٤٤ سورة الدخانمكية ، عددها تسع وخمسون آية كوفي ١حم ٢الدخان : ٢ والكتاب المبين والكتاب المبين [ آية : ٢ ] ، يعني البين ما فيه . ٣الدخان : ٣ إنا أنزلناه في . . . . . إنا أنزلناه ، يعني القرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا ، إلى السفرة من الملائكة ، وهم الكتبة ، وكان ينزل من اللوح المحفوظ كل ليلة قدر ، فينزل اللّه عز وجل من القرآن إلى السماء الدنيا ، على قدر ما ينزل به جبريل ، عليه السلام ، في السنة إلى مثلها من العام المقبل ، حتى نزل القرآن كله في ليلة القدر في ليلة مباركة ، وهي ليلة مباركة . قال : وقال مقاتل : نزل القرآن كله من اللوح المحفوظ إلى السفرة في ليلة واحدة ليلة القدر ، فقبضه جبريل صلى اللّه عليه وسلم من السفرة في عشرين شهراً ، وأداه إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم في عشرين سنة ، وسميت ليلة القدر ليلة مباركة ، لما فيها من البركة والخير ، ثم قال : إنا كنا منذرين [ آية : ٣ ] ، يعني بالقرآن . ٤الدخان : ٤ فيها يفرق كل . . . . . فيها يفرق كل أمر حكيم [ آية : ٤ ] ، يقول : يقضي اللّه في ليلة القدر كل أمر محكم من الباطل ما يكون في السنة كلها إلى مثلها من العام المقبل من الخير ، والشر ، والشدة ، والرخاء ، والمصائب . ٥الدخان : ٥ أمرا من عندنا . . . . . يقول اللّه تعالى : أمرا من عندنا ، يقول : كان أمراً منا إنا كنا مرسلين [ آية : ٥ ] ، يعني منزلين هذا القرآن . ٦الدخان : ٦ رحمة من ربك . . . . . أنزلناه رحمة من ربك ، لمن آمن به إنه هو السميع لقولهم العليم [ آية : ٦ ] به . ٧الدخان : ٧ رب السماوات والأرض . . . . . رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين [ آية : ٧ ] بتوحيد الرب تعالى . ٨الدخان : ٨ لا إله إلا . . . . . وحد نفسه ، فقال : لا إله إلا هو يحي ويميت ، يقول : يحيى الموتى ، ويميت الأحياء ، هو ربكم ورب ءابائكم الأولين [ آية : ٨ ] . ٩الدخان : ٩ بل هم في . . . . . بل هم ، لكن هم في شك من هذا القرآن يلعبون [ آية : ٩ ] يعني لاهون عنه . ١٠الدخان : ١٠ فارتقب يوم تأتي . . . . . قوله : فارتقب ، وذلك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم دعا اللّه عز وجل على كفار قريش ، فقال : ′ اللّهم أعني عليهم بسبع سنين كسني يوسف ′ ، فأصابتهم شدة ، حتى أكلوا العظام ، والكلاب ، والجيف ، من شدة الجوع ، فكان الرجل يرى بينه وبين السماء الدخان من الجوع ، فذلك قوله : فارتقب ، يقول : فانتظر يا محمد يوم تأتي السماء بدخان مبين [ آية : ١٠ ] . ١١الدخان : ١١ يغشى الناس هذا . . . . . يغشى الناس ، يعني أهل مكة هذا الجوع ، عذابٌ أليمٌ [ آية : ١١ ] ، يعني وجيع . ١٢الدخان : ١٢ ربنا اكشف عنا . . . . . ثم إن أبا سفيان بن حرب ، وعتبة بن ربيعة ، والعاص بن وائل ، والمطعم بن عدي ، وسهيل بن عمرو ، وشيبة بن ربيعة ، كلهم من قريش ، أتوا النبي صلى اللّه عليه وسلم ، ف يا محمد ، استسق لنا ، ف ربنا اكشف عنا العذاب ، يعني الجوع إنا مؤمنون [ آية : ١٢ ] ، يعني إنا مصدقون بتوحيد الرب وبالقرآن . ١٣الدخان : ١٣ أنى لهم الذكرى . . . . . أنى لهم الذكرى ، يقول : من أين لهم التذكرة ، يعني الجوع الذي أصابهم بمكة ، وقد جاءهم رسولٌ ، يعني محمداً صلى اللّه عليه وسلم مبينٌ [ آية : ١٣ ] ، يعني هو بين أمره ، جاءهم