٣٦ سورة يسسورة يس مكية ، عدد آياتها ثلاث وثمانون آية كوفية ١يس [ آية : ١ ] يعني عز وجل النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول : يا إنسان بلغة طئ ، ويس قلب القرآن من قرأها فكأنما قرأ القرآن عشر مرات ، ومن قرأها ابتغاء وجه اللّه عز وجل ليلاً غفر اللّه ذنوبه تلك الليلة ، ومن قرأها بالنهار ، فله مثل ذلك ، وذلك أن أبي بن خلف الجمحي قال للنبي صلى اللّه عليه وسلم : ما أرسل اللّه إلينا رسولاً ، وما أنت برسول وتابعه كفار مكة على ذلك فأقسم اللّه عز وجل بالقرآن الحكيم يعني المحكم من الباطل . ٢يس : ٢ والقرآن الحكيم والقرءان الحكيم [ آية : ٢ ] ٣يس : ٣ إنك لمن المرسلين انك يا محمد لمن المرسلين [ آية : ٣ ] ٤يس : ٤ على صراط مستقيم على صراط على طريق مستقيم [ آية : ٤ ] دين الإسلام لأن غير دين الإسلام ليس بمستقيم . ٥يس : ٥ تنزيل العزيز الرحيم ثم قال : هذا القرآن هو تنزيل من العزيز في ملكه الرحيم [ آية : ٥ ] بخلقة . ٦يس : ٦ لتنذر قوما ما . . . . . لتنذر قوما بما في القرآن من الوعيد ما أنذر ءاباؤهم الأولون فهم غافلون [ آية : ٦ ] . ٧يس : ٧ لقد حق القول . . . . . لقد حق القول على أكثرهم لقوله لإبليس : لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين [ ص : ٨٥ ] لقد حق القول لقد وجب العذاب على أكثر أهل مكة فهم لا يؤمنون [ آية : ٧ ] لا يصدقون بالقرآن . ٨يس : ٨ إنا جعلنا في . . . . . إنا جعلنا في أعنقهم أغللاً فهي إلى الأذقان فهم مقمحون [ آية : ٨ ] وذلك أن أبا جهل بن هشام حلف لئن رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم ليدمغنه ، فأتاه أبو جهل وهو يصلي ومعه الحجر فرفع الحجر ليدفع النبي صلى اللّه عليه وسلم فيبست يده والتصق الحجر بيده فلما رجع إلى أصحابه خلصوا يده فسألوه فأخبرهم بأمر الحجر ، فقال رجل آخر من بني المغيرة المخزومي : أنا قتله ، فأخذ الحجر ، فلما دنا من النبي صلى اللّه عليه وسلم طمس اللّه عز وجل على بصره فلم ير النبي صلى اللّه عليه وسلم وسمع قراءته فرجع إلى أصحابه فلم يبصرهم حتى نادوه . ٩يس : ٩ وجعلنا من بين . . . . . فذلك قوله عز وجل : وجعلنا من بين أيديهم سدا حين لم يروا النبي صلى اللّه عليه وسلم ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون [ آية : ٩ ] حين لم ير أصحابه فسألوه ما صنعت ، فقال : لقد سمعت قراءته وما رأيته . فأنزل اللّه عز وجل في أبي جهل : إنا جعلنا في أعناقهم أغللاً فهي إلى الأذقان يعني بالأذقان الحنك فوق الغلصمه ، يقول رددنا أيديهم في أعناقهم فهم مقحمون يعني أن يجمع يديه إلى عنقه ، وأنزل اللّه عز وجل في الرجل الآخر : وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا يعني ظلمة فلم ير النبي صلى اللّه عليه وسلم ومن خلفهم سداًّ فلم ير أصحابه ، الآية وكان معهم الوليد بن المغيرة . ١٠يس : ١٠ وسواء عليهم أأنذرتهم . . . . . وسواءٌ عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم يا محمد لا يؤمنون [ آية : ١٠ ] بالقرآن بأنه