سورة النملمقدمة سورة النمل مكية ، وهي ثلاث وتسعون آية كوفية بسم اللّه الرحمن الرحيم ١النمل : ١ طس تلك آيات . . . . . طس تلك ءايت القرآن وكتاب مُبين [ آية : ١ ] يعنى بين ما فيه أمره ونهيه ٢النمل : ٢ هدى وبشرى للمؤمنين هدى يعنى بيان من الضلالة لمن عمل به وبشرى لما فيه من الثواب للمؤمنين [ آية : ٢ ] يعنى للمصدقين بالقرآن بأنه من اللّه عز وجل . ٣النمل : ٣ الذين يقيمون الصلاة . . . . . فقال سبحانه : الذين يقيمون الصلاة يعنى يتمون الصلاة المكتوبة ويؤتون الزكوة يعنى ويعطون الزكاة المفروضة وهم بالآخرة يعنى بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال هم يوقنون [ آية : ٣ ] . ٤النمل : ٤ إن الذين لا . . . . . أن الذين لا يؤمنون بالآخرة يعنى لا يصدقون بالبعث زينا لهم أعمالهم يعنى ضلالتهم فهم يعمهون [ آية : ٤ ] يعنى يترددون فيها ٥النمل : ٥ أولئك الذين لهم . . . . . أولئك الذين لهم سوء يعنى شدة العذاب في الآخرة وهم في الآخرة الأخسرونَ [ آية : ٥ ] . ٦النمل : ٦ وإنك لتلقى القرآن . . . . . وإنك لتلقى يعني لتؤتى القرآن كقوله سبحانه : وما يلقاها [ فضلت : ٣٥ ] يعنى وما يؤتاها ، ثم قال : من لدن حكيم في أمره عليم [ آية : ٦ ] بأعمال الخلق . ٧النمل : ٧ إذ قال موسى . . . . . إذ قال موسى لأهله يعنى امرأته حين رأى النار إِني ءانست ناراً يقول : إني رأيت ناراً ، وهو نور رب العزة جل ثناؤه ، رآه ليلة الجمعة عن يمين الجبل بالأرض المقدسة سئاتيكم منها بخير أين الطريق ، وقد كان تحير وترك الطريق ، ثم قال : فإن لم أجد من يخبرني الطريق أو ءاتيكم بشهاب قبس يقول : آتيكم بنار قبسة مضيئة لعلكم تصطلحون [ آية : ٧ ] من البرد . ٨النمل : ٨ فلما جاءها نودي . . . . . فلما جاءها يعني النار ، وهو نور رب العزة ، تبارك وتعالى نودى أن بروك من في النار ومن حولها يعنى الملائكة وسبحان اللّه رب العالمين [ آية : ٨ ] في التقديم ، ٩النمل : ٩ يا موسى إنه . . . . . ثم قال : يا موسى إنه أنا اللّه يقول : إن النور الذي رأيت أنا العزيز الحكيم [ آية : ٩ ] ١٠النمل : ١٠ وألق عصاك فلما . . . . . وَأَلق عصاك فلما رءاها تهتز ينعى تحرك كأنها جان يعني كأنها كانت حية ولى مدبرا من الخوف من الحية ولم يعقب يعنى ولم يرجع ، يقول اللّه عز وجل يا موسى لا تخف من الحية إني لا يخاف لدي يعنى عندي المرسلون [ آية : ١٠ ] ١١النمل : ١١ إلا من ظلم . . . . . إلا من ظلم نفسه من الرسل ، فإنه يخاف ، فكان منهم آدم ، ويونس وسليمان ، وأخوة يوسف ، وموسى بقتله النفس ، عليهم السلام ثم بدل حسنا بعد سوء يعنى فمن بدل إحساناً بعد إساءته فإني غفور رحيم [ آية : ١١ ] . ١٢النمل : ١٢ وأدخل يدك في . . . . . وأدخل يدك اليمن في جيبك يعنى جيب المدرعة من قبل صدره ، وهي مضربة تخرج اليد من المدرعة بيضاء لها شعاع كشعاع الشمس من غير سوء يعنى من غير برص ، ثم انقطع الكلام ، يقول اللّه تبارك وتعالى لمحمد صلى اللّه عليه وسلم : في تسع ءايت يعنى أعطى تسع آيات اليد ، والعصا ، والطوفان ، والجراد ، والقمل والضفادع ، والدم ، والسنين ، والطمس ، فآيتان منهما أعطى موسى ، عليه السلام ، بالأرض المقدسة اليد والعصى ، حين أرسل إلى فرعون ، وأعطى سبع آيات بأرض مصر حين كذبوه ، فكان أولها اليد ، وآخرها الطمس ، يقول : إلى فرعون واسمه فيطوس وقومه أهل مصر إنهم كانوا قوما فاسقين [ آية : ١٣ ] يعنى عاصين . ١٣النمل : ١٣ فلما جاءتهم آياتنا . . . . . فلما جاءتهم ءايتنا مُبصرةً يعنى مبينة معانية يرونها يا موسى هذا الذي جئت به سحر مبين [ آية : ١٣ ] يعنى بين ، يقول اللّه عز وجل : ١٤النمل : ١٤ وجحدوا بها واستيقنتها . . . . . وجحدوا بها يعنى بالآيات ، يعني بعد المعرفة ، فيها تقديم واستيقنتها أنفسهم أنها من اللّه عز وجل ، وأنها ليست بسحر ظلما شركاً وعلوا تكبراً فانظر كيف كان عاقبة المفسدين [ آية : ١٤ ] في الأرض بالمعاصي ، كان عاقبتهم الغرق ، وإنما استيقنوا بالآيات أنها من اللّه ، لدعاء موسى ربه أن يكشف عنهم الرجز ، فكشفه عنهم ، وقد علموا ذلك . ١٥النمل : ١٥ ولقد آتينا داود . . . . . ولقد ءاتينا يعنى أعطينا داود وسليمان علما بالقضاء ، وبكلام الطير ، وبكلام الدواب وقالا الحمد للّه الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين [ آية : ١٥ ] يعنى بالقضاء ، والنبوة ، والكتاب ، وكلام البهائم ، والملك الذي أعطاهما