سورة الشعراء

مقدمة

سورة الشعراء مكية ، غير آيتين فإنهما مدنيتان

أحدهما : قوله تعالى : أو لم يكن لهم آية أن يعلمه الآية

والأخرى قوله تعالى : والشعراء يتبعهم الغاون وبعض أهل التفسير يقول : إن من قوله تعالى : والشعراء إلى آخرها ، وهن أربع آيات مدنيات ، واللّه أعلم بما أنزل

 بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

طسم

٢

الشعراء : ٢ تلك آيات الكتاب . . . . .

 تلك ءايتُ الكتاب المُبين [ آية : ٢ ] ، يعنى عز جل ما بين فيه من أمره ، ونهيه ، وحلاله ، وحرامه .

٣

الشعراء : ٣ لعلك باخع نفسك . . . . .

 لعلك يا محمد باخع نفسك ، وذلك حين كذب به كفار مكة ، منهم : الوليد بن المغيرة ، وأبو جهل ، وأمية بن خلف ، فشق على النبي صلى اللّه عليه وسلم : تكذيبهم إياه ، فأنزل اللّه عز وجل : لعلك باخع نفسك ، يعنى قاتلاً نفسك حزناً ألا يكونوا مؤمنين [ آية : ٣ ] ، يعنى ألا يكونوا مصدقين بالقول أنه من عند اللّه عز وجل ، نظيرها في الكهف :

 فلعلك باخع نفسك على آثارهم [ الكهف : ٦ ] .

٤

الشعراء : ٤ إن نشأ ننزل . . . . .

 إن نشأ ، يعنى لو نشاء نُنزل عليهم من السماءِ ءايةً فظلت ، يعنى فمالت أعناقهم لها ، يعنى للآية خاضعين [ آية : ٤ ] ، يعنى مقبلين إليها مؤمنين بالآية .

٥

الشعراء : ٥ وما يأتيهم من . . . . .

وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث ، يقول : ما يحدث اللّه عز وجل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم من القرآن إلا كانوا عنه ، يعنى عن الإيمان بالقرآن معرضين [ آية : ٥ ] .

٦

الشعراء : ٦ فقد كذبوا فسيأتيهم . . . . .

 فقد كذبوا بالحق ، يعنى بالقرآن لما جاءهم ، يعنى حين جاءهم محمد صلى اللّه عليه وسلم

 فسيأتيهم أنبؤا يعنى حديث مَا كانوا به يستهزءونَ [ آية : ٦ ] وذلك أنهم حين كذبوا بالقرآن ، أوعدهم اللّه عز وجل بالقتل ببدر ، ثم وعظهم ليعتبروا .

٧

الشعراء : ٧ أو لم يروا . . . . .

فقال عز وجل : أَولم يروا إِلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريمٍ [ آية : ٧ ] يقول كم أخرجنا من الأرض من كل صنف من ألوان النبت حسن .

٨

الشعراء : ٨ إن في ذلك . . . . .

 إن في ذلك لآية يقول : إن في النبت لعبرة في توحيد اللّه عز وجل ، أنهُ واحد

 وما كان أكثرهم يعنى أهل مكة مؤمنين [ آية : ٨ ] يعنى مصدقين بالتوحيد .

٩

الشعراء : ٩ وإن ربك لهو . . . . .

 وإن ربك لهو العزيز [ آية : ٩ ] في نقمته منهم ببدر الرحيم حين لا يعجل

عليهم بالعقوبة إلى الوقت المحدد لهم .

١٠

الشعراء : ١٠ وإذ نادى ربك . . . . .

 وإذ نادى ربك يقول : وإذ أمر ربك يا محمد موسى أن ائت القوم الظالمين [ آية : ١٠ ] يعنى المشركين .

١١

الشعراء : ١١ قوم فرعون ألا . . . . .

 قوم فرعون واسمه فيطوس بأرض مصر ، وقل لهم يا موسى : ألا يتقون

[ آية : ١١ ] يعنى ألا يعبدون اللّه عز وجل .

١٢

الشعراء : ١٢ قال رب إني . . . . .

 قال موسى : رب إني أخاف أن يكذبون

[ آية : ١٢ ] فيما أقول .

١٣

الشعراء : ١٣ ويضيق صدري ولا . . . . .

 و أخاف أن ويضيق صدري يعنى يضيق قلبي ولا ينطلق لساني

بالبلاغ فأرسل إلى هارون [ آية : ١٣ ] يقول : فأرسل معي هارون ، كقوله في النساء :

 ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم [ النساء : ٢ ] ، يعنى مع أموالكم .

١٤

الشعراء : ١٤ ولهم علي ذنب . . . . .

 ولهم علي ذنب يعنى عندي ذنب ، يعنى قتل النفس أخاف أن يقتلون [ آية : ١٤ ] .

١٥

الشعراء : ١٥ قال كلا فاذهبا . . . . .

 قال كلا فاذهبا بئايتنا لا تخافا القتل إنا معكم مستمعون [ آية : ١٥ ] .

١٦

الشعراء : ١٦ فأتيا فرعون فقولا . . . . .

 فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين [ آية : ١٦ ] كقوله سبحانه : فأتياه فقولا إنا رسولا ربك [ طه : ٤٧ ] ، يعنى نفسه وهارون ، رسولا ربك لقول فرعون :

أنا الرب والإله ، ثم انقطع الكلام .

ثم انطلق موسى صلى اللّه عليه وسلم إلى مصر وهارون بمصر ، فانطلقا كلاهما إلى فرعون ، فلم يأذن

لهما سنة في الدخول ، فلما دخلا عليه ، قال موسى لفرعون : إنا ، يعنى نفسه

وهارون ، عليه السلام رسول رب العالمين

١٧-١٨

الشعراء : ١٧ - ١٨ أن أرسل معنا . . . . .

 أن أرسل معنا بني إسرائيل [ آية : ١٧ ] إلى أرض فلسطين لا تستعبدهم ، فعرف

فرعون موسى ، لأنه رباه في بيته ، فلما قتل موسى ، عليه السلام ، النفس هرب من مصر ،

فلما أتاه قال فرعون له : ألم نربك فينا وليدا يعنى صبياً ولبثت فينا يعنى

عندنا من عمرك سنين [ آية : ١٨ ] يعنى ثلاثين سنة .

١٩

الشعراء : ١٩ وفعلت فعلتك التي . . . . .

 وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين [ آية : ١٩ ]

٢٠

الشعراء : ٢٠ قال فعلتها إذا . . . . .

 قال فعلتها إذا وأنا من الضالين [ آية : ٢٠ ] يعنى من الجاهلين ، وهي قراءة ابن مسعود : فعلتها إذا وأنا من

الجاهلين .

٢١

الشعراء : ٢١ ففررت منكم لما . . . . .

 ففررت منكم إلى مدين لما خفتكم أن تقتلون فوهب لي ربي حكما

يعنى العلم والفهم وجعلني من المرسلين [ آية : ٢١ ] إليكم .

٢٢

الشعراء : ٢٢ وتلك نعمة تمنها . . . . .

ثم قال لفرعون : وتلك نعمة تمنها علي يا فرعون تمن على بإحسانك إلى خاصة فيما

زعمت ، وتنسى إساءتك أن عبدت يقول : استعبدت بني إسرائيل [ آية : ٢٢ ]

فاتخذهم عبيداً لقومك القبط ، وكان فرعون قد قهرهم أربع مائة وثلاثين سنة ، ويقال :

وأربعين سنة ، وإنما كانت بنو إسرائيل بمصر حين أتاها يعقوب وبنوه وحشمه ، حين أتوا يوسف .

٢٣

الشعراء : ٢٣ قال فرعون وما . . . . .

 قال فرعون لموسى : وما رب العالمين [ آية : ٢٣ ] منكراً له .

٢٤

الشعراء : ٢٤ قال رب السماوات . . . . .

 قال موسى .

 رب السماوات والأرض وما بينهما من العجائب إن كنتم موقنين [ آية : ٢٤ ]

بتوحيد اللّه عز وجل

٢٥

الشعراء : ٢٥ قال لمن حوله . . . . .

 قال فرعون لمن حوله يعنى الأشراف ، وكان حوله

خمسون ومائة من أشرافهم أصحاب الأثرة : أَلا تسمتعونَ [ آية : ٢٥ ] إلى قول هذا

يعنى موسى

٢٦

الشعراء : ٢٦ قال ربكم ورب . . . . .

 قال موسى : هو ربكم ورب ءابائكم الأولين [ آية : ٢٦ ] .

٢٧

الشعراء : ٢٧ قال إن رسولكم . . . . .

 قال فرعون لهم : إن رسولكم يعنى موسى الذي أرسل إليكم لمجنون [ آية :

٢٧ ]

٢٨

الشعراء : ٢٨ قال رب المشرق . . . . .

 قال موسى : هو رب المشرق والمغرب يعنى مشرق ومغرب يوم ،

يستوي الليل والنهار في السنة يومين ، ويسمى البرج الميزان ، ثم قال : وما بينهما

يعنى ما بين المشرق والمغرب من جبل أو بناء ، أو شجر ، أو شيء إن كنتم تعقلون

[ آية : ٢٨ ] توحيد اللّه عز وجل .

٢٩

الشعراء : ٢٩ قال لئن اتخذت . . . . .

 قال فرعون : لئن اتخذت إلها غيري يعنى رباً لأجعلنك من المسجونين

[ آية : ٢٩ ] يعنى من المحبوسين .

٣٠

الشعراء : ٣٠ قال أولو جئتك . . . . .

