٤٣ سورة الزخرفمكية ، عددها تسع وثمانون آية كوفية ١حم ٢الزخرف : ٢ والكتاب المبين والكتاب المبين [ آية : ٢ ] ، يعني البين ما فيه . ٣الزخرف : ٣ إنا جعلناه قرآنا . . . . . إنا جعلناه قرءناً عربياً ؛ ليفقهوا ما فيه ، ولو كان غير عربي ما عقلوه ، لعلكم ، يقول : لكي تعقلون [ آية : ٣ ] ما فيه . ٤الزخرف : ٤ وإنه في أم . . . . . ثم قال : : وإنه في أم الكتاب ، يقول لأهل مكة : إن كذبتم بهذا القرآن ، فإن نسخته في أصل الكتاب ، يعني اللوح المحفوظ لدينا لعلي ، يقول : عندنا مرفوع ، حكيم [ آية : ٤ ] ، يعني محكم من الباطل . ٥الزخرف : ٥ أفنضرب عنكم الذكر . . . . . قوله : أفتضرب عنكم الذكر صفحاً ، يقول لأهل مكة : أفنذهب عنكم هذا القرآن سدى لا تسألون عن تكذيب به أن كنتم قوما مسرفين [ آية : ٥ ] ، يعني مشركين . ٦الزخرف : ٦ وكم أرسلنا من . . . . . وكم أرسلنا من نبي في الأولين [ آية : ٦ ] . ٧الزخرف : ٧ وما يأتيهم من . . . . . وما يأتيهم من نبيٍ ، ينذرهم العذاب إلا كانوا به ، يعني بالعذاب ، يستهزءون [ آية : ٧ ] بأنه غير نازل بهم . ٨الزخرف : ٨ فأهلكنا أشد منهم . . . . . فأهلكنا بالعذاب أشد منهم بطشاً ، يعني قوة ومضى مثل ، يعنى شبه الأولين [ آية : ٨ ] في العقوبة ، حين كذبوا رسلهم ، يقول : هكذا أمتك يا محمد في سنة من مضى من الأمم الخالية في الهلاك . ٩الزخرف : ٩ ولئن سألتهم من . . . . . ولئن سألتهم ، يقول لنبيه صلى اللّه عليه وسلم : لئن سألت كفار مكة : من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز في ملكه العليم [ آية : ٩ ] بخلقه . ١٠الزخرف : ١٠ الذي جعل لكم . . . . . ثم دل على نفسه بصنعه ليوحد ، فقال : الذي جعل لكم الأرض مهدا ، يعنى فرشاً وجعل لكم فيها سبلا ، يعنى طرقاً تسلكونها لعلكم تهتدون [ آية : ١٠ ] ، يقول : لكي تعرفوا طرقها . ١١الزخرف : ١١ والذي نزل من . . . . . والذي نزل من السماء ماء بقدر ، وهو المطر فأنشرنا به بلدة ميتا ، يقول : فأحيينا به ، يعني بالماء ، بلدة ميتاً لا نبت فيها ، فلما أصابها الماء أنبتت كذلك ، يقول : هكذا تخرجون [ آية : ١١ ] من الأرض بالماء كما يخرج النبت . ١٢الزخرف : ١٢ والذي خلق الأزواج . . . . . ثم قال : والذي خلق الأزواج كلها ، يعني الأصناف كلها وجعل لكم من الفلك ، يعني السفن و من والأنعام ، يعني الإبل والبقر ما تركبون [ آية : ١٢ ] ، يعني الذي تركبون . ١٣الزخرف : ١٣ لتستووا على ظهوره . . . . . لتستوا ، يعني لكي تستووا على ظهوره ، يعني ذكوراً وإناثاً من الإبل ، ثم قال : لكي تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه ، على ظهورها ، يعني يقولون : الحمد للّه و لكي وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا ، يعني ذلل لنا هذا المركب وما كنا له مقرنين [ آية : ١٣ ] ، يعني مطيقين . ١٤الزخرف : ١٤ وإنا إلى ربنا . . . . . و لكي تقولوا : وإنا إلى ربنا لمنقلبون [ آية : ١٤ ] ، يعني لراجعون . ١٥الزخرف : ١٥ وجعلوا له من . . . . . قوله : وجعلوا له ، يقول : وصفوا له من عباده من الملائكة جزءا ، يعني عدلاً ، ، هو الولد ، ف إن الملائكة بنات اللّه تعالى ، يقول اللّه : إن الإنسان في قوله : لكفور مبين [ آية : ١٥ ] ، يقول : بين الكفر . ١٦الزخرف : ١٦ أم اتخذ مما . . . . . يقول اللّه تعالى رداً عليهم : أم يقول : اتخذ الرب لنفسه مما يخلق بنات ، فيها تقديم واستفهام اتخذ مما يخلق من من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين [ الزخرف : ١٨ ] بنات ؟ وأصفاكم بالبنين [ آية : ١٦ ] ، يقول : واختصكم بالنبنين . ١٧الزخرف : ١٧ وإذا بشر أحدهم . . . . . ثم أخبر عنهم في التقديم ، فقال : وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ، يعني شبهاً ، والمثل زعموا أن الملائكة بنات اللّه تعالى وإذا بشر أحدهم بالأنثى [ النحل : ٥٨ ] ظل وجهه مسودا ، يعني متغيراً وهو كظيم [ آية : ١٧ ] ، يعني مكروب . ١٨الزخرف : ١٨ أو من ينشأ . . . . . أومن ينشؤا في الحلية ، يعنى ينبت في الزينة ، يعنى الحلى مع النساء ، يعنى البنات وهو في الخصام غير مبين [ آية : ١٨ ] ، يقول : هذا الولد الأنثى ضعيف قليل الحيلة ، وهو عند الخصومة والمحاربة غير بين ضعيف عنها . ١٩الزخرف : ١٩ وجعلوا الملائكة الذين . . . . . ثم أخبر عنهم ، فقال : وجعلوا ، يقول : ووصفوا الملئكة الذين هم عبد الرحمن إناثاً ؛ لقولهم : إن الملائكة بنات اللّه ، يقول اللّه تعالى للنبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ أشهدوا خلقهم ؟ فسئلوا ، ف لا ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ فما يدريكم أنها إناث ؟ ′ ، سمعنا من آبائنا ، وشهدوا أنهم لم يكذبوا ، وأنهم إناث ، قال اللّه تعالى : ستكتب شهادتهم بأن الملائكة بنات اللّه في الدنيا ويسئلون [ آية : ١٩ ] عنهما في الآخرة حين شهدوا أن الملائكة بنات اللّه . ٢٠الزخرف : ٢٠ وقالوا لو شاء . . . . . وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ، يعنى الملائكة ، يقول اللّه تعالى : ما لهم بذلك من علم ، يقول : ما يقولون إلا الكذب إن الملائكة إناث إن هم إلا يخرصون [ آية : ٢٠ ] ، يكذبون . ٢١الزخرف : ٢١ أم آتيناهم كتابا . . . . . أم ءاتيناهم ، يقول : أعطيناهم كتابا من قبله ، من قبل هذا القرآن بأن يعبدوا غيره فهم به مستمسكون [ آية : ٢١ ] ، فإنا لم نعطهم . ٢٢الزخرف : ٢٢ بل قالوا إنا . . . . . بل قالوا ، ولكنهم إنا وجدنا ءاباءنا على أمةٍ وإنا علىءاثرهم مهتدون [ آية : ٢٢ ] ، نزلت في الوليد بن المغيرة ، وصخر بن حرب ، وأبى جهل بن هشام ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، كلهم من قريش . ٢٣الزخرف : ٢٣ وكذلك ما أرسلنا . . . . . وكذلك ، يقول : وهكذا ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير ، يعني من رسول فيما خلا إلا قال مترفوها ، يعني جباريها وكبراءها : إنا وجدنا ءاباءنا على أمةٍ ، يعنى على ملة وإنا علىءاثارهم مقتدون [ آية : ٢٣ ] بأعمالهم كما قال كفار مكة . ٢٤الزخرف : ٢٤ قال أولو جئتكم . . . . . قل أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه ءاباءكم من الدين ، ألا تتبعوني ؟ فردوا على النبي صلى اللّه عليه وسلم ، ف قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون [ آية : ٢٤ ] ، يعنى بالتوحيد كافرون . ٢٥الزخرف : ٢٥ فانتقمنا منهم فانظر . . . . . ثم رجع إلى الأمم الخالية ، فيها تقديم ، ثم قال : فانتقمنا منهم بالعذاب فانظر كيف كان عاقبة المكذبين [ آية : ٢٥ ] بالعذاب ، يخوف كفار مكة بعذاب الأمم الخالية ؛ لئلا يكذبوا محمداً صلى اللّه عليه وسلم . ٢٦الزخرف : ٢٦ وإذ قال إبراهيم . . . . . وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر وقومه إنني براء مما تعبدون [ آية : ٢٦ ] . ٢٧الزخرف : ٢٧ إلا الذي فطرني . . . . . ثم استثنى الرب نفسه ؛ لأنهم يعلمون أن اللّه ربهم ، فقال : إلا الذي فطرني ، يقول : خلقني ، فإني لا أتبرأ منه فإنه سيهدين [ آية : ٢٧ ] لدينه . ٢٨الزخرف : ٢٨ وجعلها كلمة باقية . . . . . قوله تعالى : وجعلها كلمة باقية ، لا تزال ببقاء التوحيد في عقبه ، يعنى ذريته ، يعنى ذرية إبراهيم لعلهم ، يعنى لكي يرجعون [ آية : ٢٨ ] من الكفر إلى الإيمان ، يقول : التوحيد إلى يوم القيامة ، يبقى في ذرية إبراهيم ، عليه السلام لعلهم يرجعون ، يقول : لكي يرجعوا من الكفر إلى الإيمان . ٢٩الزخرف : ٢٩ بل متعت هؤلاء . . . . . قوله : بل متعت هؤلاء ، يعني كفار مكة وءاباءهم حتى جاءهم الحق ، يعني القرآن ورسول مبين [ آية : ٢٩ ] ، يعني محمداً صلى اللّه عليه وسلم بين أمره . ٣٠الزخرف : ٣٠ ولما جاءهم الحق . . . . . ولما جاءهم الحق ، يعنى القرآن قالوا هذا القرآن سحر