٥٣

سورة النجم

١

النجم : ١ والنجم إذا هوى

أقسم اللّه عز وجل ب : والنجم إذا هوى يقول : ما كذب الفؤاد ما رأى ، وهي أول سورة أعلنها النبي صلى اللّه عليه وسلم بمكة ، فلما بلغ آخرها سجد ، وسجد من بحضرته من مؤمني الإنس والجن والشجر ، وذلك أن كفار مكة  

إن محمداً يقول هذا القرآن من تلقاء نفسه ، فأقسم اللّه بالقرآن فقال : والنجم إذا هوى [ آية : ١ ] يعني من السماء إلى محمد صلى اللّه عليه وسلم مثل

قوله : فلا أقسم بمواقع النجوم [ الواقعة : ٧٥ ] ، وكان القرآن إذا نزل إنما ينزل نجوماً ثلاث آيات وأربع ونحو ذلك ، والسورة والسورتان ، فأقسم اللّه بالقرآن ، فقال :

٢

النجم : ٢ ما ضل صاحبكم . . . . .

 ما ضل صاحبكم  محمد وما غوى [ آية : ٢ ] وما تكلم بالباطل .

٣

النجم : ٣ وما ينطق عن . . . . .

 وما ينطق محمد هذا القرآن عن الهوى [ آية : ٣ ] من تلقاء نفسه,

٤

النجم : ٤ إن هو إلا . . . . .

 إن هو إلا

وحىٌ يوحى [ آية : ٤ ] إليه يقول : ما هذا القرآن إلا وحى من اللّه تعالى يأتيه به جبريل ،

٥

 صلى اللّه عليه وسلم ، فذلك

قوله :

النجم : ٥ علمه شديد القوى

 علمه شديد القوى [ آية : ٥ ] يعني القوة في كل شئ ، يعني جبريل ،

ثم قال :

٦

النجم : ٦ ذو مرة فاستوى

 ذو مرةٍ ^ يعني جبريل ، عليه السلام ، يقول : ذو قوة فاستوى [ آية : ٦ ]

يعني سوياً حسن الخلق

٧٤

النجم : ٧ وهو بالأفق الأعلى

 وهو بالأفق الأعلى [ آية : ٧ ] يعني من قبل المطلع

٨

النجم : ٨ ثم دنا فتدلى

 ثم دنا

الرب تعالى من محمد فتدلى [ آية : ٨ ] وذلك ليلة أسرى بالنبي صلى اللّه عليه وسلم إلى السماء

السابعة

٩

النجم : ٩ فكان قاب قوسين . . . . .

 فكان  منه قاب قوسين ٦ يعني قدر ما بين طرفي القوس من قسى العرب

 أو أدنى [ آية : ٩ ] يعني أدنى أو أقرب من ذلك .

حدثنا عبد اللّه ، قال :

سمعت أبا العباس يقول : قاب قوسين ، يعني قدر طول

قوسين من قسى العرب .

١٠

النجم : ١٠ فأوحى إلى عبده . . . . .

 فأوحى إلى عبده محمد صلى اللّه عليه وسلم  ما أوحي [ آية : ١٠ ]

١١

النجم : ١١ ما كذب الفؤاد . . . . .

 ما كذب الفؤاد ما رأى

[ آية : ١١ ] يعني ما كذب قلب محمد صلى اللّه عليه وسلم ما رأى بصره من أمر ربه تلك الليلة

١٢

النجم : ١٢ أفتمارونه على ما . . . . .

 أفتمرونه على ما يرى [ آية : ١٢ ]

١٣

النجم : ١٣ ولقد رآه نزلة . . . . .

 ولقد رءاه نزلةً أخرى [ آية : ١٣ ] يقول : رأى

محمد صلى اللّه عليه وسلم ربه بقلبه مرة أخرى ، رآه

١٤

النجم : ١٤ عند سدرة المنتهى

 عند سدرة المنتهى [ آية : ١٤ ] أغصانها اللؤلؤ

والياقوت والزبرجد ، وهي شجرة عن يمين العرش فوق السماء السابعة العليا .