من اللّه عز وجل فلم يؤمن أحد من أولئك الرهط من بني مخزوم . ثم نزل في أبي جهل : أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى [ العلق : ٩ - ١٠ ] ، ١١يس : ١١ إنما تنذر من . . . . . ثم قال جل وعز : إنما تنذر من اتبع الذكر القرآن وخشي الرحمن وخشي عذاب الرحمن بالغيب ولم يره فبشره بمغفرة لذنوبهم وأجر كريم [ آية : ١١ ] وجزاء حسناً في الجنة . ١٢يس : ١٢ إنا نحن نحيي . . . . . إنا نحن نحي الموتى في الآخرة ونكتب ما قدموا في الدنيا في حياتهم من خير أو شر عملوه وءاثارهم ما استنوه من سنة خير أو شر فاقتدى به من بعد موتهم ، وإن كان خيراً فله مثل أجر من عمل به ، ولا ينقص من أجورهم شئ ، وإن كان شراً فعليه مثل وزر من عمل به ولا ينقص من أوزارهم شئ ، فذلك قوله عز وجل : ينبؤ الإنسان يؤمئذٍ بما قدم وأخر [ القيامة : ١٣ ] ثم قال جل وعز : وكل شيءٍ من الأعمل أحصيناه بيانه في إمام مبين [ آية : ١٢ ] كل شئ عملوه في اللوح المحفوظ . ١٣يس : ١٣ واضرب لهم مثلا . . . . . واضرب لهم مثلا وصف لهم يا محمد ، شبهاً لأهل مكة في الهلاك أصحاب القرية أنطاكية إذ جاءها المرسلون [ آية : ١٣ ] . ١٤يس : ١٤ إذ أرسلنا إليهم . . . . . إذ أرسلنا إليهم اثنين تومان ويونس فكذبوهما فعززنا بثالث فقوينا يعني فشددنا الرسولين بثالث حين صدقهما بتوحيد اللّه وحين أحيا الجارية وكان اسمه شمعون وكان من الحواريين وكا وصى عيسى بن مريم فقالوا إنا إليكم مرسلون [ آية : ١٤ ] فكذبوهما ولو فعلت ذلك بكم يا أهل مكة لكذبتم ، فقال شمعون للذلك : أشهد أنهما رسولان أرسلهما ربك الذي في السماء ، فقال الملك لشمعون : أخبرني بعلامة ذلك ؟ فقال شمعون : إن ربي أمرني أن أبعث لك ابنتك ، فذهبوا إلى قبرها ، فضرب القبر برجله ، فقال : قومي بإذن إلهنا الذي في السماء ، الذي أرسلنا إلى هذه القرية واشهدي لنا على ولدك فخرجت الجارية من قبرها ، فعرفوها فقالت يا أهل القرية آمنوا بهؤلاء الرسل ، وإني لأشهد أنهم أرسلوا إليكم ، فإن سلمتم يغفر لكم ربكم ، وإن أبيتم ينتقم اللّه منكم ، ثم قالت لشمعون : ردني إلى مكاني فإني القوم لن يؤمنوا لكم ، فأخذ شمعون قبضة من تراب قبرها فوضعها على رأسها ، ثم قال عودي مكانك ، فعادت ، فلم يؤمن منهم غير حبيب النجار ، كان من بني إسرائيل ، وذلك أنه حين سمع بالرسل جاء مسرعاً فآمن وترك عمله وكان قبله إيمانه مشركاً ١٥يس : ١٥ قالوا ما أنتم . . . . . قالوا فقال القوم للرسل : ما أنتم إلا بشرٌ مثلنا وما أنزل الرحمن من شيءٍ إن أنتم إلا تكذبون [ آية : ١٥ ] وكان فعل شمعون من الحواريين فقال شمعون : إنا إليكم مرسلون أرسلنا إليكم ربكم الذي في السماء ما أنتم إلا بشر مثلنا ما نرى لكم علينا من فضل في شئ وما أنزل الرحمن من شئ وما أرسل الرحمن من أحد يعني لم يرسل رسولاً الآية . ١٦يس : ١٦ قالوا ربنا يعلم . . . . . قالوا فقالت الرسل ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون [ آية : ١٦ ] فإن كذبتمونا ١٧يس : ١٧ وما علينا إلا . . . . . وما علينا إلا البالغ المبين [ آية : ١٧ ] ما علينا إلا أن نبلغ ونعلمكم ونبين لكم أن اللّه واحد لا شريك . ١٨يس : ١٨ قالوا إنا تطيرنا . . . . . فقال القوم للرسل : قالوا إنا تطيرنا بكم يقول : تشاءمنا بكم ، وذلك أن المطر حبس عنهم ، ف أصابنا هذا الشر يعنون قحط المطر من قبلكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم لئن لم تسكتوا عنا لنقتلنكم وليمسنكم يعني وليصيبنكم منا عذاب أليم [ آية : ١٨ ] يعني وجيعاً . ١٩يس : ١٩ قالوا طائركم معكم . . . . . قالوا فقالت الرسل : طئركم معكم الذي أصابكم كان مكتوباً في أعناقكم أبن ذكرتم أئن وعظتم باللّه عز وجل تطيرتم بنا بل أنتم قوم مسرفون [ آية : ١٩ ] قوم مشركون والشرك أسرف الذنوب . ٢٠يس : ٢٠ وجاء من أقصى . . . . . وجاء من أقصا المدينة رجلٌ يسعى على رجليه اسمه حبيب بن ابريا ، أعور نجار ، من بني إسرائيل كان في غار يعبد اللّه عز وجل فلما سمع بالرسل أتاهم وترك عمله قال ياقوم اتبعوا المرسلين [ آية : ٢٠ ] الثلاثة تومان ، ويونس ، وشمعون . ٢١يس : ٢١ اتبعوا من لا . . . . . اتبعوا من لا يسئلكم أجراً وهم مهتدون [ آية : ٢١ ] فأخذوه فرفعوه إلى الملك ، فقال له : برئت منا واتبعت عدونا . ٢٢يس : ٢٢ وما لي لا . . . . . فقال : وما لي لا أعبد الذي فطرني خلقني وإليه ترجعون [ آية : ٢٢ ] . ٢٣يس : ٢٣ أأتخذ من دونه . . . . . ءأتخذ من دونه ءالهةً إن يردن الرحمن بضرٍ لا تغن عني شفاعتهم شيئاً لا تقد الآلهة أن تشفع لي ، فتكشف الضر عني شفاعتها ولا ينقذون [ آية : ٢٣ ] من الضر . ٢٤يس : ٢٤ إني إذا لفي . . . . . إني إذاً لفي ضللٍ مبينٍ [ آية : ٢٤ ] لفي خسران بين أن اتخذت من دون اللّه جل وعز آلهة فوطئ حتى خرجت معاه من دبره ، فلما أمر بقتله . ٢٥يس : ٢٥ إني آمنت بربكم . . . . . قال : يا قوم إني ءامنت بربكم فاسمعون [ آية : ٢٥ ] فقتل ، ثم ألقى في البئر ، وهي الرس ، وهم أصحاب الرس وقتل الرس الثلاثة . ٢٦يس : ٢٦ قيل ادخل الجنة . . . . . قيل ادخل الجنة فلما ذهبت روح حبيب إلى الجنة ودخلها وعاين ما فيها من النعيم تمنى ف قال يا ليت قومي يعلمون [ آية : ٢٦ ] بني إسرائيل . ٢٧يس : ٢٧ بما غفر لي . . . . . بما بأي شيء غفر لي ربي وجعلني من المكرمين [ آية : ٢٧ ] باتياعي المرسلين ، فلو علموا لآمنوا بالرسل ، فنصح لهم في حياته ، وبعد موته . ٢٨يس : ٢٨ وما أنزلنا على . . . . . يقول اللّه عز وجل : وما أنزلنا على قومه من بعده يعني من بعد قتل حبيب النجار من جند من السماء وما كنا منزلين [ آية : ٢٨ ] الملائكة . ٢٩يس : ٢٩ إن كانت إلا . . . . . إن كانت إلا صيحة واحدة من جبريل ، عليه السلام ، ليس لها مثنوية فإذا هم خامدون [ آية : ٢٩ ] موتى مثل النار إذا طفئت لا يسمع لها صوت ، وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : إن صاحب يس اليوم في الجنة ، ومؤمن آل فرعون آل فرعون ومريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون ′ . ٣٠يس : ٣٠ يا حسرة على . . . . . ياحسرةً على العباد يا تدامة للعباد في الآخرة