 قال موسى : أَولو جئتكَ بشيءٍ مُبينٍ [ آية : ٣٠ ] .

يعنى بأمر بين ، يعنى اليد والعصا ، يستبين لك أمري فتصدقني .

٣١

الشعراء : ٣١ قال فأت به . . . . .

 قال فرعون : فأت به إن كنت من الصادقين [ آية : ٣١ ] بأنك رسول رب العالمين إلينا .

٣٢

الشعراء : ٣٢ فألقى عصاه فإذا . . . . .

 فألقى عصاه وفي يد موسى ، عليه السلام ، عصاه ، وكانت من الآس ، قال ابن

عباس : إن جبريل دفع العصا إلى موسى ، عليهما السلام ، بالليل حين توجه إلى مدين

وكان آدم ، عليه السلام ، أخرج بالعصا من الجنة ، فلما مات آدم قبضها جبريل ، عليه

السلام ، فقال موسى لفرعون : ما هذه بيدي ؟ قال فرعون : هذه عصا ، فألقاها موسى من

يده فإذا هي ثعبان مبين [ آية : ٣٢ ] يعنى حية ذكر أصفر أشعر العنق عظيم ملأ الدار

عظماً ، قائم على ذنبه يتملظ على فرعون وقومه يتوعدهم ، قال فرعون : خذها يا موسى ،

مخافة أن تبتلعه ، فأخذ بذبها ، فصارت عصاً مثل ما كانت ، قال فرعون : هل من آية

أخرى غيرها ؟ قال موسى : نعم ، فأبرز يده ، قال لفرعون : ما هذه ؟ قال فرعون هذه :

يدك ، فأدخلها في جيبه وهي مدرعة مصرية من صوف .

٣٣

الشعراء : ٣٣ ونزع يده فإذا . . . . .

 ونزع يده يعنى أخرج يده من المدرعة فإذا هي بيضاء للناظرين [ آية : ٣٣ ] لها

شعاع مثل شعاع الشمس من شدة بياضها يغشى العصر .

٣٤

الشعراء : ٣٤ قال للملإ حوله . . . . .

 قال فرعون للملا

يعنى الأشراف حوله إن هذا يعنى موسى لساحر عليم [ آية : ٣٤ ] بالسحر

٣٥

الشعراء : ٣٥ يريد أن يخرجكم . . . . .

 يريد أن يخرجكم من أرضكم يعنى مصر بسحره فماذا تأمرون [ آية : ٣٥ ]

يقول : فماذا تشيرون عليّ ، فرد عليه الملأ من قومه ، يعنى الأشراف .

٣٦

الشعراء : ٣٦ قالوا أرجه وأخاه . . . . .

 قالوا أرجه وأخاه يقول : احبسهما جميعاً ، ولا تقتلهما ، حتى ننظر ما أمرهما

 وابعث في المدائن يعنى في القرى حاشرين [ آية : ٣٦ ] يحشرون عليك السحرة

٣٧

الشعراء : ٣٧ يأتوك بكل سحار . . . . .

فذلك قوله سبحانه : يأتوك بكل سحار عليم [ آية : ٣٧ ] يعنى عالم بالسحر .

٣٨

الشعراء : ٣٨ فجمع السحرة لميقات . . . . .

 فجمع السحرة لميقات يوم معلوم [ آية : ٣٨ ] يعنى موقت ، وهو يوم عيدهم ، وهو

يوم الزينة ، وهم اثنتان وسبعون ساحراً من أهل فارس ، وبقيتهم من بني إسرائيل .

٣٩

الشعراء : ٣٩ وقيل للناس هل . . . . .

 وقيل للناس يعنى لأهل مصر هل أنتم مجتمعون [ آية : ٣٩ ] إلى السحرة

٤٠

الشعراء : ٤٠ لعلنا نتبع السحرة . . . . .

 لعلنا نتبع السحرة على أمرهم إن كانوا هم الغالبين [ آية : ٤٠ ] لموسى وأخيه ، واجتمعوا ،

فقال موسى للساحر الأكبر : تؤمن بي إن غلبتك ؟ قال الساحر : لآتين بسحر لا يغلبه

سحر ، فإن غلبتني لأومنن بك ، وفرعون ينظر إليهما ، ولا يفهم ما يقولان .

٤١

الشعراء : ٤١ فلما جاء السحرة . . . . .

 فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا يعنى جعلاً إن كنا نحن الغالبين [ آية :

٤١ ] لموسى وأخيه .

٤٢

الشعراء : ٤٢ قال نعم وإنكم . . . . .

 قال فرعون : نعم لكم الجعل وإنكم إذا لمن المقربين [ آية : ٤٢ ] عندي في المنزلة سوى الجعل .

٤٣

الشعراء : ٤٣ قال لهم موسى . . . . .

 قال لهم موسى ألقوا ما في أيديكم من الحبال

والعصي ما أنتم ملقون [ آية : ٤٣ ]

٤٤

الشعراء : ٤٤ فألقوا حبالهم وعصيهم . . . . .

 فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون يعنى

بعظمة فرعون ، كقولهم لشعيب : وما أنت علينا بعزيز [ هود : ٩١ ] ، يعنى بعظيم .

 إنا لنحن الغالبون [ آية : ٤٤ ] فإذا هي حيات في أعين الناس ، وفي عين موسى

وهارون تسعى إلى موسى وأخيه ، وإنما هي حبال وعصي لا تحرك ، فخاف موسى ، فقال

جبريل لموسى ، عليه السلام : ألق عصاك ، فإذا هي حية عظيمة سدت الأفق برأسها

وعلقت ذنبها في قبة لفرعون طول القبة سبعون ذراعاً في السماء ، وذلك في المحرم يوم

السبت لثماني ليال خلون من المحرم ، ثم إن حية موسى فتحت فاها ، فجعلت تلقم تلك

الحيات ، فلم يبق منها شيء .

٤٥

الشعراء : ٤٥ فألقى موسى عصاه . . . . .

فذلك قوله عز وجل : فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون [ آية : ٤٥ ] يعنى

فإذا هي تلقم ما يكذبون من سحرهم ، ثم أخذ موسى ، عليه السلام ، بذنبها فإذا هي

عصا كما كانت ، فقال السحرة بعضهم لبعض : لو كان هذا سحر لبقيت الحبال

والعصي .

٤٦

الشعراء : ٤٦ فألقي السحرة ساجدين

فذلك قوله عز وجل : فألقي السحرة ساجدين [ آية : ٤٦ ] للّه عز وجل .

٤٧

الشعراء : ٤٧ قالوا آمنا برب . . . . .

 قالوا ءامنا برب العالمينَ [ آية : ٤٧ ] لقول موسى : أنا رسول رب العالمين ، فقال

فرعون : أنا رب العالمين .

٤٨

الشعراء : ٤٨ رب موسى وهارون

قالت السحرة : رب موسى وهارون [ آية : ٤٨ ] فبهت فرعون

عند ذلك ، وألقى بيديه .

٤٩

الشعراء : ٤٩ قال آمنتم له . . . . .

ف قال فرعون للسحرة : ءامنتم لَهُ يقول : صدقتم

بموسى قبل أَن ءاذن لكم يقول : من قبل أن آمركم بالإيمان به ، ثم قال فرعون

للسحرة : إنه لكبيركم الذي علمكم السحر إن هذا لمكر مكرتموه ، يقول : إن هذا لقول

قلتموه أنتم ، يعنى به السحرة وموسى في المدينة ، يعنى في أهل مدين لتخرجوا منها

أهلها بقول الساحر الأكبر لموسى ، حين قال : لئن غلبتني لأؤمن بك فلسوف تعلمون

هذا وعيد ، فأخبرهم بالوعيد ، فقال : لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف يعنى اليد اليمنى

والرجل اليسرى ولأصلبنكم أجمعين [ آية : ٤٩ ] في جذوع النخل .

٥٠

الشعراء : ٥٠ قالوا لا ضير . . . . .

فردت عليه السحرة حين أوعدهم بالقتل والصلب قالوا لا ضير ما عسيت أن

تصنع هل هو إلا أن تقتلنا إنا إلى ربنا منقلبون [ آية : ٥٠ ] يعنى لراجعون إلى الآخرة

٥١

الشعراء : ٥١ إنا نطمع أن . . . . .

 إنا نطمع أي نرجو أن يغفر لنا ربنا خطايانا ، يعنى سحرنا أن كنا أول المؤمنين [ آية : ٥١ ] يعنى أول المصدقين بتوحيد اللّه عز وجل من أهل مصر ، فقطعهم

وصلبهم فرعون من يومه ، قال ابن عباس : كانوا أول النهار سحرة وآخر النهار شهداء .

٥٢

الشعراء : ٥٢ وأوحينا إلى موسى . . . . .

 وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي بني إسرائيل ليلاً إنكم متبعون [ آية : ٥٢ ]

يعنى يتبعكم فرعون وقومه ، فأمر جبريل ، عليه السلام ، كل أهل أربعة أبيات من بني

إسرائيل في بيت ، ويعلم تلك الأبواب بدم الخراف ، فإن اللّه عز وجل يبعث الملائكة إلى

أهل مصر ، فمن لم يروا على بابه دماً دخلوا بيته فقتلوا أبكارهم ، من أنفسهم وأنعامهم ،

فيشغلهم دفنهم إذا أصبحوا عن طلب موسى ، ففعلوا واستعاروا حلى أهل مصر ، فساروا

من ليلتهم قبل البحر ، هارون على المقدمة ، وموسى على الساقة ، فأصبح فرعون من الغد .

