سورة الكهف

مقدمة

 مكية كلها وفيها من المدني قوله تعالى من أولها ، إلى

قوله : أحسن عملا [ آية : ١ - ٧ ] عددها مائة وعشر آيات

 بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

الكهف : ١ الحمد للّه الذي . . . . .

 الحمد للّه ، وذلك أَن اليهود   يزعم محمد أنه لا ينزل عليه الكتاب مختلفاً ، فإن كان صادقاً بأنه من اللّه عز وجل ، فلما يأت به مختلفاً ، فإن التوراة نزلت كل فصل على ناحية ، فأنزل اللّه في قولهم : الحمد للّه  الذي أنزل على عبده الكتاب ، يعنى القرآن ولم يجعل له عوجا [ آية : ١ ] ، يعنى مختلفاً .

٢

الكهف : ٢ قيما لينذر بأسا . . . . .

أنزله قيما مستقيماً لينذر محمد صلى اللّه عليه وسلم بما في القرآن بأسا ، يعنى عذاباً شديدا من لدنه ، يعنى من عنده ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم لليهود : أدعوكم إلى اللّه عز وجل ، وأنذركم بأسه ، فإن تتوبوا يكفر عنكم سيئاتكم ، ويؤتكم أجوركم مرتين ،

فقال كعب بن الأشرف ، وكعب بن أسيد ، وحيي بن أخطب ، وفنحاص اليهودي ، ومن

أهل قينقاع : أليس عزير ولد اللّه ، فأدعوه ولداً للّه ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : أعوذ باللّه أن أدعو للّه تبارك وتعالى ولداً ، ولكن عزير عبد اللّه داخر ، يعنى صاغراً ،   فإنا نجده في كتابنا وحدثتنا به آباؤنا ، فاعتزلهم النبي صلى اللّه عليه وسلم حزيناً ، فقال أبو بكر ، وعمر ، وعثمان بن مظعون ، وزيد بن حارثة ، رضي اللّه عنهم ، للنبي صلى اللّه عليه وسلم : لا يحزنك قولهم وكفرهم ، إن اللّه معنا ، فأنزل اللّه عز وجل : ويبشر المؤمنين بثواب ما في القرآن ، يعنى هؤلاء النفر ،

 الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا [ آية : ٢ ] ، يعنى جزاء كريماً ، يعنى الجنة .

٣

الكهف : ٣ ماكثين فيه أبدا

 ماكثين فيه ، يعنى الجزاء في الجنة ، يقول : مقيمين فيها أبدا [ آية : ٣ ] .

٤

الكهف : ٤ وينذر الذين قالوا . . . . .

ثم ذكر اليهود ، فقال : وينذر محمد صلى اللّه عليه وسلم  الذين قالوا اتخذ اللّه ولدا

[ آية : ٤ ] ، يعنون عزيراً .

٥

الكهف : ٥ ما لهم به . . . . .

يقول اللّه تبارك وتعالى : ما لهم به من علم ولا لآبائهم ، لقولهم : نجده في كتابنا ،

وحدثتنا به آباؤنا ، قال اللّه تعالى : كبرت ، يعنى عظمت كلمة تخرج من أفواههم إن ، يعنى ما يقولون إلا كذبا [ آية : ٥ ] ؛ لقولهم : عزير ابن اللّه عز

وجل .

٦

الكهف : ٦ فلعلك باخع نفسك . . . . .

ثم قال للنبي صلى اللّه عليه وسلم حين أحزنه قولهم ، قال سبحانه : فلعلك ، يعنى فعساك ،

 باخع نفسك علىءاثارهم ، يعنى قاتلاً نفسك على آثارهم ، يعنى عليهم أسفاً ، يعنى

حزناً ، نظيرها في الشعراء : لعلك باخع نفسك [ الشعراء : ٣ ] ، يقول : قاتل نفسك

حزناً ، في التقديم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث ، يعنى لم يصدقوا بالقرآن أسفا

[ آية : ٦ ] .

٧

الكهف : ٧ إنا جعلنا ما . . . . .

 إنا جعلنا ما على الأرض من النبت عاماً بعام زينة لها لنبلوهم ، يعنى

لنختبرهم أيهم أحسن عملا [ آية : ٧ ] .

٨

الكهف : ٨ وإنا لجاعلون ما . . . . .

 وإنا لجاعلون في الآخرة ما عليها ، يعنى ما على الأرض من شيء ،

 صعيدا ، يعنى مستوياً جرزا [ آية : ٨ ] ، يعنى ملساء ليس عليها جبل ، ولا

نبت ، كما خلقت أول مرة .

٩

الكهف : ٩ أم حسبت أن . . . . .

 أم حسبت أن أصحاب الكهف ، والكهف ثقب يكون في الجبل كهيئة الغار ،

واسمه : بانجلوس والرقيم ، كتاب كتيه رجلان قاضيان صالحان ،

أحدهما ماتوس ،

 

والآخر أسطوس ، كانا يكتمان إيمانهما ، وكانا في منزل دقيوس الجبار ، وهو الملك الذي

فر منه الفتية ، وكتبا أمر الفتية في لوح من رصاص ، ثم جعلاهُ في تابوت من نحاس ، ثم

جعلاهُ في البناء الذي سدوا به باب الكهف ، فقال : لعل اللّه عز وجل أن يطلع على

هؤلاء الفتية ؛ ليعلموا إذا قرأوا الكتاب ، قال سبحانه : كانوا من ءاياتنا عجباً [ آية :

٩ ] .

يقول سبحانه : أوحينا إليك من أمر الأمم الخالية ، وعلمناك من أمر الخلق ، وأمر ما

كان ، وأمر ما يكون قبل أصحاب الكهف ، فهو أعجب من أصحاب الكهف ، وليس

أصحاب الكهف بأعجب مما أوحينا إليك أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم يعنى بالرقيم الكتاب الذي كتبه القاضيان ، مثل قوله عز وجل : كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم [ المطففين : ٧ - ٩ ] ، يعنى كتاب

مكتوب كانوا من ءاياتنا عجباً ، يخبره به .

وذلك أن أبا جهل قال لقريش : ابعثوا نفراً منكم إلى يهود يثرب ، فيسألونهم عن

صاحبكم أنبي هو أم كذاب ؟ فإنا نرى أن ننصرف عنه ، فبعثوا خمسة نفر ، منهم : النضر

بن الحارث ، وعقبة بن أبي معيط ، فلما قدموا المدينة ، قالوا لليهود : أتيناكم لأمر حدث

فينا لا يزداد إلا نماء ، وإنا له كارهون ، وقد خفنا أن يفسد علينا ديننا ، ويلبس علينا

أمرنا ، وهو حقير فقير يتيم ، يدعو إلى الرحمن ، ولا نعرف الرحمن إلا مسيلمة الكذاب ،

وقد علمتم أنه لم يأمر قط إلا بالفساد والقتال ، ويأتيه بذلك زعم جبريل ، عليه السلام ،

وهو عدو لكم ، فأخبرونا هل تجدونه في كتابكم ؟

  نجد نعته كما تقولون ،   إن في قومه من هو أشرف منه ، وأكبر سناً ، فلا

نصدقه ،   نجد قومه أشد الناس عليه ، وهذا زمانه الذي يخرج فيه ،   إنما يعلمه

الكذاب مسيلمة ، فحدثونا بأشياء تسأله عنها لا يعلمها مسيلمة ، ولا يعلمها إلا نبي ،

  سلوه عن ثلاث خصال ، فإن أصابهن فهو نبي ، وإلا فهو كذاب ، سلوه عن

أصحاب الكهف ، فقصوا عليهم أمرهم ، وسلوه عن ذي القرنين ، فإنه كان ملكاً ، وكان

أمره كذا وكذا ، وسلوه عن الروح ، فإن أخبركم عنه بقليل أو كثير ، فهو كذاب ، فقصوا

عليهم ، فرجعوا بذلك وأعجبهم .

فأتوا النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقال أبو جهل : يا ابن عبد المطلب ، إنا سائلوك عن ثلاث خصال ،

فإن علمتهن فأنت صادق ، وإلا فأنت كاذب ، فذر ذكر آلهتنا ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ما هن ؟

سلوني عما شئتم ،   نسألك عن أصحاب الكهف ، فقد أخبرنا عنهم ، ونسأل عن

ذي القرنين ، فقد أخبرنا عنه بالعجب ، ونسألك عن الروح ، فقد ذكر لنا من أمره

عجب ، فإن علمتهن ، فأنت معذور ، وإن جهلتهن ، فأنت مغرور مسحور ، فقال لهم النبي

 صلى اللّه عليه وسلم : ارجعوا إلى غداً أخبركم ، ولم يستثن ، فمكث النبي صلى اللّه عليه وسلم ثلاث أيام .

ثم أتاه جبريل ، عليه السلام ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : يا جبريل ، إن القوم سألوني عن ثلاث

خصال ، فقال جبريل ، عليه السلام : بهن أتيتك ، إن اللّه عز وجل يقول : أَم حَسبتَ

أَن أَصحاب الكهف والرقيم كانوا من ءاياتنا عجباً ،

١٠

الكهف : ١٠ إذ أوى الفتية . . . . .

