٤٠

سورة غافر

سورة المؤمن مكية ، عددها خمس وثمانون آية كوفى

١

 حم

٢

غافر : ٢ تنزيل الكتاب من . . . . .

 تنزيل الكتاب من اللّه يقول : قضى تنزيل الكتاب من اللّه العزيز في ملكه العليم [ آية : ٢ ] بخلقه

٣

غافر : ٣ غافر الذنب وقابل . . . . .

 غافر الذنب يعني من الشرك وقابل التوب شديد العقاب لمن لم يوحده ذي الطول يعني ذي الغنى عمن لا يوحده ، ثم وحد نفسه جل جلاله ، فقال : لا إله إلا هو إليه المصير [ آية : ٣ ] يعني مصير العباد إليه في الآخرة ، فيجزيهم بأعمالهم .

٤

غافر : ٤ ما يجادل في . . . . .

قوله : ما يجادل يعني يماري في ءايات اللّه يعني آيات القرآن إلا الذين كفروا يعني الحارث بن قيس السهمي فلا يغررك يا محمد تقلبهم في البلاد [ آية : ٤ ] يعني كفار مكة يقول : لا يغررك ما هم فيه من الخير والسعة من الرزق ، فإنه متاع قليل ممتعون به إلى آجالهم في الدنيا .

٥

غافر : ٥ كذبت قبلهم قوم . . . . .

ثم خوفهم مثل عذاب الأمم الخالية ليحذروا ، فلا يكذبوا محمداً صلى اللّه عليه وسلم ، فقال :

 كذبت قبلهم قبل أهل مكة قوم نوح الخالية رسلهم و كذبت

 والأحزاب يعني الأمم الخالية رسلهم من بعدهم يعني من بعد قوم نوح

 وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه يعني ليقتلوه وجادلهم يعني وخاصموا

رسلهم بالباطل ليدحضوا به الحق يعني ليبطلوا به الحق الذي جاءت به الرسل

وجدالهم أنهم قالوا لرسلهم : ما أنتم إلا بشر مثلنا ، وما نحن إلا بشر مثلكم ، ألا أرسل اللّه

ملائكة ، فهذا جدالهم كما قالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم  فأخذتهم بالعذاب فكيف كان عقاب

[ آية : ٥ ] يعني عقابي أليس وجده حقاً .

١

٦

غافر : ٦ وكذلك حقت كلمة . . . . .

 وكذلك يعني وهكذا عذبتهم ، وكذلك حقت كلمت ربك يقول : وجبت

كلمة العذاب من ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار [ آية : ٦ ] حين قال

لإبليس : لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين [ ص : ٨٥ ] .

٧

غافر : ٧ الذين يحملون العرش . . . . .

قوله : الذين يحملون العرش فيها إضمار ، وهم أول من خلق اللّه تعالى من الملائكة

وذلك أن اللّه تبارك وتعالى قال في سورة حم عسق : والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض [ الشورى : ٥ ] فاختص في حم المؤمن ، من

الملائكة حملة العرش ومن حوله يقول : ومن حول العرش من الملائكة ، واختص

استغفار الملائكة بالمؤمنين من أهل الأرض ، فقال : الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم يقول : يذكرون اللّه بأمره ويؤمنون به ويصدقون باللّه عز وجل بأنه

واحد لا شريك له ويستغفرون للذين ءامنوا حين   فاغفر للذين تابوا

[ غافر : ٧ ] .

وقالت الملائكة : ربنا وسعت كل شئٍ يعني ملأت كل شئ من الحيوان في

السماوات والأرض رحمةً يعني نعمة يتقلبون فيها وعلماً يقول : علم من

فيهما من الخلق ، و  فاغفر للذين تابوا من الشرك واتبعوا سبيلك يعني

دينك وقهم عذاب الجحيم [ آية : ٧ ] .

٨

غافر : ٨ ربنا وأدخلهم جنات . . . . .

 ربنا وأدخلهم جنات عدنٍ التي وعدتهم على ألسنة الرسل و أدخل معهم

الجنة ومن صلح يعني من وحد اللّه من الذين آمنوا من ءاباءهم وأزواجهم

وذريتهم من الشرك إنك أنت العزيز الحكيم [ آية : ٨ ] .

٩

غافر : ٩ وقهم السيئات ومن . . . . .

ثم قال : وقهم السيئات يعني الشرك ومن تق السيئات في الدنيا

 يومئذ فقد رحمته يومئذ في الآخرة وذلك الذي ذكر من الثواب هو الفوز العظيم [ آية : ٩ ] .

١٠

غافر : ١٠ إن الذين كفروا . . . . .

قوله : إن الذين كفروا ينادون لمقت اللّه أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون [ آية : ١٠ ] وذلك أن الكفار إذا عاينوا النار في الآخرة

ودخلوها مقتوا أنفسهم ، فقالت لهم الملائكة ، وهم جزنة جهنم يومئذ : لمقت اللّه إياكم

في الدنيا حين دعيتم إلى الإيمان ، يعني التوحيد فكفرتم أكبر من مقتكم أنفسكم .

١١

غافر : ١١ قالوا ربنا أمتنا . . . . .

 قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين يعني كانوا نطفاً فخلقهم فهذه موتة وحياة ،

وأماتهم عند آجالهم ، ثم بعثهم في الآخرة ، فهذه موتة وحياة أخرى ، فهاتان موتتان

وحياتان فاعترفنا بذنوبنا بأن البعث حق فهل إلى خروج من سبيل [ آية :

١١ ]   فهل لنا كرة إلى الدنيا مثلها في حم عسق .

١٢

غافر : ١٢ ذلكم بأنه إذا . . . . .

قوله : ذلكم المقت في التقديم إنما كان بأنه إذا دعي اللّه يعني إذا ذكر

اللّه وحده كفرتم به يعني بالتوحيد وإن يشرك به تؤمنوا يعني وإن يعدل به

تصدقوا ، ثم قال : فالحكم يعني القضاء للّه العلي يعني الرفيع فوق خلقه

 الكبير [ آية : ١٢ ] يعني العظيم فلا شئ أعظم منه .

١٣

غافر : ١٣ هو الذي يريكم . . . . .

قوله تعالى : هو الذي يريكم ءاياته يعني السماوات والأرض ، والشمس ،

والقمر ، والنجوم ، والرياح ، والسحاب ، والليل ، والنهار ، والفلك في البحر ، والنبت ،

والثمار عاماً بعام وينزل لكم من السماء رزقا يعني المطر وما يتذكر في

هذا الصنع فيوحد الرب تعالى إلا من ينيب [ آية : ١٣ ] إلا من يرجع .

١٤

غافر : ١٤ فادعوا اللّه مخلصين . . . . .

ثم أمر المؤمنين بتوحيده فقال عز وجل فادعوا اللّه مخلصين يعني موحدين

 له الدين يعني التوحيد ولو كره الكافرون [ آية : ١٤ ] من أهل مكة ، ثم عظم

نفسه عن شركهم ، فقال عز وجل :

١٥

غافر : ١٥ رفيع الدرجات ذو . . . . .

 رفيع الدرجات يقول : أنا فوق السماوات لأنها

ارتفعت من الأرض سبع سماوات ذو العرش يعني هو عليه ، يعني على العرش

 يلقي الروح من أمره يقول : ينزل الوحي من السماء بإذنه على من يشاء من عباده

من الأنبياء لينذر النبيون بما في القرآن من الوعيد يوم التلاق [ آية : ١٥ ] يعني

يوم يلتقي الخالق والخلائق .

١٦

غافر : ١٦ يوم هم بارزون . . . . .

ثم ذكر ذلك اليوم ، فقال : يوم هم برزون من قبورهم على ظهر الأرض مثل

الأديم الممدود لا يخفى على اللّه منهم شيءٌ يقول : لا يستتر عن اللّه عز وجل منهم أحد ،

فيقول الرب تبارك وتعالى : لمن الملك اليوم يعني يوم القيامة حين قبض السموات

والأرض في يده اليمنى فلا يجيبه أحد ، فيقول لنفسه : للّه الواحد لا شريك له

 القهار [ آية : ١٦ ] لخلقه حين أحياهم .

١٧

غافر : ١٧ اليوم تجزى كل . . . . .

 اليوم في الآخرة تجزى كل نفس بر وفاجر بما كسبت من خير أو

شر لا ظلم اليوم إن اللّه سريع الحساب [ آية : ١٧ ] يفرغ اللّه تعالى من حسابهم

في مقدار نصف يوم من أيام الدنيا ،

١٨

غافر : ١٨ وأنذرهم يوم الآزفة . . . . .

قوله تعالى : وأنذرهم يعني النبي صلى اللّه عليه وسلم أنذر أهل

مكة يوم الأزفة يعني اقتراب الساعة إذ القلوب لدى الحناجر وذلك أن الكفار

إذا عاينوا النار في الآخرة شخصت أبصارهم إليها فلا يطرفون وأخذتهم رعدة شديدة

من الخوف فشهقوا شهقة فزالت قلوبهم من أماكنها فنشبت في حلوقهم فلا تخرج من

أفواههم ولا ترج إلى أماكنها أبداً ، فذلك قوله تعالى : إذ القلوب يعني عند لدى

الحناجر  كاظمين يعني مكروبين ما للظالمين يعني المشركين من

حميمٍ يعني قريب ينفعهم ولا شفيعٍ يطاع [ آية : ١٨ ] فيهم .

١٩

غافر : ١٩ يعلم خائنة الأعين . . . . .

 يعلم خائنة الأعين يعني الغمزة فيما لا يحل بعينه والنظرة في المعصية وما تخفي الصدور [ آية : ١٩ ] يعني وما تسر القلوب من الشر

٢٠

غافر : ٢٠ واللّه يقضي بالحق . . . . .

 واللّه يقضي بالحق يعني

يحكم بالعدل والذين يدعون من دونه لا يقضون يعني لا يحكمون بشيءٍ يعني

والذين يعبدون من دونه لا يقضون بشئ ، يعني آلهة كفار مكة إن اللّه هو السميع البصير [ آية : ٢٠ ] .

٢١

غافر : ٢١ أولم يسيروا في . . . . .