وإنا به كافرون [ آية : ٣٠ ] ، لا نؤمن به ، نزلت في سفيان بن حرب ، وأبي جهل بن هشام ، وعتبة وشيبة ، ثم قال الوليد بن المغيرة : لو كان هذا القرآن حقاً ، لأنزل علي ، أو علي أبي مسعود الثقفي ، واسمه عمرو بن عمير بن عوف جد المختار . ٣١الزخرف : ٣١ وقالوا لولا نزل . . . . . فأنزل اللّه تعالى في قول الوليد بن المغيرة : وقالوا لولا ، يعنى هلا نزل هذا القرءان على رجلٍ من القريتين عظيمٍ [ آية : ٣١ ] ، القريتان مكة والطائف ، وكان عظمة أن الوليد عظيم أهل مكة في الشرف ، وأبا مسعود عظيم أهل الطائف في الشرف . ٣٢الزخرف : ٣٢ أهم يقسمون رحمة . . . . . يقول اللّه تعالى : أهم يقسمون رحمت ربك ، يقول : أبأيديهم مفاتيح الرسالة فيضعونها حيث شاءوا ، ولكنها بيدي أختار من أشاء من عبادي للرسالة ، ثم قال : نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ، يقول : لم نعط الوليد وأبا مسعود الذي أعطيناهما من الغني لكرامتها على اللّه ، ولكنه قسم من اللّه بينهم ، ثم قال : ورفعنا بعضهم فوق بعضٍ دراجتٍ ، يعنى فضائل في الغني ليتخذ بعضهم ، يعنى الأحرار ، بعضاً ، يعني الخدم سخرياً ، يعنى العبيد والخده سخره اللّه لهم ورحمت ربك ، يعنى الجنة خيرٌ مما يجمعون [ آية : ٣٢ ] ، يعني الأموال ، يعني الكفار . ٣٣الزخرف : ٣٣ ولولا أن يكون . . . . . ثم ذكرهم هوان الدنيا عليه ، فقال : ولولا أن يكون الناس أمةً واحدةً لجعلنا ، يعني ملة واحدة ، يعني على الكفر ، يقول : لولا أن ترغب الناس في الكفر ، إذا رأوا الكفار في سعة من الخير والرزق لمن يكفر بالرحمن ، لهوان الدنيا عليه لبيوتهم سقفاً من فضةٍ ، يعنى بالسقف سماء البيت ومعارج عليها يظهرون [ آية : ٣٣ ] ، يقول : درجاً على ظهور بيوتهم يرتقون . ٣٤الزخرف : ٣٤ ولبيوتهم أبوابا وسررا . . . . . و لجعلنا ولبيوتهم أبوباً من فضة وسرراً عليها يتكئون [ آية : ٣٤ ] ، يعني ينامون . ٣٥الزخرف : ٣٥ وزخرفا وإن كل . . . . . وزخرفاً ، يقول : وجعلنا كل شئ لهم من ذهب وإن كل ذلك ، يقول : وما كل الذي ذكر لما الآ متاع الحياة الدنيا يتمتعون فيها قليلاً ،
والأخرة ، يعني دار الجنة عند ربك للمتقين [ آية : ٣٥ ] خاصة لهم . ٣٦الزخرف : ٣٦ ومن يعش عن . . . . . قوله : ومن يعش عن ذكر ، يقول : ومن يعم بصره عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرينٌ [ آية : ٣٦ ] في الدنيا ، يقول : صاحب يزين لهم الغي . ٣٧الزخرف : ٣٧ وإنهم ليصدونهم عن . . . . . وإنهم وإن الشياطين ليصدونهم عن السبيل ، يعني سبيل الهدى ، ويحسبون ، ويحسب بنو آدم أنهم مهتدون [ آية : ٣٧ ] ، يعني على هدى . ٣٨الزخرف : ٣٨ حتى إذا جاءنا . . . . . حتى إذا جاءنا ابن آدم وقرينه في الآخرة جعلا في سلسلة واحدة قال ابن آدم لقرينه ، يعنى شيطانه : ياليت ، يتمنى بينى وبينك بعد المشرقين ، يعني ما بين مشرق الصيف إلى مشرق الشتاء ، أطول يوم في السنة ، وأقصر يوم في السنة ، فبئس القرين [ آية : ٣٨ ] ، يقول : فبئس الصاحب معه في النار في سلسلة واحدة . ٣٩الزخرف : ٣٩ ولن ينفعكم اليوم . . . . . يقول اللّه تعالى : ولن ينفعكم اليوم في الآخرة الاعتذار إذ ظلمتم ، يقول : إذ أشركتم في الدنيا إنكم وقرناءكم من الشياطين في العذاب مشتركون [ آية : ٣٩ ] . ٤٠الزخرف : ٤٠ أفأنت تسمع الصم . . . . . يقول : أفأنت تسمع الصم الذين لا يسمعون الإيمان ، يعنى الكفار أو تهدي العمي الذين لا يبصرون الإيمان ومن كان في ضلل مبينٍ [ آية : ٤٠ ] ، نزلت في رجل من كفار مكة ، يعنى بين الضلالة . ٤١الزخرف : ٤١ فإما نذهبن بك . . . . . قوله : فإما نذهبن بك ، يقول : فنميتك يا محمد فإنا منهم ، يعني كفار مكة ، منتقمون [ آية : ٤١ ] بعدك بالقتل يوم بدر . ٤٢الزخرف : ٤٢ أو نرينك الذي . . . . . أو نرينك في حياتك الذي وعدانهم من العذاب ببدر فإنا عليهم مقتدرون [ آية : ٤٢ ] . ٤٣الزخرف : ٤٣ فاستمسك