يوم الأحد ، وقد قتلت الملائكة أبكارهم ، فاشتغلوا بدفنهم ، ثم جمع الجموع فساروا يوم

الاثنين في طلب موسى ، عليه السلام ، وأصحابه ، وهامان على مقدمة فرعون في ألفي

ألف وخمس مائة ، ويقال : ألف أَلف مقاتل .

٥٣

الشعراء : ٥٣ فأرسل فرعون في . . . . .

فذلك قوله عز وجل : فأرسل فرعون في المدائن حاشرين [ آية : ٥٣ ] يحشرون الناس

في طلب موسى ، عليه السلام ، وهارون ، عليه السلام ، وبني إسرائيل ،

٥٤

الشعراء : ٥٤ إن هؤلاء لشرذمة . . . . .

ثم قال فرعون :

 إن هؤلاء يعنى بني إسرائيل لشرذمة يعنى عصابة قليلون [ آية : ٥٤ ] وهم

ست مائة

٥٥

الشعراء : ٥٥ وإنهم لنا لغائظون

 وإنهم لنا لغائظون [ آية : ٥٥ ] لقتلهم أبكارنا ، ثم هربوا منا

٥٦

الشعراء : ٥٦ وإنا لجميع حاذرون

 وإنا لجميع حاذرون [ آية : ٥٦ ] علينا السلاح .

٥٧

الشعراء : ٥٧ فأخرجناهم من جنات . . . . .

يقول اللّه تعالى : فأخرجناهم من مصر من جنات يعنى البساتين وعيون

[ آية : ٥٧ ] يعنى أنهار جارية وكنوز يعنى الأموال الظاهرة من الذهب والفضة ، وإنما

سمى كنزاً ، لأنه لم يعط حق اللّه عز وجل منه ، وكل ما لم يعط حق اللّه تعالى منه ، فهو

كنز ، وإن كان ظاهراً .

٥٨

الشعراء : ٥٨ وكنوز ومقام كريم

قال سبحانه : ومقام كريم [ آية : ٥٨ ] يعنى المساكن الحسان

 كذلك هكذا فعلنا بهم في الخروج من مصر ، وما كانوا فيه من الخير .

٥٩

الشعراء : ٥٩ كذلك وأورثناها بني . . . . .

قال سبحانه : وأورثناها بني إسرائيل [ آية : ٥٩ ] ، وذلك أن اللّه عز وجل رد بني

إسرائيل بعدما أغرق فرعون وقومه إلى مصر ،

٦٠

الشعراء : ٦٠ فأتبعوهم مشرقين

 فأتبعوهم يقول : فاتبعهم فرعون وقومه

 مشرقين [ آية : ٦٠ ] يعنى ضحى

٦١

الشعراء : ٦١ فلما تراءى الجمعان . . . . .

 فلما ترءا الجمعان يعنى جمع موسى ، عليه

السلام ، وجمع فرعون ، فعاين بعضهم بعضا قال أصحاب موسى إنا لمدركون [ آية :

٦١ ] هذا فرعون وقومه لحقونا من ورائنا ، وهذا البحر أمامنا قد غشينا ، ولا منقذ لنا

منه .

٦٢

الشعراء : ٦٢ قال كلا إن . . . . .

 قال موسى ، عليه السلام : كلا لا يدركوننا إن معي ربي سيهدين [ آية :

٦٢ ] الطريق ، وذلك أن جبريل ، عليه السلام ، حين أتاه فأمره بالمسير من مصر ، قال :

موعد ما بيننا وبينك البحر ، فعلم موسى ، عليه السلام ، أن اللّه عز وجل سيجعل له

مخرجاً ، وذلك يوم الاثنين العاشر من المحرم .

٦٣

الشعراء : ٦٣ فأوحينا إلى موسى . . . . .

فلما صار موسى إلى البحر أوحى اللّه عز وجل إليه فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فجاءه جبريل ، عليه السلام ، فقال : اضرب بعصاك البحر ، فضربه بعصاه

في أربع ساعات من النهار فانفلق البحر فانشق الماء اثنى عشر طريقاً يابساً ، كل

طريق طوله فرسخان وعرضه فرسخان ، وقام الماء عن يمين الماء ، وعن يساره ، كالجبل

العظيم ، فذلك قوله عز وجل : فكان كُل فريق كالطود العظيم [ آية : ٦٣ ] يعنى

كالجبلين المقابلين كل واحد منهما على الآخر ، وفيهما كوى من طريق إلى طريق لينظر

بعضهم إلى بعض إذا ساروا فيه ليكون آنس لهم إذا نظر بعضهم إلى بعض ، فسلك كل

سبط من بني إسرائيل في طريق لا يخالطهم أحد من غيرهم ، وكانوا اثنى عشر سبطاً ،

فساروا في اثنى عشر طريقاً فقطعوا البحر ، وهو نهر النيل بين أيلة ، ومصر ، نصف النهار

في ست ساعات من النهار يوم الاثنين ، وهو يوم العاشر من المحرم ، فصام موسى ، عليه

السلام ، يوم العاشر شكراً للّه عز وجل حين أنجاه اللّه عز وجل ، وأغرق عدوه فرعون ،

فمن ثم تصومه اليهود ، وسار فرعون وقومه في تمام ثمانية ساعات ، فلما توسطوا البحر

تفرقت الطرق عليهم ، فأغرقهم اللّه عز وجل أجمعين .

٦٤

الشعراء : ٦٤ وأزلفنا ثم الآخرين

فذلك قوله تعالى : وأزلفنا ثم الآخرين [ آية : ٦٤ ] يعنى هناك الآخرين ، قربناً

فرعون وجنوده في مسالك بني إسرائيل

٦٥

الشعراء : ٦٥ وأنجينا موسى ومن . . . . .

 وأنجينا موسى ومن معه أجمعين [ آية : ٦٥ ] من

الغرق فلم يبقى أحد إلا نجا

٦٦

الشعراء : ٦٦ ثم أغرقنا الآخرين

 ثم أغرقنا الآخرين [ آية : ٦٦ ] يعنى فرعون وقومه في

تمام تسع ساعات من النهار ، ثم أوحى اللّه عز وجل إلى البحر ، فألقى فرعون على

الساحل في ساعة ، فتلك عشر ساعات ، وبقي من النهار ساعتان .

٦٧

الشعراء : ٦٧ إن في ذلك . . . . .

 إن في ذلك لآية يقول : في هلاك فرعون وقومه لعبرة لمن بعدهم وما كان أكثرهم مؤمنين [ آية : ٦٧ ] يقول : لم يكن أكثر أهل مصر مصدقين بتوحيد اللّه عز

وجل ، ولو كان أكثرهم مؤمنين لم يعذبوا في الدنيا ، ولم يؤمن من أهل مصر غير آسية

امرأة فرعون ، وحزقيل المؤمن من آل فرعون ، وفيه الماشطة ، ومريم ابنة ناموثية التي دلت

على عظام يوسف .

٦٨

الشعراء : ٦٨ وإن ربك لهو . . . . .

 وإن ربك لهو العزيز في نقمته من أعدائه حين انتقم منهم الرحيم [ آية :

٦٨ ] بالمؤمنين حين أنجاهم من العذاب ، وكان موسى بمصر ثلاثين سنة ، فلما قتل النفس

خرج إلى مدين هارباً على رجليه في الصيف بغير زاد ، وكان راعياً عشر سنين ، ثم بعثه

اللّه رسولاً وهو ابن أربعين سنة ، ثم دعا قومه ثلاثين سنة ، ثم قطع البحر ، فعاش خمسين

سنة ، فمات وهو ابن عشرين ومائة سنة صلى اللّه عليه وسلم ، وكان دعا فرعون وقومه عشر سنين ، فلما

أبوا أرسل اللّه عليهم الطوفان والجراد والقمل ، وإلى آخر الآية ، ثم لبث فيهم أيضاً

عشرين سنة كل ذلك ثلاثين سنة ، فلم يؤمنوا فأغرقهم اللّه أجمعين ، فعاش موسى ، عليه

السلام ، عشرين ومائة سنة .

٦٩

الشعراء : ٦٩ واتل عليهم نبأ . . . . .

 واتل عليهم على أهل مكة نبأ يعنى حديث إبراهيم [ آية : ٦٩ ]

٧٠

الشعراء : ٧٠ إذ قال لأبيه . . . . .

 إذ قال لأبيه آزر وقومه ما تعبدون [ آية : ٧٠ ] قالوا نعبد أصناما من ذهب

وفضة ، وحديد ، ونحاس ، وخشب ،

٧١

الشعراء : ٧١ قالوا نعبد أصناما . . . . .

 فنظل لها عاكفين [ آية : ٧١ ] يقول : فتقيم عليها

عاكفين ، وهي اثنان وسبعون

٧٢

الشعراء : ٧٢ قال هل يسمعونكم . . . . .

 قال إبراهيم ، عليه السلام : هل يسمعونكم إذ تدعون

[ آية : ٧٢ ] يقول : هل تجيبكم الأصنام إذا دعوتموهم ،

٧٣

الشعراء : ٧٣ أو ينفعونكم أو . . . . .

 أو ينفعونكم في شيء إذا

عبدتموها أو يضرون [ آية : ٧٣ ] يضرونكم بشيء إن لم تعبدوها فردوا على إبراهيم .

٧٤

الشعراء : ٧٤ قالوا بل وجدنا . . . . .

