٣٨

سورة ص

مكية ، عددها ثمان وثمانون آية ، كوفي

١

ص : ١ ص والقرآن ذي . . . . .

 ص والقرءان ذي الذكر [ آية : ١ ] يعني ذا البيان

٢

ص : ٢ بل الذين كفروا . . . . .

 بل الذين كفروا بالتوحيد من أهل مكة في عزة يعني في حمية ، كقوله في البقرة : أخذته العزة بالإثم [ البقرة : ٢٠٦ ] الحمية وشقاق [ آية : ٢ ] اختلاف .

٣

ص : ٣ كم أهلكنا من . . . . .

ثم خوفهم ، فقال جل وعز : كم أهلكنا من قبلهم من قبل كفار مكة من قرن من أمة بالعذاب في الدنيا ، الأمم الخالية فنادوا عند نزول العذاب في الدنيا ولات حين مناص [ آية : ٣ ] يعني ليس هذا بحين قرار فخوفهم لكيلا يكذبوا محمداً صلى اللّه عليه وسلم .

٤

ص : ٤ وعجبوا أن جاءهم . . . . .

ثم قال جل وعز : وعجبوا أن جاءهم محمد صلى اللّه عليه وسلم  منذر منهم رسول منهم وقال الكفرون من أهل مكة هذا ساحر يفرق بين الإثنين كذاب [ آية : ٤ ] يعنون النبي صلى اللّه عليه وسلم حين يزعم أنه رسول .

٥

ص : ٥ أجعل الآلهة إلها . . . . .

 أجعل الألهة إلهاً وحداً إن هذا لشيءٌ عجابٌ [ آية : ٥ ] وذلك حين أسلم عمر بن الخطاب ، رضي اللّه عنه ، فشق على قريش إسلام عمر ، وفرح به المؤمنون .

٦

ص : ٦ وانطلق الملأ منهم . . . . .

 وانطلق الملأ منهم وهم سبعة وعشرون رجلاً ، والمللأ في كلام العرب الأشراف منهم الوليد بن المغيرة ، وأبو جهل بن هشام ، وأمية وأبي ابنا خلف ، وغيرهم ، فقال الوليد بن المغيرة : أن امشوا إلى أبي طالب واصبروا واثبتوا علي عبادة

 ءالهتكم نظيرها في الفرقان : لولا أن صبرنا عليها [ الفرقان : ٤٢ ] يعني ثبتنا ،

فقال اللّه عز وجل ، في الجواب : فإن يصبروا فالنار مثوى لهم [ فصلت : ٢٤ ] ،

فمشوا إلى أبي طالب ، ف  أنت شيخنا وكبيرنا وسيدنا في أنفسنا وقد رأيت ما

فعلت السفهاء وإنا أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك ، فأرسل أبو طالب إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم

فأتاه ، فقال أبو طالب : هؤلاء قومك ، يسألونك السواء فلا تمل كل الميل على قومك ،

فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : وماذا يسألوني ؟   ارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك ، فقال النبي

 صلى اللّه عليه وسلم لهم : أعطوني أنتم كلمة واحدة تملكون بها العرب ، وتدن لكم بها العجم ، فقال

أبو جهل : للّه أبوك لنعطينكها وعشراً معها ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : قولوا لا إله إلا اللّه ،

فنفروا من ذلك ، فقاموا ، ف  أجعل ، يعني وصف محمد الآلهة إلهاً واحداً أن تكون

الآلهة واحداً إن هذا لشيءٌ الأمر يراد [ آية : ٦ ] .

٧

ص : ٧ ما سمعنا بهذا . . . . .

 ما سمعنا بهذا الأمر الذي يقول محمد في الملة الآخرة يعني ملة النصرانية ،

وهي آخر الملل لأن النصارى يزعمون أن مع اللّه عيسى ابن مريم ، ثم قال الوليد : إن هذا القرآن إلا اختلاق [ آية : ٧ ] من محمد تقوله من تلقاء نفسه .

٨

ص : ٨ أأنزل عليه الذكر . . . . .

ثم قال الوليد : أءنزل عليه الذكر يعني النبي صلى اللّه عليه وسلم  من بيننا ونحن أكبر سناً

وأعظم شرفاً ، يقول اللّه عز وجل لقول الوليد : إن هذا إلا اختلاق يقول اللّه تعالى :

 بل هم في شك من ذكري يعني القرآن بل لما يعني لم يذوقوا عذاب [ آية : ٨ ]

مثل

قوله : ولما يدخل الإيمان في قلوبكم [ الحجرات : ١٤ ] ، يعني لم يدخل الإيمان

في قلوبكم .

٩

ص : ٩ أم عندهم خزائن . . . . .

 أم عندهم خزائن رحمة ربك يعني نعمة ربك ، وهي النبوة ، نظيرها في الزخرف :

 أهم يقسمون رحمة ربك [ الزخرف : ٣٢ ] ، يعني النبوة يقول : بأيديهم مفاتيح

النبوة والرسالة ، فيضعونها حيث شاءوا ، فإنها ليست بأيديهم ولكنها بيد العزيز في

ملكه الوهاب [ آية : ٩ ] الرسالة والنبوة لمحمد صلى اللّه عليه وسلم .

