١٠

العنكبوت : ١٠ ومن الناس من . . . . .

 ومن الناس من

يقولُ ءامنا باللّه فإذا أُوذى في اللّه جعل فتنة الناس كعذاب اللّه نزلت في عياش بن أبي

ربيعة بن المغيرة بن عمرو بن مخزوم القرشي ، وذلك أن عياشاً أسلم ، فخاف أهل بيته ،

فهرب إلى المدينة بدينه قبل أن يهاجر النبي صلى اللّه عليه وسلم إليها ، فحلفت أمه أسماء بنت مخرمة بن

أبي جندل بن نهشل التميمي ألا تأكل ولا تشرب ، ولا تغسل رأسها ، ولا تدخل كناً

حتى يرجع إليها ، فصبرت ثلاثة أيام ، ثم أكلت وشربت ، فركب أبو جهل عدو اللّه

والحارث ابنا هشام ، وهما أخواه لأمه ، وهما بنو عم حتى أتيا المدينة ، فلقياه ، فقال أبو

جهل لأخيه عياش : قد علمت أنك كنت أحب إلى أمك من جميع ولدها ، وآثر عندها .

لأنه كان أصغرهم سناً ، وكان بها باراً ، وقد حلفت أمك ألا تأكل ، ولا تشرب ، ولا

تغسل رأسها ، ولا تدخل بيتاً ، حتى ترجع إليها ، وأنت تزعم أن في دينك بر الوالدين ،

فارجع إليها ، فإن ربك الذي بالمدينة هو بمكة فاعبدوه بها ، فأخذ عياش عليهم المواثيق ألا

يحركاه ، فاتبعهما ، فأوثقاه ، ثم جلده كل واحد منهما مائة جلدة حتى يبرأ من دين محمد

 صلى اللّه عليه وسلم ، فأنزل اللّه عز وجل في عياش : ومن الناس من يقول ءامنا باللّه يعنى صدقنا

بتوحيد اللّه فإذا أوذي في اللّه يعنى ضربهما إياه جعل فتنة الناس يقول : جعل

عذاب الناس في الدنيا كعذاب اللّه في الآخرة ، كقوله عز وجل : يوم هم على النار يفتنون [ الذاريات : ١٣ ] ، يعنى يعذبون .

ثم استأنف ولئن جاء نصر من ربك على عدوك بمكة وغيرها ، إذا كان للمؤمنين

دولة ليقولن المنافقون للمؤمنين إِذا كنا معكم على عدوكم ، وإذا رأوا دولة

للكافرين شكوا في إيمانهم أو ليس اللّه يعنى عز وجل ، أو ما اللّه بأعلم بما في صدور العالمين [ آية : ١٠ ] من الإيمان والنفاق .

﴿ ١٠