سورة الفرقان

سورة الفرقان مكية وهي سبع وسبعون آية كوفية

 بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

الفرقان : ١ تبارك الذي نزل . . . . .

 تبارك حدثنا أبو جعفر محمد بن هانئ ، قال : حدثنا أبو القاسم الحسين بن عون ، قال : حدثنا أبو صالح الهذيل بن حبيب الزيداني ، قال : حدثنا مقاتل بن سليمان في قوله عز وجل : تبارك يقول : افتعل البركة الذي نزل الفرقان على عبده يعنى القرآن ، وهو المخرج من الشبهات على عبده محمد صلى اللّه عليه وسلم  ليكون محمد صلى اللّه عليه وسلم  للعالمين نذيرا [ آية : ١ ] يعنى للإنس والجن نذيراً نظيرها في فاتحة الكتاب : رب العالمين [ الفاتحة : ٢ ] .

٢

الفرقان : ٢ الذي له ملك . . . . .

ثم عظم الرب عز وجل نفسه عن شركهم ، فقال سبحانه : الذي له ملك السماوات والأرض وحده ولم يتخذ ولدا لقول اليهود والنصارى : عزيز ابن اللّه ، والمسيح ابن اللّه ولم يكن له شريك في الملك من الملائكة ، وذلك أن العرب ،   إن اللّه عز وجل شريكاً من الملائكة ، فعبدوهم ، فأكذبهم اللّه عز وجل ، نظيرها في آخر بني إسرائيل وَخلق كُل شيءٍ فقدره تقديراً [ آية : ٢ ] كما ينبغي أن يخلقه .

٣

الفرقان : ٣ واتخذوا من دونه . . . . .

 واتخذوا يعنى كفار مكة من دونه ءالهةً يعنى اللات والعزى يعبدونهم ، لا يخلقون شيئا ذباباً ولا غيره وهم يخلقون يعنى الآلهة لا تخلق شيئاً ، وهي تخلق ، ينحتونها بأيديهم ، ثم يعبدونها ، نظيرها في مريم ، وفي يس ، وفي الأحقاف ، ثم

أخبر عن الآلهة ، فقال تعالى : ولا يملكون لأنفسهم ضرا يقول : لا تقدير الآلهة أن

تمتنع ممن أراد بها سوءاً ولا نفعا يقول : ولا تسوق الآلهة إلى أنفسها نفعاً ، ثم قال

تعالى : ولا يملكون يعنى الآلهة موتا يعنى أن تميت أحداً ، ثم قال عز وجل :

 وَلا حيوة يعنى ولا يحبون أحداً يعنى الآلهة ولا نشورا [ آية : ٣ ] أن تبعت

الأموات ، فكيف تعبدون من لا يقدر على شيء من هذا ، وتتركون عبادة ربكم الذي

يملك ذلك كله .

٤

الفرقان : ٤ وقال الذين كفروا . . . . .

 وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه قال النضر بن الحارث من بني عبد

الدار : ما هذا القرآن إلا كذب اختلقه محمد صلى اللّه عليه وسلم من تلقاء نفسه ، ثم قال : وَأَعانَهُ عليهِ

قومُ ءاخرون يقول : النضر عاون محمداً صلى اللّه عليه وسلم عداس مولى حويطب بن عبد العزى ،

ويسار غلام العامر بن الحضرمي ، وجبر مولى عامر بن الحضرمي ، كان يهودياً ، فأسلم ،

وكان هؤلاء الثلاثة من أهل الكتاب يقول اللّه تعالى : فقد جاءو ظلماً وزوراً [ آية : ٤ ]

  شركاً وكذباً حين يزعمون أن الملائكة بنات اللّه ، عز وجل ، وحين   إن

القرآن ليس من اللّه عز وجل إنما اختلقه محمد صلى اللّه عليه وسلم من تلقاه نفسه .

٥

الفرقان : ٥ وقالوا أساطير الأولين . . . . .

 وقالوا أساطير الأولين وقال النضر : هذا القرآن حديث الأولين أحاديث رستم

وإستفندباز اكتتبها محمد صلى اللّه عليه وسلم  فهي تملى عليه بكرة وأصيلا [ آية :

٥ ] يقول : هؤلاء النفر الثلاثة يعلمون محمداً صلى اللّه عليه وسلم طرفي النهار بالغداة والعشي .

٦

الفرقان : ٦ قل أنزله الذي . . . . .

 قل لهم يا محمد أنزله الذي يعلم السر وذلك أنهم قالوا بمكة سراً : هل هذا إلا بشر مثلكم لأنه إنسي مثلكم ، بل هو ساحر أفتأتون السحر وأنتم

تبصرون إلى آيتين ، فأنزل اللّه عز وجل : قُل أَنزلهُ الذي يعلمُ السرَّ  في السماواتِ

والأرض إِنه كان غفوراً رحيماً [ آية : ٦ ] حين لا يعجل عليهم بالعقوبة .

٧

الفرقان : ٧ وقالوا ما لهذا . . . . .

