٣٩

سورة الزمر

مكية إلا ثلاث آيات فيها نزلت في وحشي بن زيد وأصحابه بالمدينة

وهن قوله تعالى : قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم إلى

قوله : وأنتم لا تشعرون [ آية : الآيات : ٥٣ - ٥٤ ] عددها خمس وسبعون آية كوفى

١

الزمر : ١ تنزيل الكتاب من . . . . .

 تنزيل الكتاب من اللّه العزيز في ملكه الحكيم [ آية : ١ ] في أمره

٢

الزمر : ٢ إنا أنزلنا إليك . . . . .

 إنا أنزلنا إليك الكتاب يعني القرآن بالحق يقول : لم ننزله باطلاً لغير شئ فاعبد اللّه يقول : فوحد اللّه مخلصا له الدين [ آية : ٢ ] يعني له التوحيد .

٣

الزمر : ٣ ألا للّه الدين . . . . .

 ألا للّه الدين الخالص يعني التوحيد وغيره من الأديان ليس بخالص والذين اتخذوا يعني كفار العرب من دونه أولياء فيها إضمار   ما نعبدهم يعني الآلهة ، نظيرها في حم عسق : والذين اتخذوا من دونه أولياء اللّه حفيظ عليهم [ الشورى : ١ ] ، وذلك أن كفار العرب عبدوا الملائكة ، و  ما نعبدهم

 إلا ليقربونا إلى اللّه زلفى يعني منزلة فيشفعوا لنا إلى اللّه إن اللّه يحكم بينهم في ما هم فيه من الدين يختلفون إن اللّه لا يهدي لدينه من هو كاذب كفار [ آية : ٣ ] .

٤

الزمر : ٤ لو أراد اللّه . . . . .

 لو أراد اللّه أن يتخذ ولدا يعني عيسى ابن مريم لاصطفى يعني لاختار مما يخلق ما يشاء من الملائكة ، فإنها أطيب وأطهر من عيسى ، كقوله في الأنبياء :

 لو أردنا أن نتخذ لهوا يعني ولداً ، يعني عيسى لاتخذناه من لدنا [ الأنبياء : ١٧ ] يعني من عندنا من الملائكة ، ثم نزه نفسه عما قالوا من البهتان فقال : سبحانه هو اللّه الواحد لا شريك له القهار [ آية : ٤ ] .

٥

الزمر : ٥ خلق السماوات والأرض . . . . .

ثم عظم نفسه ، فقال : خلق السماوات والأرض بالحق لم يخلقهما باطلاً لغير شئ يكور يعني يسلط اليل على النهار ويكور النهار يعني ويسلط النهار على اليل يعني انتقاص كل واحد منهما من الآخر وسخر الشمس والقمر لبني آدم كل يجري يعني الشمس والقمر لأجل مسمى يعني ليوم القيامة يدل على نفسه بصنعه ليعرف توحيده ، ثم قال : إلا هو العزيز في ملكه الغفار [ آية : ٥ ] لمن تاب إليه .

٦

الزمر : ٦ خلقكم من نفس . . . . .

 خلقكم من نفس واحدة يعني آدم ، عليه السلام ثم جعل منها زوجها يعني

حواء : وأنزل لكم من الأنعام يعني وجعل لكم من أمره مثل قوله في الأعراف : يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا [ الأعراف : ٢٦ ] يقول جعلنا ، ومثل

قوله : وأنزلنا الحديد [ الحديد : ٢٥ ] يقول : وجعلنا الحديد وأنزل لكم من الأنعام يعني الإبل

والبقر والغنم ثمانية أزوجٍ يعني أصناف ، يعني أربعة ذكور ، وأربعة إناث يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق يعني نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم عظماً ، ثم

الروح في ظلماتٍ ثلثٍ يعني البطن والرحم والمشيمة التي يكون فيها الولد ، ثم قال :

 ذلكم اللّه الذي خلق هذه الأشياء هو ربك له الملك لا إله إلا هو فأني

تصرفون [ آية : ٦ ] يقول : فمن أين تعدلون عنه إلى غيره .

٧

الزمر : ٧ إن تكفروا فإن . . . . .

يقول لكفار مكة : إن تكفروا بتوحيد اللّه فإن اللّه غني عنكم عن عبادتكم

 ولا يرضى لعباده الكفر الذين قال عز وجل : عنهم لإبليس : إن عبادي ليس لك عليهم سلطان [ الحجر : ٤٢ ] وإن تشكروا يعني توحدوا اللّه يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى يقول : لا تحمل نفس خطيئة أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم في

الآخرة فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور [ آية : ٧ ] .

٨

الزمر : ٨ وإذا مس الإنسان . . . . .