ثم أخبر عنهم ، فقال سبحانه : إِذ

أوى الفتيةُ إِلى الكهف فقالوا ربنا ءاتنا من لدُنك رحمةً من عندك رحمة ، يعنى رزقاً ،

 وهيِّء لنا من أَمرنا رشداً [ آية : ١٠ ] ، يعنى تيسيراً ، فيها تقديم ،

١١

الكهف : ١١ فضربنا على آذانهم . . . . .

فضربنا عَلىءاذانهم ، رقوداً في الكهف سنينَ عدداً [ آية : ١١ ] ، يعنى

ثلاثمائة سنة وتسع سنين .

١٢

الكهف : ١٢ ثم بعثناهم لنعلم . . . . .

 ثُم بعثناهم ، من بعد نومهم لنعلم أي الحِزبين ، يعنى لنرى مؤمنهم

ومشركهم أَحصى لما لبثواْ في رقودهم أمداً [ آية : ١٢ ] ، يعنى أجلاً ، فكان

مؤمنوهم الذين كتبوا أمر الفتية هم أعلم بما لبثوا من كفارهم ، فلما بعثوا ، يعنى الفتية من

نومهم ، أتوا القرية ، فأسلم أهل القرية كلهم .

١٣

الكهف : ١٣ نحن نقص عليك . . . . .

 نحن نقص عليك نبأهم بالحق إِنهم فتيةُ ءامنوا بربهم ، يعنى صدقوا بتوحيد

ربهم وزدناهم هدى [ آية : ١٣ ] ، حين فارقوا قومهم .

١٤

الكهف : ١٤ وربطنا على قلوبهم . . . . .

 وربطنا على قلوبهم بالإيمان إذ قاموا ، على أرجلهم قياماً فقالوا ربنا

وهو رب السماوات والأرض لن ندعوا ، يعنى لن نعبد من دونه إلها ، يعنى براً

غير اللّه عز وجل ، كفعل قومنا ، ولئن فعلنا لقد قلنا إذا على اللّه شططا [ آية :

١٤ ] ، يعنى جوراً ، نظيرها في ص : ولا تشطط واهدنا [ ص : ٢٢ ] ، وفي سورة

الجن : وأنه كان يقول سفيهنا على اللّه شططا [ الجن : ٤ ] .

١٥

الكهف : ١٥ هؤلاء قومنا اتخذوا . . . . .

قال سبحانه : هؤلاء قومنا اتخذوا من دُونه ءالهة ، يعبدونها لولا ،

يعنى هلا يأتون عليهم بسلطان بين ، يعنى على الآلهة بحجة بينة بأنها آلهة ،

 فمن ، يعنى فلا أحد أظلم ممن افترى على اللّه كذبا [ آية : ١٥ ] ، بأن معه

آلهة .

١٦

الكهف : ١٦ وإذ اعتزلتموهم وما . . . . .

ثم قال الفتية بعضهم لبعض : وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون ، من دون اللّه من

الآلهة ، ثم استثنوا ، ف  إلا اللّه ، فلا تعتزلوا معرفته ؛ لأنهم عرفوا أن اللّه تعالى

ربهم ، وهو خلقهم وخلق الأشياء كلها ، ثم قال بعضهم لبعض : فأوا إِلى الكهف ،

يعنى انتهوا إلى الكهف ، كقوله سبحانه : إذ أوينا إلى الصخرة [ الكهف : ٦٣ ] ،

 ينشر لكم ، يعنى يبسط لكم ربكم من رحمته رزقاً ويهيئ لكم من أمركم مرفقا [ آية : ١٦ ] ، يعنى ما يرفق بكم ، فهيأ اللّه لكم الرقود في الغار ، فكان هذا من

قول الفتية .

١٧

الكهف : ١٧ وترى الشمس إذا . . . . .

يقول اللّه تبارك وتعالى : وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ، يعنى

تميل عن كهفهم فتدعهم ذات اليمين وإذا غربت الشمس تقرضهم ، يعني

تدعهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ، يعنى في زاوية من الكهف ذلك ،

يعنى هذا الذي ذكر من أمر الفتية من ءايت اللّه ، يعنى من علامات اللّه وصنعه ،

 من يهد اللّه لدينه فهو المهتد ومن يضلل ، عن دينه الإسلام فلن تجد له وليا ، يعنى صاحباً مرشدا [ آية : ١٧ ] ، يعنى يرشده إلى الهدى ؛ لأن وليه مثله

في الضلالة .

١٨

الكهف : ١٨ وتحسبهم أيقاظا وهم . . . . .

 وتحسبهم أيقاظا ، حين يقلبون ، وأعينهم مفتحة . حدثنا عبيد اللّه ، قال : حدثنا

أبي عن الهذيل ، قال : قال مقاتل ، عن الضحاك : كان يقلبهم جبريل ، عليه السلام ، كل

عام مرتين ؛ لئلا تأكل الأرض لحومهم وهم رقود ، يعنى نيام ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال ، على جنوبهم ، وهم رقود لا يشعرون وكلبهم ، اسمه : قمطير ،

 باسط ذراعيه بالوصيد ، يعنى الفضاء الذي على باب الكهف ، وكان الكلب

لمكسلمينا ، وكان راعي غنم ، فبسط الكلب ذراعيه على باب الكهف ؛ ليحرسهم ، وأنام

اللّه عز وجل الكلب في تلك السنين ، كما أنام الفتية ، يقول للنبي صلى اللّه عليه وسلم : لو اطلعت عليهم ، حين نقلبهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا [ آية : ١٨ ] .

١٩

الكهف : ١٩ وكذلك بعثناهم ليتساءلوا . . . . .

 وكذلك ، يعنى وهكذا بعثناهم من نومهم فقاموا ليتساءلوا بينهم ، ف قال قائل منهم ، وهو مكسلمينا ، وهو أكبرهم سناً كم لبثتم

رقوداً قالوا لبثنا يوما ، وكانوا دخلوا الغار غدوة ، وبعثوا من آخر النهار ، فمن ثم

  أو بعض يوم قالوا ، يعنى الأكبر ، وهو مكسلمينا وحده ربكم أعلم بما لبثتم في رقودكم منكم ، فردوا العلم إلى اللّه عز وجل ، ثم قال مكسلمينا :

 فابعثوا أحدكم بورقكم ، يعنى الدراهم هذه التي معكم . إلى المدينة ، فبعثوا يمليخا فلينظر أيها أزكى طعاما ، يعنى أطيب طعاماً ،

 فليأتكم برزق منه وليتلطف ، يعنى وليترفق حتى لا يفطن له ولا يشعرن بكم أحدا [ آية : ١٩ ] ، يعنى ولا يعلمن بمكانكم أحداً من الناس .

٢٠

الكهف : ٢٠ إنهم إن يظهروا . . . . .

 إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم ، يعنى يقتلوكم أو يعيدوكم في ملتهم ، يعنى في دينهم الكفر ولن تفلحوا إذا أبدا [ آية : ٢٠ ] ، كان هذا من

قول مكسلمينا ، يقوله للفتية ، فلما ذهب يمليخا إلى القرية ، أنكروا دراهم دقيوس الجبار

الذي فر منه الفتية ، فلما رأوا ذلك ،   هذا رجل كنزاً ، فلما خاف أن يعذب ،

لأخبرهم بأمر الفتية ، فانطلقوا معه إلى الكهف ، فلما انتهى يمليخا إلى الكهف ودخل ،

سد اللّه عز وجل باب الكهف عليهم ، فلم يخلص إليهم أحد .

٢١

الكهف : ٢١ وكذلك أعثرنا عليهم . . . . .

 وكذلك أعثرنا ، يقول : وهكذا أطلعنا عليهم ليعلموا ، يعنى ليعلم كفارهم

ومكذبوهم بالبعث إذا نظروا إليهم إن وعد اللّه حق في البعث أنه كائن ،

 و ليعلموا إن الساعة آتية ، يعنى قائمة لا ريب فيها ، يعنى لا شك

فيها ، في القيامة بأنها كائنة إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم ، يعنى إذا يخلفون في القول في أمرهم ، فكان التنازع بينهم أن   كيف

نصنع بالفتية ؟ قال بعضهم : نبني عليهم بنياناً ، وقال بعضهم ، وهم المؤمنون : قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا [ آية : ٢١ ] ، فبنوا مسجداً على باب

الكهف .

٢٢

الكهف : ٢٢ سيقولون ثلاثة رابعهم . . . . .