١٥

النجم : ١٥ عندها جنة المأوى

 عندها جنة المأوى [ آية : ١٥ ] تأوى إليها أرواح الشهداء أحياء يرزقون ، وإنما

سميت المنتهى لأنها ينتهي إليها علم كل مخلوق ، ولا يعلم ما وراءها أحد إلا اللّه عز وجل

كل ورقة منها تظل أمة من الأمم على كل ورقة منها ملك يذكر اللّه عز وجل ، ولو أن

ورقة منها وضعت في الأرض لأضاءت لأهل الأرض نوراً تحمل لهم الحلل والثمار من

جميع الألوان ، ولو أن رجلاً ركب حقة فطاف على ساقها ، ما بلغ المكان الذي ركب

منه حتى يقتله الهرم ، وهي طوبى التي ذكر اللّه تعالى في كتابه : طوبى لهم وحسن

مآب [ الرعد : ٢٩ ] ينبع من ساق السدرة عينان أحدهم السلسبيل ،

والأخرى الكوثر ،

فينفجر من الكوثر أربعة أنهار التي ذكر اللّه تعالى في سورة محمد صلى اللّه عليه وسلم ، الماء واللبن

والعسل والخمر .

١٦

النجم : ١٦ إذ يغشى السدرة . . . . .

ثم قال : إذ يغشى السدرة ما يغشى [ آية : ١٦ ]

١٧

النجم : ١٧ ما زاغ البصر . . . . .

 ما زاغ البصر يعني بصر محمد

 صلى اللّه عليه وسلم يعني ما مال وما طغى [ آية : ١٧ ] يعني وما ظلم ، لقد صدق محمد صلى اللّه عليه وسلم بما رأى

تلك الليلة

١٨

النجم : ١٨ لقد رأى من . . . . .

 لقد رأى محمد صلى اللّه عليه وسلم  من ءايات ربه الكبرى [ آية : ١٨ ] وذلك

أن النبي

 صلى اللّه عليه وسلم رأى رفرفاً اخضر قد غطى الأفق ، فذلك من آيات ربه الكبرى

١٩

النجم : ١٩ أفرأيتم اللات والعزى

 أفرءيتم اللات

والعزى [ آية : ١٩ ]

٢٠

النجم : ٢٠ ومناة الثالثة الأخرى

 ومنوة الثالثة الأخرى [ آية : ٢٠ ] وإنما سميت اللات والعزى

لأنهم أرادوا أن يسموا اللّه ، فمنعهم اللّه فصارت اللات وأرادوا أن يسموا العزيز ، فمنعهم

فصارت العزى

٢١

النجم : ٢١ ألكم الذكر وله . . . . .

 ألكم الذكر وله الأنثى [ آية : ٢١ ] حين  

إن الملائكة بنات اللّه

٢٢

النجم : ٢٢ تلك إذا قسمة . . . . .

 تلك إذا قسمة ضيزى [ آية : ٢٢ ] يعني جائزة عوجاء أن يكون لهم الذكر وله الأنثى .

٢٣

النجم : ٢٣ إن هي إلا . . . . .

ثم ذكر آلهتم ، فقال : إن هي يقول : ما هي إلا أسماءٌ سميتموها أنتم وءاباؤكم

ما أنزل اللّه بها من سلطانٍ بأنها آلهة من

قوله : أم لكم سلطان مبين [ الصافات :

١٥٦ ] يعني كتاب فيه حجة ، مثل

قوله : أم أنزلنا عليهم سلطانا [ الروم : ٣٥ ] ،

يعني كتاباً لهم فيه حجة إن يتبعون إلا الظن يقول : ما لهم من علم بأنها آلهة إلا ظناً

ما يستيقنون بأن اللات والعزى ومناة آلهة وما تهوى الأنفس يعني القلوب ولقد جاءهم من ربهم الهدى [ آية : ٢٣ ] يعني القرآن

٢٤

النجم : ٢٤ أم للإنسان ما . . . . .

 أم للإنسان ما تمنى [ آية : ٢٤ ] بأن

الملائكة تشفع لهم ، وذلك

أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قرأ سورة النجم ، والليل إذا يغشى ، أعلنهما

بمكة ، فلما بلغ أفرأيتم اللات والعزى ومناة نعس فألقى الشيطان على لسانه تلك

الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلا عندها الشفاعة ترتجي ، يعني الملائكة ففرح كفار

مكة ورجوا أن يكون للملائكة شفاعة ، فلما بلغ آخرها سجد ، وسجد المؤمنون تصديقاً

للّه تعالى وسجد كفار مكة عند ذكر الآلهة غير أن الوليد بن المغيرة ، وكان شيخاً كبيراً ،

فرفع التراب إلى جبهته فسجد عليه ، فقال : يحيا كما تحيا أم أيمن وصواحبتها ، وكانت أم

أيمن خادم النبي صلى اللّه عليه وسلم و أيمن خادم النبي صلى اللّه عليه وسلم قتل يوم خيبر .

