٤

سورة محمد

مدنية ، عددها ثمان وثلاثون آية كوفية

١

محمد : ١ الذين كفروا وصدوا . . . . .

 الذين كفروا بتوحيد اللّه ، يعني كفار مكة وصدوا الناس عن سبيل اللّه يقول : منعوا الناس عن دين اللّه الإسلام أضل أعمالهم [ آية : ١ ] يقول : أبطل اللّه أعمالهم ، يعني نفقتهم في غزوة بدر ومسيرهم ومكرهم أبطل اللّه ذلك كله في الآخرة ، أبطال أعمالهم التي عملوا في الدنيا لأنها كانت في غير إيمان نزلت في اثنى عشر رجلاً من قريش ، وهم المطعمون من كفار مكة في مسيرهم إلى قتال النبي صلى اللّه عليه وسلم ببدر منهم أبو جهل والحارث ابنا هشام ، وشيبة وعتيبة ابنا ربيعة ، وأمية وأبي ابنا خلف ، ومنبه ونبيه ابنا الحجاج ، وأبو البحتري بن هشام ، وربيعة بن الأسود ، وحكيم بن حزام ، والحارث بن عامر بن نوفل .

٢

محمد : ٢ والذين آمنوا وعملوا . . . . .

ثم والذين ءامنوا يعني صدقوا بتوحيد اللّه وعملوا الصالحات الصالحة وءامنوا يعني وصدقوا بما نزل على محمد صلى اللّه عليه وسلم من القرآن وهو الحق يعني القرآن من ربهم كفر عنهم يقول : محا عنهم سيئاتهم يعني ذنوبهم الشرك وغيرها بتصديقهم وأصلح بالهم [ آية : ٢ ] يقول : أصلح بالتوحيد حالهم في سعة الرزق ، نزلت بني هاشم وبني عبد المطلب .

٣

محمد : ٣ ذلك بأن الذين . . . . .

ثم رجع إلى الاثنى عشر المطعمين يوم بدر فيها تقديم ذلك يقول : هذا الإبطال كان بأن الذين كفروا بتوحيد اللّه اتبعوا الباطل يعني عبادة الشيطان .

ثم قال : وأن الذين ءامنوا يعني صدقوا بتوحيد اللّه اتبعوا الحق من ربهم يعني به القرآن كذلك يقول : هكذا يضرب اللّه للناس أمثالهم [ آية : ٣ ] حين أضل أعمال الكفار ، وكفر سيئات المؤمنين ، ثم علم المؤمنين كيف يصنعون بالكفار ؟

٤

محمد : ٤ فإذا لقيتم الذين . . . . .

فقال : فإذا لقيتم الذين كفروا من مشركي العرب بتوحيد اللّه تعالى فضرب الرقاب يعني الأعناق حتى إذا أثخنتموهم يعني قهرتموهم بالسيف وظهرتم عليهم فشدوا الوثاق يعني الأسر فإما منا بعد يعني عتقاً بعد الأسر فيمن عليهم وإما فداء يقول : فيفتدى نفسه بما له ليقوى به المسلمون على المشركين ، ثم نسختها آية السيف في براءة ، وهي

قوله : فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم [ التوبة : ٥ ] ، يعني مشركي العرب خاصة .

 حتى تضع الحرب أوزارها يعني ترك الشرك ، حتى لا يكون في العرب مشرك ، وأمر ألا يقبل منهم إلا الإسلام ، ثم استأنف ، فقال : ذلك يقول هذا أمر اللّه في المن والفداء . حدثنا عبد اللّه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني الهذيل ، قال : قال مقاتل ، إذا أسلمت العرب وضعت الحرب أوزارها ، وقال في سورة الصف : فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين [ الصف : ١٤ ] بمحمد حين أسلمت العرب .

فقال : ولو يشاء اللّه لانتصر منهم يقول : لانتقم منهم ولكن ليبلوا يعني يبتلى بقتال الكفار بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل اللّه يعني قتلى بدر فلن يضل أعمالهم [ آية : ٤ ] يعني لن يبطل أعمالهم الحسنة .

