سورة المؤمنونسورة المؤمنين مكية كلها ، وهي مائة وثماني عشرة آية كوفية بسم اللّه الرحمن الرحيم ١المؤمنون : ١ قد أفلح المؤمنون قد أفلح المؤمنون [ آية : ١ ] يعنى سعد المؤمنون ، يعنى المصدقين بتوحيد اللّه عز وجل . ٢المؤمنون : ٢ الذين هم في . . . . . فقال سبحانه : الذين هم في صلاتهم خاشعون [ آية : ٢ ] يقول : متواضعون يعنى إذا صلى لم يعرف من عن يمينه ، ومن عن شماله ٣المؤمنون : ٣ والذين هم عن . . . . . والذين هم عن اللغو معرضون [ آية : ٣ ] يعنى اللغو : الشتم والأذى إذا سمعوه من كفار مكة لإسلامهم ، وفيهم نزلت مروا باللغو مروا كراما [ الفرقان : ٧٢ ] يعنى معرضين عنه . ٤المؤمنون : ٤ والذين هم للزكاة . . . . . والذين هم للزكوة فعلون [ آية : ٤ ] يعنى زكاة أموالهم ٥المؤمنون : ٥ والذين هم لفروجهم . . . . . والذين هم لفروجهم حفظون [ آية : ٥ ] عن الفواحش . ٦المؤمنون : ٦ إلا على أزواجهم . . . . . ثم استثنى ، فقال سبحانه : إلا على أزوجهم يعنى حلائلهم أو ما ملكت أيمنهم من الولائد فإنهم غير ملومين [ آية : ٦ ] يعنى لا يلامون على الحلال . ٧المؤمنون : ٧ فمن ابتغى وراء . . . . . فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون [ آية : ٧ ] يقول : فمن ابتغى الفواحش بعد الحلال ، فهو معتد ، ٨المؤمنون : ٨ والذين هم لأماناتهم . . . . . والذين هم لأمنتهم وعهدهم راعون [ آية : ٨ ] يقول : يحافظون على أداء الأمانة ، ووفاء العهد ، ٩المؤمنون : ٩ والذين هم على . . . . . والذين هم على صلواتهم يحافظون [ آية : ٩ ] على المواقيت . ١٠المؤمنون : ١٠ أولئك هم الوارثون ثم أخبر بثوابهم ، فقال : أولئك هم الورثون [ آية : ١٠ ] ثم بين ما يرثون ، فقال : ١١المؤمنون : ١١ الذين يرثون الفردوس . . . . . الذين يرثون الفردوس يعنى البستان عليه الحيطان ، بالرومية هم فيها خلدون [ آية : ١١ ] يعنى في الجنة لا يموتون . ١٢المؤمنون : ١٢ ولقد خلقنا الإنسان . . . . . قوله عز وجل : ولقد خلقنا الإنسان يعنى آدم صلى اللّه عليه وسلم من سلالة من طين [ آية : ١٢ ] والسلالة : إذا عصر الطين انسل الطين والماء من بين أصابعه . ١٣المؤمنون : ١٣ ثم جعلناه نطفة . . . . . ثم جعلنه نطفةً يعنى ذرية آدم في قرار مكين [ آية : ١٣ ] يعنى الرحم : تمكن النطفة في الرحم ١٤المؤمنون : ١٤ ثم خلقنا النطفة . . . . . ثم خلقنا النطفة علقة يقول : تحول الماء فصار دماً فخلقنا العلقة مضغة يعنى فتحول الدم فصار لحماً مثل المضغة فخلقنا المضغة عظماً فكسونا العظم لحماً ثم أنشأنه يقول : خلقناه خلقاً ءاخر يعنى الروح ينفخ فيه بعد خلقه ، فقال عمر بن الخطاب ، رضي اللّه عنه : قبل أن يتم النبي صلى اللّه عليه وسلم الآية : تبارك اللّه أحسن الخالقين ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ هكذا أنزلت يا عمر ′ . فتبارك اللّه أحسن الخلقين [ آية : ١٤ ] يقول : هو أحسن المصورين ، يعنى من الذين خلقوا التماثيل وغيرها التي لا يتحرك منها شيء ١٥المؤمنون : ١٥ ثم إنكم بعد . . . . . ثم إنكم بعد ذلك الخلق بعد ما ذكر من تمام خلق الإنسان لميتون [ آية : ١٥ ] عند آجالكم ثم إنكم بعد الموت ١٦المؤمنون : ١٦ ثم إنكم يوم . . . . . يوم القيمة تبعثون [ آية : ١٦ ] يعنى تحيون بعد الموت . ١٧المؤمنون : ١٧ ولقد خلقنا فوقكم . . . . . ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق يعنى سموات غلظ كل سماء مسيرة خمس مائة عام ، وبين كل سماء مسيرة خمس مائة عام وما كنا عن الخلق غفلين [ آية : ١٧ ] يعنى عن خلق السماء وغيره ١٨المؤمنون : ١٨ وأنزلنا من السماء . . . . . وأنزلنا من السماء ماء بقدر ما يكفيكم من المعيشة ، يعنى العيون فأسكناه يعنى فجعلنا في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون [ آية : ١٨ ] فيغور في الأرض ، يعنى فلا يقدر عليه . ١٩المؤمنون : ١٩ فأنشأنا لكم به . . . . . فأنشأنا يعنى فخلقنا لكم به بالماء جنت يعنى البساتين من نخيل وأعنب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون [ آية : ١٩ ] ، ٢٠المؤمنون : ٢٠ وشجرة تخرج من . . . . . ثم قال : و خلقنا وشجرة يعنى الزيتون ، وهو أول زيتونة خلقت تخرج من طور سيناء يقول : تنبت في أصل الجبل الذي كلم اللّه ، عز وجل ، عليه موسى ، عليه السلام تنبت بالدهن يعنى تخرج بالذي فيه الدهن ، يقول : هذه الشجرة تشرب الماء ، وتخرج الزيت ، فجعل اللّه ، عز وجل ، في هذه الشجرة أدماً ودهنا و هي وصبغ للآكلين [ آية : ٢٠ ] وكل جبل يحمل الثمار ، فهو سيناء يعنى الحسن . ٢١المؤمنون : ٢١ وإن لكم في . . . . . وإن لكم في الأنعام يعنى الإبل والبقر والغنم لعبرة نسقيكم مما في بطونها يعنى اللبن ولكم فيها منفع كثيرةٌ يعنى في ظهورها وألبانها وأوبارها وأصوافها وأشعارها ومنها تأكلون [ آية : ٢١ ] يعنى من النعم ، ٢٢المؤمنون : ٢٢ وعليها وعلى الفلك . . . . . ثم قال : وعليها يعنى الإبل وعلى الفلك تحملون [ آية : ٢٢ ] على ظهورها في أسفاركم ، ففي هذا الذين ذكر من هؤلاء الآيات عبرة في توحيد الرب ، عز وجل . ٢٣المؤمنون : ٢٣ ولقد أرسلنا نوحا . . . . . ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا اللّه يعنى وحدوا اللّه ما لكم من إله غيره ليس لكم رب غيره أفلا تتقون [ آية : ٢٣ ] يقول : أفلا تعبدون اللّه ، عز وجل ، ٢٤المؤمنون : ٢٤ فقال الملأ الذين . . . . . فقال الملؤا يعنى الأشراف الذين كفروا من قومه ما هذا يعنون نوحاً إلا بشر مثلكم ليس له عليكم فضل في شئ فتتبعونه يريد نوح أن يتفضل عليكم ولو شاء اللّه لأنزل يعنى لأرسل ملائكة إلينا فكانوا رسله ما سمعنا بهذا التوحيد في ءابائنا الأولين [ آية : ٢٤ ] . ٢٥المؤمنون : ٢٥ إن هو إلا . . . . . ان هو يعنون نوحاً إلا رجل به جنة ، يعنى جنوناً فتربصوا به حتى حين [ آية : ٢٥ ] يعنون الموت ٢٦المؤمنون : ٢٦ قال رب انصرني . . . . . قال نوح : رب انصرني بما كذبون [ آية : ٢٦ ] . يقول : انصرني بتحقيق قولي في العذاب بأنه نازل بهم في الدنيا . ٢٧المؤمنون : ٢٧ فأوحينا إليه أن . . . . . فأوحينا إليه أن اصنع الفلك يقول : اجعل السفينة بأعيننا ووحينا كما نأمرك فإذا جاء أمرنا يقول عز وجل : فإذا جاء قولنا في نزول العذاب بهم في الدنيا ، يعنى الغرق وفار الماء من التنور وكان التنور في أقصى مكان من دار نوح ، وهو التنور الذي يخبز فيه ، وكان في الشام بعين وردة فاسلك فيها من كل زوجين اثنين ذكر وأنثى وأهلك فاحملهم معك في السفينة ، ثم استثنى من الأهل إلا من سبق عليه القول منهم يعنى من سبقت عليهم كلمة العذاب فكان ابنه وامرأته ممن سبق عليه القول من أهله ، ثم قال تعالى : ولا تخاطبني يقول : ولا تراجعني في الذين ظلموا يعنى أشركوا إنهم مغرقون [ آية : ٢٧ ] يعنى ب قوله : ولا تخاطبني . قول نوح عليه السلام لربه عز وجل : إن ابني من أهلي [ هود : ٤٥ ] يقول اللّه : ولا تراجعني في ابنك كنعان ، فإنه من الذين ظلموا ٢٨المؤمنون : ٢٨ فإذا استويت أنت . . . . . قال سبحانه : فإذا استويت أنت ومن معك من المؤمنين على الفلك يعنى السفينة فقل الحمد للّه الذي نجينا من القوم الظلمين [ آية : ٢٨ ] يعنى المشركين ٢٩المؤمنون : ٢٩ وقل رب أنزلني . . . . . وقل رب أنزلني من السفينة منزلا مباركا وأنت خير المنزلين [ آية : ٢٩ ] من غيرك ، يعنى بالبركة أنهم توالدوا وكثروا . ٣٠المؤمنون : ٣٠ إن في ذلك . . . . . إن في ذلك لأيت يقول : إن في هلاك قوم نوح بالغرق لعبرة لمن بعدهم ، ثم قال : وأن يعنى وقد كنا لمبتلين [ آية : ٣٠ ] بالغرق . ٣١المؤمنون : ٣١ ثم أنشأنا من . . . . . ثم أنشأنا يعنى قوم هود ، عليه السلام من بعدهم يعنى من بعد قوم نوح قرناً ءاخرين [ آية : ٣١ ] وهم قوم هود ، عليه السلام ، ٣٢المؤمنون : ٣٢ فأرسلنا فيهم رسولا . . . . . فأرسلنا فيهم رسولا منهم يعنى من أنفسهم أن اعبدوا اللّه يعنى أن وحدوا اللّه ما لكم من إله غيره يقول : ليس لكم رب غيره أفلا تتقون [ آية : ٣٢ ] يعنى أفهلا تعبدون اللّه ، عز وجل . ٣٣المؤمنون : ٣٣ وقال الملأ من . . . . . وقال الملأ يعنى الأشراف من قومه الذين كفروا بتوحيد اللّه ، عز وجل ، وكذبوا بلقاء الآخرة يعنى بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال وأترفنهم يعنى وأغنيناهم في الحيوة الدنيا ما هذا يعنون هوداً ، عليه السلام إلا بشر مثلكم ليس له عليكم فضل يأكلون مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون [ آية : ٣٣ ] ٣٤المؤمنون : ٣٤ ولئن أطعتم بشرا . . . . . ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنكم إذا لخسرون [ آية : ٣٤ ] يعنى لعجزة ، مثلها في يوسف عليه السلام . ٣٥المؤمنون : ٣٥ أيعدكم أنكم إذا . . . . . أيعدكم هود أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظماً أنكم مخرجون [ آية : ٣٥ ] من الأرض أحياء بعد الموت ٣٦المؤمنون : ٣٦ هيهات هيهات لما . . . . . هيهات هيهات لما توعدون [ آية : ٣٦ ] يقول : هذا حديث قد درس ، فلا يذكر إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا يعنى نموت نحن ويحيا آخرون من أصلابنا ، فنحن كذلك أبداً ٣٧المؤمنون : ٣٧ إن هي إلا . . . . . وما نحن بمبعوثين [ آية : ٣٧ ] بعد الموت مثلها في الجاثية . ٣٨المؤمنون : ٣٨ إن هو إلا . . . . . إن هو إلا رجل افترى على اللّه كذبا وما نحن له بمؤمنين [ آية : ٣٨ ] ٣٩المؤمنون : ٣٩ قال رب انصرني . . . . . قال هو : رب انصرني بما كذبون [ آية : ٣٩ ] وذلك أن هوداً ، عليه السلام ، أخبرهم أن العذاب نازل بهم في الدنيا ، فكذبوه ، فقال : رب انصرني بما كذبون في أمر العذاب ٤٠المؤمنون : ٤٠ قال عما قليل . . . . . قال عما قليل قال : عن قليل ليصبحن ندمين [ آية : ٤٠ ] . ٤١المؤمنون : ٤١ فأخذتهم الصيحة بالحق . . . . . فأخذتهم الصيحة بالحق يعنى صيحة جبريل ، عليه السلام ، فصاح صيحة واحدة فماتوا أجمعين ، فلم يبق منهم أحد فجعلنهم غثاء يعنى كالشيء البالي من نبت الأرض يحمله السيل ، فشبه أجسادهم بالشيء البالي فبعدا في الهلاك للقوم الظلمين [ آية : ٤١ ] يعنى المشركين ٤٢المؤمنون : ٤٢ ثم أنشأنا من . . . . . ثم أنشأنا يعنى خلقنا من بعدهم قرونا ءاخرين [ آية : ٤٢ ] يعنى قوماً آخرين ، ٤٣المؤمنون : ٤٣ ما تسبق من . . . . . فأهلكناهم بالعذاب في الدنيا ما تسبق من أمة أجلها وما يستئخرون [ آية : ٤٣ ] عنه . ٤٤المؤمنون : ٤٤ ثم أرسلنا رسلنا . . . . . ثم أرسلنا رسلنا تترا يعنى الأنبياء ، تترا : بعضهم على أثر بعض كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فلم يصدقوه فأتبعنا بعضهم بعضا في العقوبات وجعلنهم أحاديث لمن بعدهم من الناس يتحدثون بأمرهم وشأنهم فبعدا في الهلاك لقوم لا يؤمنون [ آية : ٤٤ ] يعنى لا يصدقون بتوحيد اللّه ، عز وجل . ٤٥المؤمنون : ٤٥ ثم أرسلنا موسى . . . . . ثم أرسلنا موسى وأخاه هرون بئايتا وسلطن مبين [ آية : ٤٥ ] ٤٦المؤمنون : ٤٦ إلى فرعون وملئه . . . . . إلى فرعون وملإيه يعنى حجة بينة فاستكبروا يعنى فتكبروا عن الإيمان باللّه ، عز