 وَقالوا مالِ هذا الرسولِ يعنى النبي صلى اللّه عليه وسلم  يأَكُل الطعام ويمشي في الأسواق لولا

أَنزل إِليه ملكٌ فيكونَ معه نذيراً [ آية : ٧ ] يعنى رسولاً يصدق محمداً صلى اللّه عليه وسلم بما جاء

٨

الفرقان : ٨ أو يلقى إليه . . . . .

 أَو يُلقي إليه كنز يعنى أو ينزل إليه مال من السماء ، فيقسمه بيننا أَو

تكون له جنةٌ يعنى بستاناً يأَكل منها هذا قول النضر بن الحارث ، وعبد

اللّه بن أمية ، ونوفل بن خويلد ، كلهم من قريش وَقال الظالمون يعنى هؤلاء

 إِن يعنى ما تتبعون إِلا رجلاً مسحوراً [ آية : ٨ ] يعنى أنه مغلوب على عقله ،

فأنزل اللّه تبارك وتعالى في قولهم للنبي صلى اللّه عليه وسلم : إنه يأكل الطعام ويمشي في الأسواق : وما

أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق [ الفرقان :

٢٠ ] يقول : هكذا كان المرسلون من قبل محمد صلى اللّه عليه وسلم .

٩

الفرقان : ٩ انظر كيف ضربوا . . . . .

ونزل في قولهم إن محمداً مسحور ، قوله تعالى : انظر كيف ضربوا لك الأمثالَ

يقول : انظر كيف وصفوا لك الأشياء ، حين زعموا أنك ساحر فضلوا  عن الهدى فلا يستطيعونَ سبيلاً [ آية : ٩ ] يقول : لا يجدون مخرجاً مما قالوا لك بأنك ساحر .

ونزل في قولهم : لولا أنزل ، يعنى هلا ألقى ، إليه كنز ، أو تكون له جنة يأكل منها ،

١٠

الفرقان : ١٠ تبارك الذي إن . . . . .

فقال تبارك وتعالى : تبارك الذي  إِن شاء جعل لك خيراً من ذلك يعنى أفضل من

الكنز والجنة في الدنيا ، وجعل لك في الآخرة جناتٍ تجري من تحتها الأنهار يقول :

بينها الأنهار ويجعل لك قصوراً [ آية : ١٠ ] يعنى بيوتاً في الجنة ، وذلك أن فريشاً

يسمون بيوت الطين القصور

١١

الفرقان : ١١ بل كذبوا بالساعة . . . . .

 بل كذبوا بالساعة يعنى عز وجل بالقيامة ، وذلك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أخبرهم بالبعث

فكذبوه ، يقول اللّه تعالى : وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا [ آية : ١١ ] يعنى وقوداً

١٢

الفرقان : ١٢ إذا رأتهم من . . . . .

 إذا رأتهم السعير ، وهي جهنم من مكان بعيد يعنى مسيرة مائة سنة سمعوا لها من شدة غضبها عليهم تغيظا وزفيرا [ آية : ١٢ ] يعنى آخر نهيق الحمار .

١٣

الفرقان : ١٣ وإذا ألقوا منها . . . . .

 وإذا ألقوا منها يعنى جهنم مكانا ضيقا لضيق الرمح في الزج

 مقرنين

يعنى موثقين في الحديد قرناء مع الشياطين دعوا هنا لك ثبوراً [ آية : ١٣ ] يقول :

دعوا عند ذلك بالويل .

١٤

الفرقان : ١٤ لا تدعوا اليوم . . . . .

يقول الخزان : لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا يعنى ويلاً واحداً وادعوا ثبورا كثيرا [ آية : ١٤ ] يعنى ويلاً كثيراً ، لأنه دائم لهم أبداً .

١٥

الفرقان : ١٥ قل أذلك خير . . . . .

 قل لكفار مكة : أذلك الذي ذكر من النار خير أفضل أم جنة الخلد يعنى التي لا انقطاع لها التي وعد المتقون كانت لهم جزاء بأعمالهم

الحسنة ومصيرا [ آية : ١٥ ] يعنى ومرجعاً .

١٦

الفرقان : ١٦ لهم فيها ما . . . . .

 لهم فيها ما يشاءونَ خالدينَ فيها لا يموتون كان على ربك وعدا منه في

الدنيا مُسئولاً [ آية : ١٦ ] يسأله في الآخرة المتقون إنجاز ما وعدهم في الدنيا ، وهي

الجنة ،

١٧

الفرقان : ١٧ ويوم يحشرهم وما . . . . .

 ويوم يحشرهم يعنى يجمعهم ، يعنى كفار مكة و يحشر وما يعبدون من دون اللّه من الملائكة فيقول للملائكة : ءأنتم أضللتم عبادي

هؤلاء يقول : أنتم أمرتموهم بعبادتكم ؟ أَم هم ضلوا السبيل [ آية : ١٧ ] يقول : أو

هم أخطئوا طريق الهدى ، فتبرأت الملائكة .

١٨

الفرقان : ١٨ قالوا سبحانك ما . . . . .

ف قالوا سُبحانك نزهوه تبارك وتعالى أن يكون معه آلهة ما كان ينبغي لنا أن نتخذَ

من دونكَ من أَولياء يعنى ما لنا أن نتخذ من دونك ولياً أنت ولينا من دونهم

 ولكن متعتهم يعنى كفار مكة وَ  متعت وءاباءهم  من قبلهم حتى

نسوا الذكر يقول : حتى تركوا إيماناً بالقرآن وكانوا قوماً بوراً [ آية : ١٨ ] يعنى

هلكى .