اللّه عز وجل ، وكان سليمان أعظم ملكاً من داود ، وأفطن منه ، وكان داود أكثر تعبداً من سليمان . ١٦النمل : ١٦ وورث سليمان داود . . . . . وورث سليمان داود يعنى ورث سليمان علم داود وملكه وقال سليمان لبني إسرائيل : يأيها الناسُ علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيءٍ يعنى أعطينا الملك والنبوة والكتاب والرياح ، وسخرت لنا الشياطين ، ومنطق الدواب ، ومحاريب وتماثيل ، وجفان والكتاب والرياح ، وسخرت لنا الشياطين ، ومنطق الدواب ، ومخاريب ، وتماثيل ، وجفان كالجوابي ، وقدرو راسيات وعن القطر يعنى عين الصفر . إن هذا الذي أعطينا لهو الفضل المبين [ آية : ١٦ ] يعنى البين ١٧النمل : ١٧ وحشر لسليمان جنوده . . . . . وحشر لسليمان يعنى وجمع لسليمان جنوده من الجن طائفة و من الإنس و من الطير طائفة فهم يوزعون [ آية : ١٧ ] يعنى يساقون ، وكان سليمان استعمل جنداً يرد الأول على الآخر حتى ينام الناس ., ١٨النمل : ١٨ حتى إذا أتوا . . . . . وقال عز وجل حتى إذا أتوا على واد النمل من أرض الشام قالت نملة واسمها الجرمى يا أيها النمل ادخلوا وهن خارجات ، فقالت : ادخلوا مساكنكم يعنى بيوتكم لا يحطمنكم سليمان يعني لا يهلكنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون [ آية : ١٨ ] بهلاككم ، فسمع سليمان قولها من ثلاثة أميال . فانتهى إليها سليمان حين قالت : وهم لا يشعرون . ١٩النمل : ١٩ فتبسم ضاحكا من . . . . . فتبسم ضاحكا من قولها ضحك من ثناءها على سليمان بعدله في ملكه ، أنه لو يشعر بكم لم يحطمكم ، يعنى بالضحك الكشر ، وقال سليمان : لقد علمت النمل أنه ملك لا بغي فيه ، ولا فخر ولئن علم بنا قبل يغشانا لم نوطأ ، ثم وقف سليمان بمن معه من الجنود ليدخل النمل مساكنهم ، ثم حمد ربه عز وجل حين علمه منطق كل شيء فسمع كلام النملة وقال رب أوزعني يعني ألهمني أَن أَن أشكر نعمتك التي أَنعمت علي وعلى والدي من قبلي ، يعنى أبويه داود ، وأمه بتشايع بنت الياثن و ألهمني وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك يعني بنعمتك في يعني مع عبادك الصالحين [ آية : ١٩ ] الجنة . ٢٠النمل : ٢٠ وتفقد الطير فقال . . . . . وتفقد الطير يعني الهدهد حين سار من بيت المقدس قبل اليمن ، فلما مر بالمدينة وقف ، فقال إن اللّه عز وجل : سيبعث من هاهنا نبياً طوبى لمن تبعه ، فلما أراد أن ينزل فقال مالي لا أرى الهدهد أم والميم ها هنا صلة ، كقوله تعالى : أم عندهم يعنى أعندهم الغيب فيهم يكتبون [ الطور : ٤١ ، والقلم : ٤٧ ] أم كان من الغائبين [ آية : ٢٠ ] . ٢١النمل : ٢١ لأعذبنه عذابا شديدا . . . . . لأعذبنه عذابا شديدا يعنى لأنتفن ريشه ، فلا يطير مع الطير حولاً أَو لأأذبحنهُ يعنى لأقتلنه أو ليأتيني بسلطان مبين [ آية : ٢١ ] يعنى حجة بينة أعذره بها ، ٢٢النمل : ٢٢ فمكث غير بعيد . . . . . فمكث غير بعيد يقول : لم يلبث إلا قليلاً ، حتى جاء الهدهد ، فوقع بين يدي سليمان ، عليه السلام ، فجعل ينكث بمنقاره ويومئ برأسه إلى سليمان فقال لسليمان : أحطت بما لم تحط به يقول : علمت ما لم تعلم به وجئتك بأمر لم تخبرك به الجن ، ولم تنصحك فيه ، ولم يعمل به الإنس ، وبلغت ما لم تبلغه أنت ولا جنودك ، وجئتك من أرض سبا باليمن بنبإ يقين [ آية : ٢٢ ] يقول : بحديث لا شك فيه ، فقال سليمان : وما ذلك ؟ ٢٣النمل : ٢٣ إني وجدت امرأة . . . . . قال الهدهد : إني وجدت امرأة تملكهم يعنى تملك أهل سبأ وأوتيت يعنى وأعطيت من كل شيءٍ يكون باليمن ، يعنى العلم والمال والجنود والسلطان والزينة وأنواع الخير ، فهذا كله من كلام الهدهد ، وقال الهدهد : ولها عرش عظيم [ آية : ٢٣ ] يعنى ضخم ثمانون ذراعاً في ثمانين ذراعاً ، وارتفاع السرير من الأرض أيضاً ثمانون ذراعاً في ثمانين ذراعاً ، مكلل بالجواهر ، والمرأة اسمها بلقيس بنت أبي سرح ، وهي من الإنس وأمها من الجن ، اسمها فارمة بنت الصخر . ٢٤النمل : ٢٤ وجدتها وقومها يسجدون . . . . . ثم قال : وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون اللّه وزين لهم الشيطان أعمالهم السيئة ، يعنى سجودهم للشمس فصدهم عن السبيل يعنى عن الهدى فهم لا يهتدون [ آية : ٢٤ ] . ٢٥النمل : ٢٥ ألا يسجدوا للّه . . . . . ثم قال الهدهد : ألا يسجدوا للّه الذي يخرج الخبء يعنى الغيث في السماوات والأرض ويعلم ما يخفون في قلوبكم وما تعلنون [ آية : ٢٥ ] بألسنتكم ٢٦النمل : ٢٦ اللّه لا إله . . . . . اللّه لا إله إلا هو رب العرش العظيم [ آية : ٢٦ ] يعنى بالعظيم العرش . ٢٧النمل : ٢٧ قال سننظر أصدقت . . . . . قال سليمان للّهدهد : دلنا على الماء سننظر فيما تقول أصدقت في قولك أم كنت يعنى أم أنت من الكاذبين [ آية : ٢٧ ] مثل قوله عز وجل : كنتم خير أمة أخرجت للناس [ آل عمران : ١١٠ ] . ٢٨النمل : ٢٨ اذهب بكتابي هذا . . . . . وكان الهدهد يدلهم على قرب الماء من الأرض إذا نزلوا ، فدلهم على ماء ، فنزلوا واحتفروا الركايا ، وروى الناس والدواب ، وكانوا قد عطشوا ، فدعا سليمان الهدهد وقال : اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم يعنى إلى أهل سبأ ثم تول يقول : ثم انصرف عنهم فانظر ماذا يرجعون [ آية : ٢٨ ] الجواب ، فحمل الهدهد الكتاب بمنقاره ، فطار حتى وقف على رأس المرأة ، فرفرف ساعة والناس ينظرون ، فرفعت المرأة رأسها ، فألقى الهدهد الكتاب في حجرها ، فلما رأت الكتاب ورأت الخاتم رعدت وخضعت ، وخضع من معها من الجنود ، لأن ملك سليمان ، عليه السلام ، كان في خاتمه فعرفوا أن الذي أرسل هذا الطير أعظم من ملكها ، فقال : إن ملكاً رسله الطير ، إن ذلك الملك عظيم ، فقرأت هي الكتاب ، وكانت عربية من قوم تبع بن أبي شراحيل الحميري ، وقومها من قوم تبع ، وهم عرب ، فأخبرتهم بما في الكتاب ، ولم يكن فيه شيء غير : ′ أنه من سليمان ، وإنه بسم اللّه الرحمن الرحيم ألا تعلوا على ′ ألا تعظموا على ′ وأتوني مسلمين ′ . قال أبو صالح : ويقال : مختوم . ٢٩النمل : ٢٩ قالت يا أيها . . . . . ف قالت المرأة لهم : يأيها الملؤا يعنى الأشراف إني ألقي إلي كتاب كريم [ آية : ٢٩ ] يعنى كتاب حسن ٣٠النمل : ٣٠ إنه من سليمان . . . . . إنه من سليمان وإنه بسم اللّه الرحمن الرحيم [ آية : ٣٠ ] . ٣١النمل : ٣١ ألا تعلوا علي . . . . . ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين [ آية : ٣١ ] . ثم قالت : إن يكن هذا الملك يقاتل على الدنيا ، فإنا نمده بما أراد من الدنيا ، وإن كان يقاتل لربه . فإنه لا يطلب الدنيا ، ولا يريدها ، ولا يقبل منا شيئاً غير الإسلام . ٣٢النمل : ٣٢ قالت يا أيها . . . . . ثم استشارتهم ف قالت يأيها الملؤا يعنى الأشراف ، وهم : ثلاث مائة ، وثلاثة عشر قائداً ، مع كل مائة ألف ، وهم أهل مشورتها ، فقالت لهم أفتوني في أمري من هذا ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون [ آية : ٣٢ ] تقول : ما كنت قاضية أمراً حتى تحضرون . ٣٣النمل : ٣٣ قالوا نحن أولوا . . . . . قالوا لها : نحن أولوا قوة يعنى عدة كثيرة في الرجال ك قوله : فأعينوني بقوة [ الكهف : ٩٥ ] ، يعنى بالرجال وَأَولوا بأس شديد في الحرب ، يعنى الشجاعة والأمر إليك يقول : قد أخبرناك بما عندنا وما نجاوز ما تقولين فانظري ماذا تأمرين [ آية : ٣٣ ] يعنى ماذا تشيرين علينا ، كقول فرعون لقومه : فماذا تأمرون [ الشعراء : ٣٥ ] يعنى ماذا تشيرون علي . ٣٤النمل : ٣٤ قالت إن الملوك . . . . . قالت إِن المُلوك إذا ادخلوا قرية أَفسدوها يعن أهلكوها ، كقوله عز وجل : لفسدت السماوات والأرض يعنى لهلكتها ومن فيهن ، ثم قال : وجعلوا أعزة أهلها أذلة يعنى أهانوا أشرافها وكبراءها لكي يستقيم لهم الأمر ، يقول اللّه عز وجل : وكذلك يفعلون [ آية : ٣٤ ] كما قالت . ٣٥النمل : ٣٥ وإني مرسلة إليهم . . . . . ثم قالت المرأة لأهل مشورتها : وإني مرسلة إليهم بهدية أصانعهم على ملكي إن كانوا أهل دنيا فناظرة بم يرجع المرسلون [ آية : ٣٥ ] من عنده بالجواب ، فأرسلت بالهدية مع الوفد عليهم المنذر بن عمر ، والهدية مائة وصيف ، ومائة وصيفة ، وجعلت للجارية قصة أمامها ، وقصة مؤخرها ، وجعلت للغلام قصة أمامه ، وذؤابة وسط رأسه ، وألبستهم لباساً واحداً ، وبعثت بحقة فيها جوهرتان إحدهما مثقوبة والأخرى غير مثقوبة . وقالت للوفد : إن كان نبياً ، فسيميز بين الجواري والغلمان ويخبر بما في الحقة ، ويرد الهدية فلا يقبلها ، وإن كان ملكاً فسيقبل الهدية ولا يعلم ما في الحقة ، فلما انتهت الهدية إلى سليمان ، عليه السلام ، ميز بين الوصفاء والوصائف من قبل الوضوء ، وذلك أنهُ أمرهم بالوضوء فكانت الجارية تصب الماء على بطن ساعدها ، والغلام على ظهر ساعده ، فيميز بين الوصفاء والوصائف وحرك الحقة ، وجاء جبريل ، عليه السلام ، فأخبره بما فيها فقيل له : ادخل في المثقوبة خيطاً من غير حيلة إنس ولا جان ، وأثقب