سورة الشعراءمقدمة سورة الشعراء مكية ، غير آيتين فإنهما مدنيتان أحدهما : قوله تعالى : أو لم يكن لهم آية أن يعلمه الآية والأخرى قوله تعالى : والشعراء يتبعهم الغاون وبعض أهل التفسير يقول : إن من قوله تعالى : والشعراء إلى آخرها ، وهن أربع آيات مدنيات ، واللّه أعلم بما أنزل بسم اللّه الرحمن الرحيم ١طسم ٢الشعراء : ٢ تلك آيات الكتاب . . . . . تلك ءايتُ الكتاب المُبين [ آية : ٢ ] ، يعنى عز جل ما بين فيه من أمره ، ونهيه ، وحلاله ، وحرامه . ٣الشعراء : ٣ لعلك باخع نفسك . . . . . لعلك يا محمد باخع نفسك ، وذلك حين كذب به كفار مكة ، منهم : الوليد بن المغيرة ، وأبو جهل ، وأمية بن خلف ، فشق على النبي صلى اللّه عليه وسلم : تكذيبهم إياه ، فأنزل اللّه عز وجل : لعلك باخع نفسك ، يعنى قاتلاً نفسك حزناً ألا يكونوا مؤمنين [ آية : ٣ ] ، يعنى ألا يكونوا مصدقين بالقول أنه من عند اللّه عز وجل ، نظيرها في الكهف : فلعلك باخع نفسك على آثارهم [ الكهف : ٦ ] . ٤الشعراء : ٤ إن نشأ ننزل . . . . . إن نشأ ، يعنى لو نشاء نُنزل عليهم من السماءِ ءايةً فظلت ، يعنى فمالت أعناقهم لها ، يعنى للآية خاضعين [ آية : ٤ ] ، يعنى مقبلين إليها مؤمنين بالآية . ٥الشعراء : ٥ وما يأتيهم من . . . . . وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث ، يقول : ما يحدث اللّه عز وجل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم من القرآن إلا كانوا عنه ، يعنى عن الإيمان بالقرآن معرضين [ آية : ٥ ] . ٦الشعراء : ٦ فقد كذبوا فسيأتيهم . . . . . فقد كذبوا بالحق ، يعنى بالقرآن لما جاءهم ، يعنى حين جاءهم محمد صلى اللّه عليه وسلم فسيأتيهم أنبؤا يعنى حديث مَا كانوا به يستهزءونَ [ آية : ٦ ] وذلك أنهم حين كذبوا بالقرآن ، أوعدهم اللّه عز وجل بالقتل ببدر ، ثم وعظهم ليعتبروا . ٧الشعراء : ٧ أو لم يروا . . . . . فقال عز وجل : أَولم يروا إِلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريمٍ [ آية : ٧ ] يقول كم أخرجنا من الأرض من كل صنف من ألوان النبت حسن . ٨الشعراء : ٨ إن في ذلك . . . . . إن في ذلك لآية يقول : إن في النبت لعبرة في توحيد اللّه عز وجل ، أنهُ واحد وما كان أكثرهم يعنى أهل مكة مؤمنين [ آية : ٨ ] يعنى مصدقين بالتوحيد . ٩الشعراء : ٩ وإن ربك لهو . . . . . وإن ربك لهو العزيز [ آية : ٩ ] في نقمته منهم ببدر الرحيم حين لا يعجل عليهم بالعقوبة إلى الوقت المحدد لهم . ١٠الشعراء : ١٠ وإذ نادى ربك . . . . . وإذ نادى ربك يقول : وإذ أمر ربك يا محمد موسى أن ائت القوم الظالمين [ آية : ١٠ ] يعنى المشركين . ١١الشعراء : ١١ قوم فرعون ألا . . . . . قوم فرعون واسمه فيطوس بأرض مصر ، وقل لهم يا موسى : ألا يتقون [ آية : ١١ ] يعنى ألا يعبدون اللّه عز وجل . ١٢الشعراء : ١٢ قال رب إني . . . . . قال موسى : رب إني أخاف أن يكذبون [ آية : ١٢ ] فيما أقول . ١٣الشعراء : ١٣ ويضيق صدري ولا . . . . . و أخاف أن ويضيق صدري يعنى يضيق قلبي ولا ينطلق لساني بالبلاغ فأرسل إلى هارون [ آية : ١٣ ] يقول : فأرسل معي هارون ، كقوله في النساء : ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم [ النساء : ٢ ] ، يعنى مع أموالكم . ١٤الشعراء : ١٤ ولهم علي ذنب . . . . . ولهم علي ذنب يعنى عندي ذنب ، يعنى قتل النفس أخاف أن يقتلون [ آية : ١٤ ] . ١٥الشعراء : ١٥ قال كلا فاذهبا . . . . . قال كلا فاذهبا بئايتنا لا تخافا القتل إنا معكم مستمعون [ آية : ١٥ ] . ١٦الشعراء : ١٦ فأتيا فرعون فقولا . . . . . فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين [ آية : ١٦ ] كقوله سبحانه : فأتياه فقولا إنا رسولا ربك [ طه : ٤٧ ] ، يعنى نفسه وهارون ، رسولا ربك لقول فرعون : أنا الرب والإله ، ثم انقطع الكلام . ثم انطلق موسى صلى اللّه عليه وسلم إلى مصر وهارون بمصر ، فانطلقا كلاهما إلى فرعون ، فلم يأذن لهما سنة في الدخول ، فلما دخلا عليه ، قال موسى لفرعون : إنا ، يعنى نفسه وهارون ، عليه السلام رسول رب العالمين ١٧-١٨الشعراء : ١٧ - ١٨ أن أرسل معنا . . . . . أن أرسل معنا بني إسرائيل [ آية : ١٧ ] إلى أرض فلسطين لا تستعبدهم ، فعرف فرعون موسى ، لأنه رباه في بيته ، فلما قتل موسى ، عليه السلام ، النفس هرب من مصر ، فلما أتاه قال فرعون له : ألم نربك فينا وليدا يعنى صبياً ولبثت فينا يعنى عندنا من عمرك سنين [ آية : ١٨ ] يعنى ثلاثين سنة . ١٩الشعراء : ١٩ وفعلت فعلتك التي . . . . . وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين [ آية : ١٩ ] ٢٠الشعراء : ٢٠ قال فعلتها إذا . . . . . قال فعلتها إذا وأنا من الضالين [ آية : ٢٠ ] يعنى من الجاهلين ، وهي قراءة ابن مسعود : ′ فعلتها إذا وأنا من الجاهلين ′ . ٢١الشعراء : ٢١ ففررت منكم لما . . . . . ففررت منكم إلى مدين لما خفتكم أن تقتلون فوهب لي ربي حكما يعنى العلم والفهم وجعلني من المرسلين [ آية : ٢١ ] إليكم . ٢٢الشعراء : ٢٢ وتلك نعمة تمنها . . . . . ثم قال لفرعون : وتلك نعمة تمنها علي يا فرعون تمن على بإحسانك إلى خاصة فيما زعمت ، وتنسى إساءتك أن عبدت يقول : استعبدت بني إسرائيل [ آية : ٢٢ ] فاتخذهم عبيداً لقومك القبط ، وكان فرعون قد قهرهم أربع مائة وثلاثين سنة ، ويقال : وأربعين سنة ، وإنما كانت بنو إسرائيل بمصر حين أتاها يعقوب وبنوه وحشمه ، حين أتوا يوسف . ٢٣الشعراء : ٢٣ قال فرعون وما . . . . . قال فرعون لموسى : وما رب العالمين [ آية : ٢٣ ] منكراً له . ٢٤الشعراء : ٢٤ قال رب السماوات . . . . . قال موسى . رب السماوات والأرض وما بينهما من العجائب إن كنتم موقنين [ آية : ٢٤ ] بتوحيد اللّه عز وجل ٢٥الشعراء : ٢٥ قال لمن حوله . . . . . قال فرعون لمن حوله يعنى الأشراف ، وكان حوله خمسون ومائة من أشرافهم أصحاب الأثرة : أَلا تسمتعونَ [ آية : ٢٥ ] إلى قول هذا يعنى موسى ٢٦الشعراء : ٢٦ قال ربكم ورب . . . . . قال موسى : هو ربكم ورب ءابائكم الأولين [ آية : ٢٦ ] . ٢٧الشعراء : ٢٧ قال إن رسولكم . . . . . قال فرعون لهم : إن رسولكم يعنى موسى الذي أرسل إليكم لمجنون [ آية : ٢٧ ] ٢٨الشعراء : ٢٨ قال رب المشرق . . . . . قال موسى : هو رب المشرق والمغرب يعنى مشرق ومغرب يوم ، يستوي الليل والنهار في السنة يومين ، ويسمى البرج الميزان ، ثم قال : وما بينهما يعنى ما بين