 وإذا مس يعني أصاب الإنسان يعني أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد اللّه

المخزومي ضر يعني بلاء أو شدة دعا ربه منيبا إليه يقول : راجعا إلى اللّه من

شركه موحداً يقول : اللّهم اكشف ما بي ثم إذا خوله نعمة منه يقول : أعطاه اللّه

الخير نسي يعني ترك ما كان يدعوا إليه من قبل في ضره وجعل أبو حذيفة

 للّه أندادا يعني شركاء ليضل عن سبيله يعني ليسترل عن دين الإسلام

 قل لأبي حذيفة تمتع بكفرك قليلا في الدنيا إلى أجلك إنك من أصحاب النار [ آية : ٨ ] .

٩

الزمر : ٩ أم من هو . . . . .

ثم ذكر المؤمن ، فقال سبحانه : أمن هو قانتٌ يعني مطيع للّه في صلاته ، وهو

عمار بن ياسر ءاناء اليل ساجداً يعني ساعات الليل ساجداً وقائما في صلاته

 يحذر عذاب الأخرة ويرجوا رحمة ربه يعني الجنة كمن لا يفعل ذلك ليسا

بسواء قل هل يستوي الذين يعلمون إن ما وعد اللّه إضمار في الآخرة من الثواب

والعقاب حق ، يعني عمار بن يسار والذين لا يعلمون يعني أبا حذيفة إنما يتذكر

أولوا الألباب [ آية : ٩ ] يعني أهل اللب والعقل ، يعني عمار بن ياسر .

١٠

الزمر : ١٠ قل يا عباد . . . . .

ثم قال : قل ياعباد الذين ءامنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا العمل في هذه الدنيا حسنة يعني الجنة وأرض اللّه واسعة يعني المدينة إنما يوفى الصابرون أجرهم يعني

جزاءهم الجنة وأرزاقهم فيها بغير حساب [ آية : ١٠ ] .

١١

الزمر : ١١ قل إني أمرت . . . . .

 قل إني أمرت أن أعبد اللّه وذلك أن كفار قريش قالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم :

ما يحملك على

الذي أتيتنا به ، ألا تنظر إلى ملة أبيك عبد اللّه ، وملة جدك عبد المطلب ، وإلى سادة قومك

يعبدون اللات والعزى ومناة ، فتأخذ به ، فأنزل اللّه تبارك وتعالى : قل يا محمد إني أمرت أن أعبد اللّه يعني أن أوحد اللّه مخلصا له الدين [ آية : ١١ ] يعني له التوحيد .

١٢

الزمر : ١٢ وأمرت لأن أكون . . . . .

 وأمرت لأن أكون أول المسلمين [ آية : ١٢ ] يعني المخلصين يتوحيد اللّه عز وجل

١٣

الزمر : ١٣ قل إني أخاف . . . . .

 قل لهم إني أخاف إن عصيت ربي فرجعت إلى ملة آبائي عذاب يوم عظيم [ آية :

١٣ ] .

١٤

الزمر : ١٤ قل اللّه أعبد . . . . .

 قل لهم يا محمد اللّه أعبد مخلصا موحداً له ديني [ آية : ١٤ ]

١٥

الزمر : ١٥ فاعبدوا ما شئتم . . . . .

 فاعبدوا

أنتم ما شئتم من دونه من الآلهة ونزل فيهم أيضاً : قل أفغير اللّه تأمروني أعبد أيها الجاهلون [ الزمر : ٦٤ ] قل يا محمد إن الخاسرين الذين خسروا يعني غبنوا

 أنفسهم فصاروا إلى النار وأهليهم يعني وخسروا أهليهم من الأزواج والخدم

 يوم القيامة ألا ذلك يعني هذا هو الخسران المبين [ آية : ١٥ ] يعني البين حين لم

يوحدوا ربهم يعني وأهليهم في الدنيا .

١٦

الزمر : ١٦ لهم من فوقهم . . . . .

ثم قال : لهم من فوقهم ظلل من النار يعني أطباق من النار فتلهب عليهم ومن

تحتهم ظللٌ يعني مهاداً من نار ذلك يقول : هذا الذي ذكر من ظلل النار يخوف

اللّه به عباده ياعباد فاتقون [ آية : ١٦ ] يعني فوحدون .

١٧

الزمر : ١٧ والذين اجتنبوا الطاغوت . . . . .

 والذين اجتنبوا الطاغوت يعني الأوثان ، وهي مؤنثة أن يعبدوها وأنابوا إلى اللّه يعني

ورجعوا من عبادة الأوثان إلى عبادة اللّه عز وجل ، فقال تعالى : لهم البشرى يعني

الجنة فبشر عباد [ آية : ١٧ ] فبشر عبادي بالجنة .

١٨

الزمر : ١٨ الذين يستمعون القول . . . . .

فقال : الذين يستمعون القول يعني القرآن فيتبعون أحسنه يعني

أحسن ما في القرآن من طاعة اللّه عز وجل ، ولا يتبعون المعاصي مثل

قوله : واتبعوا

أحسن ما أنزل إليكم من ربكم أي من طاعته أولئك الذين هداهم اللّه لدينه

 وأؤلئك هم أؤلوا الألبب [ آية : ١٨ ] يعني أهل اللب والعقل حين يستمعون فيتبعون

أحسنه من أمره ونهيه ، يعني أحسن ما فيه من أمره ونهيه ولا يتبعون السوء الذي

ذكره عن غيرهم .

