٦٤

سورة التغابن

مدنية ، وفيها مكي ، عددها ثماني عشرة آية كوفى

١

التغابن : ١ يسبح للّه ما . . . . .

 يسبح للّه يعني يذكر اللّه ما في السماوات من الملائكة وما في الأرض من شئ من الخلق غير كفار الجن والإنس له الملك لا يملك أحد غيره وله الحمد في سلطانه عند خلقه وهو على كل شئٍ أراده قدير

٢

التغابن : ٢ هو الذي خلقكم . . . . .

هو الذي خلقكم من آدم وحواء وكان بدء خلقهما من تراب فمنكم كافر ومنكم مؤمن يعني مصدق بتوحيد اللّه تعالى .

 واللّه بما تعملون بصير

٣

التغابن : ٣ خلق السماوات والأرض . . . . .

خلق السماوات والأرض بالحق يقول : لم يخلقهما باطلاً خلقهما لأمر هو كائن وصوركم يعني خلقكم في الأرحام فأحسن صوركم ولم يخلقكم على صورة الدواب ، والطير ، فأحسن صوركم يعني فأحسن خلقكم وإليه المصير [ آية : ٣ ] في الآخرة

٤

التغابن : ٤ يعلم ما في . . . . .

 يعلم ما في السماوات والأرض ويعلم ما تسرون في قلوبكم من أعمالكم وما تعلنون منها بألسنتكم واللّه عليم بذات الصدور [ آية : ٤ ] يعني القلوب من الخير والشر .

التغابن : ٥ ألم يأتكم نبأ . . . . .

 ألم يأتكم يا أهل مكة نبؤا يعني حديث الذين كفروا من قبل أهل مكة حديث الأمم الخالية كيف عذبوا بتكذيبهم رسلهم فذاقوا وبال أمرهم يقول :

ذاقوا العذاب جواء ثواب أعمالهم في الدنيا ولهم عذاب أليم

٦

التغابن : ٦ ذلك بأنه كانت . . . . .

ذلك بأنه يعني ذلك بأن العذاب الذي نزل بهم في الدنيا كانت تأتيهم رسلهم بالبينات يعني البيان فقالوا أبشرٌ يهتدوننا فكفروا وتولوا عن الإيمان واستغنى اللّه عن عبادتهم واللّه غني عن عباده خلقه حميد [ آية : ٦ ] في سلطانه عند خلقه .

٧

التغابن : ٧ زعم الذين كفروا . . . . .

 زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا بعد الموت فأكذبهم اللّه تعالى ، فقال : قل يا محمد لأهل مكة : بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن في الآخرة بما عملتم الدنيا وذلك يعني البعث والحساب على اللّه يسيرٌ

٨

التغابن : ٨ فآمنوا باللّه ورسوله . . . . .

فئامنوا يعني صدقوا باللّه أنه واحد لا شريك له ورسوله محمد صلى اللّه عليه وسلم  والنور يعني القرآن الذي أنزلنا على محمد

 صلى اللّه عليه وسلم  واللّه بما تعملون من خير أو شر خبير [ آية : ٨ ] .

٩

التغابن : ٩ يوم يجمعكم ليوم . . . . .

 يوم يجمعكم ليوم الجمع يعني جمع أهل السماوات وجمع أهل الأرض ذلك يوم التغابن يعني أهل الهدى تغبن أهل الضلالة ، فلا غبن أعظم منه فريق في الجنة ، وفريق

في السعير ومن يؤمن باللّه أنه واحد لا شريك له ويعمل صالحاً يكفر عنه سيئاته

ويدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خلدين فيها أبداً لا يموتون و ذلك الثواب

الذي ذكر اللّه تعالى هو الفوز العظيم [ آية : ٩ ] .

١٠

التغابن : ١٠ والذين كفروا وكذبوا . . . . .

 والذين كفروا وكذبوا بآياتنا يعني القرآن أؤلئك أصحاب النار خالدين

فيها وبئس المصير [ آية : ١٠ ] .

١١

التغابن : ١١ ما أصاب من . . . . .

