سورة لقمان

سورة لقمان مكية ، وهي أربع وثلاثون آية كوفية

١

الم

٢

لقمان : ٢ تلك آيات الكتاب . . . . .

 تلك ءايت الكتاب الحكيم [ آية : ٢ ] يعني عز وجل المحكم من الباطل .

٣

لقمان : ٣ هدى ورحمة للمحسنين

 هدى من الضلالة ورحمة من العذاب للمحسنين [ آية : ٣ ] يعني للمتقين ، فقال سبحانه :

٤

لقمان : ٤ الذين يقيمون الصلاة . . . . .

 الذين يقيمون الصلاة يعني يتمون الصلاة ، ك

قوله :

سبحانه : فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة [ النساء : ١٠٣ ] ويؤتون الزكوة من أموالهم وهم بالآخرة يعني بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال هم يوقنون [ آية : ٤ ] بأنه كائن .

٥

لقمان : ٥ أولئك على هدى . . . . .

 أولئك الذين فعلوا ذلك على هدى يعني بيان من ربهم وأؤلئك هم المفلحون [ آية : ٥ ]

٦

لقمان : ٦ ومن الناس من . . . . .

 ومن الناس يعني النضر بن الحارث من يشتري لهو الحديث يعني باطل الحديث ، يقول : باع القرآن بالحديث الباطل حديث رستم وأسفندباز ، وزعم أن القرآن مثل حديث الأولين حديث رستم وأسفندباز ليضل عن سبيل اللّه يعني لكي يستنزل بحديث الباطل عن سبيل اللّه ويتخذها هزوا يقول : ويتخذ آيات القرآن استهزاء به مثل حديث رستم وأسفندباز ، وهو الذي قال : ما هذا القرآن إلا أساطير الأولين ، وذلك أن النضر بن الحارث قدم إلى الحيرة تاجراً ، فوجد حديث رستم وأسفندباز ، فاشتراه ، ثم أتى به أهل

مكة ، فقال : محمد يحدثكم عن عاد وثمود ، وإنما هو مثل حديث رستم وأسفندباز ، يقول اللّه تعالى : أولئك لهم عذاب مهين [ آية : ٦ ] يعني وجيعاً .

٧

لقمان : ٧ وإذا تتلى عليه . . . . .

ثم أخبر عن النضر ، فقال عز وجل : وإذا تتلى عليه ءايتنا يعني وإذا قرئ عليه القرآن ولى مستكبرا يقول : أعرض متكبراً عن الإيمان بالقرآن يقول : كأن لم يسمعها يعني كأن لم يسمع آيات القرآن كأن في أذنيه وقرا يعني ثقلاً كأنه أصم فلا يسمع القرآن فبشره بعذاب أليم [ آية : ٧ ] فقتل ببدر قتله علي بن أبي طالب ، عليه السلام .

٨

لقمان : ٨ إن الذين آمنوا . . . . .

 إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحت في الآخرة لهم جنات النعيم [ آية : ٨ ]

٩

لقمان : ٩ خالدين فيها وعد . . . . .

 خلدين فيها لا يموتون وعد اللّه حقا يعني صدقاً ، فإنه منجز لهم ما وعدهم

 وهو العزيز في ملكه الحكيم [ آية : ٩ ] حكم لهم الجنة .

١٠

لقمان : ١٠ خلق السماوات بغير . . . . .

 خلق السموات السبع بغير عمد فيها تقديم ترونها يقول : هن قائمات

ليس لهن عمد وألقى في الأرض رواسي يعني الجبال أن تميد بكم يقول : لئلا تزول

بكم الأرض وبث فيها من كل دابة يقول : خلق في الأرض من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء يعني المطر فأنبتنا فيها يقول : فأجرينا بالماء في الأرض من كل زوج كريم [ آية : ١٠ ] يعني كل صنف من ألوان النبت حسن .

١١

لقمان : ١١ هذا خلق اللّه . . . . .