ثم خوفهم بمثل عذاب الأمم الخالية ليحذروا فيوحدو الرب تبارك وتعالى فقال :

 أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم من الأمم الخالية

عاد ، وثمود ، وقوم لوط كانوا هم أشد منهم يعني من كفار مكة قوة يعني

بطشاً وءاثاراً في الأرض يعني أعمالاً وملكوا في الأرض فأخذهم اللّه بذنوبهم

فعذبهم وما كان لهم من اللّه من واق [ آية : ٢١ ] يقي العذاب عنهم .

٢٢

غافر : ٢٢ ذلك بأنهم كانت . . . . .

يقول : ذلك العذاب إنما نزل بهم بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات

يعني بالبيان فكفروا بالتوحيد فأخذهم اللّه بالعذاب إنه قوي في أمره

 شديد العقاب [ آية : ٢٢ ] إذا عاقب يعني عقوبة الأمم الخالية .

٢٣

غافر : ٢٣ ولقد أرسلنا موسى . . . . .

قوله تعالى : ولقد أرسلنا موسى بئايتنا يعني اليد والعصا وسلطانٍ مبينٍ

[ آية : ٢٣ ] يعني وحجة بينة

٢٤

غافر : ٢٤ إلى فرعون وهامان . . . . .

 إلى فرعون وهامان وقارون فلما رأوا اليد والعصا

قالوا ليستا من اللّه بل موسى ساحرن في اليد حين أخرجها بيضاء ، والعص حين صارت

حية فقالوا سحرٌ كذابٌ [ آية : ٢٤ ] حين زعم أنه رسول رب العالمين .

٢٥

غافر : ٢٥ فلما جاءهم بالحق . . . . .

 فلما جاءهم موسى بالحق من عندنا يعني اليد والعصا آمنت به بنو إسرائيل

ف قالوا أي قال فرعون وحده لقومه للملأ يعني الأشراف : اقتلوا أبناء الذين

ءامنوا معه يعني مع موسى واستحيوا نساءهم يقول : اقتلوا أبناهم ودعوا

البنات ، فلما هموا بذلك حبسهم اللّه عنهم حين اقطعهم البحر ، يقول اللّه عز وجل :

 وما كيد الكافرين إلا في ضلال [ آية : ٢٥ ] يعني خسار يقول : وما كيد

فرعون الذي أراد ببني إسرائيل من قتل الأبناء واستحياء النساء إلا في ضللٍ يعني

خسار .

٢٦

غافر : ٢٦ وقال فرعون ذروني . . . . .

 وقال فرعون لقومه القبط ذروني أقتل يقول : خلوا عني أقتل موسى وليدع ربه فليمنعه ربه من القتل إني أخاف أن يبدل دينكم يعني عبادتكم إياي

 أو أن يظهر في الأرض أرض مصر الفساد [ آية : ٢٦ ] يعني بالفساد أن يقتل

أبناءكم ويستحيى نساءكم كما فعلتم بقومه يفعله بكم ، فلما قال فرعون لقومه :

 ذروني أقتل موسى .

٢٧

غافر : ٢٧ وقال موسى إني . . . . .

استعاذ موسى وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر يعني متعظم

عن الإيمان يعني التوحيد لا يؤمن بيوم الحساب [ آية : ٢٧ ] يعني فرعون لا يصدق

بيوم يدان بين العباد

٢٨

غافر : ٢٨ وقال رجل مؤمن . . . . .

 وقال رجلٌ مؤمنٌ من ءال فرعون يعني قبطي مثل فرعون

 يكتم إيمانه مائة سنة حتى سمع قول فرعون في قتل موسى ، عليه السلام .

فقال المؤمن أتقتلون رجلا أن يقول ربي اللّه وقد جاءكم بالبينات من ربكم يعني

اليد والعصا وإن يك موسى كذباً فعليه كذبه وإن يك صادقاً في قوله

وكذبتموه يصبكم بعض الذي يعدكم من العذاب إن اللّه لا يهدي إلى دينه

 من هو مسرف كذاب [ آية : ٢٨ ] يعني مشرك مفتن .

٢٩

غافر : ٢٩ يا قوم لكم . . . . .

وقال المؤمن : ياقوم لأنه قبطي مثلهم لك الملك اليوم ظاهرين في الأرض

يعني أرض مصر على أهلها فمن ينصرنا من بأس اللّه يقول : فمن يمنعنا من عذاب

اللّه عز وجل إن جاءنا لما سمع فرعون قول المؤمن قال عدو اللّه فرعون

عند ذلك لقومه : ما أريكم من الهدى إلا ما أرى لنفسي وما أهديكم إلا سبيل الرشاد [ آية : ٢٩ ] يقول : وما أدعوكم إلا إلى طريق الهدى ، بل يدلهم على سبيل

الغي .

٣٠

غافر : ٣٠ وقال الذي آمن . . . . .

 وقال الذي ءامن يعني صدق بتوحيد اللّه عز وجل يقوم إني أخاف عليكم

في تكذيب موسى مثل يوم الأحزاب [ آية / ٣٠ ] يعني مثل أيام عذاب الأمم الخالية

الذين كانوا رسلهم

٣١

غافر : ٣١ مثل دأب قوم . . . . .

 مثل دأب يعني مثل أشباه قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما اللّه يريد ظلما للعباد [ آية : ٣١ ] فيعذب على غير ذنب .

٣٢

غافر : ٣٢ ويا قوم إني . . . . .