١٩

الزمر : ١٩ أفمن حق عليه . . . . .

 أفمن حق عليه يعني وجب عليه كلمة العذاب يعني يوم قال لإبليس :

 لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين [ هود : ١١٩ ] أفأنت تنقذ من في النار

[ آية : ١٩ ]

٢٠

الزمر : ٢٠ لكن الذين اتقوا . . . . .

 لكن الذين اتقوا وحدوا ربهم لهم غرفٌ من فوقها غرفٌ ثم نعت

الغرف ، فقال : مبنيةٌ فيها تقديم تجري من تحتها تجري العيون من تحت الغرف ،

يعني أسفل منها الأنهر وعد اللّه هذا الخير لا يخلف اللّه الميعاد [ آية : ٢٠ ] ما

وعدهم .

٢١

الزمر : ٢١ ألم تر أن . . . . .

 ألم نر أن اللّه أنزل من السماء ماءً فسلكه ينبيع يعني فجعله عيوناً وركاياً في

الأرض ثم يخرج به بالماء زرعاً مختلفاً ألوانه ثم يهيج يعني يبيس فتراه بعد

الخضرة مصفراًّ ثم يجعله حطاماً يعني هالكاً ، نظيرها : لا يحطمنكم سليمان

وجنوده [ النمل : ١٨ ] يعني لا يهلكنكم سليمان هذا مثل ضربه اللّه في الدنيا كمثل

النبت ، بينما هو أخضر إذ تغير فيبس ، ثم هلك ، فكذلك تهلك الدنيا بعد بهجتها

وزينتها إن في ذلك لذكرى يعني تفكر لأولي الألباب [ آية : ٢١ ] .

٢٢

الزمر : ٢٢ أفمن شرح اللّه . . . . .

 أفمن شرح اللّه صدره للإسلام يقول : أفمن وسع اللّه قلبه للتوحيد فهو على

نورٍ يعني على هدى من ربه يعني النبي صلى اللّه عليه وسلم  فويلٌ للقاسية يعني الجافية

 قلوبهم فلم تلن ، يعني أبا جهل من ذكر اللّه يعني عن توحيد اللّه أولئك في

ضللٍ مبينٍ [ آية : ٢٢ ] يعني أبا جهل يقول اللّه تعالى للنبي صلى اللّه عليه وسلم : ليس المشرح صدره

بتوحيد اللّه كالقاسي قلبه ليسا بسواء .

٢٣

الزمر : ٢٣ اللّه نزل أحسن . . . . .

 اللّه نزل أحسن الحديث يعني القرآن كتبا متشابهاً يشبه بعضه بعضاً

 مثاني يعني يثني الأمر في القرآن مرتين أو ثلاثاً ، أو أكثر من نحو ذكر الأمم الخالية ،

ومن نحو ذكر الأنبياء ، ومن نحو ذكر آدم ، عليه السلام ، وإبليس ، ومن نحوه ذكر الجنة

والنار ، والبعث والحساب ، ومن نحو ذكر النبت والمطر ، ومن نحو ذكر العذاب ، ومن نحو

ذكر موسى وفرعون ، ثم قال : تقشعر منه يعني مما في القرآن من الوعيد جلود

الذين يخشون  عذاب ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر اللّه يعني إلى الجنة

وما فيها من الثواب ، ثم قال : ذلك الذي ذكر من القرآن هدى اللّه يهدي به

يعني بالقرآن من يشاء لدينه ومن يضلل اللّه  عن دينه فما له من هادٍ

[ آية : ٢٣ ] إلى دينه يقول : من أضله اللّه عن الهدى ، فلا أحد يهديه إليه .

٢٤

الزمر : ٢٤ أفمن يتقي بوجهه . . . . .

وقوله تعالى : أفمن يتقي بوجهه سوء يعني شدة العذاب يوم القيامة يقول :

ليس الضال الذي يتقي النار بوجهه كالمهتدي الذي لا تصل النار إلى وجهه ، ليس

بسواء ، يقول الكافر يتقي بوجهه شدة العذاب ، وهو في النار مغلولة يده إلى عنقه ، وفي

عنقه حجر ضخم مثل الجبل العظيم من كبريت تشتعل النار في الحجر ، وهو معلق في

عنقه ، وتشتعل على وجهه فحرها ووهجها على وجهه لا يطيق دفعها عن وجهه من

أجل الأغلال التي في يده وعنقه وقيل وقالت الخزنة : للظالمين ذوقوا العذاب

ب ما كنتم تكسبون [ آية : ٢٤ ] من الكفر والتكذيب .

٢٥

الزمر : ٢٥ كذب الذين من . . . . .