 قَالوا بل وجدنا ءاباءنا كذلك يفعلون [ آية : ٧٤ ] يعنى هكذا يعبدون الأصنام

٧٥

الشعراء : ٧٥ قال أفرأيتم ما . . . . .

 قال

إبراهيم : أَفرءيتم ما كنتم تعبدونَ [ آية : ٧٥ ] من الأصنام

٧٦

الشعراء : ٧٦ أنتم وآباؤكم الأقدمون

 أنتم وءاباؤكم

الأقدمون [ آية : ٧٦ ] ،

٧٧

الشعراء : ٧٧ فإنهم عدو لي . . . . .

 فإنهم عدو لي أنا برئ مما تعبدون ، ثم استثنى إبراهيم عليه

السلام مما يعبدون رب العالمين جل جلاله ، وعبادتهم اللّه ، لأنهم يعلمون أن اللّه تعالى هو

ربهم الذي خلقهم

قوله : إلا رب العالمين [ آية : ٧٧ ] مما تعبدون ، فإني لا أتبرأ منه

وإقرارهم باللّه عز وجل أنه خلقهم ، وهو ربهم وهم عباده .

٧٨

الشعراء : ٧٨ الذي خلقني فهو . . . . .

ثم ذكر إبراهيم ، عليه السلام ، نعم رب العالمين تعالى ، فقال : الذي خلقني فهو يهدين [ آية : ٧٨ ]

٧٩

الشعراء : ٧٩ والذي هو يطعمني . . . . .

 والذي هو يطعمني إذا جعت ويسقين [ آية : ٧٩ ] إذا

عطشت ،

٨٠

الشعراء : ٨٠ وإذا مرضت فهو . . . . .

 وإذا مرضت فهو يشفين [ آية : ٨٠ ]

٨١

الشعراء : ٨١ والذي يميتني ثم . . . . .

 والذي يميتني في الدنيا ثم يحيين [ آية : ٨١ ] بعد الموت في الآخرة ،

٨٢

الشعراء : ٨٢ والذي أطمع أن . . . . .

 والذي أطمع يعنى أرجو أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين [ آية : ٨٢ ] يعنى يوم الحساب ، يقول : أنا أعبد الذي يفعل هذا بي

ولا أعبد غيره ، وخطيئة إبراهيم ثلاث كذبات ، حين قال عن سارة : هذه أختي ، وحين

قال : إني سقيم ، وحين قال : بل فعله كبيرهم هذا ، إحداهن لنفسه ، واثنتان للّه ، عز

وجل ، ربه تعالى ذكره .

٨٣

الشعراء : ٨٣ رب هب لي . . . . .

فقال : رب هب لي حكما يعني الفهم والعلم وألحقني بالصالحين [ آية :

٨٣ ] يعنى الأنبياء عليهم السلام ،

٨٤

الشعراء : ٨٤ واجعل لي لسان . . . . .

 واجعل لي لسان صدق في الآخرين [ آية : ٨٤ ] يعنى

ثناء حسناً يقال : من بعدي في الناس ، فأعطاه اللّه عز وجل ذلك ، فكل أهل دين يقولون :

إبراهيم ، عليه السلام ، ويثنون عليه ،

٨٥

الشعراء : ٨٥ واجعلني من ورثة . . . . .

ثم قال : واجعلني من ورثة جنة النعيم [ آية : ٨٥ ]

يقول : اجعلني ممن يرث الجنة .

٨٦

الشعراء : ٨٦ واغفر لأبي إنه . . . . .

 واغفر لأبي إنه كان من الضالين [ آية : ٨٦ ] يعنى من المشركين ،

٨٧

الشعراء : ٨٧ ولا تخزني يوم . . . . .

 ولا تخزني يعنى

لا تعذبني يوم يبعثون [ آية : ٨٧ ] يعنى يوم تبعث الخلق بعد الموت .

٨٨

الشعراء : ٨٨ يوم لا ينفع . . . . .

ثم نعت إبراهيم ، عليه السلام ، ذلك اليوم ، فقال : يوم لا ينفع مال ولا بنون [ آية :

٨٨ ] من العذاب من بعد الموت ،

٨٩

الشعراء : ٨٩ إلا من أتى . . . . .

 إلا من أتى اللّه في الآخرة بقلب سليم [ آية :

٨٩ ] من الشرك مخلصاً للّه عز وجل بالتوحيد ، فينفعه يوم البعث ماله وولده .

٩٠

الشعراء : ٩٠ وأزلفت الجنة للمتقين

 وأزلفت يعنى وقربت الجنة للمتقين [ آية : ٩٠ ]

٩١

الشعراء : ٩١ وبرزت الجحيم للغاوين

 وبرزت الجحيم يعنى

وكشف الغطاء عن الجحيم للغاوين [ آية : ٩١ ] من كفار بني آدم ، وهم الضالون

عن الهدى .

٩٢

الشعراء : ٩٢ وقيل لهم أين . . . . .

 وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون [ آية : ٩٢ ] .

٩٣

الشعراء : ٩٣ من دون اللّه . . . . .

 من دون اللّه لأنهم عبدوا الشيطان نظيرها في الصافات هل ينصرونكم أو ينتصرون [ آية : ٩٣ ] يعنى هل يمنعونكم النار ، أو يمتنعون منها .

٩٤

الشعراء : ٩٤ فكبكبوا فيها هم . . . . .

 فكبكبوا فيها يعنى فقذفوا في النار ، يعنى فقذفهم الخزنة في النار هم يعنى

كفار بني آدم والغاونَ [ آية : ٩٤ ] يعنى الشياطين الذين أغووا بني آدم ،

٩٥

الشعراء : ٩٥ وجنود إبليس أجمعون

ثم قال

تعالى : وجنود إبليس أجمعون [ آية : ٩٥ ] يعنى ذرية إبليس كلهم .

٩٦

الشعراء : ٩٦ قالوا وهم فيها . . . . .

 قالوا وهم فيها يختصمون [ آية : ٩٦ ] في النار ، فيها تقديم ، وذلك أن الكفار من

بني آدم ،

٩٧

الشعراء : ٩٧ تاللّه إن كنا . . . . .

قالوا للشياطين : تاللّه يعنى واللّه أن لقد كنا لفي ضلال مبين

[ آية : ٩٧ ]

٩٨

الشعراء : ٩٨ إذ نسويكم برب . . . . .

 إذ نسويكم يعنى نعدلكم يا معشر الشياطين برب العالمين [ آية :

٩٨ ] في الطاعة فهذه خصومتهم .

٩٩

الشعراء : ٩٩ وما أضلنا إلا . . . . .

ثم قال كفار مكة من بني آدم : وما أضلنا عن الهدى إلا المجرمون [ آية :

٩٩ ] يعنى الشياطين ، ثم أظهروا الندامة ، ف

١٠٠

الشعراء : ١٠٠ فما لنا من . . . . .

 فما لنا من شافعين [ آية : ١٠٠ ] من

الملائكة والنبيين .

١٠١

الشعراء : ١٠١ ولا صديق حميم

 ولا صديق حميم [ آية : ١٠١ ] يعنى القريب الشفيق ، فيشفعون لنا كما

يشفع المؤمنين ، وذلك أنهم لما رأوا كيف يشفع اللّه عز وجل ، والملائكة ، والنبيين في أهل

التوحيد ، قالوا عند ذلك : فما لنا من شافعين إلى آخر الآية .

حدثنا أبو محمد ، قال : حدثني الهذيل ، قال : قال مقاتل : استكثروا من صداقة المؤمنين ،

فإن المؤمنين يشفعون يوم القيامة ، فذلك قوله سبحانه : ولا صديق حميم .

١٠٢

الشعراء : ١٠٢ فلو أن لنا . . . . .

ثم قال : فلو أن لنا كرة يعنى رجعة إلى الدنيا فنكون من المؤمنين [ آية : ١٠٢ ]

يعنى من المصدقين بالتوحيد ،

١٠٣

الشعراء : ١٠٣ إن في ذلك . . . . .

 إن في ذلك لآية يعنى إن في هلاك قوم إبراهيم لعبرة لمن

بعدهم وما كان أكثرهم مؤمنين [ آية : ١٠٣ ] يقول : لو كان أكثرهم مؤمنين لم يعذبوا

في الدنيا .

١٠٤

الشعراء : ١٠٤ وإن ربك لهو . . . . .

 وإن ربك لهو العزيز في نقمته الرحيم [ آية : ١٠٤ ] بالمؤمنين هلك قوم

إبراهيم بالصيحة تفسيره في سورة العنكبوت .

١٠٥

الشعراء : ١٠٥ كذبت قوم نوح . . . . .

 كذبت قوم نوح المرسلين [ آية : ١٠٥ ] يعنى كذبوا نوحاً وحده ، نظيرها في اقتربت

الساعة

١٠٦

الشعراء : ١٠٦ إذ قال لهم . . . . .

 إذ قال لهم أخوهم نوح ليس بأخيهم في الدين ، ولكن أخوهم في النسب ألا تتقون [ آية : ١٠٦ ] يعنى ألا تخشون اللّه عز وجل .

١٠٧

الشعراء : ١٠٧ إني لكم رسول . . . . .

 إني لكم رسول أمين [ آية : ١٠٧ ] فيما بينكم وبين ربكم

١٠٨

الشعراء : ١٠٨ فاتقوا اللّه وأطيعون

 فاتقوا اللّه يعنى

فاعبدوا اللّه وأطيعون [ آية : ١٠٨ ] فيما آمركم به من النصيحة

١٠٩

الشعراء : ١٠٩ وما أسألكم عليه . . . . .