 سيقولون ، يعنى نصارى نجران : الفتية ثلاثة نفر رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم ، يقول اللّه عز وجل : رجما بالغيب ، يعنى قذفاً

بالظن لا يستيقنونه ويقولون هم سبعة وثامنهم كلبهم ، وإنما صاروا

بالواو واو ؛ لأنه انقطع الكلام ، وقال أبو العباس ثعلب : ألفوا هذه الواو الحال ، كان

المعنى : وهذه حالهم عند ذكر الكلب ، هذا قول نصارى نجران السيد والعاقب ومن

معهما من المار يعقوبيين ، وهم حزب النصارى قل للنصارى : ربي أعلم بعدتهم من غيره ما يعلمهم ، يعنى عدتهم ، ثم استثنى : إلا قليل ، قل : ما

يعلم عدة الفتية إلا قليل من النسطورية ، وهم حزب من النصارى ، وأما الذين غلبوا على

أمرهم ، فهم المؤمنون الذين كانوا يقولون : ابنوا عليهم بنياناً بنداسيس الصلح ومن معه ،

 فلا تمار فيهم ، يعنى لا تمار يا محمد النصارى في أمر الفتية إلا مراء ظاهرا

يعنى حقاً بما في القرآن ، يقول سبحانه : حسبك بما قصصنا عليك من أمرهم ولا تستفت فيهم منهم أحدا [ آية : ٢٢ ] ، يقول : ولا تسأل عن أمر الفتية أحداً من

النصارى .

٢٣

الكهف : ٢٣ ولا تقولن لشيء . . . . .

 وَلا تقولن لشائ إني فاعلٌ ذلك غداً [ آية : ٢٣ ] .

 إلا أن يشاء اللّه ، وذلك حين سأل أبو جهل وأصحابه عن أصحاب الكهف ،

فقال لهم النبي صلى اللّه عليه وسلم : ارجعوا إلىَّ غداً حتى أخبركم ، ولم يستثن ، فأنزل اللّه عز وجل :

 ولا تقولن لشائٍ إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء اللّه

٢٤

الكهف : ٢٤ إلا أن يشاء . . . . .

 واذكر ربك إذا نسيت ، يقول : إذا ذكرت الاستثناء فاستثن ، يقول اللّه : قل : إن شاء اللّه قبل أن ينزل

الوحي إليك في أصحاب الكهف وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا

[ آية : ٢٤ ] لقول النبي صلى اللّه عليه وسلم لهم : ارجعوا إلي غداً حتى أخبركم عما سألتم ، فقال عز

وجل للنبي صلى اللّه عليه وسلم : وقل لهم عسى أن يرشدني ربي لأسرع من هذا الميعاد رشداً .

٢٥

الكهف : ٢٥ ولبثوا في كهفهم . . . . .

ثم قالت النصارى أيضاً : ولبثوا في كهفهم رقوداً ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا [ آية : ٢٥ ] ، فيها تقديم ، لا تتغير ألوانهم ، ولا أشعارهم ، ولا ثيابهم .

٢٦

الكهف : ٢٦ قل اللّه أعلم . . . . .

 قل لنصارى نجران يا محمد : اللّه أعلم بما لبثوا في رقودهم له غيب

السماوات والأرض ، يعنى ما يكون في السموات والأرض أبصر به وأسمع ،

يقول : لا أحد أبصر من اللّه عز وجل بما لبثوا في رقودهم ، ولا أحد أسمع ما لهم ،

يعنى النصارى من دونه من ولي ، يعنى قريباً ينفعهم ولا يشرك اللّه في حكمه أحدا [ آية : ٢٦ ] .

٢٧

الكهف : ٢٧ واتل ما أوحي . . . . .

 واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك ، يقول : أخبر كفار مكة الذين سألوا عن

أصحاب الكهف بما أوحينا إليك من أمرهم ، لا تنقص ولا تزيد لا مبدل لكلماته ، يقول : لا تحويل لقوله ؛ لأن قوله تعالى ذكره حق ، ثم حذر اللّه عز وجل

نبيه صلى اللّه عليه وسلم إن زاد أو نقص ، قال سبحانه : ولن تجد من دونه ملتحدا [ آية : ٢٧ ] ،

يعنى مدخلاً ، يقول : لا تقل في أصحاب الكهف إلا ما قد قيل لك ، فإن فعلت فإنك لن

تجد من دون اللّه عز وجل ملجأ تلجأ إليه ليمتعك منا .

٢٨

الكهف : ٢٨ واصبر نفسك مع . . . . .

 واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم ، يعنى يعبدون ربهم ، يعنى بالصلاة له ،

 بالغداوة والعشى طرفي النهار يريدون وجهه ، يعنى يبتغون بصلاتهم

وصومهم وجه ربهم ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحيوة الدنيا ، نزلت في

عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو الفزارى ، وذلك أنه دخل على النبي صلى اللّه عليه وسلم

وعنده الموالى وفقراء العرب ، منهم : بلال بن رباح المؤذن ، وعمار بن ياسر ، وصهيب بن

سنان ، وخباب بن الأرت ، وعامر بن فهيرة ، ومهجع بن عبد اللّه مولى عمر بن الخطاب ،

وهو أول شهيد قتل يوم بدر ، رضى اللّه عنهم ، وأيمن ابن أم أيمن ، ومن العرب أبو هريرة

الدوسي ، وعبد اللّه بن مسعود الهذلى ، وغيرهم ، وكان على بعضهم شملة قد عرق فيها .

فقال عيينة بن حصن للنبي صلى اللّه عليه وسلم : إن لنا شرفاً وحسباً ، فإذا دخلنا عليك فاعرف لنا

ذلك ، فأخرج هذا وضرباءه عنا ، فواللّه إنه ليؤذينا ريحه ، يعنى جبته آنفاً ، فإذا خرجنا من

عندك فأذن لهم إن بدا لك أن يدخلوا عليك ، فاجعل لنا مجلساً ولهم مجلس ، فأنزل اللّه عز

وجل ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ، يعنى القرآن واتبع هواه ، يعنى وآثر

هواه وكان أمره الذي يذكر من شرفة وحسبه فرطا [ آية : ٢٨ ] ، يعنى ضائعاً

في القيامة ، مثل

قوله : ما فرطنا في الكتاب من شئ [ الأنعام : ٣٨ ] ، يعنى ما

ضيعنا .

٢٩

الكهف : ٢٩ وقل الحق من . . . . .

 وقل الحق من ربكم ، يعنى القرآن فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، هذا

وعيد ، نظيرها في حم السجدة : اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير [ فصلت :

٤٥ ] ، يعنى من شاء فليصدق بالقرآن ، ومن شاء فليكفر بما فيه ، ثم ذكر مصير الكافر

والمؤمن ، فقال : إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها ، وذلك أنه يخرج عنق من

النار فيحيط بهم ، فذلك السرادق ، قال سبحانه : وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل ، يقول : أسود غليظ كدردى الزيت يشوي الوجوه ، وذلك أنه إذا دنا

من فيه ، اشتوى وجهه من شدة حر الشراب ، قال سبحانه : بئس الشراب وساءت مرتفقا [ آية : ٢٩ ] ، يقول : وبئس المنزل .

٣٠

الكهف : ٣٠ إن الذين آمنوا . . . . .

ثم ذكر مصير المؤمنين ؛ فقال سبحانه : إن الذين ءامنوا وعلموا الصالحات إنا لا

نضيع أجر من أحسن عملاً [ آية : ٣٠ ] ، يقول : لا نضيع أجر من أحسن العمل ، ولكنا

نجزيه بإحسانه .

٣١

الكهف : ٣١ أولئك لهم جنات . . . . .

 أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار ، يقول : تجري الأنهار من تحت

البساتين يحلون فيها من أساور من ذهب ، وأساور من لؤلؤ ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق ، يعنى الديباج بلغة فارس متكئين فيها ، في الجنة على الأرائك ، يعنى الحجال مضروبة على السرر نعم الثواب الجنة ، يثنى عليها عمل

الأبرار وحسنت مرتفقا [ آية : ٣١ ] فيها تقديم ، يقول : إنا لا نضيع عمل الأبرار ، لا

نضيع جزاء من أحسن عملاً .

٣٢

الكهف : ٣٢ واضرب لهم مثلا . . . . .

 واضرب لهم ، يعنى وصف لهم ، يعنى لأهل مكة مثلا ، يعنى شبهاً رجلين ،

أحدهما مؤمن واسمه يمليخا ،

والآخر كافر ، واسمه فرطس ، وهما أخوان من ،

بنى إسرائيل مات أبوهما ، فورث كل واحد منهما عن أبيه أربعة آلاف دينار ، فعمد

المؤمن فأنفق ماله على الفقراء واليتامى والمساكين ، وعمد الكافر فاتخذ المنازل ، والحيوان ،

والبساتين ، فذلك قوله سبحانه : جعلنا ل

أحدهما ، يعنى الكافر جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا [ آية : ٣٢ ] .

الكهف : ٣٢ واضرب لهم مثلا . . . . .

 كلتا الجنتين ءاتت أكلها ، يعنى أعطت ثمراتها كلها ولم تظلم منه شيئا ،

يعنى ولم تنقص من الثمر شيئاً ، يعنى جمله وافراً ، نظيرها في البقرة : وما ظلمونا

[ البقرة : ٥٧ ] ، يعنى وما نقصونا وفجرنا خلالهما نهرا [ آية : ٣٣ ] ، يعنى أجرينا النهر

وسط الجنتين .

٣٤

الكهف : ٣٤ وكان له ثمر . . . . .