الأخرى من غير حيلة إنس ولا جان ، وكانت الجوهرة المثقوبة معوجة ، فأتته دودة تكون في الفضفضة وهي الرطبة ، فربط في مؤخرها خيطاً ، فدخلت الجوهرة حتى أنقذت الخيط إلى الجانب الآخر ، فجعل رزقها في الفضة ، وجاءت الأرضة فقالت لسليمان : اجعل رزقي في الخشب والسقوف والبيوت ، قال : نعم ، فثقبت الجوهرة فهذه حيلة من غير إنس ولا جان . وسألوه ماء لم ينزل من السماء ، ولم يخرج من الأرض ، فأمر بالخيل فأجريت حتى عرقت فجمع العرق في شيء حتى صفا وجعله في قداح الزجاج ، فعجب الوفد من علمه ، وجاء جبريل ، عليه السلام ، فأخبره بما في الحقة فأخبرهم سليمان بما فيها ، ثم رد سليمان الهدية . ٣٦النمل : ٣٦ فلما جاء سليمان . . . . . فلما جاء سليمان قال للوفد : أَتمدونن بمال فما ءاتنِيَ اللّه خيرٌ مما ءاتاكم يقول : فما أعطاني اللّه تعالى من الإسلام والنبوة والجنود خير مما أعطاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون [ آية : ٣٦ ] يعنى إذا أهدى بعضكم إلى بعض ، فأما أنا فلا أفرح بها إنما أريد منكم الإسلام . ٣٧النمل : ٣٧ ارجع إليهم فلنأتينهم . . . . . ثم قال سليمان لأمير الوفد . ارجع إليهم بالهدية فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها لا طاقة لهم بها من الجن والإنس ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون [ آية : ٣٧ ] يعنى مذلين بالإنس والجن . ٣٨النمل : ٣٨ قال يا أيها . . . . . ثم قال يأيها الملؤا أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مُسلمينَ [ آية : ٣٨ ] يعنى مخلصين بالتوحيد ، وإنما علم سليمان أنها تسلم ، لأنه أوحى إليه بذلك ، فذلك قال : قبل أن يأتوني مسلمين فيحرم علي سريرها ، لأن الرجل إذا أسلم حرم ماله ودمعه ، وكان سريرها من ذهب قوائمه اللؤلؤ والجوهر ، مستور بالحرير والديباج ، عليه الحجلة . ٣٩النمل : ٣٩ قال عفريت من . . . . . قال عفريت من الجن يعنى مارد من الجن اسمه : الحقيق أَنا ءاتيك به يعنى سريرها قبل أن تقوم من مقامك يعنى من مجلسك ، وكان سليمان ، عليه السلام ، يجلس للناس غدوة فيقضي بينهم حتى يضحى الضحى الأكبر ، ثم يقوم ، فقال : أنا آتيك به قبل أن تحضر مقامك ، وذلك أني أضع قدمي عند منتهى بصري فليس شيء أسرع مني ، فآتيك بالعرش ، وأنت في مجلسك وإني عليه يعنى على حمل السرير لقوي على حمله امين [ آية : ٣٩ ] على ما في السرير من المال . ٤٠النمل : ٤٠ قال الذي عنده . . . . . قال سليمان أريد أسرع من ذلك : قال الذي عنده علم من الكتاب وهو رجل من الإنس من بني إسرائيل كان يعلم اسم اللّه الأعظم ، وكان الرجل اسمه آصف بن برخيا بن شمعيا بن دانيال أَنا ءاتيك به بالسرير قبل أن يرتد إليك طرفك الذي هو على منتهى بصرك ، وهو جاءٍ إليك ، فقال سليمان : لقد أسرعت أن فعلت ذلك ، فدعا الرجل باسم اللّه الأعظم ، ومنه ذو الجلال والإكرام ، فاحتمل السرير احتمالاً فوضع بين يدي سليمان ، وكانت المرأة قد أقبلت إلى سليمان حين جاءها الوفد ، وخلفت السرير في أرضها باليمن في سبعة أبيات بعضها في بعض أقفالها من حديد ، ومعها مفاتيح الأبيات السبعة فلما رءاهُ فلما رأى سليمان العرش مستقرا عنده تعجب منه ف قال هذا السرير من فضل ربي أعطانيه ليبلوني يقول ليختبرني ءاشكرُ اللّه عز وجل في نعمة حين أتيت العرش أم أكفر بنعم اللّه إذا رأيت من هو دوني أعلم مني ، فعزم اللّه عز وجل له على الشكر . فقال عز وجل : ومن شكر في نعمة فإنما يشكر لنفسه يقول : فإنما يعمل لنفسه ومن كفر النعم فإن ربي غني عن عبادة خلقه كريم [ آية : ٤٠ ] مثلها في لقمان : فإن ربي غني حميد [ آية : ١٢ ] . ٤١النمل : ٤١ قال نكروا لها . . . . . قال سليمان : نكروا لها عرشها زيدوا في السرير ، وانقصوا منه ننظر إذا جاءت أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون [ آية : ٤١ ] يقول : أتعرف العرش أم تكون من الذين لا يعرفون ؟ ٤٢النمل : ٤٢ فلما جاءت قيل . . . . . فلما جاءت المرأة قيل لها أهكذا عرشك فأجابتهم ف قالت كأنه هو وقد عرفته ولكنها شبهت عليهم كما شبهوا عليها ، ولو قيل لها : هذا عرشك ؟ لقالت : نعم ، قيل لها : فإنه عرشك فما أغنى عنه إغلاق الأبواب ؟ يقول سليمان : وأوتينا العلم من اللّه عز وجل من قبلها يعنى من قبل أن يجيء العرش والصرح وغيره ، وكنا مسلمين [ آية : ٤٢ ] يعنى وكنا مخلصين بالتوحيد من قبلها . ٤٣النمل : ٤٣ وصدها ما كانت . . . . . وصدها عن الإسلام ما كانت تعبد من دون اللّه من عبادة الشمس إنها كانت من قوم كافرين [ آية : ٤٣ ] ٤٤النمل : ٤٤ قيل لها ادخلي . . . . . قيل لها ادخلي الصرح وهو قصر من قوارير على الماء تحته السمك فلما رأته حسبته لجة يعنى غدير الماء وكشفت عن ساقها يعنى رجليها لتخوض الماء إلى سليمان ، وهو على السرير في مقدم البيت ، وذلك أنها لما أقبلت قالت الجن : لقد لقينا من سليمان ما لقينا من التعب ، فلو قد اجتمع سليمان وهذه المرأة وما عندها من العلم لهلكنا ، وكانت أمها جنية ، ف تعالوا نبغضها إلى سليمان ، نقول : إن قوارير فوق الماء ، وأرسل فيه السمك لتحسب أنه الماء فتكشف عن رجليها فينظر سليمان أصدقته الجن أم كذبته ، وجعل سريره في مقدم البيت ، فلما رأت الصرح حسبته لجة الماء وكشفت عن ساقيها ، فنظر إليها سليمان ، فإذا هي من أحسن الناس قدمين ورأى على ساقها شعراً كثيراً فكره سليمان ذلك ، فقالت : إن الرمانة لا تدري ما هي حتى تذوقها ، قال سليمان : ما لا يحلو في العين لا يحلو في الفم ، فلما رأت الجن أن سليمان رأى ساقيها ، قالت الجن : لا تكشفي عن ساقيك قال إنه صرح ممرد يعنى أملس من قوارير فلما رأت السرير والصرح علمت أن ملكها ليس بشيء عند ملك سليمان ، وأن ملكه من ملك اللّه عز وجل . ف قالت حين دخلت الصرح رب إني ظلمت نفسي يعنى بعبادتها الشمس وأسلمت يعنى أخلصت مع سليمان بالتوحيد للّه رب العالمين [ آية : ٤٤ ] خرت للّه عز وجل ساجدة ، وتابت إلى اللّه عز وجل من شركها . واتخذها سليمان عليه السلام لنفسه ، فولدت له داود بن سليمان ، عليهم السلام ، وأمر لها بقرية من الشام يجئ لها خراجها ، وكانت عذراً فاتخذت الحمامات من أجلها . وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ كانت من أحسن نساء العالمين ساقين ، وهي من أزواج سليمان في الجنة ′ ، فقالت عائشة ، رضي اللّه عنها ، للنبي صلى اللّه عليه وسلم : هي أحسن ساقين مني ، قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ أنت أحسن ساقين في الجنة ′ . ٤٥النمل : ٤٥ ولقد أرسلنا إلى . . . . . وكان سليمان عليه السلام يسير بها معه إذا سار ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا اللّه يعنى وحدوا اللّه فإذا هم فريقان يختصمون [ آية : ٤٥ ] مؤمنين وكافرين ، وكانت خصومتهم الآية التي في الأعراف : قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون فعقروا الناقة [ الآيات : ٧٥ - ٧٧ ] ووعدهم صالح العذاب ، ف يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين [ الأعراف : ٧٧ ] فرد عليهم صالح : ٤٦النمل : ٤٦ قال يا قوم . . . . . قال ياقوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة يقول : لم تستعجلون بالعذاب قبل العافية لولا يعنى هلا تستغفرون اللّه من الشرك لعلكم يعنى لكي ترحمون [ آية : ٤٦ ] فلا تعذبوا في الدنيا ٤٧النمل : ٤٧ قالوا اطيرنا بك . . . . . ف قالوا يا صالح اطيرنا يعنى تشاءمنا بك وبمن معك على دينك ، وذلك أنه قحط المطر عنهم وجاعوا ، فقال : أصابنا هذا الشر من شؤمك وشؤم أصحابك ف قال لهم عليه السلام : إنما طئركم عند اللّه يقول : الذي أصابكم هو مكتوب في أعناقكم بل أنتم قوم تفتنون [ آية : ٤٧ ] يعنى تبتلون ، وإنما ابتليتم بذنوبكم . ٤٨النمل : ٤٨ وكان في المدينة . . . . . وكان في المدينة قرية صالح : الجمر تسعة رهط يفسدون في الأرض يعنى يعملون في الأرض بالمعاصي ولا يصلحون [ آية : ٤٨ ] يعنى ولا يطيعون اللّه عز وجل فيها منهم : قدار بن سالف بن جدع ، عاقر الناقة ، واسم أمه قديرة ، ومصدع ، وداب ، ويباب إخوة بني مهرج ، وعائذ بن عبيد ، وهذيل ، وذو أعين وهما أخوان ابنا عمرو ، وهديم ، وصواب ، فعقروا الناقة ليلة الأربعاء ، وأهلكهم اللّه عز وجل يوم السبت بصيحة جبريل ، عليه السلام . ٤٩النمل : ٤٩ قالوا تقاسموا باللّه . . . . . قالوا تقاسموا باللّه يعنى تحالفوا باللّه عز وجل لنبيتنه وأهله ليلاً بالقتل يعنى صالحاً وأهله ثم لنقولن لوليه يعنى ذا رحم صالح أن سألوا عنه ما شهدنا مهلك أهله ما ندري من قتل صالحاً وأهله ، ما نعرف الذين قتلوه وإنا لصادقون [ آية : ٤٩ ] فيما نقول . ٥٠النمل : ٥٠ ومكروا مكرا ومكرنا . . . . . يقول عز وجل : ومكروا مكرا حين أرادوا قتل صالح ، عليه السلام ، وأهله ، يقول اللّه تعالى ومكرنا مكرا حين جثم الجبل عليهم وهم لا يشعرون [ آية : ٥٠ ] . ٥١النمل : ٥١ فانظر كيف كان . . . . . فانظر يا محمد كيف كان عاقبة مكرهم يعنى عاقبة عملهم ، وصنيعهم أنا دمرناهم يعنى التسعة ، يعنى أهلكناهم بالجبل حين جثم عليهم ، و دمرنا وقومهم أجمعين [ آية : ٥١ ] بصيحة جبريل ، عليه السلام ، فلم نبقى منهم أحداً . ٥٢النمل : ٥٢ فتلك بيوتهم خاوية . . . . . فتلك بيوتهم خاوية يعنى خربة ليس بها سكان بما ظلموا يعنى بما أشركوا إن في ذلك لآية يعني أن في هلاكهم لعبرة لقوم يعلمون [ آية : ٥٢ ] بتوحيد اللّه عز وجل ، ٥٣النمل : ٥٣ وأنجينا الذين آمنوا . . . . . وأَنجينا الذين ءامنوا يعنى الذين صدقوا ، من العذاب وكانوا يتقون [ آية : ٥٣ ] الشرك . ٥٤-٥٥النمل : ٥٤ - ٥٥ ولوطا إذ قال . . . . . ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة يعنى المعاصي ، يعنى بالمعصية إتيان الرجال شهوة من دون النساء وأنتم تبصرون أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم يعنى ولكن أنتم قوم تجهلون [ آية : ٥٥ ] ٥٦النمل : ٥٦ فما كان جواب . . . . . فما كان جواب قومه قوم لوط حين نهاهم عن المعاصي إلا أن قالوا بعضهم لبعض أخرجوا ءال لوطٍ يعنى لوطاً وابنتيه من قريتكم إنهم أناس يتطهرون [ آية : ٥٦ ] يعنى لوطاً وحده ، يتطهرون مثلها في الأعراف : يتطهرون [ الآية : ٨٢ ] يعنى يتنزهون عن إتيان الرجال فإنا لا نحب أن يكون بين أظهرنا من ينهانا عن عملنا . ٥٧النمل : ٥٧ فأنجيناه وأهله إلا . . . . . يقول اللّه عز وجل : فأنجينهُ من العذاب وأهله يعنى وابنتيه ريثا وزعوثا ، ثم استثنى ، فقال سبحانه : إلا امرأته لم ننجها قدرناها يقول : قدرنا تركها من الغابرين [ آية : ٥٧ ] . ٥٨النمل : ٥٨ وأمطرنا عليهم مطرا . . . . . وأمطرنا عليهم مطرا يعنى الحجارة فساء يعنى فبئس مطر المنذرين [ آية : ٥٨ ] يعنى الذين أنذروا بالعذاب ، فذلك قوله عز وجل : ولقد أنذرهم بطشتنا [ القمر : ٣٦ ] يعنى عذابنا . ٥٩النمل : ٥٩ قل الحمد للّه . . . . . و قل يا محمد الحمد للّه في هلاك الأمم الخالية ، يعنى ما ذكر في هذه السورة من هلاك فرعون وقومه ، وثمود ، وقوم لوط ، وقل : الحمد للّه الذي علمك هذا الأمر الذي ذكر ، ثم قال : وسلم على عبادهِ الذين اصطفى يعنى الذين اختارهم اللّه عز وجل لنفسه للرسالة ، فسلام اللّه على الأنبياء ، عليهم السلام ، ثم قال اللّه عز وجل : ءاللّه خيرُ أما يشركونَ [ آية : ٥٩ ] له ، يقول : اللّه تبارك وتعالى أفضل أم الآلهة التي تعبدونها ؟ يعنى كفار مكة كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية ، قال : ′ بل ، اللّه خير وأبقى وأجل وأكرم ′ . ٦٠النمل : ٦٠ أم من خلق . . . . . أَمن خلق السموات والأرض وأَنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق يعنى حيطان النخل والشجر ذات بهجة يعنى ذات حسن ما كان لكم يعنى ما ينبغي لكم أن تنبتوا شجرها فتجعلوا اللآلهة نصيباً مما أخرج اللّه عز وجل لكم من الأرض بالمطر ، ثم قال سبحانه استفهام : أَءلهٌ مع اللّه يعينه على صنعه جل جلاله ، ثم قال تعالى : بل هم قوم يعدلون [ آية : ٦٠ ] يعنى يشركون ، يعنى كفار مكة . ٦١النمل : ٦١ أم من جعل . . . . . قال سبحانه : أَمن جعل الأرض قراراً يعنى مستقراً لا تميد بأهلها وجعل خلاها يعنى فجر نواحي الأرض أَنهراً فهي تطرد وجعل لها رواسي يعنى الجبال ، فتثبت بها الأرض لئلا تزول بمن على ظهرها وجعل بين البحرين الماء المالح والماء العذب حاجزا حجز اللّه عز وجل بينهما بأمره ، فلا يختلطان أَءلهُ مَع اللّه يعينه على صنعه عز وجل بل أكثرهم يعنى لكن أكثرهم ، يعنى أهل مكة لا يعلمون [ آية : ٦١ ] بتوحيد ربهم . ٦٢النمل : ٦٢ أم من يجيب . . . . . أَمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشفُ السوء يعنى الضر ويجعلكم خُلفاء الأرض أَءلهٌ مع اللّه يعينه على صنعه قليلا ما تذكرون [ آية : ٦٢ ] يقول : ما أقل ما تذكرون ٦٣النمل : ٦٣ أم من يهديكم . . . . . أَمن يهديكم في ظُلمات يقول : أم من يرشدكم في أهوال البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته يقول : يبسط السحاب قدام المطر ، كقوله في عسق : وينشر رحمته ، الشورى [ آية : ٢٨ ] يعنى ويبسط رحمته بالمطر ، أَءلهٌ مع اللّه يعينه على صنعه عز وجل ، ثم قال : تعالى اللّه يعنى ارتفع اللّه . يعظم نفسه جل جلاله عما يشركون [ آية : ٦٣ ] به من الآلهة . ٦٤النمل : ٦٤ أم من يبدأ . . . . . ثم