 وما أَسئلكم عليهِ من

أجرٍ يعنى جعلاً ، وذلك أنهم قالوا للأنبياء . إنما تريدون أن تملكوا علينا في أموالنا ،

فردت عليهم الأنبياء ، ف  لا نسألكم عليه من أجر ، يعنى على الإيمان جعلاً .

 إن أجري يعنى جزائي إلا على رب العالمين [ آية : ١٠٩ ]

١١٠

الشعراء : ١١٠ فاتقوا اللّه وأطيعون

 فاتقوا اللّه يعنى

فاعبدوا اللّه وأطيعون [ آية : ١١٠ ] فيما آمركم به من النصيحة

١١١

الشعراء : ١١١ قالوا أنؤمن لك . . . . .

 قالوا لنوح

 أنؤمن لك أنصدقك بقولك واتبعك الأرذلون [ آية : ١١١ ] يعنى السفلة .

١١٢

الشعراء : ١١٢ قال وما علمي . . . . .

 قال نوح ، عليه السلام : وما علمي بما كانوا يعملون [ آية : ١١٢ ] يقول : لم

أكن أعلم أن اللّه يهديهم للإيمان من بينكم ويدعكم ، ثم قال نوح ، عليه السلام :

١١٣

الشعراء : ١١٣ إن حسابهم إلا . . . . .

 إن حسابهم يعنى ما جزاء الأرذلون إلا على ربي لو تشعرون [ آية : ١١٣ ] .

١١٤

الشعراء : ١١٤ وما أنا بطارد . . . . .

 وما أنا بطارد المؤمنين [ آية : ١١٤ ] يقول : وما أنا بالذي لا يقبل الإيمان من الذين

تزعمون أنهم الأرذلون عندكم

١١٥

الشعراء : ١١٥ إن أنا إلا . . . . .

 إن أنا يعنى ما أنا إلا نذير مبين [ آية : ١١٥ ]

يعنى رسول بين

١١٦

الشعراء : ١١٦ قالوا لئن لم . . . . .

 قالوا لئن لم تنته يعنى لئن لم تسكت يا نوح عنا لتكونن من المرجومين [ آية : ١١٦ ] يعنى من المقتولين .

١١٧

الشعراء : ١١٧ قال رب إن . . . . .

 قال نوح : رب إن قومي كذبون [ آية : ١١٧ ] البعث

١١٨

الشعراء : ١١٨ فافتح بيني وبينهم . . . . .

 فافتح وبينهم فتحاً

يقول : اقض بيني وبينهم قضاء ، يعنى العذاب ونجني ومن معي من المؤمنين [ آية :

١١٨ ] من الغرق ، فنجاه اللّه عز وجل

١١٩

الشعراء : ١١٩ فأنجيناه ومن معه . . . . .

 فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون [ آية : ١١٩ ] يعنى الموقر من الناس والطير

والحيوان كلها ، من كل صنف ذكر وأنثى ،

١٢٠

الشعراء : ١٢٠ ثم أغرقنا بعد . . . . .

 ثم أغرقنا بعد أهل السفينة

 الباقين

[ آية : ١٢٠ ] يعنى من بقي منهم ممن لم يركب السفينة

١٢١

الشعراء : ١٢١ إن في ذلك . . . . .

 إِني في ذلك لأيةٍ يقول : إن في

هلاك قوم نوح لعبرة لمن بعدهم من هذه الأمة ، ليحذروا مثل عقوبتهم ، ثم قال تعالى :

 وما كان أكثرهم مؤمنين [ آية : ١٢١ ] يعنى مصدقين بتوحيد اللّه عز وجل ، يقول :

كان أكثرهم كافرين بالتوحيد ، ولو كان أكثرهم مؤمنين لم يعذبوا في الدنيا .

١٢٢

الشعراء : ١٢٢ وإن ربك لهو . . . . .

قال سبحانه : وإن ربك لهو العزيز في نقمته منهم بالغرق الرحيم [ آية :

١٢٢ ] بالمؤمنين إذ نجاهم من الغرق ، إنما ذكر اللّه تعالى تكذيب الأمم الخالية رسلهم ، لما

كذب كفار قريش النبي صلى اللّه عليه وسلم بالرسالة ، أخبر اللّه عز وجل النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه أرسله كما أرسل

نوحاً وهوداً وصالحاً ولوطاً وشعيباً ، فكذبهم قومهم ، فكذلك أنت يا محمد ، وذكر عقوبة

الذين كذبوا رسلهم لئلا يكذب كفار قريش محمداً صلى اللّه عليه وسلم ، فحذرهم مثل عذاب الأمم

الخالية .

١٢٣

الشعراء : ١٢٣ كذبت عاد المرسلين

 كذبت عاد المرسلين [ آية : ١٢٣ ]

١٢٤

الشعراء : ١٢٤ إذ قال لهم . . . . .

 إذ قال لهم أخوهم هود ليس بأخيهم في الدين

ولكن أخوهم في النسب ألا تتقون [ آية : ١٢٤ ] يعنى ألا تخشون اللّه عز وجل ،

١٢٥

الشعراء : ١٢٥ إني لكم رسول . . . . .

 إني لكم رسول أمين [ آية : ١٢٥ ] فيما بينكم وبين ربكم ،

١٢٦

الشعراء : ١٢٦ فاتقوا اللّه وأطيعون

 فاتقوا اللّه يعنى فاعبدوا

اللّه وأطيعون [ آية : ١٢٦ ] فيما آمركم به من النصيحة

١٢٧

الشعراء : ١٢٧ وما أسألكم عليه . . . . .

 وما أسئلكم عليه من أَجرٍ

يقول : لا أسألكم على الإيمان جعلاً إن أجري يقول : ما أجرى إلا على رب العالمين [ آية : ١٢٧ ] .

١٢٨

الشعراء : ١٢٨ أتبنون بكل ريع . . . . .

 أتبنون بكل ريع يعنى طريق ءاية يعنى علماً تعبثون [ آية : ١٢٨ ] يعنى

تلعبون ، وذلك أنهم كانوا إذا سافروا لا يهتدون إلا بالنجوم ، فبنوا القصور الطوال عبثاً

يقول : علماً بكل طريق يهتدون بها في طريقهم ،

١٢٩

الشعراء : ١٢٩ وتتخذون مصانع لعلكم . . . . .

 وتتخذون مصانع يعنى القصور

ليذكروا بها هذا منزل بني فلان ، وبني فلان لعلكم يعنى كأنكم تخلدون

[ آية : ١٢٩ ] في الدنيا فلا تموتون .

١٣٠

الشعراء : ١٣٠ وإذا بطشتم بطشتم . . . . .

 وإذا بطشتم بطشتم جبارين [ آية : ١٣٠ ] يقول : إذا أخذتم فقتلتم في غير

حق ، كفعل الجبارين ، والجبار من يقتل بغير حق ،

١٣١

الشعراء : ١٣١ فاتقوا اللّه وأطيعون

 فاتقوا اللّه وأطيعون [ آية : ١٣١ ]

١٣٢

الشعراء : ١٣٢ واتقوا الذي أمدكم . . . . .

 واتقوا الذي أمدكم يقول : اتقوا اللّه الذي أعطاكم بما تعلمون [ آية : ١٣٢ ] من

الخير .

١٣٣

الشعراء : ١٣٣ أمدكم بأنعام وبنين

ثم أخبر بالذي أعطاهم ، فقال سبحانه : أمدكم بأنعام وبنين [ آية : ١٣٣ ]

١٣٤

الشعراء : ١٣٤ وجنات وعيون

 وجنات يقول : البساتين وعيون [ آية : ١٣٤ ] يعنى وأنهار جارية أعطاهم هذا

الخير كله ،

١٣٥

الشعراء : ١٣٥ إني أخاف عليكم . . . . .

بعدما أخبرهم عن قوم نوح بالغرق ، قال : فإن لم تؤمنوا ف إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم [ آية : ١٣٥ ] إن ينزل بكم في الدنيا ،

١٣٦

الشعراء : ١٣٦ قالوا سواء علينا . . . . .

يعنى بالعظيم الشديد فردوا

عليه السلام قالوا سواء علينا أوعظت بالعذاب أم لم تكن من الواعظين [ آية :

١٣٦ ]

١٣٧

الشعراء : ١٣٧ إن هذا إلا . . . . .

 إن هذا إلا خلق الأولين [ آية : ١٣٧ ] يعنى ما هذا العذاب الذي يقول هود إلا

أحاديث الأولين

١٣٨

الشعراء : ١٣٨ وما نحن بمعذبين

 وما نحن بمعذبين [ آية : ١٣٨ ] .

١٣٩

الشعراء : ١٣٩ فكذبوه فأهلكناهم إن . . . . .

 فكذبوه بالعذاب في الدنيا فأهلكناهم بالريح إن في ذلك لآية يقول :

إن في هلاكهم بالريح لعبرة لمن بعدهم من هذه الأمة ، فيحذروا مثل عقوبتهم ، ثم قال

سبحانه : وما كان أكثرهم مؤمنين [ آية : ١٣٩ ] ولو كان أكثرهم مؤمنين لم يعذبوا في

الدنيا ،

١٤٠

الشعراء : ١٤٠ وإن ربك لهو . . . . .

