل التوحيد ، وقد علم إبليس أن اللّه استخلص عباداً لدينه ، ليس له عليهم سلطان ، فذلك قوله سبحانه : إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ، يعنى ما لك أن تضلهم عن الهدى وكفى بربك وكيلا [ الإسراء : ٦٥ ] ، يعنى حرزاً ومانعاً لعباده . ٤١الحجر : ٤١ قال هذا صراط . . . . . قال اللّه تعالى : هذا صراط علي ، يقول : هذا طريق الحق الهدى إلى ، مستقيم [ آية : ٤١ ] ، يعنى الحق ، ك قوله : لتكونوا شهداء على الناس [ البقرة : ١٤٣ ] ، يعنى للناس ، نظيرها في هود ، قوله : إن ربي على صراط مستقيم [ هود : ٥٦ ] ، يعنى المستقيم الحق المبين . ٤٢الحجر : ٤٢ إن عبادي ليس . . . . . قال سبحانه : إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين [ آية : ٤٢ ] ، يعنى من المضلين . ٤٣الحجر : ٤٣ وإن جهنم لموعدهم . . . . . وإن جهنم لموعدهم أجمعين [ آية : ٤٣ ] ، يعنى كفار الجن والإنس ، وإبليس وذريته . ٤٤الحجر : ٤٤ لها سبعة أبواب . . . . . لها سبعة أبواب ، بعضها أسفل من بعض ، كل باب أشد حراً من الذي فوقه بسبعين جزءاً ، بين كل بابين سبعين سنة ، أولها جهنم ، ثم لظى ، ثم الحطمة ، ثم السعير ، ثم الجحيم ، ثم الهاوية ، ثم سقر لكل باب منهم جزء مقسوم [ آية : ٤٤ ] ، يعنى عدد معلوم من كفار الجن والإنس ، يعنى الباب الثاني يضعف على الباب الأعلى في شدة العذاب سبعين ضعفاً . ٤٥الحجر : ٤٥ إن المتقين في . . . . . إن المتقين الشرك في جنات وعيون [ آية : ٤٥ ] ، يعنى بساتين وأنهار جارية . ٤٦الحجر : ٤٦ ادخلوها بسلام آمنين ادخلوها بسلام ، سلم اللّه عز وجل لهم أمرهم ، وتجاوز عنهم ، نظيرها في الواقعة ، ثم قال : ءامينَ [ آية : ٤٦ ] من الخوف . ٤٧الحجر : ٤٧ ونزعنا ما في . . . . . ونزعنا ما في صدورهم من غل ، يقول : أخرجنا ما في قلوبهم من الغش الذي كان في الدنيا بعضهم لبعض ، فصاروا متحابين إخوانا على سرر متقابلين [ آية : ٤٧ ] ، في الزيارة ، يرى بعضهم بعضاً ، متقابلين على الأسرة يتحدثون . ٤٨الحجر : ٤٨ لا يمسهم فيها . . . . . ثم أخبر عنهم سبحانه ، فقال : لا يمسهم فيها نصب ، يقول : لا تصيبهم فيها مشقة في أجسادهم ، كما كان في الدنيا وما هم منها ، من الجنة بمخرجين [ آية : ٤٨ ] أبدا ، ولا بميتين أبداً ٤٩الحجر : ٤٩ نبئ عبادي أني . . . . . قال اللّه تعالى للنبي صلى اللّه عليه وسلم : نبئ عبادي ، يقول : أخبر عبادي أني أنا الغفور لذنوب المؤمنين الرحيم [ آية : ٤٩ ] لمن تاب منهم . ٥٠الحجر : ٥٠ وأن عذابي هو . . . . . و أخبرهم وأن عذابي هو العذاب الأليم [ آية : ٥٠ ] ، يعنى الوجيع لمن عصاني . ٥١الحجر : ٥١ ونبئهم عن ضيف . . . . . ونبئهم ، يعنى وأخبرهم عن ضيف إبراهيم [ آية : ٥١ ] ، ملكان أحدهما جبريل ، والآخر ميكائيل . ٥٢الحجر : ٥٢ إذ دخلوا عليه . . . . . إذ دخلوا عليه على إبراهيم فقالوا سلاما ، فسلموا عليه وسلم عليهما قال إنا منكم وجلون [ آية : ٥٢ ] ، يعنى خائفين ، وذلك أن إبراهيم ، عليه السلام ، قرب إليهم العجل ، فلم يأكلوا