١٠

ص : ١٠ أم لهم ملك . . . . .

ثم قال أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما يعني كفار قريش يقول : ألهم

ملكهما وأمرهما ، بل اللّه يوحي الرسالة إلى من يشاء ، ثم قال : فليرتقوا في الأسباب

[ آية : ١٠ ] يعني الأبواب إن كانوا صادقين بأن محمداً صلى اللّه عليه وسلم تخلقه من تلقاء نفسه ، يقول

الوليد : إن هذا إلا اختلاق الأسباب ، يعني الأبواب التي في السماء ، فليستمعوا

إلى الوحي حين يوحي اللّه عز وجل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم .

١١

ص : ١١ جند ما هنالك . . . . .

ثم أخبر عنهم ، فقال : جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب [ آية : ١١ ] فأخبر اللّه

تعالى بهزيمتهم ببدر مثل

قوله : سيهزم الجمع [ القمر : ٤٥ ] ببدر والأحزاب بني

المغيرة ، وبني أمية ، وآل أبي طلحة .

١٢

ص : ١٢ كذبت قبلهم قوم . . . . .

 كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد [ آية : ١٢ ] كان يأخذ الرجل فيمده

بين أربعة أوتاد ، ووجهه إلى السماء ، وكان يوثق كل رجل إلى سارية مستلقياً بين

السماء والأرض ، فيتركه حتى يموت .

١٣

ص : ١٣ وثمود وقوم لوط . . . . .

 وثمود وقوم لوطٍ وأصحاب لئيكه يعني غيضة الشجر ، وهو المقل ، وهي قرية شعيب

يعزي النبي صلى اللّه عليه وسلم ليصبر على تكذيب كفار مكة ، كما كذبت الرسل قبله فصبروا ، ثم

قال : أؤلئك الأحزاب [ آية : ١٣ ] يعني الأمم الخالية

١٤

ص : ١٤ إن كل إلا . . . . .

 إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب [ آية : ١٤ ] يقول : فوجب عقابي عليهم

فاحذروا يا أهل مكة مثله فلا تكذبوا محمداً صلى اللّه عليه وسلم ، فكذبوه بالعذاب في الدنيا

والآخرة ،

ف  متى هذا العذاب ؟ .

١٥

ص : ١٥ وما ينظر هؤلاء . . . . .

فأنزل اللّه عز وجل : وما ينظر هؤلاء يعني كفار مكة يقول : ما ينظرون بالعذاب

 إلا صيحة واحدة يعني نفخة الأولى ليس لها مثنوية ، نظيرها في يس : صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون [ يس : ٤٩ ] ما لها من فواق [ آية : ١٥ ] يقول : ما

لها من مرد ولا رجعة .

١٦

ص : ١٦ وقالوا ربنا عجل . . . . .

 وقالوا ربنا عجل لنا قطنا وذلك أن اللّه عز وجل ذكر في الحاقة أن الناس يعطون

كتبهم بأيمانهم وشمائلهم ، فقال أبو جهل : عجل لنا قطنا ، يعني كتابنا الذي تزعم أنا

نعطي في الآخرة فعجله لنا قبل يوم الحساب [ آية : ١٦ ] يقول ذلك تكذيباً به .

١٧

ص : ١٧ اصبر على ما . . . . .

فأنزل اللّه عز وجل : اصبر على ما يقولون يعني أبا جهل يعزي نبيه صلى اللّه عليه وسلم ليصبر على

تكذيبهم واذكر عبدنا داود بن أشى ، ويقال : ميشا ، بن عويد بن فارض بن يهوذا بن

يعقوب ، عليه السلام ذا الأيد يعني القوة في العبادة إنه أواب [ آية : ١٧ ] يعني

مطيع .

١٨

ص : ١٨ إنا سخرنا الجبال . . . . .

 إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق [ آية : ١٨ ] وكان داود ، عليه السلام ،

إذا ذكر اللّه ذكرت الجبال معه ففقه تسبيح الجبال .

١٩

ص : ١٩ والطير محشورة كل . . . . .

 والطير محشورة يعني مجموعة ، وسخرنا الطير محشورة كل له أواب [ آية : ١٩ ]

يقول : كل الطير لداود مطيع

٢٠

ص : ٢٠ وشددنا ملكه وآتيناه . . . . .

 وشددنا ملكه قال : كان يحرسه كل ليلة ثلاثة وثلاثون

ألفاً من بني إسرائيل ، ثم قال : وءاتينه الحكمة يعني وأعطيناه الفهم والعلم

 وفصل الخطاب [ آية : ٢٠ ] يقول : وأعطيناه فصل القضاء : البينة على المدعي ، واليمين

على من أنكر .

٢١

ص : ٢١ وهل أتاك نبأ . . . . .