 وإن ربك لهو العزيز في نقمته من أعدائه حين أهلكهم بالريح الرحيم

[ آية : ١٤٠ ] بالمؤمنين حين أنجاهم

١٤١

الشعراء : ١٤١ كذبت ثمود المرسلين

 كذبت ثمود المرسلين [ آية : ١٤١ ] يعنى صالحاً وحده

١٤٢

الشعراء : ١٤٢ إذ قال لهم . . . . .

 إذ قال لهم أخوهم صالح

في النسب ، وليس بأخيهم في الدنيا ألا تتقون [ آية : ١٤٢ ] يعنى ألا تخشون اللّه عز وجل

١٤٣

الشعراء : ١٤٣ إني لكم رسول . . . . .

 إني لكم رسول أمين [ آية : ١٤٣ ] فيما بينكم وبين اللّه عز وجل .

١٤٤

الشعراء : ١٤٤ فاتقوا اللّه وأطيعون

 فاتقوا اللّه وأطيعون [ آية : ١٤٤ ] فيما آمركم به

١٤٥

الشعراء : ١٤٥ وما أسألكم عليه . . . . .

 وما أسئلكم عليه يعنى على

الإيمان من أجر يعنى جعلاً إن أجري يعنى جزائي إلا على رب العالمين [ آية :

١٤٥ ] ثم قال صالح عليه السلام :

١٤٦

الشعراء : ١٤٦ أتتركون في ما . . . . .

 أتتركون في ماههنا من الخير ءامنين [ آية :

١٤٦ ] من الموت .

١٤٧

الشعراء : ١٤٧ في جنات وعيون

ثم أخبر عن الخير ، فقال سبحانه : في جنات وعيون [ آية : ١٤٧ ]

١٤٨

الشعراء : ١٤٨ وزروع ونخل طلعها . . . . .

 وزروع ونخل طلعها هضيم [ آية : ١٤٨ ] يعنى طلعها متراكب بعضها على بعض من الكثرة

١٤٩

الشعراء : ١٤٩ وتنحتون من الجبال . . . . .

 وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين [ آية : ١٤٩ ] يعنى حاذقين بنحتها

١٥٠

الشعراء : ١٥٠ فاتقوا اللّه وأطيعون

 فاتقوا اللّه وأطيعون [ آية : ١٥٠ ] فيما آمركم به من النصحية ولا تطيعوا أمر المسرفين [ آية :

١٥١ ] يعنى التسعة الذين عقروا الناقة ،

١٥٢

الشعراء : ١٥٢ الذين يفسدون في . . . . .

فقال : تعالى الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون [ آية : ١٥٢ ] يقول : الذين يعصون في الأرض ، ولا يطيعون اللّه عز وجل ،

فيما أمرهم به ،

١٥٣

الشعراء : ١٥٣ قالوا إنما أنت . . . . .

 قالوا إنما أنت من المسحرين [ آية : ١٥٣ ] .

حدثنا أبو محمد ، قال : حدثنا الأثرم ، قال أبو عبيدة والفراء : المسحر المخلوق ، ويقال

أيضاً : الذي له سحر يجتمع فيه طعامه أسفل نحره ، لأن نصف العنق نحر ، ونصفه سحر .

١٥٤

الشعراء : ١٥٤ ما أنت إلا . . . . .

 ما أنت إلا بشر مثلنا يقول : إنما أنت بشر مثلنا في المنزلة ، ولا تفضلنا في شيء

لست بملك ، ولا رسول فأَت بئاية إِن كنت من الصادقين [ آية : ١٥٤ ] بأنك

رسول اللّه إلينا ، فقال لهم صالح : إن اللّه عز وجل سيخرج لكم من هذه الصخرة ناقة

وبراء عشراء ، يعنى حامل ، قال مقاتل : كانت الناقة من غير نسل ، ثم انشقت عن الناقة .

١٥٥

الشعراء : ١٥٥ قال هذه ناقة . . . . .

و قال لهم صالح ، عليه السلام : هذه ناقة اللّه لكم آية بأني رسول اللّه

 لها شرب ولكم شرب يوم معلوم [ آية : ١٥٥ ] وكان للناقة يوم ، ولهم يوم ، وإذا كان

شرب يوم الناقة من الماء كانوا في لبن ما شاءوا ، وليس لهم ماء ، فإذا كان يومهم ، لم

يكن للناقة ماء ، وكان لأهل القرية ولمواشيهم يوم ، ولها يوم آخر ، فذروها تأكل في

أرض اللّه .

١٥٦

الشعراء : ١٥٦ ولا تمسوها بسوء . . . . .

 ولا تمسوها بسوء يعني ولا تعقروها . فيأخذكم عذاب يوم عظيم [ آية : ١٥٦ ]

في الدنيا

١٥٧

الشعراء : ١٥٧ فعقروها فأصبحوا نادمين

 فعقروها يوم الأربعاء ، فماتت فأصبحوا نادمين [ آية : ١٥٧ ] على

عقرها ،

١٥٨

الشعراء : ١٥٨ فأخذهم العذاب إن . . . . .

 فأخذهم العذاب يوم السبت من صيحة جبريل ، عليه السلام ، فماتوا أجمعين

 إن في ذلك لآية يعنى في هلاكهم بالصيحة لعبرة لمن بعدهم من هذه الأمة يحذر

كفار مكة مثل عذابهم .

قال سبحانه : وما كان أكثرهم مؤمنين [ آية : ١٥٨ ] يعنى لو كان أكثرهم

١٥٩

مؤمنين ما عذبوا في الدنيا

الشعراء : ١٥٩ وإن ربك لهو . . . . .

 إن ربك لهو العزيز في نقمته من أعدائه الرحيم

[ آية : ١٥٩ ] بالمؤمنين ، وعاد وثمود ابنا عم ، ثمود بن عابر بن أرم بن سام بن نوح ، وهود

بن شالح .

١٦٠

الشعراء : ١٦٠ كذبت قوم لوط . . . . .

 كذبت قوم لوط المرسلين [ آية : ١٦٠ ] كذبوا لوطاً وحده ، ولوط بن حراز بن آزر ،

فسارة أخت لوط ، عليه السلام ،

١٦١

الشعراء : ١٦١ إذ قال لهم . . . . .

 إذ قال لهم أخوهم لوط ابن حراز ألا تتقون [ آية :

١٦١ ] يعنى ألا تخشون اللّه عز وجل .

١٦٢

الشعراء : ١٦٢ إني لكم رسول . . . . .

 إني لكم رسول أمين [ آية : ١٦٢ ]

١٦٣

الشعراء : ١٦٣ فاتقوا اللّه وأطيعون

 فاتقوا اللّه وأطيعون [ آية : ١٦٣ ] فيما آمركم

به من النصيحة

١٦٤

الشعراء : ١٦٤ وما أسألكم عليه . . . . .

 وما أَسئلكم عليه من أجر يعنى ما أسألكم على الإيمان من جعل إن أجري يعني ما جزائي إلا على رب العالمين [ آية : ١٦٤ ] .

١٦٥

الشعراء : ١٦٥ أتأتون الذكران من . . . . .

 أتأتون الذكران من العالمين [ آية : ١٦٥ ] يعنى نكاح الرجال

١٦٦

الشعراء : ١٦٦ وتذرون ما خلق . . . . .

 وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم يعنى بالأزواج فروج نسائكم بل أنتم قوم عادون [ آية : ١٦٦ ]

يعنى معتدين

١٦٧

الشعراء : ١٦٧ قالوا لئن لم . . . . .

 قالوا لئن لم تنته يعنى لئن لم تسكت عنا يا لوط لتكونن من

المُجرمينَ [ آية : ١٦٧ ] من القرية ،

١٦٨

الشعراء : ١٦٨ قال إني لعملكم . . . . .

 قال لوط : إني لعملكم يعني إتيان الرجال

 من القالين [ آية : ١٦٨ ] يعنى الماقتين

١٦٩

الشعراء : ١٦٩ رب نجني وأهلي . . . . .

 رب نجني وأهلي مما يعملون [ آية : ١٦٩ ] من

الخبائث

١٧٠

الشعراء : ١٧٠ فنجيناه وأهله أجمعين

 فنجيناه وأهله أجمعين [ آية : ١٧٠ ] .

١٧١

الشعراء : ١٧١ إلا عجوزا في . . . . .

ثم استثنى ، فقال : إلا عجوزا في الغابرين [ آية : ١٧١ ] يعنى الباقين في العذاب

يعنى امرأته

١٧٢

الشعراء : ١٧٢ ثم دمرنا الآخرين

 ثم دمرنا يعنى أهلكنا الآخرين [ آية : ١٧٢ ] بالخسف والحصب ،

فذلك قوله تعالى :

١٧٣

الشعراء : ١٧٣ وأمطرنا عليهم مطرا . . . . .

 وأمطرنا عليهم مطرا يعنى الحجارة فساء يعنى فبئس مطر المنذرين [ آية : ١٧٣ ] يعنى الذين أنذروا بالعذاب خسف اللّه بقرى قوم لوط ، وأرسل

الحجارة على من كان خارجاً من القرية .

١٧٤

الشعراء : ١٧٤ إن في ذلك . . . . .

 إن في ذلك لآية يعنى إن في هلاكهم بالخسف والحصب لعبرة لهذه الأمة ، ثم قال

تعالى : وما كان أكثرهم مؤمنين [ آية : ١٧٤ ] لو كان أكثرهم مؤمنين لم يعذبوا في الدنيا

١٧٥

الشعراء : ١٧٥ وإن ربك لهو . . . . .

 وإن ربك لهو العزيز في نقمته الرحيم [ آية : ١٧٥ ] بالمؤمنين ، وذلك قوله تعالى :

 ولقد أنذرهم بطشنا [ القمر : ٣٦ ] .

