٣٢

سورة السجدة

مكية إلا آية واحدة نزلت بالمدينة في الأنصار وهي قوله تعالى : تتجافى جنوبهم [ آية : ١٦ ] الآية .

وقال غير مقاتل فيها ثلاث آيات مدنيات ، وهي قوله تعالى : أفمن كان مؤمنا إلى قوله تعالى : يكذبون آية : ١٦ ، ١٧ ، ١٨ ] وعدد آياتها ثلاثون آية كوفية

١

السجدة : ١ الم الم [ آية : ١ ]

٢

السجدة : ٢ تنزيل الكتاب لا . . . . .

 تنزيل الكتب يعني القرآن لا ريب فيه يعني لا شك فيه أنه نزل من رب العالمين [ آية : ٢ ] جل وعز ، لقولهم :

٣

السجدة : ٣ أم يقولون افتراه . . . . .

 أم يقولون أنه افترنه محمد صلى اللّه عليه وسلم من تلقاء نفسه ، فأكذبهم اللّه تعالى بل هو الحق يعني القرآن من ربك ولو لم يكن من ربك لم يكن حقاً ، وكان باطلاً لتنذر قوما يعني كفار قريش ما آتنيهم يقول : لم يأتهم من نذير يعني من رسول من قبلك يا محمد لعلهم يعني لكي يهتدون [ آية : ٣ ] من الضلالة :

٤

السجدة : ٤ اللّه الذي خلق . . . . .

 اللّه الذي خلق السماوات والأرض يدل على نفسه عز وجل بصنعه وما بينهما يعني السحاب والرياح والجبال والشمس والقمر والنجوم في ستة أيام ثم استوى على العرش قبل خلق السماوات والأرض وقبل كل شيء ما لكم من دونه من ولي يعني من قريب ينفعكم في الآخرة ، يعني كفار مكة ولا شفيع من الملائكة أفلا تتذكرون [ آية : ٤ ] فيما ذكر اللّه عز وجل من صنعه فتوحدونه .

٥

السجدة : ٥ يدبر الأمر من . . . . .

ثم قال عز وجل : يدبر الأمر يقول : يفصل القضاء وحده من السماء إلى الأرض فينزل به جبريل صلى اللّه عليه ثم يعرج يقول : ثم يصعد الملك إليه في يوم واحد من أيام الدنيا كان مقداره أي مقدار ذلك اليوم ألف سنة مما تعدون [ آية : ٥ ] أنتم لأن ما بين السماء والأرض مسيرة خمس مائة عام ، فذلك مسيرة

ألف سنة كل ذلك في يوم من أيام الدنيا .

٦

السجدة : ٦ ذلك عالم الغيب . . . . .

 ذلك يعني الذي ذكر من هذه الأشياء علم الغيب والشهدة العزيز في

ملكه الرحيم [ آية : ٦ ] بخلقه مثلها في يس : ذلك تقدير العزيز العليم [ الأنعام : ٩٦ ] ، ثم قال لنفسه عز وجل :

٧

السجدة : ٧ الذي أحسن كل . . . . .

 الذي أحسن كل شيءٍ خلقه يعني علم كيف

يخلق الأشياء من غير أن يعلمه أحد وبدأ خلق الإنسن يعني آدم ، عليه السلام ،

 من طين [ آية : ٧ ] كان أوله طيناً ، فلما نفخ فيه الروح صار لحماً ودماً .

٨

السجدة : ٨ ثم جعل نسله . . . . .

 ثم جعل نسله يعني ذرية آدم ، عليه السلام من سللةٍ يعني النطفة التي

نسل من الإنسان من ماء مهين [ آية : ٨ ] يعني بالماء النطفة ، ويعني بالمهين الضعيف ،

ثم رجع إلى آدم في التقديم ، فقال تعالى :

٩

السجدة : ٩ ثم سواه ونفخ . . . . .