 وهل أئتك نبؤا يعني حديث الخصم إذ تسوروا المحراب [ آية : ٢١ ] وذلك

أن داود قال :

رب اتخذت إبراهيم خليلاً وكلمت موسى تكليماً ، فوددت أنك أعطيتني

من الذكر مثل ما أعطيتهما ، فقال له : إني ابتليتهما بما لم أبلك به ، فإن شئت ابتليتك بمثل

الذي ابتليتهما ، وأعطيتك مثل ما أعطيتهما من الذكر ، قال : نعم ، قال : أعمل عملك ،

فمكث داود ، عليه السلام ، ما شاء اللّه عز وجل ، يصوم نصف الدهر ، ويقوم نصف

الليل ، إذا صلى في المحراب فجاء طير حسن ملون ، فوقع إليه فتناوله ، فصار إلى الكوة ،

فقام ليأخذه ، فوقع الطير في بستان ، فأشرف داود فرأى امراة تغتسل فتعجب من

حسنها ، وأبصرت المرأة ظله فنفضت شعرها فغطت جسمها ، فزاده بها عجباً ودخلت

المرأة منزلها ، وبعث داود غلاماً في أثرها إذا هي بتسامح امرأة أدريا بن حنان ، وزوجها ،

في الغزو في بعث البلقاء الذي بالشام ، مع نواب بن صوريا ابن أخت داود ، عليه

السلام ، فكتب داود إلى ابن أخته بعزيمة أن يقدم أدريا ، فيقاتل أهل البلقاء ، ولا يرجع

حتى يفتحها أو يقتل ، فقدمه فقتل ، رحمة اللّه عليه ، فلما انقضت عدة المرأة تزوجها داود ،

فولدت سليمان بن داود ، فبعث اللّه عز وجل إلى داود ، عليه السلام ، ملكين ليستنقذه

بالتوبة ، فأتوه يوم رأس المائة في المحراب ، وكان يوم عبادته الحرس حوله .

٢٢

ص : ٢٢ إذ دخلوا على . . . . .

 إذ دخلوا على داود ففزع منهم فلما رآهما داود قد تسوروا المحرب فزع داود ، وقال

في نفسه : لقد ضاع ملكي حين يدخل علي بغير أذن قالوا فقال

أحدهما لداود :

 لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق يعني بالعدل ولا تشطط

يعني ولا تجر في القضاء واهدنا إلى سواء الصراط [ آية : ٢٢ ] يقول : أرشدنا إلى قصد

الطريق .

٢٣

ص : ٢٣ إن هذا أخي . . . . .

ثم قال : إن هذا أخي يعني الملك الذي معه له تسع وتسعون نعجة يعني تسعة

وتسعون امرأة وهكذا كان لداود . ثم قال : ولي نعجة واحدة يعني امرأة واحدة

 فقال أكفلنيها يعني أعطنيها وعزني في الخطاب [ آية : ٢٣ ] يعني غلبني في

المخاطبة ، إن دعا كان أكثر من ناصرً ، وإن بطش كان أشد مني بطشاً ، وإن تكلم كان

أبين مني في المخاطبة .

٢٤

ص : ٢٤ قال لقد ظلمك . . . . .

 قال داود : لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه يعني بأخذه التي لك من

الواحدة ، إلى التسع والتسعين التي له وإن كثيرا من الخلطاء يعني الشركاء ليبغي بعضهم على بعض ليظلم بعضهم بعضاً الآ استثناء ، فقال : إلا الذين ءامنوا وعملوا

الصالحت لا يظلمون أحداُ وقليل ما هم يقول : هم قليل ، فلما قضى بينهما نظر

 

أحدهما إلى صاحبه فضحك ، فلم يفطن لهما ، فأحبا يعرفاه فصعدا تجاه وجهه ، وعلم أن

اللّه تبارك وتعالى ابتلاه بذلك وظن داود أنما فتنه يقول : وعلم داود أنا ابتليناه

 فاستغفر ربه وخر راكعا يقول : وقع ساجداً أربعين يوماً وليلة وأناب [ آية :

٢٤ ] يعني ثم رجع من ذنبه تائباً إلى اللّه عز وجل وخر راكعا مثل

قوله : ادخلوا الباب سجدا [ البقرة : ٥٨ ] يعني ركوعاً .

٢٥

ص : ٢٥ فغفرنا له ذلك . . . . .

 فغفرنا له ذلك يعني ذنبه ، ثم أخبر بما له في الآخرة ، فقال : وإن له عندنا لزلفى يعني لربة وحسن مئابٍ [ آية : ٢٥ ] يعني وحسن مرجع .

٢٦

ص : ٢٦ يا داود إنا . . . . .

 ياداود إنا جعلنك خليفةً في الأرض فاحكم بين الناس بالحق يعني بالعدل ولا تتبع الهوى فتحكم بغير حق فيضلك عن سبيل اللّه يقول : يستنزلك الهوى عن طاعة اللّه

تعالى إن الذين يضلون عن سبيل اللّه يعني عن دين الإسلام لهم عذاب شديد بما نسوا يعني بما تركوا الإيمان يوم الحساب [ آية : ٢٦ ] .

٢٧

ص : ٢٧ وما خلقنا السماء . . . . .

 وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا يعني لغير شئ ولكن خلقتهما لأمر هو

كائن ذلك ظن الذين كفروا من أهل مكة أنى خلقتهما لغير شئ فويل للذين كفروا من النار [ آية : ٢٧ ] لما أنزل اللّه تبارك وتعالى في ن والقلم : إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم [ القلم : ٣٤ ] ، قال كفار قريش للمؤمنين : إنا نعطي من الخير في الآخرة

ما تعطون .