قال تعالى : أَمن يبدؤا الخلق ثم يعيده يقول : من بدأ الخلق فخلقهم ، ولم يكونوا شيئاً ، ثم يعيده في الآخرة ومن يرزقكم من السماء يعنى المطر والأرض يعنى النبت أَءلهٌ مع اللّه يعنيه على صنعه عز وجل قل لكفار مكة : هاتوا برهانكم يعنى هلموا بحجتكم بأنه صنع شيئاً من هذا غير اللّه عز وجل من الآلة ، فتكون لكم الحجة على اللّه تعالى إن كنتم صادقين [ آية : ٦٤ ] بأن مع اللّه آلهة كما زعمتم ، يعنى الملائكة . ٦٥النمل : ٦٥ قل لا يعلم . . . . . قل لا يعلم من في السماوات يعنى الملائكة والأرض الناس الغيب يعنى البعث ، يعنى غيب الساعة إلا اللّه وحده ، عز وجل ، ثم قال عز وجل : وما يشعرون أيان يبعثون [ آية : ٦٥ ] يقول لكفار مكة : وما يشعرون متى يبعثون بعد الموت لأنهم يكفرون بالبعث . ٦٦النمل : ٦٦ بل ادارك علمهم . . . . . بل ادارك علمهم في الآخرة يقول : علموا في الآخرة حين عاينوها ما شكوا فيه ، وعموا عنه في الدنيا بل هم اليوم في شك منها يعنى من الساعة بل هم منها عمون [ آية : ٦٦ ] في الدنيا ٦٧النمل : ٦٧ وقال الذين كفروا . . . . . وقال الذين كفروا أَءذا كنا تُراباً وءاباؤنا أئنا لمُخرجونَ [ آية : ٦٧ ] من القبور أحياء نزلت في أبي طلحة ، وشيبة ، ومشافع وشرحبيل ، والحارث وأبوه ، وأطأة بن شرحبيل ، ٦٨النمل : ٦٨ لقد وعدنا هذا . . . . . لقد وعدنا هذا الذي يقول محمد صلى اللّه عليه وسلم يعنون البعث نحن وءاباؤنا من قبلُ يعنون من قبلنا إِن هذا الذي يقول محمد صلى اللّه عليه وسلم : إِلا أَساطير الأولين [ آية : ٦٨ ] يعنى أحاديث الأولين وكذبهم . ٦٩النمل : ٦٩ قل سيروا في . . . . . قُل لكفار مكة : سيروا في الأرض فأنظروا كيف كان عاقبة المُجرمين [ آية : ٦٩ ] يعنى كفار الأمم الخالية كيف كان عاقبتهم في الدنيا الهلاك ، يخوف كفار مكة مثل عذاب الأمم الخالية ، لئلا يكذبوا محمداً صلى اللّه عليه وسلم وقد رأوا هلاك قوم لوط ، وعاد ، وثمود . ٧٠النمل : ٧٠ ولا تحزن عليهم . . . . . ثم قال للنبي صلى اللّه عليه وسلم : ولا تحزن عليهم يعنى على كفار مكة إن تولوا عنك ، ولم يجيبوك وَلا تكن في ضيق مما يمكرونَ [ آية : ٧٠ ] يقول : لا يضيق صدرك بما يقولون هذا دأبنا ودأبك أيام الموسم ، وهم الخراصون وهم المستهزءون . ٧١النمل : ٧١ ويقولون متى هذا . . . . . وَيقولونَ متى هذا الوعد يعنون العذاب إِن كنتم صادقين [ آية : ٧١ ] يعنى النبي صلى اللّه عليه وسلم وحده بأن العذاب نازل بنا ، ٧٢النمل : ٧٢ قل عسى أن . . . . . قُل عسى أَن يكون ردف لكم يعنى قريب لكم بعض الذي تستعجلون [ آية : ٧٢ ] فكان بعض العذاب القتل ببدر ، وسائر العذاب لهم فيما بعد الموت . ٧٣النمل : ٧٣ وإن ربك لذو . . . . . ثم قال : وَإِن ربك لذو فضلٍ على الناس يعنى على كفار مكة حين لا يعجل عليهم العذاب حين أرادوه ولكن أكثرهم يعنى أكثر أهل مكة لا يشكرونَ [ آية : ٧٣ ] الرب عز وجل في تأخير العذب عنهم ، ٧٤النمل : ٧٤ وإن ربك ليعلم . . . . . وَإِن ربك ليعلمُ ما تكن صدورهم يعنى ما تسر قلوبهم وَما يعلنون [ آية : ٧٤ ] بألسنتهم . ٧٥النمل : ٧٥ وما من غائبة . . . . . وما من غائبةٍ يعنى علم غيب ما يكون من العذاب في السماء والأرض وذلك حين استعجلوه بالعذاب إِلا في كتابٍ مُبينٍ [ آية : ٧٥ ] يقول : إلا هو بين في اللوح المحفوظ . ٧٦النمل : ٧٦ إن هذا القرآن . . . . . إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يعنى في القرآن يختلفون [ آية : ٧٦ ] يقول : هذا القرآن مبين لأهل الكتاب اختلافهم ، ٧٧النمل : ٧٧ وإنه لهدى ورحمة . . . . . وإنه لهدى من الضلالة ورحمة من العذاب لمن آمن به ، فذلك قوله عز وجل : للمؤمنين [ آية : ٧٧ ] بالقرآن أنه من ربك ٧٨النمل : ٧٨ إن ربك يقضي . . . . . إن ربك يقضي بينهم يعنى بين بني إسرائيل بحكمه وهو العزيز العليم [ آية : ٧٨ ] ٧٩النمل : ٧٩ فتوكل على اللّه . . . . . فتوكل على اللّه يعنى فثق باللّه عز وجل ، وذلك حين دعى إلى ملة آبائه فأمره أن يثق باللّه عز وجل ولا يهوله قول أهل مكة إنك على الحق المبين [ آية : ٧٩ ] يعنى على الدين البين وهو الإسلام ، ٨٠النمل : ٨٠ إنك لا تسمع . . . . . ثم ضرب لكفار مكة مثلاً ، فقال سبحانه : انك يا محمد لا تسمع الموتى في النداء ، فشبه كفار مكة بالأموات كما لا يسمع الميت النداء ، كذلك لا تسمع الكفار النداء ، ولا تفقهه ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين [ آية : ٨٠ ] يقول : إن الأصم إذا ولى مدبراً ، ثم ناديته لم يسمع الدعاء ، وكذلك الكفار لا يسمع الإيمان إذا دعى إليه . ٨١النمل : ٨١ وما أنت بهادي . . . . . ثم قال عز وجل للنبي صلى اللّه عليه وسلم : وما أنت بهدي العمي إلى الإيمان عن ضلالتهم يعنى عن كفرهم إن تسمع يقول : ما تسمع الإيمان إِلا من يُؤمن بئايتنا إلا من يصدق بالقرآن أنه من اللّه عز وجل فهم مسلمون [ آية : ٨١ ] يقول : فهم مخلصون بتوحيد اللّه عز وجل . ٨٢النمل : ٨٢ وإذا وقع القول . . . . . وإذا وقع القول عليهم يقول : إذا نزل العذاب بهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تخرج من الصفا الذي بمكة تكلمهم بالعربية تقول : ان الناس يعنى كفار مكة كانوا بئايتنا يعنى بخروج الدابة لا يوقنون [ آية : ٨٢ ] هذا قول الدابة للناس : إن الناس بخروجي لا يوقنون ، لأن خروجها آية من آيات اللّه عز وجل ، فإذا رآها الناس كلهم عادت إلى مكانها من حيث خرجت لها أربع قوائم ، وزغب ، وريش ، ولها جناحان ، واسمها أفضى ، فإذا خرجت بلغ رأسها السحاب . ٨٣النمل : ٨٣ ويوم نحشر من . . . . . ويوم نحشر من كل أمة فوجا يعنى زمراً ممن يكذب بئايتنا فهم يوزعون [ آية : ٨٣ ] يعنى فهم يساقون إلى النار ٨٤النمل : ٨٤ حتى إذا جاؤوا . . . . . حتى إذا جاءو قال أَكذبتم بئايتي يعنى بالساعة ولم يحيطوا بها علماً أنها باطل أَما ذا كنتم تعلمون [ آية : ٨٤ ] . ٨٥النمل : ٨٥ ووقع القول عليهم . . . . . ووقع القول عليهم يعنى ونزل العذاب بهم بما ظلموا يعنى بما أشركوا فهم لا ينطقون [ آية : ٨٥ ] يعنى لا يتكلمون فيها ، ٨٦النمل : ٨٦ ألم يروا أنا . . . . . ثم وعظ كفار مكة ليعتبروا في صنعه فيوحدوه عز وجل ، فقال تعالى : أَلم يروا أَنا جعلنا اليل ليسكنوا فيه والنهار مبصراً إِن في ذلك لأيتٍ يقول : إن فيهما لعبرة لقوم يؤمنون [ آية : ٨٦ ] يعنى لقوم يصدقون بتوحيد اللّه عز وجل . ٨٧النمل : ٨٧ ويوم ينفخ في . . . . . ويوم ينفخ في الصور ففزع يقول : فمات من في السماوات ومن في الأرض من شدة الخوف والفزع إلا من شاء اللّه يعنى جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وملك الموت ، عليهم السلام وكل أتوهُ دخرينَ [ آية : ٨٧ ] يعنى وكل البر والفاجر أتوه في الآخرة صاغرين . ٨٨النمل : ٨٨ وترى الجبال تحسبها . . . . . وترى الجبال تحسبها جامدة يعنى تحسبها مكانها وهي تمر مر السحاب فتستوي في الأرض صنع اللّه الذي أتقن يعنى الذي أحكم كل شيءٍ إنهُ خبير بما تفعلون [ آية : ٨٨ ] يعنى إنه خبير بما فعلتم ، نظيرها في الروم . ٨٩النمل : ٨٩ من جاء بالحسنة . . . . . من جاء بالحسنة في الآخرة يعنى بلا إله إلا اللّه فله خير منها فيما تقديم يقول له : منها خير وهم من فزع يومئذ ءامنون [ آية : ٨٩ ] . حدثني الهذيل ، عن مقاتل ، عن ثابت البناني ، عن كعب بن عجرة ، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في قوله عز وجل : من جاء بالحسنة ، ٩٠النمل : ٩٠ ومن جاء بالسيئة . . . . . ومن جاء بالسيئة قال : ′ هذه تنجي ، وهذه تردى ′ . ومن جاء بالسيئة يعنى بالشرك فكبت وجوههم في النار ثم تقول لهم خزنة جهنم : هل تجزون إلا ما كنتم تعملون [ آية : ٩٠ ] من الشرك ٩١النمل : ٩١ إنما أمرت أن . . . . . إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلد يعنى مكة الذي حرمها من القتل والسبي وحرم فيها الصيد وغيره فلا يستحل فيها ما لا ينبغي وله ملك كل شيءٍ وأمرتُ أن أكونَ من المسلمين [ آية : ٩١ ] يعنى من المخلصين بالتوحيد ٩٢النمل : ٩٢ وأن أتلو القرآن . . . . . و أمرت أَن أتلوا القرآن عليكم يا أهل مكة فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل عن الإيمان بالقرآن مثلها في الزمر فقل إنما أنا من المنذرين [ آية : ٩٢ ] يعنى من المرسلين يعنى أنا كأحد الرسل . ٩٣النمل : ٩٣ وقل الحمد للّه . . . . . وقل يا محمد لحمد للّه سيريكم ءايته يعنى العذاب في الدنيا فتعرفونها أنها حق ، وذلك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أخبرهم بالعذاب أنه نازل بهم فكذبوه ، فنزلت : سيريكم ءايته يعنى القتل ببدر إذا نزل بكم فلا تستعجلون ، قال سبحانه : وما ربك بغافل عما تعملونَ [ آية : ٩٣ ] هذا وعيد ، فعذبهم اللّه عز وجل بالقتل ، وضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم وعجل اللّه بأرواحهم إلى النار . |
﴿ ٠ ﴾