٢الحجرات : ٢ يا أيها الذين . . . . . يأيها الذين ءامنوا لا ترفعوا أصواتكم يعني كلامكم فوق صوت النبي يعني فوق كلام النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول : احفظوا الكلام عنده ، نزلت هذه الآية في ثابت بن قيس ، وشماس الأنصاري من بني الحارث بن الخزرج ، وكان في أذنيه وقر ، وكان إذا تكلم عند النبي صلى اللّه عليه وسلم رفع صوته . ثم قال : ولا تجهروا له بالقول وفيه نزلت هذه الآية : لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا [ النور : ٦٣ ] يقول : لا تدعوه باسمه يا محمد ، ويا ابن عبد اللّه كجهر بعضكم لبعض يقول : كما يدعو الرجل منكم باسمه يا فلان ، ويا ابن فلان ، ولكن عظموه ووقروه وفخموه وقولوا له : يا رسول اللّه ، ويا نبي اللّه ، يؤدبهم أن تحبط أعلماكم يعني أن تبطل حسناتكم إن لم تحفظوا أصواتكم عند النبي صلى اللّه عليه وسلم وتعظموه وتوقروه وتدعوه باسم النبوة ، فإنه يحبط أعمالكم . وأنتم لا تشعرون [ آية : ٢ ] أن ذلك يحبطها ، فلما نزلت هذه الآية أقام ثابت بن قيس في منزله مهموماً حزيناً مخافة أن يكون حبط عمله ، وكان بدرياً ، فانطلق جاره سعد بن عبادة الأنصاري إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فأخبره بقول ثابت بن قيس ، بأنه قد حبط عمله ، وهو في الآخرة من الخاسرين ، وهو في النار . فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم لسعد : ′ اذهب فأخبره ، أنك لم تعن بهذه الآية ، ولست من أهل النار ، بل أنت من أهل الجنة ، وغيرك من أهل النار ، يعني عبد اللّه بن أبي المنافق ، فاخرج إلينا ′ فرجع سعد إلى ثابت فأخبره بقول النبي صلى اللّه عليه وسلم ، ففرح وخرج إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم حين رآه : ′ مرحباً برجل يزعم أنه من أهل النار ، بل غيرك من أهل النار ، يعني عبد اللّه بن أبي ، وكان جاره ، وأنت من أهل الجنة ′ . فكان ثابت بعد ذلك إذا كان عند النبي صلى اللّه عليه وسلم خفض صوته فلا يسمع من يليه . |
﴿ ٢ ﴾