 وكان له ثمر ، يقول : وكان للكافر مال من الذهب والفضة ، وغيرها من أصناف

الأموال ، فلما افتقر المؤمن ، أتى أخاه الكافر متعرضاً لمعروفه ، فقال له المؤمن : إني أخوك ،

وهو ضامر البطن ، رث الثياب ، والكفر ظاهر الدم ، غليظ الرقبة ، جيد المركب والكسوة ،

فقال الكافر للمؤمن : إن كنت كما تزعم أنك أخي ، فأين مالك الذي ورثت من أبيك ؟

قال : أقرضته إلهي الملي الوفي ، فقدمته لنفسي ولولدي ، فقال : وإنك لتصدق أن اللّه يرد

دين العباد ، هيهات هيهات ، ضيعت نفسك ، وأهلكت مالك ، فذلك قوله سبحانه :

 فقال الكافر لصاحبه ، وهو المؤمن وهو يحاوره ، يعنى يراجعه ، يقول :

 أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا [ آية : ٣٤ ] ، يعنى وأكثر ولداً .

٣٥

الكهف : ٣٥ ودخل جنته وهو . . . . .

 ودخل الكافر جنته ، وهو بستانه وهو ظالم لنفسه قال ما أظن ،

يعنى ما أحسب أن تبيد ، يعنى أن تهلك هذه الجنة أبدا [ آية : ٣٥ ] .

٣٦

الكهف : ٣٦ وما أظن الساعة . . . . .

قال : وما أظن الساعة قائمة ، يعنى القيامة كائنة كما تقول ولئن رددت إلى ربي في الآخرة لأجدن خيرا منها ، يعنى أفضل منها ، من جنتي منقلبا

[ آية : ٣٦ ] ، يعنى مرجعاً .

٣٧

الكهف : ٣٧ قال له صاحبه . . . . .

فرد عليه قال له صاحبه المؤمن وهو يحاوره ، يعنى يراجعه : أكفرت بالذين خلقك من تراب ، يعنى آدم ، عليه السلام ؛ لأن أول خلقه التراب ، ثم قال : ثم من نطفة ثم سواك ، يعنى خلقك فجعلك رجلا [ آية : ٣٧ ] .

٣٨

الكهف : ٣٨ لكن هو اللّه . . . . .

 لكنا أقول : هو اللّه ربي ولا أشرك بربي أحدا [ آية : ٣٨ ]

٣٩

الكهف : ٣٩ ولولا إذ دخلت . . . . .

ثم قال للكافر : ولولا ، يعنى هلا إذ دخلت جنتك ، يعنى بستانك

 قلت ما شاء اللّه لا قوة إلا باللّه ، يعنى فهلا قلت بمشيئة اللّه أعطيتها بغير حوله مني

ولا قوة ، ثم قال المؤمن للكافر يرد عليه إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا [ آية :

٣٩ ] .

٤٠

الكهف : ٤٠ فعسى ربي أن . . . . .

 فعسى ربي أن يؤتين خيرا ، يعنى أفضل من جنتك ويرسل عليها ، يعنى على

جنتك حسبانا ، يعنى عذاباً من السماء فتصبح جنتك صعيدا ، يعنى

مستوياً ليس فيه شيء زلفاً [ آية : ٤٠ ] ، يعنى أملساً .

٤١

الكهف : ٤١ أو يصبح ماؤها . . . . .

 أو يصبح ماؤها غورا ، يعنى يغور في الأرض فيذهب فلن تستطيع له طلبا

[ آية : ٤١ ] ، يقول : فلن تقدر على الماء ، ثم افترقا ، فأرسل اللّه عز وجل على جنته بالليل

عذاباً من السماء ، فاحترقت ، وغار ماؤها ب

قوله : و ما أظن أن تبيد هذه أبدا ،

 وما أظن الساعة قائمة .

٤٢

الكهف : ٤٢ وأحيط بثمره فأصبح . . . . .

 وأحيط بثمره الهلاك ، فلما أصبح ورأى جنته هالكة ، ضرب بكفه على

الأخرى ، ندامة على ما أنفق فيها ، فذلك قوله سبحانه : فأصبح يقلب كفيه ، يعنى

يصفق بكفيه ندامة على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ، يقول : ساقطة من فوقها ،

 ويقول ياليتني لم أشرك بربي أحداً [ آية : ٤٢ ] .

٤٣

الكهف : ٤٣ ولم تكن له . . . . .

يقول اللّه تعالى : ولم تكن له فئة ينصرونه من دون اللّه ، يعنى جنداً يمنعونه من

عذاب اللّه الذي نزل بجنته وما كان منتصرا  آية : ٤٣ ، يعنى ممتنعاً .

٤٤

الكهف : ٤٤ هنالك الولاية للّه . . . . .

 هنالك الولاية ، يعنى السلطان ، ليس في ذلك اليوم سلطان غيره ، مثل قوله عز

وجل : والأمر يومئذ للّه [ الانفطار : ١٩ ] ، ليس في ذلك اليوم أمر إلا للّه عز

وجل ، والأمر أيضاً في الدنيا ، لكن جعل في الدنيا ملوكاً يأمرون ، ومن قرأها بفتح

الواو ، جعلها من الموالاة هنالك الولاية للّه ، يعنى البعث الذي كفر به فرطس للّه الحق وحده لا يملكه أحد ، ولا ينازعه أحد هو خير ثوابا ، يعنى أفضل ثواباً ،

 وخير عقبا [ آية : ٤٤ ] ، يعنى أفضل عاقبة لهذا المؤمن من عاقبة هذا الكافر الذي

جعل مرجعه إلى النار .

٤٥

الكهف : ٤٥ واضرب لهم مثل . . . . .

 واضرب لهم ، لكفار مكة مثل ، يعنى شبه الحيوة الدنيا كماء أنزلناه من

السماء فاختلط به ، يعنى بالماء نبات الأرض فأصبح النبت هشيما ، يعنى

يابساً تذروه الرياح ، يقول سبحانه : مثل الدنيا ، كمثل النبت ، بينما هو أخضر ، إذ

هو قد يبس وهلك ، فكذلك تهلك الدنيا إذا جاءت الآخرة وكان اللّه على كل شيء

من البعث وغيره مقتدرا [ آية : ٤٥ ] .

٤٦

الكهف : ٤٦ المال والبنون زينة . . . . .

 المال والبنون زينة الحيوة الدنيا ، يعنى حسنها والباقيات الصالحات ، يعنى :

سبحان اللّه ، والحمد للّه ، ولا إله إلا اللّه ، واللّه أكبر خير ، يعنى أفضل عند ربك ثوابا في الآخرة وخير أملا [ آية : ٤٦ ] ، يعني وأفضل رجاء مما يرجو الكافر فإن

ثواب الكافر من الدنيا النار ، ومرجعهم إليها .

حدثنا عبيد اللّه ، قال : حدثني أبي ، عن الهذيل ، عن مقاتل بن سليمان ، عن علقمة بن

مرثد وغيره ، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال : الباقيات الصالحات : سبحان اللّه ، والحمد للّه ، ولا إله إلا اللّه ، واللّه أكبر .

٤٧

الكهف : ٤٧ ويوم نسير الجبال . . . . .

 ويوم نسير الجبال من أماكنها وترى الأرض بارزة من الجبال والبناء والشجر

وغيره وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا [ آية : ٤٧ ] فلم يبق منهم أحد إلا حشرناه .

٤٨

الكهف : ٤٨ وعرضوا على ربك . . . . .

 وعرضوا على ربك صفا ، يعنى جميعاً ، نظيرها في طه : ثم ائتوا صفا [ طه :

٦٤ ] ، يعنى جميعاً لقد جئتمونا فرادى ليس معكم من دنياكم شيء كما خلقناكم أول مرة ، حين ولدوا وليس لهم شيء بل زعمتم في الدنيا ألن نجعل لكم موعدا [ آية : ٤٨ ] ، يعنى ميقاتاً في الآخرة تبعثون فيه .

٤٩

الكهف : ٤٩ ووضع الكتاب فترى . . . . .

 ووضع الكتاب ، بما كانوا عملوا في الدنيا بأيديهم فترى المجرمين مشفقين مما فيه ، من المعاصي ويقولون ياويلتنا ، دعوا بالويل مال هذا الكتاب لا

يغادر ، يعنى لا يبقي سيئة : صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، يعنى إلا أحصى

الكتاب السيئات ووجدوا ما عملوا ، يعنى تعجل له عمله كله حاضرا ، لا

يغادر منه شيئاً ولا يظلم ربك أحدا [ آية : ٤٩ ] في عمله الذي عمل حتى يجزيه به .

٥٠

الكهف : ٥٠ وإذ قلنا للملائكة . . . . .