منه ، فخاف إبراهيم ، عليه السلام ، وكان في زمان إبراهيم ، عليه السلام ، إذا أكل الرجل عند الرجل طعاماً ، أمن من شره ، فلما رأى إبراهيم ، عليه السلام ، أيديهم لا تصل إلى العجل ، خاف شرهم . ٥٣الحجر : ٥٣ قالوا لا توجل . . . . . قالوا ، قال له جبريل ، عليه السلام : لا توجل ، يقول : لا تخف إنا نبشرك بغلام عليم [ آية : ٥٣ ] ، وهو إسحاق ، عليه السلام . ٥٤الحجر : ٥٤ قال أبشرتموني على . . . . . قال لهم إبراهيم ، عليه السلام : أبشرتموني بالولد على أن مسني الكبر ، على كبر سني فبم تبشرون [ آية : ٥٤ ] ، قال ذلك إبراهيم ، عليه السلام ، تعجباً لكبره وكبر امرأته . ٥٥الحجر : ٥٥ قالوا بشرناك بالحق . . . . . قالوا ، قال جبريل ، عليه السلام : بشرناك ، يعنى نبشرك بالحق ، يعنى بالصدق أن الولد لكائن فلا تكن يا إبراهيم من القانطين [ آية : ٥٥ ] ، يعنى لا تيأس . ٥٦الحجر : ٥٦ قال ومن يقنط . . . . . قال إبراهيم ، عليه السلام ومن يقنط ، يعنى ومن ييئس من رحمة ربه إلا الضالون [ آية : ٥٦ ] ، يعنى المشركين . ٥٧الحجر : ٥٧ قال فما خطبكم . . . . . قال إبراهيم : فما خطبكم ، يعنى فما أمركم أيها المرسلون [ آية : ٥٧ ] . ٥٨الحجر : ٥٨ قالوا إنا أرسلنا . . . . . قالوا ، أي قال جبريل ، عليه السلام : إنا أرسلنا بالعذاب إلى قوم مجرمين [ آية : ٥٨ ] . ٥٩الحجر : ٥٩ إلا آل لوط . . . . . إِلا ءال لُوط إِنا لمُنجوهم أَجمعين [ آية : ٥٩ ] . ٦٠الحجر : ٦٠ إلا امرأته قدرنا . . . . . ثم استثنى جبريل ، عليه السلام ، امرأة لوط ، فقال : إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين [ آية : ٦٠ ] ، يعنى الباقين في العذاب ، فخرجوا من عند إبراهيم ، عليه السلام ، بالأرض المقدسة ، فأتوا لوطاً بأرض سدوم من ساعتهم ، فلم يعرفهم لوط ، عليه السلام ، وظن أنهم رجال ٦١الحجر : ٦١ فلما جاء آل . . . . . فذلك قوله سبحانه : فَلما جاء ءال لُوطٍ المُرسلونَ [ آية : ٦١ ] ، فيها تقديم ، يقول : جاء المرسلون إلى لوط . ٦٢الحجر : ٦٢ قال إنكم قوم . . . . . قال لهم لوط : إنكم قوم منكرون [ آية : ٦٢ ] أنكرهم ، ولم يعلم أنهم ملائكة ؛ لأنهم كانوا في صورة الرجال . ٦٣الحجر : ٦٣ قالوا بل جئناك . . . . . قالوا بل ، قال جبريل ، عليه السلام : قد جئناك يا لوط بما كانوا فيه يمترون [ آية : ٦٣ ] ، يعنى بما كان قومك بالعذاب يمترون ، يعنى يشكون في العذاب أنه ليس بنازل بهم في الدنيا . ٦٤الحجر : ٦٤ وأتيناك بالحق وإنا . . . . . وأتيناك بالحق ، جئناك بالصدق وإنا لصادقون [ آية : ٦٤ ] بما تقول إنا جئناهم بالعذاب . ٦٥الحجر : ٦٥ فأسر بأهلك بقطع . . . . . فقالوا للوط : فأسر بِأهلكَ ، يعنى امرأته وابنته ريثا وزعوثا بِقطع ، يعنى ببعض ، وهو السحر مِن اليل واتبعِ أَدبارهُم ، يعنى سر من وراء أهلك تسوقهم ، وَلاَ يلتفت منكُم أحداً البتة ، يقول : ولا ينظر أحد منكم وراءه وامضوا حيث تؤمرون [ آية : ٦٥ ] إلى الشام . ٦٦الحجر : ٦٦ وقضينا إليه ذلك . . . . . وقضينا إليه ، يقول : وعهدنا إلى لوط ذلك الأمر ، يعنى أمر العذاب ، أن دابر ، يعنى أصل هؤلاء القوم مقطوع مصبحين [ آية : ٦٦ ] ، يقول : إذا أصبحوا نزل بهم العذاب . ٦٧الحجر : ٦٧ وجاء أهل المدينة . . . . . وجاء أهل المدينة يستبشرون [ آية : ٦٧ ] بدخول الرجال منزل لوط . ٦٨الحجر : ٦٨ قال إن هؤلاء . . . . . ثم قال لهم لوط : إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون [ آية : ٦٨ ] فيهم ، ولوط ، عليه السلام ، يرى أنهم رجال . ٦٩الحجر : ٦٩ واتقوا اللّه ولا . . . . . واتقوا اللّه ولا تخزون [ آية : ٦٩ ] فيهم . ٧٠الحجر : ٧٠ قالوا أو لم . . . . . قالوا أَولم ننهكَ عن العالمينَ [ آية : ٧٠ ] ، أن تضيف منهم أحداً ؛ لأن لوطاً كان يحذرهم لئلا يؤتون في أدبارهم ، فعرض عليهم ابنتيه من الحياء تزويجاً ، واسم إحداهما ريثا ، والأخرى زعوثا . فذلك قوله : ٧١الحجر : ٧١ قال هؤلاء بناتي . . . . . قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين [ آية : ٧١ ] لا بد فتزوجوهن . ٧٢الحجر : ٧٢ لعمرك إنهم لفي . . . . . يقول اللّه عز وجل : لعمرك ، كلمة من كلام العرب إنهم لفي سكرتهم يعمهون [ آية : ٧٢ ] ، يعنى لفي ضلالتهم يترددون . ٧٣الحجر : ٧٣ فأخذتهم الصيحة مشرقين فأخذتهم الصيحة ، يعنى صيحة جبريل ، عليه السلام مشرقين [ آية : ٧٣ ] ، يعنى حين طلعت الشمس . ٧٤الحجر : ٧٤ فجعلنا عاليها سافلها . . . . . فجعلنا المدائن الأربع عاليها سافلها وأمطرنا عليهم سدوم ، ودامورا ، وعاموا ، وصابورا ، وأمطرنا على من كان خارجاً من المدينة حِجارةً من سِجيلٍ [ آية : ٧٤ ] ولعل الرجل منهم يكون في قرية أخرى ، فيأتيه الحجر فيقتله مِن سِجيلٍ ، يعنى الحجارة خلطها الطين . ٧٥الحجر : ٧٥ إن في ذلك . . . . . إن في ذلك لأيت ، يقول : إن هلاك قوم لوط لعبرة للمتوسمين [ آية : ٧٥ ] ، يقول : للناظرين من بعدهم ، فيحذرون مثل عقوبتهم . ٧٦الحجر : ٧٦ وإنها لبسبيل مقيم وإنها لبسبيل مقيم [ آية : ٧٦ ] ، يعنى قرى لوط التي أهلكت بطريق مستقيم ، يعنى واضح مقيم يمر عليها أهل مكة وغيرهم ، وهي بين مكة والشام . ٧٧الحجر : ٧٧ إن في ذلك . . . . . إِن في ذلك الآية ، يعنى إن في هلاك قوم لوط لعبرة للمؤمنين [ آية : ٧٧ ] ، يعنى للمصدقين بتوحيد اللّه عز وجل لمن بعدهم ، فيحذرون عقوبتهم ، يخوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية . ٧٨الحجر : ٧٨ وإن كان أصحاب . . . . . وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين [ آية : ٧٨ ] ، يعنى لمشركين ، فهم قوم شعيب ، عليه السلام ، والأيكة الغيضة من الشجر ، وكان أكثر الشجر الدوم ، وهو المقل ٧٩الحجر : ٧٩ فانتقمنا منهم وإنهما . . . . . فانتقمنا منهم بالعذاب وإنهما ، يعنى قوم لوط ، وقوم شعيب لبإمام يعنى طريق مبين [ آية : ٧٩ ] ، يعنى مستقيم ، وكان عذاب قوم شعيب ، عليه السلام ، أن اللّه عز وجل حبس عنهم الرياح ، فأصابهم حر شديد لم ينفعهم من الحر شيء وهم في منازلهم ، فلما أصابهم ذلك الحر ، خرجوا من منازلهم إلى