 كذب الذين من قبلهم يعني قبل كفار مكة كذبوا رسلهم بالعذاب في الآخرة

بأنه غير نازل بهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون [ آية : ٢٥ ] وعن غافلون

عنه .

٢٦

الزمر : ٢٦ فأذاقهم اللّه الخزي . . . . .

 فأذاقهم اللّه الخزي يعني العذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر مما

أصابهم في الدنيا لو كانوا يعلمون [ آية : ٢٦ ] . ولكنهم لا يعلمون

قوله :

٢٧

الزمر : ٢٧ ولقد ضربنا للناس . . . . .

 ولقد ضربنا يعني وضعنا للناس في هذا القرءان من كل مثلٍ من كل شبه لعلهم يتذكرون [ آية : ٢٧ ] يعني كي يؤمنوا به .

٢٨

الزمر : ٢٨ قرآنا عربيا غير . . . . .

ثم قال : وصفنا قرءاناً عربياً ليفقهوه غير ذي عوج يعني ليس مختلفاً ، ولكنه

مستقيم لعلهم يتقون [ آية : ٢٨ ]

٢٩

الزمر : ٢٩ ضرب اللّه مثلا . . . . .

 ضرب اللّه مثلا وذلك أن كفار قريش دعوا

النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى ملة آبائه وإلى عبادة اللات والعزى ومناة ، فضرب لهم مثلاً ولآلهتهم مثلاً

الذين يعبدون من دون اللّه عز وجل ، فقال : ضرب اللّه مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون

يعني مختلفين يملكونه جميعاً ، ثم قال : ورجلا سلما لرجل يعني خالصاً لرجل لا

يشركه فيه أحد ، يقول : فهل يستويان ؟ يقول : هل يستوي من عبد آلهة شتى مختلفة يعني

الكفار والذي يعبد رباً واحداً يعني المؤمنين ؟ فذلك

قوله : هل يستويان مثلا ف

لا يعني هل يستويان في الشبهن فخصهم النبي صلى اللّه عليه وسلم . فقال : قل : الحمد للّه حين

خصمهم بل أكثرهم لا يعلمون [ آية : ٢٩ ] توحيد ربهم .

٣٠

الزمر : ٣٠ إنك ميت وإنهم . . . . .

فذلك

قوله : إنك ميت يعني النبي صلى اللّه عليه وسلم  وإنهم ميتون [ آية : ٣٠ ] يعني أهل

مكة

٣١

الزمر : ٣١ ثم إنكم يوم . . . . .

 ثم إنكم يوم القيمة أنت يا محمد وكفار مكة يوم القيامة عند ربكم تختصمون [ آية : ٣١ ] .

٣٢

الزمر : ٣٢ فمن أظلم ممن . . . . .

 فمن أظلم ممن كذب على اللّه بأن له شريكاً وكذب بالصدق يعني بالحق وهو التوحيد إذ جاءه يعني لما جاءه البيان هذا المكب بالتوحيد أليس في جهنم مثوى يعني مأوى للكافرين [ آية : ٣٢ ] .

٣٣

الزمر : ٣٣ والذي جاء بالصدق . . . . .

 والذين جاء بالصدق يعني بالحق ، وهو النبي صلى اللّه عليه وسلم جاء بالتوحيد وصدق به

يعني بالتوحيد ، المؤمنون صدقوا بالذي جاء به محمد صلى اللّه عليه وسلم ، والمؤمنون أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم ،

فذلك

قوله : أؤلئك هم المتقون [ آية : ٣٣ ] الشرك من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم .

٣٤

الزمر : ٣٤ لهم ما يشاؤون . . . . .

 لهم ما يشاءون في الجنة عند ربهم من الخير يعني ذلك جزاء المحسنين [ آية : ٣٤ ] يعني الموحدين

٣٥

الزمر : ٣٥ ليكفر اللّه عنهم . . . . .

 ليكفر اللّه عنهم أسوأ الذي عملوا من

المساوئ يعني يمحوها بالتوحيد ويجزيهم بالتوحيد أجرهم يعني جزاءهم

 بأحسن الذي كانوا يعملون [ آية : ٣٥ ] يقول : يجزيهم بالمحاسن ولا يجزيهم بالمساوئ .

٣٦

الزمر : ٣٦ أليس اللّه بكاف . . . . .

 أليس اللّه يعني أما اللّه بكاف عبده يعني النبي صلى اللّه عليه وسلم يكفيه عدوه ، ثم قال :

 ويخوفونك بالذين يعبدون من دونه اللات والعزى ومناة ، وذلك أن كفار

مكة ، قالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم :

إن نخاف أن يصيبك من آلهتنا اللات والعزى ومناة جنون أو

خبل ،

قوله : ومن يضلل اللّه عن الهدى فما له من هادٍ [ آية : ٣٦ ] يهديه

للإسلام .

