٣ سورة الصافاتسورة الصافات مكية ، وعددها مائة واثنتان وثمانون آية كوفية ١والصفات صفاً [ آية : ١ ] يعني عز وجل صفوف الملائكة . ٢الصافات : ٢ فالزاجرات زجرا فالزاجرات زجرا [ آية : ٢ ] الملائكة يعني به الرعد ، وهو ملك اسمه الرعد يزجر السحاب بصوته يسوقه إلى البلد الذي أمر أن يمطره ، والبرق مخاريق من نار يسوق بها السحاب ، فإذا صف السحاب بعضه إلى بعض سطع منه نار فيصيب اللّه به من يشاء ، وهي الصاعقة التي ذكر اللّه عز وجل في الرعد . ٣الصافات : ٣ فالتاليات ذكرا فالتاليات ذكرا [ آية : ٣ ] يعني به الملائكة ، وهو جبريل وحده ، عليه السلام ، يتلو القرآن على الأنبياء من ربهم ، وهو الملقيات ذكراً ، يلقى الذكر على الأنبياء ، وذلك أن كفار مكة يجعل محمد صلى اللّه عليه وسلم الآلهة إلهاً واحداً . ٤الصافات : ٤ إن إلهكم لواحد فأقسم اللّه بهؤلاء الملائكة إن إلهاكم يعني أن ربكم لواجدٌ [ آية : ٤ ] ليس له شريك ، ثم عظم نفسه عن شركهم ، فقال عز وجل : ٥الصافات : ٥ رب السماوات والأرض . . . . . رب السماوات والأرض وما بينهما يقول : أنا رب ما بينهما من شئ من الآلهة وغيرها و أنا ورب المشارق [ آية :٥ ] يعني مائة وسبعة وسبعين مشرقاً في السنة كلها ، والمغارب مثل ذلك . ٦الصافات : ٦ إنا زينا السماء . . . . . ثم قال : إنا زينا السماء الدنيا لأنها أدنى السماء من الأرض وأقربها بزينة الكواكب [ آية : ٦ ] وهي معلقة في السماء بهيئة القناديل . ٧الصافات : ٧ وحفظا من كل . . . . . وحفظا زينة السماء بالكواكب من كل شيطان مارد [ آية : ٧ ] متمرد على اللّه عز وجل في المعصية . ٨الصافات : ٨ لا يسمعون إلى . . . . . لا يسمعون إلى الملإ الأعلى يعني الملائكة وكانوا قبل النبي صلى اللّه عليه وسلم يسمعون كلام الملائكة ويقذفون ويرمون من كل جانب [ آية : ٨ ] من كل ناحية . ٩الصافات : ٩ دحورا ولهم عذاب . . . . . دحورا يعني طرداً بالشهب من الكواكب ، ثم ترجع الكواكب إلى أمكنتها ولهم عذاب واصب [ آية : ٩ ] يعني دائم للشياكين من يسمتع منهم ، ومن لم يستمع عذاب دائم في الآخرة والكواكب تجرح ولا تقتل ، نظيرها في تبارك : ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير . [ تبارك : ٥ ] . ١٠الصافات : ١٠ إلا من خطف . . . . . إلا من خطف من الشياطين الخطفة يخطف من الملائكة فأتبعه شهاب ثاقب [ آية : ١٠ ] من الملائكة الكواكب ، يعني بالشهاب الثاقب ، ناراً مضيئة ، كقول موسى : أو آتيكم بشهاب قبس [ النمل : ٧ ] ، يعني بنار مضيئة ، فيها تقديم . ١١الصافات : ١١ فاستفتهم أهم أشد . . . . . قال جل وعز : فاستفتهم يقول سلهم أهم أشد خلقا نزلت في أبي الأشدين واسمه أسيد بن كلدة بن خلف الجمحي ، وإنما كنى أبا الأشدين لشدة بطشه ، وفي ركانة بن عبد يزيد بن هشام بن عبد مناف ، يقول : سل هؤلاء أهم أشد خلقاً بعد موتهم لأنهم كفروا بالبعث أم من خلقنا يعني خلق السماوات والأرض ، وما بينهما والمشارق ، لأنهم يعملون أن اللّه جل وعز خلق هذه الأشياء ، ثم أخبر عن خلق الإنسان ، فقال جل وعز : إنا خلقناهم يعني آدم من طين لازب [ آية : ١١ ] يعني لازب بعضه في البعض فهذا أهون خلقاً عند هذا المكذب بالبعث من خلق السماوات والأرض وما بينهما والمشارق ، ونزلت في أبي الأشدين أيضاً أأنتم أشد خلقا بعثاً بعد الموت أم السماء بناها [ النازعات : ٢٧ ] . ١٢الصافات : ١٢ بل عجبت ويسخرون ثم قال : بل عجبت يا محمد من القرآن حين أوحى إليك نظيرها في الرعد : وإن تعجب من القرآن فعجب قولهم [ الرعد : ٥ ] ، فاعجب من قولهم بتكذيبهم بالبعث ، ثم قال جل وعز : ويسخرون [ آية : ١٢ ] يعني كفار مكة سخروا من النبي صلى اللّه عليه وسلم حين سمعوا منه القرآن . ١٣الصافات : ١٣ وإذا ذكروا لا . . . . . ثم قال وإذا ذكروا لا يذكرون [ آية : ١٣ ] وإذا وعظوا بالقرآن لا يتعظون ١٤الصافات : ١٤ وإذا رأوا آية . . . . . وإذا رأوا ءايةً يعني انشقاق القمر بمكة فصار نصفين يستسخرون [ آية : ١٤ ] سخروا ، ف هذا عمل السحرة . ١٥الصافات : ١٥ وقالوا إن هذا . . . . . فذلك قوله عز وجل : وقالوا إن هذا إلا سحر مبين [ آية : ١٥ ] نظيرها اقتربت الساعة : ويقولوا سحر مستمر [ القمر : ٢ ] . ١٦الصافات : ١٦ أئذا متنا وكنا . . . . . أءذا متنا وكنا تراباً وعظماً أءنا لمبعوثون [ آية : ١٦ ] بعد الموت . ١٧الصافات : ١٧ أو آباؤنا الأولون أو يبعث ءاباؤنا الأولون [ آية : ١٧ ] قالوا ذلك تعجباً ، يقول اللّه عز وجل لنبيه صلى اللّه عليه وسلم : ١٨الصافات : ١٨ قل نعم وأنتم . . . . . قل لكفار مكة : نعم وأنتم داخرون [ آية : ١٨ ] وأنتم صاغرون . ١٩الصافات : ١٩ فإنما هي زجرة . . . . . ثم أخبر عنهم عز وجل : فإنما هي زجرة واحدة صيحة واحدة من إسرافيل لا