 ثم سواه يعني ثم سوى خلقه ونفخ فيه من روحه ، ثم رجع إلى ذرية آدم ، عليه السلام ، فقال سبحانه : وجعل لكم

يعني ذرية آدم ، عليه السلام ، بعد النطفة السمع والأبصر والأفئدة قليلاً ما

تشكرون [ آية : ٩ ] يعني بالقليل أنهم لا يشكرون رب هذه النعم في حسن خلقهم

فيوحدونه ، تقول العرب : إنك لقليل الفهم ، يعني لا يفهم ولا يفقه .

١٠

السجدة : ١٠ وقالوا أئذا ضللنا . . . . .

 وقالوا أءذا ضللنا يعني هلكنا في الأرض وكنا تراباً أءنا لفي خلقٍ جديد

إنا لمبعوثون خلقا جديداً بعد الموت ، يعنون البعث ، ويعنون كما كنا تكذيباً بالبعث

نزلت في أبي بن خلف ، وأبي الأشدين اسمه أسيد بن كلدة بن خلف الجمحى ، ومنبه

ونبيه ابني الحجاج ، يقول اللّه عز وجل : بل نبعثهم ، نظيرها في ق والقرآن ، ثم

قال : هم بلقاء ربهم يعني بالبعث كفرون [ آية : ١٠ ] لا يؤمنون .

١١

السجدة : ١١ قل يتوفاكم ملك . . . . .

 قل يتوفكم ملك الموت الذي وكل بكم يزعمون أن اسمه عزرائيل ، وله أربعة

أجنحة جناح بالمشرق ، وجناح بالمغرب ، وجناح له في أقصى العالم من حيث تجئ الريح

الدبور ، وجناح له في أقصى العالم من حيث تجئ الريح الصبا ، ورجل له بالمشرق ،

ورجله الأخرى بالمغرب ، والخلق بين رجليه ورأسه في السماء العليا وجسده ، كما بين

السماء والأرض ، ووجهه عند ستر الحجب ثم إلى ربكم ترجعون [ آية : ١١ ] بعد الموت أحياء فيجزيكم بأعمالكم .

١٢

السجدة : ١٢ ولو ترى إذ . . . . .

 ولو ترى يا محمد إذ المجرمون يعني عز وجل كفار مكة ناكسوا

رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا إلى الدنيا نعمل صلحاً إنا موقنون

[ آية : ١٢ ] بالبعث . يقول اللّه جل ثناؤه :

١٣

السجدة : ١٣ ولو شئنا لآتينا . . . . .

 ولو شئنا لآتينا يعني لأعطينا كل نفس فاجرة هداها يعني بياتها ولكن حق القول مني يعني وجب العذاب

منى لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين [ آية : ١٣ ] يعني كفار الإنس

والجن جميعاً ، والقول الذي وجب من اللّه عز وجل لقوله لإبليس يوم عصاه في السجود

لآدم ، عليه السلام : لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين [ ص : ٨٥ ] ،

فإذا أدخلوا النار ، قالت الخزنة لهم :

١٤

السجدة : ١٤ فذوقوا بما نسيتم . . . . .

 فذوقوا  العذاب بما نسيتم يعني بما تركتم

الإيمان ب لقاء يومكم هذا يعني البعث إنا نسينكم تقول الخزنة : إنا

تركناكم في العذاب وذوقوا عذاب الخلد الذي لا ينقطع بما كنتم تعملون

١٤

[ آية : ١٤ ] من الكفر والتكذيب .

١٥

السجدة : ١٥ إنما يؤمن بآياتنا . . . . .

 إنما يؤمن بئاياتنا يقول : يصدق بآياتنا ، يعني القرآن الذين إذا ذكروا بها

يعني وعظوا بها ، يعني بآياتنا القرآن خروا سجدا على وجوههم وسبحوا بحمد ربهم وذكروا اللّه بأمره وهم لا يستكبرون [ آية : ١٥ ] يعني لا يتكبرون عن السجود

كفعل كفار مكة حين تكبروا عن السجود .

١٦

السجدة : ١٦ تتجافى جنوبهم عن . . . . .