٣٧

الزمر : ٣٧ ومن يهد اللّه . . . . .

 ومن يهد اللّه لدينه فما له من مضل يقول : لا يستطيع أحد أن يضله

 أليس اللّه بعزيز يعني بمنيع في ملكه ذي انتقام [ آية : ٣٧ ] من عدوه يعني

كفار مكة .

٣٨

الزمر : ٣٨ ولئن سألتهم من . . . . .

 ولئن سألتهم يا محمد من خلق السماوات والأرض قال لهم النبي صلى اللّه عليه وسلم :

من

خلقهما ؟   اللّه خلقهما ليقولن اللّه قال اللّه عز وجل لنبيه ، عليه السلام :

 قل أفرءيتم ما تدعون يعني تعبدون من دون اللّه من الآلهة إن أرادني اللّه

يعني أصابني اللّه بضر يعني ببلاء أو شدة هل هن يعني الآلهة كاشفات ضره يقول : هل تقدر الآلهة أن تكشف ما نزل بي من النضر أو أرادني برحمة

يعني بخير وعافية هل هن يعني الآلهة ممسكات رحمته يقول : هل تقدر الآلهة

أن تحبس عني هذه الرحمة ، فسألهم النبي صلى اللّه عليه وسلم عن ذلك فسكتوا ولم يجيبوه ، قال اللّه عز

وجل للنبي صلى اللّه عليه وسلم : قل حسبي اللّه عليه يتوكل يعني يثق المتوكلون [ آية : ٣٨ ]

يعني الواثقون .

,٣٩

الزمر : ٣٩ قل يا قوم . . . . .

 قل ياقوم اعملوا على مكانتكم يعني على جديلتكم التي أنتم عليها إني عامل على جديلتي التي أمرت بها فسوف تعلمون [ آية : ٣٩ ] هذا وعيد

٤٠

الزمر : ٤٠ من يأتيه عذاب . . . . .

 من يأتيه عذاب يخزيه يعني يهينه في الدنيا و من ويحل يعني يجب

 عليه عذاب مقيم [ آية : ٤٠ ] يقول : دائم لا يزول عنه في الآخرة .

٤١

الزمر : ٤١ إنا أنزلنا عليك . . . . .

 أنا أنزلنا عليك الكتاب يعني القرآن للناس بالحق فمن اهتدى بالقرآن

 فلنفسه ومن ضل عن الإيمان بالقرآن فإنما يضل عليها يقول : فضلالته على

نفسه ، يعني إثم ضلالته على نفسه وما أنت يا محمد عليهم بوكيل [ آية :

٤١ ] يعني بمسيطر نسختها آية السيف .

٤٢

الزمر : ٤٢ اللّه يتوفى الأنفس . . . . .

 اللّه يتوفى الأنفس حين موتها يقول : عند أجلها ، يعني التي قضى اللّه عليها

الموت ، فيمسكها على الجسد في التقديم والتي لم تمت في منامها فتلك الأخرى

التي يرسلها إلى الجسد فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لعلامات لقوم يتفكرون [ آية : ٤٢ ] في أمر البعث .

٤٣

الزمر : ٤٣ أم اتخذوا من . . . . .

 أم اتخذوا من دون اللّه شفعاء نزلت في كفار مكة زعموا أن للملائكة شفاعة

 قل لهم : يا محمد أولو يعني إن كانوا لا يملكون شيئا من الشفاعة

 ولا يعقلون [ آية : ٤٣ ] أنكم تعبدونهم نظيرها في الأنعام .

٤٤

الزمر : ٤٤ قل للّه الشفاعة . . . . .

 قل للّه الشفاعة جميعا فجميع من يشفع إنما هو بإذن اللّه ، ثم عظم نفسه ، فقال :

 له ملك السماوات والأرض وما بينهما من الملائكة وغيرهم عبيده وفي ملكه ثم إليه ترجعون [ آية : ٤٤ ] .

٤٥

الزمر : ٤٥ وإذا ذكر اللّه . . . . .

 وإذا ذكر اللّه وحده اشمأزت يعني انقبضت ، ويقال : نفرت عن التوحيد

 قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة يعني لا يصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال ،

يعني كفار مكة وإذا ذكر الذين عبدوا من دونه من الآلهة إذا هم يستبشرون [ آية : ٤٥ ] بذكرها وهذا يوم قرأ النبي صلى اللّه عليه وسلم سورة النجم بمكة ، فقرأ :

 اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى ، عندها شفاعة ترتجي ،

ففرح كفار مكة حين سمعوا أن لها شفاعة .

٤٦

الزمر : ٤٦ قل اللّهم فاطر . . . . .

 قل اللّهم أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يقول : فاطر السموات والأرض علم الغيب

والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون [ آية : ٤٦ ]

٤٧

الزمر : ٤٧ ولو أن للذين . . . . .