٢٨

ص : ٢٨ أم نجعل الذين . . . . .

فأنزل اللّه عز وجل : أم نجعل الذين ءامنوا وعملوا الصالحت يعني بني هاشم ، وبني المطلب ، أخوي بني عبد مناف ، فيهم علي بن أبي طالب ، وحمزة بن عبد المطلب ،

وجعفر بن أبي طالب ، عليهم السلام ، وعبيدة بن الحارث بن المطلب ، وطفيل بن الحارث

بن المطلب ، وزيد بن حارثة الكلبي ، وأيمن بن أم أيمن ، ومن كان يتبعه من بني هاشم

يقول : أنجعل هؤلاء كالمفسدين في الأرض بالمعاصي ، نزلت في بني عبد شمس بن عبد

مناف ، في عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة بن ربيعة ، وحنظلة بن أبي

سفيان ، وعبيدة بن سعيد بن العاص ، والعاص بن أبي أمية بن عبد شمس ، ثم قال : أم نجعل المتقين يعني بني هاشم ، وبني المطلب في الآخرة كالفجار [ آية : ٢٨ ] .

٢٩

ص : ٢٩ كتاب أنزلناه إليك . . . . .

 كتابٌ أنزلنه إليك يا محمد مبارك يعني هو بركة لمن عمل بما فيه ليدبروا

ءايته يعني ليسمعوا آيات القرآن وليتذكر بما فيه من المواعظ أولوا الألباب

[ آية : ٢٩ ] يعني أهل اللب والعقل .

٣٠

ص : ٣٠ ووهبنا لداود سليمان . . . . .

 ووهبنا لداود سليمان ثم أثنى على سليمان ، فقال سبحانه : نعم العبد وهذا

ثناء على عبده سليمان نعم العبد إنه أوابٌ [ آية : ٣٠ ] يعني مطيع .

٣١

ص : ٣١ إذ عرض عليه . . . . .

 إذا عرض عليه بالعشي الصافات يعني بالصفن إذا رفعت الدابة إحدى يديها فتقوم

على ثلاث قوائم ، ثم قال : الجياد [ آية : ٣١ ] يعني السراع ، مثل

قوله : فاذكروا

اسم اللّه عليها صواف [ الحج : ٣٦ ] ، معلقة قائمة على ثلاث ، وذلك أن سليمان ،

عليه السلام ، صلى الأولى ، ثم جلس على كرسيه لتعرض عليه الخيل وعلى ألف فرس

كان ورثها من أبيه داود ، عليه السلام ، وكان أصابها من العمالقة ، فعرض عليه منها تسع

مائة ، فغابت الشمس ولم يصل العصر .

٣٢

ص : ٣٢ فقال إني أحببت . . . . .

فذلك

قوله : فقال إني أحببت حب الخير يعني المال ، وهو الخيل الذي عرض عليه

 عن ذكر ربي يعني صلاة العصر ، ك

قوله : رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن

ذكر اللّه [ النور : ٣٧ ] ، يعني الصلوات الخمس حتى توارت بالحجاب [ آية : ٣٢ ]

والحجاب جبل دون ق بمسيرة سنة تغرب الشمس من ورائه .

٣٣

ص : ٣٣ ردوها علي فطفق . . . . .

ثم قال : ردوها علي يعني كروهاً على فطفق مسحاً بالسوق والأعناق [ آية :

٣٣ ] يقول : فجعل يمسح بالسيف سوقها وأعناقها فقطعها ، وبقي منها مائة فرس ، فما

كان في أيدي الناس اليوم فهي من نسل تلك المائة .

٣٤

ص : ٣٤ ولقد فتنا سليمان . . . . .

قوله : ولقد فتنا سليمان يعني بعدما ملك عشرين سنة ، ثم ملك أيضاً بعد الفتنة

عشرين سنة ، فذلك أربعين يقول : لقد ابتلينا سليمان أربعين يوماً وألقينا على كرسيه

يعني سريره جسداً يعني رجلاً من الجن يقال له : صخر بن عفير بن عمرو بن

شرحبيل ، ويقال :

إن إبليس جده ، ويقال أيضاً اسمه أسيد ثم أناب [ آية : ٣٤ ] يقول :

ثم رجع بعد أربعين يوماً إلى ملكه وسلطانه ، وذلك أن سليمان غزا العمالقة ، فسبى من

نسائهم ، وكانت فيهم ابنة ملكهم ، فاتخذها لنفسه فاشتاقت إلى أبيها ، وكان بها من

الحسن والجمال حالاً يوصف فحزنت وهزلت وتغيرت ، فأنكرها سليمان أن يتخذ لها

شبه أبيها ، فاتخذ لها صنماً على شبه أبيها ، فكانت تنظر إليه في كل ساعة ، فذهب عنها

ما كانت تجد ، فكانت تكنس ذلك البيت وترشه ، حتى زين لها الشيطان فعبدت ذلك

الصنم بغير علم سليمان لذلك ، وكانت لسليمان جارية من أوثق أهله عنده قد كان

وكاها بخاتمه وكان سليمان لا يدخل الخلاء ، حتى يدفع خاتمه إلى تلك الجارية ، وإذا أتى