باستهزائهم بالرسل في الدنيا ، ثم قال عز وجل : ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون [ آية : ٣٠ ] . ٣١يس : ٣١ ألم يروا كم . . . . . ثم خوف كفار مكة ، فقال : ألم يروا ألم يعلموا كم أهلكنا بالعذاب قبلهم قبل كفار مكة ، فقال : من القرون الأمم عاد وثمود وقوم لوط ، فيرى أهل مكة من هلاكهم أنهم إليهم لا يرجعون [ آية : ٣١ ] إلى الحياة الدنيا . ٣٢يس : ٣٢ وإن كل لما . . . . . وإن كل لما جميع لدينا محضرون [ آية : ٣٢ ] عندنا في الآخرة . ٣٣يس : ٣٣ وآية لهم الأرض . . . . . ثم وعظ كفار مكة ، فقال عز وجل : وءايةٌ لهم علامة لهم الأرض الميتة أحييناها بالمطر فتنبت وأخرجنا منها حبا السير والشعير الحبوب كلها فمنه يأكلون [ آية : ٣٣ ] . ٣٤يس : ٣٤ وجعلنا فيها جنات . . . . . وجعلنا فيها في الأرض جنات بساتين من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون [ آية : ٣٤ ] الجارية . ٣٥يس : ٣٥ ليأكلوا من ثمره . . . . . ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم يقول : لم يكن ذلك من صنع أيديهم ولكنه من فعلنا أفلا يشكرون [ آية : ٣٥ ] رب هذه النعم فيوحدوه . ٣٦يس : ٣٦ سبحان الذي خلق . . . . . سبحان الذي خلق الأزواج كلها الأصناف كلها مما تنبت الأرض مما تخرج الأرض من ألوان النبات والشجر ومن أنفسهم الذكر والأنثى ومما لا يعلمون [ آية : ٣٦ ] من الخلق . ٣٧يس : ٣٧ وآية لهم الليل . . . . . ثم قال جل وعز : وءايةٌ لهم يقول : من علامة الرب لأهل مكة إذ لم يروه اليل نسلخ منه النهار ننزع فإذا هم مظلمون [ آية : ٣٧ ] بالليل ، مثل قوله عز وجل : الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها [ الأعراف : ١٧٥ ] . ٣٨يس : ٣٨ والشمس تجري لمستقر . . . . . والشمس تجري لمستقر لها لوقت لها إلى يوم القيامة ، قال أبو ذر الغفاري : غربت الشمس يوماً ، فسألت النبي صلى اللّه عليه وسلم أين تغرب الشمس ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ تغرب في عين حمئة وطينة سوداء ، ثم تخر ساجدة تحت العرش فتستأذن ، فيأذن لها ، فكأن قد قيل لها ارجعي إلى حيث تغربين ′ . ذلك الذي ذكر من الليل والنهار ، والشمس والقمر يجري في ملكه بما قدر من أمرهما وخلقهما تقدير العزيز العليم [ آية : ٣٨ ] . ٣٩يس : ٣٩ والقمر قدرناه منازل . . . . . ثم قال عز وجل : والقمر قدرنه منازل في السماء يزيد ، ثم يستوي ، ثم ينقص في آخر الشهر حتى عاد كالعرجون حتى عاد مثل الخيط كما يكون أول ما استهل فيه كالعرجون ، يعني العذق اليابس المنحنى القديم [ آية : ٣٩ ] الذي أتى عليه الحول . ٤٠يس : ٤٠ لا الشمس ينبغي . . . . . ثم قال جل وعز : لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر فتضئ مع ضوء القمر ، لأن الشمس سلطان النهار ، والقمر سلطان الليل ، ثم قال عز وجل : ولا اليل سابق النهار يقول : ولا يدرك سواد الليل ضوء النهار ، فيغلبه على ضوئه وكل الليل والنهار في فلك يسبحون [ آية : ٤٠ ] في دوران يجرون يعني الشمس والقمر يدخلان تحت الأرض من