٢

الحج : ٢ يوم ترونها تذهل . . . . .

 يوم ترونها تذهل كل مرضعة يقول : تدع البنين لشدة الفزع من الساعة ، وذلك قبل النفخة الأولى ينادي مناد من السماء الدنيا ، يا أيها الناس ، جاء أمر اللّه ، فيسمع صوته أهل الأرض جميعاً فيفزعون فزعاً شديداً ، ويموج بعضهم في بعض ، ويشيب فيها الصغير ، ويسكر فيها الكبير ، وتضع الحوامل ما في بطونها ، وتدع المراضع البنين من الفزع الشديد ، فذلك قوله عز وجل : يوم ترونها تذهل كل مرضعة .

 عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها النساء والدواب حملها من شدة الفزع وترى الناس سكارى من الخوف وما هم بسكارى من الشراب ولكن عذاب اللّه شديد [ آية : ٢ ] نزلت هاتان الآيتان ليلاً والناس يسيرون في غزاة بني المصطلق ، وهم حي خزاعة ، فقرأها النبي صلى اللّه عليه وسلم تلك الليلة على الناس ثلاث مرات ، ثم قال : هل تدرون أي يوم هذا ؟   اللّه ورسوله أعلم ، قال : هذا يوم يقول اللّه عز وجل لآدم عليه السلام : قم فابعث بعث النار من ذريتك ، فيقول : يا رب وما بعث النار ، قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون ، إلى النار ، وواحد إلى الجنة ، فلما سمع القوم ذلك اشتد عليهم وحزنوا ، فلما أصبحوا أتوا النبي صلى اللّه عليه وسلم : ف

وما توبتنا وما حيلتنا ، فقال لهم النبي صلى اللّه عليه وسلم : ابشروا فإن معكم خليقتين لم يكونا في أمة

قط إلا كثرتها يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ، ما أنتم في الناس إلا

كشعرة بيضاء في ثور أسود ، أو كشعرة سوداء في ثور أبيض ، أو كالرقم في ذراع

الدابة ، أو كالشامة في سنام البعير ، فابشروا وقاربوا وسددوا واعملوا .

ثم قال : أيسركم أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟   من أين لنا ذلك يا رسول اللّه ؟

قال : أفيسركم أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟   من أين لنا ذلك يا رسول اللّه ، قال :

أيسركم أن تكونوا شطر أهل الجنة ؟   من أين لنا ذلك يا رسول اللّه ، قال :

فإنكم أكثر أهل الجنة ، أهل الجنة عشرون ومائة صف ، أمتي من ذلك ثمانون صفاً ،

وسائر أهل الجنة أربعون صفاً ، ومع هؤلاء أيضاً سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب

مع كل رجل سبعون ألفاً .

ف  من هم يا رسول اللّه ؟ قال : هم لا يرقون ، ولا يسترقون ، ولا يكتون ، ولا

يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون . فقام عكاشة بن محصن الأسدي ، فقال : يا رسول اللّه ،

ادع اللّه أن يجعلني منهم ، قال : فإنك منهم ، فقام رجل آخر من رهط ابن مسعود من

هذيل ، فقال : يا رسول اللّه ، ادع اللّه أن يجعلني منهم ، قال : سبقك بها عكاشة .

﴿ ٢