بعض نسائه فعل ذلك ، وأن سليمان أراد ذات يوم أن يدخل الخلاء ، فجاء صخر فألقاه

في البحر وجلس صخر في ملك سليمان ، وذهب عن سليمان البهاء ، والنور فخرج

يدور في قرى بني إسرائيل ، فكلما أتى سليمان قوماً رجموه وطردوه تعظيماً لسليمان ،

عليه السلام ، وكان سليمان إذا ليس خاتمه سجد له كل شئ يراه من الجن والشياطين

وتظله الطير ، وكان خرج في ملكه في ذي القعدة ، وعشر ذي الحجة ، ورجع إلى ملكه

يوم النحر .

وذلك

قوله : ولقد فتنا سليمان أربعين يوماً ثم أناب يعني رجع إلى ملكه ،

وذلك أنه أتى ساحل البحر ، فوجد صياداً يصيد السمك فتصدق منه ، فتصدق عليه

بسمكة ، فشق بطنها ، فوجد الخاتم فلبسه ، فرجع إليه البهاء والنور ، وسجد له كل من

رآه وهرب صخر ، فدخل البحر ، فبعث في طلبه الشياطين ، فلم يقدروا عليه حتى

أشارت الشياطين على سليمان أن يتخذ على ساحل البحر ، كهيئة العين من الخمر ،

وجعلت الشياطين تشرب من ذلك الخمر ويلهون ، فسمع صخر جلبتهم ، فخرج إليهم ،

فقال لهم : ما هذا اللّهو والطرب ،   مات سليمان بن داود وقد استرحنا منه ، غنحن

نشرب ونلهو ، فقال لهم : وأنا أيضاً أشرب وألهو معكم ، فلما شرب الخمر فسكر ،

أخذوه وأوثقوه وأتى به سليمان ، فحفر له حجراً ، فأدخل فيه وأطبق عليه بحجر آخر ،

وأذاب الرصاص ، فصب بين الحجرين وقذف به في البحر ، فهو فيه إلى اليوم .

٣٥

ص : ٣٥ قال رب اغفر . . . . .

فلما رجع سليمان إلى ملكه وسلطانه قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب [ آية : ٣٥ ] فوهب اللّه عز وجل له من الملك ما لم يكن له ، ولا

لأبيه داود ، عليهما السلام ، فزاده الرياح والشياطين بعد ذلك .

٣٦

ص : ٣٦ فسخرنا له الريح . . . . .

فذلك قوله تعالى : فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب [ آية : ٣٦ ] يقول :

مطيعة لسليمان حيث المراد أن تتوجه توجهت له و سخرنا له

٣٧

ص : ٣٧ والشياطين كل بناء . . . . .

 والشياطين كل بناء وغواص [ آية : ٣٧ ] كانوا يبنون له ما يشاء من البينان ، وهو محاريب وتماثيل ويغوصون

له في البحر ، فيستخرجون له اللؤلؤ ، وكان سليمان أول من استخرج اللؤلؤ من البحر .

٣٨

ص : ٣٨ وآخرين مقرنين في . . . . .

قال : وءاخرين من مردة الشياطين ، إضمار مقرنين في الأصفاد [ آية : ٣٨ ]

يعني موثقين في الحديد

٣٩

ص : ٣٩ هذا عطاؤنا فامنن . . . . .

 هذا عطاؤنا فامنن على من شئت من الشياطين ، فحل عنه

 أو أمسك يعني وأحبس في العمل والوثاق من شئت منهم بغير حساب [ آية :

٣٩ ] يعني بلا تبعة عليك في الآخرة ، فيمن تمن عليه فترسله ، وفيمن نحبسه في العمل .

ثم أخبر بمنزلة سليمان في الآخرة ، فقال تعالى :

٤٠

ص : ٤٠ وإن له عندنا . . . . .

 وإن له عندنا لزلفى يعني لقربة

 وحسن مئابٍ [ آية : ٤٠ ] يعني وحسن مرجع ، وكان لسليمان ثلاث مائة امرأة حرة

وسبع مائة سرية ، وكان لداود ، عليه السلام ، مائة امرأة حرة وتسع مائة سرية ، وكانت الأنبياء كلهم في الشدة غير داود وسليمان ، عليهما السلام .

٤١

ص : ٤١ واذكر عبدنا أيوب . . . . .

واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه يعني إذ قال لربه : أني مسني الشيطان يقول :

أصابني الشيطان بنصبٍ يعني مشقة في جسده وعذابٍ [ آية : ٤١ ] في ماله .

٤٢

ص : ٤٢ اركض برجلك هذا . . . . .

 اركض يعني ادفع الأرض برجلك بأرض الشام ، فنبعت عين من تحت قدمه

فاغتسل ، فيها فخرج منها صحيحاً ، ثم مشى أربعين خطوة فدفع برجله الأخرى ، فنبعت

عين ماء أخرى ، ماء عذاب بارد شرب منها ، فذلك

قوله : هذا مغتسلٌ الذي اغتسل

فيها ، ثم قال : باردٌ وشرابٌ [ آية : ٤٢ ] الذي أشرب منه ، وكان داود يأكل سبع سنين

وسبعة أشهر ، وسبعة أيام وسبع ساعات متتابعات .