 هذا الذي ذكر خلق اللّه عز وجل وصنعه فأروني يعني كفار مكة

 ماذا خلق الذين تدعون ، يعني تعبدون من دونه يعني الملائكة نظيرها في سبأ ،

والأحقاف ، ثم استأنف الكلام : بل الظلمون في ضللٍ مبينٍ [ آية : ١١ ] يعني في

خسران بين .

١٢

لقمان : ١٢ ولقد آتينا لقمان . . . . .

 ولقد ءاتينا لقمان الحكمة أعطيناه العلم والفهم من غير نبوة فهذه نعمة ، فقلنا له :

 أن اشكر للّه عز وجل في نعمه ، فيما أعطاك من الحكمة ومن يشكر للّه

تعالى في نعمه ، فيوحده فإنما يشكر يعني فإنما يعمل الخير لنفسه ومن كفر

النعم ، فلم يوحد ربه عز وجل فإن اللّه غني عن عبادة خلقه حميد [ آية :

١٢ ] عن خلقه في سلطانه .

١٣

لقمان : ١٣ وإذ قال لقمان . . . . .

 وإذ قال لقمان لابنه واسم ابنه أنعم وهو يعظه يعني عز وجل يؤدبه ،

 يا بني لا تشرك باللّه معه غيره إن الشرك لظلم عظيم [ آية : ١٣ ] كان ابنه

وامرأته كفاراً ، فما زال بهما حتى أسلما ، وزعموا أن لقمان كان ابن خالة أيوب ، صلى

اللّه عليه .

حدثنا عبيد اللّه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة بن دعامة ،

قال : كان لقمان رجلاً أفطس من أرض الحبشة ، قال هذيل : ولم أسمع مقاتلاً .

١٤

لقمان : ١٤ ووصينا الإنسان بوالديه . . . . .

 ووصينا الإنسن بوالديه سعد بن أبي وقاص بوالديه ، يعني أباه اسمه مالك ، وأمه

حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف حملته أمه حمنة وهنا على وهن يعني ضعفاً على ضعف وفصله في عامين أن اشكر لي يعني اللّه عز وجل

أن هداه للإسلام و اشكر ولوالديك النعم فيما أولياك إلى المصير [ آية :

١٤ ] فأجزيك بعملك .

١٥

لقمان : ١٥ وإن جاهداك على . . . . .

قال تعالى : وإن جهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ لا تعلم بأن معي

شريكاً فلا تطعهما في الشرك وصاحبهما في الدنيا معروفا يعني بإحسان ، ثم

قال لسعد ، رضي اللّه عنه : واتبع سبيل من أناب إلي يعني دين من أقل إلى ، يعني

النبي صلى اللّه عليه وسلم ، ثم قال : ثم إلي مرجعكم في الآخرة فأنبئكم بما كنتم تعملون

[ آية : ١٥ ] وقال ابن لقمان أنعم لأبيه : يا أبت ، إن عملت بالخطيئة حيث لا يراني أحد

كيف يعلمه اللّه ، عز وجل ، فرد عليه لقمان ، عليه السلام .

١٦

لقمان : ١٦ يا بني إنها . . . . .

 يا بني إنها إن تك مثقال حبة يعني وزن ذرة من خردل فتكن في صخرة التي

في الأرض السفلى ، وهي خضراء مجوفة لها ثلاث شعب على لون السماء أو تكن

الحبة في السماوات السبع أو في الأرض يأت بها اللّه يعني بتلك الحبة إن اللّه لطيف باستخراجها خبير [ آية : ١٦ ] بمكانها .

١٧

لقمان : ١٧ يا بني أقم . . . . .

 يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف يعني بالتوحيد وانه عن المنكر يعني الشر

الذي لا يعرف واصبر على ما أصابك فيهما من الأذى إن ذلك من عزم الأمور

[ آية : ١٧ ] يقول : إن ذلك الصبر على الأذى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من

حق الأمور التي أمر اللّه عز وجل بها ، وعزم عليها .

١٨

لقمان : ١٨ ولا تصعر خدك . . . . .