 وإذ قلنا للملائكة ، يعنى وقد قلنا للملائكة : اسجدوا لآدم فسجدوا ، ثم

استثنى ، فقال : إلا إبليس كان من الجن ، وهو حي من الملائكة ، يقال لهم : الجن ،

 ففسق عن أمر ربه ، يعنى فعصى تكبراً عن أمر ربه حين أمره بالسجود لآدم ، قال

اللّه عز وجل : أفتتخذونه ، يعنى إبليس وذريته ، يعنى الشياطين أولياء من دوني ، يعنى آلهة من دوني وهو لكم عدوٌ ، يعنى إبليس والشياطين لكم

معشر بني آدم عدو بئس للظالمين ، يعنى المشركين بدلا [ آية : ٥٠ ] ، يقول :

بئس ما استبدلوا بعبادة اللّه عز وجل ، عبادة إبليس ، فبئس البدل هذا .

٥١

الكهف : ٥١ ما أشهدتهم خلق . . . . .

 ما أشهدتهم ، يعنى ما أحضرتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم ،

يعنى إبليس وذريته ، ثم قال تعالى : وما كنت متخذ المضلين [ آية : ٥١ ] ، الذين

أضلوا بني آدم وذريته عضدا ، يعنى عزاً وعوناً فيما خلقت من خلق السموات

والأرض ومن خلقهم .

٥٢

الكهف : ٥٢ ويوم يقول نادوا . . . . .

 ويوم يقول للمشركين نادوا شركائي ، سلوا الآلهة الذين زعمتم

أنهم معي شركاء ، أهم آلهة ؟ فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ، يقول : فسألوهم ، فلم

يجيبوهم بأنها آلهة وجعلنا بينهم وبين شركائهم موبقا [ آية : ٥٢ ] ، يعنى وادياً

عميقاً في جهنم .

٥٣

الكهف : ٥٣ ورأى المجرمون النار . . . . .

 ورءا المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ، يعنى فعلموا أنهم مواقعوها ، يعنى

داخلوها ، نظيرها في براءة : وظنوا أن لا ملجأ من اللّه إلا إليه [ التوبة : ١١٨ ] ،

يعنى وعلموا ولم يجدوا عنها مصرفا [ آية : ٥٣ ] ، يقول : ولم يقدر أحد من الآلهة أن

يصرف النار عنهم .

٥٤

الكهف : ٥٤ ولقد صرفنا في . . . . .

 ولقد صرفنا ، يعنى لونا ، يعنى وصفنا في هذا القرءان للناس من كل

مثل ، من كل شبه في أمور شتى وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً [ آية : ٥٤ ] .

٥٥

الكهف : ٥٥ وما منع الناس . . . . .

 وما منع الناس ، يعنى المستهزئين والمطعمين في غزاة بدر أن يؤمنوا ، يعنى

أن يصدقوا بالقرآن إذ جاءهم الهدى ، يعنى البيان ، وهو القرآن ، وهو هدى من

الضلالة ويستغفروا ربهم من الشرك إلا أن تأتيهم سنة الأولين ، يعنى أن

ينزل بهم مثل عذاب الأمم الخالية في الدنيا ، فنزل ذلك بهم في الدنيا ببدر من القتل ،

وضرب الملائكة الوجوه والأدبار ، وتعجيل أرواحهم إلى النار ، قال سبحانه : أو يأتيهم العذاب قبلا [ آية : ٥٥ ] ، يعنى عياناً .

٥٦

الكهف : ٥٦ وما نرسل المرسلين . . . . .

 وما نرسل المرسلين إلا مبشرين بالجنة ومنذرين من النار ؛ لقول كفار مكة

للنبي في بني إسرائيل : أبعث اللّه بشرا رسولا [ الإسراء : ٩٤ ] ويجادل الذين كفروا من أهل مكة بالباطل ، وجدالهم بالباطل قولهم للرسل : ما أنتم إلا

بشر مثلنا ، وما أنتم برسل اللّه ليدحضوا به الحق ، يعنى ليبطلوا بقولهم الحق الذي

جاءت به الرسل ، عليهم السلام ، ومثله قوله سبحانه في حم المؤمن : ليدحضوا به الحق [ غافر : ٥ ] ، يعنى ليبطلوا به الحق واتخذوا ءاياتي وما أنذروا هزوا [ آية :

٥٦ ] ، يعني آيات القرآن وما أنذروا فيه من الوعيد استهزاء منهم ، أنه ليس من اللّه عز

وجل ، يعنى القرآن والوعيد ليسا بشيء .

٥٧

الكهف : ٥٧ ومن أظلم ممن . . . . .

 ومن أظلم ممن ذكر بئايات ربه فأعرض عنها ، يقول : فلا أحد أظلم ممن وعظ

بآيات ربه ، يعنى القرآن ، نزلت في المطعمين والمستهزئين ، فأعرض عن الإيمان بآيات اللّه

القرآن ، فلم يؤمن بها ونسي ما قدمت يداه ، يعنى ترك ما سلف من ذنوبه ، فلم

يستغفر منها من الشرك إنا جعلنا على قلوبهم أكنة ، يعنى الغطاء على القلوب ،

 أن يفقهوه ، يعنى القرآن وفىءاذانهم وقراً ؛ لئلا يسمعوا القرآن وإن تدعهم يا محمد إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا [ آية : ٥٧ ] من أجل الأكنة

والوقر ، يعنى كفار مكة .

٥٨

الكهف : ٥٨ وربك الغفور ذو . . . . .

 وربك الغفور ، يعنى إذا تجاوز عنهم في تأخير العذاب عنهم ذو الرحمة ،

يعنى ذا النعمة حين لا يعجل بالعقوبة لو يؤاخذهم بما كسبوا من الذنوب ،

 لعجل لهم العذاب في الدنيا بل العذاب لهم موعد ، يعنى ميقاتاً يعذبون

فيه لن يجدوا من دونه موئلا [ آية : ٥٨ ] ، يعنى ملجأ يلجئون إليه .

٥٩

الكهف : ٥٩ وتلك القرى أهلكناهم . . . . .

 وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا بالعذاب في الدنيا ، يعنى أشركوا وجعلنا لمهلكهم بالعذاب موعدا [ آية : ٥٩ ] ، يعنى ميقاتاً ، وهكذا وقت هلاك كفار

مكة ببدر .

٦٠

الكهف : ٦٠ وإذ قال موسى . . . . .

 وإذ قال موسى لفتاه ، يوشع بن نون ، وهو ابن أخت موسى ، من سبط

يوسف بن يعقوب ، عليهم السلام : لا أبرح ، يعنى لا أزال أطلب الخضر ، وهو من

ولد عاميل ، من بنى إسرائيل حتى أبلغ مجمع البحرين ، يقال ل

أحدهما :

الرش ، وللآخر : الكر ، فيجتمعان فيصيران نهراً واحداً ، ثم يقع في البحر من وراء

أذربيجان أو أمضي حقبا [ آية : ٦٠ ] ، يعنى دهراً ، ويقال : الحقب ثمانون سنة .

٦١

الكهف : ٦١ فلما بلغا مجمع . . . . .

 فلما بلغا ، يعنى موسى ويوشع بن نون مجمع بينهما بين البحرين ،

 نسيا حوتهما ، وذلك أن موسى ، عليه السلام ، لما علم ما في التوراة ، وفيها تفصيل

كل شئ ، قال له رجل من بني إسرائيل : هل في الأرض أحد أعلم منك ؟ قال : لا ، ما

بقي أحد من عباد اللّه هو أعلم مني ، فأوحى اللّه عز وجل إليه : أن رجلاً من عبادي

يسكن جزائر البحر ، يقال له : الخضر ، هو أعلم منك ، قال : فكيف لي به ؟ قال جبريل ،

عليه السلام : أحمل معك سمكة مالحة ، فحيث تنساها تجد الخضر هنالك .

فسار موسى ويوشع بن نون ، ومعهما خبز وسمكة مالحة في مكتل على ساحل

البحر ، فأوى إلى الصخرة قليلاً ، والصخرة بأرض تسمى : مروان ، على ساحل بحر أيلة ،

وعندها عين تسمى : عين الحياة ، فباتا عندها تلك الليلة ، وقرب موسى المكتل من العين

وفيها السمكة ، فأصابها المال فعاشت ، ونام موسى ، فوقعت السمكة في البحر ، فجعل لا

يمس صفحتها شئ من الماء إلا انفلق عنه ، فقام الماء من كل جانب ، وصار أثر الحوت

في الماء كهيئة السرب في الأرض ، واقتصد الحوت في مجراه ليلحقاه ، فذلك قوله

سبحانه : فاتخذ سبيله في البحر سربا [ آية : ٦١ ] ، يعنى الحوت اتخذ سبيله ، يعنى طريقه

في البحر سرباً ، يقول : كهيئة فم القربة .

٦٢

الكهف : ٦٢ فلما جاوزا قال . . . . .

فلما أصبحا ومشياً ، نسى يوشع بن نون أن يخبر موسى ، عليه السلام ، بالحوت حتى

أصبحا وجاعا فلما جاوزا قال موسى لفتاه ، ليوشع : ءاتنا غداءنا لقد لقينا

من سفرنا هذا نصباً [ آية : ٦٢ ] ، يعنى مشقة في أبداننا ، مثل قوله سبحانه : أني مسني الشيطان بنصب وعذاب [ ص : ٤١ ] ، يعنى مشقة .