قبل المغرب ، فيخرجان من تحت الأرض ، حتى يخرجا من قبل المشرق ، ثم يجريان في السماء حتى يغربا قبل المغرب ، فهذا دورانهما ، فذلك قوله عز وجل : في فلك يسبحون يقول : وكلاهما في دوران يجريان إلى يوم القيامة . ٤١يس : ٤١ وآية لهم أنا . . . . . وءايةٌ لهم وعلامة لهم ، يعني كفار مكة أنا حملنا ذريتهم ذرية أهل مكة في أصلاب آبائهم في الفلك المشحون [ آية : ٤١ ] يعني المرقر من الناس والدواب . ٤٢يس : ٤٢ وخلقنا لهم من . . . . . وخلقنا لهم من مثله وجعلنا لهم من شبه سفينة نوح ما يركبون [ آية : ٤٢ ] فيها . ٤٣يس : ٤٣ وإن نشأ نغرقهم . . . . . وإن نشأ نغرقهم في الماء فلا صريخ لهم لا مغيث لهم ولا هم ينقذون [ آية : ٤٣ ] من الغرق . ٤٤يس : ٤٤ إلا رحمة منا . . . . . إلا رحمة منا إلا نعمة منا حين لا نغرقهم ومتاعا إلى حين [ آية : ٤٤ ] وبلاغاً إلى آجالهم . ٤٥يس : ٤٥ وإذا قيل لهم . . . . . وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم يقول : لا يصيبكم منا عذاب الأمم الخالية قبلكم وما خلفكم واتقوا ما بعدكم من عذاب الأمم فلا تكذبوا محمداً صلى اللّه عليه وسلم لعلكم ترحمون [ آية : ٤٥ ] لكي ترحموا . ٤٦يس : ٤٦ وما تأتيهم من . . . . . وما تأتيهم من ءايةٍ من ءايات ربهم إلا كانوا عنها معرضين [ آية : ٤٦ ] فلا يتفكروا . ٤٧يس : ٤٧ وإذا قيل لهم . . . . . وإذا قيل لهم أنفقوا وذلك أن المؤمنين قالوا بمكة لكفار قريش ، لأبي سفيان وغيره : أنفقوا على المساكين من الذي زعمتم أنه للّه ، وذلك أنهم كانوا يجعلون نصيباً للّه من الحرث والأنعام بمكة ، للمساكين ، هذا للّه بزعمهم ، ويجعلون للآلهة نصيباً ، فإن لم يزك ما جعلوه للآلهة من الحرث والأنعام ، وزكا ما جعلوه للّه عز وجل ليس للألهة شئ ، وهي تحتاج إلى نفقة ، فأخذوا ما جعلوه للّه ، لو شاء اللّه لأزكى نصيبه ولا يعطون المساكين شيئاً مما زكى لآلهتهم . فقال المؤمنون لكفار قريش : أنفقوا مما رزقكم اللّه قال الذين كفروا للذين ءامنوا فقالت كفار قريش : أنطعم المساكين الذي للآلهة من لو يشاء اللّه أطعمه يعني رزقه لو شاء اللّه لأطعمه ، وقالوا لأصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم : إن أنتم إلا في ضللٍ مبينٍ [ آية : ٤٧ ] . ٤٨يس : ٤٨ ويقولون متى هذا . . . . . ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صدقين [ آية : ٤٨ ] بأن العذاب نازل بنا في الدنيا يقول اللّه عز وجل : ٤٩يس : ٤٩ ما ينظرون إلا . . . . . ما ينظرون إلا صيحة واحدة لا مثنوية لها تأخذهم وهم يخصمون [ آية : ٤٩ ] وهم يتكلمون في الأسواق ، والمجالس ، وهم أعز ما كانوا . ٥٠يس : ٥٠ فلا يستطيعون توصية . . . . . فلا يستطيعون توصية يقول : أعجلوا عن التوصية فماتوا : ولا إلى أهلهم يرجعون [ آية : ٥٠ ] يقول : ولا إلى منازلهم يرجعون من الأسواق ، فأخبر اللّه عز وجل بما يلقون في الأولى . ٥١يس : ٥١ ونفخ في الصور . . . . . ثم أخبر بما يلقون في الثانية إذا بعثوا ، فذلك قوله عز وجل ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث من القبور إلى ربهم ينسلون [ آية : ٥١ ] يخرجون إلى اللّه عز وجل من قبورهم أحياء ، فلما رأوا العذاب ذكروا قول الرسل في الدنيا : أن البعث حق . ٥٢يس : ٥٢ قالوا يا ويلنا . . . . . قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا وذلك أن أرواح الكفار كانوا يعرضون على منازلهم من النار طرفي النهار كل يوم ، فلما كان بين النفختين رفع عنهم العذاب فرقدت تلك الأرواح بين النفختين ، فلما بعثوا في النفخة الأخرى وعاينوا في القيامة ما كذبوا به في الدنيا من البعث والحساب ، فدعوا بالويل قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا في قراءة ابن مسعود : ′ من ميتتنا ′ ، قال حفظتهم من الملائكة : هذا ما وعد الرحمن على ألسنة الرسل ، فذلك قوله عز وجل : وصدق المرسلون [ آية : ٥٢ ] . ٥٣يس : ٥٣ إن كانت إلا . . . . . وذكر النفخة الثانية ، فقال سبحانه : إن يعني ما كانت إلا صيحةً وحدةً من إسرافيل فإذا هم جميع الخلق كلهم لدينا عندنا محضرون [ آية : ٥٣ ] بالأرض المقدسة فلسطين لنحاسبهم . ٥٤يس : ٥٤ فاليوم لا تظلم . . . . . فاليوم في الآخرة لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون [ آية : ٥٤ ] من الكفر جزاء الكافر النار . ٥٥يس : ٥٥ إن أصحاب الجنة . . . . . ثم قال جل وعز : إن أصحاب الجنة اليوم في الآخرة في شغل يعني شغلوا بالنعيم ، بافتضاض العذارى عن ذكر أهل النار فلا يذكرونهم ولا يهتمون بهم ، ثم قال جل وعز : فاكهون [ آية : ٥٥ ] فكهون يعني معجبين بما هم فيه شغل النعيم والكرامة . ٥٦يس : ٥٦ هم وأزواجهم في . . . . . هم وأزواجهم يعني الحور العين حلائلهم وفي ظللٍ ومن قرأ فاكهون ، يعني ناعمين في ظلال كبار القصور على الأرائك على السرر عليها الحجال متكئون [ آية : ٥٦ ] . ٥٧يس : ٥٧ لهم فيها فاكهة . . . . . لهم فيها في الجنة فاكهة ولهم ما يدعون [ آية : ٥٧ ] يتمنون ما شاءوا من الخير ٥٨يس : ٥٨ سلام قولا من . . . . . سلام قولا من رب رحيم [ آية : ٥٨ ] وذلك أن الملائكة تدخل على أهل الجنة من كل باب يقولون : سلام عليكم يا أهل الجنة من ربكم الرحيم ٥٩يس : ٥٩ وامتازوا اليوم أيها . . . . . وامتازوا واعتزلوا اليوم في الآخرة أيها المجرمون [ آية : ٥٩ ] وذلك حين اختلط الإنس والجن والدواب دواب البر والبحر والطير ، فاقتص بعضهم من بعض ، ثم قيل لهم : كونوا تراباً فبقى الإنس والجن خليطين إذ بعث اللّه عز وجل إليهم منادياً أن امتازوا اليوم يقول : اعتزلوا اليوم أيها المجرمون ، من الصالحين . ٦٠يس : ٦٠ ألم أعهد إليكم . . . . . ألم أعهد إليكم الذين أمروا بالاعتزال يا بني ءادم في الدنيا أن لا تعبدوا الشيطان يعني إبليس وحده ، ولا تطيعوه في الشرك إنه لكم عدو مبين [ آية : ٦٠ ] بين العداوة . ٦١يس : ٦١ وأن اعبدوني هذا . . . . . وأن اعبدوني يقول : وحدوني هذا التوحيد صرطٌ مستقيمٌ [ آية : ٦١ ] دين الإسلام لأن غير دين الإسلام ليس بمستقيم ٦٢يس : ٦٢ ولقد أضل منكم . . . . . ولقد أضل إبليس منكم عن الهدى جبلا خلقاً