ثم حذرهم المؤمن عذاب الآخرة ، فقال : وياقوم إني أخاف عليكم يوم التناد [ آية :

٣٢ ] يعني يوم ينادي أهل الجنة أهل النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا

[ الأعراف : ٤٤ ] ، وينادي أصحاب النار أصحاب الجنة : أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم اللّه [ الأعراف : ٥٠ ] .

٣٣

غافر : ٣٣ يوم تولون مدبرين . . . . .

ثم أخبر المؤمن عن ذلك اليوم ، فقال : يوم تولون مدبرين يعني بعد الحساب إلى

النار ذاهبين ، ك

قوله : فتولوا عنه مدبرين [ الصافات : ٩٠ ] يعني ذاهبين إلى عيدهم

 ما لكم من اللّه من عاصم يعني من مانع يمنعكم من اللّه عز وجل ومن يضلل اللّه

عن الهدى فما له من هادً [ آية : ٣٣ ] يعني من أحد يهديه إلى دين اللّه عز وجل .

٣٤

غافر : ٣٤ ولقد جاءكم يوسف . . . . .

ثم وعظهم ليتفكروا ، فقال : ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات ولم يكن رآه

المؤمن قط ، و من قبل موسى بالبينات يعني ببينات تعبير رؤيا الملك البقرات

السبع بالسنين .

 فما زلتم في شك مما جاءكم به يعني مما أخبركم من تصديق الرؤيا حتى إذا هلك يعني مات قلتم لن يبعث اللّه من بعده رسولا كذلك يعني هكذا

 يضل اللّه عن الهدى إضمار من هو مسرف يعني من هو مشرك مرتاب

[ آية : ٣٤ ] يعني شاك في اللّه عز وجل ، لا يوحد اللّه تعالى .

٣٥

غافر : ٣٥ الذين يجادلون في . . . . .

قوله : الذين يجادلون في ءايات اللّه بغير سلطانٍ يعني بغير حجة آتاهم من

اللّه كبر مقتاً عند اللّه وعند الذين ءامنوا نزلت في المستهزئين من قريش يقول :

 كذلك يعني هكذا يطبع اللّه يعني يختم اللّه عز وجل بالكفر على كل قلب متكبر جبار [ آية : ٣٥ ] يعني قتال يعني فرعون تكبر عن عبادة اللّه عز وجل ،

يعني التوحيد ك

قوله : إن تريد إلا أن تكون جبارا [ القصص : ١٩ ] ، يعني قتالاً .

٣٦

غافر : ٣٦ وقال فرعون يا . . . . .

 وقال فرعون ياهمان ابن لي صرحاً يعني قصراً مشيداً من آجر لعلي أبلغ الأسباب [ آية : ٣٦ ]

٣٧

غافر : ٣٧ أسباب السماوات فأطلع . . . . .

 أسباب السماوات يعني أبواب السموات السبع يعني باب

كل سماء إلى السابعة فأطلع إلى إله موسى ثم قال فرعون لهامان : وإني لأظنه

يعني إني لأحسب موسى كذبا فيما يقول : إن في السماء إلهاً ،

 وكذلك يقول : وهكذا زين لفرعون سوء عمله أن يطلع إلى إله موسى ،

قال : وصد عن السبيل يقول : وصد فرعون الناس حين قال لهم : ما أريكم إلا ما

أرى فصدهم عن الهدى وما كيد فرعون إلا في تباب [ آية : ٣٧ ] يقول : وما

قول فرعون إنه يطلع إله موسى إلا في خسار

٣٨

غافر : ٣٨ وقال الذي آمن . . . . .

ثم نصح المؤمن لقومه : وقال الذي ءامن ياقوم اتبعون أهدكم سبيل

الرشاد [ آية : ٣٨ ] يعني طريق الهدى

٣٩

غافر : ٣٩ يا قوم إنما . . . . .

 ياقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاعٌ قليل

 وإن الآخرة هي دار القرار [ آية : ٣٩ ] يقول : تمتعون في الدنيا قليلاً ، ثم استقرت

الدار الآخرة بأهل الجنة وأهل النار ، يعني بالقرار لا زوال عنها .

٤٠

غافر : ٤٠ من عمل سيئة . . . . .

ثم أخبر بمستقر الفريقين جميعاً ، فقال تعالى : من عمل سيئة يعني الشرك فلا يجزى إلا مثلها فجزاء الشرك النار وهما عظيمان ك

قوله : جزاء وفاقا [ النبأ :

٢٦ ] ومن عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فأؤلئك يدخلون الجنة

يرزقون فيها بغير حسابٍ [ آية : ٤٠ ] يقول : بلا تبعة في الجنة فيما يعطون فيها من الخير .

٤١

غافر : ٤١ ويا قوم ما . . . . .

ثم قال : وياقوم ما لي أدعوكم إلى النجوة من النار إضمار يعني التوحيد وتدعونني إلى النار [ آية : ٤١ ] يعني الشرك

٤٢

غافر : ٤٢ تدعونني لأكفر باللّه . . . . .

 تدعونني لأكفر باللّه وأشرك به ما ليس لي به علم بأن له شريكاً وأنا أدعوكم إلى العزيز في نقمته من أهل

الشرك الغفار [ آية : ٤٢ ] لذنوب أهل التوحيد .

٤٣

غافر : ٤٣ لا جرم أنما . . . . .