١٩

الفرقان : ١٩ فقد كذبوكم بما . . . . .

يقول اللّه تعالى لكفار مكة : فقد كذبوكم  الملائكة بما يقولونَ بأنهم لم

يأمروكم بعبادتهم فما تستطيعونَ صرفاً ولا نصراً يقول : لا تقدر الملائكة صرف

العذاب عنكم و لا نصراً يعنى ولا منعاً يمنعونكم منه ومن يظلم منكم يعنى

يشرك باللّه في الدنيا ، فيموت على الشرك نُذقهُ  في الآخرة عذاباً كبيراً

[ آية : ١٩ ] يعنى شديداً ، وكقوله في بني إسرائيل : ولتعلن علواً كبيراً يعنى

شديداً .

٢٠

الفرقان : ٢٠ وما أرسلنا قبلك . . . . .

 وما أرسلنا قبلك من المرسلينَ لقول كفار مكة للنبي صلى اللّه عليه وسلم : أنه يأكل الطعام

ويمشي في الأسواق إِلا إِنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا

بعضكم لبعضٍ فتنةً ابتلينا بعضاً ببعض ، ذلك حين أسلم أبو ذو الغفاري ،

رضي اللّه عنه ، وعبد اللّه بن مسعود ، وعمار بن ياسر ، وصهيب وبلال ، وخباب بن

الأرت ، وجبر مولى عامر بن الحضرمي ، وسالم مولى أبي حذيفة ، والنمر بن قاسط ،

وعامر بن فهيرة ، ومهجع بن عبد اللّه ، ونحوهم من الفقراء ، فقال أبو جهل ، وأمية ،

والوليد ، وعقبة ، وسهيل ، والمستهزئون من قريش : انظروا إلى هؤلاء الذين اتبعوا محمداً

 صلى اللّه عليه وسلم من موالينا وأعواننا رذالة كل قبيلة فازدروهم ، فقال اللّه تبارك وتعالى لهؤلاء الفقراء

من العرب والموالى : أَتصبرونَ ؟ على الأذى والاستهزاء وكان ربكَ بصيراً

[ آية : ٢٠ ] أن تصبروا ، فصبروا ولم يجزعوا ، فأنزل اللّه عز وجل فيهم : إني جزيتهم

اليوم بما صبروا على الأذى والاستهزاء من كفار قريش أنهم هم الفائزون

[ المؤمنون : ١١١ ] يعنى الناجين من العذاب .

٢١

الفرقان : ٢١ وقال الذين لا . . . . .

 وَقال الذين لا يرجونَ لقاءنا يعنى لا يخشون البعث ، نزلت في عبد اللّه بن أمية ،

والوليد بن المغيرة ، ومكرز بن حفص بن الأحنف ، وعمرو بن عبد اللّه بن أبي قيس

العامري ، ويغيض بن عامر بن هشام لولا يعنى هلا أَنزل علينا الملائكة

فكانوا رسلاً إلينا أَو نرى ربنا فيخبرنا أنك رسول ، يقول اللّه تعالى : لقد

استكبروا يقول : تكبروا في أنفسهم وعتو عُتواً كبيراً [ آية : ٢١ ] يقول : علوا في

القوم علواً شديداً حين   أو نرى ربنا ، فهكذا العلو في القول .

٢٢

الفرقان : ٢٢ يوم يرون الملائكة . . . . .

يقول اللّه تبارك وتعالى : يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمينَ وذلك أن كفار

مكة إذا خرجوا من قبورهم ، قالت لهم الحفظة من الملائكة عليهم ، السلام : حرام محرم

عليكم أيها المجرمون ، أن يكون لكم من البشرى شيء ، حين رأيتمونا ، كما بشر المؤمنون

في حم السجدة ، فذلك

قوله : ويقولونَ يعنى الحفظة من الملائكة للكفار : حجراً

محجوراً [ آية : ٢٢ ] يعنى حراماً محرماً عليكم أيها المجرمون البشارة كما بشر المؤمنون .

٢٣

الفرقان : ٢٣ وقدمنا إلى ما . . . . .

 وقدمنا يعنى وجئنا ، ويقال : وعمدنا إِلى ما عملوا من عملٍ فجعلناهُ هباء

منثوراً [ آية : ٢٣ ] يعنى كالغبار الذي يسطع من حوافر الدواب

٢٤

الفرقان : ٢٤ أصحاب الجنة يومئذ . . . . .