وجل وكانوا قوما عالين [ آية : ٤٦ ] يعنى متكبرين عن توحيد اللّه . ٤٧المؤمنون : ٤٧ فقالوا أنؤمن لبشرين . . . . . فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا يعنى أنصدق إنسانين مثلنا ليس لهما علينا فضل وقومهما يعنى بني إسرائيل لنا عابدون [ آية : ٤٧ ] ، ٤٨المؤمنون : ٤٨ فكذبوهما فكانوا من . . . . . فكذبوهما فكانوا من المهلكين [ آية : ٤٨ ] بالغرق ٤٩المؤمنون : ٤٩ ولقد آتينا موسى . . . . . ولقد ءاتينا موسى الكتاب يعنى التوراة لعلهم يهتدون [ آية : ٤٩ ] من الضلالة ، يعنى بني إسرائيل ، لأن التوراة نزلت بعد هلاك فرعون وقومه . ٥٠المؤمنون : ٥٠ وجعلنا ابن مريم . . . . . قوله عز وجل : وجعلنا ابن مريم وأمه يعنى عيسى وأمه مريم ، عليهما السلام ، ءاية يعنى عبرة لبني إسرائيل ، لأن مريم حملت من غير بشر ، وخلق ابنها من غير أب وءاويناهما من الأرض المقدسة إلى ربوة يعنى الغوطة من أرض الشام بدشق ، يعنى بالربوة المكان المرتفع من الأرض ذات قرار يعنى استواء ومعين [ آية : ٥٠ ] يعنى الماء الجاري . ٥١المؤمنون : ٥١ يا أيها الرسل . . . . . يا أيها الرسل يعنى محمداً صلى اللّه عليه وسلم كلوا من الطيبات الحلال من الرزق واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم [ آية : ٥١ ] ٥٢المؤمنون : ٥٢ وإن هذه أمتكم . . . . . وإن هذه أمتكم أمة واحدة يقول : هذه ملتكم التي أنتم عليها ، يعنى ملة الإسلام ، ملة واحدة ، عليها كانت الأنبياء ، عليهم السلام ، والمؤمنون الذين نجوا من العذاب ، الذين ذكرهم اللّه ، عز وجل ، في هذه السورة ، قال سبحانه : وأنا ربكم فاتقون [ آية : ٥٢ ] يعنى فاعبدون بالإخلاص . ٥٣المؤمنون : ٥٣ فتقطعوا أمرهم بينهم . . . . . فتقطعوا أمرهم بينهم يقول : فارقوا دينهم الذي أمروا به فيما بينهم ، ودخلوا في غيره زبرا يعنى قطعاً ، ك قوله : آتوني زبر الحديد [ الكهف : ٩٦ ] يعنى قطع الحديد ، يعنى فرقاً فصاروا أحزاباً يهوداً ، ونصارى ، وصابئين ، ومجوساً ، وأصنافاً شتى كثيرة ، قال سبحانه : كل حزب بما لديهم فرحون [ آية : ٥٣ ] يقول : كل أهل بما عندهم من الدين راضون به . ٥٤المؤمنون : ٥٤ فذرهم في غمرتهم . . . . . ثم ذكر كفار مكة ، فقال تعالى للبني صلى اللّه عليه وسلم : فذرهم في غمرتهم حتى حين [ آية : ٥٤ ] يقول : خل عنهم في غفلتهم إلى أن أقتلهم ببدر . ٥٥المؤمنون : ٥٥ أيحسبون أنما نمدهم . . . . . قال سبحانه : أيحسبون أنما نمدهم به يعنى نعطيهم من مال وبنين [ آية : ٥٥ ] ٥٦المؤمنون : ٥٦ نسارع لهم في . . . . . نسارع لهم في الخيرات يعنى المال والولد لكرامتهم على اللّه ، عز وجل ، يقول : بل لا يشعرون [ آية : ٥٦ ] أن الذي أعطاهم من المال والبنين هو شر لهم : إنما نملي لهم ليزدادوا إثما [ آل عمران : ١٧٨ ] . ٥٧المؤمنون : ٥٧ إن الذين هم . . . . . ثم ذكر المؤمنين ، فقال سبحانه : إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون [ آية : ٥٧ ] يعنى من عذابه ٥٨المؤمنون : ٥٨ والذين هم بآيات . . . . . والذين هُم بئايت ربهم يؤمنون [ آية : ٥٨ ] يعنى هم يصدقون بالقرآن أنه من اللّه ، عز وجل ، ث ٥٩المؤمنون : ٥٩ والذين هم بربهم . . . . . م قال تعالى : والذين هم بربهم لا يشركون [ آية : ٥٩ ] معه غيره ولكنهم يوحدون ربهم . ٦٠المؤمنون : ٦٠ والذين يؤتون ما . . . . . والذين يؤتون ما ءاتوا يعنى يعطون ما أعطوا من الصدقات والخيرات وقلوبهم وجلة يعنى خائفة للّه من عذابه ، يعلمون أنهم إلى ربهم راجعون [ آية : ٦٠ ] في الآخرة ، فيعملون على علم ، فيجزيهم بأعمالهم ، فكذلك المؤمن ينفق ويتصدق وجلا من خشية اللّه ، عز وجل ، ٦١المؤمنون : ٦١ أولئك يسارعون في . . . . . ثم نعتهم فقال : أولئك يسارعون في الخيرات يعنى يسارعون في الأعمال الصالحة التي ذكرها لهم في هذه الآية وهم لها سابقون [ آية : ٦١ ] الخيرات التي يسارعون إليها . ٦٢المؤمنون : ٦٢ ولا نكلف نفسا . . . . . ولا نكلف نفسا إلا وسعها يقول : لا نكلف نفساً من العمل إلا ما أطاقت ، ولدينا يعنى وعندنا كتاب يعنى أعمالهم التي يعملون في اللوح المحفوظ ينطق بالحق وهم لا يظلمون [ آية : ٦٢ ] في أعمالهم ٦٣المؤمنون : ٦٣ بل قلوبهم في . . . . . بل قلوبهم يعنى الكفار في غمرة من هذا يقول : في غفلة من إيمان بهذا القرآن ولهم أعمال من دون ذلك يقول : لهم أعمال خبيثة دون الأعمال الصالحة ، يعنى غير الأعمال الصالحة التي ذكرت عن المؤمنين في هذه الآية ، وفي الآية الأولى هم لها عاملون [ آية : ٦٣ ] يقول : هم لتلك الأعمال الخبيثة عاملون ، التي هي في اللوح المحفوظ أنهم سيعملونها ، لا بد لهم من أن يعملوها . ٦٤المؤمنون : ٦٤ حتى إذا أخذنا . . . . . حتى إذا أخذنا مترفيهم يعنى أغنياءهم وجبابرتهم بالعذاب يعنى القتل ببدر إِذا هُم يجئرونَ [ آية : ٦٤ ] إذا هم يضجون إلى اللّه ، عز وجل ، حين نزل بهم العذاب ، ٦٥المؤمنون : ٦٥ لا تجأروا اليوم . . . . . يقول اللّه عز وجل : لاَ تجئروا اليوم لا تضجوا اليوم إنكم منا لا تنصرون [ آية : ٦٥ ] يقول : لا تمنعون منا ، حتى تعذبوا بعد القتل ببدر . ٦٦المؤمنون : ٦٦ قد كانت آياتي . . . . . قد كانت ءاياتي يعنى القرآن تتلى عليكم يعنى على كفار مكة فكنتم على أعقابكم تنكصون [ آية : ٦٦ ] يعنى تتأخرون عن إيمان به ، تكذيباً بالقرآن ، ٦٧المؤمنون : ٦٧ مستكبرين به سامرا . . . . . ثم نعتهم فقال سبحانه : مستكبرين به يعنى آمنين بالحرم بأن لهم البيت الحرام سامرا بالليل إضمار في الباطل ، وأنتم آمنون فيه ، ثم قال : تهجرون [ آية : ٦٧ ] القرآن فلا تؤمنون به ، نزلت في الملأ من قريش الذين مشوا إلى أبي طالب . ٦٨المؤمنون : ٦٨ أفلم يدبروا القول . . . . . أفلم يدبروا القول يعنى أفلم يستمعوا القرآن أَم جاءهم ما لم يأتِ ءابائهم الأولينَ [ آية : ٦٨ ] يقول : قد جاء أهل مكة النذر ، كما جاء آباءهم وأجدادهم الأولين ، ٣٦٩المؤمنون : ٦٩ أم لم يعرفوا . . . . . أم لم يعرفوا رسولهم يعنى محمداً صلى اللّه عليه وسلم بوجهه ونسبه فهم له منكرون [ آية : ٦٩ ] فلا يعرفونه ، بل يعرفونه ٧٠المؤمنون : ٧٠ أم يقولون به . . . . . أم يقولون به جنة إن بمحمد جنوناً ، يقول اللّه ، عز وجل : بل جاءهم محمد صلى اللّه عليه وسلم بالحق يعنى بالتوحيد وأكثرهم للحق يعنى التوحيد كارهون [ آية : ٧٠ ] . ٧١المؤمنون : ٧١ ولو اتبع الحق . . . . . يقول اللّه ، عز وجل : ولو اتبع الحق أهواءهم يعنى لو اتبع اللّه أهواء كفار مكة ، فجعل مع نفسه شريكاً لفسدت يعنى لهلكت السماوات والأرض ومن فيهن من الخلق بل أتيناهم بذكرهم يعنى بشرفهم يعنى القرآن فهم عن ذكرهم معرضون [ آية : ٧١ ] يعنى القرآن معرضون عنه فلا يؤمنون به . ٧٢المؤمنون : ٧٢ أم تسألهم خرجا . . . . . أم تسألهم يا محمد خرجا أجراً على الإيمان بالقرآن فخراج ربك يعنى فأجر ربك خير يعنى أفضل من خراجهم وهو خير الرازقين [ آية : ٧٢ ] ٧٣المؤمنون : ٧٣ وإنك لتدعوهم إلى . . . . . وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم [ آية : ٧٣ ] يعنى الإسلام لا عوج فيه . ٧٤المؤمنون : ٧٤ وإن الذين لا . . . . . وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة يعنى لا يصدقون بالبعث عن الصراط لناكبون [ آية : ٧٤ ] يعنى عن الدين لعادلون . ٧٥المؤمنون : ٧٥ ولو رحمناهم وكشفنا . . . . . ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر يعنى الجوع الذي أصابهم بمكة سبع سنين ، لقولهم في حم الدخان : ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون [ الدخان : ١٢ ] فليس قولهم باستكانة ولا توبة ، ولكنه كذب منهم كما كذب فرعون وقومه حين قالوا لموسى : لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك [ الأعراف : ١٣٤ ] . فأخبر اللّه ، عز وجل ، عن كفار مكة ، فقال سبحانه : ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون [ آية : ٧٥ ] يقول : لتمادوا في ضلالتهم يترددون فيها وما آمنوا . ٧٦المؤمنون : ٧٦ ولقد أخذناهم بالعذاب . . . . . ثم قال تعالى : ولقد أخذناهم بالعذاب يعنى الجوع فما استكانوا لربهم يقول : فما استسلموا ، يعنى الخضوع لربهم وما يتضرعون [ آية : ٧٦ ] يعنى وما كانوا يرغبون إلى اللّه ، عز وجل ، في الدعاء . ٧٧المؤمنون : ٧٧ حتى إذا فتحنا . . . . . حتى إذا فتحنا يعنى أرسلنا عليهم بابا ذا عذاب شديد يعنى الجوع إذا هم فيه مبلسون [ آية : ٧٧ ] يعنى آيسين من الخير والرزق نظيرها في سورة الروم . ٧٨المؤمنون : ٧٨ وهو الذي أنشأ . . . . . وهو الذي أنشأ لكم يعنى خلق لكم السمع والأبصار والأفئدة يعنى القلوب فهذا من النعم قليلا ما تشكرون [ آية : ٧٨ ] يعنى بالقليل أنهم لا يشكرون رب هذه النعم فيوحدونه ، ٧٩المؤمنون : ٧٩ وهو الذي ذرأكم . . . . . وهو الذي ذرأكم يعنى خلقكم في الأرض وإليه تحشرون [ آية : ٧٩ ] في الآخرة . ٨٠المؤمنون : ٨٠ وهو الذي يحيي . . . . . وهو الذي يحي الموتى ويميت الأحياء وَله اختلافُ اليل والنهار أفلا تعقلونَ [ آية : ٨٠ ] توحيد ربكم فيما ترون من صنعه فتعتبرون ، ٨١المؤمنون : ٨١ بل قالوا مثل . . . . . بل قالوا مثل ما قال الأولون [ آية : ٨١ ] يعنى كفار مكة ، قالوا مثل قول الأمم الخالية ٨٢المؤمنون : ٨٢ قالوا أئذا متنا . . . . . قالوا أَءذا متنا وكنا تُراباً وعظاماً أءنا لمبعوثونَ [ آية : ٨٢ ] قالوا ذلك تعجباً وجحداً ، وليس باستفهام . ٨٣المؤمنون : ٨٣ لقد وعدنا نحن . . . . . نزلت في آل طلحة بن عبد العزى منهم : شيبة ، وطلحة ، وعثمان ، وأبو سعيد ومشافع ، وأرطأة ، وابن شرحبيل ، والنضر بن الحارث ، وأبو الحارث بن علقمة لقد وعدنا نحنُ وءاباؤنا هذا من قبل يعنى البعث إن هذا الذي يقول محمد صلى اللّه عليه وسلم إلا أساطير الأولين [ آية : ٨٣ ] يعنى أحاديث الأولين وكذبهم ٨٤المؤمنون : ٨٤ قل لمن الأرض . . . . . قل لكفار مكة : لمن الأرض ومن فيها من الخلق ، حين كفروا بتوحيد اللّه ، عز وجل إن كنتم تعلمون [ آية : ٨٤ ] خلقهما ٨٥المؤمنون : ٨٥ سيقولون للّه قل . . . . . سيقولون للّه قل أفلا تذكرون [ آية : ٨٥ ] في توحيد اللّه ، عز وجل ، فتوحدونه . ٨٦المؤمنون : ٨٦ قل من رب . . . . . قل لهم : من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم [ آية : ٨٦ ] ٨٧المؤمنون : ٨٧ سيقولون للّه قل . . . . . سيقولون للّه قل أفلا تتقون [ آية : ٨٧ ] يعنى أفلا تعبدون اللّه ، عز وجل ، ٨٨المؤمنون : ٨٨ قل من بيده . . . . . قل من بيده ملكوت يعنى خلق كل شيءٍ وهو يجير ولا يُجارُ عليه يقول : يؤمن ولا يؤمن عليه أحد إن كنتم تعلمون [ آية : ٨٨ ] ٨٩المؤمنون : ٨٩ سيقولون للّه قل . . . . . سيقولون للّه قل فأنى تسحرون [ آية : ٨٩ ] قل فمن أين سحرتم فأنكرتم أن اللّه تعالى واحد لا شريك له ، وأنتم مقرون بأنه خلق الأشياء كلها ، فأكذبهم اللّه ، عز وجل ، حين أشركوا به ، ٩٠المؤمنون : ٩٠ بل أتيناهم بالحق . . . . . فقال سبحانه : بل أتيناهم بالحق يقول : بل جئناهم بالتوحيد وإنهم لكاذبون [ آية : ٩٠ ] . ٩١المؤمنون : ٩١ ما اتخذ اللّه . . . . . في قولهم إن الملائكة بنات اللّه ، عز وجل ، يقول اللّه تعالى : ما اتخذ اللّه من ولد يعنى الملائكة وما كان معه من إله يعنى من شريك ، فلو كان معه إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض كفعل ملوك الدنيا يلتمس بعضهم قهر بعض ، ثم نزه الرب نفسه ، جل جلاله ، عن مقالتهم فقال تعالى : سبحان اللّه عما يصفون [ آية : ٩١ ] يعنى عما يقولون بأن الملائكة بنات الرحمن ٩٢المؤمنون : ٩٢ عالم الغيب والشهادة . . . . . عالم الغيب والشهادة يعنى غيب ما كان ، وما يكون ، والشهادة فتعالى يعنى فارتفع عما يشركون [ آية : ٩٢ ] لقولهم الملائكة بنات اللّه ٩٣المؤمنون : ٩٣ قل رب إما . . . . . قل رب إما تريني ما يوعدون [ آية : ٩٣ ] من العذاب ، يعنى القتل ببدر ، وذلك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أراد أن يدعو على كفار مكة ، ٩٤المؤمنون : ٩٤ رب فلا تجعلني . . . . . ثم قال : رب فلا تجعلني في القوم الظالمين [ آية : ٩٤ ] ٩٥المؤمنون : ٩٥ وإنا على أن . . . . . وإنا على أن نريك ما نعدهم من العذاب لقدرون [ آية : ٩٥ ] ، ٩٦المؤمنون : ٩٦ ادفع بالتي هي . . . . . ثم قال اللّه عز وجل يعزي نبيه صلى اللّه عليه وسلم ليصبر على الأذى : ادفع بالتي هي أحسن السيئة نزلت في النبي صلى اللّه عليه وسلم نحن أعلم بما يصفون [ آية : ٩٦ ] من الكذب . ٩٧المؤمنون : ٩٧ وقل رب أعوذ . . . . . ثم أمره أن يتعوذ من الشيطان ، فقال تعالى : وَقُل رب أَعوذ بك من همزاتِ الشياطين [ آية : ٩٧ ] يعنى الشياطين في أمر أبي جهل ، ٩٨المؤمنون : ٩٨ وأعوذ بك رب . . . . . وَأَعوذُ بك رب أن يحضرون [ آية : ٩٨ ] ٩٩المؤمنون : ٩٩ حتى إذا جاء . . . . . حتى إذا جاء أحدهم الموت يعنى الكفار قال رب ارجعون [ آية : ٩٩ ] إلى الدنيا حين يعاين ملك الموت يؤخذ بلسانه ، فينظر إلى سيئاته قبل الموت ، فلما هجم على الخزي سأل الرجعة إلى الدنيا ليعمل صالحاً فيما ترك ، فذلك قوله سبحانه : رب ارجعون إلى الدنيا ١٠٠المؤمنون : ١٠٠ لعلي أعمل صالحا . . . . . لعلي يعنى لكي أعمل صالحاً فيما تركت من العمل الصالح ، يعنى الإيمان ، يقول عز وجل : كلا لا يرد إلى الدنيا . ثم استأنف فقال : إنها كلمةُ هو قائلها يعنى بالكلمة قوله : رب ارجعونِ ، قال سبحانه : ومن ورائهم برزخُ يعنى ومن بعد الموت أجل إِلى يوم يبعثونَ [ آية : ١٠٠ ] يعنى يحشرون بعد الموت . ١٠١المؤمنون : ١٠١ فإذا نفخ في . . . . . فإذا نفخ في الصور يعنى النفخة الثانية فَلا أنساب بينهم يعنى لا نسبة بينهم عم ، وابن عم ، وأخ ، وابن أخ ، وغيره يومئذٍ ولا يتساءلون [ آية : ١٠١ ] يقول : ولا يسأل حميم حميماً ١٠٢المؤمنون : ١٠٢ فمن ثقلت موازينه . . . . . فمن ثقلت موازينهُ بالعمل الصالح ، يعنى المؤمنين فأُولئك هم المُفلحونَ [ آية : ١٠٢ ] يعنى الفائزين . ١٠٣المؤمنون : ١٠٣ ومن خفت موازينه . . . . . ومن خفت موازينه يعنى الكفار فَأُولئكَ الذين خسروا يعنى غبنوا أنفسهم في جهنم خالدونَ [ آية : ١٠٣ ] لا يموتون ١٠٤المؤمنون : ١٠٤ تلفح وجوههم النار . . . . . تلفح يعنى تنفخ وجوههم النار وهم فيها كلحونَ [ آية : ١٠٤ ] عابسين شفته العليا قالصة لا تغطي أنيابه ، وشفته السفلى تضرب بطنه ، وثناياه خارجة من فيه بين شفتيه أربعون ذراعاً ، بذراع الرجل الطويل من الخلق الأول كل ناب له مثل أحد . ١٠٥المؤمنون : ١٠٥ ألم تكن آياتي . . . . . يقال لكفار مكة : أَلم تكن ءايتي تُتلى عليكم يقول : ألم يكن القرآن يقرأ عليكم في أمر هذا اليوم ، وما هو كائن فيكم ، فكنتم بها تكذبونَ [ آية : ١٠٥ ] نظيرها في الزمر . ١٠٦المؤمنون : ١٠٦ قالوا ربنا غلبت . . . . . قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا التي كتبت علينا وكنا قوماً ضالين [ آية : ١٠٦ ] عن الهدى ، ١٠٧المؤمنون : ١٠٧ ربنا أخرجنا منها . . . . . ثم ربنا أخرجنا منها يعنى من النار فَإن عُدنا إلى الكفر والتكذيب فإنا ظالمونَ [ آية : ١٠٧ ] ١٠٨المؤمنون : ١٠٨ قال اخسؤوا فيها . . . . . ثم رد مقدار الدنيا منذ خلقت إلى أن تفنى سبع مرات قال اخسئوا فيها يقول : اصغروا في النار ولاَ تكلمونَ [ آية : ١٠٨ ] فلا يتكلم أهل النار بعدها أبداً غير أن لهم زفيراً أول نهيق الحمار ، وشهيقاً آخر نهيق الحمار ، ١٠٩المؤمنون : ١٠٩ إنه كان فريق . . . . . ثم قال عز وجل : إِنهُ كان فريقٌ من عبادي المؤمنين يقولونَ ربنا ءامنا يعنى صدقنا بالتوحيد فاغفر لنا وارحمنا وأنت خيرُ الراحمين [ آية : ١٠٩ ] . ١١٠المؤمنون : ١١٠ فاتخذتموهم سخريا حتى . . . . . فاتخذتموهم سخريا وذلك أن رءوس كفار قريش المستهزئين : أبا جهل ، وعتبة ، والوليد ، وأمية ، ونحوهم ، اتخذوا فقراء أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم سخرياً يستهزءون بهم ، ويضحكون من خباب ، وعمار ، وبلال ، وسالم مولى أبي حذيفة ، ونحوهم من فقراء العرب ، فازدروهم ، ثم قال : حتى أنسوكم ذكري حتى ترككم الاستهزاء بهم عن الإيمان بالقرآن وكنتم منهم يا معشر كفار قريش من الفقراء تضحكونَ [ آية : ١١٠ ] استهزاء بهم نظيرها في ص ، ١١١المؤمنون : ١١١ إني جزيتهم اليوم . . . . . يقول اللّه عز وجل : إني جزيتهم اليوم في الآخرة بما صبروا على الأذى والاستهزاء ، يعنى الفقراء من العرب والموالى أَنهم هم الفائزونَ [ آية : ١١١ ] يعنى هم الناجون . ١١٢المؤمنون : ١١٢ قال كم لبثتم . . . . . قل عز وجل للكفار : كم لبثتم في الأرض في الدنيا ، يعنى في القبور عدد سنينَ [ آية : ١١٢ ] ١١٣المؤمنون : ١١٣ قالوا لبثنا يوما . . . . . قالوا لبثنا يوماً أو بعض يومٍ استقلوا ذلك يرون أنهم لم يلبثوا في قبورهم إلا يوماً أو بعض يوم ، ثم قال الكفار للّه تعالى أو لغيره : فسئل العادينَ [ آية : ١١٣ ] يقول : فسل الحساب ، يعنى ملك الموت وأعوانه . ١١٤المؤمنون : ١١٤ قال إن لبثتم . . . . . قال إن لبثتم في القبور إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون [ آية : ١١٤ ] إذا لعلمتم أنكم لم تلبثوا إلا قليلاً ، ولكنكم لا تعلمون كم لبثتم في القبور يقول اللّه ، عز وجل : ١١٥المؤمنون : ١١٥ أفحسبتم أنما خلقناكم . . . . . أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا يعنى لعباً وباطلاً لغير شيء ، أن لا تعذبوا إذا كفرتم و حسبتم وأنكم إلينا لا ترجعون [ آية : ١١٥ ] في الآخرة ١١٦المؤمنون : ١١٦ فتعالى اللّه الملك . . . . . فتعالى اللّه يعنى ارتفع اللّه ، عز وجل الملك الحق أن يكون خلق شيئاً عبساً ما خلق شيئاً إلا لشيء يكون ، لقولهم أن معه إلهاً ، ثم وحد الرب نفسه تبارك وتعالى ، فقال : لا إله إلا هو رب العرش الكريم [ آية : ١١٦ ] . ١١٧المؤمنون : ١١٧ ومن يدع مع . . . . . ومن يدع مع اللّه يعنى ومن يصف مع اللّه إِلهاً ءاخر لا برهان له به يعنى لا حجة له بالكفر ، ولا عذر يوم القيامة ، نزلت في الحارث بن قيس السهمي أحد المستهزئين فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون [ آية : ١١٧ ] يقول : جزاء الكافرين ، أنه لا يفلح يعنى لا يسعد في الآخرة عند ربه ، عز وجل ، ١١٨المؤمنون : ١١٨ وقل رب اغفر . . . . . وقل رب اغفر الذنوب وارحم وأَنت خيرُ الرحمين [ آية : ١١٨ ] من غيرك يقول : من كان يرحم أحداً ، فإن اللّه عز وجل بعباده أرحم ، وهو خير ، يعنى أفضل رحمة من أولئك الذين لا يرحمون . |
﴿ ٠ ﴾