ثم زهدهم في عبادة الآلهة ، فقال : لا جرم يعني حقاً أنما تدعونني إليه من

عبادة الآلهة ليس له دعوة مستجابة إضمار تنفعكم يقول : ليس يشئ في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى اللّه يعني مرجعنا بعد الموت إلى اللّه في الآخرة وأن المسرفين يعني المشركين هم أصحاب النار [ آية : ٤٣ ] يومئذٍ فردوا عليه

نصيحته .

٤٤

غافر : ٤٤ فستذكرون ما أقول . . . . .

فقال المؤمن : فستذكرون إذا نزل بكم العذاب ما أقول لكم من

النصيحة فأوعدوه ، فقال : وأفوض أمري إلى اللّه إن اللّه بصير بالعباد [ آية : ٤٤ ]

واسمه حزبيل بن بر حيال ، فهرب المؤمن إلى الجبال فطلبه رجلان ، فلم يقدرا .

٤٥

غافر : ٤٥ فوقاه اللّه سيئات . . . . .

فذلك

قوله : فوقاه اللّه سيئات ما مكروا يعني ما أرادوا به من الشر وحاق

بئال فرعون سوء العذاب [ آية : ٤٥ ] يقول : ووجب بآل القبط ، وكان فرعون قبطياً ،

شدة العذاب ، يعني الغرق .

٤٦

غافر : ٤٦ النار يعرضون عليها . . . . .

قوله تعالى : النار يعرضون عليها وذلك أن أرواح آل فرعون ، وروح كل كافر

تعرض على منازلها كل يوم مرتين غدوا وعشيا ما دامت الدنيا ، ثم أخبر بمستقرهم

في الآخرة ، فقال : ويوم تقوم الساعة يعني القيامة يقال : أدخلوا ءال فرعون أشد

العذاب [ آية : ٤٦ ] يعني أشد عذاب المشركين .

٤٧

غافر : ٤٧ وإذ يتحاجون في . . . . .

ثم أخبر عن خصومتهم في النار ، فقال : وإذ يتحاجون في النار يعني

يتخاصمون فيقول الضعفؤوا وهم الأتباع للذين استكبروا عن الإيمان ،

وهم القادة إنا كنا لكم تبعا في دينكم فهل أنتم يا معشر القادة

 مغنون عنا نصيبا من النار [ آية : ٤٧ ] باتباعنا إياكم .

٤٨

غافر : ٤٨ قال الذين استكبروا . . . . .

 قال الذين استكبروا وهم القادة للضعفاء : إنا كل فيها نحن وأنتم

 إن اللّه قد حكم يعني قضى بين العباد [ آية : ٤٨ ] قد أنزلنا منازلنا في

النار وأنزلكم منازلكم فيها .

٤٩

غافر : ٤٩ وقال الذين في . . . . .

 وقال الذين في النار فلما ذاق أهل النار شدة العذاب ،   لخزنة جهنم ادعوا ربكم يعني سلوا لنا ربكم يخفف عنا يوما من أيام الدنيا إضمار من العذاب [ آية : ٤٩ ] .

٥٠

غافر : ٥٠ قالوا أولم تك . . . . .

فردت عليهم الخزنة ف قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم يعني رسل منكم

 بالبينات يعني بالبيان قالوا بلى قد جاءتنا الرسل قالوا قالت لهم

الخزمة : فادعوا وما دعؤا الكافرين إلا في ضللٍ [ آية : ٥٠ ] .

٥١

غافر : ٥١ إنا لننصر رسلنا . . . . .

 إنا للنصر رسلنا والذين ءامنوا في الحيوة الدنيا يعني بالنصر في الدنيا الحجة

التي معهم إلى العباد و نصرهم في الآخرة ويوم يقوم الأشهاد [ آية : ٥١ ] يعني

الحفظة من الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ ، ويشهدون على الكفار بتكذيبهم ، والنصر

للذين آمنوا :

أن اللّه تبارك وتعالى أجاهم مع الرسل من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة .

٥٢

غافر : ٥٢ يوم لا ينفع . . . . .

ثم أخبر عن ذلك اليوم ، فقال : يوم لا ينفع الظالمين يعني المشركين معذرتهم ولهم اللعنة يعني العذاب ولهم سوء الدار [ آية : ٥٢ ] الضلالة نار جهنم .

٥٣

غافر : ٥٣ ولقد آتينا موسى . . . . .

 ولقد ءاتينا موسى يعني أعطيناه الهدى يعني التوراة هدى من الضلالة

 وأورثنا من بعد موسى بني إسرائيل الكتاب [ آية : ٥٣ ] .

٥٤

غافر : ٥٤ هدى وذكرى لأولي . . . . .

 هدى من الضلالة وذكرى لأولي الألباب [ آية : ٥٤ ] يعني تفكراً لأهل

اللب ، والعقل .

٥٥

غافر : ٥٥ فاصبر إن وعد . . . . .