المشرق والمغرب من جبل أو بناء ، أو شجر ، أو شيء إن كنتم تعقلون [ آية : ٢٨ ] توحيد اللّه عز وجل . ٢٩الشعراء : ٢٩ قال لئن اتخذت . . . . . قال فرعون : لئن اتخذت إلها غيري يعنى رباً لأجعلنك من المسجونين [ آية : ٢٩ ] يعنى من المحبوسين . ٣٠الشعراء : ٣٠ قال أولو جئتك . . . . . قال موسى : أَولو جئتكَ بشيءٍ مُبينٍ [ آية : ٣٠ ] . يعنى بأمر بين ، يعنى اليد والعصا ، يستبين لك أمري فتصدقني . ٣١الشعراء : ٣١ قال فأت به . . . . . قال فرعون : فأت به إن كنت من الصادقين [ آية : ٣١ ] بأنك رسول رب العالمين إلينا . ٣٢الشعراء : ٣٢ فألقى عصاه فإذا . . . . . فألقى عصاه وفي يد موسى ، عليه السلام ، عصاه ، وكانت من الآس ، قال ابن عباس : إن جبريل دفع العصا إلى موسى ، عليهما السلام ، بالليل حين توجه إلى مدين وكان آدم ، عليه السلام ، أخرج بالعصا من الجنة ، فلما مات آدم قبضها جبريل ، عليه السلام ، فقال موسى لفرعون : ما هذه بيدي ؟ قال فرعون : هذه عصا ، فألقاها موسى من يده فإذا هي ثعبان مبين [ آية : ٣٢ ] يعنى حية ذكر أصفر أشعر العنق عظيم ملأ الدار عظماً ، قائم على ذنبه يتملظ على فرعون وقومه يتوعدهم ، قال فرعون : خذها يا موسى ، مخافة أن تبتلعه ، فأخذ بذبها ، فصارت عصاً مثل ما كانت ، قال فرعون : هل من آية أخرى غيرها ؟ قال موسى : نعم ، فأبرز يده ، قال لفرعون : ما هذه ؟ قال فرعون هذه : يدك ، فأدخلها في جيبه وهي مدرعة مصرية من صوف . ٣٣الشعراء : ٣٣ ونزع يده فإذا . . . . . ونزع يده يعنى أخرج يده من المدرعة فإذا هي بيضاء للناظرين [ آية : ٣٣ ] لها شعاع مثل شعاع الشمس من شدة بياضها يغشى العصر . ٣٤الشعراء : ٣٤ قال للملإ حوله . . . . . قال فرعون للملا يعنى الأشراف حوله إن هذا يعنى موسى لساحر عليم [ آية : ٣٤ ] بالسحر ٣٥الشعراء : ٣٥ يريد أن يخرجكم . . . . . يريد أن يخرجكم من أرضكم يعنى مصر بسحره فماذا تأمرون [ آية : ٣٥ ] يقول : فماذا تشيرون عليّ ، فرد عليه الملأ من قومه ، يعنى الأشراف . ٣٦الشعراء : ٣٦ قالوا أرجه وأخاه . . . . . قالوا أرجه وأخاه يقول : احبسهما جميعاً ، ولا تقتلهما ، حتى ننظر ما أمرهما وابعث في المدائن يعنى في القرى حاشرين [ آية : ٣٦ ] يحشرون عليك السحرة ٣٧الشعراء : ٣٧ يأتوك بكل سحار . . . . . فذلك قوله سبحانه : يأتوك بكل سحار عليم [ آية : ٣٧ ] يعنى عالم بالسحر . ٣٨الشعراء : ٣٨ فجمع السحرة لميقات . . . . . فجمع السحرة لميقات يوم معلوم [ آية : ٣٨ ] يعنى موقت ، وهو يوم عيدهم ، وهو يوم الزينة ، وهم اثنتان وسبعون ساحراً من أهل فارس ، وبقيتهم من بني إسرائيل . ٣٩الشعراء : ٣٩ وقيل للناس هل . . . . . وقيل للناس يعنى لأهل مصر هل أنتم مجتمعون [ آية : ٣٩ ] إلى السحرة ٤٠الشعراء : ٤٠ لعلنا نتبع السحرة . . . . . لعلنا نتبع السحرة على أمرهم إن كانوا هم الغالبين [ آية : ٤٠ ] لموسى وأخيه ، واجتمعوا ، فقال موسى للساحر الأكبر : تؤمن بي إن غلبتك ؟ قال الساحر : لآتين بسحر لا يغلبه سحر ، فإن غلبتني لأومنن بك ، وفرعون ينظر إليهما ، ولا يفهم ما يقولان . ٤١الشعراء : ٤١ فلما جاء السحرة . . . . . فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا يعنى جعلاً إن كنا نحن الغالبين [ آية : ٤١ ] لموسى وأخيه . ٤٢الشعراء : ٤٢ قال نعم وإنكم . . . . . قال فرعون : نعم لكم الجعل وإنكم إذا لمن المقربين [ آية : ٤٢ ] عندي في المنزلة سوى الجعل . ٤٣الشعراء : ٤٣ قال لهم موسى . . . . . قال لهم موسى ألقوا ما في أيديكم من الحبال والعصي ما أنتم ملقون [ آية : ٤٣ ] ٤٤الشعراء : ٤٤ فألقوا حبالهم وعصيهم . . . . . فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون يعنى بعظمة فرعون ، كقولهم لشعيب : وما أنت علينا بعزيز [ هود : ٩١ ] ، يعنى بعظيم . إنا لنحن الغالبون [ آية : ٤٤ ] فإذا هي حيات في أعين الناس ، وفي عين موسى وهارون تسعى إلى موسى وأخيه ، وإنما هي حبال وعصي لا تحرك ، فخاف موسى ، فقال جبريل لموسى ، عليه السلام : ألق عصاك ، فإذا هي حية عظيمة سدت الأفق برأسها وعلقت ذنبها في قبة لفرعون طول القبة سبعون ذراعاً في السماء ، وذلك في المحرم يوم السبت لثماني ليال خلون من المحرم ، ثم إن حية موسى فتحت فاها ، فجعلت تلقم تلك الحيات ، فلم يبق منها شيء . ٤٥الشعراء : ٤٥ فألقى موسى عصاه . . . . . فذلك قوله عز وجل : فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون [ آية : ٤٥ ] يعنى فإذا هي تلقم ما يكذبون من سحرهم ، ثم أخذ موسى ، عليه السلام ، بذنبها فإذا هي عصا كما كانت ، فقال السحرة بعضهم لبعض : لو كان هذا سحر لبقيت الحبال والعصي . ٤٦الشعراء : ٤٦ فألقي السحرة ساجدين فذلك قوله عز وجل : فألقي السحرة ساجدين [ آية : ٤٦ ] للّه عز وجل . ٤٧الشعراء : ٤٧ قالوا آمنا برب . . . . . قالوا ءامنا برب العالمينَ [ آية : ٤٧ ] لقول موسى : أنا رسول رب العالمين ، فقال فرعون : أنا رب العالمين . ٤٨الشعراء : ٤٨ رب موسى وهارون قالت السحرة : رب موسى وهارون [ آية : ٤٨ ] فبهت فرعون عند ذلك ، وألقى بيديه . ٤٩الشعراء : ٤٩ قال آمنتم له . . . . . ف قال فرعون للسحرة : ءامنتم لَهُ يقول : صدقتم بموسى قبل أَن ءاذن لكم يقول : من قبل أن آمركم بالإيمان به ، ثم قال فرعون للسحرة : إنه لكبيركم الذي علمكم السحر إن هذا لمكر مكرتموه ، يقول : إن هذا لقول قلتموه أنتم ، يعنى به السحرة وموسى في المدينة ، يعنى في أهل مدين لتخرجوا منها أهلها بقول الساحر الأكبر لموسى ، حين قال : لئن غلبتني لأؤمن بك فلسوف تعلمون هذا وعيد ، فأخبرهم بالوعيد ، فقال : لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف يعنى اليد اليمنى والرجل اليسرى ولأصلبنكم أجمعين [ آية : ٤٩ ] في جذوع النخل . ٥٠الشعراء : ٥٠ قالوا لا ضير . . . . . فردت عليه السحرة حين أوعدهم بالقتل والصلب قالوا لا ضير ما عسيت أن تصنع هل هو إلا أن تقتلنا إنا إلى ربنا منقلبون [ آية : ٥٠ ] يعنى لراجعون إلى الآخرة ٥١الشعراء : ٥١ إنا نطمع أن . . . . . إنا نطمع أي نرجو أن يغفر لنا ربنا خطايانا ، يعنى سحرنا أن كنا أول المؤمنين [ آية : ٥١ ] يعنى أول المصدقين بتوحيد اللّه عز وجل من أهل مصر ، فقطعهم وصلبهم فرعون من يومه ، قال ابن عباس : كانوا أول النهار سحرة وآخر النهار شهداء . ٥٢الشعراء : ٥٢ وأوحينا إلى موسى . . . . . وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي بني إسرائيل ليلاً إنكم متبعون [ آية : ٥٢ ] يعنى يتبعكم فرعون وقومه ، فأمر جبريل ، عليه السلام ، كل أهل أربعة أبيات من بني إسرائيل في بيت ، ويعلم تلك الأبواب بدم الخراف ، فإن اللّه عز وجل يبعث الملائكة إلى أهل مصر ، فمن لم يروا على بابه دماً دخلوا بيته فقتلوا أبكارهم ، من أنفسهم وأنعامهم ، فيشغلهم دفنهم إذا أصبحوا عن طلب موسى ، ففعلوا واستعاروا حلى أهل مصر ، فساروا من ليلتهم قبل البحر ، هارون على المقدمة ، وموسى على الساقة ، فأصبح فرعون من الغد . يوم الأحد ، وقد قتلت الملائكة أبكارهم ، فاشتغلوا بدفنهم ، ثم جمع الجموع فساروا يوم الاثنين في طلب موسى ، عليه السلام ، وأصحابه ، وهامان على مقدمة فرعون في ألفي ألف وخمس مائة ، ويقال : ألف أَلف مقاتل . ٥٣الشعراء : ٥٣ فأرسل فرعون في . . . . . فذلك قوله عز وجل : فأرسل فرعون في المدائن حاشرين [ آية : ٥٣ ] يحشرون الناس في طلب موسى ، عليه السلام ، وهارون ، عليه السلام ، وبني إسرائيل ، ٥٤الشعراء : ٥٤ إن هؤلاء لشرذمة . . . . . ثم قال فرعون : إن هؤلاء يعنى بني إسرائيل لشرذمة يعنى عصابة قليلون [ آية : ٥٤ ] وهم ست مائة ٥٥الشعراء : ٥٥ وإنهم لنا لغائظون وإنهم لنا لغائظون [ آية : ٥٥ ] لقتلهم أبكارنا ، ثم هربوا منا ٥٦الشعراء : ٥٦ وإنا لجميع حاذرون وإنا لجميع حاذرون [ آية : ٥٦ ] علينا السلاح . ٥٧الشعراء : ٥٧ فأخرجناهم من جنات . . . . . يقول اللّه تعالى : فأخرجناهم من مصر من جنات يعنى البساتين وعيون [ آية : ٥٧ ] يعنى أنهار جارية وكنوز يعنى الأموال الظاهرة من الذهب والفضة ، وإنما سمى كنزاً ، لأنه لم يعط حق اللّه عز وجل منه ، وكل ما لم يعط حق اللّه تعالى منه ، فهو كنز ، وإن كان ظاهراً . ٥٨الشعراء : ٥٨ وكنوز ومقام كريم قال سبحانه : ومقام كريم [ آية : ٥٨ ] يعنى المساكن الحسان كذلك هكذا فعلنا بهم في الخروج من مصر ، وما كانوا فيه من الخير . ٥٩الشعراء : ٥٩ كذلك وأورثناها بني . . . . . قال سبحانه : وأورثناها بني إسرائيل [ آية : ٥٩ ] ، وذلك أن اللّه عز وجل رد بني إسرائيل بعدما أغرق فرعون وقومه إلى مصر ، ٦٠الشعراء : ٦٠ فأتبعوهم مشرقين فأتبعوهم يقول : فاتبعهم فرعون وقومه مشرقين [ آية : ٦٠ ] يعنى ضحى ٦١الشعراء : ٦١ فلما تراءى الجمعان . . . . . فلما ترءا الجمعان يعنى جمع موسى ، عليه السلام ، وجمع فرعون ، فعاين بعضهم بعضا قال أصحاب موسى إنا لمدركون [ آية : ٦١ ] هذا فرعون وقومه لحقونا من ورائنا ، وهذا البحر أمامنا قد غشينا ، ولا منقذ لنا منه . ٦٢الشعراء : ٦٢ قال كلا إن . . . . . قال موسى ، عليه السلام : كلا لا يدركوننا إن معي ربي سيهدين [ آية : ٦٢ ] الطريق ، وذلك أن جبريل ، عليه السلام ، حين أتاه فأمره بالمسير من مصر ، قال : موعد ما بيننا وبينك البحر ، فعلم موسى ، عليه السلام ، أن اللّه عز وجل سيجعل له مخرجاً ، وذلك يوم الاثنين العاشر من المحرم . ٦٣الشعراء : ٦٣ فأوحينا إلى موسى . . . . . فلما صار موسى إلى البحر أوحى اللّه عز وجل إليه فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فجاءه جبريل ، عليه السلام ، فقال : اضرب بعصاك البحر ، فضربه بعصاه في أربع ساعات من النهار فانفلق البحر فانشق الماء اثنى عشر طريقاً يابساً ، كل طريق طوله فرسخان وعرضه فرسخان ، وقام الماء عن يمين الماء ، وعن يساره ، كالجبل العظيم ، فذلك قوله عز وجل : فكان كُل فريق كالطود العظيم [ آية : ٦٣ ] يعنى كالجبلين المقابلين كل واحد منهما على الآخر ، وفيهما كوى من طريق إلى طريق لينظر بعضهم إلى بعض إذا ساروا فيه ليكون آنس لهم إذا نظر بعضهم إلى بعض ، فسلك كل سبط من بني إسرائيل في طريق لا يخالطهم أحد من غيرهم ، وكانوا اثنى عشر سبطاً ، فساروا في اثنى عشر طريقاً فقطعوا البحر ، وهو نهر النيل بين أيلة ، ومصر ، نصف النهار في ست ساعات من النهار يوم الاثنين ، وهو يوم العاشر من المحرم ، فصام موسى ، عليه السلام ، يوم العاشر شكراً للّه عز وجل حين أنجاه اللّه عز وجل ، وأغرق عدوه فرعون ، فمن ثم تصومه اليهود ، وسار فرعون وقومه في تمام ثمانية ساعات ، فلما توسطوا البحر تفرقت الطرق عليهم ، فأغرقهم اللّه عز وجل أجمعين . ٦٤الشعراء : ٦٤ وأزلفنا ثم الآخرين فذلك قوله تعالى : وأزلفنا ثم الآخرين [ آية : ٦٤ ] يعنى هناك الآخرين ، قربناً فرعون وجنوده في مسالك بني إسرائيل ٦٥الشعراء : ٦٥ وأنجينا موسى ومن . . . . . وأنجينا موسى ومن معه أجمعين [ آية : ٦٥ ] من الغرق فلم يبقى أحد إلا نجا ٦٦الشعراء : ٦٦ ثم أغرقنا الآخرين ثم أغرقنا الآخرين [ آية : ٦٦ ] يعنى فرعون وقومه في تمام تسع ساعات من النهار ، ثم أوحى اللّه عز وجل إلى البحر ، فألقى فرعون على الساحل في ساعة ، فتلك عشر ساعات ، وبقي من النهار ساعتان . ٦٧الشعراء : ٦٧ إن في ذلك . . . . . إن في ذلك لآية يقول : في هلاك فرعون وقومه لعبرة لمن بعدهم وما كان أكثرهم مؤمنين [ آية : ٦٧ ] يقول : لم يكن أكثر أهل مصر مصدقين بتوحيد اللّه عز وجل ، ولو كان أكثرهم مؤمنين لم يعذبوا في الدنيا ، ولم يؤمن من أهل مصر غير آسية امرأة فرعون ، وحزقيل المؤمن من آل فرعون ، وفيه الماشطة ، ومريم ابنة ناموثية التي دلت على عظام يوسف . ٦٨الشعراء : ٦٨ وإن ربك لهو . . . . . وإن ربك لهو العزيز في نقمته من أعدائه حين انتقم منهم الرحيم [ آية : ٦٨ ] بالمؤمنين حين أنجاهم من العذاب ، وكان موسى بمصر ثلاثين سنة ، فلما قتل النفس خرج إلى مدين هارباً على رجليه في الصيف بغير زاد ، وكان راعياً عشر سنين ، ثم بعثه اللّه رسولاً وهو ابن أربعين سنة ، ثم دعا قومه ثلاثين سنة ، ثم قطع البحر ، فعاش خمسين سنة ، فمات وهو ابن عشرين ومائة سنة صلى اللّه عليه وسلم ، وكان دعا فرعون وقومه عشر سنين ، فلما أبوا أرسل اللّه عليهم الطوفان والجراد والقمل ، وإلى آخر الآية ، ثم لبث فيهم أيضاً عشرين سنة كل ذلك ثلاثين سنة ، فلم يؤمنوا فأغرقهم اللّه أجمعين ، فعاش موسى ، عليه السلام ، عشرين ومائة سنة . ٦٩الشعراء : ٦٩ واتل عليهم نبأ . . . . . واتل عليهم على أهل مكة نبأ يعنى حديث إبراهيم [ آية : ٦٩ ] ٧٠الشعراء : ٧٠ إذ قال لأبيه . . . . . إذ قال لأبيه آزر وقومه ما تعبدون [ آية : ٧٠ ] قالوا نعبد أصناما من ذهب وفضة ، وحديد ، ونحاس ، وخشب ، ٧١الشعراء : ٧١ قالوا نعبد أصناما . . . . . فنظل لها عاكفين [ آية : ٧١ ] يقول : فتقيم عليها عاكفين ، وهي اثنان وسبعون ٧٢الشعراء : ٧٢ قال هل يسمعونكم . . . . . قال إبراهيم ، عليه السلام : هل يسمعونكم إذ تدعون [ آية : ٧٢ ] يقول : هل تجيبكم الأصنام إذا دعوتموهم ، ٧٣الشعراء : ٧٣ أو ينفعونكم أو . . . . . أو ينفعونكم في شيء إذا عبدتموها أو يضرون [ آية : ٧٣ ] يضرونكم بشيء إن لم تعبدوها فردوا على إبراهيم . ٧٤الشعراء : ٧٤ قالوا بل وجدنا . . . . . قَالوا بل وجدنا ءاباءنا كذلك يفعلون [ آية : ٧٤ ] يعنى هكذا يعبدون الأصنام ٧٥الشعراء : ٧٥ قال أفرأيتم ما . . . . . قال إبراهيم : أَفرءيتم ما كنتم تعبدونَ [ آية : ٧٥ ] من الأصنام ٧٦الشعراء : ٧٦ أنتم وآباؤكم الأقدمون أنتم وءاباؤكم الأقدمون [ آية : ٧٦ ] ، ٧٧الشعراء : ٧٧ فإنهم عدو لي . . . . . فإنهم عدو لي أنا برئ مما تعبدون ، ثم استثنى إبراهيم عليه السلام مما يعبدون رب العالمين جل جلاله ، وعبادتهم اللّه ، لأنهم يعلمون أن اللّه تعالى هو ربهم الذي خلقهم قوله : إلا رب العالمين [ آية : ٧٧ ] مما تعبدون ، فإني لا أتبرأ منه وإقرارهم باللّه عز وجل أنه خلقهم ، وهو ربهم وهم عباده . ٧٨الشعراء : ٧٨ الذي خلقني فهو . . . . . ثم ذكر إبراهيم ، عليه السلام ، نعم رب العالمين تعالى ، فقال : الذي خلقني فهو يهدين [ آية : ٧٨ ] ٧٩الشعراء : ٧٩ والذي هو يطعمني . . . . . والذي هو يطعمني إذا جعت ويسقين [ آية : ٧٩ ] إذا عطشت ، ٨٠الشعراء : ٨٠ وإذا مرضت فهو . . . . . وإذا مرضت فهو يشفين [ آية : ٨٠ ] ٨١الشعراء : ٨١ والذي يميتني ثم . . . . . والذي يميتني في الدنيا ثم يحيين [ آية : ٨١ ] بعد الموت في الآخرة ، ٨٢الشعراء : ٨٢ والذي أطمع أن . . . . . والذي أطمع يعنى أرجو أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين [ آية : ٨٢ ] يعنى يوم الحساب ، يقول : أنا أعبد الذي يفعل هذا بي ولا أعبد غيره ، وخطيئة إبراهيم ثلاث كذبات ، حين قال عن سارة : هذه أختي ، وحين قال : إني سقيم ، وحين قال : بل فعله كبيرهم هذا ، إحداهن لنفسه ، واثنتان للّه ، عز وجل ، ربه تعالى ذكره . ٨٣الشعراء : ٨٣ رب هب لي . . . . . فقال : رب هب لي حكما يعني الفهم والعلم وألحقني بالصالحين [ آية : ٨٣ ] يعنى الأنبياء عليهم السلام ، ٨٤الشعراء : ٨٤ واجعل لي لسان . . . . . واجعل لي لسان صدق في الآخرين [ آية : ٨٤ ] يعنى ثناء حسناً يقال : من بعدي في الناس ، فأعطاه اللّه عز وجل ذلك ، فكل أهل دين يقولون : إبراهيم ، عليه السلام ، ويثنون عليه ، ٨٥الشعراء : ٨٥ واجعلني من ورثة . . . . . ثم قال : واجعلني من ورثة جنة النعيم [ آية : ٨٥ ] يقول : اجعلني ممن يرث الجنة . ٨٦الشعراء : ٨٦ واغفر لأبي إنه . . . . . واغفر لأبي إنه كان من الضالين [ آية : ٨٦ ] يعنى من المشركين ، ٨٧الشعراء : ٨٧ ولا تخزني يوم . . . . . ولا تخزني يعنى لا تعذبني يوم يبعثون [ آية : ٨٧ ] يعنى يوم تبعث الخلق بعد الموت . ٨٨الشعراء : ٨٨ يوم لا ينفع . . . . . ثم نعت إبراهيم ، عليه السلام ، ذلك اليوم ، فقال : يوم لا ينفع مال ولا بنون [ آية : ٨٨ ] من العذاب من بعد الموت ، ٨٩الشعراء : ٨٩ إلا من أتى . . . . . إلا من أتى اللّه في الآخرة بقلب سليم [ آية : ٨٩ ] من الشرك مخلصاً للّه عز وجل بالتوحيد ، فينفعه يوم البعث ماله وولده . ٩٠الشعراء : ٩٠ وأزلفت الجنة للمتقين وأزلفت يعنى وقربت الجنة للمتقين [ آية : ٩٠ ] ٩١الشعراء : ٩١ وبرزت الجحيم للغاوين وبرزت الجحيم يعنى وكشف الغطاء عن الجحيم للغاوين [ آية : ٩١ ] من كفار بني آدم ، وهم الضالون عن الهدى . ٩٢الشعراء : ٩٢ وقيل لهم أين . . . . . وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون [ آية : ٩٢ ] . ٩٣الشعراء : ٩٣ من دون اللّه . . . . . من دون اللّه لأنهم عبدوا الشيطان نظيرها في الصافات هل ينصرونكم أو ينتصرون [ آية : ٩٣ ] يعنى هل يمنعونكم النار ، أو يمتنعون منها . ٩٤الشعراء : ٩٤ فكبكبوا فيها هم . . . . . فكبكبوا فيها يعنى فقذفوا في النار ، يعنى فقذفهم الخزنة في النار هم يعنى كفار بني آدم والغاونَ [ آية : ٩٤ ] يعنى الشياطين الذين أغووا بني آدم ، ٩٥الشعراء : ٩٥ وجنود إبليس أجمعون ثم قال تعالى : وجنود إبليس أجمعون [ آية : ٩٥ ] يعنى ذرية إبليس كلهم . ٩٦الشعراء : ٩٦ قالوا وهم فيها . . . . . قالوا وهم فيها يختصمون [ آية : ٩٦ ] في النار ، فيها تقديم ، وذلك أن الكفار من بني آدم ، ٩٧الشعراء : ٩٧ تاللّه إن كنا . . . . . قالوا للشياطين : تاللّه يعنى واللّه أن لقد كنا لفي ضلال مبين [ آية : ٩٧ ] ٩٨الشعراء : ٩٨ إذ نسويكم برب . . . . . إذ نسويكم يعنى نعدلكم يا معشر الشياطين برب العالمين [ آية : ٩٨ ] في الطاعة فهذه خصومتهم . ٩٩الشعراء : ٩٩ وما أضلنا إلا . . . . . ثم قال كفار مكة من بني آدم : وما أضلنا عن الهدى إلا المجرمون [ آية : ٩٩ ] يعنى الشياطين ، ثم أظهروا الندامة ، ف ١٠٠الشعراء : ١٠٠ فما لنا من . . . . . فما لنا من شافعين [ آية : ١٠٠ ] من الملائكة والنبيين . ١٠١الشعراء : ١٠١ ولا صديق حميم ولا صديق حميم [ آية : ١٠١ ] يعنى القريب الشفيق ، فيشفعون لنا كما يشفع المؤمنين ، وذلك أنهم لما رأوا كيف يشفع اللّه عز وجل ، والملائكة ، والنبيين في أهل التوحيد ، قالوا عند ذلك : فما لنا من شافعين إلى آخر الآية . حدثنا أبو محمد ، قال : حدثني الهذيل ، قال : قال مقاتل : استكثروا من صداقة المؤمنين ، فإن المؤمنين يشفعون يوم القيامة ، فذلك قوله سبحانه : ولا صديق حميم . ١٠٢الشعراء : ١٠٢ فلو أن لنا . . . . . ثم قال : فلو أن لنا كرة يعنى رجعة إلى الدنيا فنكون من المؤمنين [ آية : ١٠٢ ] يعنى من المصدقين بالتوحيد ، ١٠٣الشعراء : ١٠٣ إن في ذلك . . . . . إن في ذلك لآية يعنى إن في هلاك قوم إبراهيم لعبرة لمن بعدهم وما كان أكثرهم مؤمنين [ آية : ١٠٣ ] يقول : لو كان أكثرهم مؤمنين لم يعذبوا في الدنيا . ١٠٤الشعراء : ١٠٤ وإن ربك لهو . . . . . وإن ربك لهو العزيز في نقمته الرحيم [ آية : ١٠٤ ] بالمؤمنين هلك قوم إبراهيم بالصيحة تفسيره في سورة العنكبوت . ١٠٥الشعراء : ١٠٥ كذبت قوم نوح . . . . . كذبت قوم نوح المرسلين [ آية : ١٠٥ ] يعنى كذبوا نوحاً وحده ، نظيرها في اقتربت الساعة ١٠٦الشعراء : ١٠٦ إذ قال لهم . . . . . إذ قال لهم أخوهم نوح ليس بأخيهم في الدين ، ولكن أخوهم في النسب ألا تتقون [ آية : ١٠٦ ] يعنى