وقال في الأنعام : ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه [ الأنعام : ١٢ ] ، لا

شك فيه ليجزى الذين أساءوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى [ النجم :

٣١ ] ، فلما رجوا أن للملائكة شفاعة ، أنزل اللّه تعالى :

٢٥

النجم : ٢٥ فللّه الآخرة والأولى

 فللّه الآخرة والأولى [ آية :

٢٥ ] يعني الدنيا

والآخرة .

٢٦

النجم : ٢٦ وكم من ملك . . . . .

 وكم من ملك في السماوات لا تغني يقول : لا تنفع شفاعتهم شيئا ، ثم

استثنى ، فقال : إلا من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء من بني آدم فيشفع له ويرضي

[ آية : ٢٦ ] اللّه له بالتوحيد .

٢٧

النجم : ٢٧ إن الذين لا . . . . .

 أن الذين لا يؤمنون بالآخرة يعني لا يصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال

 ليسمون الملائكة تسمية الأنثى [ آية : ٢٧ ] حين زعموا أن الملائكة أناث ، وأنها تشفع

لهم ، يقول اللّه :

٢٨

النجم : ٢٨ وما لهم به . . . . .

 وما لهم به بذلك من علم أنها أناث إن يتبعون إلا الظن

يقول : ما يتبعون إلا الظن وما يستيقنون أنها أناث وإن الظن لا يغني من الحق شيئا

[ آية : ٢٨ ]

٢٩

النجم : ٢٩ فأعرض عن من . . . . .

 فأعرض عن من تولى عن ذكرنا يعني عن من أعرض عن الإيمان بالقرآن ولم يرد إلا الحياة الدنيا [ آية : ٢٩ ]

٣٠

النجم : ٣٠ ذلك مبلغهم من . . . . .

 ذلك مبلغهم من العلم يعني من مبلغ رأيهم من

العلم أن الملائكة أناث وأنها تشفع لهم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله يعني عن

الهدى من غيره وهو أعلم من غيره بمن اهتدى [ آية : ٣٠ ] منكم ، ثم عظم

نفسه بأنه غنى عن عبادتهم والملائكة وغيرهم عبيده وفي ملكه .

٣١

النجم : ٣١ وللّه ما في . . . . .

فقال : وللّه ما في السموات وما في الأرض ليجزى الذين أسئوا بما عملوا في الآخرة

 الذين أسئوا بما عملوا من الشرك في الدنيا ، أنه قال في الأنعام ، والنساء :

 ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه [ الأنعام : ١٢ ، النساء : ٨٧ ] يعني لا شك

في البعث أنه كائن ليجزى الذين أسئوا بما عملوا من الشرك في الدنيا ويجزي الذين أحسنوا التوحيد في الدنيا بالحسنى [ ٣١ ] وهي الجنة ، ثم نعت المتقين .

٣٢

النجم : ٣٢ الذين يجتنبون كبائر . . . . .

فقال : الذين يجتنبون كبائر الإثم يعني كل ذنب يختم بالنار والفواحش يعني

كل ذنب فيه حد إلا اللمم يعني ما بين الحدين .

نزلت في نبهان التمار ، وذلك أنه كان له حانوت يبيع فيه التمر ، فأتته امرأة تريد

تمراً ، فقالت لها : ادخلي الحانوت ، فإن فيه تمراً جيداً ، فلما دخلت رادوها عن نفسها ،

فأبت عليه ، فلما رأت الشر خرجت فوثب إليها ، فضرب عجزها بيده ، فقال : واللّه ، ما

نلت مني حاجتك ، ولا حفظت غيبة أخيك المسلم .

فذهبت المرأة وندم الرجل ، فأتى النبي صلى اللّه عليه وسلم فأخبره بصنيعه ، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم :

ويحك يا نبهان ، فلعل زوجها غاز في سبيل اللّه ، فقال : اللّه ورسوله أعلم ، فقال : أما

علمت أن اللّه يغار للغازي ما لا يغار للمقيم ، فلقى أبا بكر ، رضي اللّه عنه ، فأعلمه ،

فقال : ويحك فلعل زوجها غاز في سبيل اللّه ، فقال : اللّه أعلم ، ثم رجع فلقي عمر بن

الخطاب ، رضي اللّه عنه ، فأخبره ، فقال : ويحك لعل زوجها غاز في سبيل اللّه ، قال : اللّه

أعلم ، فصرعه عمر فوطئه ، ثم انطلق به إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : يا رسول اللّه ، إخواننا غزاة

في سبيل اللّه تكسر الرماح في صدورهم يخلف هذا ونحوه أهليهم بسوء ، فاضرب عنقه ،

فضحك النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : أرسله يا عمر ، فنزلت فيه : الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم يعني ضربه عجزيتها بيده إن ربك واسع المغفرة لمن تاب .

