٨

الإسراء : ٨ عسى ربكم أن . . . . .

ثم قال : عسى ربكم أن يرحمكم ، فلا يسلط عليكم القتل والسبي ، ثم إن اللّه عز

وجل استنقذهم على يدي المقياس ، فردهم إلى بيت المقدس فعمروه ، ورد اللّه عز وجل

إليهم ألفتهم ، وبعث فيهم أنبياء ، ثم قال لهم : وإن عدتم عدنا ، يقول : وإن عدتم إلى

المعاصي عدنا عليكم بأشد مما أصابكم ، يعنى من القتل والسبي ، فعادوا إلى الكفر ، وقتلوا

يحيى بن زكريا ، فسلط اللّه عليهم ططس بن استاتوس الرومي ، ويقال : اصطفابوس ، فقتل

على دم يحيى بن زكريا مائة ألف وثمانين ألفا من اليهود ، فهم الذين قتلوا الرقيب على

عيسى الذي كان شبه لهم ، وسبي ذراريهم ، وأخرق التوراة ، وخرب بيت المقدس ، وألقى

فيه الجيف ، وذبح فيه الجنازير ، فلم يزل خراباً حتى جاء الإسلام ، فعمره المسلمون ،

 وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا [ آية : ٨ ] ، يعنى محسباً لا يخرجون منها أبداً ، كقوله عز

وجل : للفقراء الذين أحصروا [ البقرة : ٢٧٣ ] ، يعنى حبسوا في سبيل اللّه .

﴿ ٨