٦٣

الكهف : ٦٣ قال أرأيت إذ . . . . .

 قال يوشع لموسى : أرءيت إذ أوينا إلى الصخرة ، يعنى انتهينا إلى الصخرة ،

وهى في الماء فإني نسيت الحوت ، أن أذكر لك أمره وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله ، يعنى موسى ، عليه السلام ، طريقة في البحر عجبا [ آية : ٦٣ ] ،

فعجب موسى من أمر الحوت .

٦٤

الكهف : ٦٤ قال ذلك ما . . . . .

فلما أخبر يوشع موسى ، عليه السلام ، بأمر الحوت قال موسى : ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا [ آية : ٦٤ ] ، يقول : فرجعا يقصان آثارهما ، كقوله

سبحانه في القصص : قصيه [ القصص : ١١ ] ، يعنى اتبعي أثره ، فأخذا ، يعنى موسى

ويوشع ، في البحر في أثر الحوت ، حتى لقيا الخضر ، عليه السلام ، في جزيرة في البحر .

فذلك قوله سبحانه :

٦٥

الكهف : ٦٥ فوجدا عبدا من . . . . .

 فوجدا عبدا من عبادنا ، قائماً يصلي ءاتيناه رحمةً من

عندنا ، يقول : أعطيناه النعمة ، وهي النبوة وعلمناه من لدنا علما [ آية : ٦٥ ] ،

يقول : من عندنا علماً ، وعلى الخضر ، عليه السلام ، جبة صوف ، واسمه : اليسع ، وإنما سمي

اليسع ؛ لأن علمه وسع ست سموات وست أرضين ، فأتاه موسى ويوشع من خلفه ،

فسلما عليه ، فأنكر الخضر السلام بأرضه وانصرف ، فرأى موسى فعرفه ، فقال : وعليك

السلام يا نبي بني إسرائيل ، فقال موسى : وما يدريك أني نبي بني إسرائيل ؟ قال : أدراني

الذي أرشدك إلى وأدراك بي .

٦٦

الكهف : ٦٦ قال له موسى . . . . .

 قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا [ آية : ٦٦ ] ، يعنى علماً ،

قال الخضر ، عليه السلام : كفى بالتوراة علماً ، وببني إسرائيل شغلا ، فأعاد موسى

الكلام .

٦٧

الكهف : ٦٧ قال إنك لن . . . . .

ف قال الخضر : إنك لن تستطيع معي صبرا [ آية : ٦٧ ] ، ، قال موسى : ولم ؟ قال :

لأني أعمل أعمالاً لا تعرفها ، ولا تصبر على ما ترى من العجائب حتى تسألني عنه .

٦٨

الكهف : ٦٨ وكيف تصبر على . . . . .

 وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا [ آية : ٦٨ ] ، يعنى علماً .

٦٩

الكهف : ٦٩ قال ستجدني إن . . . . .

 قال ستجدني إن شاء اللّه صابرا ، قال مقاتل : فلم يصبر مولى ، ولم يأثم ب

قوله :

 ستجدني إن شاء اللّه صابرا ، على ما رأى من العجائب ، فلا أسألك عنها ولا أعصي لك أمرا [ آية : ٦٩ ] فيما أمرتني به ، أو نهيتني عنه .

٧٠

الكهف : ٧٠ قال فإن اتبعتني . . . . .

 قال الخضر ، عليه السلام : فإن اتبعتني فلا تسئلنى عن شيء حتى أحدث لك منه

ذكراً [ آية : ٧٠ ] ، يقول : حتى أبين لك بيانه .

٧١

الكهف : ٧١ فانطلقا حتى إذا . . . . .

 فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها ، فمرت سفينة فيها ناس ، فقال الخضر : يا

أهل السفينة ، احملونا معكم في بحر أيلة ، قال بعضهم : إن هؤلاء لصوص ، فلا تحملوهم

معنا ، قال صاحب السفينة : أرى وجوه أنبياء ، وما هم بلصوص ، فحملهم بأجر ، فعمد

الخضر فضرب ناحية السفينة بقدوم فخرقها ، فدخل الماء فيها ، فعمد موسى ، فأخذ ثياباً

فدسها في خرق السفينة ، فلم يدخل الماء ، وكان موسى ، عليه السلام ، ينكر الظلم ، فقام

موسى إلى الخضر ، عليهما السلام ، فأخذ بلحيته ، و قال له سموى : أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا [ آية : ٧١ ] ، يعنى لقد أتيت أمراً منكراً ، فالتزمه الخضر ،

وذكره الصحبة ، وناشده باللّه ، وركب الخضر على الخرق ؛ لئلا يدخلها الماء .

٧٢

الكهف : ٧٢ قال ألم أقل . . . . .

 قال له الخضر : ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا [ آية : ٧٢ ] ، على ما ترى

من العجائب ، قال يوشع لموسى : اذكر العهد الذي أعطيته من نفسك .

٧٣

الكهف : ٧٣ قال لا تؤاخذني . . . . .

 قال موسى : لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني ، يعني تغشيني من أمري عسرا [ آية : ٧٣ ] ، يعنى من قولي عسراً ، ثم قعد موسى مهموماً يقول في نفسه : لقد

كنت غنياً عن اتباع هذا الرجل ، وأنا في بني إسرائيل أقرئهم كتاب اللّه عز وجل غدوة

وعشياً ، فعلم الخضر ما حدث به موسى نفسه ، وجاء طير يدور ، يرون أنه خطاف ، حتى

وقع على ساحل البحر ، فنكث بمنقاره في البحر ، ثم وقع على صدر السفينة ، ثم صوت ،

فقال الخضر لموسى : أتدرك ما يقول هذا الطائر ؟ قال موسى : لا أدري ، قال الخضر :

يقول : ما علم الخضر وعلم موسى في علم اللّه إلا كقدر ما رفعت بمنقاري من ماء البحر

في قدر البحر .

٧٤

الكهف : ٧٤ فانطلقا حتى إذا . . . . .

ثم خرجا من السفينة على بحر إيله فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما سداسياً ،

 فقتله الخضر بحجر أسود ، واسم الغلام : حسين بن كازري ، واسم أمه : سهوي ،

فلم يصبر موسى حين رأى المنكر ألا ينكره ، ف قال للخضر : أقتلت نفسا زكية ،

يعنى لا ذنب لها ، ولم يجب عليها القتل بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا [ آية : ٧٤ ] .

يقول أتيت أمراً فظيعاً ، قال يوشع لموسى : اذكر العهد الذي أعطيته عن نفسك .

الكهف : ٧٥ قال ألم أقل . . . . .

 قال الخضر لموسى ، عليهما السلام : أَلم أَقُل لك إِنك لن تستطيع معَي

صبراً [ آية : ٧٥ ] ، وإنما قال : أَلم أَقُل لكَ لأنه كان قد تقدم إليه قبل ذلك ب

قوله :

 إنك لن تستطيع معي صبراً ، على ما ترى من العجائب .,

٧٦

الكهف : ٧٦ قال إن سألتك . . . . .

 قال  موسى إن سألتك عن شيء بعدها ، يعنى بعد قتل النفس فَلا تُصاحبني

قد بلغت من لدني عُذراً [ آية : ٧٦ ] ، يقول : لقد أبلغت في العذر إلى .

٧٧

الكهف : ٧٧ فانطلقا حتى إذا . . . . .

 فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها الطعام ، تسمى القرية : باجروان ،

ويقال : أنطاكية . قال مقاتل : قال قتادة : هي القرية فأبوا أَن يضيفوهما ، يعنى أن

يطعموهما فوجدا فيها جداراً يريد أَن ينقض ، كانوا بلوا الطين فأقامه

الخضر جديداً فسواه قَالَ موسى : عمدت إلى قوم لم يطعمونا ولم يضيفونا ،

فأقمت لهم جدارهم فسويته لهم بغير أجر ، يعنى بغير طعام ولا شيء لَو شئت لتخذت

عليه أَجراً [ آية : ٧٧ ] ، أي لو شئت أعطيت عليه شيئاً .

٧٨

الكهف : ٧٨ قال هذا فراق . . . . .

 قال الخضر : هذا فراقُ بيني وبينك سأنبئكَ بتأويلِ ، يعنى بعاقبة مَا لم

تستطع عليه صَبراً [ آية : ٧٨ ] ، كقوله سبحانه : يوم يأتي تأويلهُ [ الأعراف :

٥٣ ] ، يعنى عاقبته .

٧٩

الكهف : ٧٩ أما السفينة فكانت . . . . .

ثم قال الخضر لموسى ، عليهما السلام : أَما السفينةُ فكانت لمساكين يعملونَ في البحر

فأردتُ أَن أعيبها ، يعني أن أخرقها وكان ورائهم ملك ، يعنى أمامهم ، كقوله سبحانه

 ويذرونَ وراءهم يوماً ثقيلاً [ الإنسان : ٢٧ ] ، واسم الملك : مبدلة بن جلندي

الأزدي يأخذ كُل سَفينةٍ صالحة صحيحة سوية غَصباً [ آية : ٧٩ ] ، كقوله

سبحانه : فلما آتاهما صالحاً [ الأعراف : ١٩٠ ] ، يعنى سوياً ، يعنى غصباً من

أهلها ، يقول : فعلت ذلك ؛ لئلا ينتزعها من أهلها ظلماً ، وهم لا يضرهم خرقها .