ألا تخشون اللّه عز وجل . ١٠٧الشعراء : ١٠٧ إني لكم رسول . . . . . إني لكم رسول أمين [ آية : ١٠٧ ] فيما بينكم وبين ربكم ١٠٨الشعراء : ١٠٨ فاتقوا اللّه وأطيعون فاتقوا اللّه يعنى فاعبدوا اللّه وأطيعون [ آية : ١٠٨ ] فيما آمركم به من النصيحة ١٠٩الشعراء : ١٠٩ وما أسألكم عليه . . . . . وما أَسئلكم عليهِ من أجرٍ يعنى جعلاً ، وذلك أنهم قالوا للأنبياء . إنما تريدون أن تملكوا علينا في أموالنا ، فردت عليهم الأنبياء ، ف لا نسألكم عليه من أجر ، يعنى على الإيمان جعلاً . إن أجري يعنى جزائي إلا على رب العالمين [ آية : ١٠٩ ] ١١٠الشعراء : ١١٠ فاتقوا اللّه وأطيعون فاتقوا اللّه يعنى فاعبدوا اللّه وأطيعون [ آية : ١١٠ ] فيما آمركم به من النصيحة ١١١الشعراء : ١١١ قالوا أنؤمن لك . . . . . قالوا لنوح أنؤمن لك أنصدقك بقولك واتبعك الأرذلون [ آية : ١١١ ] يعنى السفلة . ١١٢الشعراء : ١١٢ قال وما علمي . . . . . قال نوح ، عليه السلام : وما علمي بما كانوا يعملون [ آية : ١١٢ ] يقول : لم أكن أعلم أن اللّه يهديهم للإيمان من بينكم ويدعكم ، ثم قال نوح ، عليه السلام : ١١٣الشعراء : ١١٣ إن حسابهم إلا . . . . . إن حسابهم يعنى ما جزاء الأرذلون إلا على ربي لو تشعرون [ آية : ١١٣ ] . ١١٤الشعراء : ١١٤ وما أنا بطارد . . . . . وما أنا بطارد المؤمنين [ آية : ١١٤ ] يقول : وما أنا بالذي لا يقبل الإيمان من الذين تزعمون أنهم الأرذلون عندكم ١١٥الشعراء : ١١٥ إن أنا إلا . . . . . إن أنا يعنى ما أنا إلا نذير مبين [ آية : ١١٥ ] يعنى رسول بين ١١٦الشعراء : ١١٦ قالوا لئن لم . . . . . قالوا لئن لم تنته يعنى لئن لم تسكت يا نوح عنا لتكونن من المرجومين [ آية : ١١٦ ] يعنى من المقتولين . ١١٧الشعراء : ١١٧ قال رب إن . . . . . قال نوح : رب إن قومي كذبون [ آية : ١١٧ ] البعث ١١٨الشعراء : ١١٨ فافتح بيني وبينهم . . . . . فافتح وبينهم فتحاً يقول : اقض بيني وبينهم قضاء ، يعنى العذاب ونجني ومن معي من المؤمنين [ آية : ١١٨ ] من الغرق ، فنجاه اللّه عز وجل ١١٩الشعراء : ١١٩ فأنجيناه ومن معه . . . . . فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون [ آية : ١١٩ ] يعنى الموقر من الناس والطير والحيوان كلها ، من كل صنف ذكر وأنثى ، ١٢٠الشعراء : ١٢٠ ثم أغرقنا بعد . . . . . ثم أغرقنا بعد أهل السفينة الباقين [ آية : ١٢٠ ] يعنى من بقي منهم ممن لم يركب السفينة ١٢١الشعراء : ١٢١ إن في ذلك . . . . . إِني في ذلك لأيةٍ يقول : إن في هلاك قوم نوح لعبرة لمن بعدهم من هذه الأمة ، ليحذروا مثل عقوبتهم ، ثم قال تعالى : وما كان أكثرهم مؤمنين [ آية : ١٢١ ] يعنى مصدقين بتوحيد اللّه عز وجل ، يقول : كان أكثرهم كافرين بالتوحيد ، ولو كان أكثرهم مؤمنين لم يعذبوا في الدنيا . ١٢٢الشعراء : ١٢٢ وإن ربك لهو . . . . . قال سبحانه : وإن ربك لهو العزيز في نقمته منهم بالغرق الرحيم [ آية : ١٢٢ ] بالمؤمنين إذ نجاهم من الغرق ، إنما ذكر اللّه تعالى تكذيب الأمم الخالية رسلهم ، لما كذب كفار قريش النبي صلى اللّه عليه وسلم بالرسالة ، أخبر اللّه عز وجل النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه أرسله كما أرسل نوحاً وهوداً وصالحاً ولوطاً وشعيباً ، فكذبهم قومهم ، فكذلك أنت يا محمد ، وذكر عقوبة الذين كذبوا رسلهم لئلا يكذب كفار قريش محمداً صلى اللّه عليه وسلم ، فحذرهم مثل عذاب الأمم الخالية . ١٢٣الشعراء : ١٢٣ كذبت عاد المرسلين كذبت عاد المرسلين [ آية : ١٢٣ ] ١٢٤الشعراء : ١٢٤ إذ قال لهم . . . . . إذ قال لهم أخوهم هود ليس بأخيهم في الدين ولكن أخوهم في النسب ألا تتقون [ آية : ١٢٤ ] يعنى ألا تخشون اللّه عز وجل ، ١٢٥الشعراء : ١٢٥ إني لكم رسول . . . . . إني لكم رسول أمين [ آية : ١٢٥ ] فيما بينكم وبين ربكم ، ١٢٦الشعراء : ١٢٦ فاتقوا اللّه وأطيعون فاتقوا اللّه يعنى فاعبدوا اللّه وأطيعون [ آية : ١٢٦ ] فيما آمركم به من النصيحة ١٢٧الشعراء : ١٢٧ وما أسألكم عليه . . . . . وما أسئلكم عليه من أَجرٍ يقول : لا أسألكم على الإيمان جعلاً إن أجري يقول : ما أجرى إلا على رب العالمين [ آية : ١٢٧ ] . ١٢٨الشعراء : ١٢٨ أتبنون بكل ريع . . . . . أتبنون بكل ريع يعنى طريق ءاية يعنى علماً تعبثون [ آية : ١٢٨ ] يعنى تلعبون ، وذلك أنهم كانوا إذا سافروا لا يهتدون إلا بالنجوم ، فبنوا القصور الطوال عبثاً يقول : علماً بكل طريق يهتدون بها في طريقهم ، ١٢٩الشعراء : ١٢٩ وتتخذون مصانع لعلكم . . . . . وتتخذون مصانع يعنى القصور ليذكروا بها هذا منزل بني فلان ، وبني فلان لعلكم يعنى كأنكم تخلدون [ آية : ١٢٩ ] في الدنيا فلا تموتون . ١٣٠الشعراء : ١٣٠ وإذا بطشتم بطشتم . . . . . وإذا بطشتم بطشتم جبارين [ آية : ١٣٠ ] يقول : إذا أخذتم فقتلتم في غير حق ، كفعل الجبارين ، والجبار من يقتل بغير حق ، ١٣١الشعراء : ١٣١ فاتقوا اللّه وأطيعون فاتقوا اللّه وأطيعون [ آية : ١٣١ ] ١٣٢الشعراء : ١٣٢ واتقوا الذي أمدكم . . . . . واتقوا الذي أمدكم يقول : اتقوا اللّه الذي أعطاكم بما تعلمون [ آية : ١٣٢ ] من الخير . ١٣٣الشعراء : ١٣٣ أمدكم بأنعام وبنين ثم أخبر بالذي أعطاهم ، فقال سبحانه : أمدكم بأنعام وبنين [ آية : ١٣٣ ] ١٣٤الشعراء : ١٣٤ وجنات وعيون وجنات يقول : البساتين وعيون [ آية : ١٣٤ ] يعنى وأنهار جارية أعطاهم هذا الخير كله ، ١٣٥الشعراء : ١٣٥ إني أخاف عليكم . . . . . بعدما أخبرهم عن قوم نوح بالغرق ، قال : فإن لم تؤمنوا ف إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم [ آية : ١٣٥ ] إن ينزل بكم في الدنيا ، ١٣٦الشعراء : ١٣٦ قالوا سواء علينا . . . . . يعنى بالعظيم الشديد فردوا عليه السلام قالوا سواء علينا أوعظت بالعذاب أم لم تكن من الواعظين [ آية : ١٣٦ ] ١٣٧الشعراء : ١٣٧ إن هذا إلا . . . . . إن هذا إلا خلق الأولين [ آية : ١٣٧ ] يعنى ما هذا العذاب الذي يقول هود إلا أحاديث الأولين ١٣٨الشعراء : ١٣٨ وما نحن بمعذبين وما نحن بمعذبين [ آية : ١٣٨ ] . ١٣٩الشعراء : ١٣٩ فكذبوه فأهلكناهم إن . . . . . فكذبوه بالعذاب في الدنيا فأهلكناهم بالريح إن في ذلك لآية يقول : إن في هلاكهم بالريح لعبرة لمن بعدهم من هذه الأمة ، فيحذروا مثل عقوبتهم ، ثم قال سبحانه : وما كان أكثرهم مؤمنين [ آية : ١٣٩ ] ولو كان أكثرهم مؤمنين لم يعذبوا في الدنيا ، ١٤٠الشعراء : ١٤٠ وإن ربك لهو . . . . . وإن ربك لهو العزيز في نقمته من أعدائه حين أهلكهم بالريح الرحيم [ آية : ١٤٠ ] بالمؤمنين حين أنجاهم ١٤١الشعراء : ١٤١ كذبت ثمود المرسلين كذبت ثمود المرسلين [ آية : ١٤١ ] يعنى صالحاً وحده ١٤٢الشعراء : ١٤٢ إذ قال لهم . . . . . إذ قال لهم أخوهم صالح في النسب ، وليس بأخيهم في الدنيا ألا تتقون [ آية : ١٤٢ ] يعنى ألا تخشون اللّه عز وجل ١٤٣الشعراء : ١٤٣ إني لكم رسول . . . . . إني لكم رسول أمين [ آية : ١٤٣ ] فيما بينكم وبين اللّه عز وجل . ١٤٤الشعراء : ١٤٤ فاتقوا اللّه وأطيعون فاتقوا اللّه وأطيعون [ آية : ١٤٤ ] فيما آمركم به ١٤٥الشعراء : ١٤٥ وما أسألكم عليه . . . . . وما أسئلكم عليه يعنى على الإيمان من أجر يعنى جعلاً إن أجري يعنى جزائي إلا على رب العالمين [ آية : ١٤٥ ] ثم قال صالح عليه السلام : ١٤٦الشعراء : ١٤٦ أتتركون في ما . . . . . أتتركون في ماههنا من الخير ءامنين [ آية : ١٤٦ ] من الموت . ١٤٧الشعراء : ١٤٧ في جنات وعيون ثم أخبر عن الخير ، فقال سبحانه : في جنات وعيون [ آية : ١٤٧ ] ١٤٨الشعراء : ١٤٨ وزروع ونخل طلعها . . . . . وزروع ونخل طلعها هضيم [ آية : ١٤٨ ] يعنى طلعها متراكب بعضها على بعض من الكثرة ١٤٩الشعراء : ١٤٩ وتنحتون من الجبال . . . . . وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين [ آية : ١٤٩ ] يعنى حاذقين بنحتها ١٥٠الشعراء : ١٥٠ فاتقوا اللّه وأطيعون فاتقوا اللّه وأطيعون [ آية : ١٥٠ ] فيما آمركم به من النصحية ولا تطيعوا أمر المسرفين [ آية : ١٥١ ] يعنى التسعة الذين عقروا الناقة ، ١٥٢الشعراء : ١٥٢ الذين يفسدون في . . . . . فقال : تعالى الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون [ آية : ١٥٢ ] يقول : الذين يعصون في الأرض ، ولا يطيعون اللّه عز وجل ، فيما أمرهم به ، ١٥٣الشعراء : ١٥٣ قالوا إنما أنت . . . . . قالوا إنما أنت من المسحرين [ آية : ١٥٣ ] . حدثنا أبو محمد ، قال : حدثنا الأثرم ، قال أبو عبيدة والفراء : المسحر المخلوق ، ويقال أيضاً : الذي له سحر يجتمع فيه طعامه أسفل نحره ، لأن نصف العنق نحر ، ونصفه سحر . ١٥٤الشعراء : ١٥٤ ما أنت إلا . . . . . ما أنت إلا بشر مثلنا يقول : إنما أنت بشر مثلنا في المنزلة ، ولا تفضلنا في شيء لست بملك ، ولا رسول فأَت بئاية إِن كنت من الصادقين [ آية : ١٥٤ ] بأنك رسول اللّه إلينا ، فقال لهم صالح : إن اللّه عز وجل سيخرج لكم من هذه الصخرة ناقة وبراء عشراء ، يعنى حامل ، قال مقاتل : كانت الناقة من غير نسل ، ثم انشقت عن الناقة . ١٥٥الشعراء : ١٥٥ قال هذه ناقة . . . . . و قال لهم صالح ، عليه السلام : هذه ناقة اللّه لكم آية بأني رسول اللّه لها شرب ولكم شرب يوم معلوم [ آية : ١٥٥ ] وكان للناقة يوم ، ولهم يوم ، وإذا كان شرب يوم الناقة من الماء كانوا في لبن ما شاءوا ، وليس لهم ماء ، فإذا كان يومهم ، لم يكن للناقة ماء ، وكان لأهل القرية ولمواشيهم يوم ، ولها يوم آخر ، فذروها تأكل في أرض اللّه . ١٥٦الشعراء : ١٥٦ ولا تمسوها بسوء . . . . . ولا تمسوها بسوء يعني ولا تعقروها . فيأخذكم عذاب يوم عظيم [ آية : ١٥٦ ] في الدنيا ١٥٧الشعراء : ١٥٧ فعقروها فأصبحوا نادمين فعقروها يوم الأربعاء ، فماتت فأصبحوا نادمين [ آية : ١٥٧ ] على عقرها ، ١٥٨الشعراء : ١٥٨ فأخذهم العذاب إن . . . . . فأخذهم العذاب يوم السبت من صيحة جبريل ، عليه السلام ، فماتوا أجمعين إن في ذلك لآية يعنى في هلاكهم بالصيحة لعبرة لمن بعدهم من هذه الأمة يحذر كفار مكة مثل عذابهم . قال سبحانه : وما كان أكثرهم مؤمنين [ آية : ١٥٨ ] يعنى لو كان أكثرهم ١٥٩مؤمنين ما عذبوا في الدنيا الشعراء : ١٥٩ وإن ربك لهو . . . . . إن ربك لهو العزيز في نقمته من أعدائه الرحيم [ آية : ١٥٩ ] بالمؤمنين ، وعاد وثمود ابنا عم ، ثمود بن عابر بن أرم بن سام بن نوح ، وهود بن شالح . ١٦٠الشعراء : ١٦٠ كذبت قوم لوط . . . . . كذبت قوم لوط المرسلين [ آية : ١٦٠ ] كذبوا لوطاً وحده ، ولوط بن حراز بن آزر ، فسارة أخت لوط ، عليه السلام ، ١٦١الشعراء : ١٦١ إذ قال لهم . . . . . إذ قال لهم أخوهم لوط ابن حراز ألا تتقون [ آية : ١٦١ ] يعنى ألا تخشون اللّه عز وجل . ١٦٢الشعراء : ١٦٢ إني لكم رسول . . . . . إني لكم رسول أمين [ آية : ١٦٢ ] ١٦٣الشعراء : ١٦٣ فاتقوا اللّه وأطيعون فاتقوا اللّه وأطيعون [ آية : ١٦٣ ] فيما آمركم به من النصيحة ١٦٤الشعراء : ١٦٤ وما أسألكم عليه . . . . . وما أَسئلكم عليه من أجر يعنى ما أسألكم على الإيمان من جعل إن أجري يعني ما جزائي إلا على رب العالمين [ آية : ١٦٤ ] . ١٦٥الشعراء : ١٦٥ أتأتون الذكران من . . . . . أتأتون الذكران من العالمين [ آية : ١٦٥ ] يعنى نكاح الرجال ١٦٦الشعراء : ١٦٦ وتذرون ما خلق . . . . . وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم يعنى بالأزواج فروج نسائكم بل أنتم قوم عادون [ آية : ١٦٦ ] يعنى معتدين ١٦٧الشعراء : ١٦٧ قالوا لئن لم . . . . . قالوا لئن لم تنته يعنى لئن لم تسكت عنا يا لوط لتكونن من المُجرمينَ [ آية : ١٦٧ ] من القرية ، ١٦٨الشعراء : ١٦٨ قال إني لعملكم . . . . . قال لوط : إني لعملكم يعني إتيان الرجال من القالين [ آية : ١٦٨ ] يعنى الماقتين ١٦٩الشعراء : ١٦٩ رب نجني وأهلي . . . . . رب نجني وأهلي مما يعملون [ آية : ١٦٩ ] من الخبائث ١٧٠الشعراء : ١٧٠ فنجيناه وأهله أجمعين فنجيناه وأهله أجمعين [ آية : ١٧٠ ] . ١٧١الشعراء : ١٧١ إلا عجوزا في . . . . . ثم استثنى ، فقال : إلا عجوزا في الغابرين [ آية : ١٧١ ] يعنى الباقين في العذاب يعنى امرأته ١٧٢الشعراء : ١٧٢ ثم دمرنا الآخرين ثم دمرنا يعنى أهلكنا الآخرين [ آية : ١٧٢ ] بالخسف والحصب ، فذلك قوله تعالى : ١٧٣الشعراء : ١٧٣ وأمطرنا عليهم مطرا . . . . . وأمطرنا عليهم مطرا يعنى الحجارة فساء يعنى فبئس مطر المنذرين [ آية : ١٧٣ ] يعنى الذين أنذروا بالعذاب خسف اللّه بقرى قوم لوط ، وأرسل الحجارة على من كان خارجاً من القرية . ١٧٤الشعراء : ١٧٤ إن في ذلك . . . . . إن في ذلك لآية يعنى إن في هلاكهم بالخسف والحصب لعبرة لهذه الأمة ، ثم قال تعالى : وما كان أكثرهم مؤمنين [ آية : ١٧٤ ] لو كان أكثرهم مؤمنين لم يعذبوا في الدنيا ١٧٥الشعراء : ١٧٥ وإن ربك لهو . . . . . وإن ربك لهو العزيز في نقمته الرحيم [ آية : ١٧٥ ] بالمؤمنين ، وذلك قوله تعالى : ولقد أنذرهم بطشنا [ القمر : ٣٦ ] . ١٧٦الشعراء : ١٧٦ كذب أصحاب الأيكة . . . . . كذب أًصحاب لئيكة يعنى غيطة الشجر ، كان أكثر الشجر الدوم ، وهو المقل المرسلين [ آية : ١٧٦ ] يعنى كذبوا شعيباً ، عليه السلام ، وحده ، وشعيب بن نويب ابن مدين بن إبراهيم خليل الرحمن . ١٧٧الشعراء : ١٧٧ إذ قال لهم . . . . . إذ قال لهم شعيب ولم يكن شعيب من نسبهم ، فلذلك لم يقل عز وجل أخوهم شعيب ، وقد كان أرسل إلى أمة غيرهم أيضاً إلى ولد مدين ، وشعيب من نسائهم ، فمن ثم قال في هذه السورة : إذ قال لهم شعيب ولم يقل أخوهم ، لأنه ليس من نسلهم ، ألا تتقون [ آية : ١٧٧ ] يقول : ألا تخشون اللّه عز وجل ؟ ١٧٨الشعراء : ١٧٨ إني لكم رسول . . . . . إني لكم رسول أمين [ آية : ١٧٨ ] ١٧٩الشعراء : ١٧٩ فاتقوا اللّه وأطيعون فاتقوا اللّه وأطيعون [ آية : ١٧٩ ] فيما آمركم به من النصيحة ١٨٠الشعراء : ١٨٠ وما أسألكم عليه . . . . . وما أسئلكم عليهِ يعنى على الإيمان من أجر يعنى من جعل إن أجري يعنى ما جزائي إلا على رب العالمين [ آية : ١٨٠ ] . ١٨١الشعراء : ١٨١ أوفوا الكيل ولا . . . . . أوفوا الكيل ولا تنقصوه ولا تكونوا من المخسرين [ آية : ١٨١ ] يعنى من المنقصين للكيل ١٨٢الشعراء : ١٨٢ وزنوا بالقسطاس المستقيم وزنوا بالقسطاس المستقيم [ آية : ١٨٢ ] يعنى بالميزان المستقيم والميزان بلغة الروم القسطاس ، ١٨٣الشعراء : ١٨٣ ولا تبخسوا الناس . . . . . ولا تبخسوا الناس أشياءهم يقول : ولا تنقصوا الناس حقوقهم في الكيل والميزان . ولا تعثوا في الأرض يعنى ولا تسعوا في الأرض مفسدين [ آية : ١٨٣ ] بالمعاصي . ١٨٤الشعراء : ١٨٤ واتقوا الذي خلقكم . . . . . واتقوا يقول : واخشوا أن يعذبكم في الدنيا الذي خلقكم و خلق والجبلة يعنى الخليقة الأولين [ آية : ١٨٤ ] يعنى الأمم الخالية الذين عذبوا في الدنيا قوم نوح وصالح ، وقوم لوط . ١٨٥الشعراء : ١٨٥ قالوا إنما أنت . . . . . قالوا إنما أنت من المسحرين [ آية : ١٨٥ ] يعنى أنت بشر مثلنا لست بملك ، ولا رسول ، ١٨٦الشعراء : ١٨٦ وما أنت إلا . . . . . فذلك قوله سبحانه : وما أنت إلا بشر مثلنا لا تفضلنا في شيء فنتبعك ، وإن نظنك يقول : وقد نحسبك يا شعيب لمن الكاذبين [ آية : ١٨٦ ] يعنى حين تزعم أنك نبي رسول . ١٨٧الشعراء : ١٨٧ فأسقط علينا كسفا . . . . . فأسقط علينا كسفا يعنى جانباً من السماء إن كنت من الصادقين [ آية : ١٨٧ ] بأن العذاب نازل بنا لقوله في هود : وإِني أخاف عليكم عذاب يوم محيط [ هود : ٨٤ ] . ١٨٨الشعراء : ١٨٨ قال ربي أعلم . . . . . قال شعيب : ربي أعلم من غيره بما تعملون [ آية : ١٨٨ ] من نقصان الكيل والميزان ، ١٨٩الشعراء : ١٨٩ فكذبوه فأخذهم عذاب . . . . . فكذبوه بالعذاب فأخذهم عذاب يوم الظلة وذلك أن اللّه عز وجل كان حبس عنهم الريح والظل ، فأصابهم حر شديد ، فخرجوا من منازلهم ، فرفع اللّه عز وجل سحابه فيها عذاب بعد ما أصابهم الحر سبعة أيام ، فانقلبوا ليستظلوا تحتها ، فأهلكهم اللّه عز وجل حراً وغماً تحت السحابة ، فذلك قوله عز وجل : إنه كان عذاب يوم عظيم [ آية : ١٨٩ ] لشدته . ١٩٠الشعراء : ١٩٠ إن في ذلك . . . . . إن في ذلك لآية إن في هلاكهم بالحر والغم لعبرة لمن بعدهم ، يحذر كفار مكة أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم ، ثم قال عز وجل : وما كان أكثرهم مؤمنين [ آية : ١٩٠ ] يعنى لو كان أكثرهم مؤمنين ما عذبوا في الدنيا ١٩١الشعراء : ١٩١ وإن ربك لهو . . . . . وإن ربك لهو العزيز في نقمته من أعدائه الرحيم [ آية : ١٩١ ] بالمؤمنين . ١٩٢الشعراء : ١٩٢ وإنه لتنزيل رب . . . . . وإنه لتنزيل رب العالمين [ آية : ١٩٢ ] وذلك أنه لما قال كفار مكة : إن محمداً صلى اللّه عليه وسلم يتعلم القرآن من أبي فكيهة ، ويجيء به الري ، وهو شيطان ، فيلقيه على لسان محمد صلى اللّه عليه وسلم ، فأكذبهم اللّه تعالى ، فقال عز وجل : وإنه لتنزيل رب العالمين يعنى القرآن ١٩٣الشعراء : ١٩٣ نزل به الروح . . . . . نزل به الروح الأمين [ آية : ١٩٣ ] يعنى جبريل ، عليه السلام ، أمين فيما استودعه اللّه عز وجل من الرسالة إلى الأنبياء ، عليهم السلام ، نزله على قلبك ليثبت به قلبك يا محمد ، ١٩٤الشعراء : ١٩٤ على قلبك لتكون . . . . . لتكون من المنذرين [ آية : ١٩٤ ] . ١٩٥الشعراء : ١٩٥ بلسان عربي مبين أنزله بلسان عربي مبين [ آية : ١٩٥ ] ليفقهوا ما فيه لقوله ، إنما يعلمه أبو فكيهة ، وكان أبو فكيهة أعجمياً ، ١٩٦الشعراء : ١٩٦ وإنه لفي زبر . . . . . قال سبحانه : وإنه لفي زبر الأولين [ آية : ١٩٦ ] يقول أمر محمد صلى اللّه عليه وسلم ونعته في كتب الأولين . ١٩٧الشعراء : ١٩٧ أو لم يكن . . . . . ثم قال : أو لم يكن محمد صلى اللّه عليه وسلم لهم ءايةً يعنى لكفار مكة أن يعلمه علماء بني إسرائيل [ آية : ١٩٧ ] يعنى ابن سلام وأصحابه ، ١٩٨الشعراء : ١٩٨ ولو نزلناه على . . . . . ولو نزلنهُ يعنى القرآن على بعض الأعجمينَ [ آية : ١٩٨ ] يعنى أبا فكيهة ، يقول : لو أنزلناه على رجل ليس بعربي اللسان ١٩٩الشعراء : ١٩٩ فقرأه عليهم ما . . . . . فقرأهُ عليهم على كفار مكة ، ل ما نفقه قوله ما كانوا به مؤمنينَ [ آية : ١٩٩ ] يعنى بالقرآن مصدقين بأنه من اللّه عز وجل ، ٢٠٠الشعراء : ٢٠٠ كذلك سلكناه في . . . . . كذلكَ سلكناهُ يعنى هكذا جعلنا الكفر بالقرآن في قلوب المُجرمين [ آية : ٢٠٠ ] . ٢٠١الشعراء : ٢٠١ لا يؤمنون به . . . . . لا يؤمنون به يعنى بالقرآن حتى يروا العذاب الأليم [ آية : ٢٠١ ] يعنى الوجيع ، ٢٠٢الشعراء : ٢٠٢ فيأتيهم بغتة وهم . . . . . فيأتيهم العذاب بغته يعنى فجأة وهم لا يشعرون [ آية : ٢٠٢ ] فيتمنون الرجعة والنظرة ، ٢٠٣الشعراء : ٢٠٣ فيقولوا هل نحن . . . . . فذلك قوله سبحانه : فيقولوا يعنى كفار مكة هل نحن منظرون [ آية : ٢٠٣ ] فنعتب ونراجع ، فلما أوعدهم النبي صلى اللّه عليه وسلم العذاب ، فمتى هذا العذاب ؟ تكذيباً به . ٢٠٤الشعراء : ٢٠٤ أفبعذابنا يستعجلون يقول اللّه عز وجل : أَفبعذابنا يستعجلونَ [ آية : ٢٠٤ ] ٢٠٥الشعراء : ٢٠٥ أفرأيت إن متعناهم . . . . . أَفرءيت إِن متعنهم سنين [ آية : ٢٠٥ ] في الدنيا ٢٠٦الشعراء : ٢٠٦ ثم جاءهم ما . . . . . ثُم جاءهم بعد ذلك العذاب ما كانوا يوعدونَ [ آية : ٢٠٦ ] ٢٠٧الشعراء : ٢٠٧ ما أغنى عنهم . . . . . ما أغنى عنهم من العذاب ما كانوا يمتعونَ [ آية : ٢٠٧ ] في الدنيا . ٢٠٨الشعراء : ٢٠٨ وما أهلكنا من . . . . . ثم خوفهم ، فقال سبحانه : وَمَا أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ فيما خلا بالعذاب في الدنيا إلا لها منذرونَ [ آية : ٢٠٨ ] يعنى رسلاً تنذرهم العذاب بأنه نازل بهم في الدنيا ٢٠٩الشعراء : ٢٠٩ ذكرى وما كنا . . . . . ذكرى يقول : العذاب يذكر ويفكر وما كنا ظالمينَ [ آية : ٢٠٩ ] فنعذب على غير ذنب كان منهم ظلماً ، قالت قريش : إنه يجيء بالقرآن الري ، يعنون الشيطان ، فيلقيه على لسان محمد صلى اللّه عليه وسلم ، فكذبوه بما جاء به . ٢١٠الشعراء : ٢١٠ وما تنزلت به . . . . . فأنزل اللّه عز وجل : وما تنزلت به الشياطين [ آية : ٢١٠ ] ٢١١الشعراء : ٢١١ وما ينبغي لهم . . . . . وما ينبغي لهم إن ينزلوا بالقرآن وما يستطيعون [ آية : ٢١١ ] لأنه حيل بينهم وبين السمع بالملائكة والشهب ، وذلك أنهم كانوا يستمعون إلى السماء قبل أن يبعث النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فلما بعث رمتهم الملائكة بالشهب ٢١٢الشعراء : ٢١٢ إنهم عن السمع . . . . . فذلك قوله سبحانه : إنهم عن السمع لمعزولون [ آية : ٢١٢ ] بالملائكة والكواكب ٢١٣الشعراء : ٢١٣ فلا تدع مع . . . . . فلا تدع يعني مع اللّه إلهاً ءاخر وذلك حين دعى إلى دين آبائه ، فقال : لا تدع يعني فلا تعبد مع اللّه إلهاً آخر فتكون من المعذبين [ آية : ٢١٣ ] ٢١٤الشعراء : ٢١٤ وأنذر عشيرتك الأقربين وأنذر عشيرتك الأقربين [ آية : ٢١٤ ] لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ إني أرسلت إلى الناس عامة ، وأرسلت إليكم يا بني هاشم ، وبني المطلب خاصة ، ′ وهم الأقربون ، وهما أخوان ابنا عبد مناف . ٢١٥الشعراء : ٢١٥ واخفض جناحك لمن . . . . . واخفض جناحك يعني لين لهم جناحك لمن اتبعك من المؤمنين [ آية : ٢١٥ ] ٢١٦الشعراء : ٢١٦ فإن عصوك فقل . . . . . فإن عصوك يعني بني هاشم ، وبني عبد المطلب ، فلم يجيبوك إلى الإيمان فقل إِني برئ مما تعملونَ [ آية : ٢١٦ ] من الشرك والكفر . ٢١٧الشعراء : ٢١٧ وتوكل على العزيز . . . . . وتوكل يعنى وثق باللّه عز وجل على العزيز في نقمته الرحيم [ آية : ٢١٧ ] بهم حين لا يعجل عليهم بالعقوبة ، وذلك حين دعى إلى ملة آبائه ، ٢١٨الشعراء : ٢١٨ الذي يراك حين . . . . . ثم قال سبحانه : الذي يراك حين تقوم [ آية : ٢١٨ ] وحدك إلى الصلاة . ٢١٩الشعراء : ٢١٩ وتقلبك في الساجدين وتقلبك يعنى ويرى ركوعك وسجودك وقيامك فهذا التقلب في الساجدين [ آية : ٢١٩ ] يعني ويراك مع المصلين في جماعة ٢٢٠الشعراء : ٢٢٠ إنه هو السميع . . . . . إنه هو السميع لما قالوا حين دعى إلى دين آبائه العليم [ آية : ٢٢٠ ] بما قال كفار مكة . ٢٢١الشعراء : ٢٢١ هل أنبئكم على . . . . . هل أنبئكم على من تنزل الشياطين [ آية : ٢٢١ ] لقولهم : إنما نجيء به الري فيلقيه على لسان محمد صلى اللّه عليه وسلم ٢٢٢الشعراء : ٢٢٢ تنزل على كل . . . . . تنزل على كل أفاك يعنى كذاب أثيم [ آية : ٢٢٢ ] بربه منهم مسيلمة الكذاب ، وكعب بن الأشرف يلقون السمع يقول : تلقى الشياطين بآذنهم إلى السمع في السماء لكلام الملائكة ، وذلك أن اللّه عز وجل إذا أراد أمراً في أهل الأرض أعلم به أهل السماوات من الملائكة ، فتكلموا به ، فتسمع الشياطين لكلام الملائكة ، وترميهم بالشهب فيخطفون الخطفة ، ٢٢٣الشعراء : ٢٢٣ يلقون السمع وأكثرهم . . . . . ثم قال عز وجل : وأكثرهم كاذبون [ آية : ٢٢٣ ] يعنى الشياطين حين يخبرون الكهنة أنه يكون في الأرض كذا وكذا . ٢٢٤الشعراء : ٢٢٤ والشعراء يتبعهم الغاوون قال سبحانه : والشعراء يتبعهم الغاوون [ آية : ٢٢٤ ] منهم عبد اللّه بن الزبعري السهمي ، وأبو سفيان بن عبد المطلب ، وهميرة بن أبي وهب المخزومي ، ومشافع بن عبد مناف عمير الجمحي ، وأبو عزة اسمه عمرو بن عبد اللّه ، كلهم من قريش ، وأمية بن أبي الصلت الثقفي ، تكلموا بالكذب والباطل ، و نحن نقول مثل قول محمد صلى اللّه عليه وسلم قالوا الشعر ، واجتمع إليهم غواة من قومهم يستمعون من أشعارهم ، ويروون عنهم ، حتى يهجون . ٢٢٥الشعراء : ٢٢٥ ألم تر أنهم . . . . . فذلك قوله عز وجل : ألم تر أنهم في كل واد يهيمون [ آية : ٢٢٥ ] يعنى في كل طريق ، يعنى في كل فن من الكلام يأخذون ، ٢٢٦الشعراء : ٢٢٦ وأنهم يقولون ما . . . . . وأنهم يقولون ما لا يفعلون [ آية : ٢٢٦ ] . فعلنا وفعلنا وهم كذبة ، فاستأذن شعراء المسلمين أن يقتصوا من المشركين منهم عبد اللّه بن رواحة ، وحسان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، من بني سلمة بن خثم ، كلهم من الأنصار ، فأذن لهم النبي صلى اللّه عليه وسلم فهجوا المشركين ، ومدحوا النبي صلى اللّه عليه وسلم : فأنزل اللّه تعالى : والشعراء يتبعهم الغاوون إلى آخر آيتين . ث ٢٢٧الشعراء : ٢٢٧ إلا الذين آمنوا . . . . . م استثنى عز وجل شعراء المسلمين ، فقال : إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وذكروا اللّه كثيراً ونتصروا على المشركين من بعده ما ظلموا يقول : انتصر شعراء المسلمين من شعراء المشركين ، فقال : وسيعلم الذين ظلموا يعنى أشركوا أي منقلب ينقلبون [ آية : ٢٢٧ ] يقول : ينقلبون في الآخرة إلى الخسران . حدثنا عبيد اللّه بن ثابت ، قال : حدثني أبي ، عن الهذيل ، عن رجل ، عن الفضيل بن عيسى الرقاشي ، قال : بلسان عربي مبين ، قال : فضله على الألسن . قال الهذيل : سمعت المسيب يحدث عن أبي روق ، قال : كانت ناقة صالح عليه السلام ، يوضع لها الإناء فتدر فيه اللبن . حدثنا عبد اللّه ، قال : حدثني أبي ، عن الهذيل ، عن علي بن عاصم ، عن الفضل بن عيسى الرقاشي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد اللّه ، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قال : ′ لما كلم اللّه عز وجل موسى ، عليه السلام ، فوق الطور ، فسمع كلاماً فوق الكلام الأول ، فقال : يا رب هذا كلامك الذي كلمتني به ، قال : لا يا موسى ، إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان ، ولي قوة الألسن كلها ، وأنا أقوى من ذلك ، فلما رجع موسى ، عليه السلام ، إلى قومه ، يا موسى ، صف لنا كلام الرحمن ؟ قال : سبحان اللّه ، لا أستطيع ، فشبهه ، قال : ألم تروا إلى أصوات الصواعق التي تقتل بأحلى حلاوة إن سمعتموه ، فإنه قريب منه ، وليس به ′ . |
﴿ ٠ ﴾