٥

محمد : ٥ سيهديهم ويصلح بالهم

 سيهديهم إلى الهدى ، يعني التوحيد في القبر ويصلح بالهم [ آية : ٥ ] يعني حالهم في الآخرة .

٦

محمد : ٦ ويدخلهم الجنة عرفها . . . . .

 ويدخلهم الجنة عرفها لهم [ آية : ٦ ] يعني عرفوا منازلهم في الجنة ، كما عرفوا

منازلهم في الآخرة ، يذهب كل رجل إلى منزله .

٧

محمد : ٧ يا أيها الذين . . . . .

 يأيها الذين ءامنوا إن تنصروا اللّه يقول : إن تعينوا اللّه ورسوله حتى يوحد ينصركم يقول : يعينكم ويثبت أقدامكم [ آية : ٧ ] للنصر فلا تزول عند الثبات .

٨

محمد : ٨ والذين كفروا فتعسا . . . . .

 والذين كفروا فتعسا لهم يعني فنكساً لهم وخيبة ، يقال : وقما لهم عند الهزيمة وأضل أعمالهم [ آية : ٨ ] ، يعني أبطلها .

٩

محمد : ٩ ذلك بأنهم كرهوا . . . . .

 ذلك الإبطال بأنهم كرهوا الإيمان ب ما أنزل اللّه من القرآن على النبي صلى اللّه عليه وسلم يعني الكفار الذين قتلوا من أهل مكة فأحبط أعملهم [ آية : ٩ ] لأنها لم تكن في إيمان ، ثم عرف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية ، ليعتبروا .

١٠

محمد : ١٠ أفلم يسيروا في . . . . .

فقال : أفلم يسيروا في الأرض يعني كفار مكة فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم من كفار الأمم الخالية عاد وثمود وقوم لوط دمر اللّه عليهم بألوان العذاب ،

ثم قال : وللكافرين من هذه الأمة أمثالها [ آية : ١٠ ] يقول : مثل عذاب الأمم الخالية .

١١

محمد : ١١ ذلك بأن اللّه . . . . .

 ذلك بأن اللّه يقول : هذا النصر ببدر في القديم إنما كان بأن اللّه مولى الذين ءامنوا يقول : ولي الذين صدقوا بتوحيد اللّه عز وجل حين نصرهم وأن الكافرين لا مولى لهم [ آية : ١١ ] يقول : لا ولي لهم في النصر ، ثم ذكر مستقر المؤمنين والكافرين في الآخرة .

١٢

محمد : ١٢ إن اللّه يدخل . . . . .

فقال : إن اللّه يدخل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جنتٍ تجري من تحتها الأنهار يعني البساتين تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون لا يلتفتون إلى الآخرة كما تأكل الأنعام يقول : ليس لهم هم إلا الأكل والشرب في الدنيا ، ثم قال :

 والنار مثوى لهم [ آية : ١٢ ] يقول : هي مأواهم ، ثم خوفهم ليحذروا .

١٣

محمد : ١٣ وكأين من قرية . . . . .

فقال : وكأين يقول : وكم من قرية قد مضت فيما خلا كانت هي أشد قوة يعني أشد بطشاً وأكثر عدداً من قريتك يعني مكة التي أخرجتك يعني أهل مكة حين أخرجوا النبي صلى اللّه عليه وسلم ، ثم رجع إلى الأمم الخالية في التقديم .

فقال : أهلكناهم بالعذاب حين كذبوا رسلهم فلا ناصر لهم [ آية : ١٣ ]

يقول : فلم يكن لهم مانع يمنعهم من العذاب الذي نزل بهم .

١٤

محمد : ١٤ أفمن كان على . . . . .

قوله : أفمن كان على بينة من ربه يعني على بيان من ربه وهو النبي صلى اللّه عليه وسلم  كمن زين له سوء عمله الكفر واتبعوا أهواءهم [ آية : ١٤ ] نزلت في نفر من قريش ، في

أبي جهل بن هشام ، وأبي حذيفة بن المغيرة المخزوميين ، فليسا بسواء ، لأن النبي صلى اللّه عليه وسلم

مصيرة إلى الجنة ، وأبو حذيفة ، وأبو جهل مخلدان في النار .