بالذي أوحي . . . . . فاستمسك بالذي أوحي إليك من القرآن إنك على صراط مستقيم [ آية : ٤٣ ] ، يعني دين مستقيم . ٤٤الزخرف : ٤٤ وإنه لذكر لك . . . . . وإنه لذكر لك ، يقول : القرآن لشرف لك ولقومك ، ولمن آمن منهم ، وسوف تسئلون [ آية : ٤٤ ] في الآخرة عن من يكذب به . ٤٥الزخرف : ٤٥ واسأل من أرسلنا . . . . . ثم قال : وسئل من أرسلنا ، يعني الذين أرسلنا إليهم من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن ءالهةً يعبدون [ آية : ٤٥ ] ، يقول : سل يا محمد مؤمني أهل الكتاب هل جاءهم رسول يدعوهم إلى غير عبادة اللّه ؟ . ٤٦الزخرف : ٤٦ ولقد أرسلنا موسى . . . . . قوله : ولقد أرسلنا موسى بأياتنا ، اليد والعصا إلى فرعون وملإيه فقال إني رسول رب العالمين [ آية : ٤٦ ] . ٤٧الزخرف : ٤٧ فلما جاءهم بآياتنا . . . . . فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون [ آية : ٤٧ ] ، استهزاء وتكذيباً . ٤٨الزخرف : ٤٨ وما نريهم من . . . . . يقول اللّه تعالى : وما نريهم من ءايةٍ إلا هي أكبر من أختها ، يعني اليد بيضاء لها شعاع مثل شعاع الشمس ، يغشى البصر ، فكانت اليد أكبر من العصا ، وكان موسى ، عليه السلام ، بدأ بالعصا ، فألقاها وأخرج يده ، فلم يؤمنوا ، يقول اللّه تعالى : وأخذناهم بالعذاب ، يعني الطوفان ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، والطمس ، والسنين ، لعلهم يرجعون [ آية : ٤٨ ] ، يعني لكي يرجعوا من الكفر إلى الإيمان . ٤٩الزخرف : ٤٩ وقالوا يا أيها . . . . . وقالوا لموسى : يأيه الساحر ادع لنا ربك ^ ، يقول : سل لنا ربك ، فلم يفعل ، وقال : تسموني ساحراً ، وقال في سورة الأعراف : ادع لنا ربك [ الأعراف : ١٣٤ ] بما عهد عندك أن يكشف عنا العذاب إننا لمهتدون [ آية : ٤٩ ] ، يعني مؤمنين لك ، وكان اللّه تعالى عهد إلى موسى ، عليه السلام ، لئن آمنوا كشف عنهم ، فذلك قوله : بما عهد عندك ، إن آمنا كشف عنا العذاب . ٥٠الزخرف : ٥٠ فلما كشفنا عنهم . . . . . فلما دعا موسى ربه كشف عنهم ، فلم يؤمنوا ، فذلك قوله : فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون [ آية : ٥٠ ] الذي عاهدوا عليه موسى ، عليه السلام : لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن [ الأعراف : ١٣٤ ] ، فلم يؤمنوا . ٥١الزخرف : ٥١ ونادى فرعون في . . . . . قوله : ونادى فرعون القبطي في قومه القبط ، وكان نداؤه أنه قال ياقوم أليس لي ملك مصر أربعين فرسخاً في أربعين فرسخاً وهذه الأنهار تجري من تحتي من أسفل مني أفلا ، يعني فهلا تبصرون [ آية : ٥١ ] ، ألهم جنان وأنهار مثلها . ٥٢الزخرف : ٥٢ أم أنا خير . . . . . ثم قال فرعون : أم أنا خير ، يقول : أنا خير من هذا ، يعني موسى الذي هو مهين ، يعني ضعيف ذليل ولا يكاد يبين [ آية : ٥٢ ] حجته ، يعني لسانه ؛ لأن اللّه تعالى كان أذهب عقدة لسانه في طه ، حين قال : واحلل عقدة من لساني [ طه : ٢٧ ] ، قال اللّه تعالى : قد أوتيت سؤلك يا موسى [ طه : ٣٦ ] . ٥٣الزخرف : ٥٣ فلولا ألقي عليه . . . . . ثم قال فرعون : فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب ، يقول : فلا ألقى عليه ربه الذي أرسله أسورة من ذهب ، إن كان صادقاً أنه رسول أو جاء معه الملائكة مقترنين [ آية : ٥٣ ] ، يعني متعاونين يعينونه على أمره الذي بعث إليه . ٥٤الزخرف : ٥٤ فاستخف قومه فأطاعوه . . . . . فاستخف قومه ، يقول : استفز قومه القبط فأطاعوه في الذي قال لهم على التكذيب ، حين قال لهم : ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد [ غافر : ٢٩ ] ، فأطاعوه في الذي قال لهم إنهم كانوا قوما فاسقين [ آية : ٥٤ ] ، يعني عاصين . ٥٥الزخرف : ٥٥ فلما آسفونا انتقمنا . . . . . فلما ءاسفونا ، يعني أغضبونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين [ آية : ٥٥ ] ، لم ينج منهم أحد . ٥٦الزخرف : ٥٦ فجعلناهم سلفا ومثلا . . . . . فجعلناهم سلفا ، يعني مضوا في العذاب ومثلا للآخرين [ آية : ٥٦ ] ، يعني عبرة لمن بعدهم . ٥٧الزخرف : ٥٧ ولما ضرب ابن . . . . . قوله : ولما ضرب ابن مريم مثلا ، والمثل حين زعموا أن الملائكة بنات اللّه ، وذلك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم دخل المسجد ، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً ، وفي المسجد العاص بن وائل السهمي ، والحارث وعدي ابنا قيس ، كلهم من قريش ، من بني سهم ، فقال لهم النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ إنكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنم أنتم لها واردون [ الأنبياء : ٩٨ ] ، إلى آيتين ، ثم خرج إلى باب الصفا ، فخاض المشركون في ذلك ، فدخل عبد اللّه بن الزبعري السهمي ، فقال : تخوضون في ذكر الآلهة ، فذكروا له ما قال النبي صلى اللّه عليه وسلم لهم ولآلهتهم ، فقال عبد اللّه بن الزبعري : يا محمد ، أخاصة لنا ولآلهتنا ، أم لنا ولآلهتنا ولجميع الأمم وآلهتهم ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ بل هي لكم ولآلهتكم ولجميع الأمم ولآلهتهم ′ . فقال عبد اللّه : خصمتك ورب الكعبة ، ألست تزعم أن عيسى ابن مريم نبي ، وتثنى عليه وعلى أمه خيراً ، وقد علمت أن النصارى يعبدونهما ، وعزيز يعبد ، والملائكة تعبد ، فإن كان هؤلاء في النار ، فقد رضينا أن نكون معهم ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ لا ′ ، فقال عبد اللّه : أليس قد زعمت أنها لنا ولآلهتنا ولجميع الأمم وآلهتهم ؟ خصمتك ورب الكعبة ، فضجوا من ذلك ، فأنزل اللّه تعالى : عن الذين سبقت لهم منا الحسنى ، يعني الملائكة ، وعزير ، وعيسى ، ومريم أولئك عنها مبعدون [ الأنبياء : ١٠١ ] ، وأنزل : ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون [ آية : ٥٧ ] ، يعني يضجون تعجباً لذكر عيسى ، عليه السلام ، عبد اللّه بن الزبعري وأصحابه هم هؤلاء النفر . ٥٨الزخرف : ٥٨ وقالوا أآلهتنا خير . . . . . وقالوا ءألهتنا خيرٌ أم هو ، يعني عيسى ، و ليس آلهتنا إن عذبت خيراً من عيسى بأنه يعبد ، يقول اللّه تعالى : بل هو ما ضربوه لك إلا جدلا ، يقول : ما ذكروا لك عيسى إلا ليجادلوك به بل هم قوم خصمون [ آية : ٥٨ ] . ٥٩الزخرف : ٥٩ إن هو إلا . . . . . إن هو إلا عبد ، يعني عيسى ، عليه السلام ، يقول : ما هو إلا عبد أنعمنا عليه بالنبوة وجعلناه مثلاً لبني إسرءيل [ آية : ٥٩ ] ، يقول اللّه تعالى : حين ولد من غير أب ، يعني آية وعبرة ليعتبروا . ٦٠الزخرف : ٦٠ ولو نشاء لجعلنا . . . . . قوله : ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون [ آية : ٦٠ ] مكانكم ، فكانوا خلفاً منكم . تفسيرة سورة الزخرف من الآية ٦١ إلى الآية ٦٧ . ٦١الزخرف : ٦١ وإنه لعلم للساعة . . . . . ثم رجع في التقديم إلى عيسى ، فقال : وإنه لعلم للساعة ، يقول : نزوله من السماء علامة للساعة ، ينزل على ثنيه أفيق ، وهو جبل ببيت المقدس ، يقال له : أفيق ، عليه ممصرتان ، دهين الرأس ، معه حربة ، يقتل بها الدجال ، يقول : نزول عيسى من السماء علامة للساعة فلا تمترن بها ، يقول : لا تشكوا في الساعة ، ولا في القيامة أنها كائنة ، قوله : واتبعون هذا صراط مستقيم [ آية : ٦١ ] . ٦٢الزخرف : ٦٢ ولا يصدنكم الشيطان . . . . . ثم قال : ولا يصدنكم الشياطن عن الهدى إنه لكم عدو مبين [ آية : ٦٢ ] ، يعني بين . ٦٣الزخرف : ٦٣ ولما جاء عيسى . . . . . ولما جاء عيسى ، يعني بني إسرائيل بالبينات ، يعني الإنجيل قال لهم : قد جئتكم بالحكمة ، يعني الإنجيل ، فيه بيان الحلال والحرام ولأبئن لكم بعض الذي تختلفون فيه ، من الحلال والحرام ، فبين لهم ما كان حرم عليهم من الشحوم ، واللحوم ، وكل ذي ظفر ، فأخبرهم أنه لهم حلال في الإنجيل ، غير أنهم يقيمون على السبت فاتقوا اللّه