 تتجافى جنوبهم عن المضاجع نزلت في الأنصار تتجافى جنوبهم يعني كانوا

يصلون بين المغرب والعشاء يدعون ربهم خوفا من عذابه وطمعا يعني ورجاء

في رحمته ومما رزقنهم من الأموال ينفقون [ آية : ١٦ ] في طاعة اللّه عز

وجل ، ثم أخبر بما أعد لهم ، فقال عز وجل :

١٧

السجدة : ١٧ فلا تعلم نفس . . . . .

 فلا تعلم نفس ما أخفي لهم في جنات

عدن مما لم تر عين ، ولم تسمع أذن ، ولم يخطر على قلب قائل من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون [ آية : ١٧ ] .

١٨

السجدة : ١٨ أفمن كان مؤمنا . . . . .

 أفمن كان مؤمنا وذلك أن الوليد بن عقبة بن أبي معيط من بني أمية أخو عثمان

بن عفان ، رضي اللّه عنه ، من أمه ، قال لعلي بن أبي طالب ، رضي اللّه عنه : اسكت فإنك

صبي ، وأنا أحد منك سناناً ، وأبسط منك لساناً ، وأكثر حشواً في الكتيبة منك ، قال له

على ، عليه السلام : اسكت فأنت فاسق ، فأنزل اللّه جل ذكره : أفمن كان مؤمنا يعني

علياً ، عليه السلام كمن كان فاسقا يعني الوليد لا يستون [ آية : ١٨ ] أن

يتوبوا من الفسق ، ثم أخبر بمنازل المؤمنين وفساق الكفار في الآخرة ، فقال سبحانه :

١٩

السجدة : ١٩ أما الذين آمنوا . . . . .

 أما الذين ءامنوا وعملوا الصلحت فلهم في الآخرة جنت المأوى مأوى

المؤمنين ، ويقال : مأوى أرواح الشهداء نزلا بما كانوا يعملون [ آية : ١٩ .

٢٠

السجدة : ٢٠ وأما الذين فسقوا . . . . .

 وأما الذين فسقوا يعني عصوا يعني الكفار فمأواهم يعني عز وجل فمصيرهم

 النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم وذلك أن جهنم إذا جاشت ألقت

الناس في أعلى النار ، فيريدون الخروج فتلقاهم الملائكة بالمقامع فيضربونهم ، فيهوى

أحدهم من الضربة إلى قعرها ، وتقول الخزنة إذا ضربوهم : ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون [ آية : ٢٠ ] بالبعث وبالعذاب بأنه ليس كائناً ، ثم قال عز وجل :

٢١

السجدة : ٢١ ولنذيقنهم من العذاب . . . . .

 ولنذيقنهم يعني كفار مكة من العذاب الأدنى يعني الجوع الذي

أصابهم في السنين السبع بمكة حين أكلوا العظام والموتى والجيف والكلاب عقوبة

بتكذيبهم النبي صلى اللّه عليه وسلم ، ثم قال : دون العذاب الأكبر يعني القتل ببدر ، وهو أعظم من

العذاب الذي أصابهم من الجوع لعلهم يعني لكي يرجعون [ آية : ٢١ ] من

الكفر إلى الإيمان .

٢٢

السجدة : ٢٢ ومن أظلم ممن . . . . .

 ومن أظلم يقول : فلا أحد أظلم ممن ذكر بآيات ربه يقول : ممن وعظ

بآيات القرآن ثم أعرض عنها عن الإيمان إنا من المجرمين منتقمون [ آية : ٢٢ ]

يعني كفار مكة نزلت في المطعمين والمستهزئين من قريش ، انتقم اللّه عز وجل منهم

بالقتل ببدر ، وضربت الملائكة الوجوه والأدبار ، وتعجيل أرواحهم إلى النار .

٢٣

السجدة : ٢٣ ولقد آتينا موسى . . . . .