ثم قال : هو أعلم بكم من غيره إذ أنشأكم من الأرض يعني خلقكم من

تراب و هو أعلم بكم وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم يعني جنين الذي يوكن

في بطن أمه فلاتزكوا أنفسكم قال : وقال ناس من المسلمين : صلينا وفعلنا فزكوا

أنفسهم ، فقال اللّه تعالى : فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى [ آية : ٣٢ ] .

٣٣

النجم : ٣٣ أفرأيت الذي تولى

 أفرءيت الذي تولي [ آية : ٣٣ ] عن الحق يعني الوليد بن المغيرة

٣٤

النجم : ٣٤ وأعطى قليلا وأكدى

 وأعطى قليلا

من الخير بلسانه وأكدى [ آية : ٣٤ ] يعني قطع

٣٥

النجم : ٣٥ أعنده علم الغيب . . . . .

 أعنده علم الغيب بأن اللّه لا يبعثه

 فهو يرى [ آية : ٣٥ ] الإقامة على الكفر نظيرها في الطور ، وفي ن : أم عندهم الغيب فهم يكتبون [ الطور : ٤١ ، القلم : ٤٧ ] .

٣٦

النجم : ٣٦ أم لم ينبأ . . . . .

 أم لم ينبأ يعني يحدث بما في صحف موسى [ آية : ٣٦ ] يعني التوراة كتاب

موسى

٣٧

النجم : ٣٧ وإبراهيم الذي وفى

 و صحف وإبراهيم الذي وفى [ آية : ٣٧ ] للّه بالبلاغ ، وبلغ قومه ما

٣٨

النجم : ٣٨ ألا تزر وازرة . . . . .

أمره اللّه تعالى ألا تزر وازرة وزر أخرى [ آية : ٣٨ ] يقول :

لا تحمل نفس خطيئة نفس

أخرى

٣٩

النجم : ٣٩ وأن ليس للإنسان . . . . .

 وأن ليس للإنسان في الآخرة إلا ما سعى [ آية : ٣٩ ] يعني إلا ما عمل في

الدنيا

٤٠

النجم : ٤٠ وأن سعيه سوف . . . . .

 وأن سعيه يعني عمله في الدنيا سوف يرى [ آية : ٤٠ ] في الآخرة حين

ينظر إليه

٤١

النجم : ٤١ ثم يجزاه الجزاء . . . . .

 ثم يجزاه الجزاء الأوفى [ آية : ٤١ ] يوفيه جزاء عمله في الدنيا كاملاً ، ثم

أخبر عن هذا الإنسان الذي قال له ، فقال :

٤٢

النجم : ٤٢ وأن إلى ربك . . . . .

 وأن إلى ربك المنتهى [ آية : ٤٢ ] ينتهي

إليه بعمله .

ثم أخبره عن صنعه ، فقال :

٤٣

النجم : ٤٣ وأنه هو أضحك . . . . .

 وأنه هو أضحك وأبكى [ آية : ٤٣ ] يقول :

أضحك

واحداً وأبكى آخر ، وأيضاً أضحك أهل الجنة ، وأبكى أهل النار

٤٤

النجم : ٤٤ وأنه هو أمات . . . . .

 وأنه هو أمات

الأحياء وأحيا [ آية : ٤٤ ] الموتى

٤٥

النجم : ٤٥ وأنه خلق الزوجين . . . . .

 وأنه خلق الزوجين الرجل والمراة كل واحد

منهما زوج الآخر الذكر والأنثى [ آية : ٤٥ ] خلقهما .

٤٦

النجم : ٤٦ من نطفة إذا . . . . .

 من نطفة إذا تمنى [ آية : ٤٦ ]

يعني إذا تدفق المنى

٤٧

النجم : ٤٧ وأن عليه النشأة . . . . .

 وأن عليه النشأة الأخرى [ آية : ٤٧ ] يعني الخلق الآخر يعني البعث

في الآخرة بعد الموت

٤٨

النجم : ٤٨ وأنه هو أغنى . . . . .

 وأنه هو أغنى وأقنى [ آية : ٤٨ ] يقول : مول وأرضى هذا الإنسان

بما أعطى .

٤٩

النجم : ٤٩ وأنه هو رب . . . . .