٨٠

الكهف : ٨٠ وأما الغلام فكان . . . . .

 وأَما الغُلامُ فكان أَبواهُ مُؤمنينِ ، وكان الغلام كافراً ، يقطع الطريق ، ويحدث

الحدث ، ويلجأ إليهما ويجادلان عنه ، ويحلفان باللّه ما فعله ، وهم يحسبون أنه برئ من

الشر ، قال الخضر : فخشينا ، يعنى فعلمنا ، كقوله سبحانه : وَإِن امرأة خافت من

بعلها نشوزاً [ النساء : ١٢٨ ] ، يعنى علمت ، وكقوله تعالى : وَإن خفتم شقاق

بينهما [ النساء : ٣٥ ] ، يعنى علمتم أَن يرهقهما ، يعنى يغشيهما طُغياناً ،

يعنى ظلماً وكفرا [ آية : ٨٠ ] ، وفي قراءة أبي بن كعب : فخاف ربك ، يعنى

فعلم ربك .

٨١

الكهف : ٨١ فأردنا أن يبدلهما . . . . .

 فأردنا أن يبدلهما ربهما ، يعنى لأبويه لقتل الغلام ، والعرب تسمى الغلام غلاماً ،

ما لم تسو لحيته ، فأردنا أن يبدلهما ربهما ، يعنى يبدل والديه خيراً منهُ زكوةً ، يعنى

عملاً وأقرب رحما [ آية : ٨١ ] ، يعنى وأحسن منه براً بوالده ، وكان في شرف

وعده ، وبلغنا عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال : إن اللّه عز وجل أبدلهما غلاماً مكان المقتول ، ولو

عاش المقتول لهلكا في سببه .

٨٢

الكهف : ٨٢ وأما الجدار فكان . . . . .

 وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة ، يعنى في قرية تسمى : باجروان ،

ويقال : هي أنطاكية وكان تحته كنز لهما ، حدثنا عبيد اللّه قال : حدثنا أبي ، عن

مقاتل ، عن الضحاك ومجاهد ، قال : صحفاً فيها العلم ، ويقال : المال وكان أبوهما صالحا ، يعنى ذا أمانة ، اسم الأب : كاشح ، واسم الأم : دهنا ، واسم أحد الغلامين :

أصرم ،

والآخر صريم فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما ، والأشد

ثماني عشرة سنة رحمة من ربك ، يقول : نعمة من ربك للغلامين وما فعلته ،

وما فعلت هذا عن أمري ، ولكن اللّه أمرني به ذلك تأويل ، يعني عاقبة ما لم تسطع عليه صبرا [ آية : ٨٢ ] ، يعنى هذا عاقبة ما رأيت من العجائب ، نظيرها : هل ينظرون إلا تأويله [ الأعراف : ٥٣ ] ، يعنى عاقبة ما ذكر اللّه تعالى في القرآن من

الوعيد .

٨٣

الكهف : ٨٣ ويسألونك عن ذي . . . . .

 ويسألونك عن ذي القرنين ، يعنى الإسكندر قيصر ، ويسمى : الملك القابض ، على

قاف ، وهو جبل محيط بالعالم ، ذو القرنين ، وإنما سمى ذو القرنين ؛ لأنهُ أتى قرني الشمس

المشرق والمغرب قُل سأتلوا عليكم منهُ يا أهل مكة ذكرا [ آية : ٨٣ ] ،

يعنى علماً .

٨٤

الكهف : ٨٤ إنا مكنا له . . . . .

 إِنا مكناً له في الأرض وءاتيناهُ من كُل شيء سبباً [ آية : ٨٤ ] ، يعنى علم أسباب منازل

الأرض وطرقها ،

٨٥

الكهف : ٨٥ فأتبع سببا

 فأتبع سببا [ آية : ٨٥ ] .

٨٦

الكهف : ٨٦ حتى إذا بلغ . . . . .

 حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ، يعنى حارة سوداء ، قال ابن

عباس : إذا طلعت الشمس أشد حراً منها إذا غربت ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين ، أوحى اللّه عز وجل إليه ، جاءه جبريل ، عليه السلام ، فخبره : قلنا : فقال : إِما

أَن تعذب وَإِما أن تتخذ فيهم حُسناً [ آية : ٨٦ ] ، يقول : وإما أن تعفو عنهم ، كل هذا مما

أمره اللّه عز وجل به وخيره .

٨٧

الكهف : ٨٧ قال أما من . . . . .

 قال ذو القرنين : أَما من ظلم فسوف نُعذبهُ ، يعنى نقتله ثُم يردُ إِلى ربه

فيعذبه في الآخرة بالنار عذاباً نكراً [ آية : ٨٧ ] ، يعنى فظيعاً .

٨٨

الكهف : ٨٨ وأما من آمن . . . . .

 وَأَما من ءامن ، يعنى صدق بتوحيد اللّه عز وجل وَعمل صالحاً فَلهُ جزاءً

الحسنى ، يعنى الجنة وسنقول له من أَمرنا يُسراً [ آية : ٨٨ ] ، يقول : سنعده معروفاً ،

فلم يؤمن منهم غير رجل واحد ،

٨٩

الكهف : ٨٩ ثم أتبع سببا

 ثم اتبع سبباً [ آية : ٨٩ ] ، يعنى علم منازل الأرض

وطرقها .

٩٠

الكهف : ٩٠ حتى إذا بلغ . . . . .

 حتى إِذا بلغَ مطلع الشمس وجدها تطلع على قومٍ لم نجعل لهم من دونها ستراً [ آية :

٩٠ ] ، يعنى من دون الشمس ستراً كانوا يستقرون في الأرض في أسراب من شدة الحر ،

وكانوا في مكان لا يستقر عليهم البناء ، فإذا زالت الشمس خرجوا إلى معايشهم .

٩١

الكهف : ٩١ كذلك وقد أحطنا . . . . .

ثم قال : كذلك ، يعنى هكذا بلغ مطلع الشمس كما بلغ مغربها ، ثم استأنف

فقال سبحانه : وقد أحطنا بما لديه خبراً [ آية : ٩١ ] ، يعنى بما عنده علماً ،

٩٢

الكهف : ٩٢ ثم أتبع سببا

 ثُم اتبع

سبباً [ آية : ٩٢ ] ، يعنى علم منازل الأرض وطرقها .

٩٣

الكهف : ٩٣ حتى إذا بلغ . . . . .

 حتى إِذا بلغ بين السدين ، يعنى بين الجبلين وجد من دونهما قوماً لا يكادونَ

يفقهون قولاً [ آية : ٩٣ ] ، يعنى لم يكن أحد يعرف لغتهم .

 قالوا يا ذا القرنين إِن يأجوج ومأَجوجَ ، وهما أخوان من ولد يافث بن نوح مُفسدون

في الأَرض ، يعنى بالفساد القتل ، يعنى أرض المسلمين فهل نجعل لك خرجاً ، يعنى

جعلاً عَلَى أَن تجعل بيننا وبينهم سداً [ آية : ٩٤ ] ، لا يصلون إلينا .

٩٥

الكهف : ٩٥ قال ما مكني . . . . .

 قال ذو القرنين : ما مكني فيه ربي خيرٌ ، يقول : ما أعطاني ربي من الخير ،

خير من جعلكم ، يعنى أعطيتكم فأعينوني بقوةٍ ، يعنى بعدد رجال ، مثل قوله عز

وجل في سورة هود : ويزدكم قوةَ إلى قوتكم [ هود : ٥٢ ] ، يعنى عدداً إلى

عددكم أَجعل بينكم وبينهم ردماً [ آية : ٩٥ ] لا يصلون إليكم .

٩٦

الكهف : ٩٦ آتوني زبر الحديد . . . . .

 ءاتوني زُبر الحديد ، يعني قطع الحديد حتى إِذا ساوى بين الصدفين ، يعنى

حشى بين الجبلين بالحديد ، والصدفين الجبلين ، وبينهما واد عظيم ، ف قال انفخواْ على

الحديد حتى إِذا جعله ناراً قال ءاتوني أفرغ عليه قطراً [ آية : ٩٦ ] ، قال : أعطوني

الصفر المذاب أصبه عليه ليلحمه فيكون أشد له .

قال رجل للنبي صلى اللّه عليه وسلم : قد رأيت سد يأجوج ومأجوج ، قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : انعته لي ،

قال : هو كالبرد المحبر ، طريقة سوداء وطريقة حمراء ، قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : نعم قد رأيته ،

٩٧

الكهف : ٩٧ فما اسطاعوا أن . . . . .

