١١

الحجرات : ١١ يا أيها الذين . . . . .

قوله : يأيها الذين ءامنوا لا يسخر قومٌ من قومٍ يقول : لا يستهزئ من الرجل من أخيه ،

فيقول : إنك ردئ المعيشة ، لئيم الحسب ، وأشباه ذلك مما ينقصه به من أمر ديناه ، ولعله

خير منه عند اللّه تعالى ، فأما الذين استهزءوا فهم الذين نادوا النبي صلى اللّه عليه وسلم من وراء

الحجرات ، وقد استهزءوا من الموالي عمار بن ياسر ، وسلمان الفارسي ، وبلال المؤذن ،

وخباب بن الأرت ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وعامر بن فهيرة ، وغيرهم من الفقراء ، قال :

وإن سالم مولى أبي حذيفة كان معه راية المسلمين يوم اليمامة ، فقالوا له : إنا نخشى

عليك ، فقال سالم : بئس حامل القرآن أنا إذاً ، فقاتل حتى قتل .

ثم قال : عسى أن يكونوا خيرا منهم عند اللّه ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن نزلت في عائشة بنت أبي بكر ، رضي اللّه عنهما ، استهزأت من قصر أم سلمة

بنت أبي أمية ، ثم قال : ولا تلمزوا أنفسكم يقول : لا يطعن بعضكم على بعض ، فإن ذلك معصية تنابزوا بالألقاب وذلك ان كعب بن مالك الأنصاري كان يكون

على المقسم فكان بينه وبين عبد اللّه بن الحدرد الأسلمي بعض الكلام ، فقال له : يا

أعرابي ، فقال له عبد اللّه : يا يهودي ، ثم انطلق عبد اللّه فأخبر النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال له النبي

 صلى اللّه عليه وسلم : لعلك قلت له : يا يهودي ؟ قال : نعم قد قلت له ذلك إذ لقبني أعرابياً ، وأنا

معاجر ، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم : لا تدخلا على حتى ينزل اللّه توبتكما ، فأوثقا أنفسهما إلى سارية المسجد إلى جنب المنبر .

فأنزل اللّه تعالى فيهما : ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب يقول : لا يعير

الرجل أخاه المسلم بالملة التي كان عليها قبل الإسلام ، ولا يسميه بغير أهل دينه فإنه

 بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان يعني بئس الاسم هذا ، أن يسميه باسم الكفر بعد

الإيمان ، يعني بعد ما تاب وآمن باللّه تعالى ومن لم يتب من قوله فأؤلئك هم

الظالمون [ آية : ١١ ] فلما أنزل اللّه تعالى توبتهما وبين أمرهما تابا إلى اللّه تعالى من

قولهما وحلا أنفسهما من الوثائق .

﴿ ١١