الغيضة ليستظلوا بها من الحر ، فأصابهم من الحر أشد مما أصابهم في منازلهم ، ثم بعث اللّه عز وجل لهم سحابة فيها عذاب ، فنادى بعضهم بعضاً ليخرجوا من الغيضة ، فيستظلون تحت السحابة لشدة حر الشمس يلتمسون بها الروح ، فلما لجئوا إليها أهلكهم اللّه عز وجل فيها حراً وغماً تحت السحابة . قال : حدثنا عبيد اللّه ، سمعت أبي ، قال : سمعت أبا صالح يقول : غلت أدمغتهم في رءوسهم ، كما يغلى الماء في المرجل على النار ، من شدة الحر تحت السحابة ، فذلك قوله سبحانه : فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم [ الشعراء : ١٨٩ ] . ٨٠الحجر : ٨٠ ولقد كذب أصحاب . . . . . ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين [ آية : ٨٠ ] ، يعنى قوم صالح ، واسم القرية الحجر ، وهو بوادي القرى ، يعنى بالمرسلين صالحاً وحده ، عليه السلام ، يقول : كذبوا صالحاً . ٨١الحجر : ٨١ وآتيناهم آياتنا فكانوا . . . . . وءاتينهُم ءايتنا ، يعنى الناقة آية لهم ، فكانت ترويهم من اللبن في يوم شربها من غير أن يكلفوا مؤنة فكذبوا عنها معرضينَ [ آية : ٨١ ] ، حين لم يتفكروا في أمر الناقة وابنها فيعتبروا . ٨٢الحجر : ٨٢ وكانوا ينحتون من . . . . . فأخبر عنهم ، فقال سبحانهُ : وَكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً ءامنينَ [ آية : ٨٢ ] ، من أن تقع عليهم الجبال إذا نحتوها وجوفوها . ٨٣الحجر : ٨٣ فأخذتهم الصيحة مصبحين فأخذتهم الصيحة ، يعنى صيحة جبريل ، عليه السلام مصبحين [ آية : ٨٣ ] يوم السبت ، فخمدوا أجمعون . ٨٤الحجر : ٨٤ فما أغنى عنهم . . . . . يقول اللّه عز وجل : فما أغنى عنهم من العذاب الذي نزل بهم مَا كانواْ يكسبُونَ [ آية : ٨٤ ] ، من الكفر والتكذيب ، فعقروا الناقة يوم الأربعاء ، فأهلكهم اللّه يوم السبت . ٨٥الحجر : ٨٥ وما خلقنا السماوات . . . . . وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق ، يقول : لم يخلقهما اللّه عز وجل باطلاً ، خلقهما لأمر هو كائن وإن الساعة لآتية ، يقول : القيامة كائنة ، فاصفح الصفح الجميل [ آية : ٨٥ ] ، يقول للنبي صلى اللّه عليه وسلم : فأعرض عن كفار مكة الإعراض الحسن ، فنسخ السيف الإعراض والصفح . ٨٦الحجر : ٨٦ إن ربك هو . . . . . إِن ربك هُو الخالقُ لخلقه في الآخرة بعد الموت العلم [ آية : ٨٦ ] ببعثهم . ٨٧الحجر : ٨٧ ولقد آتيناك سبعا . . . . . وَلقد ءاتينك سَبعاً من المثاني ، يعنى ولقد أعطيناك فاتحة الكتاب ، وهي سبع آيات والقُرءانُ كله مثاني ، ثم قال : العظيم [ آية : ٨٧ ] ، يعنى سائر القرآن كله . ٨٨الحجر : ٨٨ لا تمدن عينيك . . . . . لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم يعنى أصنافاً منهم من المال ولا تحزن عليهم ، إن تولوا عنك واخفض جناحك للمؤمنين [ آية : ٨٨ ] ، يقول : لين جناحك للمؤمنين ، فلا تغلظ لهم . ٨٩الحجر : ٨٩ وقل إني أنا . . . . . وقل لكفار مكة : إني أنا النذير المبين [ آية : ٨٩ ] من العذاب . ٩٠الحجر : ٩٠ كما أنزلنا على . . . . . قال