 ولو أن للذين

ظلموا يعني لمشركي مكة يوم القيامة ما في الأرض جميعاً ومثله معه لافتدوا به من

سوء يعني من شدة العذاب يوم القيامة وبدا لهم يعني وظهر لهم حين بعثوا من

اللّه ما لم يكونوا يحتسبون [ آية : ٤٧ ] في الدنيا أنه نازل بهم في الآخرة .

٤٨

الزمر : ٤٨ وبدا لهم سيئات . . . . .

 وبدا لهم سيئات ما كسبوا يعني وظهر لهم حين بعثوا في الآخرة الشرك الذي

كانوا عليه حين شهدت عليهم الجوارح بالشرك لقولهم ذلك في سورة الأنعام : واللّه

ربنا ما كنا مشركين [ الآية : ٢٣ ] وحاق بهم يعني وجب لهم العذاب بتكذيبهم

واستهزائهم بالعذاب أنه غير كائن ، فذلك

قوله : ما كانوا به  بالعذاب يستهزءون [ آية : ٤٨ ] .

٤٩

الزمر : ٤٩ فإذا مس الإنسان . . . . .

 فإذا مس يعني أصاب الإنسان يعني أبا حذيفة بن المغيرة ضرٌ يعني

بلاء أو شدة دعانا يعني دعا ربه منيباً يعني مخلصاً بالتوحيد أن يكشف ما به من

الضر ثم إذا خولناه نعمةً منا يقول : ثم إذا آتيناه ، يعني أعطيناه الخير قال إنما

أوتيته يعني إنما أعطيت الخير على علمٍ عندي يقول : على علم عندي ، يقول :

على علم علمه اللّه مني ، يقول اللّه عز وجل : بل هي فتنةٌ يعني بل تلك النعمة بلاء

ابتلى به ولكن أكثرهم لا يعلمون [ آية : ٤٩ ] ذلك .

٥٠

الزمر : ٥٠ قد قالها الذين . . . . .

 قد قالها الذين من قبلهم يقول : قد قالها قارون في القصص قبل أبي حذيفة :

 إنما أوتيته على علم عندي [ الآية : ٧٨ ] يقول : على خير علمه اللّه عندي يقول اللّه

تبارك وتعالى : فما أغني عنهم من العذاب يعني الخسف ما كانوا يكسبون [ آية :

٥٠ ] .

تفسير الزمر من الآية ٥١ إلى الآية ٦٠ .

٥١

الزمر : ٥١ فأصابهم سيئات ما . . . . .

 فأصابهم سيئات ما كسبوا يعني عقوبة ما كسبوا من الشرك والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين [ آية : ٥١ ] يعني وما هم بسابقي

اللّه عز وجل بأعمالهم الخبيثة حتى يجزيهم بها ، ثم وعظوا ليعتبروا في توحيده ، وذلك حين مطروا بعد سبع سنين فقال :

٥٢

الزمر : ٥٢ أولم يعلموا أن . . . . .

 أولم يعلموا أن اللّه يبسط يعني يوسع الرزق لمن

يشاء ويقدر يعني ويقتر على من يشاء إن في ذلك لآيات يعني لعلامات

 لقوم يؤمنون [ آية : ٥٢ ] يعني يصدقون بتوحيد اللّه عز وجل .

٥٣

الزمر : ٥٣ قل يا عبادي . . . . .

 قل ياعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم نزلت في مشركي مكة وذلك أن اللّه عز

وجل أنزل في الفرقان : والذين لا يدعون مع اللّه إلها آخر [ الآية : ٦٨ ] فقال

وحشي ، مولى المطعم بن عدي بن نوفل :

إني قد فعلت هذه الخصال فكيف لي بالتوبة

فنزلت فيه : إلا من تاب وآمن وعملاً صالحاً فأولئك يبدل اللّه سيئاتهم حسنات

وكان اللّه غفوراً رحيماً [ الفرقان : ٧٠ ] فأسلم وحشي ، فقال مشركو مكة قد قبل

من وحشي توبته ، وقد نزل فيه ولم ينزل فينا فنزلت في مشركي مكة : ياعبادي الذين

أسرفوا على أنفسهم يعني بالإسراف : الشرك والقتل والزنا فلا ذنب أعظم إسرافاً من

الشرك لا تقنطوا يقول : لا تيأسوا من رحمة اللّه لأنهم ظنوا ألا توبة لهم إن اللّه يغفر الذنوب جميعا يعني الشرك والقتل والزنا الذي ذكر في سورة الفرقان إنه هو الغفور الرحيم [ آية : ٥٣ ] لمن تاب منها ثم دعاهم إلى التوبة .

الزمر : ٥٤ وأنيبوا إلى ربكم . . . . .

فقال سبحانه : وأنيبوا إلى ربكم يقول : وارجعوا من الذنوب إلى اللّه وأسلموا له يعني وأخلصوا له بالتوحيد ، ثم خوفهم فقال : من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون [ آية : ٥٤ ] يعني لا تمنعون من العذاب .

٥٥

الزمر : ٥٥ واتبعوا أحسن ما . . . . .

 واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من القرآن من ربكم يعني ما ذكر من

الطاعة من الحلال والحرام من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة يعني فجأة وأنتم لا تشعرون [ آية : ٥٥ ] حين يفجؤكم من قبل

٥٦

الزمر : ٥٦ أن تقول نفس . . . . .

 أن تقول نفسٌ ياحسرتي يعني يا

ندامتا على ما فرطت يعني ما ضيعت في جنب اللّه يعني في ذات اللّه يعني من

ذكر اللّه وإن كنت لمن الساخرين [ آية : ٥٦ ] يعني لمن المستهزئين بالقرآن في الدنيا .

٥٧

الزمر : ٥٧ أو تقول لو . . . . .

 أو تقول لو أن اللّه هداني لكنت من المتقين [ آية : ٥٧ ]

٥٨

الزمر : ٥٨ أو تقول حين . . . . .

 أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة يعني رجعة إلى الدنيا فأكون من المحسنين [ آية :

٥٨ ] يقول : فأكون من الموحدين للّه عز وجل يقول اللّه تبارك وتعالى رد عليه

٥٩

الزمر : ٥٩ بلى قد جاءتك . . . . .

 بلى قد

جاءتك ءاياتي يعني آيات القرآن فكذبت بها أنها ليست من اللّه

 واستكبرت يعني وتكبرت عن إيمان بها وكنت من الكافرين [ آية : ٥٩ ] ثم

أخبر بما لهم في الآخرة ، فقال سبحانه :

٦٠

الزمر : ٦٠ ويوم القيامة ترى . . . . .

 ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على اللّه بأن

معه شريكاً وجوههم مسودة أليس لهذا المكذب بتوحيد اللّه في جهنم مثوى

يعني مأوى للمتكبرين [ آية : ٦٠ ] عن التوحيد .

٦١

الزمر : ٦١ وينجي اللّه الذين . . . . .

 وينجي اللّه من جهنم الذين اتقوا بمفازتهم يعني بنجاتهم بأعمالهم الحسنة

 لا يمسهم السوء يقول : لا يصيبهم العذاب ولا هم يحزنون [ آية : ٦١ ]

٦٢

الزمر : ٦٢ اللّه خالق كل . . . . .

 اللّه خلق كل شيءٍ وهو على كل شءٍ وكيلٌ [ آية : ٦٢ ] يقول : رب كل شئ من

الخلق

٦٣

الزمر : ٦٣ له مقاليد السماوات . . . . .

 له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا من أهل مكة بآيات اللّه

يعني بآيات القرآن أؤلئك هم الخاسرون [ آية : ٦٣ ] في العقوبة

٦٤

الزمر : ٦٤ قل أفغير اللّه . . . . .

 قل أفغير اللّه تأمروني أعبد أيها الجاهلون [ آية : ٦٤ ] وذلك أن كفار قريش دعوا النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى دين

آبائه فحذر اللّه عز وجل النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يتبع دينهم فقال :

٦٥

الزمر : ٦٥ ولقد أوحي إليك . . . . .

 ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك من الأنبياء لئن أشركت بعد التوحيد ليحبطن يعني ليبطلن عملك

الحسن إضمار الذي كان ولتكونن من الخاسرين [ آية : ٦٥ ] في العقوبة .

٦٦

الزمر : ٦٦ بل اللّه فاعبد . . . . .

ثم أخبر بتوحيده ، فقال تعالى : بل اللّه فاعبد يقول : فوحد : وكن له من الشاكرين [ آية : ٦٦ ] في نعمه في النبوة والرسالة .

٦٧

الزمر : ٦٧ وما قدروا اللّه . . . . .

قوله تعالى : وما قدروا اللّه حق قدره نزلت في المشركين ، يقول : وما عظموا اللّه

حق عظمته والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه

مطويات يوم القيامة بيمنه فيها تقديم فيهما كلاهما في يمينه يعني في قبضته اليمنى ، قال

ابن عباس : يقبض على الأرض والسموات جميعاً فما يرى طرفهما من قبضته و يده

الأخرى يمين سبحناه نزه نفسه عن شركهم وتعلى وارتفع عما يشركون [ آية : ٦٧ ] .

٦٨

الزمر : ٦٨ ونفخ في الصور . . . . .