 و قال لقمان لابنه : ولا تصعر خدك للناس يقول : لا تعرض وجهك عن

فقراء الناس إذا كلموك فخراً بالخيلاء والعظمة ولا تمش في الأرض مرحا إن اللّه لا يحب كل مختال فخور [ آية : ١٨ ] يعني عز وجل كل بطر مرح فخور في نعم اللّه تعالى لا

يأخذها بالشكر .

١٩

لقمان : ١٩ واقصد في مشيك . . . . .

 واقصد في مشيك لا تختل في مشيك ، ولا تبطر حيث لا يحل واغضض يعني

واخفض من صوتك يعني من كلامك بأمر لقمان ابنه بالاقتصاد في المشي ، والمنطق ،

ثم ضرب للصوت الرفيع ، مثلاً ، فقال عز وجل : إن أنكر الأصوات لصوت الحمير

[ آية : ١٩ ] يعني أقبح الأصوات لصوت الحمير ، لشدة صوتهن تقول العرب : هذا

أصوات الحمير ، وهذا صوت الحمير ، وتقول : هذا صوت الدجاج ، وهذا أصوات

الدجاج ، وتقول : هذا صوت النساء ، وأصوات النساء .

٢٠

لقمان : ٢٠ ألم تروا أن . . . . .

 ألم تروا أن اللّه سخر لكم ما في السموات يعني الشمس والقمر والنجوم والسحاب

والرياح وما في الأرض يعني الجبال والأنهار فيها السفن والأشجار والنبت عاماً

بعام ، ثم قال : وأسبغ عليكم نعمه يقول : وأوسع عليكم نعمه ظهرةً يعني

تسوية الخلق والرزق والإسلام و باطنة يعني ما ستر من الذنوب من بني آدم ، فلم

يعلم بها أحد ولم يعاقب فيها ، فهذا كله من النعم ، فالحمد للّه على ذلك حمداً كثيراً ،

ونسأله تمام النعمة في الدنيا

والآخرة ، فإنه ولي كل حسنة ومن الناس يعني النضر

بن الحارث من يجدل يعني يخاصم في اللّه بغير علمٍ يعلمه حين يزعم أن للّه عز

وجل البنات ، يعني الملائكة ولا هدىً ولا كتبٍ منيرٍ [ آية : ٢٠ ] يعني لا بيان معه

من اللّه عز وجل ، يقول : ولا كتاب مضئ له فيه حجة بأن الملائكة بنات اللّه عز وجل .

٢١

لقمان : ٢١ وإذا قيل لهم . . . . .

 وإذا قيل لهم يعني للنضر اتبعوا ما أنزل اللّه من الإيمان بالقرآن قالوا بل نتبع

ما وجدنا عليه ءاباءنا من الدين ، يقول اللّه عز وجل : أولو كان يعني وإن كان

 الشيطان يدعوهم إلى عذابٍ السعير [ آية : ٢١ ] يعني الوقود يتبعونه ، يعني النضر بن

الحارث مثله في سورة الحج ، ثم أخبر عن الموحدين ، فقال سبحانه :

٢٢

لقمان : ٢٢ ومن يسلم وجهه . . . . .

 ومن يسلم وجهه إلى اللّه يقول : من يخلص دينه للّه ، كقوله تعالى : ولكل

وجهة [ البقرة : ١٤٨ ] ، يعني لكل أهل دين ، ثم قال : وهو محسنٌ في عمله

 فقد استمسك يقول : فقد أخذ بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها ، لا نقطاع لها

 وإلى اللّه عقبة الأمور [ آية : ٢٢ ] يعني مصير أمور العباد إلى اللّه عز وجل في

الآخرة ، فيجزيهم بأعمالهم .

٢٣

لقمان : ٢٣ ومن كفر فلا . . . . .