 ما أصاب ابن آدم من مصيبة إلا بإذن اللّه ومن يؤمن باللّه يهد قلبه يعني

ومن يصدق باللّه في المصيبة ، ويعلم أن المصيبة من اللّه ويسلم لأمر اللّه يهده اللّه تعالى

للاسترجاع ، فذلك

قوله : يهد قلبه للاسترجاع ، يقول : إنا للّه وإنا إليه راجعون [ البقرة : ١٥٦ ] ، وفي سورة البقرة يقول : أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون [ البقرة : ١٥٧ ] للاسترجاع واللّه بكل شئٍ

من هذا عليم [ آية : ١١ ] .

١٢

التغابن : ١٢ وأطيعوا اللّه وأطيعوا . . . . .

 وأطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول فإن توليتم يعني أعرضتم عن طاعتهما فإنما على رسولنا محمد صلى اللّه عليه وسلم  البلغ المبين [ آية : ١٢ ]

١٣

التغابن : ١٣ اللّه لا إله . . . . .

 اللّه لا إله إلا هو وعلى اللّه فليتوكل المؤمنون [ آية : ١٣ ] يقول : به فليثق الواثقون .

١٤

التغابن : ١٤ يا أيها الذين . . . . .

 يأيها الذين ءامنوا نزلت في الأشجع إن من أزوجكم وأولدكم عدواًّ

لكم يعني إذا أمروكم بالإثم ، وذلك أن الرجل كان إذا أراد الهجرة ، قال له أهله

وولده : ننشدك اللّه أن تذهب وتدع أهلك وولدك ومالك ، نضيع بعدك ، ونصير عيالاً

بالمدينة ، لا معاش لنا فيثبطونه ، فمنهم من يقيم ، ومنهم من يهاجر ، ولا يطيع أهله ،

فيقول : تثبطونا عن الهجرة ، لئن جمعنا اللّه وإياكم لنعاقبنكم ، ولا نصلكم ، ولا تصيبون

منا خيراً .

يقول اللّه : فاحذروهم أن تطيعوهم في ترك الهجرة ، ثم أمرهم بالعفو والصفح

والتجاوز ، فقال : وأن تعفوا عنهم يعني وإن تتركوهم ، وتعرضوا ، وتتجاوزا عنهم

 وتصفحوا وتغفروا خير لكم فإن اللّه غفور لذنوب المؤمنين رحيم

[ آية : ١٤ ] بخلقه ، ثم وعظهم .

١٥

التغابن : ١٥ إنما أموالكم وأولادكم . . . . .

فقال : أنما أموالكم وأولادكم فتنة يعني بلاء وشغل عن الآخرة واللّه عنده أجر يعني جزاء عظيم [ آية : ١٥ ] يعني الجنة

١٦

التغابن : ١٦ فاتقوا اللّه ما . . . . .

 فاتقوا اللّه في أمره ونهيه

 ما استطعتم يعني ما أطعتم واسمعوا له مواعظه وأطيعوا أمره

 وأنفقوا من أموالكم في حق اللّه خيرا لأنفسكم .

ثم رغبهم في النفقة ، فقال : ومن يوق شح نفسه فأؤلئك هم المفلحون [ آية :

١٦ ] أي يعطى حق اللّه من ماله .

١٧

التغابن : ١٧ إن تقرضوا اللّه . . . . .

ثم قال : إن تقرضوا اللّه يعني التطوع قرضا حسنا يعني طيبة بها أنفسكم

تحتسبها يضاعفه لكم يعني القرض ويغفر لكم بالصدقة واللّه شكور

لصدقاتكم حين يضاعفها لكم حليم [ آية : ١٧ ] عن عقوبة ذنوبكم حين غفرها

لكم ، وعن من يمن بصدقته ، ولم يحتسبها .

١٨

التغابن : ١٨ عالم الغيب والشهادة . . . . .

 الغيب والشهادة يعني عالم كل غيب ، يعني غيب ما في قلبه من المن ، وقلة

الخشية ، وشاهد كل نجوى العزيز يعني المنيع في ملكه الحكيم [ آية : ١٨ ] في

أمره .

﴿ ٠