ثم قال : وأنه هو رب الشعرى [ آية : ٤٩ ] قال مقاتل :

الشعرى اليمانية النيرة

الجنوبية كوكب مضئ ، وهي التي تتبع الجوزاء ، ويقال : لها المزن والعبور ، كان أناس من

الأعراب من خزاعة ، وغسان ، وغطفان ، يعبدونها ، وهي الكوكب الذي يطلع بعد الجوزاء ، قال اللّه تعالى أنا ربها فاعبدوني

٥٠

النجم : ٥٠ وأنه أهلك عادا . . . . .

 وأنه أهلك عادا الأولى [ آية : ٥٠ ] بالعذاب ،

وذلك أن أهل عاد وثمود ، وأهل السواد ، وأهل الموصل ، وأهل العال كلها من ولد إرم بن

سام بن نوح ، عليه السلام ، فمن ثم قال : أهلك عادا الأولى يعني قوم هود بالعذاب .

٥١

النجم : ٥١ وثمود فما أبقى

 و أهلك وثموداً بالعذاب فما أبقى [ آية : ٥١ ] منهم أحد و

أهلك

٥٢

النجم : ٥٢ وقوم نوح من . . . . .

 وقوم نوح بالغرق من قبل هلاك عاد وثمود إنهم كانوا هم أظلم وأطغى

[ آية : ٥٢ ] من عاد وثمود ، وذلك أن نوحاً دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً فلم

يجيبوه ، حتى إن الرجل منهم كان يأخذ بيد ابنه فينطلق به إلى نوح ، عليه السلام ، فيقول

له : احذر هذا ، فإنه كذاب فإن أبي قد مشى بي إلى هذا وأنا مثلك ، فحذرني منه ،

فأحذره ، فيموت الكبير على الكفر ، وينشؤ الصغير على وصية أبيه ، فنشأ قرن بعد قرن

على الكفر ، هم كانوا أظلم وأطغى ، فبقي من نسلهم ، بعد عاد أهل السواد ، وأهل الجزيرة ، وأهل العال ، فمن ثم قال : عادا الأولى .

٥٣

النجم : ٥٣ والمؤتفكة أهوى

ثم قال : و أهلك والمؤتفكة يعني الكذبة أهوى [ آية : ٥٣ ] يعني

قرى قوم لوط ، وذلك أن جبريل ، عليه السلام ، أدخل جناحه فرفعها إلى السماء حتى

سمعت ملائكة سماء الدنيا أصوات الديكة ، ونباح الكلاب ، ثم فلبها فهوت من السماء

إلى الأرض مقلوبة ، قال :

٥٤

النجم : ٥٤ فغشاها ما غشى

 فغشاها ما غشى ٦ [ آية : ٥٤ ] يعني الحجارة التي غشاها من

كان خارجاً من القرية ، أو كان في زرعه ، أو في ضرعه .

٥٥

النجم : ٥٥ فبأي آلاء ربك . . . . .

ثم قال : فبأي ءالاء ربك يعني بأي نعمة ربك تتمارى [ آية : ٥٥ ] يعني يشك

فيها ابن آدم

٥٦

النجم : ٥٦ هذا نذير من . . . . .

 هذا نذيرٌ من النذر الأولى [ آية : ٥٦ ] فيها تقديم ، يقول : هذا الذي أخبر

عن هلاك الأمم الخالية ، يعني قوم نوح ، وعاد ، وثمود ، وقوم لوط ، يخوف كفار مكة

ليحذروا معصيته .

٥٧

النجم : ٥٧ أزفت الآزفة

 أزفت الأزفة [ آية : ٥٧ ] يعني اقتربت الساعة

٥٨

النجم : ٥٨ ليس لها من . . . . .

 ليس لها من دون اللّه كاشفةٌ [ آية ٥٨ : ] يقول : لا يكشفها أحد إلا اللّه ، يعني الساعة لا يكشفها أحد من الآلهة إلا اللّه تعالى الذي يكشفها . تفسير من آية ٥٩ إلى آية ٦٢

٥٩

النجم : ٥٩ أفمن هذا الحديث . . . . .

 أفمن هذا الحديث يعني القرآن تعجبون [ آية : ٥٩ ] تكذيبا به

٦٠

النجم : ٦٠ وتضحكون ولا تبكون

 وتضحكون

استهزاء ولا تبكون [ آية : ٦٠ ] يعني كفار مكة مما فيه من الوعيد

٦١

النجم : ٦١ وأنتم سامدون

 وأنتم سامدون

[ آية : ٦١ ] يعني لاهون عن القرآن ، بلغة اليمن

٦٢

النجم : ٦٢ فاسجدوا للّه واعبدوا

 فاسجدوا للّه يعني صلوا الصلوات

الخمس واعبدوا [ آية : ٦٢ ] يعني وحدوا الرب تعالى .

﴿ ٠