٧

الإسراء : ٧ إن أحسنتم أحسنتم . . . . .

قال سبحانه : إن أحسنتم العمل للّه بعد هذه المرة أحسنتم لأنفسكم ،

فلا تهلكوا وإن أسأتم فلها ، يعنى وإن عصيتم فعلى أنفسكم ، فعادوا إلى المعاصي

الثانية ، فسلط اللّه عليهم أيضاً انطباخوس بن سيس الرومي ملك أرض نينوي ، فذلك

قوله عز وجل فإذا جاء وعد الآخرة ، يعنى وقت آخر الهلاكين لِيسوئوا

وجوهكم ، يعنى ليقبح وجوهكم ، فقتلهم وسبي ذراريهم ، وخرب بيت المقدس ،

وألقى فيه الجيف ، وقتل علماءهم ، وحرق التوراة ، فذلك قوله عز وجل : وليدخلواْ

المسجد ليدخلوا المسجدِ ، يعنى بيت المقدس ، انطياخوس بن سيس ومن معه بيت

المقدس كما دخلوه أول مرة ، يقول : كما دخله بختنصر المجوسي وأصحابه قبل

ذلك ، قال سبحانه : وليتبروا ما علوا تتبيرا [ آية : ٧ ] ، يقول عز وجل : وليدمروا ما

علوا ، يقول : ما ظهروا عليه تدميراً ، كقوله سبحانه في الفرقان : وكلا تبرنا تتبيرا [ الفرقان : ٣٩ ] ، يعنى وكلا دمرنا تدميراً .

﴿ ٧