 ومن كفر فلا يحزنك كفره وذلك أن كفار مكة ،   في حم عسق :

 افترى على اللّه كذباً [ الشورى : ٢٤ ] ، يعنون النبي صلى اللّه عليه وسلم حين يزعم أن القرآن جاء

من اللّه عز وجل ، فشق على النبي صلى اللّه عليه وسلم قولهم وأحزنه ، فأنزل اللّه عز وجل : ومن كفر بالقرآن فلا يحزنك كفره  إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا من المعاصي

 إن اللّه عليم بذات الصدور [ آية : ٢٣ ] يقول : إن اللّه عز وجل عالم بما في قلب محمد

 صلى اللّه عليه وسلم من الحزن بما قالوا له ، ثم أخبر عز وجل عنهم ، فقال :

٢٤

لقمان : ٢٤ نمتعهم قليلا ثم . . . . .

 نمتعهم قليلا في الدنيا

إلى آجالهم ثم نضطرهم نصيرهم إلى عذاب غليظ [ آية : ٢٤ ] يعني شديد لا

يفتر عنهم .

٢٥

لقمان : ٢٥ ولئن سألتهم من . . . . .

 ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن اللّه قل الحمد للّه بل يعني ولكن

 أكثرهم لا يعلمون [ آية : ٢٥ ] بتوحيد اللّه عز وجل ، ثم عظم نفسه عز وجل ،

٢٦

لقمان : ٢٦ للّه ما في . . . . .

فقال : للّه ما في السماوات والأرض من الخلق ، عبيده ، وفي ملكه إن اللّه هو الغني عن عباده خلقه الحميد [ آية : ٢٦ ] عند خلقه في سلطانه .

٢٧

لقمان : ٢٧ ولو أنما في . . . . .

 ولو أنما في الأرض من شجرةٍ أقلمٌ والبحر يمده من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت

كلمات اللّه يعني علم اللّه ، يقول : لو أن كل شجرة ذات ساق على وجه الأرض بريت

أقلاماً ، وكانت البحور السبعة مداداً ، فكتب بتلك الأقلام ، وجميع خلق اللّه عز وجل

يكتبون من البحور السبعة ، فكتبوا علم اللّه تعالى وعجائبه ، لنفدت تلك الأقلام وتلك

البحور ، ولم ينفد علم اللّه وكلماته ولا عجائبه ، لنفدت تلك الأقلام وتلك

البحور ، ولم ينفد علم اللّه وكلماته ولا عجائبه أن اللّه عزيز في ملكه حكيم

[ آية : ٢٧ ] في أمره يخبر الناس أن أحداً لا يدرك علمه .

٢٨

لقمان : ٢٨ ما خلقكم ولا . . . . .

 ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة نزلت في أبي بن خلف ، وأبي الأشدين

واسمه أسيد بن كلدة ، ومنبه ونبيه ابني الحجاج بن السباق بن حذيفة السهمي ، كلهم من

قريش ، وذلك أنهم قالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم : إن اللّه خلقنا أطواراً ، نطفة ، علقة ، مضغة ، عظاماً ،

لحماً ، ثم تزعم أنا نبعث خلقاً جديداً جميعاً في ساعة واحدة ، فقال اللّه عز وجل : ما خلقكم أيها الناس جميعاً على اللّه سبحانه في القدرة ، إلا كخلق نفس واحدة ولا بعثكم جميعاً على اللّه تعالى ، إلا كبعث نفس واحدة أن اللّه سميع بصير [ آية :

٢٨ ] لما قالوا من الخلق والبعث .

٢٩

لقمان : ٢٩ ألم تر أن . . . . .

 ألم تر يا محمد أن اللّه يولج اليل في النهار ويولج النهار في اليل يعني

انتقاض كل واحدٍ منهما من صاحبه حتى يصير

أحدهما خمس عشرة ساعة

والآخر سبع

ساعات وسخر الشمس والقمر لبني آدم كلٌ يجزى إلى أجلٍ وهو الأجل

ال مسمى وأن اللّه بما تعملون فيهما خبير [ آية : ٢٩ ] .

٣٠

لقمان : ٣٠ ذلك بأن اللّه . . . . .