قوله : فاصبر إن وعد اللّه حق وذلك أن اللّه تبارك وتعالى وعد النبي متى

يكون هذا الذي تعدنا ؟ يقولون ذلك استهزاء وتكذيباً بأنه غير كائن ، فأنزل اللّه عز وجل

يعزي نبيه ^ ليصبر على تكذيبهم إياه بالعذاب ، فقال : فاصبر إن وعد اللّه حقٌ

في العذاب أنه نازل بهم القتل ببدر ، وضرب الملائكة الوجوه والأدبار ، وتعجيل

أرواحهم إلى النار ، فهذا العذاب واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشى

والإبكار [ آية : ٥٥ ] يعني وصل بأمر ربك بالغداة ، يعني صلاة الغداة ، وصلاة العصر .

٥٦

غافر : ٥٦ إن الذين يجادلون . . . . .

قوله : إن الذين يجدلون في ءايات اللّه بغير سلطنٍ أتاهم وذلك أن

اليهود قالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم :

إن صاحبنا يبعث في آخر الزمان ، وله سلطان يعنون الدجال ، ماء

البحر إلى ركبته ، والسحاب فوق رأسه ، فقال : إن الذين يجادلون في ءايات

اللّه يعني يمارون في آيات اللّه ، لأن الدجال آية من آيات اللّه عز وجل بغير

سلطانٍ أتاهم يعني بغير حجة أتتهم من اللّه ، إضمار بأن الدجال كما يقولون ، يقول اللّه عز وجل : إن في صدورهم إلا كبرٌ يقول : ما في قلوبهم إلا عظمة ما

هم ببالغيه إلى ذلك الكبر لقولهم : إن الدجال يملك الأرض فاستعذ باللّه يا

محمد من فتنة الدجال إنه هو السميع لقولهم يعني اليهود البصير [ آية :

٥٦ ] به .

٥٧

غافر : ٥٧ لخلق السماوات والأرض . . . . .

ثم قال : لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس يعني بالناس في هذا

الموضع الدجال وحده يقول : خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ، يقول : هما

أعظم خلقاً من خلق الدجال ولكن أكثر الناس لا يعلمون [ آية : ٥٧ ] يعني اليهود .

٥٨

غافر : ٥٨ وما يستوي الأعمى . . . . .

ثم ضرب مثل المؤمن ، ومثل الكافر ، فقال تعالى : وما يستوى في الفضل

 الأعمى يعني الكافر والبصير يعني المؤمن والذين ءامنوا وعملوا الصالحات

ولا المسئ يعني وما يستوى في الفضل المؤمن المحسن ، ولا الكافر المسيئ قليلا

ما تتذكرون [ آية : ٥٨ ] .

٥٩

غافر : ٥٩ إن الساعة لآتية . . . . .

قوله : إن الساعة لأتيةٌ لا ريب فيها يعني كائنة لا شك فيها ولكن أكثر

الناس لا يؤمنون [ آية : ٥٩ ] يعني كفار مكة أكثرهم لا يصدقون بالبعث .

٦٠

غافر : ٦٠ وقال ربكم ادعوني . . . . .

 وقال ربكم لأهل اليمن : ادعوني أستجب لكم ، ثم ذكر كفار مكة ،

فقال : إن الذين يستكبرون عن عبادتي يعني عن التوحيد سيدخلون في

الآخرة جهنم داخرين [ آية : ٦٠ ] يعني صاغرين .

٦١

غافر : ٦١ اللّه الذي جعل . . . . .

ثم ذكر النعم ، فقال تعالى : اللّه الذي جعل لكم اليل لتسكنوا فيه والنهار

مبصراً لابتغاء الرزق ، فهذا فضله ، فذلك قوله سبحانه : إن اللّه لذو فضل على الناس يعني كفار مكة ولكن أكثر الناس لا يشكرون [ آية : ٦١ ] ربهم في

نعمه فيوحدونه .

٦٢

غافر : ٦٢ ذلكم اللّه ربكم . . . . .

ثم دلهم على نفسه تعالى بصنعه ليوحد ، فقال : ذلكم اللّه الذي جعل الليل

والنهار وهو ربكم خلق كل شئٍ ثم وحد نفسه ، فقال : لا إله إلا هو فأنى

تؤفكون [ آية : ٦٢ ] يقول : من أين تكذبون بأنه ليس بواحد لا شريك له ؟

٦٣

غافر : ٦٣ كذلك يؤفك الذين . . . . .

 كذلك يؤفك يعني هكذا يكذب بالتوحيد الذين كانوا بأيات اللّه يعني

آيات القرآن يجحدون [ آية : ٦٣ ] .

٦٤

غافر : ٦٤ اللّه الذي جعل . . . . .

 اللّه الذي جعل لكم الأرض قراراً والسماء بناء وصوركم في الأرحام

يعني خلقكم فأحسن صوركم ولم يخلقكم على خلقة الدواب والطير ورزقكم

من الطيبات يعني من غير رزق الدواب والطير ، ثم دل على نفسه ، فقال ذلكم

اللّه ربكم الذي خلق الأرض والسماء وأحسن الخلق ورزق الطيبات فتبارك

اللّه رب العالمين [ آية : ٦٤ ] .

٦٥

غافر : ٦٥ هو الحي لا . . . . .

 هو الحي لا إله إلا هو ثم أمره بتوحيده ، فقال تعالى : فادعوه

مخلصين يعني موحدين له الدين يعني له التوحيد الحمد للّه رب العالمين

[ آية : ٦٥ ] .

٦٦

غافر : ٦٦ قل إني نهيت . . . . .

 قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون اللّه وذلك أن كفار مكة من

قريش قالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم :

ما يحملك على هذا الذي أتيتنا به ألا تنظر إلى ملة أبيك عبد اللّه ،

وجدك عبد المطلب ، وإلى سادة قومك يعبدون اللات والعزى ومناة ، فتأخذ به ، فما

يحملك على ذلك إلا الحاجة ، فنحن نجمع لك من أموالنا ، فأمروه بترك عبادة اللّه تعالى ،

فأنزل اللّه قل يا محمد لكفار مكة : إني نهيت أن أعبد الذين تدعون يعني

تعبدون من دون اللّه من الآلهة لما جاءني يعني حين جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم يعني أخلص التوحيد لرب العالمين [ آية : ٦٦ ] .

٦٧

غافر : ٦٧ هو الذي خلقكم . . . . .

 هو الذي خلقكم من تراب وذلك أن كفار مكة كذبوا بالبعث ، فأخبرهم اللّه

عن بدء خلقهم ليعتبروا في البعث ، فقال تعالى : هو الذي خلقكم من تراب يعني

آدم ، عليه السلام ثم من نطفة يعني ذريته ثم من علقة يعني مثل الدم ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم يعني ثماني عشرة سنة ، فهو في الأشد ما بين

الثماني عشرة إلى الأربعين سنة ثم لتكونوا شيوخا يعني لكي تكونوا سيوخاً

 ومنكم من يتوفى من قبل أن يكون شيخاً ولتبلغوا أجلا مسمى يعني الشيخ

والشاب جميعاً ولعلكم يعني ولكي تعقلون [ آية : ٦٧ ] يقول : لكي

تعقلوا آثار ربكم في خلقكم بأنه قادر على أن يبعثكم كما خلقكم .

٦٨

غافر : ٦٨ هو الذي يحيي . . . . .

ثم قال : هو اللّه الذي يحي الموتى ويميت الأحياء فإذا قضى أمرا

كان في علمه يعني البعث : فإنما يقول له كن فيكون فإنما يقول له كن فيكون [ آية :

٦٨ ] مرة واحدة لا يثنى قوله .

٦٩

غافر : ٦٩ ألم تر إلى . . . . .

 ألم تر إلى الذين يجادلون في ءايات اللّه يعني آيات اللّه القرآن أنه ليس من اللّه عز

وجل أنى يصرفون [ آية : ٦٩ ] يقول : من أين يعدلون عنه إلى غيره يعني كفار مكة .

٧٠

غافر : ٧٠ الذين كذبوا بالكتاب . . . . .

ثم أخبر عنهم ، فقال تعالى : الذين كذبوا بالكتاب يعني بالقرآن وبما أرسلنا به رسلنا يعني محمداً صلى اللّه عليه وسلم أرسل بالتوحيد ، فأوعدهم في الآخرة . فقال :

 فسوف يعلمون [ آية : ٧٠ ] هذا وعيد .

٧١

غافر : ٧١ إذ الأغلال في . . . . .

ثم أخبر عن الوعيد ، فقال : إذ الأغلل في أعناقهم والسلاسل يسحبون [ آية : ٧١ ]

على الوجوه .

٧٢

غافر : ٧٢ في الحميم ثم . . . . .

 في الحميم يعني حر النار ثم في النار يسجرون [ آية : ٧٢ ] يعني يوقدون ،

فصاروا وقودها .

٧٣

غافر : ٧٣ ثم قيل لهم . . . . .

 ثم قيل لهم قبل دخول النار ، يعني تقول لهم الخزنة : أين ما كنتم تشركون

[ آية : ٧٣ ] يعني تعبدون .

٧٤

غافر : ٧٤ من دون اللّه . . . . .

 من دون اللّه فهل يمنعونكم من النار يعني الآلهة ، و قالوا ضلوا عنا ضلت

عنا الآلهة بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا يعني لم نكن نعبد من قبل في الدنيا شيئاً إن

الذي كنا نعبد كان باطلاً لم يكن شيئاً كذلك يعني هكذا يضل اللّه

الكفرين [ آية : ٧٤ ] .

٧٥

غافر : ٧٥ ذلكم بما كنتم . . . . .

 ذلكم السلاسل والأغلال والسحب بما كنتم تفرحون في الأرض يعني

تبطرون من الخيلاء والكبرياء بغير الحق وبما كنتم تمرحون [ آية : ٧٥ ] يعني تعصون

في الأرض .

٧٦

غافر : ٧٦ ادخلوا أبواب جهنم . . . . .

 ادخلوا أبوب جهنم السبع خالدين فيها لا تموتون فبئس مثوى يعني

فبئس مأوى المتكبرين [ آية : ٧٦ ] عن الإيمان .

٧٧

غافر : ٧٧ فاصبر إن وعد . . . . .

 فاصبر إن وعد اللّه حق وذلك

أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أخبر كفار مكة أن العذاب نازل

بهم ، فكذبوه ، فأنزل اللّه عز وجل يعزى نبيه صلى اللّه عليه وسلم ليصبر على تكذيبهم إياه بالعذاب ،

فقال : فاصبر إن وعد اللّه حق في العذاب أنه نازل بهم ببدر فإما نرينك

في حياتك بعض الذي نعدهم من العذاب في الدنيا القتل ببدر ، وسائر العذاب بعد

الموت نازل بهم ، ثم قال : أو نتوفينك يا محمد قبل عذابهم في الدنيا فإلينا في

الآخرة يرجعون [ آية : ٧٧ ] يعني يردون فنجزيهم بأعمالهم .

