٣

سورة الصافات

سورة الصافات مكية ، وعددها مائة واثنتان وثمانون آية كوفية

١

 والصفات صفاً [ آية : ١ ] يعني عز وجل صفوف الملائكة .

٢

الصافات : ٢ فالزاجرات زجرا

 فالزاجرات زجرا [ آية : ٢ ] الملائكة يعني به الرعد ، وهو ملك اسمه الرعد يزجر السحاب بصوته يسوقه إلى البلد الذي أمر أن يمطره ، والبرق مخاريق من نار يسوق بها السحاب ، فإذا صف السحاب بعضه إلى بعض سطع منه نار فيصيب اللّه به من يشاء ، وهي الصاعقة التي ذكر اللّه عز وجل في الرعد .

٣

الصافات : ٣ فالتاليات ذكرا

 فالتاليات ذكرا [ آية : ٣ ] يعني به الملائكة ، وهو جبريل وحده ، عليه السلام ، يتلو

القرآن على الأنبياء من ربهم ، وهو الملقيات ذكراً ، يلقى الذكر على الأنبياء ، وذلك أن

كفار مكة   يجعل محمد صلى اللّه عليه وسلم الآلهة إلهاً واحداً .

٤

الصافات : ٤ إن إلهكم لواحد

فأقسم اللّه بهؤلاء الملائكة إن إلهاكم يعني أن ربكم لواجدٌ [ آية : ٤ ] ليس له شريك ، ثم عظم نفسه عن شركهم ، فقال عز وجل :

٥

الصافات : ٥ رب السماوات والأرض . . . . .

 رب السماوات والأرض وما بينهما

يقول : أنا رب ما بينهما من شئ من الآلهة وغيرها و أنا ورب المشارق [ آية :٥ ] يعني مائة وسبعة وسبعين مشرقاً في السنة كلها ، والمغارب مثل ذلك .

٦

الصافات : ٦ إنا زينا السماء . . . . .

ثم قال : إنا زينا السماء الدنيا لأنها أدنى السماء من الأرض وأقربها بزينة الكواكب [ آية : ٦ ] وهي معلقة في السماء بهيئة القناديل .

٧

الصافات : ٧ وحفظا من كل . . . . .

 وحفظا زينة السماء بالكواكب من كل شيطان مارد [ آية : ٧ ] متمرد على اللّه

عز وجل في المعصية .

٨

الصافات : ٨ لا يسمعون إلى . . . . .

 لا يسمعون إلى الملإ الأعلى يعني الملائكة وكانوا قبل النبي صلى اللّه عليه وسلم يسمعون كلام

الملائكة ويقذفون ويرمون من كل جانب [ آية : ٨ ] من كل ناحية .

٩

الصافات : ٩ دحورا ولهم عذاب . . . . .

 دحورا يعني طرداً بالشهب من الكواكب ، ثم ترجع الكواكب إلى أمكنتها

 ولهم عذاب واصب [ آية : ٩ ] يعني دائم للشياكين من يسمتع منهم ، ومن لم يستمع

عذاب دائم في الآخرة والكواكب تجرح ولا تقتل ، نظيرها في تبارك : ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير .

[ تبارك : ٥ ] .

١٠

الصافات : ١٠ إلا من خطف . . . . .

 إلا من خطف من الشياطين الخطفة يخطف من الملائكة فأتبعه شهاب ثاقب [ آية : ١٠ ] من الملائكة الكواكب ، يعني بالشهاب الثاقب ، ناراً مضيئة ، كقول

موسى : أو آتيكم بشهاب قبس [ النمل : ٧ ] ، يعني بنار مضيئة ، فيها تقديم .

١١

الصافات : ١١ فاستفتهم أهم أشد . . . . .

قال جل وعز : فاستفتهم يقول سلهم أهم أشد خلقا نزلت في أبي الأشدين

واسمه أسيد بن كلدة بن خلف الجمحي ، وإنما كنى أبا الأشدين لشدة بطشه ، وفي ركانة

بن عبد يزيد بن هشام بن عبد مناف ، يقول :

سل هؤلاء أهم أشد خلقاً بعد موتهم لأنهم

كفروا بالبعث أم من خلقنا يعني خلق السماوات والأرض ، وما بينهما والمشارق ،

لأنهم يعملون أن اللّه جل وعز خلق هذه الأشياء ، ثم أخبر عن خلق الإنسان ، فقال جل

وعز : إنا خلقناهم يعني آدم من طين لازب [ آية : ١١ ] يعني لازب بعضه في

البعض فهذا أهون خلقاً عند هذا المكذب بالبعث من خلق السماوات والأرض وما

بينهما والمشارق ، ونزلت في أبي الأشدين أيضاً أأنتم أشد خلقا بعثاً بعد الموت

 أم السماء بناها [ النازعات : ٢٧ ] .

١٢

الصافات : ١٢ بل عجبت ويسخرون

ثم قال : بل عجبت يا محمد من القرآن حين أوحى إليك نظيرها في الرعد :

 وإن تعجب من القرآن فعجب قولهم [ الرعد : ٥ ] ، فاعجب من قولهم

بتكذيبهم بالبعث ، ثم قال جل وعز : ويسخرون [ آية : ١٢ ] يعني كفار مكة سخروا

من النبي صلى اللّه عليه وسلم حين سمعوا منه القرآن .

١٣

الصافات : ١٣ وإذا ذكروا لا . . . . .

ثم قال وإذا ذكروا لا يذكرون [ آية : ١٣ ] وإذا وعظوا بالقرآن لا يتعظون

١٤

الصافات : ١٤ وإذا رأوا آية . . . . .

 وإذا رأوا

ءايةً يعني انشقاق القمر بمكة فصار نصفين يستسخرون [ آية : ١٤ ] سخروا ، ف

هذا عمل السحرة .

١٥

الصافات : ١٥ وقالوا إن هذا . . . . .

فذلك قوله عز وجل : وقالوا إن هذا إلا سحر مبين [ آية : ١٥ ] نظيرها اقتربت

الساعة : ويقولوا سحر مستمر [ القمر : ٢ ] .

١٦

الصافات : ١٦ أئذا متنا وكنا . . . . .

 أءذا متنا وكنا تراباً وعظماً أءنا لمبعوثون [ آية : ١٦ ] بعد الموت .

١٧

الصافات : ١٧ أو آباؤنا الأولون

 أو يبعث ءاباؤنا

الأولون [ آية : ١٧ ] قالوا ذلك تعجباً ، يقول اللّه عز وجل لنبيه صلى اللّه عليه وسلم :

١٨

الصافات : ١٨ قل نعم وأنتم . . . . .

 قل لكفار

مكة : نعم وأنتم داخرون [ آية : ١٨ ] وأنتم صاغرون .

١٩

الصافات : ١٩ فإنما هي زجرة . . . . .

ثم أخبر عنهم عز وجل : فإنما هي زجرة واحدة صيحة واحدة من إسرافيل لا مثنوية

لها فإذا هم ينظرون [ آية : ١٩ ] إلى البعث الذي كذبوا به ، فلما نظروا وعاينوا البعث

ذكروا قول الرسل إن البعث حق .