مثنوية لها فإذا هم ينظرون [ آية : ١٩ ] إلى البعث الذي كذبوا به ، فلما نظروا وعاينوا البعث ذكروا قول الرسل إن البعث حق . ٢٠الصافات : ٢٠ وقالوا يا ويلنا . . . . . وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين [ آية : ٢٠ ] يوم الحساب الذي أخبرنا به النبي صلى اللّه عليه وسلم فرددت عليهم الحفظة من الملائكة . ٢١الصافات : ٢١ هذا يوم الفصل . . . . . هذا يوم الفصل يوم القضاء الذي كنتم به تكذبون [ آية : ٢١ ] بأنه كائن . ٢٢الصافات : ٢٢ احشروا الذين ظلموا . . . . . احشروا الذين ظلموا الذين أشركوا من بني آدم وأزواجهم قرناءهم من الشياطين الذين أظلوهم وكل كافر مع شيطان في سلسلة واحدة وما كانوا يعبدون [ آية : ٢٢ ] . ٢٣الصافات : ٢٣ من دون اللّه . . . . . من دون اللّه يعني إبليس وجندة نزلت في كفار قريش نظيرها في يس : ألم أعهد إليكم الآية أن لا تعبدوا الشيطان [ يس : ٦ ] ، يعني إبليس وحده فاهدوهم إلى صراط يعني ادعوهم إلى طريق الجحيم [ آية : ٢٣ ] والجحيم ما عظم اللّه عز وجل من النار . ٢٤الصافات : ٢٤ وقفوهم إنهم مسؤولون وقفوهم إنهم مسئولون [ آية : ٢٤ ] فلما سيقوا إلى النار حبسوا فسألهم خزنة جهنم ألم تأتكم رسلكم بالبينات ؟ بلى ، ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين يقول الخازن : ٢٥الصافات : ٢٥ ما لكم لا . . . . . ما لكم لا تناصرون [ آية : ٢٥ ] نظيرها في الشعراء : هل ينصرونكم [ الشعراء : ٩٣ ] يقول الكفار : ما لشركائكم الشياطين لا يمنعونكم من العذاب . ٢٦الصافات : ٢٦ بل هم اليوم . . . . . يقول اللّه عز وجل لمحمد صلى اللّه عليه وسلم : بل هم اليوم مستسلمون [ آية : ٢٦ ] للعذاب ٢٧الصافات : ٢٧ وأقبل بعضهم على . . . . . وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون [ آية : ٢٧ ] يتكلمون ٢٨الصافات : ٢٨ قالوا إنكم كنتم . . . . . قال قائل من الكفار لشركائهم الشياطين إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين [ آية : ٢٨ ] يعنون من قبل الحق ، نظيرها في الحاقة : لأخذنا منه باليمين [ الحاقة : ٤٥ ] بالحق ، وقالوا للشياطين : أنتم زينتم لنا ما نحن عليه ، فقلتم إن هذا الذي نحن عليه هو الحق . ٢٩الصافات : ٢٩ قالوا بل لم . . . . . قالوا قالت لهم الشياطين بل لم تكونوا مؤمنين [ آية : ٢٩ ] مصدقين بتوحيد اللّه عز وجل ٣٠الصافات : ٣٠ وما كان لنا . . . . . وما كان لنا عليكم من سلطان من ملك فنكرهم على متابعتنا بل كنتم قوما طاغين [ آية : ٣٠ ] عاصين . ٣١الصافات : ٣١ فحق علينا قول . . . . . ثم قالت الشياطين : فحق علينا قول ربنا يوم قال لإبليس : لأملأن جهنم منك [ ص : ٨٥ ] الآية إنا لذائقون [ آية : ٣١ ] ٣٢الصافات : ٣٢ فأغويناكم إنا كنا . . . . . فأغويناكم يعني أضللناكم عن الهدى إنا كنا غاوين [ آية : ٣٢ ] ضالين . ٣٣الصافات : ٣٣ فإنهم يومئذ في . . . . . يقول اللّه عز وجل : فإنهم يومئذ للكفار والشياطين في العذاب مشتركون [ آية : ٣٣ ] ٣٤الصافات : ٣٤ إنا كذلك نفعل . . . . . إنا كذلك نفعل بالمجرمين [ آية : ٣٤ ] ثم أخبر عنهم جل وعز : ٣٥الصافات : ٣٥ إنهم كانوا إذا . . . . . إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا اللّه يستكبرون [ آية : ٣٥ ] يتكبرون عن الهدى نزلت في الملأ من قريش الذين مشوا إلى أبي طالب ، فقال لهم النبي صلى اللّه عليه وسلم : قولوا لا إله إلا اللّه تملكون بها العرب وتدين لكم العجم بها ′ . ٣٦الصافات : ٣٦ ويقولون أئنا لتاركوا . . . . . ويقولون أئنا لتاركوا ءالهتنا لشاعرٍ مجنون [ آية : ٣٦ ] فقال جل وعز : ٣٧الصافات : ٣٧ بل جاء بالحق . . . . . بل جاء بالحق يعني محمداً صلى اللّه عليه وسلم جاء بالتوحيد وصدق المرسلين [ آية : ٣٧ ] قبله ٣٨الصافات : ٣٨ إنكم لذائقوا العذاب . . . . . إنكم لذائقوا العذاب الأليم [ آية : ٣٨ ] يعني الوجيع . ٣٩الصافات : ٣٩ وما تجزون إلا . . . . . وما تجزون في الآخرة إلا ما كنتم تعملون [ آية : ٣٩ ] في الدنيا من الشرك ، جزاء الشرك النار ، ثم استثنى المؤمنين ، فقال : ٤٠الصافات : ٤٠ إلا عباد اللّه . . . . . إلا عباد اللّه المخلصين [ آية : ٤٠ ] بالتوحيد لا يذوقون العذاب ، فأخبر ما أعد لهم . ٤١الصافات : ٤١ أولئك لهم رزق . . . . . فقال جل وعز : أولئك لهم رزق معلوم [ آية : ٤١ ] يعني بالمعلوم حين يشتهونه يؤتون به . ٤٢الصافات : ٤٢ فواكه وهم مكرمون ثم بين الرزق ، فقال تبارك وتعالى : فواكه وهم مكرمون [ آية : ٤٢ ] ٤٣الصافات : ٤٣ في جنات النعيم في جنات النعيم [ آية : ٤٣ ] ٤٤الصافات : ٤٤ على سرر متقابلين على سرر متقابلين [ آية : ٤٤ ] في الزيارة ٤٥الصافات : ٤٥ يطاف عليهم بكأس . . . . . يطاف عليهم يعني يتقلب عليهم