 ذلك يقول : هذا الذي ذكر من صنع اللّه ، والنهار والشمس والقمر بأن اللّه جل جلاله هو الحق وغير باطل يدل على توحيده بصنعه ، ثم قال تعالى :

 وأن ما يدعون يعني يعبدون من دونه من الآلهة هو الباطل لا تنفعكم

عبادتهم وليس بشئ ، ثم عظم نفسه عز وجل ، فقال سبحانه : وأن اللّه هو العلي

يعني الرفيع فوق خلقه الكبير [ آية : ٣٠ ] فلا أعظم منه ، ثم ذكر توحيده

وصنعه ، فقال سبحانه :

٣١

لقمان : ٣١ ألم تر أن . . . . .

 ألم تر أن الفلك السفن تجري في البحر بالرياح بنعمت اللّه يعني برحمة

اللّه عز وجل ليريكم من ءايته يعني من علاماته ، وأنتم فيهن ، يعني ما ترون من

صنعه وعجائبه في البحر والابتغاء فيه الرزق والحلى إن في ذلك الذي ترون في

البحر لايت يعني لعبرة لكل صبار على أمر اللّه عز وجل عند البلاء في

البحر شكور [ آية : ٣١ ] للّه تعالى في نعمه حين أنجاه من أهوال البحر ، ثم قال عز

وجل :

٣٢

لقمان : ٣٢ وإذا غشيهم موج . . . . .

 وإذا غشيهم في البحر موج كالظلل يعني كالجبال دعوا اللّه مخلصين له

يعني موحدين له الدين يقول : التوحيد فلما نجهم من البحر إلى البر فمنهم مقتصد يعني عدل في وفاء العهد في البر ، فيما عاهد اللّه عز وجل عليه في البحر من

التوحيد ، يعني المؤمن ، ثم ذكر المشرك الذي وحد اللّه في البحر حين دعاه مخلصاً ، ثم

ترك التوحيد في البر ونقض العهد ، فذلك قوله عز وجل : وما يجحد بئايتنا يعني

ترك العهد إلا كل ختار يعني غدار بالعهد كفور [ آية : ٣٢ ] للّه عز وجل

في نعمه في تركه التوحيد في البر .

٣٣

لقمان : ٣٣ يا أيها الناس . . . . .

 يا أيها الناس اتقوا ربكم يقول اللّه تعالى : وحدوا ربك واخشوا يوما يخوفهم

يوم القيامة لا يجزى يعني لا يغنى والد عن ولده شيئاً من المنفعة ، يعني

الكفار ولا مولود هو جاز يعني هو مغن عن والده شيئا من المنفعة إن وعد اللّه حق في البعث أنه كائن فلا تغرنكم الحيوة الدنيا عن الإسلام ولا يغرنكم باللّه الغرور [ آية : ٣٣ ] يعني الباطل ، وهو الشيطان يعني به إبليس .

٣٤

لقمان : ٣٤ إن اللّه عنده . . . . .

 إن اللّه عنده علم الساعة نزلت في رجل اسمه الوارث بن عمرو بن حارثة بن

محارب من أهل البادية آتى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : إن أرضنا أجدبت فمتى الغيث ؟ وتركت

امرأتي حبلى فماذا تلد ؟ وقد علمت أين ولدت ، فبأي أرض أموت ؟ وقد علمت ما

عملت اليوم ، فما أعمل غداً ؟ ومتى الساعة ؟ فأنزل اللّه تبارك وتعالى في مسألة المحاربي :

 إن اللّه عنده علم الساعة يعني يوم القيامة لا يعلمها غيرها وينزل الغيث يعني

المطر ويعلم ما في الأرحام ذكراً ، أو أنثى ، أو غير سوى وما تدري نفس بر ،

وفاجر ماذا تكسب غدا من خير وشر وما تدري نفس بأي أرض تموت في

سهل ، أو جبل ، في بر ، أو بحر إن اللّه عليم خبير [ آية : ٣٤ ] بهذا كله مما ذكر

في هذه الآية ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم :

أين السائل عن الساعة ؟ فقال المحاربي : ها أنذا ، فقرأ

عليه النبي صلى اللّه عليه وسلم هذه الآية .

﴿ ٠