يقول اللّه عز وجل : فما استطاعوا ، يعنى فما قدروا أَن يظهروهُ على أن يعلوه

من فوقه ، مثل قوله في الزخرف : معارج عليها يظهرونَ [ الزخرف : ٣٣ ] ، يعنى

يرقون وما استطاعوا ، يعنى وما قدروا له نقباً [ آية : ٩٧ ] .

حدثنا عبيد اللّه ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أبو صالح ، عن مقاتل ، عن أبي

إسحاق ، قال : قال علي بن أبي طالب ، عليه السلام : أنهم خلف الردم ، لا يموت منهم

رجل حتى يولد له ألف ذكر لصلبه ، وهم يغدون إليه كل يوم ويعالجون الردم ، فإذا

أمسوا يقولون : نرجع فنفتحه غداً ، ولا يستثنون ، حتى يولد فيهم رجل مسلم ، فإذا غدوا

إليه ، قال لهم المسلم : قولوا : باسم اللّه ، ويعالجون حتى يتركوه رقيقاً كقشر البيض ، ويروا

ضوء الشمس ، فإذا أصبحوا غدوا عليه ، فيقول لهم المسلم : نرجع غداً إن شاء اللّه

فنفتحه ، فإذا غدوا عليه ، قال لهم المسلم : قولوا : باسم اللّه ، فينقبونه ، فيخرجون منه ،

فيطوفون الأرض ، ويشربون ماء الفرات ، فيجئ آخرهم ، فيقول : قد كان هاهنا مرة

ماء ، ويأكلون كل شيء حتى الشجر ، ولا يأتون على شيء من غيرها إلا قاموه .

٩٨

الكهف : ٩٨ قال هذا رحمة . . . . .

فلما فرغ ذو القرنين من بناء الردم : قال هذا ، يعنى هذا الردم رحمة ، يعنى

نعمة من ربي ، للمسلمين ، فلا يخرجون إلى أرض المسلمين فإذا جاء وعد ربي

في الردم وقع الردم ، فذلك

قوله : جعله دكاء ، يعنى الردم وقع ، فيخرجون إلى أرض

المسلمين وكان وعد ربي حقا [ آية : ٩٨ ] في وقوع الردم ، يعنى صدقاً فإذا خرجوا

هرب ثلث أهل الشام ، ويقاتلهم الثلث ، ويستسلم لهم الثلث .

٩٩

الكهف : ٩٩ وتركنا بعضهم يومئذ . . . . .

ثم أخبر سبحانه ، فقال : وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ، يعنى يوم فرغ ذو

القرنين من الردم يموج في بعض ، يعنى من وراء الردم ، لا يستطيعون الخروج منه ،

 ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا [ آية : ٩٩ ] ، يعنى بالجمع ، لم يغادر منهم أحد إلا حشره .

١٠٠

الكهف : ١٠٠ وعرضنا جهنم يومئذ . . . . .

 وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين ، بالقرآن من أهل مكة عرضا [ آية : ١٠٠ ] ،

يعنى بالعرض كشف الغطاء عنهم .

١٠١

الكهف : ١٠١ الذين كانت أعينهم . . . . .

 الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري ، يعنى عليها غشاوة الإيمان بالقرآن ، لا

يبصرون الهدى بالقرآن وكانوا لا يستطيعون سمعا [ آية : ١٠١ ] ، يعنى الإيمان

بالقرآن سمعاً ، كقوله سبحانه : إِنا جعلنا على قلوبهم أَكنة أَن يفقهوهُ وفي ءاذانهم

وقراً [ الكهف : ٥٧ ] ، يعنى ثقلاً .

١٠٢

الكهف : ١٠٢ أفحسب الذين كفروا . . . . .

 أفحسب الذين كفروا ، من أهل مكة أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ،

يعنى بالآلهة بأن ذلك نافعهم ، وأنها تشفع لهم ، ثم أخبر بمنزلتهم في الآخرة ، فقال

سبحانه : إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا [ آية : ١٠٢ ] ، يعنى منزلاً .

١٠٣

الكهف : ١٠٣ قل هل ننبئكم . . . . .

 قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا [ آية : ١٠٣ ] ، يعنى أصحاب الصوامع من النصارى .

١٠٤

الكهف : ١٠٤ الذين ضل سعيهم . . . . .

فقال : الذين ضل سعيهم ، يعنى حبطت أعمالهم التي عملوها في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا [ آية : ١٠٤ ] .

١٠٥

الكهف : ١٠٥ أولئك الذين كفروا . . . . .

 أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ، يعنى القرآن ولقائه ، يعنى بالعبث الذي

فيه جزاء الأعمال فحبطت أعمالهم ، يعنى فبطلت أعمالهم الحسنة ، فلا تقبل منهم ؛

لأنها كانت في غير إيمان فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا [ آية : ١٠٥ ] من خير قدر

مثقال جناح بعوضة .

١٠٦

الكهف : ١٠٦ ذلك جزاؤهم جهنم . . . . .

 ذلك جزاؤهم ، يقول : هذا جزاؤهم جهنم بما كفروا بالقرآن واتخذوا

ءاياتي ، يعنى القرآن ورسلي ، يعنى محمداً صلى اللّه عليه وسلم هزوا [ آية : ١٠٦ ] ، يعنى

استهزاء بهما أنهما ليسا من اللّه عز وجل .

١٠٧

الكهف : ١٠٧ إن الذين آمنوا . . . . .

ثم ذكر المؤمنين ، وما أعد لهم ، فقال سبحانه : إِن الذين ءامنوا ، يعنى صدقوا ،

 وعملوا الصالحات من الأعمال كانت لهم جنات الفردوس نزلا [ آية : ١٠٧ ] ، بلغة

الروم ، يعنى البساتين عليها الحيطان .

١٠٨

الكهف : ١٠٨ خالدين فيها لا . . . . .

 خالدين فيها ، لا يموتون لا يبغون عنها حولا [ آية : ١٠٨ ] ، يعنى تحولاً إلى

غيرها ، وذلك أن اليهود قالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم : تزعم أنك أوتيت الحكمة ، والحكمة العلم كله ،

وتزعم أنه لا علم لك بالروح ، وتزعم أن الروح من أمر ربي [ الإسراء : ٨٥ ] ،

فكيف يكون هذا ؟ فقال اللّه تعالى ذكره لنبيه صلى اللّه عليه وسلم : إنك أوتيت علماً ، وعلمك في علم

اللّه قليل .

١٠٩

الكهف : ١٠٩ قل لو كان . . . . .

فقال سبحانه لليهود : قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي ، يعنى علم ربي جل

جلاله لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ، يعنى علم ربي ولو جئنا بمثله مددا [ آية : ١٠٩ ] ، بخبر الناس أنه لا يدرك أحد علم اللّه عز وجل .

١١٠

الكهف : ١١٠ قل إنما أنا . . . . .

 قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ، يقول : ربكم رب واحد ،

 فمن كان يرجوا لقاء ربه ، يقول : من كان يخشى البعث في الآخرة ، نزلت في جندب

بن زهير الأزدي ، ثم العامري ، قال للنبي صلى اللّه عليه وسلم : إنا لنعمل العمل نريد به وجه اللّه عز

وجل ، فيثنى به علينا ، فيعجبنا ذلك ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : إن اللّه لغني لا يقبل ما شورك

فيه ، فأنزل اللّه عز وجل : فمن كان يرجوا لقاء ربه  فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا [ آية : ١١٠ ] .

حدثنا عبيد اللّه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا الهذيل ، عن مقاتل ، قال : قال النبي

 صلى اللّه عليه وسلم : يقول اللّه عز وجل : أنا خير شريك ، من أشركني في عمل ، جعلت العمل كله

لشريكي ، ، ولا أقبل إلا ما كان لي خالصاً .

حدثنا عبيد اللّه ، قال : حدثني أبي ، عن الهذيل ، عن شيبان أبي معاوية التميمي ، قال :

إن اللّه عز وجل ليحفظ الصالحين في أبنائهم ؛ لقوله عز وجل : وكان أبوهما صالحا

[ الكهف : ٨٢ ] .

قال : اسم الكهف : بانجلوس ، واسم القرية : اللوس ، واسم المدينة : أفسوس ، واسم

الكلب : قطمير ، واسم القاضيين ،

أحدهما : مارنوس ،

والآخر : اسطوس ، واسم الملك

دقيوس ، وأسماء أهل الكهف : دوانس ، ونواس ، مارطونس ، رسارنوس ، وقاطلس ،

وطسططنوس ، ومكسلمينا ، ويمليخا .

وحدثنا عبيد اللّه ، قال : وحدثني أبي ، عن الهذيل ، عن غياث بن إبراهيم ، عن عطاء

بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، قال : ما في الأرض لغة إلا أنزلها اللّه في القرآن ، وقال :

اسم جبريل : عبد اللّه ، واسم ميكائيل : عبيد اللّه .

قال : وحدثني أبي ، عن الهذيل ، عن الليث بن سعد ، عن عطاء بن خالد ، قال : يحج

عيسى إذا نزل في سبعين ألفاً ، فيهم أصحاب الكهف ، فإنهم لم يموتوا ولم يحجوا .

﴿ ٠