١٥

محمد : ١٥ مثل الجنة التي . . . . .

ثم قال : مثل الجنة التي وعد المتقون الشرك ، يقول :

شبة الجنة في الفضل ، والخير

كشبة النار في الشدة وألوان العذاب ، ثم ذكر ما أعد لأهل الجنة من الشراب ، وما أعد

لأهل النار في الشدة وألوان العذاب ، ثم ذكر ما أعد لأهل الجنة من الشراب ، وما أعد

لأهل النار من الشراب .

فقال : فيها يعني في الجنة أنهارٌ من ماءٍ غير ءاسنٍ يقول : لا يتغير كما يتغير

ماء أهل الدنيا فينتن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه كما يتغير لبن أهل الدنيا عن حاله

الأولى فيمخض صلى اللّه عليه وسلم وأنهارٌ من خمرٍ لذةٍ للشاربين لا يصدون عنها ، ولا يسكرون كخمر

الدنيا تجري لذة للشاربين وأنهرٌ من عسلٍ مصفى ليس فيها عكر ، ولا كدر كعسل

أهل الدنيا ، فهذه الأنهار الأربعة تفجر من الكوثر إلى سائر أهل الجنة .

قوله : ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرةٌ  لذنوبهم من ربهم فهذا للمتقين

الشرك في الآخرة ، ثم ذكر مستقر الكفار ، فقال : كمن هو خالدٌ في النار يعني أبا

جهل بن هشام ، وأبا حذيفة المخزومين وأصحابهما في النار وسقوا ماءً حميماً يعني

شديد الحر الذي قد انتهى حره تستعر عليهم جهنم ، فهي تغلي منذ خلقت السماوات

والأرض فقطع  الماء أمعاءهم [ آية : ١٥ ] في الخوف من شدة الحر .

١٦

محمد : ١٦ ومنهم من يستمع . . . . .

 ومنهم يعني من المنافقين من يستمع إليك يعني إلى حديثك بالقرآن يا محمد

 حتى إذا خرجوا من عندك منهم رفاعة بن زيد ، والحارث بن عمرو ، وحليف بني

زهرة ، وذلك

أن النبي صلى اللّه عليه وسلم خطب يوم الجمعة ، فعاب المنافقين وكانوا في المسجد

فكظموا عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فلما خرجوا ، يعني المنافقين ، من الجمعة .

 قالوا للذين أوتوا العلم وهو الهدى ، يعني القرآن ، يعني عبد اللّه بن مسعود الهذلي

 ماذا قال  محمد ءانفاً وقد سمعوا قول النبي صلى اللّه عليه وسلم فلم يفقهوه ، يقول اللّه تعالى :

 أؤلئك الذين طبع اللّه على قلوبهم يعني ختم اللّه على قلوبهم بالكفر فلا يعقلون الإيمان

 واتبعوا أهواءهم [ آية : ١٦ ] في الكفر ، ثم ذكر المؤمنين .

١٧

محمد : ١٧ والذين اهتدوا زادهم . . . . .

فقال : والذين اهتدوا من الضلالة زادهم هدىً بالمحكم الذي نسخ الأمر الأول

 وءاتاهم تقواهم [ آية : ١٧ ] يقول : وبين لهم التقوى ، يعني عملاً بالمحكم حتى علموا

بالمحكم .

١٨

محمد : ١٨ فهل ينظرون إلا . . . . .

ثم خوف أهل مكة ، فقال : فهل ينظرون إلا الساعة يعني القيامة أن تأتيهم

بغتةً يعني فجأة فقد جاء أشراطها يعني أعلامها ، يعني انشقاق القمر وخروج

الدجال وخروج النبي صلى اللّه عليه وسلم فقد عاينوا هذا كله ، يقول : فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم

[ آية : ١٨ ] فيها تقديم يقول : من أين لهم التذكرة والتوبة عند الساعة إذا جاءتهم وقد

فرطوا فيها ؟

١٩

محمد : ١٩ فاعلم أنه لا . . . . .