كثيرا أفلم تكونوا تعقلون [ آية : ٦٢ ] . ٦٣يس : ٦٣ هذه جهنم التي . . . . . فلما دنوا من النار قالت لهم خزانتها : هذه جهنم التي كنتم توعدون [ آية : ٦٣ ] في الدنيا ، فلما ألقوا في النار قالت لهم الخزنة : ٦٤يس : ٦٤ اصلوها اليوم بما . . . . . اصلوها اليوم في الآخرة بما كنتم تكفرون [ آية : ٦٤ ] في الدنيا . ٦٥يس : ٦٥ اليوم نختم على . . . . . اليوم نختم وذلك أنهم سئلوا أي شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ، ف واللّه ربنا ما كنا مشركين فيختم اللّه جل وعز على أفواههم وتتكلم أيديهم وأرجلهم بشركهم ، فذلك قوله تعالى : اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون [ آية : ٦٥ ] بما كانوا يقولون من الشرك . ٦٦يس : ٦٦ ولو نشاء لطمسنا . . . . . ولو نشاء لطمسنا على أعينهم نزلت في كفار مكة يقول : لو نشاء لحولنا أبصارهم من الضلالة إلى الهدى فاستبقوا الصراط ولو طمست الكفر لاستبقوا الصراط يقول : لأبصروا طريق الهدى ، ثم قال جل وعز : فأنى يبصرون [ آية : ٦٦ ] فمن أين يبصرون الهدى إن لم أعم عليهم طريق الضلالة . ٦٧يس : ٦٧ ولو نشاء لمسخناهم . . . . . ثم خوفهم ، فقال جل وعز : ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم يقول تعالى : لو شئت لمسختهم حجارة في منازلهم ليس فيها أرواح فما استطعوا مضياًّ ولا يرجعون [ آية : ٦٧ ] يقول : لا يتقدمون ولا يتأخرون . ٦٨يس : ٦٨ ومن نعمره ننكسه . . . . . ومن نعمره فنطول عمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون [ آية : ٦٨ ] . ٦٩يس : ٦٩ وما علمناه الشعر . . . . . وما علمناه الشعر نزلت في عقبة بن أبي معيط وأصحابه ، إن القرآن شعر وما ينبغي له أن يعلمه ان هو يعني القرآن إلا ذكر تفكر وقرءانٌ مبينٌ [ آية : ٦٩ ] بين . ٧٠يس : ٧٠ لينذر من كان . . . . . لينذر يعني لتنذر يا محمد بما في القرآن من الوعيد من كان حيا من كان مهدياً في علم اللّه عز وجل ويحق القول ويجب العذاب على الكافرين [ آية : ٧٠ ] بتوحيد اللّه عز وجل . ٧١يس : ٧١ أو لم يروا . . . . . أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا من فعلنا أنعاما الإبل والبقر والغنم فهم لها مالكون [ آية : ٧١ ] ضابطين . ٧٢يس : ٧٢ وذللناها لهم فمنها . . . . . وذللناها كقوله عز وجل : ودللت قطوفها تدليلاً [ الإنسان : ١٤ ] وذللناها فيحملون عليها ويسوقونها حيث شاءوا ، ولا تمتنع منها لهم فمنها ركوبهم حمولتهم الإبل والبقر ومنها يأكلون [ آية : ٧٢ ] يعني الغنم . ٧٣يس : ٧٣ ولهم فيها منافع . . . . . ولهم فيها منافع في الأنعام ومنافع في الركوب عليها ، والحمل عليها ، وينتفعون بأصوافها وأوبارها ، وأشعارها ، ثم قال عز وجل : و فيها ومشارب ألبانها أفلا يشكرون [ آية : ٧٣ ] . ٧٤يس : ٧٤ واتخذوا من دون . . . . . ثم قال جل وعز : واتخذوا يعني كفار مكة من دون اللّه ءالهةً يعني اللات والعزى ومناة لعلهم ينصرون [ آية : ٧٤ ] لكي تمنعهم ٧٥يس : ٧٥ لا يستطيعون نصرهم . . . . . لا يستطيعون نصرهم لا تقدر الآلهة