٢٠

الصافات : ٢٠ وقالوا يا ويلنا . . . . .

 وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين [ آية : ٢٠ ] يوم الحساب الذي أخبرنا به النبي صلى اللّه عليه وسلم فرددت

عليهم الحفظة من الملائكة .

٢١

الصافات : ٢١ هذا يوم الفصل . . . . .

 هذا يوم الفصل يوم القضاء الذي كنتم به تكذبون [ آية : ٢١ ] بأنه كائن .

٢٢

الصافات : ٢٢ احشروا الذين ظلموا . . . . .

 احشروا الذين ظلموا الذين أشركوا من بني آدم وأزواجهم قرناءهم من

الشياطين الذين أظلوهم وكل كافر مع شيطان في سلسلة واحدة وما كانوا يعبدون

[ آية : ٢٢ ] .

٢٣

الصافات : ٢٣ من دون اللّه . . . . .

 من دون اللّه يعني إبليس وجندة نزلت في كفار قريش نظيرها في يس : ألم أعهد إليكم الآية أن لا تعبدوا الشيطان [ يس : ٦ ] ، يعني إبليس وحده

 فاهدوهم إلى صراط يعني ادعوهم إلى طريق الجحيم [ آية : ٢٣ ] والجحيم ما عظم

اللّه عز وجل من النار .

٢٤

الصافات : ٢٤ وقفوهم إنهم مسؤولون

 وقفوهم إنهم مسئولون [ آية : ٢٤ ] فلما سيقوا إلى النار حبسوا فسألهم خزنة جهنم

ألم تأتكم رسلكم بالبينات ؟   بلى ، ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين يقول

الخازن :

٢٥

الصافات : ٢٥ ما لكم لا . . . . .

 ما لكم لا تناصرون [ آية : ٢٥ ] نظيرها في الشعراء : هل ينصرونكم

[ الشعراء : ٩٣ ] يقول الكفار : ما لشركائكم الشياطين لا يمنعونكم من العذاب .

٢٦

الصافات : ٢٦ بل هم اليوم . . . . .

يقول اللّه عز وجل لمحمد صلى اللّه عليه وسلم : بل هم اليوم مستسلمون [ آية : ٢٦ ] للعذاب

٢٧

الصافات : ٢٧ وأقبل بعضهم على . . . . .

 وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون [ آية : ٢٧ ] يتكلمون

٢٨

الصافات : ٢٨ قالوا إنكم كنتم . . . . .

   قال قائل من الكفار لشركائهم

الشياطين إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين [ آية : ٢٨ ] يعنون من قبل الحق ، نظيرها في

الحاقة : لأخذنا منه باليمين [ الحاقة : ٤٥ ] بالحق ، وقالوا للشياطين : أنتم زينتم لنا ما

نحن عليه ، فقلتم إن هذا الذي نحن عليه هو الحق .

٢٩

الصافات : ٢٩ قالوا بل لم . . . . .

 قالوا قالت لهم الشياطين بل لم تكونوا مؤمنين [ آية : ٢٩ ] مصدقين بتوحيد

اللّه عز وجل

٣٠

الصافات : ٣٠ وما كان لنا . . . . .

 وما كان لنا عليكم من سلطان من ملك فنكرهم على متابعتنا بل كنتم قوما طاغين [ آية : ٣٠ ] عاصين .

٣١

الصافات : ٣١ فحق علينا قول . . . . .

ثم قالت الشياطين : فحق علينا قول ربنا يوم قال لإبليس : لأملأن جهنم منك [ ص : ٨٥ ] الآية إنا لذائقون [ آية : ٣١ ]

٣٢

الصافات : ٣٢ فأغويناكم إنا كنا . . . . .

 فأغويناكم يعني أضللناكم عن

الهدى إنا كنا غاوين [ آية : ٣٢ ] ضالين .

٣٣

الصافات : ٣٣ فإنهم يومئذ في . . . . .

يقول اللّه عز وجل : فإنهم يومئذ للكفار والشياطين في العذاب مشتركون [ آية :

٣٣ ]

٣٤

الصافات : ٣٤ إنا كذلك نفعل . . . . .

 إنا كذلك نفعل بالمجرمين [ آية : ٣٤ ] ثم أخبر عنهم جل وعز :

٣٥

الصافات : ٣٥ إنهم كانوا إذا . . . . .

 إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا اللّه يستكبرون [ آية : ٣٥ ] يتكبرون عن الهدى نزلت في الملأ من

قريش الذين مشوا إلى أبي طالب ، فقال لهم النبي صلى اللّه عليه وسلم :

قولوا لا إله إلا اللّه تملكون بها

العرب وتدين لكم العجم بها .

٣٦

الصافات : ٣٦ ويقولون أئنا لتاركوا . . . . .

 ويقولون أئنا لتاركوا ءالهتنا لشاعرٍ مجنون [ آية : ٣٦ ] فقال جل وعز :

٣٧

الصافات : ٣٧ بل جاء بالحق . . . . .

 بل جاء بالحق يعني محمداً صلى اللّه عليه وسلم جاء بالتوحيد وصدق المرسلين [ آية : ٣٧ ] قبله

٣٨

الصافات : ٣٨ إنكم لذائقوا العذاب . . . . .

 إنكم لذائقوا العذاب الأليم [ آية : ٣٨ ] يعني الوجيع .

٣٩

الصافات : ٣٩ وما تجزون إلا . . . . .

 وما تجزون في الآخرة إلا ما كنتم تعملون [ آية : ٣٩ ] في الدنيا من الشرك ،

جزاء الشرك النار ، ثم استثنى المؤمنين ، فقال :

٤٠

الصافات : ٤٠ إلا عباد اللّه . . . . .

 إلا عباد اللّه المخلصين [ آية : ٤٠ ]

بالتوحيد لا يذوقون العذاب ، فأخبر ما أعد لهم .

٤١

الصافات : ٤١ أولئك لهم رزق . . . . .

فقال جل وعز : أولئك لهم رزق معلوم [ آية : ٤١ ] يعني بالمعلوم حين يشتهونه

يؤتون به .

٤٢

الصافات : ٤٢ فواكه وهم مكرمون

ثم بين الرزق ، فقال تبارك وتعالى : فواكه وهم مكرمون [ آية : ٤٢ ]

٤٣

الصافات : ٤٣ في جنات النعيم

 في جنات النعيم [ آية : ٤٣ ]

٤٤

الصافات : ٤٤ على سرر متقابلين

 على سرر متقابلين [ آية : ٤٤ ] في الزيارة

٤٥

الصافات : ٤٥ يطاف عليهم بكأس . . . . .

 يطاف عليهم يعني

يتقلب عليهم بأيدي الغلمان الخدم بكأس يعني الخمر من معين [ آية : ٤٥ ]

يعني الجاري

الصافات : ٤٦ بيضاء لذة للشاربين

 بيضاء لذةٍ للشربين [ آية : ٤٦ ]

٤٧

الصافات : ٤٧ لا فيها غول . . . . .