 أَصحابُ الجنة

يومئذ خيرٌ مستقراً يعنى أفضل منزلاً في الجنة وَأَحسنُ مقيلاً [ آية : ٢٤ ] يعنى

القائلة ، وذلك أنه يخفف عنهم الحساب ، ثم تقليون من يومهم ذلك في الجنة مقدار

نصف يوم من أيام الدنيا ، فيما يشتهون من التحف والكرامة ، فذلك قوله تعالى :

 وَأَحسن مقيلاً من مقيل الكفار ، وذلك أنه إذا فرغ من عرض الكفار ، أخرج لهم

عنق من النار يحبط بهم ، فذلك قوله في الكهف : أحاط بهم سرادقها [ الكهف :

٢٩ ] ، ثم خرج من النار دخان ظل أسود ، فيتفرق عليهم ، من فوقهم ثلاث فرق ، وهم في

السرادق فينطلقون يستظلون تحتها مما أصابهم من حر السرادق ، فيأخذهم الغثيان والشدة

من حره ، وهو أخف العذاب ، فيقبلون فيها لا مقيل راحة ، فذلك مقيل أهل النار ، ثم

يدخلون النار أفواجاً أَفواجاً .

٢٥

الفرقان : ٢٥ ويوم تشقق السماء . . . . .

 ويوم تشقق السماء بالغمام يعنى السموات السبع ، يقول : عن الغمام وهو أبيض

كهيئة الضبابة ، لنزول الرب عز وجل ، وملائكته ، فذلك قوله سبحانه ونزل الملائكة من السماء إلى الأرض عند انشقاقها تنزيلا [ آية : ٢٥ ] لحساب

الثقلين كقوله عز وجل في البقرة هل ينظرون إلا أن يأتيهم اللّه في ظل من

الغمام [ البقرة : ٢١٠ ] .

٢٦

الفرقان : ٢٦ الملك يومئذ الحق . . . . .

 الملك يومئذ الحق للرحمن وحده جل جلاله ، واليوم الكفار ينازعونه في أمره ،

 وكان يوما على الكافرين عسيرا [ آية : ٢٦ ] يقول : عسر عليهم يومئذ مواطن يوم

لشدته القيامة ومشقته ، ويهون على المؤمن كأذني صلاته .

٢٧

الفرقان : ٢٧ ويوم يعض الظالم . . . . .

 ويوم يعض الظالم على يديه يعنى ندامه ، يعنى عقبة بن أبي معيط بن عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، وذلك أنه كان يكثر مجالسة النبي صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه ، فقال

له خليله وهو أمية بن خلف الجمحي : يا عقبة ، ما أراك إلا قد صبأت إلى حديث هذا

الرجل ، يعنى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : لم أفعل ، فقال : وجهي من وجهك حرام إن لم تتفل في

وجه محمد صلى اللّه عليه وسلم ، وتبرأ منه حتى يعلم قومك وعشيرتك أنك غير مفارق لهم ، ففعل ذلك

عقبة ، فأنزل اللّه عز وجل في عقبة بن أبي معيط : ويوم يعض الظالم على يديه من

الندامة .

٢٨

الفرقان : ٢٨ يا ويلتى ليتني . . . . .

 يقول يا ليتني يتمنى اتخذت مع الرسول سبيلا [ آية : ٢٧ ] إلى الهدى

 يا ويلتى يدعوا بالويل ، ثم يتمنى ، فيقول : يا ليتني لم أتخذ فلانا يعنى أمية

 خليلا [ آية : ٢٨ ] يعنى يا ليتني لم أطع فلاناً ، يعنى أمية بن خلف ، فقتله النبي صلى اللّه عليه وسلم

يوم بدر ، وقتل عاصم بن أبي الأفلح الأنصاري صبراً بأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ولم يقتل

من الأسرى يوم بدر من قريش غيره ، والنضر بن الحارث .

٢٩

الفرقان : ٢٩ لقد أضلني عن . . . . .

يقول عبقة : لقد أضلني لقد ردني عن الذكر يعنى عن الإيمان بالقرآن

 بعد إذ جاءني يعنى حين جاءني وكان الشيطان في الآخرة للإنسان

يعنى عقبة خذولا [ آية : ٢٩ ] يقول : يتبرأ منه ، ونزل فيهما : الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو [ الزخرف : ٦٧ ] .

٣٠

الفرقان : ٣٠ وقال الرسول يا . . . . .

 وقال الرسول يا رب إن قومي قريشاً اتخذوا هذا القرءان مهجوراً [ آية : ٣٠ ]

يقول : تركوا الإيمان بهذا القرآن ، فهم مجانبون له ،

٣١

الفرقان : ٣١ وكذلك جعلنا لكل . . . . .

يقول اللّه عز وجل : يعزي نبيه صلى اللّه عليه وسلم

 وكذلك يعنى وهكذا جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين نزلت في أبي جهل

وحده ، أي فلا يكبرن عليك ، فإن الأنبياء قبلك قد لقيت هذا التكذيب من قومهم ثم

قال عز وجل : وكفى بربك هاديا إلى دينه ونصيرا [ آية : ٣١ ] يعنى ومانعاً

فلا أحد أهدى من اللّه عز وجل ، ولا أمنع منه .

٣٢

الفرقان : ٣٢ وقال الذين كفروا . . . . .

 وقال الذين كفروا لولا نزل يعنى هلا نزل عليه القرءان جُملة واحدة كما جاء

به موسى وعيسى يقول : كذلك لتثبت به فؤادك يعنى ليثبت القرآن في قلبك

 ورتلناه ترتيلا [ آية : ٣٢ ] يعنى نرسله ترسلاً آيات ، ثم آيات ، ذلك قوله سبحانه :

 وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا [ الإسراء : ١٠٦ ] .