 ولقد ءاتينا موسى الكتاب يقول : أعطينا موسى صلى اللّه عليه وسلم التوراة فلا تكن يا

محمد في مرية من لقائه يقول : لا تكن في شك من لقاء موسى ، عليه السلام ،

التوراة ، فإن اللّه عز وجل ألقى الكتاب عليه ، يعني التوراة حقاً وجعلنه هدىً

يعني التوراة هدى لبني إسرائيل [ آية : ٢٣ ] من الضلالة .

٢٤

السجدة : ٢٤ وجعلنا منهم أئمة . . . . .

 وجعلنا منهم يعني من بني إسرائيل ائمة يعني قادة إلى الخير يهدون بأمرنا يعني يدعون الناس إلى أمر اللّه عز وجل لما صبروا يعني لما صبروا على

البلاء حين كلفوا بمصر ما لم يطيقوا من العمل فعل ذلك بهم باتباعهم موسى على دين

اللّه عز وجل ، قال تعالى : وكانوا بآياتنا يعني بالآيات التسع يوقنون [ آية :

٢٤ ] بأنها من اللّه عز وجل .

٢٥

السجدة : ٢٥ إن ربك هو . . . . .

 إن ربك هو يفصل بينهم يعني يقضي بينهم ، يعني بني إسرائيل يوم القيامة فيما كانوا فيه من الدين يختلفون [ آية : ٢٥ ] ثم خوف كفار مكة ، فقال تعالى :

٢٦

السجدة : ٢٦ أولم يهد لهم . . . . .

 أو لم يهد لهم يعني يبين لهم كم أهلكنا بالعذاب من قبلهم من القرون يعني الأمم الخالية يمشون في مسكنهم يقول : يمرون على قراهم ، يعني

قوم لوط ، وصالح ، وهود ، عليهم فيرون هلاكهم إن في ذلك لأيتٍ يعني لعبرة أفلا يسمعون [ آية : ٢٦ ] الوعيد بالمواعظ ، ثم وعظهم ليوحدوا ، فقال سبحانه :

٢٧

السجدة : ٢٧ أولم يروا أنا . . . . .

 أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز يعني الملساء ليس فيها نبت فنخرج به بالماء زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون [ آية : ٢٧ ] هذه الأعاجيب

فيوحدون ربهم عز وجل ،

٢٨

السجدة : ٢٨ ويقولون متى هذا . . . . .

 ويقولون متى هذا الفتح يعني القضاء وهو البعث

 إن كنتم صادقين [ آية : ٢٨ ] وذلك أن المؤمنين   إن لنا يوماً نتنعم فيه ،

ونستريح ، فقال كفار مكة : متى هذا الفتح إن كنتم صادقين ؟ يعنون النبي صلى اللّه عليه وسلم وحده ،

تكذيباً بالبعث بأنه ليس بكائن ، فإن كان البعث حقاً صدقنا يومئذٍ ، فأنزل اللّه تبارك

وتعالى :

٢٩

السجدة : ٢٩ قل يوم الفتح . . . . .

 قل يا محمد يوم الفتح يعني القضاء لا ينفع الذين كفروا إيمنهم

بالبعث لقولهم للنبي صلى اللّه عليه وسلم :

إن كان البعث الذي تقول حقاً صدقنا يومئذٍ ، فذلك قوله عز

وجل : يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا بالبعث ، لقولهم : إن كان ذلك اليوم حقاً

صدقنا إيمانهم ولا هم ينظرون [ آية : ٢٩ ] يقول : لا يناظر بهم العذاب حتى يقولوا ،

فلم نزلت هذه الآية أراد النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يرسل إليهم فيجزيهم وينبؤهم ، فأنزل اللّه اللّه تبارك

وتعالى يعزى نبيه صلى اللّه عليه وسلم إلى مدة .

٣٠

السجدة : ٣٠ فأعرض عنهم وانتظر . . . . .

 فأعرض عنهم وانتظر بهم العذاب ، يعني القتل ببدر إنهم منتظرون

[ آية : ٣٠ ] العذاب ، يعني القتل ببدر ، فقتلهم اللّه وضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم

وعجل اللّه أرواحهم إلى النار ، ثم إن آية السيف نسخت الإعراض .

﴿ ٠