 ونفخ في الصور وهو القرن وذلك أن إسرافيل وهو واضع فاه على القرن يشبه

البوق ودائرة رأس القرن كعرض السماء والأرض وهو شاخص ببصره نحو العرض ، يؤمر

فينفخ في القرن فإذا نفخ فيه : فصعق يعني فمات من في السماوات ومن في الأرض من شدة الصوت والفزع من فيها من الحيوان ، ثم استثنى إلا من شاء اللّه

يعني جبريل ، وميكائيل ، ثم روح جبريل ، ثم روح إسرافيل ، ثم يأمر ملك الموت ،

فيموت ثم يدعهم ، فيما بلغنا أمواتاً أربعين سنة ، ثم يحيى اللّه عز وجل إسرافيل ، فيأمره

أن ينفخ الثانية ، فذلك

قوله : ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام على أرجلهم ينظرون

[ آية : ٦٨ ] إلى البعث الذي كذبوا به ، فذلك قوله تعالى : يوم يقوم الناس لرب العالمين [ المطففين : ٦ ] مقدار ثلاث مائة عام

٦٩

الزمر : ٦٩ وأشرقت الأرض بنور . . . . .

 وأشرقت الأرض بنور ربها يعني بنور

ساقه ، فذلك قوله تعالى : يوم يكشف عن ساق [ القلم : ٤٢ ] ووضع الكتاب

الذي عملوا في أيديهم ليقرءوه وجأئ بالنبين فشهدوا عليهم بالبلاغ

 والشهداء يعني الحفظة من الملائكة ، فشهدوا عليهم بأعمالهم التي عملوها وقضي بينهم بالحق يعني بالعدل وهم لا يظلمون [ آية : ٦٩ ] في أعمالهم .

٧٠

الزمر : ٧٠ ووفيت كل نفس . . . . .

 ووفيت كل نفس بر وفاجر ما عملت في الدنيا من خير أو شر وهو أعلم بما يفعلون [ آية : ٧٠ ] يقول الرب تبارك وتعالى : أعلم بأعمالهم من النبيين والحفظة .

تفسر سورة الزمر من الآية ٧١ إلى الآية ٧٢ .

٧١

الزمر : ٧١ وسيق الذين كفروا . . . . .

 وسيق الذي كفروا بتوحيد اللّه إلى جهنم زمرا يعني أفواجاً من كفار

كل أمة على حدة حتى إذا جاءوها يعني جهنم فتحت أبوابها يومئذٍ وكانت

مغلقة ونشرت الصحف وكانت مطوية وقال لهم خزنتها يعني خزنة جهنم ألم يأتكم رسل منكم يعني من أنفسكم يتلون عليكم يعني يقرءون عليكم ءايات

ربكم القرآن وينذرونكم لقاء يومكم هذا يعني البعث قالوا بلى قد فعلوا

 ولكن حقت يعني وجبت كلمة العذاب يعني بالكلمة يوم قال لإبليس :

 لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين [ ص : ٨٥ ] على الكافرين [ آية :

٧١ ] .

٧٢

الزمر : ٧٢ قيل ادخلوا أبواب . . . . .

 قيل قالت لهم الخزنة : ادخلوا أبوب جهنم خالدين فيها لا يموتون فبئس

مثوى المتكبرين [ آية : ٧٢ ] عن التوحيد .

٧٣

الزمر : ٧٣ وسيق الذين اتقوا . . . . .

 وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً يعني أفواجاً حتى إذا جاءوها وفتحت

أبوابها وأبوات الجنة ثمانية مفتحة أبداً وقال لهم خزنتها سلامٌ عليكم طبتم فادخلوها

خالدين [ آية : ٧٣ ] لا يموتون فيها .

٧٤

الزمر : ٧٤ وقالوا الحمد للّه . . . . .

فلما دخلوها وقالوا الحمد للّه الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض يعني أرض

الجنة بأعمالنا نتبوأ من الجنة حيث نشاء يعني نتنزل منها حيث نشاء رضاهم

بمنازلهم منها ، يقول اللّه تبارك وتعالى : فنعم أجر العاملين [ آية : ٧٤ ] وقال في هذه

السورة : الحمد للّه الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض يعني أرض الجنة ، وقال في

سورة الأنبياء : ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يعني أرض الجنة

 يرثها عبادي الصالحون [ الأنبياء : ١٠٥ ] .

٧٥

الزمر : ٧٥ وترى الملائكة حافين . . . . .

 وترى يا محمد الملئكة حافين من حول العرش يعني تحت العرش

 يسبحون بحمد ربهم يعني يذكرونه بأمر ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد للّه رب العالمين [ آية : ٧٥ ] .

وذلك أن اللّه تبارك وتعالى افتتح الخلق بالحمد ، وختم بالحمد ، فقال : الحمد للّه الذي خلق السماوات والأرض [ الأنعام : ١ ] ، وختم بالحمد حين قال : وقضي بينهم بالحق يعني العدل وقيل الحمد للّه رب العالمين [ الزمر : ٧٥ ] .

حدثنا أبو جعفر ، قال : حدثنا أبو القاسم ، قال :

قال الهذيل ، حدثني جرير بن عبد

الحميد ، عن عطاء بن السائب ، عن ابن جبير ، في قوله تعالى : اللّه يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها قال : تقبض أنفس الأموات وترسل أنفس الأحياء إلى

أجل مسمى فلا تقبضها : إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون [ الزمر : ٤٢ ] .

﴿ ٠