بأيدي الغلمان الخدم بكأس يعني الخمر من معين [ آية : ٤٥ ] يعني الجاري الصافات : ٤٦ بيضاء لذة للشاربين بيضاء لذةٍ للشربين [ آية : ٤٦ ] ٤٧الصافات : ٤٧ لا فيها غول . . . . . لا فيها غول لا غائلة عليها يرجع منها الرأس كفعل خمر الدنيا ولا هم عنها ينزفون [ آية : ٤٧ ] يعني يسكرون فتنزف عقولهم كخمر الدنيا . ٤٨الصافات : ٤٨ وعندهم قاصرات الطرف . . . . . وعندهم قصرات الطرف حافظات النظر من الرجال غير أزواجهن لا يرون غيرهم من العشق ، ثم قال : عين [ آية : ٤٨ ] يعني حسان الأعين ، ٤٩الصافات : ٤٩ كأنهن بيض مكنون ثم شبههن ببياض البيض الذي الصفرة في جوفه ، فقال : كأنهن بيض مكنون [ آية : ٤٩ ] . ٥٠الصافات : ٥٠ فأقبل بعضهم على . . . . . فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون [ آية : ٥٠ ] أي أهل الجنة حين يتكلمون ، يكلم بعضهم بعضاً يقول : ٥١الصافات : ٥١ قال قائل منهم . . . . . قال قائل منهم إني كان لي قرين [ آية : ٥١ ] وذلك أن أخوين من بني إسرائيل اسم
أحدهما فطرس والآخر سلخاً ورث كل واحد منهما عن أبيه أربعة آلاف دينار ، فأما
أحدهما فأنفق ماله في طاعة اللّه عز وجل ، والمشرك الآخر أنفق ماله في معصية اللّه عز وجل ومعيشة الدنيا ، وهما اللذان ذكرهما اللّه عز وجل في سورة الكهف . فلما صار إلى الآخرة أدخل المؤمن الجنة ، وأدخل المشرك النار ، فلما أدخل الجنة المؤمن ذكر أخاه ، فقال لإخوانه من أهل الجنة : إني كان لي قرين ، يعني صاحب . ٥٢الصافات : ٥٢ يقول أئنك لمن . . . . . يقول أءنك لمن المصدقين [ آية : ٥٢ ] بالبعث ٥٣الصافات : ٥٣ أئذا متنا وكنا . . . . . أءذا متنا وكنا تراباً وعظماً أءنا لمدينون [ آية : ٥٣ ] يعني لمحاسبين في أعمالنه ثم ٥٤الصافات : ٥٤ قال هل أنتم . . . . . قال المؤمن لأخوانه في الجنة هل أنتم مطلعون [ آية : ٥٤ ] إلى النار فتنظرون منزلة أخي فردوا عليه أنت أعرف به منا ، فاطلع أنت ، ولأهل الجنة في منازلهم كوى ، فإذا شاءوا نظروا إلى أهل النار ٥٥الصافات : ٥٥ فاطلع فرآه في . . . . . فاطلع المؤمن فرءاه فرأى أخاه في سواء يعني في وسط الجحيم [ آية : ٥٥ ] أسود الوجه أزرق العينين مقروناً مع شيطانه في سلسلة ٥٦الصافات : ٥٦ قال تاللّه إن . . . . . قال المؤمن تاللّه إن كدت لتردين [ آية : ٥٦ ] لتغوين ، فأنزل منزلك في النار . ٥٧الصافات : ٥٧ ولولا نعمة ربي . . . . . ولولا نعمة ربي يقول : لولا ما أنعم اللّه علي بالإسلام لكنت من المحضرين [ آية : ٥٧ ] النار ، ثم انقطع الكلام ، ثم أقبل المؤمن على أصحابه ، فقال : ٥٨الصافات : ٥٨ أفما نحن بميتين أفما نحن بميتين [ آية : ٥٨ ] عرف المؤمن أن كل نعيم معه الموت ، فليس بتام ٥٩الصافات : ٥٩ إلا موتتنا الأولى . . . . . إ لا موتتنا الأولى التي كانت في الدنيا وما نحن بمعذبين [ آية : ٥٩ ] فقيل له : إنك لا تموت فيها . ٦٠الصافات : ٦٠ إن هذا لهو . . . . . فقال عند ذلك : إن هذا لهو الفوز العظيم [ آية : ٦٠ ] ثم انقطع كلام المؤمن . ٦١الصافات : ٦١ لمثل هذا فليعمل . . . . . يقول اللّه عز وجل : لمثل هذا النعيم الذي ذكر قبل هذه الآية في قوله : أولئك لهم رزق معلوم [ الصافات : ٤١ ] . فليعمل العاملون [ آية : ٦١ ] فليسارع المسارعين . ٦٢الصافات : ٦٢ أذلك خير نزلا . . . . . يقول اللّه عز وجل : أذلك خير نزلا للمؤمنين أم نزل الكافر شجرة الزقوم [ آية : ٦٢ ] وهي النار للذين استكبروا عن لا إله إلا اللّه حين أمرهم النبي صلى اللّه عليه وسلم بها ، ثم قال جل وعز : ٦٣الصافات : ٦٣ إنا جعلناها فتنة . . . . . إنا جعلناها يعني الزقوم فتنة للظالمين [ آية : ٦٣ ] يعني لمشركي مكة منهم عبد اللّه بن الزبعري ، وأبو جهل بن هشام ، والملأ من قريش الذين مشوا إلى أبي طلب ، وذلك أن ابن الزبعري ، قال : إن الزقوم بكلام اليمن التمر والزبد ، فقال أبو جهل : يا جارية ، ابغنا تمراً وزبداً ، ثم قال لأصحابه : تزقموا من هذا الذي يخوفنا به محمد ، يزعم أن النار تنبت الشجر والنار تحرق الشجر ، فكان الزقوم فتنة لهم ، فأخبر اللّه عز وجل أنها لا تشبه النخل ، ولا طلعها كطلع النخل . ٦٤الصافات : ٦٤ إنها شجرة تخرج . . . . . فقال تبارك وتعالى : إنها شجرة تخرج تنبت في أصل الجحيم [ آية : ٦٤ ] ٦٥الصافات : ٦٥ طلعها كأنه رؤوس . . . . . طلعها تمرها كأنه رءوس الشياطين [ آية : ٦٥ ] ٦٦الصافات : ٦٦ فإنهم لآكلون منها . . . . . فإنهم لآكلون منها من ثمرتها فمالئون منها من ثمرها البطون [ آية : ٦٦ ] ٦٧الصافات : ٦٧ ثم إن لهم . . . . . ثم إن لهم عليها لشوبا يعني لمزاجاً من حميم [ آية : ٦٧ ] يشربون على إثر الزقوم الحميم الحار الذي قد انتهى حره . ٦٨الصافات : ٦٨ ثم إن مرجعهم . . . . . ثم إن مرجعهم يعد الزقوم