٤٣

ص : ٤٣ ووهبنا له أهله . . . . .

 ووهبنا له أهله ومثلهم معهم فأضعف اللّه عز وجل له ، وكان له سبع بنين وثلاث

بنات قبل البلاء ، وولدت له امرأته بعد البلاء سبع بنين وثلاث بنات ، فأضعف اللّه له

 رحمة يعني نعمة منا ، ثم قال : وذكرى يعني تفكر لأولي الألباب

[ آية : ٤٣ ] يعني أهل اللب والعقل .

٤٤

ص : ٤٤ وخذ بيدك ضغثا . . . . .

 وخذ بيدك ضغثا يعني بالضغث القبضة الواحدة ، فأخذ عيدانا رطبة ، وهي الأسل

مائة عود عدد ما حلف عليه ، وكان حلف ليجلدن امرأته مائة جلدة فاضرب به ولا تحنث يعني ولا تأثم في يمينك التي حلفت عليها ، فعمد إليها فضربها بمائة عود ضربة

واحدة فأوجعها فبرئت يمينه ، وكان اسمها دنيا ، ثم أثنى اللّه عز وجل على أيوب ، فقال :

 إنا وجدنه صابراً على البلاء إضمار نعم العبد إنه أواب [ آية : ٤٤ ] يعني مطيعاً للّه

تعالى ، لما برأ أيوب فاغتسل كساه جبريل ، عليه السلام ، حلة .

٤٥

ص : ٤٥ واذكر عبادنا إبراهيم . . . . .

 واذكر يا محمد صبر عبادنا إبراهيم حين ألقى في النار و صبر

 وإسحاق للذبح و صبر ويعقوب في ذهاب بصره ، ولم يذكر إسماعيل بن

إبراهيم لأنه لم يبتل ، واسم أم يعقوب رفقاً ، ثم قال : أولي الأيدي يعني أولى القوة

في العبادة ، ثم قال : والأبصار [ آية : ٤٥ ] يعني البصيرة في أمر اللّه ودينه .

٤٦

ص : ٤٦ إنا أخلصناهم بخالصة . . . . .

ثم ذكر اللّه تعالى هؤلاء الثلاثة إبراهيم وابنيه إسحاق ويعقوب بن إسحاق ، فقال :

 إنا أخلصناهم للنبوة والرسالة بخالصة ذكرى الدار [ آية : ٤٦ ] .

حدثنا أبو جعفر ، قال :

حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا الوليد ، عن ابن جابر أنه

سمع عطاء الخراساني في

قوله : أولي الأيدي والأبصار قال : القوة في العبادة

والبصر بالدين إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار يقول : وجعلناهم أذكر الناس

لدار الآخرة يعني الجنة .

٤٧

ص : ٤٧ وإنهم عندنا لمن . . . . .

 وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار [ آية : ٤٧ ] اختارهم اللّه على علم للرسالة

٤٨

ص : ٤٨ واذكر إسماعيل واليسع . . . . .

 واذكر صبر إسماعيل هو أشوبل بن هلقانا و صبر واليسع و صبر

 وذا الكفل وكل من الأخيار [ آية : ٤٨ ] اختارهم اللّه عز وجل للنبوة ، فاصبر يا محمد

على الأذى كما صبر هؤلاء الستة على البلاء .

٤٩

ص : ٤٩ هذا ذكر وإن . . . . .

ثم قال : هذا ذكر يعني هذا بيان الذي ذكر اللّه من أمر الأنبياء في هذه السورة

 وإن للمتقين من هذه الأمة في الآخرة لحسن مئابٍ [ آية : ٤٩ ] يعني مرجع

٥٠

ص : ٥٠ جنات عدن مفتحة . . . . .

 جنات عدن مفتحة لهم الأبواب [ آية : ٥٠ ] .

حدثنا أبو جعفر ، قال :

حدثنا بن رشيد ، قال : حدثنا جليد ، عن الحسن في

قوله :

 مفتحة لهم الأبواب قال : أيوب يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها ، يقال

لها : انفتحي ، انقفلي ، تكلم فتفهم وتتكلم .

حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، قال :

سألت زهير بن محمد عن

قوله تعالى : ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا [ مريم : ٦٢ ] ، قال : ليس في الجنة ليل ،

وهم في نور أبداً ولهم مقدار الليل بإرخاء الحجب ومقدار النهار .

٥١

ص : ٥١ متكئين فيها يدعون . . . . .

 متكئين فيها في الجنة على السرر يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب [ آية :

٥١ ] .

٥٢

ص : ٥٢ وعندهم قاصرات الطرف . . . . .

 وعندهم قصرات الطرف النظر عن الرجال لا ينظرن إلى غير أزواجهن لأنهن

عاشقات لأزواجهن ، قم قال : أتراب [ آية : ٥٢ ] يعني مستويات على ميلاد واحد

بنات ثلاثة وثلاثين سنة .

٥٣

ص : ٥٣ هذا ما توعدون . . . . .