٧٨

غافر : ٧٨ ولقد أرسلنا رسلا . . . . .

 ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك يا محمد منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ذكرهم وما كان لرسولٍ أن يأتى بئايةٍ وذلك أن كفار مكة سألوا

النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يأتيهم بآية يقول اللّه تعالى : وما كان لرسولٍ يعني وما ينبغي لرسول

 أن يأتي بئايةٍ إلى قومه إلا بإذن اللّه يعني إلا بأمر اللّه فإذا جاء أمر اللّه

بالعذاب يعني القتل ببدر فيها تقديم قضى العذاب بالحق يعني لم يظلموا

حين عفوا وخسر هنالك يعني عند ذلك المبطلون [ آية : ٧٨ ] يعني

المكذبين بالعذاب في الدنيا بأنه غير كائن .

٧٩

غافر : ٧٩ اللّه الذي جعل . . . . .

ثم ذكرهم صنعه ليعتبروا فيوحدوه ، فقال سبحانه : اللّه الذي جعل لكم الأنعام

يعني الإبل والبقر لتركبوا منها ومنها تأكلون [ آية : ٧٩ ] يعني الغنم .

٨٠

غافر : ٨٠ ولكم فيها منافع . . . . .

 ولكم فيها منافع في ظهورها ، وألبانها ، وأصوافها ، وأوبارها ، وأشعارها ،

 ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم  يعني في قلوبكم وعليها يعني الإبل والبقر

 وعلى الفلك يعني السفن تحملون [ آية : ٨٠ ] .

٨١

غافر : ٨١ ويريكم آياته فأي . . . . .

ثم قال : ويريكم ءاياته لهذا الذي ذكر من الفلك والأنعام من آياته ، فاعرفوا

توحيده بصنعه ، وإن لم تروه ، ثم قال : فأي ءايات اللّه تنكرون [ آية : ٨١ ] أنه ليس

من اللّه عز وجل .

٨٢

غافر : ٨٢ أفلم يسيروا في . . . . .

ثم خوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية ليحذروا ، فيوحدوه ، فقال تعالى :

 أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم يعني قبل أهل مكة

من الأمم الخالية يعني عاداً ، وثمود ، وقوم لوط كانوا أكثر منهم من أهل مكة

عدداً وأشد قوة يعني بطشاً وءاثاراً في الأرض يعني أعمالاً وملكاً في الأرض ،

فكان عاقبتهم العذاب فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون [ آية : ٨٢ ] في الدنيا حين

نزل بهم العذاب ، يقول : ما دفع عنهم العذاب أعمالهم الخبيثة .

٨٣

غافر : ٨٣ فلما جاءتهم رسلهم . . . . .

 فلما جاءتهم رسلهم بالبينات يعني بخبر العذاب أنه نازل بهم فرحوا في

الدنيا يعني رضوا بما عندهم من العلم ف  لن نعذب وحاق بهم يعني

وجب العذاب لهم ب ما كانوا به بالعذاب يستهزءون [ آية : ٨٣ ] أنه غير كائن .

٨٤

غافر : ٨٤ فلما رأوا بأسنا . . . . .

يقول تعالى : فلما رأوا بأسنا يعني عذابنا في الدنيا قالوا ءامنا باللّه وحده لا

شريك له وكفرنا بما كنا به مشركين [ آية : ٨٤ ] .

٨٥

غافر : ٨٥ فلم يك ينفعهم . . . . .

يقول اللّه عز وجل : فلم يك ينفعهم إيمناهم لما رأوا بأسنا يعني عذابنا في الدنيا ،

يقول : لم يك ينفعهم تصديقهم بالتوحيد حين رأوا عذابنا سنت اللّه التي قد خلت في

عباده بالعذاب في الذين خلوا من قبل يعني في الأمم الخالية إذا عاينوا العذاب لم

ينفعهم إيمانهم إلا قوم يونس ، فإنه رفع عنهم العذاب وخسر هنالك يقول : غبن عند

ذلك الكافرون [ آية : ٨٥ ] بتوحيد اللّه عز وجل ، فاحذروا يا أهل مكة سنة الأمم

الخالية ، فلا تكذبوا محمداً صلى اللّه عليه وسلم .

قال مقاتل :

فرعون أول من طبخ الآجر ، وبنى به ، وقال : قتل جعفر ذو الجناحين ،

وابن رواحة ، وزيد بن حارثة ، بمؤتة قتلهم غسان ، وقتل خالد بن الوليد يوم فتح مكة من

بني جذيمة سبعين رجلاً .

قال مقاتل :

عاد ، وثمود ابنا عم ، وموسى ، وقارون ابنا عم ، وإلياس ، واليسع ابنا عم ،

ويحيى ، وعيسى ابنا خالة .

قال مقاتل :

أم عبد المطلب سلمى بنت زيد بن عدي ، من بني عدي بن النجار ، وأم

النبي صلى اللّه عليه وسلم آمنة بنت وهب ، من بني عبد مناف بن زهرة .

﴿ ٠