٣٣

الفرقان : ٣٣ ولا يأتونك بمثل . . . . .

ثم قال عز وجل : ولا يأتونك بمثل يخاصمونك به إضمار لقولهم : لولا نزل عليه

القرآن جملة واحدة ، ونحوه في القرآن مما يخاصمون به النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فيرد اللّه عز وجل

عليهم قولهم ، فذلك قوله عز وجل : إلا جئناك بالحق فيما تخصمهم به وأحسن تفسيرا [ آية : ٣٣ ] يعنى وأحسن تبياناً فترد به خصومتهم .

٣٤

الفرقان : ٣٤ الذين يحشرون على . . . . .

ثم أخبر اللّه عز وجل بمستقرهم في الآخرة ، فقال سبحانه : الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا [ آية : ٣٤ ] يعنى وأخطأ طريق

الهدى في الدنيا من المؤمنين .

٣٥

الفرقان : ٣٥ ولقد آتينا موسى . . . . .

 ولقد ءاتينا مُوسى الكتاب يقول : أعطينا موسى ، عليه السلام ، التوراة وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا [ آية : ٣٥ ] يعنى معيناً ، ثم انقطع الكلام فأخبر اللّه عز وجل

محمد صلى اللّه عليه وسلم ،

٣٦

الفرقان : ٣٦ فقلنا اذهبا إلى . . . . .

فقال سبحانه : فقلنا اذهبا إلى القوم يعنى أهل مصر الذين كذبواْ

بئايتنا يعنى الآيات التسع فدمرناهم تدميرا [ آية : ٣٦ ] يعنى أهلكناهم

بالعذاب هلاكاً يعنى الغرق .

٣٧

الفرقان : ٣٧ وقوم نوح لما . . . . .

 وقوم نوح لما يعنى حين كذبوا الرسل يعنى نوحاً وحده أَغرقناهم

وجعلناهم للناس ءايةٌ يعنى عبرة لمن بعدهم وأعتدنا للظالمين عذابا أليما [ آية :

٣٧ ] . يعنى وجيعاً .

٣٨

الفرقان : ٣٨ وعادا وثمود وأصحاب . . . . .

ثم قال تعالى : و أهلكنا وعاداً وثمودا وأصحاب الرس يعنى البئر التي قتل فيها

صاحب ياسين بأنطاكية التي بالشام وقرونا يعنى وأهلكنا أمما بين ذلك ما

بين عاد إلى أصحاب الرس كثيرا [ آية : ٣٨ ] .

٣٩

الفرقان : ٣٩ وكلا ضربنا له . . . . .

 وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا [ آية : ٣٩ ] وكلاً دمرنا بالعذاب

تدميراً

٤٠

الفرقان : ٤٠ ولقد أتوا على . . . . .

 ولقد أتوا على القرية التي أمطرت بالحجارة مطر السوء يعنى قرية لوط

عليه السلام ، كل حجر في العظم على قدر كل إنسان أفلم يكونوا يرونها ؟

فيعتبروا بل كانوا لا يرجون نشورا [ آية : ٤٠ ] يقول عز وجل : بل كانوا لا يخشون

بعثاً ، نظيرها في تبارك الملك : وإليه النشور [ الملك : ١٥ ] يعنى الإحياء .

٤١

الفرقان : ٤١ وإذا رأوك إن . . . . .

 وإذا رأوك يعنى النبي صلى اللّه عليه وسلم  إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث اللّه رسولا [ آية : ٤١ ] صلى اللّه عليه وسلم نزلت في أبي جهل لعنه اللّه ،

٤٢

الفرقان : ٤٢ إن كاد ليضلنا . . . . .

ثم قال أبو جهل : إن كادَ

ليضلنا عن ءالهتنا يعنى ليستزلنا عن عبادة آلهتنا لولا أن صبرنا يعنى تثبتنا

 عليها يعنى على عبادتها ليدخلنا في دينه ، يقول اللّه تبارك وتعالى : وسوف يعلمون حين يرون العذاب في الآخرة من أضل سبيلا [ آية : ٤٢ ] يعنى من أخطأ

طريق الهدى أهم أم المؤمنون ؟

٤٣

الفرقان : ٤٣ أرأيت من اتخذ . . . . .

فنزلت أَرءيت من اتخذ إِلههُ هواهُ وذلك أن

الحارث بن قيس السهمي هوى شيئاً فعبده أفأنت يا محمد تكون عليه وكيلا [ آية : ٤٣ ] يعنى مسيطراً يقول : تريد أن تبدل المشيئة إلى الهدى والضلالة .

٤٤

الفرقان : ٤٤ أم تحسب أن . . . . .

 أم تحسب أن أكثرهم يسمعون إلى الهدى أو يعقلون الهدى ، ثم شبههم

بالبهائم ، فقال سبحانه : إن هم إلا كالأنعام في الأكل والشرب لا يلتفتون إلى الآخرة

 بل هم أضل سبيلا [ آية : ٤٤ ] يقول : بل هم أخطأ طريقاً من البهائم ، لأنها تعرف

ربها وتذكره ، وكفار مكة لا يعرفون ربهم فيوحدونه .