سبحانه : كما أنزلنا على المقتسمين [ آية : ٩٠ ] ، فيها تقديم ، يقول : أنزلنا المثاني والقرآن العظيم ، كما أنزلنا التوراة والإنجيل على النصارى واليهود ، فهم المقتسمون ، فاقتسموا الكتاب ، فآمنت اليهود بالتوراة ، وكفروا بالإنجيل والقرآن ، وآمنت النصارى بالإنجيل ، وكفروا بالقرآن والتوراة ، هذا الذي اقتسموا ، آمنوا ببعض ما أنزل إليهم من الكتاب ، وكفروا ببعض ٩١الحجر : ٩١ الذين جعلوا القرآن . . . . . ثم نعت اليهود والنصارى ، فقال سبحانه : الذين جعلوا القرءان عِضين [ آية : ٩١ ] ، جعلوا القرآن أعضاء ، كأعضاء الجزور ، فرقوا الكتاب ولم يجتمعوا على الإيمان بالكتب كلها ، فأقسم اللّه تعالى بنفسه للنبي صلى اللّه عليه وسلم . ٩٢الحجر : ٩٢ فوربك لنسألنهم أجمعين قال سبحانه : فوربك يا محمد صلى اللّه عليه وسلم لنسئلنهم أَجمعين [ آية : ٩٢ ] . ٩٣الحجر : ٩٣ عما كانوا يعملون عما كانوا يعملون [ آية : ٩٣ ] من الكفر والتكذيب . ٩٤الحجر : ٩٤ فاصدع بما تؤمر . . . . . فاصدع بما تؤمر ، وذلك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أسر النبوة وكتمها سنتين ، فقال اللّه عز وجل لنبيه صلى اللّه عليه وسلم : فاصدع بما تؤمر ، يقول : امض لما تؤمر من تبليغ الرسالة ، فلما بلغ عن ربه عز وجل استقبله كفار مكة بالأذى والتكذيب في وجهه ، فقال تعالى : وأعرض عن المشركين [ آية : ٩٤ ] ، يعنى عن أذى المشركين إياك ، فأمره اللّه عز وجل بالإعراض والصبر على الأذى ، ثم نسختها آية السيف . ٩٥الحجر : ٩٥ إنا كفيناك المستهزئين قال سبحانه : إِنا كفيناك المُستهزءينَ [ آية : ٩٥ ] ، وذلك أن الوليد بن المغيرة المخزومي حين حضر الموسم ، قال : يا معشر قريش ، إن محمداً قد علا أمره في البلاد ، وما أرى الناس براجعين حتى يلقونه ، وهو رجل حلو الكلام ، إذا كلم الرجل ذهب بعقله ، وإني لا آمن أن يصدقه بعضهم ، فابعثوا رهطاً من ذوي الحجى والرأي ، فليجلسوا على طريق مكة مسيرة ليلة أو ليلتين ، فمن سأل عن محمد ، فليقل بعضهم : إنه ساحر يفرق بين الاثنين ، ويقول بعضهم : إنه كاهن يخبر بما يكون في غد لئلا تروه خير من أن تروه ، فبعثوا في كل طريق بأربعة من قريش ، وأقام الوليد بن المغيرة بمكة ، فمن دخل مكة في غير طريق سالك يريد النبي صلى اللّه عليه وسلم تلقاهم الوليد ، فيقول : هو ساحر كذا ، ومن دخل من طريق لقيه الستة عشر ، ف هو شاعر ، وكذاب ، ومجنون . ففعلوا ذلك ، وانصدع الناس عن قولهم ، فشق ذلك على النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وكان يرجو أن يلقاه الناس ، فيعرض عليهم أمره ، فمنعه هؤلاء المستهزءون من قريش ، ففرحت قريش حين تفرق الناس عن قولهم ، و ما عند صاحبكم إلا غروراً ، يعنون النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقالت قريش : هذا دأبنا ودأبك ، فذلك قوله سبحانه : وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين [ النحل : ٢٤ ] . وكان منهم من يقول : بئس وافد القوم أنا إن انصرفت قبل أن ألقي صاحبي ، فيدخل مكة فيلقي المؤمنين ، فيقول : ما هذا الأمر ؟ خيراً أنزل اللّه عز وجل كتاباً . وبعث رسولاً ، فذلك قوله سبحانه : ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا [ النحل : ٣٠ ] فنزل جبريل ، عليه السلام ، والنبي صلى اللّه عليه وسلم عند الكعبة ، فمر به الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه ، فقال جبريل ، عليه السلام ، للنبي صلى اللّه عليه وسلم : كيف تجد هذا ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ بئس عبد اللّه هذا ′ فأهوى جبريل بيده إلى فوق كعبة ، فقال : قد كفيتك . فمر الوليد في حائط فيه نبل لبني المصطلق ، وهي حي من خزاعة يتبختر فيهما ، فتعلق السهم بردائه قبل أن يبلغ منزله ، فنفض السهم وهو يمشي برجله ، فأصاب السهم أكحله فقطعه ، فلما بات تلك الليلة انتفضت به جراحته ، ومر به العاص بن وائل ، فقال جبريل كيف تجد هذا ؟ قال : ′ بئس عبد اللّه هذا ′ ، فأهوى جبريل بيده إلى باطن قدمه ، فقال : قد كفيتك ، وركب العاص حماراً من مكة يريد الطائف ، فاضطجع الحمار به على شبرقة ذات شوك ، فدخلت شوكة في باطن قدمه فانتفخت ، فقتله اللّه عز وجل تلك الليلة . ومر به الحارث بن قيس بن عمرو بن ربيعة بن سهم ، فقال جبريل ، عليه السلام : كيف تجد هذا ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ بئس عبد اللّه هذا ′ ، فأهوى جبريل ، عليه السلام ، إلى رأسه ، فانتفخ رأسه ، فمات منها ، ومر به السود بن عبد العزى بن وهب بن عبد مناف بن زهرة ، فقال جبريل ، عليه السلام : كيف تجد هذا ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم ′ بئس عبد اللّه هذا ، إلا أنه ابن خالي ′ ، فأهوى جبريل ، عليه السلام ، بيده إلى بطنه ، فقال : قد كفيتك فعطش ، فلم يروا من الشراب حتى مات . ومر الأسود بن عبد المطلب بن المنذر بن عبد العزى بن قصي ، فقال جبريل : كيف تجد هذا ؟ قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ بئس عبد اللّه هذا ′ ، قال : قد كفيتك أمره ، ثم ضرب ضربة بحبل من تراب ، رمي في وجهه فعمي ، فمات منها ، وأما بعكك وأحرم ، فهما أخوان ابنا الحجاج بن السياق بن عبد الدار بن قصي ، فأما أحدهما فأخذته الدبيلة ، وأما الآخر ، فذات الجنب ، فماتا كلاهما ، فأنزل اللّه عز وجل : إنا كفيناك المستهزئين ، يعنى هؤلاء السبعة من قريش . ٩٦الحجر : ٩٦ الذين يجعلون مع . . . . . فقال سبحانه : الذين يجعلونَ مَع اللّه إِلهاً ءاخر فسوف يعلمونَ [ آية : ٩٦ ] ، هذا وعيد لهم بعد القتل . ٩٧الحجر : ٩٧ ولقد نعلم أنك . . . . . ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون [ آية : ٩٧ ] ، حين إنك ساحر ، ومجنون ، وكاهن ، وحين هذا دأبنا ودأبك . ٩٨الحجر : ٩٨ فسبح بحمد ربك . . . . . فسبح بحمد ربك ، يقول : فصل بأمر ربك وكن من الساجدين [ آية : ٩٨ ] ، يعنى المصلين . ٩٩الحجر : ٩٩ واعبد ربك حتى . . . . . واعبد ربك حتى يأتيك اليقين [ آية : ٩٩ ] ، فإن عند الموت يعاين الخير والشر . |
﴿ ٠ ﴾