 لا فيها غول لا غائلة عليها يرجع

منها الرأس كفعل خمر الدنيا ولا هم عنها ينزفون [ آية : ٤٧ ] يعني يسكرون فتنزف

عقولهم كخمر الدنيا .

٤٨

الصافات : ٤٨ وعندهم قاصرات الطرف . . . . .

 وعندهم قصرات الطرف حافظات النظر من الرجال غير أزواجهن لا يرون غيرهم

من العشق ، ثم قال : عين [ آية : ٤٨ ] يعني حسان الأعين ،

٤٩

الصافات : ٤٩ كأنهن بيض مكنون

ثم شبههن ببياض البيض

الذي الصفرة في جوفه ، فقال : كأنهن بيض مكنون [ آية : ٤٩ ] .

٥٠

الصافات : ٥٠ فأقبل بعضهم على . . . . .

 فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون [ آية : ٥٠ ] أي أهل الجنة حين يتكلمون ، يكلم

بعضهم بعضاً يقول :

٥١

الصافات : ٥١ قال قائل منهم . . . . .

 قال قائل منهم إني كان لي قرين [ آية : ٥١ ] وذلك أن أخوين من بني إسرائيل اسم

 

أحدهما فطرس

والآخر سلخاً ورث كل واحد منهما عن أبيه أربعة آلاف دينار ، فأما

 

أحدهما فأنفق ماله في طاعة اللّه عز وجل ، والمشرك الآخر أنفق ماله في معصية اللّه عز

وجل ومعيشة الدنيا ، وهما اللذان ذكرهما اللّه عز وجل في سورة الكهف . فلما صار

إلى الآخرة أدخل المؤمن الجنة ، وأدخل المشرك النار ، فلما أدخل الجنة المؤمن ذكر أخاه ،

فقال لإخوانه من أهل الجنة : إني كان لي قرين ، يعني صاحب .

٥٢

الصافات : ٥٢ يقول أئنك لمن . . . . .

 يقول أءنك لمن المصدقين [ آية : ٥٢ ] بالبعث

٥٣

الصافات : ٥٣ أئذا متنا وكنا . . . . .

 أءذا متنا وكنا تراباً وعظماً أءنا لمدينون

[ آية : ٥٣ ] يعني لمحاسبين في أعمالنه ثم

٥٤

الصافات : ٥٤ قال هل أنتم . . . . .

 قال المؤمن لأخوانه في الجنة هل أنتم مطلعون [ آية : ٥٤ ] إلى النار فتنظرون منزلة أخي فردوا عليه أنت أعرف به منا ، فاطلع

أنت ، ولأهل الجنة في منازلهم كوى ، فإذا شاءوا نظروا إلى أهل النار

٥٥

الصافات : ٥٥ فاطلع فرآه في . . . . .

 فاطلع المؤمن

 فرءاه فرأى أخاه في سواء يعني في وسط الجحيم [ آية : ٥٥ ] أسود الوجه

أزرق العينين مقروناً مع شيطانه في سلسلة

٥٦

الصافات : ٥٦ قال تاللّه إن . . . . .

 قال المؤمن تاللّه إن كدت لتردين

[ آية : ٥٦ ] لتغوين ، فأنزل منزلك في النار .

٥٧

الصافات : ٥٧ ولولا نعمة ربي . . . . .

 ولولا نعمة ربي يقول : لولا ما أنعم اللّه علي بالإسلام لكنت من المحضرين

[ آية : ٥٧ ] النار ، ثم انقطع الكلام ، ثم أقبل المؤمن على أصحابه ، فقال :

٥٨

الصافات : ٥٨ أفما نحن بميتين

 أفما نحن بميتين [ آية : ٥٨ ] عرف المؤمن أن كل نعيم معه الموت ، فليس بتام

٥٩

الصافات : ٥٩ إلا موتتنا الأولى . . . . .

 إ لا موتتنا

الأولى التي كانت في الدنيا وما نحن بمعذبين [ آية : ٥٩ ] فقيل له : إنك لا تموت فيها .

٦٠

الصافات : ٦٠ إن هذا لهو . . . . .

فقال عند ذلك : إن هذا لهو الفوز العظيم [ آية : ٦٠ ] ثم انقطع كلام المؤمن .

٦١

الصافات : ٦١ لمثل هذا فليعمل . . . . .

يقول اللّه عز وجل : لمثل هذا النعيم الذي ذكر قبل هذه الآية في

قوله :

 أولئك لهم رزق معلوم [ الصافات : ٤١ ] . فليعمل العاملون [ آية : ٦١ ]

فليسارع المسارعين .

٦٢

الصافات : ٦٢ أذلك خير نزلا . . . . .

يقول اللّه عز وجل : أذلك خير نزلا للمؤمنين أم نزل الكافر شجرة الزقوم [ آية : ٦٢ ] وهي النار للذين استكبروا عن لا إله إلا اللّه حين أمرهم النبي صلى اللّه عليه وسلم

بها ، ثم قال جل وعز :

٦٣

الصافات : ٦٣ إنا جعلناها فتنة . . . . .

 إنا جعلناها يعني الزقوم فتنة للظالمين [ آية : ٦٣ ] يعني

لمشركي مكة منهم عبد اللّه بن الزبعري ، وأبو جهل بن هشام ، والملأ من قريش الذين

مشوا إلى أبي طلب ، وذلك أن ابن الزبعري ، قال : إن الزقوم بكلام اليمن التمر والزبد ،

فقال أبو جهل : يا جارية ، ابغنا تمراً وزبداً ، ثم قال لأصحابه : تزقموا من هذا الذي يخوفنا

به محمد ، يزعم أن النار تنبت الشجر والنار تحرق الشجر ، فكان الزقوم فتنة لهم ، فأخبر

اللّه عز وجل أنها لا تشبه النخل ، ولا طلعها كطلع النخل .

٦٤

الصافات : ٦٤ إنها شجرة تخرج . . . . .

فقال تبارك وتعالى : إنها شجرة تخرج تنبت في أصل الجحيم [ آية : ٦٤ ]

٦٥

الصافات : ٦٥ طلعها كأنه رؤوس . . . . .

 طلعها تمرها كأنه رءوس الشياطين [ آية : ٦٥ ]

٦٦

الصافات : ٦٦ فإنهم لآكلون منها . . . . .

 فإنهم لآكلون منها من ثمرتها

 فمالئون منها من ثمرها البطون [ آية : ٦٦ ]

٦٧

الصافات : ٦٧ ثم إن لهم . . . . .

 ثم إن لهم عليها لشوبا يعني لمزاجاً

 من حميم [ آية : ٦٧ ] يشربون على إثر الزقوم الحميم الحار الذي قد انتهى حره .

٦٨

الصافات : ٦٨ ثم إن مرجعهم . . . . .

 ثم إن مرجعهم يعد الزقوم وشرب الحميم لإلى الجحيم [ آية : ٦٨ ] وذلك

قوله عز وجل : يطوفون بينها وبين حميم آن [ الرحمن : ٤٤ ]

٦٩

الصافات : ٦٩ إنهم ألفوا آباءهم . . . . .