٤٥

الفرقان : ٤٥ ألم تر إلى . . . . .

 ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ولو شاء لجعله ساكنا يقول تبارك وتعالى : لو شاء لجعل الظل دائماً لا يزول إلى يوم القيامة ،

 ثم جعلنا الشمس عليه يعنى على الظل دليلا [ آية : ٤٥ ] تتلوه الشمس فتدفعه ،

حتى تأتي على الظل كله .

٤٦

الفرقان : ٤٦ ثم قبضناه إلينا . . . . .

 ثم قبضناه إلينا يعنى الظل قبضا يسيرا [ آية : ٤٦ ] يعنى خفيفاً

٤٧

الفرقان : ٤٧ وهو الذي جعل . . . . .

 وَهُو

الذي جعل لكم اليل لِباساً يعنى سكناً والنوم سباتا يعنى الإنسان مسبوتاً لا يعقل

كأنه ميت وجعل النهار نشورا [ آية : ٤٧ ] ينتشرون فيه لابتغاء الرزق .

٤٨

الفرقان : ٤٨ وهو الذي أرسل . . . . .

 وهو الذي أرسل الرياح بشرا يعنى يبشر السحاب بالمطر بين يدي رحمته ، يعنى قدام المطر وأنزلنا من السماء ماء يعنى المطر طهورا [ آية : ٤٨ ] .

للمؤمنين

٤٩

الفرقان : ٤٩ لنحيي به بلدة . . . . .

 لنحيي به المطر بلدة ميتا ليس فيه نبت فينبت بالمطر ونسقيه

بالرياح والمطر مما خلقنا أنعاما في تلك البلدة وأناسي كثيرا [ آية : ٤٩ ] في

تلك البلدة .

٥٠

الفرقان : ٥٠ ولقد صرفناه بينهم . . . . .

 ولقد صرفناه بينهم يعنى المطر بين الناس يصرف المطر أحياناً مرة بهذا البلدة ، ومرة

ببلد آخر ، فذلك التصرف ليذكروا في صنعه ، فيعتبروا في توحيد اللّه عز وجل ،

فيوحده فأبى أكثر الناس إلا كفورا [ آية : ٥٠ ] يعنى إلا كفراً باللّه تعالى في

نعمه .

٥١

الفرقان : ٥١ ولو شئنا لبعثنا . . . . .

 ولو شئنا لبعثنا زمانك يا محمد في كل قرية نذيرا [ آية : ٥١ ] يعنى

رسولاً ،

٥٢

الفرقان : ٥٢ فلا تطع الكافرين . . . . .

ولكن بعثناك إلى القرى كلها رسولاً اختصصناك بها فلا تطع الكافرين

يعنى كفار مكة ، دعوا النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى ملة آبائه وجهدهم به يعنى بالقرآن جهادا كبيرا [ آية : ٥٢ ] يعنى شديداً .

٥٣

الفرقان : ٥٣ وهو الذي مرج . . . . .

 وهو الذي مرج البحرين يعنى ماء المالح على ماء العذب هذا عذب فرات

يعنى تبارك تعالى خلداً طيباً وهذا ملح أجاج يعنى مراً من شدة الملوحة وجعل بينهما برزخا يعنى أجلاً وحجرا محجورا [ آية : ٥٣ ] يعنى حجاباً محجوباً ، فلا

يختلطان ، ولا يفسد طعم الماء العذب .

٥٤

الفرقان : ٥٤ وهو الذي خلق . . . . .

 وهو الذي خلق من الماء بشرا يعنى النطفة إنساناً فجعله يعنى الإنسان

 نسبا وصهرا أما النسب فالقرابة له خمس نسوة ، أمهاتكم اللاتي أرضعنكم

وأخواتكم من الرضاعة ، وأمهات نسائكم ، وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم ،

اللاتي دخلتم بهن ، فإن لم تكونوا دخلتم بهن ، فلا جناح عليكم ، وحلائل أبنائكم ، فهذا

من الصهر ، ثم قال تعالى : وكان ربك قديرا [ آية : ٥٤ ] على ما أراده .

٥٥

الفرقان : ٥٥ ويعبدون من دون . . . . .

 ويعبدون من دون اللّه من الملائكة ما لا ينفعهم في الآخرة إن عبدوهم

 ولا يضرهم في الدنيا إذا لم يعبدوهم وكان الكافر يعنى أبا جهل على ربه ظهيرا [ آية : ٥٥ ] يعنى معيناً للمشركين على ألا يوحدوا اللّه عز وجل .

٥٦

الفرقان : ٥٦ وما أرسلناك إلا . . . . .

 وما أرسلناك إلا مبشرا بالجنة ونذيرا [ آية : ٥٦ ] من النار

٥٧

الفرقان : ٥٧ قل ما أسألكم . . . . .

 قُل ما أسئلكم

عليه يعنى على الإيمان من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا [ آية : ٥٧ ] .

لطاعته .

٥٨

الفرقان : ٥٨ وتوكل على الحي . . . . .