أن تمنعهم من العذاب . ثم قال جل وعز : وهم لهم جند محضرون [ آية : ٧٥ ] يقول كفار مكة للآلهة حزب يغضبون لها ، ويحضرونها في الدنيا . ٧٦يس : ٧٦ فلا يحزنك قولهم . . . . . فلا يحزنك قولهم كفار مكة إنا نعلم ما يسرون من التكذيب وما يعلنون [ آية : ٧٦ ] يظهرون من القول بألسنتهم حين قالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم : كيف يبعث اللّه هذا العظم علانية ، نزلت في أبي بن خلف الجمحي في أمر العظم ، وكان قد أضحكهم بمقالته فهذا الذي أعلنوا ، وذلك أن أبا جهل ، والوليد بن المغيرة ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة ، وعقبة ، والعاص بن وائل ، كانوا جلوساً ، فقال لهم أبي بن خلف ، قال لهم في النفر من قريش : إن محمداً يزعم أن اللّه يحيى الموتى ، وأنا آتيه بعظم فأسأله كيف يبعث اللّه هذا ؟ فانطلق أبي بن خلف فأخذ عظماً بالياً ، حائلاً نخراً ، فقال : يا محمد ، تزعم أن اللّه يحيى الموتى بعد إذ بليت عظامنا وكنا تراباً تزعم أن اللّه يبعثنا خلقاً جديدً ، ثم جعل يفت العظم ، ثم يذريه في الريح ، ويقول : يا محمد من يحيى هذا ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ يحيى اللّه عز وجل هذا ، ثم يميتك ، ثم يبعثك ، ثم يدخلك نار جهنم ′ . ٧٧يس : ٧٧ أو لم ير . . . . . فأنزل اللّه عز وجل في أبي بن خلف : أولم ير الإنسان يعني أو لم يعلم الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين [ آية : ٧٧ ] بين الخصومة فيما يخاصم النبي صلى اللّه عليه وسلم عن البعث ، ثم قال : ٧٨يس : ٧٨ وضرب لنا مثلا . . . . . وضرب لنا مثلا وصف لنا شبهاً في أمر العظم ونسى خلقه وترك المنظر في بدء خلق نفسه إذ خلق من نطفة ، ولم يكن قبل ذلك شيئاً ف قال من يحي العظم وهي رميمٌ [ آية : ٧٨ ] يعني بالية . ٧٩يس : ٧٩ قل يحييها الذي . . . . . قل يا محمد لأبي يحييها يوم القيامة الذي أنشأها خلقها أول مرةٍ في الدنيا ولم تك شيئاً وهو بكل خلقٍ عليمٌ [ آية : ٧٩ ] عليم بخلقهم في الدنيا عليم بخلقهم في الآخرة بعد الموت خلقاً جديداً . ٨٠يس : ٨٠ الذي جعل لكم . . . . . الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون [ آية : ٨٠ ] فالذي يخرج من الشجر الأخضر النار ، فهو قادر على البعث ، ثم ذكر ما هو أعظم خلقاً من خلق الإنسان . ٨١يس : ٨١ أو ليس الذي . . . . . فقال جل وعز : أوليس الذي خلق السموات والأرض هذا أعظم خلقاً من خلق الإنسان بقدرٍ على أن يخلق في الأرض مثلهم مثل خلقهم في الدنيا ، ثم قال لنفسه تعالى : بلى قادر على ذلك وهو الخلق العليم [ آية : ٨١ ] بخلقهم في الآخرة العليم ببعثهم . ٨٢يس : ٨٢ إنما أمره إذا . . . . . إنما أمره إذاً أراد شيئاً أمر البعث وغيره أن يقول له مرة واحدة كن فيكون [ آية : ٨٢ ] لا يثنى قوله . ٨٣يس : ٨٣ فسبحان الذي بيده . . . . . ثم عظم نفسه عن قولهم ، فقال عز وجل : فسبحان الذي بيده ملكوت خلق كل شيءٍ وإليه من البعث وغيره ترجعون [ آية : ٨٣ ] إلى اللّه عز وجل بعد الموت لتكذيبهم . |
﴿ ٠ ﴾