 إنهم ألفوا

وجدوا ءاباءهم ضالين [ آية : ٦٩ ] عن الهدى

٧٠

الصافات : ٧٠ فهم على آثارهم . . . . .

 فهم علىءاثرهم يهرعون [ آية : ٧٠ ]

يقول : يسعون في مثل أعمال آبائهم .

٧١

الصافات : ٧١ ولقد ضل قبلهم . . . . .

 ولقد ضل قبلهم قبل أهل مكة أكثر الأولين [ آية : ٧١ ] من الأمم

٧٢

الصافات : ٧٢ ولقد أرسلنا فيهم . . . . .

 ولقد أرسلنا فيهم منذرين [ آية : ٧٢ ] ينذرونهم العذاب فكذبوا الرسل فعذبهم اللّه

عز وجل في الدنيا ، فذلك قوله عز وجل :

٧٣

الصافات : ٧٣ فانظر كيف كان . . . . .

 فانظر كيف كان عاقبة المنذرين [ آية :

٧٣ ] يحذر كفار مكة لئلا يكذبوا محمداً صلى اللّه عليه وسلم فينزل بهم العذاب في الدنيا .

٧٤

الصافات : ٧٤ إلا عباد اللّه . . . . .

ثم استثنى ، فقال جل وعز : إلا عباد اللّه المخلصين [ آية : ٧٤ ] الوحدين ،

فإنهم نجوا من العذاب بالتوحيد

٧٥

الصافات : ٧٥ ولقد نادانا نوح . . . . .

 ولقد نادتانا نوحٌ في اقتربت : أني مغلوب فانتصر [ القمر : ١٠ ] وفي الأنبياء [ الآية : ٧٦ ] ، فأنجاه ربه فغرقهم بالماء ، فذلك قوله

عز وجل : فلنعم المجيبون [ آية : ٧٥ ] يعني الرب نفسه تعالى .

٧٦

الصافات : ٧٦ ونجيناه وأهله من . . . . .

 ونجيناه وأهله من الكرب العظيم [ آية : ٧٦ ] الهول الشديد وهو الغرق

٧٧

الصافات : ٧٧ وجعلنا ذريته هم . . . . .

 وجعلنا ذريته ولد نوح هم الباقين [ آية : ٧٧ ] وذلك أن أهل السفينة ماتوا ، ولم يكن لهم

نسل غير ولد نوح ، وكان الناس من ولد نوح ، فلذلك قال : هم الباقين فقال النبي

 صلى اللّه عليه وسلم :

سام أبو العرب ، ويافث أبو الروم ، وحام أبو الحبش .

٧٨

الصافات : ٧٨ وتركنا عليه في . . . . .

 وتركنا عليه في الآخرين [ آية : ٧٨ ] يقول : ألقينا على نوح بعد موته ثناء حسناً ، يقال

له : من بعده في الآخرين خير ، فذلك قوله عز وجل :

٧٩

الصافات : ٧٩ سلام على نوح . . . . .

 سلام على نوح في العالمين [ آية :

٧٩ ] يعني بالإسلام الثناء الحسن الذي ترك عليه من بعده في الناس .

٨٠

الصافات : ٨٠ إنا كذلك نجزي . . . . .

 إنا كذلك نجزي المحسنين [ آية : ٨٠ ] هكذا نجزي كل محسن فجزاه اللّه عز وجل

بإحسانه الثناء الحسن في العالمين .

٨١

الصافات : ٨١ إنه من عبادنا . . . . .

 إنه من عبادنا المؤمنين [ آية : ٨١ ] يعني المصدقين بالتوحيد

الصافات : ٨٢ ثم أغرقنا الآخرين

 ثم أغرقنا الآخرين

٨٢

[ آية : ٨٢ ] يعني قوم نوح

الصافات : ٨٣ وإن من شيعته . . . . .

 وإن من شيعته لإبراهيم [ آية : ٨٣ ] يقول : إبراهيم

على ملة نوح ، عليهما السلام ، قال الفراء : إبراهيم من شيعته محمد صلى اللّه عليه وسلم .

قال أبو محمد :

سألت أبا العباس عن ذلك ، فقال : كل من كان على دين رجل فهو

من شيعته ، كل نبي من شيعة إبراهيم صاحبه ، فإبراهيم من شيعة محمد ، ومحمد من شيعة

إبراهيم ، عليهما السلام .

٨٤

الصافات : ٨٤ إذ جاء ربه . . . . .

 إذ جاء ربه بقلب سليم [ آية : ٨٤ ] يعني بقلب مخلص من الشرك

٨٥

الصافات : ٨٥ إذ قال لأبيه . . . . .

 إذ قال لأبيه

آزر وقومه ماذا تعبدون [ آية : ٨٥ ] من الأصنام

٨٦

الصافات : ٨٦ أئفكا آلهة دون . . . . .

 أئفكا يعني أكذباً ءالهةً دون

اللّه تريدون [ آية : ٨٦ ] .

٨٧

الصافات : ٨٧ فما ظنكم برب . . . . .

 فما ظنكم برب العالمين [ آية : ٨٧ ] إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره

٨٨

الصافات : ٨٨ فنظر نظرة في . . . . .

 فنظر إبراهيم

 نظرة في النجوم [ آية : ٨٨ ] يعني الكواكب وذلك أنه رأى نجماً طلع

٨٩

الصافات : ٨٩ فقال إني سقيم

 فقال

لقادتهم : إني سقيم [ آية : ٨٩ ] وهو ذاهبون إلى عبدهم إني سقيم يعني وجيع ،

وذلك أنهم كانوا يعبدون الأصنام كانت اثنين وسبعين صنماً من ذهب وفضة وشبه

ونحاس وحديد وخشب ، وكان أكبر الأصنام عيناه من ياقوتتين حمراوين ، وهو من ذهب

وكانوا إذا خرجوا إلى عيدهم دخلوا قبل أن يخرجوا فيسجدون لها ويقربون الطعام ، ثم

يخرجون إلى عيدهم ، فإذا رجعوا من عيدهم ، فدخلوا عليها سجدوا لها ثم يتفرقون ، فلما

خرجوا إلى عيدهم اعتل إبراهيم بالطاعون ، وذلك أنهم كانوا ينظرون في النجوم ، فنظر

إبراهيم في النجوم ، فقال : إني سقيم ، قال الفراء :

كل من عمل فيه النقص ودب فيه

الفناء وكان منتظراً للموت فهو سقيم .

٩٠

الصافات : ٩٠ فتولوا عنه مدبرين

فذلك قوله عز وجل : فتولوا عنه مدبرين [ آية : ٩٠ ] ذاهبين وقد وضعوا الطعام

والشراب بين يدي آلهتهم .

٩١

الصافات : ٩١ فراغ إلى آلهتهم . . . . .

 فراغ إلىءالهتهم إلى الصنم الكبير وهو في بيت فقال للآلهة ألا تأكلون

[ آية : ٩١ ] الطعام الذي بين أيديكم :

٩٢

الصافات : ٩٢ ما لكم لا . . . . .