ولا تعبدوا غيره وأطيعون [ آية : ٦٣ ] فيما آمركم به من النصيحة ، فإنه ليس له شريك . ٦٤الزخرف : ٦٤ إن اللّه هو . . . . . إن اللّه هو ربي وربكم فاعبدوه ، يعني وحدوه هذا ، يعني هذا التوحيد ، صرطٌ ، يعني دين مستقيم [ آية : ٦٤ ] . ٦٥الزخرف : ٦٥ فاختلف الأحزاب من . . . . . فاختلف الأحزاب من بينهم ، في الدين ، والأحزاب هم : النسطورية ، والماريعقوبية ، والملكانية ، تجازبوا من بينهم في عيسى ، عليه السلام ، فقالت النسطورية : عيسى ابن اللّه ، وقالت الماريعقوبية : إن اللّه هو المسيح ابن مريم ، وقالت الملكانية : إن اللّه ثالث ثلاثة ، فويل للذين ظلموا ، يعني النصارى الذين قالوا في عيسى ما قالوا من عذاب يوم أليم [ آية : ٦٥ ] ، يعني يوم القيامة ، وإنما سماه أليماً لشدته . ٦٦الزخرف : ٦٦ هل ينظرون إلا . . . . . ثم رجع إلى كفار قريش ، فقال : هل ينظرون إلا الساعة ، يعني يوم القيامة ، أن تأتيهم بغتة ، فجأة وهم لا يشعرون [ آية : ٦٦ ] بجيئتها . ٦٧الزخرف : ٦٧ الأخلاء يومئذ بعضهم . . . . . ثم قال : الأخلاء في الدنيا يومئذ في الآخرة بعضهم لبعض عدو إلا المتقين [ آية : ٦٧ ] ، يعني الموحدين ، نزلت في أمية بن خلف الجمحي ، وعقبة بن أبي معيط ، قتلا جميعاً ، وذلك أن عقبة كان يجالس النبي صلى اللّه عليه وسلم ويستمع إلى حديثه ، فقالت قريش : قد سبأ عقبة وفارقنا ، فقال له أمية بن خلف : وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمداً فلم تتفل في وجهه ، حتى يعلم قومك أنك غير مفارقهم ، ففعل عقبة ذلك ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ أما أنا للّه على لئن أخذتك خارجاً من الحرم لأهريقن دمك ′ ، فقال له : يا ابن أبي كبشة ، ومن أين تقدر على خارجاً ، فتكون لك مني السوء ، فلما كان يوم بدر أسر ، فلما عاينه النبي صلى اللّه عليه وسلم ذكر نذره ، فأمر علي بن أبي طالب ، رضي اللّه عنه ، فضرب عنقه ، فقال عقبة ، يا معشر قريش ، ما بالي أقتل من بينكم ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ بتكذيبك اللّه ورسوله ′ ، فقال : من لأولادي ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ لهم النار ′ . ٦٨الزخرف : ٦٨ يا عباد لا . . . . . ولما كان يوم القيامة ، وقع الخوف ، فقال : ياعباد لا خوفٌ عليكم ، يقول : رفع اللّه الخوف عن المؤمنين اليوم ، يعني يوم القيامة ولا أنتم تحزنون [ آية : ٦٨ ] ، فإذا سمعوا النداء رفعوا رءوسهم . ٦٩الزخرف : ٦٩ الذين آمنوا بآياتنا . . . . . فلما قال : الذين ءامنوا بئاياتنا وكانوا مسلمين [ آية : ٦٩ ] ، يقول : الذين صدقوا بالقرآن وكانوا مخلصين بالتوحيد ، نكس أهل الأوثان والكفر رءوسهم ، ثم نادى : الذين آمنوا وكانوا يتقون المعاصي ، فلم يبق صاحب كبيرة إلا نكس رأسه . ٧٠الزخرف : ٧٠ ادخلوا الجنة أنتم . . . . . ثم قال : ادخلوا الجنة يا أهل التوحيد أنتم وأزواجكم ، يعني وحلائلكم ، تحبرون [ آية : ٧٠ ] ، يعني تكرمون وتنعمون . ٧١الزخرف : ٧١ يطاف عليهم بصحاف . . . . . يطاف عليهم بأيدي الغلمان بصحاف من ذهب وأكواب من فضة ، يعني الأكواب التي ليس لها عرى مدورة الرأس في صفاء القوارير ، ثم قال : وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خلدون [ آية : ٧١ ] لا تموتون . ٧٢الزخرف : ٧٢ وتلك الجنة التي . . . . . وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون [ آية : ٧٢ ] ، ٧٣الزخرف : ٧٣ لكم فيها فاكهة . . . . . لكم فيها فاكهةٌ كثيرةٌ منها تأكلون ٦ [ آية : ٧٣ ] . ٧٤الزخرف : ٧٤ إن المجرمين في . . . . . ثم قال : إن المجرمين ، يعني المشركين المسرفين في عذاب جهنم خالدون [ آية : ٧٤ ] ، يعني لا يموتون . ٧٥الزخرف : ٧٥ لا يفتر عنهم . . . . . لا يفتر عنهم ، العذاب طرفة عين وهم فيه ، يعني في العذاب مبلسون [ آية : ٧٥ ] ، يعني آيسون من كل خير مستيقنين بكل عذاب ، مبشرين بكل سوء ، زرق الأعين ، سود الوجوه . ٧٦الزخرف : ٧٦ وما ظلمناهم ولكن . . . . . ثم قال : وما ظلمناهم ، فنعذب على غير ذنب ولكن كانوا هم الظالمين [ آية : ٧٦ ] . ٧٧الزخرف : ٧٧ ونادوا يا مالك . . . . . ونادوا في النار : ياملك ، وهو خازن جهنم ، فقال : ماذا تريدون ؟ ليقض علينا ربك ، فيسكت عنهم مالك ، فلا يجيبهم مقدار أربعين سنة ، ثم يوحي اللّه تعالى إلى مالك بعد أربعين أن يجيبهم ، فرد عليهم مالك : قال إنكم ماكثون [ آية : ٧٧ ] ، في العذاب ، يقول : مقيمون فيها . ٧٨الزخرف : ٧٨ لقد جئناكم بالحق . . . . . فقال مالك : لقد جئناك بالحق في الدنيا ، يعني التوحيد ولكن أكثركم للحق كارهون [ آية : ٧٨ ] . ٧٩الزخرف : ٧٩ أم أبرموا أمرا . . . . . قوله : أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون [ آية : ٧٩ ] ، يقول : أم أجمعوا أمراً ، وذلك أن نفراً من قريش ، منهم : أبو جهل بن هشام ، وعتبة بن وشيبة ابنا ربيعة ، وهشام بن عمرو ، وأبو البحتري بن هشام ، وأمية بن أبي معيط ، وعيينة بن حصن الفزاري ، والوليد بن المغيرة ، والنضر بن الحارث ، وأبي بن خلف ، بعد موت أبي طالب ، اجتمعوا في دار الندوة بمكة ليمكروا بالنبي صلى اللّه عليه وسلم سراً عند انقضاء المدة ، فأتاهم إبليس في صورة شيخ كبير ، فجلس إليهم ، فقالوا له : ما أدخلك في جماعتنا بغير إذننا ؟ قال عدو اللّه : أنا رجل من أهل نجد ، وقدمت مكة فرأيتكم حسنة وجوهكم ، طيبة ريحكم ، فأردت أن أسمع حديثكم ، وأشير عليكم ، فإن كرهتم مجلسي خرجت من بينكم . فقال بعضهم لبعض : هذا رجل من أهل نجد ، ليس من أهل مكة ، فلا بأس عليكم منه ، فتكلموا بالمكر بالنبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقال أبو البحتري بن هشام ، من بني أسد بن عبد العزي : أما أنا ، فأرى أن تأخذوا محمداً صلى اللّه عليه وسلم ، فتجعلوه في بيت وتسدوا عليه بابه ، وتجعلوا له كوة لطعامه وشرابه حتى يموت ، فقال إبليس : بئس الرأي رأيتم ، تعمدون إلى رجل له فيكمك صغو ، قد سمع به من حولكم ، تحبسونه في بيت ، وتطعمونه وتسقونه ، فيوشك الصغو الذي له فيكم أن يقاتلكم عنه ، ويفسد جماعتكم ، ويسفك دمائكم ، صدق واللّه الشيخ . فقال هشام بن عمرو ، من بني عامر بن لؤي : أما أنا ، فأرى أن تحملوه على بعير ، فتخرجوه من أرضكم ، فيذهب حيث شاء ، ويليه غيركم ، فقال إبليس : بئس الرأي رأيتم ، تعمدون إلى رجل قد أفسد عليكم جماعتكم ، وتبعه طائفة منكم ، فتخرجونه إلى غيركم فيفسدهم كما أفسدكم ، فيوشك باللّه أن يميل بهم عليكم ، فقال أبو جهل : صدق واللّه الشيخ . فقال أبو جهل بن هشام : أما أنا ، فأرى أن تعمدوا إلى كل بطن من قريش ، فتأخذون من كل بطن منهم رجلاً ، فتعطون كل رجل منهم سيفاً ، فيضربونه جميعاً ، فلا يدري قومه من يأخذون به ، وتؤدي قريش ديته ، فقال إبليس : صدق واللّه الشاب ، إن الأمر لكما . قال : فتفرقوا عن قول أبي جهل ، فنزل جبريل ، عليه السلام ، فأخبر النبي صلى اللّه عليه وسلم بما ائتمروا به ، وأمره بالخروج ، فخرج النبي صلى اللّه عليه وسلم من ليلته إلى الغار ، وأنزل اللّه تعالى في شرهم الذي أجمعوا عليه : أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون ، يقول : أم أجمعوا أمرهم على محمد صلى اللّه عليه وسلم بالشر ، فإنا مجمعون أمرنا على ما يكرهون ، فعندها قتل هؤلاء النفر ببدر . ٨٠الزخرف : ٨٠ أم يحسبون أنا . . . . . يقول : أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم الذي بينهم ونجواهم الذي أجمعوا عليه ليثبتوك في بيت ، أو يخرجوك من مكة ، أو يقتلوك بلي نسمع ذلك منهم ، ورسلنا الملائكة الحفظة لديهم ٦ ، يعني عندهم يكتبون [ آية : ٨٠ ] . ٨١الزخرف : ٨١ قل إن كان . . . . . قل يا محمد : إن كان للرحمن ولدٌ ، يعني ما كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين [ آية : ٨١ ] ، وذلك أن النضر بن الحارث ، من بني عبد الدار بن قصي ، قال : إن الملائكة بنات اللّه ، فأنزل اللّه عز وجل : قل يا محمد : إن كان للرحمن ولدٌ ، يعني ما كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ، يعني الموحدين من أهل مكة بأن لا ولد . ٨٢الزخرف : ٨٢ سبحان رب السماوات . . . . . ونزه الرب نفسه عما كذبوا بالعذاب : سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون [ آية : ٨٢ ] ، يعني عما يقولون من الكفر بربهم ، يعني كفار مكة حين كذبوا بالعذاب في الآخرة ، وذلك أن اللّه تعالى وعدهم في الدنيا على ألسنة الرسل أن العذاب كائن نازل بهم . ٨٣الزخرف : ٨٣ فذرهم يخوضوا ويلعبوا . . . . . فذرهم ، يقول : خل عنهم يخوضوا في باطلهم ويلعبوا ، يعني يلهوا في دنساهم حتى يلقوا يومهم في الآخرة الذي يوعدون [ آية : ٨٣ ] العذاب فيه . ٨٤الزخرف : ٨٤ وهو الذي في . . . . . ثم قال : وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ، فعظم نفسه عما قالوا ، فقال : وهو الذي يوحد في السماء ، ويوحد في الأرض وهو الحكيم في ملكه ، الخبير بخلقه العليم [ آية : ٨٤ ] بهم . ٨٥الزخرف : ٨٥ وتبارك الذي له . . . . . ثم عظم نفسه عن شركهم ، فقال : وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة يعني القيامة وإليه ترجعون [ آية : ٨٥ ] ، يعني تردون في الآخرة ، فيجازيكم بأعمالكم . ٨٦الزخرف : ٨٦ ولا يملك الذين . . . . . ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ، يقول : لا نقدر الملائكة الذين يعبدونهم من دون اللّه الشفاعة ، وذلك أن النضر بن الحارث ونفراً معه ، إن كان ما يقول محمد حقاً ، فنحن نتولى الملائكة ، وهم أحق بالشفاعة من محمد صلى اللّه عليه وسلم ، فأنزل اللّه : ولا يملك ، يقول : ولا يقدر الذين يدعون من دونه ، وهم الملائكة ، الشفاعة ، يقول : لا تقدر الملائكة الذين تعبدونهم من دون اللّه على الشفاعة لأحد ، ثم استثنى ، فقال : إلا من شهد بالحق ، يعني بالتوحيد من بني آدم ، فذلك قوله : وهم يعلمون [ آية : ٨٦ ] أن اللّه واحد لا شريك له ، فشفاعتهم لهؤلاء . ٨٧الزخرف : ٨٧ ولئن سألتهم من . . . . . قوله : ولئن سألتهم من خلقهم ، يعني أهل مكة كفارهم ليقولن اللّه ، وذلك أنه لما نزلت في أول هذه السورة : خلق السماوات والأرض ، نزلت في آخرها : ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن اللّه ، فقال لهم النبي صلى اللّه عليه وسلم : من خلقكم ورزقكم وخلق السموات والأرض ؟ ′ ، ف اللّه خالق الأشياء كلها ، وهو خلقنا ، قال اللّه تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم : ′ قل لهم : فأنى يؤفكون [ آية : ٨٧ ] ، يقول : من أين يكذبون بأنه واحد لا شريك له ، وأنتم مقرون أن اللّه خالق الأشياء وخلقكم ، ولم يشاركه أحد في ملكه فيما خلق ؟ فكيف تعبدون غيره ؟ . ٨٨الزخرف : ٨٨ وقيله يا رب . . . . . فلما قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : يا رب وقيله يارب إن هؤلاء ، يعني كفار مكة قوم لا يؤمنون [ آية : ٨٨ ] ، يعني لا يصدقون ، وذلك أنه لما قال أيضاً في الفرقان : إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا [ الفرقان : ٣٠ ] ، قال اللّه تعالى يسمع قوله ، فيها تقديم : يارب إن هؤلاء ، يعني كفار مكة قوم لا يؤمنون ، يعني لا يصدقون بالقرآن أنه من اللّه عز وجل . ٨٩الزخرف : ٨٩ فاصفح عنهم وقل . . . . . يقول اللّه تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم : فاصفح عنهم ، يعني فأعرض عنهم ، فيها تقديم وقل سلام ، أردد عليهم معروفاً فسوف يعلمون [ آية : ٨٩ ] ، هذا وعيد ، حين ينزل بهم العذاب ، فنسخ آية السيف الإعراض والسلام ، وذكر وعيدهم ، وفي حم المؤمن ، فقال : إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون [ غافر : ٧١ ، ٧٢ ] . |
﴿ ٠ ﴾