ثم قال : هذا الذي ذكر في هذه الآية ، ذكر يعني بيان من الخير في الجنة ما توعدون ليوم الحساب [ آية : ٥٣ ] يعني ليوم الجزاء

٥٤

ص : ٥٤ إن هذا لرزقنا . . . . .

 إن هذا في الجنة لرزقنا ما له من نفاد [ آية : ٥٤ ] يقول : هذا الرزق للمتقين .

٥٥

ص : ٥٥ هذا وإن للطاغين . . . . .

ثم ذكر الكفار ، فقال سبحانه : هذا وإن للطاغين لشر مئابٍ [ آية : ٥٥ ] يعني

بئس المرجع ، ثم أخبر بالمرجع ، فقال :

٥٦

ص : ٥٦ جهنم يصلونها فبئس . . . . .

 جهنم يصلونها فبئس المهاد [ آية : ٥٦ ] ما مهدوا

لأنفسهم من العذاب .

٥٧

ص : ٥٧ هذا فليذوقوه حميم . . . . .

 هذا فليذوقوه حميم يعني الحار الذي انتهى حره وطبخه وغساق [ آية : ٥٧ ]

البارد الذي قد انتهى برده نظيرها في عم يتساءلون : حميما وغساقا [ النبأ : ٢٥ ] ،

فينطلق من الحار إلى البارد ، فتقطع جلودهم وتتصدع عظامهم وتحرق كما يحرق في

النار .

٥٨

ص : ٥٨ وآخر من شكله . . . . .

ثم قال : وءاخر من شكله أزواجٌ [ آية : ٥٨ ] يقول : وآخر من شكله يعني من نحو

الحميم والغساق أصناف ، يعني ألوان من العذاب في الحميم يشبه بعضه بعضاً في شبه

العذاب

٥٩

ص : ٥٩ هذا فوج مقتحم . . . . .

 هذا فوجٌ مقحمٌ معكم وذلك أن القادة في الكفر المطمعين في غزاة بدر

والمستهزئين من رؤساء قريش دخلوا النار قبل الأتباع ، فقالت الخزنة للقادة وهم في

النار : هذا فوج يعني زمرة مقتحم معكم النار إضمار يعنون الأتباع ، قالت

القادة : لا مرحبا بهم قال الخزنة : إنهم صالوا النار [ آية : ٥٩ ] معكم .

٦٠

ص : ٦٠ قالوا بل أنتم . . . . .

فردت الأتباع من كفار مكة على القادة : قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه زينتموه لنا هذا الكفر إذ تأمروننا في سورة سبأ أن تكفر باللّه ، وتجعل له أنداداً

 فبئس القرار [ آية : ٦٠ ] يعني فبئس المستقر .

٦١

ص : ٦١ قالوا ربنا من . . . . .

قالت الأتباع : قالوا ربنا من قدم لنا هذا يعني من زين لنا هذا ، يعني من سبب لنا

هذا الكفر فرده عذاباً ضعفاً في النار [ آية : ٦١ ]

٦٢

ص : ٦٢ وقالوا ما لنا . . . . .

 وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار [ آية : ٦٢ ] يعنون فقراء المؤمنين عمار ، وخباب ، وصهيب ، وبلال ، وسالم ،

ونحوهم .

٦٣

ص : ٦٣ أتخذناهم سخريا أم . . . . .

 أتخذناهم سخريا في الدنيا ، نظيرها في قد أفلح : أتخذنهم سخرياًّ [ آية :

المؤمنون : ١١٠ ] أم زاغت عنهم الأبصار [ آية : ٦٣ ] يقول : أم حارت أبصارهم

عناقهم معنا في النار ولا نراهم

٦٤

ص : ٦٤ إن ذلك لحق . . . . .

 إن ذلك لحق تخاصم أهل النار [ آية : ٦٤ ] يعني خصومة القادة والأتباع في هذه

الآية ، ما قال بعضهم لبعض في الخصومة ، نظيرها في الأعراف ، وفي حم المؤمن حين

قالت : أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا [ الأعراف : ٣٨ ] عن الهدى ، ثم ردت

أولاهم دخول النار على أخراهم دخول النار ، وهم الأتباع ، و

قوله : إذ يتحاجون في النار إلى آخر الآية [ غافر : ٤٧ ] .

٦٥

ص : ٦٥ قل إنما أنا . . . . .

 قل إنما أنا منذر يعني رسول وما من إله إلا اللّه الواحد لا شريك له

 القهار [ آية : ٦٥ ] لخلقه ، ثم عظم نفسه عن شركهم ،

٦٦

ص : ٦٦ رب السماوات والأرض . . . . .

فقال سبحانه : رب السماوات والأرض وما بينهما فإن من يعبد فيهما ، فأنا ربهما ورب من فيهما العزيز في ملكه

 الغفار [ آية : ٦٦ ] لمن تاب .

٦٧

ص : ٦٧ قل هو نبأ . . . . .

 قل هو نبؤاٌ عظيمٌ [ آية : ٦٧ ] يعني القرآن حديث عظيم لأنه كلام اللّه عز وجل

٦٨

ص : ٦٨ أنتم عنه معرضون

 أنتم يا كفار مكة عنه معرضون [ آية : ٦٨ ] يعني عن إيمان بالقرآن معرضون .