وشرب الحميم لإلى الجحيم [ آية : ٦٨ ] وذلك قوله عز وجل : يطوفون بينها وبين حميم آن [ الرحمن : ٤٤ ] ٦٩الصافات : ٦٩ إنهم ألفوا آباءهم . . . . . إنهم ألفوا وجدوا ءاباءهم ضالين [ آية : ٦٩ ] عن الهدى ٧٠الصافات : ٧٠ فهم على آثارهم . . . . . فهم علىءاثرهم يهرعون [ آية : ٧٠ ] يقول : يسعون في مثل أعمال آبائهم . ٧١الصافات : ٧١ ولقد ضل قبلهم . . . . . ولقد ضل قبلهم قبل أهل مكة أكثر الأولين [ آية : ٧١ ] من الأمم ٧٢الصافات : ٧٢ ولقد أرسلنا فيهم . . . . . ولقد أرسلنا فيهم منذرين [ آية : ٧٢ ] ينذرونهم العذاب فكذبوا الرسل فعذبهم اللّه عز وجل في الدنيا ، فذلك قوله عز وجل : ٧٣الصافات : ٧٣ فانظر كيف كان . . . . . فانظر كيف كان عاقبة المنذرين [ آية : ٧٣ ] يحذر كفار مكة لئلا يكذبوا محمداً صلى اللّه عليه وسلم فينزل بهم العذاب في الدنيا . ٧٤الصافات : ٧٤ إلا عباد اللّه . . . . . ثم استثنى ، فقال جل وعز : إلا عباد اللّه المخلصين [ آية : ٧٤ ] الوحدين ، فإنهم نجوا من العذاب بالتوحيد ٧٥الصافات : ٧٥ ولقد نادانا نوح . . . . . ولقد نادتانا نوحٌ في اقتربت : أني مغلوب فانتصر [ القمر : ١٠ ] وفي الأنبياء [ الآية : ٧٦ ] ، فأنجاه ربه فغرقهم بالماء ، فذلك قوله عز وجل : فلنعم المجيبون [ آية : ٧٥ ] يعني الرب نفسه تعالى . ٧٦الصافات : ٧٦ ونجيناه وأهله من . . . . . ونجيناه وأهله من الكرب العظيم [ آية : ٧٦ ] الهول الشديد وهو الغرق ٧٧الصافات : ٧٧ وجعلنا ذريته هم . . . . . وجعلنا ذريته ولد نوح هم الباقين [ آية : ٧٧ ] وذلك أن أهل السفينة ماتوا ، ولم يكن لهم نسل غير ولد نوح ، وكان الناس من ولد نوح ، فلذلك قال : هم الباقين فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : سام أبو العرب ، ويافث أبو الروم ، وحام أبو الحبش ′ . ٧٨الصافات : ٧٨ وتركنا عليه في . . . . . وتركنا عليه في الآخرين [ آية : ٧٨ ] يقول : ألقينا على نوح بعد موته ثناء حسناً ، يقال له : من بعده في الآخرين خير ، فذلك قوله عز وجل : ٧٩الصافات : ٧٩ سلام على نوح . . . . . سلام على نوح في العالمين [ آية : ٧٩ ] يعني بالإسلام الثناء الحسن الذي ترك عليه من بعده في الناس . ٨٠الصافات : ٨٠ إنا كذلك نجزي . . . . . إنا كذلك نجزي المحسنين [ آية : ٨٠ ] هكذا نجزي كل محسن فجزاه اللّه عز وجل بإحسانه الثناء الحسن في العالمين . ٨١الصافات : ٨١ إنه من عبادنا . . . . . إنه من عبادنا المؤمنين [ آية : ٨١ ] يعني المصدقين بالتوحيد الصافات : ٨٢ ثم أغرقنا الآخرين ثم أغرقنا الآخرين ٨٢[ آية : ٨٢ ] يعني قوم نوح الصافات : ٨٣ وإن من شيعته . . . . . وإن من شيعته لإبراهيم [ آية : ٨٣ ] يقول : إبراهيم على ملة نوح ، عليهما السلام ، قال الفراء : إبراهيم من شيعته محمد صلى اللّه عليه وسلم . قال أبو محمد : سألت أبا العباس عن ذلك ، فقال : كل من كان على دين رجل فهو من شيعته ، كل نبي من شيعة إبراهيم صاحبه ، فإبراهيم من شيعة محمد ، ومحمد من شيعة إبراهيم ، عليهما السلام . ٨٤الصافات : ٨٤ إذ جاء ربه . . . . . إذ جاء ربه بقلب سليم [ آية : ٨٤ ] يعني بقلب مخلص من الشرك ٨٥الصافات : ٨٥ إذ قال لأبيه . . . . . إذ قال لأبيه آزر وقومه ماذا تعبدون [ آية : ٨٥ ] من الأصنام ٨٦الصافات : ٨٦ أئفكا آلهة دون . . . . . أئفكا يعني أكذباً ءالهةً دون اللّه تريدون [ آية : ٨٦ ] . ٨٧الصافات : ٨٧ فما ظنكم برب . . . . . فما ظنكم برب العالمين [ آية : ٨٧ ] إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره ٨٨الصافات : ٨٨ فنظر نظرة في . . . . . فنظر إبراهيم نظرة في النجوم [ آية : ٨٨ ] يعني الكواكب وذلك أنه رأى نجماً طلع ٨٩الصافات : ٨٩ فقال إني سقيم فقال لقادتهم : إني سقيم [ آية : ٨٩ ] وهو ذاهبون إلى عبدهم إني سقيم يعني وجيع ، وذلك أنهم كانوا يعبدون الأصنام كانت اثنين وسبعين صنماً من ذهب وفضة وشبه ونحاس وحديد وخشب ، وكان أكبر الأصنام عيناه من ياقوتتين حمراوين ، وهو من ذهب وكانوا إذا خرجوا إلى عيدهم دخلوا قبل أن يخرجوا فيسجدون لها ويقربون الطعام ، ثم يخرجون إلى عيدهم ، فإذا رجعوا من عيدهم ، فدخلوا عليها سجدوا لها ثم يتفرقون ، فلما خرجوا إلى عيدهم اعتل إبراهيم بالطاعون ، وذلك أنهم كانوا ينظرون في النجوم ، فنظر إبراهيم في النجوم ، فقال : إني سقيم ، قال الفراء : كل من عمل فيه النقص ودب فيه الفناء وكان منتظراً للموت فهو سقيم . ٩٠الصافات : ٩٠ فتولوا عنه مدبرين فذلك قوله عز وجل : فتولوا عنه مدبرين [ آية : ٩٠ ] ذاهبين وقد وضعوا الطعام والشراب بين يدي آلهتهم . ٩١الصافات : ٩١ فراغ إلى آلهتهم . . . . . فراغ إلىءالهتهم إلى الصنم الكبير وهو في بيت فقال للآلهة ألا تأكلون [ آية : ٩١ ] الطعام الذي بين أيديكم : ٩٢الصافات : ٩٢ ما لكم لا . . . . . ما لكم لا تنطقون [ آية : ٩٢ ] ما لكم لا تكلمون ؟ ما لكم لا ترزدن جواباً ، أتأكلون ، أو لا تأكلون . ٩٣الصافات : ٩٣ فراغ عليهم ضربا . . . . . فراغ يعني فمال إلى آلهتهم فراغ عليهم يعني فأقبل عليهم ضربا باليمين [ آية : ٩٣ ] بيده اليمنى يكسرهم بالفأس ، فلما رجعوا من عيدهم ، ٩٤الصافات : ٩٤ فأقبلوا إليه يزفون فأقبلوا إليه يزفون [ آية : ٩٤ ] يمشون إلى إبراهيم يأخذونه بأيديهم ٩٥الصافات : ٩٥ قال أتعبدون ما . . . . . ف قال لهم إبراهيم : أتعبدون ما تنحتون [ آية : ٩٥ ] وما تنحتون من الأصنام ٩٦الصافات : ٩٦ واللّه خلقكم وما . . . . . واللّه خلقكم وما تعملون [ آية : ٩٦ ] وما تنحتون من الأصنام . قال أبو محمد : قال الفراء : ضربا باليمين الذي حلفها عليها ، فقال : وتاللّه لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين [ الأنبياء : ٥٧ ] ، قال أبو محمد : حدثني هناد ، قال : حدثنا ابن يمان ، قال : رأيت سفيان جائياً من السوق بالكوفة ، فقلت : من اين أقبلت ؟ قال : من دار الصيادلة نهيتهم عن بيع الداذي ، وإني لأرى الشئ أنكره فلا أستطيع تغييره ، فأبول دماً رجع إلى قول مقاتل . ٩٧الصافات : ٩٧ قالوا ابنوا له . . . . . قالوا ابنوا له بنيانا قال ابن عباس : بنوا حائطاً من حجارة طوله في السماء ثلاثون ذراعاً ، وعرضه عشرون ذراعاً فألقوه في الجحيم [ آية : ٩٧ ] في نار عظيمة قال اللّه عز وجل في سورة الأنبياء : يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم [ الأنبياء : ٦٩ ] وأرادو به كيداً [ الأنبياء : ٧٠ ] سوءاً ، الآية وعلاهم إبراهيم ، عليه السلام ، وسلمه اللّه عز وجل وحجزهم عنه ، فلم يلبثوا إلا يسيراً حتى أهلكهم اللّه عز وجل ، فما بقيت يومئذٍ دابة إلا جعلت تطفئ النار عن إبراهيم ، عليه السلام ، غير الوزغ كانت تنفخ النار على إبراهيم ، فأمر النبي صلى اللّه عليه وسلم بقتلها . ٩٨الصافات : ٩٨ فأرادوا به كيدا . . . . . فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين [ آية : ٩٨ ] ٩٩الصافات : ٩٩ وقال إني ذاهب . . . . . وقال وهو ببابل إني ذاهبٌ يعني مهاجر إلى ربي إلى رضى ربي بالأرض المقدسة سيهدين [ آية : ٩٩ ] لدينه ، وهو أول من هاجر من الخلق ، وعه لوط وسارة ، فلما قدم الأرض المقدسة سأل ربه الولد ، فقال : ١٠٠الصافات : ١٠٠ رب هب لي . . . . . رب هب لي من الصالحين [ آية : ١٠٠ ] هب لي ولداً صالحاً ، فاستجاب له . ١٠١الصافات : ١٠١ فبشرناه بغلام حليم فبشرناه بغلام حليم [ آية : ١٠١ ] يعني عليم ، وهو العالم ، وهو إسحاق بن سارة . ١٠٢الصافات : ١٠٢ فلما بلغ معه . . . . . فلما بلغ معه مع أبيه السعي المشي إلى الجبل قال يابني إني أرى في المنام لنذر كان عليه فيه يقول : إني أمرت في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى فرد عليه إسحاق قال يأبت افعل ما تؤمر وأطع ربك فمن ثم لم يقل إسخاق لإبراهيم ، عليهما السلام ، افعل ما رأيت ، ورأى إبراهيم ذلك ثلاث ليال متتابعات ، وكان إسحاق قد صام وصلى قبل الذبح ستجدني إن شاء اللّه من الصابرين [ آية : ١٠٢ ] على الذبح . ١٠٣الصافات : ١٠٣ فلما أسلما وتله . . . . . فلما أسلما يقول : أسلما لأمر اللّه وطاعته وتله للجبين [ آية : ١٠٣ ] وكبه لجبهته ، فلما أخذ بناصيته ليذبحه عرف اللّه تعالى منهما الصدق ، قال الفراء في قوله عز وجل : ماذا ترى ؟ : مضموم التاء ، قال : المعنى ما ترى من الجلد والصبر على طاعة اللّه عز وجل ، ومن قرأ ′ ترى ′ أراد إبراهيم أن يعلم ما عنده من العزم ، ثم هو ماض على ذبحه ، كما أمره اللّه عز وجل رجع إلى مقاتل . ١٠٤-١٠٥الصافات : ١٠٤ - ١٠٥ وناديناه أن يا . . . . . وندينه أن يإبراهيم قد صدقت الرؤيا في ذبح ابنك ، وخذ الكبش إنا كذلك نجزي المحسنين [ آية : ١٠٥ ] هكذا نجزي كل محسن فجزاه اللّه عز وجل بإحسانه وطاعته ، العفو عن ابنه إسحاق . ١٠٦الصافات : ١٠٦ إن هذا لهو . . . . . ثم قال عز وجل : إن هذا لهو البلؤا المبين [ آية : ١٠٦ ] يعني النعيم المبين حين عفا عنه وفدى بالكبش ١٠٧الصافات : ١٠٧ وفديناه بذبح عظيم وفديناه بذبحٍ عظيمٍ [ آية : ١٠٧ ] ببيت المقدس الكبش اسمه رزين وكان من الوعل رعى في الجنة أربعين سنة قبل أن يذبح ١٠٨الصافات : ١٠٨ وتركنا عليه في . . . . . وتركنا وأبقينا عليه في الآخرين [ آية : ١٠٨ ] الثناء الحسن يقال له من بعد موته في الأرض ، فذلك قوله عز وجل : ١٠٩الصافات : ١٠٩ سلام على إبراهيم سلام على إبراهيم [ آية : ١٠٩ ] يعني بالسلام الثناء الحسن ، يقال له من بعده في أهل الأديان ، في الناس كلهم . ١١٠الصافات : ١١٠ كذلك نجزي المحسنين كذلك نجزي المحسنين [ آية : ١١٠ ] ١١١الصافات : ١١١ إنه من عبادنا . . . . . إنه من عبادنا المؤمنين آية : ١١١ ] يعني المصدقين بالتوحيد ١١٢الصافات : ١١٢ وبشرناه بإسحاق نبيا . . . . . وبشرنه بإسحاق نبياًّ من الصالحين [ آية : ١١٢ ] يقول : وبشرنا إبراهيم بنبوة إسحاق بعد العفو عنه ١١٣الصافات : ١١٣ وباركنا عليه وعلى . . . . . وباركنا عليه على إبراهيم وعلى إسحاق ومن ذريتهما إبراهيم وإسحاق محسن مؤمن وظالم لنفسه يعني مشرك مبين [ آية : ١١٣ ] . ١١٤الصافات : ١١٤ ولقد مننا على . . . . . ولقد مننا أنعمنا على موسى وهارون [ آية : ١١٤ ] بالنبوة وهلاك عدوهما ١١٥الصافات : ١١٥ ونجيناهما وقومهما من . . . . . ونجيناهما وقومهما بني إسرائيل من الكرب العظيم من الكرب العظيم [ آية : ١١٥ ] . ١١٦الصافات : ١١٦ ونصرناهم فكانوا هم . . . . . ونصرناهم على عدوهم . فكانوا هم الغالبين [ آية : ١١٦ ] لفرعون وقومه ١١٧الصافات : ١١٧ وآتيناهما الكتاب المستبين وءاتيناهما الكتاب المستبين [ آية : ١١٧ ] يقول : أعيطناهم التوارة المستبين يعني بين ما فيه . ١١٨الصافات : ١١٨ وهديناهما الصراط المستقيم وهديناهما الصراط المستقيم [ آية : ١١٨ ] دين الإسلام ١١٩الصافات : ١١٩ وتركنا عليهما في . . . . . وتركنا عليهما في الآخرين [ آية : ١١٩ ] أبقينا من بعدهما الثناء الحسن يقال لهما بعدهما ، وذلك قوله عز وجل : ١٢٠الصافات : ١٢٠ سلام على موسى . . . . . سلام على موسى وهارون [ آية : ١٢٠ ] يعني بالسلام الثناء الحسن . ١٢١الصافات : ١٢١ إنا كذلك نجزي . . . . . إنا كذلك نجزي المحسنين [ آية : ١٢١ ] هكذا نجزي كل من أحسن ١٢٢الصافات : ١٢٢ إنهما من عبادنا . . . . . إنهما من عبادنا المؤمنين [ آية : ١٢٢ ] ١٢٣الصافات : ١٢٣ وإن إلياس لمن . . . . . وإن إلياس ابن فنحن لمن المرسلين [ آية : ١٢٣ ] . ١٢٤الصافات : ١٢٤ إذ قال لقومه . . . . . إذ قال لقومه ألا تتقون [ آية : ١٢٤ ] يعني ألا تعبدون ١٢٥الصافات : ١٢٥ أتدعون بعلا وتذرون . . . . . أتدعون بعلا أتعبدون ربا بلغة اليمن الإله يسمى بعلاً وكان صنماً من ذهب ببعلبك بأرض الشام ، فكسره إلياس ، ثم هرب منهم . وتذرون عبادة أحسن الخالقين [ آية : ١٢٥ ] فلا تعبدونه ١٢٦الصافات : ١٢٦ اللّه ربكم ورب . . . . . اللّه ربكم ورب ءابائكم الأولين [ آية : ١٢٦ ] ١٢٧الصافات : ١٢٧ فكذبوه فإنهم لمحضرون فكذبوه فكذبوا إلياس النبي ، عليه السلام ، فإنهم لمحضرون [ آية : ١٢٧ ] النار . ١٢٨الصافات : ١٢٨ إلا عباد اللّه . . . . . ثم استثنى إلا عباد اللّه المخلصين [ آية : ١٢٨ ] يعني المصدقين لا يحضرون النار ١٢٩الصافات : ١٢٩ وتركنا عليه في . . . . . وتركنا عليه في الآخرين [ آية : ١٢٩ ] ١٣٠الصافات : ١٣٠ سلام على إل . . . . . سلام على إل ياسين [ آية : ١٣٠ ] يعني بالسلام الثناء الحسن والخير الذي ترك عليه في الآخرين . ١٣١الصافات : ١٣١ إنا كذلك نجزي . . . . . إنا كذلك نجزي المحسنين [ آية : ١٣١ ] هكذا نجزي كل محسن ١٣٢الصافات : ١٣٢ إنه من عبادنا . . . . . إنه من عبادنا المؤمنين [ آية : ١٣٢ ] المصدقين بالتوحيد . قال الفراء عن حيان الكلبي : إل ياسين يعني به النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فإذا قال سلام على إل ياسين ، فالمعنى سلام على آل محمد صلى اللّه عليه وسلم ، وآل كل نبي من اتبعه على دينه ، وآل فرعون من اتبعه على دينه ، فذلك قوله عز وجل : أدخلوا آل فرعون أشد العذاب [ غافر : ٤٦ ] . راجع إلى مقاتل : ١٣٣الصافات : ١٣٣ وإن لوطا لمن . . . . . وإن لوطا لمن المرسلين [ آية : ١٣٣ ] أرسل إلى سدوم ، ودارموا ، وعامورا ، وصابورا ، أربع مدائن كل مدينة مائة ألف ١٣٤الصافات : ١٣٤ إذ نجيناه وأهله . . . . . إذ نجيناه وأهله أجمعين [ آية : ١٣٤ ] يعني ابنتيه ريثا ، وزعونا . ١٣٥الصافات : ١٣٥ إلا عجوزا في . . . . . ثم استثنى امرأة ، فقال جل وعز : إلا عجوزا في الغابرين [ آية : ١٣٥ ] يعني في الباقين في العذاب ١٣٦الصافات : ١٣٦ ثم دمرنا الآخرين ثم دمرنا الآخرين [ آية : ١٣٦ ] نظيرها في الشعراء الآخرين [ الشعراء : ١٧٢ ] ، ثم أهكلنا بقيتهم بالخسف والحصب . ١٣٧الصافات : ١٣٧ وإنكم لتمرون عليهم . . . . . وانكم يا أهل مكة لتمرون عليهم مصبحين [ آية : ١٣٧ ] ١٣٨الصافات : ١٣٨ وبالليل أفلا تعقلون وباليل أفلا تعقلون [ آية : ١٣٨ ] على القرى نهاراً وليلاً وغدوة وعشية ، إذا انطلقتم إلى الشام إلى التجارة ، ١٣٩الصافات : ١٣٩ وإن يونس لمن . . . . . وإن يونس وهو ابن متى من أهل نينوى لمن المرسلين [ آية : ١٣٩ ] كان من بني إسرائيل . ١٤٠الصافات : ١٤٠ إذ أبق إلى . . . . . إذ أبق إلى الفلك المشحون [ آية : ١٤٠ ] الموقر من الناس والدواب ، فساهم وذلك أنه دخل السفينة ، فلف رأسه ونام في جانبها ، فوكل اللّه عز وجل به الحوت ، واسمها اللخم ، فاحتبست سفينتهم ، ولم تجر ، فخاف القوم الغرق ، فقال بعضهم لبعض : إن فينا لعبداً مذنباً ، قالوا له وهو ناحيتها : يا عبد اللّه من أنت ؟ ألا ترى أنا قد غرقنا ؟ قال : أنا المطلوب أنا يونس بن متى ، فاقذفوني في البحر . نعوذ باللّه أن نقذفك يا رسول اللّه ، فقارعهم ثلاث مرات كل ذلك يقرعونه ، ف لا ، ولكن نكتب أسماءنا ، ثم نقذف بها في الماء ، ففعل ذلك ، ف اللّهم إن كان هذا طلبتك ، فغرق اسمه ، وخرج أسماءنا ، فغرق اسمه وارتفعت أسماؤهم ، ثم قالوا الثانية : اللّهم إن كنت إياه تطلب فغرق أسماءنا وارفع اسمه ، فغرقت أسماءنا ، وارتفع اسمه ، ثم قالوا الثالثة : اللّهم إن كنت إياه تطلب فغرق اسمه ، وارفع أسماءنا ، فغرق اسمه وارتفعت أسماؤهم ، فلما رأوا ذلك ثلاث مرات أخذوا بيده ليقذفوه في الماء . ولم يكن أوحى اللّه إلى الحوت ماذا الذي يريد به ؟ فلما قذف أوحى إلى الحوت ، وليس بينه وبين الماء إلا شبران ، لي في عبدي حاجة إني لم أجعل عبدي لك رزقاً ، ولكن جعلت بطنك له مسجداً ، فلا تحسري له شعراً وبشراً ، ولا تردي عليه طعاماً ولا شراباً ، قال : فقال له الماء والريح : أين أردت أن تهرب ؟ من الذي يعبد في السماء والأرض ، فواللّه إنا لنعبده ، وإنا لنخشى أن يعاقبنا ، وجعل يونس يذكر اللّه عز وجل ، ويذكر كل شئ صنع ولا يدعوه فألهمه اللّه جل وعز عند الوقت ، فدعاه ففلق دعاءه البحر والسحاب ، فنادى بالتوحيد ، ثم نزه الرب عز وجل ، أنه ليس أهل لأن يعصي ، ثم اعترف ، فقال : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين [ الأنبياء : ٧٨ ] . ١٤١الصافات : ١٤١ فساهم فكان من . . . . . فساهم فكان من المدحضين [ آية : ١٤١ ] يعني فقارعهم فكان من المقروعين المغلوبين ١٤٢الصافات : ١٤٢ فالتقمه الحوت وهو . . . . . فالتقمه الحوت وهو مليم [ آية : ١٤٢ ] يعني استلام إلى ربه ، قال الفراء : ألام الرجل إذا استحق اللوم وهو مليم ، وقال أيضاً : وليم على أمر قد كان منه ، فهو ملوم على ذلك ، رجع إلى قول مقاتل . ١٤٣الصافات : ١٤٣ فلولا أنه كان . . . . . فلولا أنه كان قبل أن يلتقمه الحوت من المسبحين [ آية : ١٤٣ ] يعني من المصلين قبل المعصية ، وكان في زمانه كثير الصلاة والذكر للّه جل وعز ، فولا ذلك ١٤٤الصافات : ١٤٤ للبث في بطنه . . . . . للبث في بطنه عقوبة فيه إلى يوم يبعثون [ آية : ١٤٤ ] الناس من قبورهم . ١٤٥الصافات : ١٤٥ فنبذناه بالعراء وهو . . . . . فنبذناه ألقيناه بالعراء يعني البراري من الأرض التي ليس فيها نبت وهو سقيم [ آية : ١٤٥ ] يعني مستقام وجيع ١٤٦الصافات : ١٤٦ وأنبتنا عليه شجرة . . . . . وأنبتنا عليه شجرة من يقطين [ آية : ١٤٦ ] يعني من قرع يأكل منها ، ويستظل بها ، وكانت تختلف إليه ، وعلة فيشرب من لبنها ولا تفارقه . ١٤٧الصافات : ١٤٧ وأرسلناه إلى مائة . . . . . وأرسلناه قبل أن يلتقمه الحوت إلى مائة ألف من الناس أو يعني بل يزيدون [ آية : ١٤٧ ] عشرون ألفاً على مائة ألف كقوله عز وجل : قاب قوسين أو أدنى [ النجم : ٩ ] يعني بل أدنى أرسله إلى نينوى . ١٤٨الصافات : ١٤٨ فآمنوا فمتعناهم إلى . . . . . فئامنوا فصدقوا بتوحيد اللّه عز وجل فمتعناهم في الدنيا إلى حين [ آية : ١٤٨ ] منتهى آجالهم . حدثنا عبد اللّه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا الهذيل ، قال : وقال مقاتل : كل شئ ينبسط مثل القرع والكرم والقثاء والكشوتا ، ونحوها فهو يسمى يقطيناً . قال الفراء : قال ابن عباس : كل ورقة انشقت واستوت ، فهي يقطين . وقال أبو عبيدة : كل شجرة لا تقوم على ساق ، فهي يقطين . ١٤٩الصافات : ١٤٩ فاستفتهم ألربك البنات . . . . . فاستفتهم يقول للنبي صلى اللّه عليه وسلم فاسأل كفار مكة منهم النضر بن الحارث ألربك البنات يعني الملائكة ولهم البنون [ آية : ١٤٩ ] فسألهم النبي صلى اللّه عليه وسلم في الطور والنجم وذلك أن جهينة ، وبنى سلمة عبدوا الملائكة وزعموا أن حياً من الملائكة يقال لهم : الجن منهم إبليس أن اللّه عز وجل اتخذهم بنات لنفسه ، فقال لهم أبو بكر الصديق : فمن أمهاتهم سروات الجن . ١٥٠الصافات : ١٥٠ أم خلقنا الملائكة . . . . . يقول اللّه عز وجل : أم خلقنا الملئكة إناثاً وهم شهدون [ آية : ١٥٠ ] الخلق الملائكة إنهم أناث نظيرها في الزخرف . ١٥١الصافات : ١٥١ ألا إنهم من . . . . . ألا إنهم من إفكهم من كذبهم ليقولون [ آية : ١٥١ ] . ١٥٢الصافات : ١٥٢ ولد اللّه وإنهم . . . . . ولد اللّه وإنهم لكذبون [ آية : ١٥٢ ] في قولهم ، يقول اللّه عز وجل : ١٥٣الصافات : ١٥٣ أصطفى البنات على . . . . . اصطفي استفهام ، أختار البنات على البنين [ آية : ١٥٣ ] والبنون أفضل من البنات ١٥٤الصافات : ١٥٤ ما لكم كيف . . . . . ما لكم كيف تحكمون [ آية : ١٥٤ ] يعني كيف تقضون الجور حين يزعمون أن اللّه عز وجل البنات ولكم البنون . ١٥٥الصافات : ١٥٥ أفلا تذكرون أفلا تذكرون [ آية : ١٥٥ ] أنه لا يختار البنات على البنين ١٥٦الصافات : ١٥٦ أم لكم سلطان . . . . . أم لكم بما تقولون سلطانٌ مبينٌ [ آية : ١٥٦ ] كتاب من اللّه عز وجل أن الملائكة بنات اللّه ١٥٧الصافات : ١٥٧ فأتوا بكتابكم إن . . . . . فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين [ آية : ١٥٧ ] . ١٥٨الصافات : ١٥٨ وجعلوا بينه وبين . . . . . ثم قال جل وعز : وجعلوا ووصفوا بينه وبين الجنة نسبا بين الرب تعالى ، والملائكة حين زعموا أنهم بنات اللّه عز وجل ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون [ آية : ١٥٨ ] لقد علم ذلك الحي من الملائكة ، ومن قال : إنهم بنات اللّه إنهم لمحضرون النار . ١٥٩الصافات : ١٥٩ سبحان اللّه عما . . . . . سبحان اللّه عما يصفون [ آية : ١٥٩ ] عما يقولون من الكذب ١٦٠الصافات : ١٦٠ إلا عباد اللّه . . . . . إلا عباد اللّه المخلصين [ آية : ١٦٠ ] الموحدين ، فإنهم لا يحضرون النار . ١٦١الصافات : ١٦١ فإنكم وما تعبدون فإنكم يعني كفار مكة وما تعبدون [ آية : ١٦١ ] من الآلهة ١٦٢الصافات : ١٦٢ ما أنتم عليه . . . . . ما أنتم عليه على ما تعبدون من الأصنام بفاتنين [ آية : ١٦٢ ] يقول : بمضلين أحداً بآلهتكم ١٦٣الصافات : ١٦٣ إلا من هو . . . . . إلا من هو صال الجحيم [ آية : ١٦٣ ] إلا من قدر اللّه عز وجل أنه يصلي الجحيم ، وسبقت له الشقاوة . ١٦٤الصافات : ١٦٤ وما منا إلا . . . . . وما منا إلا له مقام معلوم [ آية : ١٦٤ ] ١٦٥الصافات : ١٦٥ وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن الصافون [ آية : ١٦٥ ] يعني صفوف الملائكة في السماوات في الصلاة ١٦٦الصافات : ١٦٦ وإنا لنحن المسبحون وإنا لنحن المسبحون [ آية : ١٦٦ يعني المصلين ، يخبر جبريل النبي صلى اللّه عليه وسلم بعبارتهم لربهم عز وجل ، فكيف يعبدهم كفار مكة . ١٦٧الصافات : ١٦٧ وإن كانوا ليقولون قوله عز وجل : وإن كانوا ليقولون [ آية : ١٦٧ ] كفار مكة ١٦٨الصافات : ١٦٨ لو أن عندنا . . . . . لو أن عندنا ذكرا من الأولين [ آية : ١٦٨ ] خبر الأمم الخالية كيف أهلكوا ، وما كان من أمرهم ١٦٩الصافات : ١٦٩ لكنا عباد اللّه . . . . . لكنا عباد اللّه المخلصين [ آية : ١٦٩ ] بالتوحيد نزلت في الملأ من قريش ، فق اللّه عز وجل عليهم خبر الأولين ، وعلم الآخرين ١٧٠الصافات : ١٧٠ فكفروا به فسوف . . . . . فكفروا به بالقرآن فسوف يعلمون [ آية : ١٧٠ ] هذا وعيد يعني القتل ببدر . ١٧١الصافات : ١٧١ ولقد سبقت كلمتنا . . . . . ولقد سبقت كلمتنا بالنصر لعبادنا المرسلين [ آية : ١٧١ ] يعني الأنبياء ، عليهم السلام ، يعني بالكلمة قوله عز وجل : كتب اللّه لأغلبن أنا ورسلي [ المجادلة : ٢١ ] ، فهذه الكلمة التي سبقت للمرسلين . ١٧٢الصافات : ١٧٢ إنهم لهم المنصورون إنهم لهم المنصورون [ آية : ١٧٢ ] على كفار قريش ١٧٣الصافات : ١٧٣ وإن جندنا لهم . . . . . وإن جندنا لهم الغالبون [ آية : ١٧٣ ] حزبنا يعني المؤمنين لهم الغالبون الذين نجوا من عذاب الدنيا والآخرة ، ١٧٤الصافات : ١٧٤ فتول عنهم حتى . . . . . فتول عنهم حتى حين [ آية : ١٧٤ ] يقول اللّه عز وجل للنبي صلى اللّه عليه وسلم فأعرض عن كفار مكة إلى العذاب إلى القتل ببدر . ١٧٥الصافات : ١٧٥ وأبصرهم فسوف يبصرون وأبصرهم إذا نزل بهم العذاب ببدر فسوف يبصرون [ آية : ١٧٥ ] العذاب ، فقالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم : متى هذا الوعد ؟ تكذيباً به ، فأنزل اللّه عز وجل ١٧٦الصافات : ١٧٦ أفبعذابنا يستعجلون أفبعذابنا يستعجلون [ آية : ١٧٦ ] . ١٧٧الصافات : ١٧٧ فإذا نزل بساحتهم . . . . . فإذا نزل بساحتهم بحضرتهم فساء صباح فبئس صباح المنذرين [ آية : ١٧٧ ] الذين أنذروا العذاب ، ثم عاد فقال عز وجل : ١٧٨الصافات : ١٧٨ وتول عنهم حتى . . . . . وتول عنهم حتى حين [ آية : ١٧٨ ] أعرض عنهم إلى تلك المدة القتل ببدر . ١٧٩الصافات : ١٧٩ وأبصر فسوف يبصرون وأبصر وأبصر العذاب فسوف يبصرون [ آية : ١٧٩ ] العذاب ، ثم نزه نفسه عن قولهم ، فقال جل وعز : ١٨٠الصافات : ١٨٠ سبحان ربك رب . . . . . سبحان ربك رب العزة يعني عزة من يتعزز من ملوك الدنيا عما يصفون [ آية : ١٨٠ ] عما يقولون من الكذب إن الملائكة بنات اللّه عز وجل . ١٨١الصافات : ١٨١ وسلام على المرسلين وسلام على المرسلين [ آية : ١٨١ ] الذين بلغوا عن اللّه التوحيد ١٨٢الصافات : ١٨٢ والحمد للّه رب . . . . . والحمد للّه رب العالمين [ آية : ١٨٢ ] على هلاك الآخرين الذين لم يوحدوا ربهم . |
﴿ ٠ ﴾