 وتوكل على الحي الذي لا يموت وذلك حين دعى النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى ملة آبائه

 وسبح بحمده أي بحمد ربك ، يقول : واذكر بأمره وكفى به بذنوب عباده خبيرا [ آية : ٥٨ ] يعنى بذنوب كفار مكة ، فلا أحد أخبر ، ولا أعلم بذنوب العباد من

اللّه عز وجل

٥٩

الفرقان : ٥٩ الذي خلق السماوات . . . . .

ثم عظم نفسه تبارك وتعالى ، فقال عز وجل : الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش قبل ذلك الرحمن جل جلاله فسئل به

خبيراً [ آية : ٥٩ ] يعنى فاسأل باللّه خبيراً يا من تسأل عنه محمداً .

٦٠

الفرقان : ٦٠ وإذا قيل لهم . . . . .

 وإذا قيل لهم لكفار مكة اسجدوا للرحمن عز وجل ، وذلك أن أبا جهل قال :

يا محمد ، إن كنت تعلم الشعر ، فنحن عارفون لك ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : الشعر غير هذا ، إن

هذا كلام الرحمن ، عز وجل ، قال أبو جهل : بخ بخ أجل ، لعمر اللّه ، إنه لكلام الرحمن

الذي باليمامة ، فهو يعلمك ، قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : الرحمن هو اللّه عز وجل ، الذي في السماء ،

ومن عنده يأتي جبريل ، عليه السلام . فقال أبو جهل : يا آل غالب ، من يعذرني من ابن

أبي كبشة ، يزعم أن ربه واحد ، وهو يقول : اللّه يعلمني ، والرحمن يعلمني ، ألستم تعلمون ،

أن هذين إلهين ؟ قال الوليد بن المغيرة ، وعتبة ، وعقبة : ما نعلم اللّه والرحمن إلا اسمين ، فأما

اللّه فقد عرفناه ، وهو الذي خلق ما نرى ، وأما الرحمن فلا نعلمه إلا مسيلمة الكذاب ، ثم

قال : يا ابن أبي كبشة ، تدعو إلى عبادة الرحمن الذي باليمامة . فأنزل اللّه عز وجل :

 وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن يعنى صلوا للرحمن قالوا وما الرحمن فانكروه

 أنسجد لما تأمرنا يعنى نصلي للذي تأمرنا ، يعنون مسيلمة وزادهم نفورا [ آية :

٦٠ ] يقول : زادهم ذكر الرحمن تباعداً من الإيمان .

٦١

الفرقان : ٦١ تبارك الذي جعل . . . . .

 تبارك الذي جعل في السماء بروجا يعنى مضيئاً وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا

[ آية : ٦١ ]

الفرقان : ٦٢ وهو الذي جعل . . . . .

 وهو الذي جعل اليل والنهار خلفةً فجعل النهار خلفاً من الليل لمن كانت

له حاجة ، وكان مشغولاً لمن أراد أن يذكر اللّه عز وجل أو أراد شكورا

٦٢

[ آية : ٦٢ ] في الليل والنهار ، يعنى عبادته .

٦٣

الفرقان : ٦٣ وعباد الرحمن الذين . . . . .

 وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا يعنى حلماً في اقتصاد وإذا خاطبهم الجاهلون يعنى السفهاء قالوا سلاما [ آية : ٦٣ ] يقول : إذا سمعوا الشتم

والأذى من كفار مكة من أجل الإسلام ردوا معروفاً .

٦٤

الفرقان : ٦٤ والذين يبيتون لربهم . . . . .

 والذين يبيتون لربهم بالليل في الصلاة سُجداً وقيماً [ آية : ٦٤ ]

٦٥

الفرقان : ٦٥ والذين يقولون ربنا . . . . .

 والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما [ آية : ٦٥ ] يعنى

لازماً لصاحبه لا يفارقه ،

٦٦

الفرقان : ٦٦ إنها ساءت مستقرا . . . . .

 إنها ساءت مستقرا ومقاما [ آية : ٦٦ ] يعنى بئس المستقر

وبئس الخلود ، كقوله سبحانه : دار المقامة [ فاطر : ٣٥ ] يعنى دار الخلد .

٦٧

الفرقان : ٦٧ والذين إذا أنفقوا . . . . .

 والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا في غير حق ولم يقتروا يعنى ولم يمسكوا عن

حق وكان بين ذلك قواما [ آية : ٦٧ ] يعنى بين الإسراف والإقتار مقتصداً

٦٨

الفرقان : ٦٨ والذين لا يدعون . . . . .

 والذين لا يدعون يعنى لا يعبدون مع اللّه إلهاً ءاخر ولا يقتلون النفس التي حرم

اللّه قتلها إلا بالحق يعنى بالقصاص ولا يزنون ومن يفعل ذلك جميعاً يلق أثاما [ آية : ٦٨ ] يعنى جزاؤه ، وادياً في جهنم .

٦٩

الفرقان : ٦٩ يضاعف له العذاب . . . . .

 يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه يعنى في العذاب مهانا [ آية : ] ٦٩ ] يعنى يهان فيه : نزلت بمكة ، فلما هاجر النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى المدينة ، كتب وحشي بن

جبيش غلام المطعم عدة ابن نوفل بن عبد مناف ، إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم بعد ما قتل حمزة : هل لي

من توبة وقد أشركت وقتلت وزنيت ؟ فسكت النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فأنزل اللّه فيه بعد سنتين .