بالهدى . ١٤الدخان : ١٤ ثم تولوا عنه . . . . . ثم تولوا عنه ، يقول : ثم أعرضوا عن محمد صلى اللّه عليه وسلم إلى الضلالة وقالوا معلمٌ مجنونٌ [ آية : ١٤ ] ، قال ذلك عتبة بن أبي معيط : إن محمداً مجنون ، و إنا يعلمه جبر غلام عامر بن الحضرمي ، و لئن لم ينته جبر غلام عامر بن الحضرمي ، فأوعدوه لنشترينه من سيده ، ثم لنصلينه حتى ينظر هل ينفعه محمد أو يغني عنه شيئاً بل هم في سكٍ يلعبون ، يقول : بل هم من القرآن في شك لاهون ، فدعا النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : ′ اللّهم اسقنا مغيثاً عاماً ، طبقاً مطبقاً ، غدقاً ممرعاً مرياً ، عاجلاً غير ريث ، نافعاً غير ضار ′ ، فكشف اللّه تعالى عنهم العذاب . ١٥الدخان : ١٥ إنا كاشفو العذاب . . . . . فذلك قوله : إنا كاشفوا العذاب ، يعني الجوع قليلاً إلى يوم بدر إنكم عائدون [ آية : ١٥ ] إلى الكفر ، فعادوا ، فانتقم اللّه منهم ببدر فقتلهم . ١٦الدخان : ١٦ يوم نبطش البطشة . . . . . فذلك قوله : يوم نبطش البطشة الكبرى ، يعني العظمى ، فكانت البطشة في المدينة يوم بدر ، أكثر مما أصابهم من الجوع بمكة ، فذلك قوله : إنا منتقمون [ آية : ١٦ ] بالقتل ، وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم ، وعجل اللّه أرواحهم إلى النار . ١٧الدخان : ١٧ ولقد فتنا قبلهم . . . . . ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون بموسى صلى اللّه عليه وسلم حتى ازدروه ، كما ازدرى أهل مكة النبي صلى اللّه عليه وسلم ؛ لأنه ولد فيهم فازدروه ، فكان النبي صلى اللّه عليه وسلم فتنة لهم ، كما كان موسى صلى اللّه عليه وسلم فتنة لفرعون وقومه ، فقالت قريش : أنت أضعفنا وأقلنا حيلة ، فهذا حين ازدروه ، كما ازدروا موسى ، عليه السلام ، حين ألم نربك فينا وليداً [ الشعراء : ١٨ ] ، فكانت فتنة لهم ، من أجل ذلك ذكر فرعون دون الأمم ، نظيرها في المزمل : إ نا أرسلنا إليكم رسولاً [ المزمل : ١٥ ] . قوله : ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون كما فتنا قريشاً بمحمد صلى اللّه عليه وسلم ؛ لأنهما ولدا في قومهما وجاءهم رسولٌ كريمٌ [ آية : ١٧ ] ، يعني الخلق ، كان يتجاوز ويصفح ، يعني موسى حين سأل ربه أن يكشف عن أهل مصر الجراد والقمل . ١٨الدخان : ١٨ أن أدوا إلي . . . . . فقال موسى لفرعون : أن أدوا إلي عباد اللّه ، يعني أرسلوا معي بني إسرائيل ، يقول : وخل سبيلهم ، فإنهم أحرار ولا تستعبدهم إني لكم رسول من اللّه ، امين [ آية : ١٨ ] فيما بيني وبين ربكم . ١٩الدخان : ١٩ وأن لا تعلوا . . . . . وأن لا تعلوا على اللّه ، يعني لا تعظموا على اللّه أن توحدوه إني ءاتيكم بسلطان مبينٍ [ آية : ١٩ ] ، يعني حجة بينة ، ك قوله : ألا تعلوا على اللّه ، يقول : ألا تعظموا على اللّه إني ءاتيكم بسلطانٍ مبينٍ ، يعني حجة بينة ، وهي اليد والعصا ، فكذبوه ، فقال فرعون في حم المؤمن : ذروني أقتل موسى [ غافر : ٢٦ ] . ٢٠الدخان : ٢٠ وإني عذت بربي . . . . . فاستعاذ موسى ، فقال : وإني عذت بربي وربكم ، يعني فرعون وحده أن ترجمون [ آية : ٢٠ ] ، يعني أن تقتلون . ٢١الدخان : ٢١ وإن لم تؤمنوا . . . . . وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون [ آية : ٢١ ] ، يقول : وإن لم تصدقوني ، يعني فرعون وحده فاعتزلون ، فدعا موسى ربه في يونس ، فقال : ونجنا برحمتك من القوم الكافرين [ يونس : ٨٦ ] ، يعني نجي وبني إسرائيل ، وأرسل العذاب على أهل مصر . ٢٢الدخان : ٢٢ فدعا ربه أن . . . . . قوله تعالى : فدعا ربه أن هؤلاء ، يعني أهل مصر قوم مجرمون [ آية : ٢٢ ] ، فلا يؤمنون ، فاستجاب اللّه له . ٢٣الدخان : ٢٣ فأسر بعبادي ليلا . . . . . فأوحى اللّه تعالى إليه : فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون [ آية : ٢٣ ] ، يقول : يتبعكم فرعون وقومه . ٢٤الدخان : ٢٤ واترك البحر رهوا . . . . . واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون ، وذلك أن بني إسرائيل لما قطعوا البحر ، قالوا لموسى صلى اللّه عليه وسلم : فرق لنا البحر كما كان ، فإننا نخشى أن يقطع فرعون وقومه آثارنا ، فأراد موسى ، عليه السلام ، أن يفعل ذلك ، كان اللّه تعالى أوحى إلى البحر أن يطيع موسى ، عليه السلام ، فقال اللّه لموسى : واترك البحر رهوا ، يعني صفوفاً ، ويقال : ساكناً ، إنهم ، إن فرعون وقومه جند مغرقون [ آية : ٢٤ ] ، فأغرقهم اللّه في نهر مصر ، وكان عرضه يومئذٍ فرسخين . ٢٥الدخان : ٢٥ كم تركوا من . . . . . فقال اللّه تعالى : كم تركوا من بعدهم ، يعني فرعون وقومه من جنات ، يعني بساتين وعيون [ آية : ٢٥ ] ، يعني الأنهار الجارية . ٢٦الدخان : ٢٦ وزروع ومقام كريم وزروع ومقام كريم [ آية : ٢٦ ] ، يعني ومساكن حسان . ٢٧الدخان : ٢٧ ونعمة كانوا فيها . . . . . ونعمة من العيش كانوا فيها فاكهين [ آية : ٢٧ ] ، يعني أرض مصر معجبين . ٢٨الدخان : ٢٨ كذلك وأورثناها قوما . . . . . كذلك ، يقول : هكذا فعلنا بهم في الخروج من مصر ، ثم قال : وأورثنها ، يعني أرض مصر قوماً ءاخرين [ آية : ٢٨ ] ، يعني بني إسرائيل ، فردهم اللّه إليها بعد الخروج منها . ٢٩الدخان : ٢٩ فما بكت عليهم . . . . . ثم قال : فما بكت عليهم السماء والأرض ، وذلك أن المؤمن إذا مات بكى عليه معالم سجوده من الأرض ، ومصعد عمله من السماء أربعين يوماً وليلة ، ويبكيان على الأنبياء ثمانين يوماً وليلة ، ولا يبكيان على الكافر ، فذلك قوله : فما بكت عليهم السماء والأرض ؛ لأنهم لم يصلوا للّه في الأرض ، ولا كانت لهم أعمال صالحة تصعد إلى السماء ؛ لكفرهم وما كانوا منظرين [ آية : ٢٩ ] ، لم يناظروا بعد الآيات التسع حتى عذبوا بالغرق . ٣٠الدخان : ٣٠ ولقد نجينا بني . . . . . ولقد نجينا بني إسراءيل من العذاب المهين [ آية : ٣٠ ] ، يعني الهوان ، وذلك أن بني إسرائيل آمنت بموسى وهارون ، فمن ثم قال فرعون : اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم [ غافر : ٢٥ ] ، فلما هم بذلك ، قطع اللّه بهم البحر مع ذرياتهم وذراريهم ، وأغرق فرعون ومن معه من القبط ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين ، يعني الهوان من فرعون من قتل الأبناء ، واستحياء النساء ، يعني البنات ، قبل أن يبعث اللّه عز وجل موسى رسولاً ، مخافة أن يكون هلاكهم في سببه من فرعون للذي أخبره به الكهنة أنه يكون ، وأنه يغلبك على ملكك . ٣١الدخان : ٣١ من فرعون إنه . . . . . ثم قال : من فرعون إنه كان عالياً عن التوحيد من المسرفين [ آية : ٣١ ] ، يعني من المشركين . ٣٢الدخان : ٣٢ ولقد اخترناهم على . . . . . ثم رجع إلى بني إسرائيل ، فقال : ولقد اخترانهم على علمٍ علمه اللّه عز وجل منهم على العالمين [ آية : ٣٢ ] ، يعني عالم ذلك الزمان . ٣٣الدخان : ٣٣ وآتيناهم من الآيات . . . . . وءاتينهم ، يقول : وأعطيناهم من الآيات حين فلق البحر وأهلك عدوهم فرعون ، وظلل عليهم الغمام ، وأنزل عليهم المن والسلوى ، والحجر والعمود والتوراة ، فيها بيان كل شئ ، فكل هذا الخير ابتلاهم اللّه به ، فلم يشكروا ربهم ، فذلك قوله : وءاتينهم من الأيات ما فيه بلؤاٌ مبينٌ [ آية : ٣٣ ] ، يعني النعم البينة ، ك قوله : إن هذا لهو البلاء المبين [ الصافات : ١٠٦ ] ، يعني النعم البينة . ٣٤الدخان : ٣٤ إن هؤلاء ليقولون قوله : إن هؤلاء ليقولون [ آية : ٣٤ ] ، يعني كفار مكة . ٣٥الدخان : ٣٥ إن هي إلا . . . . . إن هي إلا موتتنا الأولى ، وذلك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال لهم : إنكم تبعثون من بعد الموت ′ ، فكذبوه ، ف إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمنشرين [ آية : ٣٥ ] ، يعني بمبعوثين من بعد الموت . ٣٦الدخان : ٣٦ فأتوا بآبائنا إن . . . . . ثم قال : فأتوا بئابائنا إن كنتم صادقين [ آية : ٣٦ ] ، أنا نحيا من بعد الموت ، وذلك أن أبا جهل بن هشام قال في الرعد : يا محمد ، إن كنت نبياً فابعث لنا رجلين أو ثلاثة ممن مات من آبائنا ، منهم قضي بن كلاب ، فإنه كان صادقاً ، وكان إمامهم ، فنسألهم فيخبرونا عن ما هو كائن بعد الموت ، أحق ما تقول أم باطل ؟ إن كنت صادقاً بأن البعث حق ، نظيرها في الجاثية قوله : وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر [ الجاثية : ٢٤ ] ، وما البعث بحق . ٣٧الدخان : ٣٧ أهم خير أم . . . . . فخوفوهم اللّه تعالى بمثل عذاب الأمم الخالية ، فقال : أهم خير أم قوم تبع ؛ لأن قوم تبع أقرب في الهلاك إلى كفار مكة والذين من قبلهم من الأمم الخالية أهلكناهم بالعذاب إنهم كانوا مجرمين [ آية : ٣٧ ] ، يعني مذنبين مقيمين على الشرك منهمكين عليه . ٣٨الدخان : ٣٨ وما خلقنا السماوات . . . . . قوله : وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين [ آية : ٣٨ ] ، يعني عابثين لغير شئ ، يقول : لم أخلقهما باطلاً ، ولكن خلقتهما لأمر هو كائن . ٣٩الدخان : ٣٩ ما خلقناهما إلا . . . . . ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم ، يعني كفار مكة لا يعلمون [ آية : ٣٩ ] ، أنهما لم يخلقا باطلاً . ٤٠الدخان : ٤٠ إن يوم الفصل . . . . . ثم خوفهم ، فقال : إن يوم الفصل ، يعني يوم القضاء ميقاتهم ، يعني ميعادهم أجمعين [ آية : ٤٠ ] . ٤١الدخان : ٤١ يوم لا يغني . . . . . يوم ، يعني يوم القيامة ، يقول : يوافي يوم القيامة الأولون والآخرون ، وهم يوم الجمعة ، هذه الأمة وسواهم من الأمم الخالية ، ثم نعت اللّه تعالى ذلك اليوم ، فقال : يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ، وهم الكفار ، يقول : يوم لا يغني ولي عن وليه ، يقول : لا يقدر قريب لقرابته الكافر شيئاً من المنفعة ولا هم ينصرون [ آية : آية : ٤١ ] ، يقول : ولا هم يمنعون من العذاب . ٤٢الدخان : ٤٢ إلا من رحم . . . . . ثم استثنى المؤمنين ، فقال : إلا من رحم اللّه من المؤمنين ، فإنه يشفع لهم إنه هو العزيز في نقمته من أعدائه الذين لا شفاعة لهم الرحيم [ آية : ٤٢ ] بالمؤمنين الذين استثنى في هذه الآية . ٤٣الدخان : ٤٣ إن شجرة الزقوم قوله : إن شجرت الزقوم [ آية : ٤٣ ] ، ٤٤الدخان : ٤٤ طعام الأثيم طعام الأثيم [ آية : ٤٤ ] ، يعني الآثم بربه ، فهو أبو جهل بن هشام ، وفي قراءة ابن مسعود : طعام الفاجر . ٤٥الدخان : ٤٥ كالمهل يغلي في . . . . . كالمهل ، يعني الزقوم أسود غليظ كدردى الزيت يغلي في البطون [ آية : ٤٥ ] . ٤٦الدخان : ٤٦ كغلي الحميم كغلي الحميم [ آية : ٤٦ ] ، يعني الماء الحار بلسان بربر وأفريقية ، الزقوم يعنون التمر والزبد ، زعم ذلك عبد اللّه بن الزبعري السهمي ، وذلك أن أبا جهل قال لهم : إن محمداً يزعم أن النار تنبت الشجر ، وإنما النار تأكل الشجر ، فما الزقوم عندكم ؟ فقال عبد اللّه بن الزبعري : التمر والزبد ، فقال أبو جهل بن هشام : يا جارية ، ابغنا تمراً وزبداً ، فقال : تزقموا . ٤٧الدخان : ٤٧ خذوه فاعتلوه إلى . . . . . يقول اللّه عز وجل للخزنة : خذوه ، يعني أبا جهل فاعتلوه ، يقول : فادفعوه على وجهه إلى سواء الجحيم [ آية : ٤٧ ] ، يعني وسط الجحيم ، وهو الباب السادس من النار . ٤٨الدخان : ٤٨ ثم صبوا فوق . . . . . ثم قال : ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم [ آية : ٤٨ ] ، أبي جهل ، وذلك أن الملك من خزان جهنم يضربه على رأسه بمقمعة من حديد ، فينقب عن دماغه ، فيجري دماغه على جسده ، ثم يصب الملك في النقب ماء حميماً قد انتهى حره ، فيقع في بطنه . ٤٩الدخان : ٤٩ ذق إنك أنت . . . . . ثم يقول له الملك : ذق العذاب أيها المتعزز المتكرم ، يوبخه ويصغره بذلك ، فيقول : انك زعمت في الدنيا أنت العزيز ، يعني المنيع الكريم [ آية : ٤٩ ] ، يعني المتكرم . ٥٠الدخان : ٥٠ إن هذا ما . . . . . قال : فكان أبو جهل يقول في الدنيا : أنا عز قريش وأكرمها ، فلما ذاق شدة العذاب في الآخرة ، قال له الملك : إن هذا ما كنتم به تمترون [ آية : ٥٠ ] ، يعني تشكون في الدنيا أنه غير كائن ، فهذا مستقر الكفار . ٥١الدخان : ٥١ إن المتقين في . . . . . ثم ذكر مستقر المؤمنين ، فقال : إن المتقين في مقام أمين [ آية : ٥١ ] ، في مساكن آمنين من الخوف والموت . ٥٢الدخان : ٥٢ في جنات وعيون في جنات وعيون [ آية : ٥٢ ] ، يعني بساتين وأنهار جارية . ٥٣الدخان : ٥٣ يلبسون من سندس . . . . . يلبسون من سندس وإستبرق ، يعني الديباج متقالبين [ آية : ٥٣ ] في الزيارة . ٥٤الدخان : ٥٤ كذلك وزوجناهم بحور . . . . . كذلك وزوجناهم بحور ، يعني بيض الوجوه عين [ آية : ٥٤ ] ، يعني حسان العيون . ٥٥الدخان : ٥٥ يدعون فيها بكل . . . . . ثم أخبر عنهم ، فقال : يدعون فيها بكل فاكهة من ألوان الفاكهة ، ءامنين [ آية : ٥٥ ] من الموت . ٥٦الدخان : ٥٦ لا يذوقون فيها . . . . . لا يذوقون فيها الموت أبداً إلا الموتة الأولى التي كانت في الدنيا ، ووقاهم ، يعني الرب تعالى عذاب الجحيم [ آية : ٥٦ ] . ٥٧الدخان : ٥٧ فضلا من ربك . . . . . ذلك الذي ذكر في الجنة كان فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم [ آية : ٥٧ ] ، ٥٨يعني الكبير ، يعني النجاة العظيمة . الدخان : ٥٨ فإنما يسرناه بلسانك . . . . . قوله : فإنما يسرناه بلسانك ، يعني القرآن ، يقول : هوناه على لسانك لعلهم ، يقول : لكي يتذكرون [ آية : ٥٨ ] ، فيؤمنوا بالقرآن ، فلم يؤمنوا به . ٥٩الدخان : ٥٩ فارتقب إنهم مرتقبون يقول اللّه تعالى : فارتقب ، يقول : انتظر بهم العذاب إنهم مرتقبون [ آية : ٥٩ ] ، يعني منتظرون بهم العذاب . |
﴿ ٠ ﴾