 ما لكم لا تنطقون [ آية : ٩٢ ] ما لكم لا

تكلمون ؟ ما لكم لا ترزدن جواباً ، أتأكلون ، أو لا تأكلون .

٩٣

الصافات : ٩٣ فراغ عليهم ضربا . . . . .

 فراغ يعني فمال إلى آلهتهم فراغ عليهم يعني فأقبل عليهم ضربا باليمين

[ آية : ٩٣ ] بيده اليمنى يكسرهم بالفأس ، فلما رجعوا من عيدهم ،

٩٤

الصافات : ٩٤ فأقبلوا إليه يزفون

 فأقبلوا إليه يزفون

[ آية : ٩٤ ] يمشون إلى إبراهيم يأخذونه بأيديهم

٩٥

الصافات : ٩٥ قال أتعبدون ما . . . . .

ف قال لهم إبراهيم : أتعبدون ما تنحتون [ آية : ٩٥ ] وما تنحتون من الأصنام

٩٦

الصافات : ٩٦ واللّه خلقكم وما . . . . .

 واللّه خلقكم وما تعملون [ آية : ٩٦ ]

وما تنحتون من الأصنام .

قال أبو محمد : قال الفراء : ضربا باليمين الذي حلفها عليها ، فقال : وتاللّه لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين [ الأنبياء : ٥٧ ] ، قال أبو محمد : حدثني هناد ،

قال :

حدثنا ابن يمان ، قال : رأيت سفيان جائياً من السوق بالكوفة ، فقلت : من اين

أقبلت ؟ قال : من دار الصيادلة نهيتهم عن بيع الداذي ، وإني لأرى الشئ أنكره فلا

أستطيع تغييره ، فأبول دماً رجع إلى قول مقاتل .

٩٧

الصافات : ٩٧ قالوا ابنوا له . . . . .

 قالوا ابنوا له بنيانا قال ابن عباس :

بنوا حائطاً من حجارة طوله في السماء ثلاثون

ذراعاً ، وعرضه عشرون ذراعاً فألقوه في الجحيم [ آية : ٩٧ ] في نار عظيمة قال اللّه

عز وجل في سورة الأنبياء : يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم [ الأنبياء :

٦٩ ] وأرادو به كيداً [ الأنبياء : ٧٠ ] سوءاً ، الآية وعلاهم إبراهيم ، عليه السلام ،

وسلمه اللّه عز وجل وحجزهم عنه ، فلم يلبثوا إلا يسيراً حتى أهلكهم اللّه عز وجل ، فما

بقيت يومئذٍ دابة إلا جعلت تطفئ النار عن إبراهيم ، عليه السلام ، غير الوزغ كانت تنفخ

النار على إبراهيم ، فأمر النبي صلى اللّه عليه وسلم بقتلها .

٩٨

الصافات : ٩٨ فأرادوا به كيدا . . . . .

 فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين [ آية : ٩٨ ]

٩٩

الصافات : ٩٩ وقال إني ذاهب . . . . .

 وقال وهو ببابل إني

ذاهبٌ يعني مهاجر إلى ربي إلى رضى ربي بالأرض المقدسة سيهدين [ آية :

٩٩ ] لدينه ، وهو أول من هاجر من الخلق ، وعه لوط وسارة ، فلما قدم الأرض المقدسة

سأل ربه الولد ، فقال :

١٠٠

الصافات : ١٠٠ رب هب لي . . . . .

 رب هب لي من الصالحين [ آية : ١٠٠ ] هب لي ولداً صالحاً ،

فاستجاب له .

١٠١

الصافات : ١٠١ فبشرناه بغلام حليم

 فبشرناه بغلام حليم [ آية : ١٠١ ] يعني عليم ، وهو العالم ، وهو إسحاق بن

سارة .

١٠٢

الصافات : ١٠٢ فلما بلغ معه . . . . .

 فلما بلغ معه مع أبيه السعي المشي إلى الجبل قال يابني إني أرى في

المنام لنذر كان عليه فيه يقول : إني أمرت في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى

فرد عليه إسحاق قال يأبت افعل ما تؤمر وأطع ربك فمن ثم لم يقل إسخاق

لإبراهيم ، عليهما السلام ، افعل ما رأيت ، ورأى إبراهيم ذلك ثلاث ليال متتابعات ،

وكان إسحاق قد صام وصلى قبل الذبح ستجدني إن شاء اللّه من الصابرين [ آية :

١٠٢ ] على الذبح .

١٠٣

الصافات : ١٠٣ فلما أسلما وتله . . . . .

 فلما أسلما يقول : أسلما لأمر اللّه وطاعته وتله للجبين [ آية : ١٠٣ ] وكبه

لجبهته ، فلما أخذ بناصيته ليذبحه عرف اللّه تعالى منهما الصدق ، قال الفراء في قوله عز

وجل : ماذا ترى ؟ : مضموم التاء ، قال : المعنى ما ترى من الجلد والصبر على طاعة

اللّه عز وجل ، ومن قرأ ترى أراد إبراهيم أن يعلم ما عنده من العزم ، ثم هو ماض على

ذبحه ، كما أمره اللّه عز وجل رجع إلى مقاتل .

١٠٤-١٠٥

الصافات : ١٠٤ - ١٠٥ وناديناه أن يا . . . . .

 وندينه أن يإبراهيم قد صدقت الرؤيا في ذبح ابنك ، وخذ الكبش إنا

كذلك نجزي المحسنين [ آية : ١٠٥ ] هكذا نجزي كل محسن فجزاه اللّه عز وجل

بإحسانه وطاعته ، العفو عن ابنه إسحاق .

١٠٦

الصافات : ١٠٦ إن هذا لهو . . . . .

ثم قال عز وجل : إن هذا لهو البلؤا المبين [ آية : ١٠٦ ] يعني النعيم المبين حين

عفا عنه وفدى بالكبش

١٠٧

الصافات : ١٠٧ وفديناه بذبح عظيم

 وفديناه بذبحٍ عظيمٍ [ آية : ١٠٧ ] ببيت المقدس الكبش اسمه

رزين وكان من الوعل رعى في الجنة أربعين سنة قبل أن يذبح

١٠٨

الصافات : ١٠٨ وتركنا عليه في . . . . .

 وتركنا وأبقينا عليه في الآخرين [ آية : ١٠٨ ] الثناء الحسن يقال له من بعد

موته في الأرض ، فذلك قوله عز وجل :

١٠٩

الصافات : ١٠٩ سلام على إبراهيم

 سلام على إبراهيم [ آية : ١٠٩ ] يعني بالسلام

الثناء الحسن ، يقال له من بعده في أهل الأديان ، في الناس كلهم .

١١٠

الصافات : ١١٠ كذلك نجزي المحسنين

 كذلك نجزي المحسنين [ آية : ١١٠ ]

١١١

الصافات : ١١١ إنه من عبادنا . . . . .

 إنه من عبادنا المؤمنين آية : ١١١ ]

يعني المصدقين بالتوحيد

١١٢

الصافات : ١١٢ وبشرناه بإسحاق نبيا . . . . .