٦٩

ص : ٦٩ ما كان لي . . . . .

 ما كان لي من علم بالملإ الأعلى من الملائكة إذ يختصمون [ آية : ٦٩ ] يعني

الخصومة حين قال لهم الرب تعالى : إني جاعل في الأرض خليفة قالت الملائكة :

 أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك

 قال اللّه لهم : إني أعلم ما لا تعلمون [ البقرة : ٣٠ ] فهذه خصومتهم .

٧٠

ص : ٧٠ إن يوحى إلي . . . . .

 إن يعني إذ يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين [ آية : ٧٠ ] يعني رسول بين

٧١

ص : ٧١ إذ قال ربك . . . . .

 إذ

قال ربك للملئكة إني خالق بشراً من طينٍ [ آية : ٧١ ] يعني آدم ، وكان آدم ، عليه السلام ،

أول ما خلق منه عجب الذنب وآخر ما خلق منه أضفاره ، ثم ركب فيه سائر خلقه ،

يعني عجب الذنب ، وفيه يركب يوم القيامة كما ركب في الدنيا .

٧٢

ص : ٧٢ فإذا سويته ونفخت . . . . .

 فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين [ آية : ٧٢ ]

٧٣

ص : ٧٣ فسجد الملائكة كلهم . . . . .

 فسجد الملئكة

الذين كانوا في الأرض إضمار كلهم أجمعون [ آية : ٧٣ ] ثم استثنى من الملائكة

إبليس ، وكان اسمه في الملائكة الحارث ، وسمى إبليس حين عصى أبليس من الخير .

٧٤

ص : ٧٤ إلا إبليس استكبر . . . . .

 إلا إبليس استكبر حين تكبر عن السجود لآدم ، عليه السلام وكان من

الكفرين [ آية : ٧٤ ] في علم اللّه عز وجل

٧٥

ص : ٧٥ قال يا إبليس . . . . .

 قال يا إبليس ما منعك أن تسجد ما لك ألا

تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت يعني تكبرت أم كنت من العالين [ آية : ٧٥ ]

يعني من المتعظمين .

٧٦

ص : ٧٦ قال أنا خير . . . . .

 قال أنا خيرٌ منه خلقني من نارٍ وخلقه من طينٍ [ آية : ٧٦ ] والنار تغلب الطين

٧٧

ص : ٧٧ قال فاخرج منها . . . . .

 قال فاخرج منها يعني من الجنة فإنك رجيم [ آية : ٧٧ ] يعني ملعون

٧٨

ص : ٧٨ وإن عليك لعنتي . . . . .

 وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين [ آية : ٧٨ ] .

٧٩

ص : ٧٩ قال رب فأنظرني . . . . .

 قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون [ آية : ٧٩ ] يعني النفخة الثانية

٨٠

ص : ٨٠ قال فإنك من . . . . .

 قال فإنك من المنظرين [ آية : ٨٠ ]

٨١

ص : ٨١ إلى يوم الوقت . . . . .

 إلى يوم الوقت المعلوم [ آية : ٨١ ] يعني إلى أجل موقوت

وهو النفخة الأولى .

٨٢

ص : ٨٢ قال فبعزتك لأغوينهم . . . . .

 قال إبليس لربه تبارك وتعالى : فبعزتك يقول : فبعظمتك لأغوينهم

يقول : لأضلنهم أجمعين [ آية : ٨٢ ] عن الهدى ، ثم استثنى إبليس ، فقال :

٨٣

ص : ٨٣ إلا عبادك منهم . . . . .

 إلا عبادك منهم المخلصين [ آية : ٨٣ ] بالتوحيد ، فإني لا أستطيع أن أغويهم .

٨٤

ص : ٨٤ قال فالحق والحق . . . . .

 قال اللّه عز وجل : فالحق والحق أقول [ آية : ٨٤ ] يقول : قوله الحق فيها

تقديم ، وأقول الحق يعني قول اللّه عز وجل :

٨٥

ص : ٨٥ لأملأن جهنم منك . . . . .

 لأملأن جهنم منك يا إبليس ومن ذريتك

الشياطين وممن تبعك على دينك من كفار بني آدم منهم أجمعين [ آية : ٨٥ ]

يعني من الفريقين جميعاً .

٨٦

ص : ٨٦ قل ما أسألكم . . . . .

 قل ما أسئلكم عليه من أجرٍ يعني من جعل وما أنا من المتكلفين [ آية : ٨٦ ] هذا

القرآن من تلقاء نفسي

٨٧

ص : ٨٧ إن هو إلا . . . . .

 إن هو إلا ذكر يقول : ما القرآن إلا بيان للعالمين [ آية : ٨٧ ]

٨٨

ص : ٨٨ ولتعلمن نبأه بعد . . . . .

 ولتعلمن يعني كفار مكة نبأه يعني القرآن بعد حين [ آية ٨٨ ]

هذا وعيد لهم القتل ببدر ، مثل قوله في الصافات : فتول عنهم حتى حين

[ الصافات : ١٧٤ ] يعني القتل ببدر .

﴿ ٠