٧٠

الفرقان : ٧٠ إلا من تاب . . . . .

فقال سبحانه : إلا من تاب من الشرك وَءامن يعنى وصدق بتوحيد اللّه

عز وجل وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل اللّه يعنى يحول اللّه عز وجل

 سيئاتهم حسنات والتبديل من العمل السيئ إلى العمل الصالح وكان اللّه غفورا

لما كان في الشرك رحيما [ آية : ٧٠ ] به في الإسلام ، فأسلم وحشي ، وكان وحشي

قد قتل حمزة بن عبد المطلب عليه السلام بوم أحد ، ثم أسلم ، فأمره النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فخرب

مسجد المنافقين ، ثم قتل مسيلمة الكذاب باليمامة على عهد أبي بكر الصديق ، رضي اللّه

عنه ، فكان وحشي يقول : أنا الذي قتلت خير الناس ، يعنى حمزة ، وأنا الذي قتلت شر

الناس ، يعنى مسيلمة الكذاب ، فلما قبل اللّه عز وجل توبة وحشي ، قال كفار مكة : كلنا

قد عمل عَمل وحشي ، فقد قبل اللّه عز وجل توبته ، ولم ينزل فينا شيء فأنزل اللّه عز

وجل في كفار مكة : يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه إن اللّه يغفر الذنوب جميعا [ الزمر : ٥٣ ] في الإسلام ، يعنى بالإسراف الذنوب العظام

الشرك والقتل والزنا ، فكان بين هذه الآية : ولا يقتلون النفس التي حرم اللّه إلا بالحق [ الفرقان : ٦٨ ] إلى آخر الآية ، وبين الآية التي في النساء ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم [ النساء : ٩٣ ] إلى آخر الآية ، ثماني سنين .

٧١

الفرقان : ٧١ ومن تاب وعمل . . . . .

 ومن تابَ من الشرك وعمل صالحا فإنه يتوب إلى اللّه متابا [ آية : ٧١ ] يعنى

مناصحاً لا يعود إلى نكل الذنب .

٧٢

الفرقان : ٧٢ والذين لا يشهدون . . . . .

 والذين لا يشهدون الزور يعنى لا يحضرون الذنب يعنى الشرك وإذا مروا باللغو مروا كراما [ آية : ٧٢ ] يقول : إذا سمعوا من كفار مكة الشتم والأذى على

الإسلام مروا كراماً معرضين عنهم ، كقوله سبحانه : وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه

[ القصص : ٥٥ ] .

٧٣

الفرقان : ٧٣ والذين إذا ذكروا . . . . .

 والذين إذا ذكروا بئايت ربهم يعنى والذين إذا وعظوا بآيات القرآن لم يخروا عليها صما وعميانا [ آية : ٧٣ ] يقول : لم يقفوا عليها صماً لم يسمعوها ، ولا

عمياناً لم يبصروها ، كفعل مشركي مكة ، ولكنهم سمعوا وأبصروا وانتفعوا به .

٧٤

الفرقان : ٧٤ والذين يقولون ربنا . . . . .

 والذين يقولونَ ربنا هب لنا من أَزواجنا وذريتنا قُرة أَعين يقول : اجعلهم

صالحين ، فتقر أعيننا بذلك واجعلنا للمتقين إماما [ آية : ٧٤ ] يقول : واجعلنا أئمة

يقتدي بنا في الخير .

٧٥

الفرقان : ٧٥ أولئك يجزون الغرفة . . . . .

 أُولئك يجزؤن الغرفة بما صبروا ويلقونَ فيها تحيةً وسلاماً [ آية : ٧٥ ]

نظيرها في الزمر : لهم غرف فوقها غرف مبنية [ الزمر : ٢٠ ] .

قال أبو محمد : سألت أبا صالح عنها ، فقال : قال مقاتل : اجعلنا نقتدي بصالح أسلافنا ،

حتى يقتدي بنا من بعدنا ، بما صبروا على أمر اللّه عز وجل ، ويلقون فيها تحية ، يعنى

السلام ، ثم قال : وسلاماً يقول : وسلم اللّه لهم أمرهم وتجاوز عنهم ، ويقال : التسليم من

الملائكة عليهم

٧٦

الفرقان : ٧٦ خالدين فيها حسنت . . . . .

 خالدين فيها لا يموتون أبداً حسنت مستقرا فيها

 ومقاما [ آية : ٧٦ ] يعنى الخلود .

٧٧

الفرقان : ٧٧ قل ما يعبأ . . . . .

 قُل ما يعبؤا بكم يقول : ما يفعل بكم ربي لولا دعاؤكم يقول : لولا

عبادتكم فقد كذبتم النبي صلى اللّه عليه وسلم ، يعدُ كفار مكة فسوف يكون لزاما [ آية :

٧٧ ] يلزمكم العذاب ببدر ، فقتلوا وضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم ، وعجل اللّه

تعالى بأرواحهم إلى النار ، فيعرضون عليها طرفي النهار .

﴿ ٠