 وبشرنه بإسحاق نبياًّ من الصالحين [ آية : ١١٢ ] يقول :

وبشرنا إبراهيم بنبوة إسحاق بعد العفو عنه

١١٣

الصافات : ١١٣ وباركنا عليه وعلى . . . . .

 وباركنا عليه على إبراهيم وعلى إسحاق ومن ذريتهما إبراهيم وإسحاق محسن مؤمن وظالم لنفسه يعني مشرك

 مبين [ آية : ١١٣ ] .

١١٤

الصافات : ١١٤ ولقد مننا على . . . . .

 ولقد مننا أنعمنا على موسى وهارون [ آية : ١١٤ ] بالنبوة وهلاك عدوهما

١١٥

الصافات : ١١٥ ونجيناهما وقومهما من . . . . .

 ونجيناهما وقومهما بني إسرائيل من الكرب العظيم من الكرب العظيم [ آية :

١١٥ ] .

١١٦

الصافات : ١١٦ ونصرناهم فكانوا هم . . . . .

 ونصرناهم على عدوهم . فكانوا هم الغالبين [ آية : ١١٦ ] لفرعون وقومه

١١٧

الصافات : ١١٧ وآتيناهما الكتاب المستبين

 وءاتيناهما الكتاب المستبين [ آية : ١١٧ ] يقول : أعيطناهم التوارة المستبين يعني بين ما

فيه .

١١٨

الصافات : ١١٨ وهديناهما الصراط المستقيم

 وهديناهما الصراط المستقيم [ آية : ١١٨ ] دين الإسلام

١١٩

الصافات : ١١٩ وتركنا عليهما في . . . . .

 وتركنا عليهما في الآخرين [ آية : ١١٩ ] أبقينا من بعدهما الثناء الحسن يقال لهما بعدهما ، وذلك قوله

عز وجل :

١٢٠

الصافات : ١٢٠ سلام على موسى . . . . .

 سلام على موسى وهارون [ آية : ١٢٠ ] يعني بالسلام الثناء الحسن .

١٢١

الصافات : ١٢١ إنا كذلك نجزي . . . . .

 إنا كذلك نجزي المحسنين [ آية : ١٢١ ] هكذا نجزي كل من أحسن

١٢٢

الصافات : ١٢٢ إنهما من عبادنا . . . . .

 إنهما من عبادنا المؤمنين [ آية : ١٢٢ ]

١٢٣

الصافات : ١٢٣ وإن إلياس لمن . . . . .

 وإن إلياس ابن فنحن لمن المرسلين [ آية : ١٢٣ ] .

١٢٤

الصافات : ١٢٤ إذ قال لقومه . . . . .

 إذ قال لقومه ألا تتقون [ آية : ١٢٤ ] يعني ألا تعبدون

١٢٥

الصافات : ١٢٥ أتدعون بعلا وتذرون . . . . .

 أتدعون بعلا أتعبدون

ربا بلغة اليمن الإله يسمى بعلاً وكان صنماً من ذهب ببعلبك بأرض الشام ، فكسره

إلياس ، ثم هرب منهم .

 وتذرون عبادة أحسن الخالقين [ آية : ١٢٥ ] فلا تعبدونه

١٢٦

الصافات : ١٢٦ اللّه ربكم ورب . . . . .

 اللّه ربكم ورب

ءابائكم الأولين [ آية : ١٢٦ ]

١٢٧

الصافات : ١٢٧ فكذبوه فإنهم لمحضرون

 فكذبوه فكذبوا إلياس النبي ، عليه السلام ،

 فإنهم لمحضرون [ آية : ١٢٧ ] النار .

١٢٨

الصافات : ١٢٨ إلا عباد اللّه . . . . .

ثم استثنى إلا عباد اللّه المخلصين [ آية : ١٢٨ ] يعني المصدقين لا يحضرون النار

١٢٩

الصافات : ١٢٩ وتركنا عليه في . . . . .

 وتركنا عليه في الآخرين [ آية : ١٢٩ ]

١٣٠

الصافات : ١٣٠ سلام على إل . . . . .

 سلام على إل ياسين [ آية : ١٣٠ ] يعني بالسلام

الثناء الحسن والخير الذي ترك عليه في الآخرين .

١٣١

الصافات : ١٣١ إنا كذلك نجزي . . . . .

 إنا كذلك نجزي المحسنين [ آية : ١٣١ ] هكذا نجزي كل محسن

١٣٢

الصافات : ١٣٢ إنه من عبادنا . . . . .

 إنه من عبادنا المؤمنين [ آية : ١٣٢ ] المصدقين بالتوحيد .

قال الفراء عن حيان الكلبي :

إل ياسين يعني به النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فإذا قال سلام على إل

ياسين ، فالمعنى سلام على آل محمد صلى اللّه عليه وسلم ، وآل كل نبي من اتبعه على دينه ، وآل فرعون من اتبعه على دينه ، فذلك قوله عز وجل : أدخلوا آل فرعون أشد العذاب [ غافر :

٤٦ ] . راجع إلى مقاتل :

١٣٣

الصافات : ١٣٣ وإن لوطا لمن . . . . .

 وإن لوطا لمن المرسلين [ آية : ١٣٣ ] أرسل إلى سدوم ، ودارموا ، وعامورا ،

وصابورا ، أربع مدائن كل مدينة مائة ألف

١٣٤

الصافات : ١٣٤ إذ نجيناه وأهله . . . . .

 إذ نجيناه وأهله أجمعين [ آية : ١٣٤ ] يعني

ابنتيه ريثا ، وزعونا .

١٣٥

الصافات : ١٣٥ إلا عجوزا في . . . . .

ثم استثنى امرأة ، فقال جل وعز : إلا عجوزا في الغابرين [ آية : ١٣٥ ] يعني في

الباقين في العذاب

١٣٦

الصافات : ١٣٦ ثم دمرنا الآخرين

 ثم دمرنا الآخرين [ آية : ١٣٦ ] نظيرها في الشعراء الآخرين

[ الشعراء : ١٧٢ ] ، ثم أهكلنا بقيتهم بالخسف والحصب .

١٣٧

الصافات : ١٣٧ وإنكم لتمرون عليهم . . . . .

 وانكم يا أهل مكة لتمرون عليهم مصبحين [ آية : ١٣٧ ]

١٣٨

الصافات : ١٣٨ وبالليل أفلا تعقلون

 وباليل أفلا

تعقلون [ آية : ١٣٨ ] على القرى نهاراً وليلاً وغدوة وعشية ، إذا انطلقتم إلى الشام

إلى التجارة ،

١٣٩

الصافات : ١٣٩ وإن يونس لمن . . . . .

 وإن يونس وهو ابن متى من أهل نينوى لمن المرسلين [ آية : ١٣٩ ] كان من بني إسرائيل .

١٤٠

الصافات : ١٤٠ إذ أبق إلى . . . . .