١٧٦

الشعراء : ١٧٦ كذب أصحاب الأيكة . . . . .

 كذب أًصحاب لئيكة يعنى غيطة الشجر ، كان أكثر الشجر الدوم ، وهو المقل

 المرسلين [ آية : ١٧٦ ] يعنى كذبوا شعيباً ، عليه السلام ، وحده ، وشعيب بن نويب

ابن مدين بن إبراهيم خليل الرحمن .

١٧٧

الشعراء : ١٧٧ إذ قال لهم . . . . .

 إذ قال لهم شعيب ولم يكن شعيب من نسبهم ، فلذلك لم يقل عز وجل أخوهم

شعيب ، وقد كان أرسل إلى أمة غيرهم أيضاً إلى ولد مدين ، وشعيب من نسائهم ، فمن

ثم قال في هذه السورة : إذ قال لهم شعيب ولم يقل أخوهم ، لأنه ليس من نسلهم ،

 ألا تتقون [ آية : ١٧٧ ] يقول : ألا تخشون اللّه عز وجل ؟

١٧٨

الشعراء : ١٧٨ إني لكم رسول . . . . .

 إني لكم رسول أمين [ آية : ١٧٨ ]

١٧٩

الشعراء : ١٧٩ فاتقوا اللّه وأطيعون

 فاتقوا اللّه وأطيعون [ آية : ١٧٩ ] فيما آمركم

به من النصيحة

١٨٠

الشعراء : ١٨٠ وما أسألكم عليه . . . . .

 وما أسئلكم عليهِ يعنى على الإيمان من أجر يعنى من جعل

 إن أجري يعنى ما جزائي إلا على رب العالمين [ آية : ١٨٠ ] .

١٨١

الشعراء : ١٨١ أوفوا الكيل ولا . . . . .

 أوفوا الكيل ولا تنقصوه ولا تكونوا من المخسرين [ آية : ١٨١ ] يعنى من

المنقصين للكيل

١٨٢

الشعراء : ١٨٢ وزنوا بالقسطاس المستقيم

 وزنوا بالقسطاس المستقيم [ آية : ١٨٢ ] يعنى بالميزان المستقيم

والميزان بلغة الروم القسطاس ،

١٨٣

الشعراء : ١٨٣ ولا تبخسوا الناس . . . . .

 ولا تبخسوا الناس أشياءهم يقول : ولا تنقصوا الناس

حقوقهم في الكيل والميزان . ولا تعثوا في الأرض يعنى ولا تسعوا في الأرض

 مفسدين [ آية : ١٨٣ ] بالمعاصي .

١٨٤

الشعراء : ١٨٤ واتقوا الذي خلقكم . . . . .

 واتقوا يقول : واخشوا أن يعذبكم في الدنيا الذي خلقكم و خلق

 والجبلة يعنى الخليقة الأولين [ آية : ١٨٤ ] يعنى الأمم الخالية الذين عذبوا

في الدنيا قوم نوح وصالح ، وقوم لوط .

١٨٥

الشعراء : ١٨٥ قالوا إنما أنت . . . . .

 قالوا إنما أنت من المسحرين [ آية : ١٨٥ ] يعنى أنت بشر مثلنا لست بملك ، ولا

رسول ،

١٨٦

الشعراء : ١٨٦ وما أنت إلا . . . . .

فذلك قوله سبحانه : وما أنت إلا بشر مثلنا لا تفضلنا في شيء فنتبعك ،

 وإن نظنك يقول : وقد نحسبك يا شعيب لمن الكاذبين [ آية : ١٨٦ ] يعنى

حين تزعم أنك نبي رسول .

١٨٧

الشعراء : ١٨٧ فأسقط علينا كسفا . . . . .

 فأسقط علينا كسفا يعنى جانباً من السماء إن كنت من الصادقين [ آية :

١٨٧ ] بأن العذاب نازل بنا لقوله في هود : وإِني أخاف عليكم عذاب يوم محيط

[ هود : ٨٤ ] .

١٨٨

الشعراء : ١٨٨ قال ربي أعلم . . . . .

 قال شعيب : ربي أعلم من غيره بما تعملون [ آية : ١٨٨ ]

من نقصان الكيل والميزان ،

١٨٩

الشعراء : ١٨٩ فكذبوه فأخذهم عذاب . . . . .

 فكذبوه بالعذاب فأخذهم عذاب يوم الظلة وذلك

أن اللّه عز وجل كان حبس عنهم الريح والظل ، فأصابهم حر شديد ، فخرجوا من

منازلهم ، فرفع اللّه عز وجل سحابه فيها عذاب بعد ما أصابهم الحر سبعة أيام ، فانقلبوا

ليستظلوا تحتها ، فأهلكهم اللّه عز وجل حراً وغماً تحت السحابة ، فذلك قوله عز وجل :

 إنه كان عذاب يوم عظيم [ آية : ١٨٩ ] لشدته .

١٩٠

الشعراء : ١٩٠ إن في ذلك . . . . .

 إن في ذلك لآية إن في هلاكهم بالحر والغم لعبرة لمن بعدهم ، يحذر كفار مكة

أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم ، ثم قال عز وجل : وما كان أكثرهم مؤمنين [ آية : ١٩٠ ] يعنى لو كان أكثرهم مؤمنين ما عذبوا في الدنيا

١٩١

الشعراء : ١٩١ وإن ربك لهو . . . . .

 وإن ربك لهو العزيز في نقمته من أعدائه

 الرحيم [ آية : ١٩١ ] بالمؤمنين .

١٩٢

الشعراء : ١٩٢ وإنه لتنزيل رب . . . . .

 وإنه لتنزيل رب العالمين [ آية : ١٩٢ ] وذلك أنه لما قال كفار مكة : إن محمداً صلى اللّه عليه وسلم

يتعلم القرآن من أبي فكيهة ، ويجيء به الري ، وهو شيطان ، فيلقيه على لسان محمد صلى اللّه عليه وسلم ،

فأكذبهم اللّه تعالى ، فقال عز وجل : وإنه لتنزيل رب العالمين يعنى القرآن

١٩٣

الشعراء : ١٩٣ نزل به الروح . . . . .

 نزل به الروح الأمين [ آية : ١٩٣ ] يعنى جبريل ، عليه السلام ، أمين فيما استودعه اللّه عز وجل

من الرسالة إلى الأنبياء ، عليهم السلام ، نزله على قلبك ليثبت به قلبك يا محمد ،

١٩٤

الشعراء : ١٩٤ على قلبك لتكون . . . . .

 لتكون من المنذرين [ آية : ١٩٤ ] .

١٩٥

الشعراء : ١٩٥ بلسان عربي مبين

أنزله بلسان عربي مبين [ آية : ١٩٥ ] ليفقهوا ما فيه لقوله ، إنما يعلمه أبو فكيهة ،

وكان أبو فكيهة أعجمياً ،

١٩٦

الشعراء : ١٩٦ وإنه لفي زبر . . . . .

قال سبحانه : وإنه لفي زبر الأولين [ آية : ١٩٦ ] يقول

أمر محمد صلى اللّه عليه وسلم ونعته في كتب الأولين .

١٩٧

الشعراء : ١٩٧ أو لم يكن . . . . .

ثم قال : أو لم يكن محمد صلى اللّه عليه وسلم  لهم ءايةً يعنى لكفار مكة أن يعلمه علماء بني إسرائيل [ آية : ١٩٧ ] يعنى ابن سلام وأصحابه ،

١٩٨

الشعراء : ١٩٨ ولو نزلناه على . . . . .

 ولو نزلنهُ يعنى القرآن على

بعض الأعجمينَ [ آية : ١٩٨ ] يعنى أبا فكيهة ، يقول : لو أنزلناه على رجل ليس

بعربي اللسان

١٩٩

الشعراء : ١٩٩ فقرأه عليهم ما . . . . .

 فقرأهُ عليهم على كفار مكة ، ل  ما نفقه قوله ما كانوا به

مؤمنينَ [ آية : ١٩٩ ] يعنى بالقرآن مصدقين بأنه من اللّه عز وجل ،

٢٠٠

الشعراء : ٢٠٠ كذلك سلكناه في . . . . .

 كذلكَ

سلكناهُ يعنى هكذا جعلنا الكفر بالقرآن في قلوب المُجرمين [ آية : ٢٠٠ ] .

٢٠١

الشعراء : ٢٠١ لا يؤمنون به . . . . .

 لا يؤمنون به يعنى بالقرآن حتى يروا العذاب الأليم [ آية : ٢٠١ ] يعنى

الوجيع ،

٢٠٢

الشعراء : ٢٠٢ فيأتيهم بغتة وهم . . . . .

 فيأتيهم  العذاب بغته يعنى فجأة وهم لا يشعرون [ آية :

٢٠٢ ] فيتمنون الرجعة والنظرة ،

٢٠٣

الشعراء : ٢٠٣ فيقولوا هل نحن . . . . .

فذلك قوله سبحانه : فيقولوا يعنى كفار مكة هل

نحن منظرون [ آية : ٢٠٣ ] فنعتب ونراجع ، فلما أوعدهم النبي صلى اللّه عليه وسلم العذاب ،   فمتى

هذا العذاب ؟ تكذيباً به .

٢٠٤

الشعراء : ٢٠٤ أفبعذابنا يستعجلون

يقول اللّه عز وجل : أَفبعذابنا يستعجلونَ [ آية : ٢٠٤ ]

٢٠٥

الشعراء : ٢٠٥ أفرأيت إن متعناهم . . . . .

