٤

الفتح : ٤ هو الذي أنزل . . . . .

 هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين يعني الطمأنينة ليزدادوا يعني لكي

يزدادوا إيماناً مع إيمناهم يعني تصديقاً مع تصديقهم الذي أمرهم اللّه به في كتابه

فيقروا أن يكتبوا باسمك اللّهم ، ويقروا بأن يكتبوا هذا ما صالح عليه محمد بن عبد اللّه ،

وذلك أنه لما نزل النبي صلى اللّه عليه وسلم بالحديبية بعثت قريش منهم سهيل بن عمرو القرشي ،

وحويطب بن عبد العزى ، ومكرز بن حفص بن الأحنف على أن يعرضوا على النبي صلى اللّه عليه وسلم

أن يرجع من عامه ذلك ، على أن تخلى قريش له مكة من العام المقبل ثلاثة أيام ، ففعل

ذلك النبي صلى اللّه عليه وسلم وكتبوا بينهم وبينه كتاباً ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم ، لعلي بن أبي طالب ، عليه

السلام : اكتب بيننا كتاباً : اكتب بسم اللّه الرحمن الرحيم ، فقال سهيل بن عمرو

وأصحابه : ما نعرف هذا ، ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللّهم . فهم أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم

ألا يقروا بذلك ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم لعلي ، عليه السلام : اكتب ما يقولون ، فكتب باسمك

اللّهم .

ثم قال :

اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول اللّه أهل مكة ، فقال سهيل بن عمرو

وأصحابه : لقد ظلمناك إن علمنا أنك رسول اللّه ، ونمنعك ونردك عن بيته ، ولا نكتب

هذا ، ولكن اكتب الذي نعرف : هذا ما صالح عليه محمد بن عبد اللّه أهل مكة . فقال

النبي صلى اللّه عليه وسلم : يا علي ، اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد اللّه ، وأنا أشهد أني رسول

اللّه ، وأنا محمد بن عبد اللّه ، فهم المسلمون ألا يقروا أن يكتبوا هذا ما صالح عليه محمد

بن عبد اللّه ، فأنزل اللّه السكينة ، يعني الطمأنينة عليهم . فذلك

قوله : هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ، أن يقروا لقريش حتى يكتبوا باسمك اللّهم ، إلى آخر القصة ،

وأنزل في قول أهل مكة لا نعرف أنك رسول اللّه ولو علمنا ذلك لقد ظلمنك حين

نمنعك عن بيته وكفى باللّه شهيدا [ الفتح : ٢٨ ] أن محمداً رسول اللّه ، فلا شاهد

أفضل منه .

 وللّه جنود السماوات والأرض وكان اللّه عليما حكيما [ آية : ٤ ] عليماً بخلقه ، حكيماً

في أمره .

﴿ ٤