 إذ أبق إلى الفلك المشحون [ آية : ١٤٠ ] الموقر من الناس والدواب ، فساهم وذلك

أنه دخل السفينة ، فلف رأسه ونام في جانبها ، فوكل اللّه عز وجل به الحوت ، واسمها

اللخم ، فاحتبست سفينتهم ، ولم تجر ، فخاف القوم الغرق ، فقال بعضهم لبعض : إن فينا

لعبداً مذنباً ، قالوا له وهو ناحيتها : يا عبد اللّه من أنت ؟ ألا ترى أنا قد غرقنا ؟ قال : أنا

المطلوب أنا يونس بن متى ، فاقذفوني في البحر .

  نعوذ باللّه أن نقذفك يا رسول اللّه ، فقارعهم ثلاث مرات كل ذلك يقرعونه ،

ف  لا ، ولكن نكتب أسماءنا ، ثم نقذف بها في الماء ، ففعل ذلك ، ف  اللّهم إن

كان هذا طلبتك ، فغرق اسمه ، وخرج أسماءنا ، فغرق اسمه وارتفعت أسماؤهم ، ثم قالوا

الثانية : اللّهم إن كنت إياه تطلب فغرق أسماءنا وارفع اسمه ، فغرقت أسماءنا ، وارتفع اسمه ، ثم قالوا الثالثة : اللّهم إن كنت إياه تطلب فغرق اسمه ، وارفع أسماءنا ، فغرق اسمه

وارتفعت أسماؤهم ، فلما رأوا ذلك ثلاث مرات أخذوا بيده ليقذفوه في الماء .

ولم يكن أوحى اللّه إلى الحوت ماذا الذي يريد به ؟ فلما قذف أوحى إلى الحوت ،

وليس بينه وبين الماء إلا شبران ، لي في عبدي حاجة إني لم أجعل عبدي لك رزقاً ، ولكن

جعلت بطنك له مسجداً ، فلا تحسري له شعراً وبشراً ، ولا تردي عليه طعاماً ولا شراباً ،

قال : فقال له الماء والريح : أين أردت أن تهرب ؟ من الذي يعبد في السماء والأرض ،

فواللّه إنا لنعبده ، وإنا لنخشى أن يعاقبنا ، وجعل يونس يذكر اللّه عز وجل ، ويذكر كل

شئ صنع ولا يدعوه فألهمه اللّه جل وعز عند الوقت ، فدعاه ففلق دعاءه البحر

والسحاب ، فنادى بالتوحيد ، ثم نزه الرب عز وجل ، أنه ليس أهل لأن يعصي ، ثم

اعترف ، فقال : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين [ الأنبياء : ٧٨ ] .

١٤١

الصافات : ١٤١ فساهم فكان من . . . . .

 فساهم فكان من المدحضين [ آية : ١٤١ ] يعني فقارعهم فكان من المقروعين

المغلوبين

١٤٢

الصافات : ١٤٢ فالتقمه الحوت وهو . . . . .

 فالتقمه الحوت وهو مليم [ آية : ١٤٢ ] يعني استلام إلى ربه ، قال الفراء : ألام

الرجل إذا استحق اللوم وهو مليم ، وقال أيضاً : وليم على أمر قد كان منه ، فهو ملوم

على ذلك ، رجع إلى قول مقاتل .

١٤٣

الصافات : ١٤٣ فلولا أنه كان . . . . .

 فلولا أنه كان قبل أن يلتقمه الحوت من المسبحين [ آية : ١٤٣ ] يعني من

المصلين قبل المعصية ، وكان في زمانه كثير الصلاة والذكر للّه جل وعز ، فولا ذلك

١٤٤

الصافات : ١٤٤ للبث في بطنه . . . . .

 للبث في بطنه عقوبة فيه إلى يوم يبعثون [ آية : ١٤٤ ] الناس من قبورهم .

١٤٥

الصافات : ١٤٥ فنبذناه بالعراء وهو . . . . .

 فنبذناه ألقيناه بالعراء يعني البراري من الأرض التي ليس فيها نبت

 وهو سقيم [ آية : ١٤٥ ] يعني مستقام وجيع

١٤٦

الصافات : ١٤٦ وأنبتنا عليه شجرة . . . . .

 وأنبتنا عليه شجرة من يقطين [ آية :

١٤٦ ] يعني من قرع يأكل منها ، ويستظل بها ، وكانت تختلف إليه ، وعلة فيشرب من

لبنها ولا تفارقه .

١٤٧

الصافات : ١٤٧ وأرسلناه إلى مائة . . . . .

 وأرسلناه قبل أن يلتقمه الحوت إلى مائة ألف من الناس أو يعني بل

 يزيدون [ آية : ١٤٧ ] عشرون ألفاً على مائة ألف كقوله عز وجل : قاب قوسين أو أدنى [ النجم : ٩ ] يعني بل أدنى أرسله إلى نينوى .

١٤٨

الصافات : ١٤٨ فآمنوا فمتعناهم إلى . . . . .

 فئامنوا فصدقوا

بتوحيد اللّه عز وجل فمتعناهم في الدنيا إلى حين [ آية : ١٤٨ ] منتهى آجالهم .

حدثنا عبد اللّه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا الهذيل ، قال : وقال مقاتل :

كل شئ

ينبسط مثل القرع والكرم والقثاء والكشوتا ، ونحوها فهو يسمى يقطيناً .

قال الفراء : قال ابن عباس :

كل ورقة انشقت واستوت ، فهي يقطين .

وقال أبو عبيدة :

كل شجرة لا تقوم على ساق ، فهي يقطين .

١٤٩

الصافات : ١٤٩ فاستفتهم ألربك البنات . . . . .

 فاستفتهم يقول للنبي صلى اللّه عليه وسلم فاسأل كفار مكة منهم النضر بن الحارث ألربك البنات يعني الملائكة ولهم البنون [ آية : ١٤٩ ] فسألهم النبي صلى اللّه عليه وسلم في الطور

والنجم وذلك أن جهينة ، وبنى سلمة عبدوا الملائكة وزعموا أن حياً من الملائكة يقال

لهم : الجن منهم إبليس أن اللّه عز وجل اتخذهم بنات لنفسه ، فقال لهم أبو بكر الصديق :

فمن أمهاتهم   سروات الجن .

١٥٠

الصافات : ١٥٠ أم خلقنا الملائكة . . . . .

يقول اللّه عز وجل : أم خلقنا الملئكة إناثاً وهم شهدون [ آية : ١٥٠ ]

الخلق الملائكة إنهم أناث نظيرها في الزخرف .

١٥١

الصافات : ١٥١ ألا إنهم من . . . . .

 ألا إنهم من إفكهم من كذبهم

 ليقولون [ آية : ١٥١ ] .

١٥٢

الصافات : ١٥٢ ولد اللّه وإنهم . . . . .

 ولد اللّه وإنهم لكذبون [ آية : ١٥٢ ] في قولهم ، يقول اللّه عز وجل :

١٥٣

الصافات : ١٥٣ أصطفى البنات على . . . . .

 اصطفي

استفهام ، أختار البنات على البنين [ آية : ١٥٣ ] والبنون أفضل من البنات

١٥٤

الصافات : ١٥٤ ما لكم كيف . . . . .