 فاعلم أنه لا إله إلا اللّه واستغفر لذنبك و لذنوب المؤمنين والمؤمنات ، يعني

المصدقين بتوحيد اللّه والمصدقات وللمؤمنين والمؤمنات واللّه يعلم متقلبكم يعني

منتشركم بالنهار ومثواكم [ آية : ١٩ ] يعني مأواكم بالليل .

٢٠

محمد : ٢٠ ويقول الذين آمنوا . . . . .

 ويقول الذين ءامنوا يعني صدقوا بالقرآن لولا نزلت سورةٌ وذلك أن

المؤمنين اشتاقوا إلى الوحي ، ف  هلا نزلت سورة ؟ يقول اللّه تعالى : فإذا أنزلت

سورةٌ محكمةٌ يعني بالمحكمة ما فيها من الحلال والحرام وذكر فيها القتال وطاعة

اللّه والنبي صلى اللّه عليه وسلم ، وقول معروف حسن فرج بها المؤمنون ، فيها تقديم .

ثم ذكر المنافقين ، فذلك

قوله : رأيت الذين في قلوبهم مرضٌ يعني الشك في

القرآن منهم عبد اللّه بن أبي ، ورفاعة بن زيد ، والحارث بن عمرو ينظرون إليك نظر

المغشى عليه من الموت غما وكراهية لنزول القرآن يقول اللّه تعالى : فأولى لهم

[ آية : ٢٠ ] فهذا وعيد .

٢١

محمد : ٢١ طاعة وقول معروف . . . . .

 طاعةٌ وقولٌ معروفٌ فإذا عزم الأمر يعني جد الأمر عند دقائق الأمور فلو

صدقوا اللّه في النبي صلى اللّه عليه وسلم وما جاء به لكان خيراً لهم [ آية : ٢١ ] من الشرك .

٢٢

محمد : ٢٢ فهل عسيتم إن . . . . .

 فهل عسيتم يعني منافقي اليهود إن توليتم أن تفسدوا في الأرض بالمعاصي

 وتقطعوا أرحامكم [ آية : ٢٢ ] قال : وكان بينهم وبين الأنصار قرابة .

٢٣

محمد : ٢٣ أولئك الذين لعنهم . . . . .

 أؤلئك الذين لعنهم اللّه فأصمهم فلم يسمعوا الهدى وأعمى أبصارهم [ آية :

٢٣ ] فلا يبصروا الهدى .

٢٤

محمد : ٢٤ أفلا يتدبرون القرآن . . . . .

 أفلا يتدبرون القرءان يقول : أفلا يسمعون القرآن أم على قلوب أقفالها

[ آية : ٢٤ ] يعني الطبع على القلوب .

٢٥

محمد : ٢٥ إن الذين ارتدوا . . . . .

ثم ذكر اليهود ، فقال : إن الذين ارتدوا عن إيمان بمحمد صلى اللّه عليه وسلم بعد المعرفة على أدبارهم يعني أعقابهم كفاراً من بعد ما تبين لهم الهدى يعني أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم

يبين لهم في التوراة أن نبي ورسول الشياطن سول لهم يعني زين لهم ترك الهدى ،

يعني إيماناً بمحمد صلى اللّه عليه وسلم  وأملي اللّه لهم [ آية : ٢٥ ] .

٢٦

محمد : ٢٦ ذلك بأنهم قالوا . . . . .

 ذلك فيها تقديم وأمهل اللّه لهم حين   ليس محمد نسبي ، فلم يعجل عليهم ،

ثم انتقم منهم حين قتل أهل قريظة ، وأجل أهل النضير ، يقول ذلك الذي أصابهم من

القتل والجلاء بأنهم قالوا للذين كرهوا يعني تركوا الإيمان ، يعني المنافقين ما نزل اللّه من القرآن سنطيعكم في بعض الأمر قالت اليهود للمنافقين في

تكذيب محمد صلى اللّه عليه وسلم ، وهو بعض الأمر ، قالوا ذلك سراً فيما بينهم ، فذلك

قوله : واللّه يعلم إسرارهم [ آية : ٢٦ ] يعني اليهود والمنافقين .

