٤٨

سورة الفتح

مدنية عددها تسع وعشرون آية كوفي

١

الفتح : ١ إنا فتحنا لك . . . . .

 إنا فتحنا لك يوم الحديبية فتحا مبينا [ آية : ١ ] وذلك أن اللّه تعالى أنزل بمكة على نبيه صلى اللّه عليه وسلم : وما أدري ما يفعل بي ولا بكم [ الأحقاف : ٩ ] ، ففرح كفار مكة بذلك ، و  واللات والعزى وما أمره وأمرنا عند إلهه الذي يعبده إلا واحد ولولا أنه ابتدع هذا الأمر من تلقاء نفسه لكان ربه الذي بعثه يخبره بما يفعل به ، وبمن اتبعه كما فعل بسليمان بن داود ، وبعيسى ابن مريم والحواريين ، وكيف أخبرهم بمصيرهم ؟ فأما محمد فلا علم له بما يفعل به ، ولا بنا إن هذا لهو الضلال ، فشق على المسلمين نزول هذه الاية ، فقال أبو بكر ، وعمر ، رضي اللّه عنهما ، للنبي صلى اللّه عليه وسلم :

ألا تخبرنا ما اللّه فاعل بك ؟

فقال : ما أحدث اللّه إلى أمر بعد ، فلما قدم المدينة ، قال عبد اللّه بن أبي رأس المنافقين :

كيف تتبعون رجلاً لا يدري ما يفعل اللّه به ، ولا بمن تبعه ؟ وضحكوا من المؤمنين ، وعلم اللّه ما في قلوب المؤمنين من الحزن ، وعلم فرح المشركين من أهل مكة ، وفرح المنافقين من أهل المدينة ، فأنزل اللّه تعالى بالمدينة بعدما رجع النبي صلى اللّه عليه وسلم من الحديبية إنا فتحنا لك يعني قضينا لك فتحا مبينا يعني قضاء بيناً ، يعني الإسلام .

﴿ ١