 أَفرءيت إِن متعنهم

سنين [ آية : ٢٠٥ ] في الدنيا

٢٠٦

الشعراء : ٢٠٦ ثم جاءهم ما . . . . .

 ثُم جاءهم بعد ذلك العذاب ما كانوا يوعدونَ

[ آية : ٢٠٦ ]

٢٠٧

الشعراء : ٢٠٧ ما أغنى عنهم . . . . .

 ما أغنى عنهم  من العذاب ما كانوا يمتعونَ [ آية : ٢٠٧ ] في الدنيا .

٢٠٨

الشعراء : ٢٠٨ وما أهلكنا من . . . . .

ثم خوفهم ، فقال سبحانه : وَمَا أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ فيما خلا بالعذاب في الدنيا

 إلا لها منذرونَ [ آية : ٢٠٨ ] يعنى رسلاً تنذرهم العذاب بأنه نازل بهم في الدنيا

٢٠٩

الشعراء : ٢٠٩ ذكرى وما كنا . . . . .

 ذكرى يقول : العذاب يذكر ويفكر وما كنا ظالمينَ [ آية : ٢٠٩ ] فنعذب

على غير ذنب كان منهم ظلماً ، قالت قريش : إنه يجيء بالقرآن الري ، يعنون الشيطان ،

فيلقيه على لسان محمد صلى اللّه عليه وسلم ، فكذبوه بما جاء به .

٢١٠

الشعراء : ٢١٠ وما تنزلت به . . . . .

فأنزل اللّه عز وجل : وما تنزلت به الشياطين [ آية : ٢١٠ ]

٢١١

الشعراء : ٢١١ وما ينبغي لهم . . . . .

 وما ينبغي لهم إن

ينزلوا بالقرآن وما يستطيعون [ آية : ٢١١ ] لأنه حيل بينهم وبين السمع بالملائكة

والشهب ، وذلك أنهم كانوا يستمعون إلى السماء قبل أن يبعث النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فلما بعث

رمتهم الملائكة بالشهب

٢١٢

الشعراء : ٢١٢ إنهم عن السمع . . . . .

فذلك قوله سبحانه : إنهم عن السمع لمعزولون [ آية : ٢١٢ ] بالملائكة والكواكب

٢١٣

الشعراء : ٢١٣ فلا تدع مع . . . . .

 فلا تدع يعني مع اللّه إلهاً ءاخر وذلك حين دعى إلى دين آبائه ، فقال : لا تدع

يعني فلا تعبد مع اللّه إلهاً آخر فتكون من المعذبين [ آية : ٢١٣ ]

٢١٤

الشعراء : ٢١٤ وأنذر عشيرتك الأقربين

 وأنذر عشيرتك الأقربين [ آية : ٢١٤ ] لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : إني أرسلت إلى الناس

عامة ، وأرسلت إليكم يا بني هاشم ، وبني المطلب خاصة ، وهم الأقربون ، وهما أخوان

ابنا عبد مناف .

٢١٥

الشعراء : ٢١٥ واخفض جناحك لمن . . . . .

 واخفض جناحك يعني لين لهم جناحك لمن اتبعك من المؤمنين [ آية : ٢١٥ ]

٢١٦

الشعراء : ٢١٦ فإن عصوك فقل . . . . .

 فإن عصوك يعني بني هاشم ، وبني عبد المطلب ، فلم يجيبوك إلى الإيمان فقل إِني

برئ مما تعملونَ [ آية : ٢١٦ ] من الشرك والكفر .

٢١٧

الشعراء : ٢١٧ وتوكل على العزيز . . . . .

 وتوكل يعنى وثق باللّه عز وجل على العزيز في نقمته الرحيم [ آية :

٢١٧ ] بهم حين لا يعجل عليهم بالعقوبة ، وذلك حين دعى إلى ملة آبائه ،

٢١٨

الشعراء : ٢١٨ الذي يراك حين . . . . .

ثم قال

سبحانه : الذي يراك حين تقوم [ آية : ٢١٨ ] وحدك إلى الصلاة .

٢١٩

الشعراء : ٢١٩ وتقلبك في الساجدين

 وتقلبك يعنى ويرى ركوعك وسجودك وقيامك فهذا التقلب في الساجدين

[ آية : ٢١٩ ] يعني ويراك مع المصلين في جماعة

٢٢٠

الشعراء : ٢٢٠ إنه هو السميع . . . . .

 إنه هو السميع لما قالوا حين دعى إلى

دين آبائه العليم [ آية : ٢٢٠ ] بما قال كفار مكة .

٢٢١

الشعراء : ٢٢١ هل أنبئكم على . . . . .

 هل أنبئكم على من تنزل الشياطين [ آية : ٢٢١ ] لقولهم : إنما نجيء به الري فيلقيه على

لسان محمد صلى اللّه عليه وسلم

٢٢٢

الشعراء : ٢٢٢ تنزل على كل . . . . .

 تنزل على كل أفاك يعنى كذاب أثيم [ آية : ٢٢٢ ] بربه منهم

مسيلمة الكذاب ، وكعب بن الأشرف يلقون السمع يقول : تلقى الشياطين بآذنهم

إلى السمع في السماء لكلام الملائكة ، وذلك أن اللّه عز وجل إذا أراد أمراً في أهل

الأرض أعلم به أهل السماوات من الملائكة ، فتكلموا به ، فتسمع الشياطين لكلام

الملائكة ، وترميهم بالشهب فيخطفون الخطفة ،

٢٢٣

الشعراء : ٢٢٣ يلقون السمع وأكثرهم . . . . .

ثم قال عز وجل : وأكثرهم كاذبون [ آية : ٢٢٣ ] يعنى الشياطين حين يخبرون الكهنة أنه يكون في الأرض كذا

وكذا .

٢٢٤

الشعراء : ٢٢٤ والشعراء يتبعهم الغاوون

قال سبحانه : والشعراء يتبعهم الغاوون [ آية : ٢٢٤ ] منهم عبد اللّه بن

الزبعري السهمي ، وأبو سفيان بن عبد المطلب ، وهميرة بن أبي وهب المخزومي ،

ومشافع بن عبد مناف عمير الجمحي ، وأبو عزة اسمه عمرو بن عبد اللّه ، كلهم من

قريش ، وأمية بن أبي الصلت الثقفي ، تكلموا بالكذب والباطل ، و  نحن نقول مثل

قول محمد صلى اللّه عليه وسلم قالوا الشعر ، واجتمع إليهم غواة من قومهم يستمعون من أشعارهم ،

ويروون عنهم ، حتى يهجون .

٢٢٥

الشعراء : ٢٢٥ ألم تر أنهم . . . . .

فذلك قوله عز وجل : ألم تر أنهم في كل واد يهيمون [ آية : ٢٢٥ ] يعنى في كل

طريق ، يعنى في كل فن من الكلام يأخذون ،

٢٢٦

الشعراء : ٢٢٦ وأنهم يقولون ما . . . . .

 وأنهم يقولون ما لا يفعلون [ آية :

٢٢٦ ] . فعلنا وفعلنا وهم كذبة ، فاستأذن شعراء المسلمين أن يقتصوا من المشركين منهم

عبد اللّه بن رواحة ، وحسان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، من بني سلمة بن خثم ، كلهم

من الأنصار ، فأذن لهم النبي صلى اللّه عليه وسلم فهجوا المشركين ، ومدحوا النبي صلى اللّه عليه وسلم : فأنزل اللّه تعالى :

 والشعراء يتبعهم الغاوون إلى آخر آيتين .

ث

٢٢٧

الشعراء : ٢٢٧ إلا الذين آمنوا . . . . .

م استثنى عز وجل شعراء المسلمين ، فقال : إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وذكروا

اللّه كثيراً ونتصروا على المشركين من بعده ما ظلموا يقول : انتصر شعراء المسلمين

من شعراء المشركين ، فقال : وسيعلم الذين ظلموا يعنى أشركوا أي منقلب ينقلبون

[ آية : ٢٢٧ ] يقول : ينقلبون في الآخرة إلى الخسران .

حدثنا عبيد اللّه بن ثابت ، قال : حدثني أبي ، عن الهذيل ، عن رجل ، عن الفضيل بن

عيسى الرقاشي ، قال : بلسان عربي مبين ، قال : فضله على الألسن .

قال الهذيل : سمعت المسيب يحدث عن أبي روق ، قال : كانت ناقة صالح عليه

السلام ، يوضع لها الإناء فتدر فيه اللبن .

حدثنا عبد اللّه ، قال : حدثني أبي ، عن الهذيل ، عن علي بن عاصم ، عن الفضل بن

عيسى الرقاشي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد اللّه ، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قال :

لما كلم اللّه عز وجل موسى ، عليه السلام ، فوق الطور ، فسمع كلاماً فوق الكلام

الأول ، فقال : يا رب هذا كلامك الذي كلمتني به ، قال : لا يا موسى ، إنما كلمتك بقوة

عشرة آلاف لسان ، ولي قوة الألسن كلها ، وأنا أقوى من ذلك ، فلما رجع موسى ، عليه

السلام ، إلى قومه ،   يا موسى ، صف لنا كلام الرحمن ؟ قال : سبحان اللّه ، لا

أستطيع ،   فشبهه ، قال : ألم تروا إلى أصوات الصواعق التي تقتل بأحلى حلاوة إن

سمعتموه ، فإنه قريب منه ، وليس به .

﴿ ٠