٢٧

محمد : ٢٧ فكيف إذا توفتهم . . . . .

ثم خوفهم ، فقال : فكيف إذا توفتهم الملائكة يعني ملك الموت وحده

 يضربون وجوههم وأدبارهم [ آية : ٢٧ ] عند الموت .

٢٨

محمد : ٢٨ ذلك بأنهم اتبعوا . . . . .

 ذلك الضرب الذي أصابهم عند الموت بأنهم اتبعوا ما أسخط اللّه من

الكفر بالنبي محمد صلى اللّه عليه وسلم  وكرهوا رضوانه يقول : وتركوا رضوان اللّه في إيمان

بمحمد صلى اللّه عليه وسلم  فأحبط أعمالهم [ آية : ٢٨ ] التي عملوها في غير إيمان ، ثم رجع إلى

عبد اللّه بن أبي ، ورفاعة بن زيد ، والحارث بن عمرو .

٢٩

محمد : ٢٩ أم حسب الذين . . . . .

فقال : أم حسب الذين في قلوبهم مرض يعني الشك بالقرآن ، وهم المنافقون

 أن لن يخرج اللّه أضغانهم [ آية : ٢٩ ] يعني أن لن يظهر اللّه الغش الذي في قلويهم

للمؤمنين .

٣٠

محمد : ٣٠ ولو نشاء لأريناكهم . . . . .

 ولو نشاء لأريناكهم يعني لأعلمناكم ، ك

قوله : بما أراك اللّه [ النساء :

١٠٥ ] ، يعني بما أعلمك اللّه فلعرفتهم بسيمهم يعني بعلامتهم الخبيثة ولتعرفنهم في لحن القول يعني في كذبهم عند النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فلم يخف على النبي صلى اللّه عليه وسلم منافق بعد هذه

الآية .

ثم رجع إلى المؤمنين أهل التوحيد ، فقال : واللّه يعلم أعمالكم [ آية : ٣٠ ] من

الخير والشر .

٣١

محمد : ٣١ ولنبلونكم حتى نعلم . . . . .

 ولنبلونكم بالقتال ، يعني لنبتلينكم ، معشر المسلمين بالقتال حتى نعلم المجاهدين منكم يعني كي نرى من يجاهد منكم و من يصبر من والصابرين

على أمر اللّه ونبلوا أخباركم [ آية : ٣١ ] يعني ونختبر أعمالكم .

٣٢

محمد : ٣٢ إن الذين كفروا . . . . .

ثم استأنف إن الذين كفروا يعني اليهود وصدوا عن سبيل اللّه يعني عن دين

اللّه الإسلام وشاقوا الرسول يعني وعادوا نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم  من بعد ما تبين لهم في

التوراة الهدى بأنه نبي رسول ، يعني بالهدى أمر محمد صلى اللّه عليه وسلم ، ف لن يضروا اللّه

يقول : فلن ينقصوا اللّه من ملكه وقدرته شيئا حين شاقوا الرسول صلى اللّه عليه وسلم وصدوا

الناس عن الإسلام إنما يضرون أنفسهم وسيحبط في الآخرة أعمالهم [ آية :

٣٢ ] التي عملوها في الدنيا .

٣٣

محمد : ٣٣ يا أيها الذين . . . . .

 يأيها الذين ءامنوا اطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول وذلك أن أناساً من أعراب بني أسد

بن خزيمة قدموا على النبي صلى اللّه عليه وسلم بالمدينة ، فقالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم :

أتيناك بأهلينا طائعين عفواً بغير

قتال وتركنا الأموال والعشائر ، وكل قبيلة في العرب قاتلوك حتى أسلموا كرهاً ، فلنا

عليك حق ، فاعرف ذلك لنا ، فأنزل اللّه تعالى في الحجرات : يمنون عليك أن أسلموا إلى آيتين [ الحجرات : ١٧ ، ١٨ ] . وأنزل اللّه تعالى : ^ يأيها الذين ءامنوا

أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول . ولا تبطلوا أعمالكم [ ٣٣ ] بالمن ولكن أخلصوها للّه

تعالى .