 ما لكم كيف تحكمون [ آية : ١٥٤ ] يعني كيف تقضون الجور حين يزعمون أن اللّه عز وجل

البنات ولكم البنون .

١٥٥

الصافات : ١٥٥ أفلا تذكرون

 أفلا تذكرون [ آية : ١٥٥ ] أنه لا يختار البنات على البنين

١٥٦

الصافات : ١٥٦ أم لكم سلطان . . . . .

 أم لكم بما تقولون

 سلطانٌ مبينٌ [ آية : ١٥٦ ] كتاب من اللّه عز وجل أن الملائكة بنات اللّه

١٥٧

الصافات : ١٥٧ فأتوا بكتابكم إن . . . . .

 فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين [ آية : ١٥٧ ] .

١٥٨

الصافات : ١٥٨ وجعلوا بينه وبين . . . . .

ثم قال جل وعز : وجعلوا ووصفوا بينه وبين الجنة نسبا بين الرب تعالى ،

والملائكة حين زعموا أنهم بنات اللّه عز وجل ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون [ آية :

١٥٨ ] لقد علم ذلك الحي من الملائكة ، ومن قال : إنهم بنات اللّه إنهم لمحضرون النار .

١٥٩

الصافات : ١٥٩ سبحان اللّه عما . . . . .

 سبحان اللّه عما يصفون [ آية : ١٥٩ ] عما يقولون من الكذب

١٦٠

الصافات : ١٦٠ إلا عباد اللّه . . . . .

 إلا عباد اللّه المخلصين [ آية : ١٦٠ ] الموحدين ، فإنهم لا يحضرون النار .

١٦١

الصافات : ١٦١ فإنكم وما تعبدون

 فإنكم يعني كفار مكة وما تعبدون [ آية : ١٦١ ] من الآلهة

١٦٢

الصافات : ١٦٢ ما أنتم عليه . . . . .

 ما أنتم عليه

على ما تعبدون من الأصنام بفاتنين [ آية : ١٦٢ ] يقول : بمضلين أحداً بآلهتكم

١٦٣

الصافات : ١٦٣ إلا من هو . . . . .

 إلا من هو صال الجحيم [ آية : ١٦٣ ] إلا من قدر اللّه عز وجل أنه يصلي الجحيم ، وسبقت له

الشقاوة .

١٦٤

الصافات : ١٦٤ وما منا إلا . . . . .

 وما منا إلا له مقام معلوم [ آية : ١٦٤ ]

١٦٥

الصافات : ١٦٥ وإنا لنحن الصافون

 وإنا لنحن الصافون [ آية : ١٦٥ ] يعني

صفوف الملائكة في السماوات في الصلاة

١٦٦

الصافات : ١٦٦ وإنا لنحن المسبحون

 وإنا لنحن المسبحون [ آية : ١٦٦ يعني

المصلين ، يخبر جبريل النبي صلى اللّه عليه وسلم بعبارتهم لربهم عز وجل ، فكيف يعبدهم كفار مكة .

١٦٧

الصافات : ١٦٧ وإن كانوا ليقولون

قوله عز وجل : وإن كانوا ليقولون [ آية : ١٦٧ ] كفار مكة

١٦٨

الصافات : ١٦٨ لو أن عندنا . . . . .

 لو أن عندنا ذكرا من الأولين [ آية : ١٦٨ ] خبر الأمم الخالية كيف أهلكوا ، وما كان من أمرهم

١٦٩

الصافات : ١٦٩ لكنا عباد اللّه . . . . .

 لكنا عباد اللّه المخلصين [ آية : ١٦٩ ] بالتوحيد نزلت في الملأ من قريش ، فق اللّه

عز وجل عليهم خبر الأولين ، وعلم الآخرين

١٧٠

الصافات : ١٧٠ فكفروا به فسوف . . . . .

 فكفروا به بالقرآن فسوف يعلمون

[ آية : ١٧٠ ] هذا وعيد يعني القتل ببدر .

١٧١

الصافات : ١٧١ ولقد سبقت كلمتنا . . . . .

 ولقد سبقت كلمتنا بالنصر لعبادنا المرسلين [ آية : ١٧١ ] يعني الأنبياء ، عليهم

السلام ، يعني بالكلمة قوله عز وجل : كتب اللّه لأغلبن أنا ورسلي [ المجادلة : ٢١ ] ،

فهذه الكلمة التي سبقت للمرسلين .

١٧٢

الصافات : ١٧٢ إنهم لهم المنصورون

 إنهم لهم المنصورون [ آية : ١٧٢ ] على كفار قريش

١٧٣

الصافات : ١٧٣ وإن جندنا لهم . . . . .

 وإن جندنا لهم الغالبون [ آية :

١٧٣ ] حزبنا يعني المؤمنين لهم الغالبون الذين نجوا من عذاب الدنيا

والآخرة ،

١٧٤

الصافات : ١٧٤ فتول عنهم حتى . . . . .

 فتول عنهم حتى حين [ آية : ١٧٤ ] يقول اللّه عز وجل للنبي صلى اللّه عليه وسلم فأعرض عن كفار مكة إلى العذاب

إلى القتل ببدر .

١٧٥

الصافات : ١٧٥ وأبصرهم فسوف يبصرون

 وأبصرهم إذا نزل بهم العذاب ببدر فسوف يبصرون [ آية : ١٧٥ ] العذاب ، فقالوا

للنبي صلى اللّه عليه وسلم : متى هذا الوعد ؟ تكذيباً به ، فأنزل اللّه عز وجل

١٧٦

الصافات : ١٧٦ أفبعذابنا يستعجلون

 أفبعذابنا يستعجلون [ آية :

١٧٦ ] .

١٧٧

الصافات : ١٧٧ فإذا نزل بساحتهم . . . . .

 فإذا نزل بساحتهم بحضرتهم فساء صباح فبئس صباح المنذرين [ آية :

١٧٧ ] الذين أنذروا العذاب ، ثم عاد فقال عز وجل :

١٧٨

الصافات : ١٧٨ وتول عنهم حتى . . . . .

 وتول عنهم حتى حين [ آية :

١٧٨ ] أعرض عنهم إلى تلك المدة القتل ببدر .

١٧٩

الصافات : ١٧٩ وأبصر فسوف يبصرون

 وأبصر وأبصر العذاب فسوف يبصرون [ آية : ١٧٩ ] العذاب ، ثم نزه نفسه

عن قولهم ، فقال جل وعز :

١٨٠

الصافات : ١٨٠ سبحان ربك رب . . . . .

 سبحان ربك رب العزة يعني عزة من يتعزز من ملوك

الدنيا عما يصفون [ آية : ١٨٠ ] عما يقولون من الكذب إن الملائكة بنات اللّه عز

وجل .

١٨١

الصافات : ١٨١ وسلام على المرسلين

 وسلام على المرسلين [ آية : ١٨١ ] الذين بلغوا عن اللّه التوحيد

١٨٢

الصافات : ١٨٢ والحمد للّه رب . . . . .

 والحمد للّه رب العالمين [ آية : ١٨٢ ] على هلاك الآخرين الذين لم يوحدوا ربهم .

﴿ ٠