٣٤

محمد : ٣٤ إن الذين كفروا . . . . .

 إن الذين كفروا بتوحيد اللّه وصدوا الناس عن سبيل اللّه يعني عن دين

الإسلام ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر اللّه لهم [ آية : ٣٤ ] وذلك أن المسلم كان يقتل

ذا رحمه على الإسلام ، ف

يا رسول اللّه ، أين آباؤنا وإخواننا الذين قاتلوا فقتلوا ؟ فقال

النبي صلى اللّه عليه وسلم : هم في النار ، فقال رجل من القوم : أين ولده وهو عدي بن حاتم ؟ فقال

النبي صلى اللّه عليه وسلم : في النار ، فولى الرجل وله بكاء فدعاه النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال : ما لك ؟ فقال : يا

نبي اللّه ، أجدني أرحمه وأرثى له ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : فإن والدي ووالد إبراهيم وولدك في

النار ، فليكن لك أسوة في ، وفي إبراهيم خليله ، فذهب بعض وجده . فقال : يا نبي اللّه ،

وأين المحاسن التي كان يعملها ؟ قال : يخفف اللّه عنه بها من العذاب ، فأنزل اللّه فيهم ،

إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يغفر اللّه لهم .

٣٥

محمد : ٣٥ فلا تهنوا وتدعوا . . . . .

ثم قال : فلا تهنوا يقول ك فلا تضعفوا وتدعوا يعني نبدؤهم بالدعاء إلى السلم يقول : فلا تضعفوا وتدعوا العرب إلى الصلح والموادعة وأنتم الأعلون يقول :

وأنتم الغالبون عليهم ، وكان هذا يوم أحد يقول : واللّه معكم في النصر يا معشر

المؤمنين لكم ولن يتركم يقول : ولن يبطلكم أعمالكم [ آية : ٣٥ ] الحسنة .

٣٦

محمد : ٣٦ إنما الحياة الدنيا . . . . .

 إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يقول : وإن تصدقوا باللّه وحده لا

شريك له ، وتتقوا معاصي اللّه يؤتكم أجوركم في الآخرة يعني جزاءكم في الآخرة

أعمالكم ولا يسئلكم أموالكم [ آية : ٣٦ ] .

٣٧

محمد : ٣٧ إن يسألكموها فيحفكم . . . . .

ثم نزلت بعد إن يسئلكموها يعني الأموال فنسخت هذه الآية ، ولا يسألكم

أموالكم ، ثم قال : فيحفكم ذلك يعني كثرة المسألة تبخلوا ويخرج أضغانكم

[ آية : ٣٧ ] يعني ما في قلوبكم من الحب للمال والغش والغل ، ولكنه فرض عليكم

يسيراً .

٣٨

محمد : ٣٨ ها أنتم هؤلاء . . . . .

ثم قال : هأنتم هؤلاء معشر المؤمنين تدعون لتنفقوا أموالكم في سبيل اللّه يعني في طاعة اللّه فمنكم من يبخل بالنفقة في سبيل اللّه ومن يبخل

بالنفقة فإنما يبخل بالخير والفضل عن نفسه في الآخرة لأنه لو أنفق في حق

اللّه أعطاه اللّه الجنة في الآخرة واللّه الغني عما عندكم من الأموال وأنتم الفقراء إلى ما عنده من الخير والرحمة والبركة وإن تتولوا يقول : تعرضوا عما

افترضت عليكم من حقي يستبدل بكم قوما غيركم يعني أمثل منكم وأطوع

للّه منك ثم لا يكونوا أمثالكم [ آية : ٣٨ ] في المعاصي بل يكونوا خيراً منكم

وأطوع .

قوله : إن تنصروا اللّه حتى يوحد ينصركم على عدوكم ويثبت أقدامكم فلا

تزول عند اللقاء عن التوحيد .

قال : وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم :

نصرت بالرعب مسيرة شهر ، فما ترك التوحيد قوم إلا

سقطوا من عين اللّه ، وسلط اللّه عليهم السبى وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم يعني الأنصار .

﴿ ٠