٦

سورة الملك

مكية عددها ثلاثون آية

١

الملك : ١ تبارك الذي بيده . . . . .

قوله : تبارك يعني افتعل البركة

الذي بيده الملك وهو على كل شئٍ أراده قدير [ آية : ١ ]

٢

الملك : ٢ الذي خلق الموت . . . . .

 الذي خلق الموت والحيوة فيميت الأحياء ويحيى الموتى من نطفة ، ثم علقة ، ثم ينفخ فيه الروح ، فيصير حياً ، قوله تعالى : ليبلوكم يعني ليختبركم بها أيكم أحسن عملا .حدثنا عبد اللّه بن ثابت ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : أخبرني مقاتل بن سليمان ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن عبد اللّه بن عباس ، قال : أيكم أتم للفريضة وهو العزيز في ملكه ، في نقمته لمن عصاه الغفور [ آية : ٢ ] للذنوب المؤمنين .

٣

الملك : ٣ الذي خلق سبع . . . . .

ثم أخبر عن خلقه ليعرف بتوحيد فقال :

 الذي خلق سبع سموت في يومين

 طباقا بعضها فوق بعض بين كل سماءين مسيرة خمسمائة سنة وغلظ كل سماء مسيرة خمسمائة سنة ،

قوله : ما ترى في خلق الرحمن من تفوتٍ يقول ما ترى ابن آدم

في خلق السموات من عيب فارجع البصر يعني أعد البصر ثانية إلى السموات هل ترى ابن آدم في السموات من فطور [ ٣ ] يعني من فروج

٤

الملك : ٤ ثم ارجع البصر . . . . .

 ثم ارجع البصر كرتين

يقول : أعد البصر الثانية ينقلب يعني يرجع إليك ابن آدم البصر خاسئاً

يعني إذا اشتد البصر يقع فيه الماء ، خاسئاً : يعني صاغراً وهو حسيرٌ [ آية : ٤ ] يعني

كالا منقطعاً لا يرى فيها عيباً ولا فطورا .

٥

الملك : ٥ ولقد زينا السماء . . . . .

قوله : ولقد زينا السماء الدنيا لأنها أدنى السموات وأقربها من الأرض من غيرها

 بمصابيح وحفظاً يعني الكواكب وجعلنها يعني الكواكب رجوما يعني رمياً للشياطين يعني إذا ارتقوا إلى السماء وأعتدنا لهم يعني للشياطين عذاب السعير [ آية : ٥ ] يعني الوقود .

٦

الملك : ٦ وللذين كفروا بربهم . . . . .

 وللذين كفروا بربهم وأعتدنا للذين كفروا بتوحيد اللّه ، لهم في الآخرة

عذاب جهنم وبئس المصير [ آية : ٦ ] حيث يصيروان إليها ، قوله :

٧

الملك : ٧ إذا ألقوا فيها . . . . .

 إذا ألقوا فيها يعني في

جهنم اختطفهم الخزنة بالكلاليب سمعوا لها شهيقا يعني مثل نهيق الحمار وهي تفور [ آية : ٧ ] يعني تغلى

٨

الملك : ٨ تكاد تميز من . . . . .

 تكاد تميز تفرق جهنم عليهم من الغيظ على

الكفار تأخذهم .

ثم قال : كلما ألقي فيها فوج يعني زمرة اختطفتهم الخزنة بالكلاليب ، يعني مشركي العرب واليهود والنصارى والمجوس ، وغيرهم سألهم خزنتها خزان جهنم ألم يأتكم نذير [ آية : ٨ ] يعني رسول وهو محمد صلى اللّه عليه وسلم

٩

الملك : ٩ قالوا بلى قد . . . . .

 قالوا للخزنة : بلى قد جاءنا نذير فكذبنا بالنذير يعني النبي صلى اللّه عليه وسلم  وقلنا للنبي صلى اللّه عليه وسلم : ما نزل اللّه من شئٍ يعني ما

أرسل اللّه من أحد يعني من نبي ، وقالوا للرسول ، محمد صلى اللّه عليه وسلم ، ما بعث اللّه من رسوله

 إن أنتم إلا في ضلال يعني إلا في شقاق كبير [ آية : ٩ ] .

١٠

الملك : ١٠ وقالوا لو كنا . . . . .

 وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل المواعظ ما كنا في أصحاب السعير [ آية : ١٠ ] يقول اللّه

تعالى :

١١

الملك : ١١ فاعترفوا بذنبهم فسحقا . . . . .

 فاعترفوا بذنبهم يعني بتكذيبهم الرسل فسحقا لأصحاب السعير [ ١١ ]

يعني الوقود .

١٢

الملك : ١٢ إن الذين يخشون . . . . .

ثم أخبر اللّه تعالى عن المؤمنين ، وما أعد لهم في الآخرة ، فقال : إن الذين يخشون ربهم بالغيب ولم يروه ، فأمتوا لهم مغفرة للذنوبهم وأجر كبير [ آية : ١٢ ]

يعني جزاء كبيراً في الجنة

١٣

الملك : ١٣ وأسروا قولكم أو . . . . .

 وأسروا قولكم في النبي صلى اللّه عليه وسلم في القلوب أو اجهروا به

يعني أو تكلموا به علانية ، يعني به كفار مكة إنه عليم بذات الصدور [ آية : ١٣ ]

يعني بما في القلوب .

١٤

الملك : ١٤ ألا يعلم من . . . . .

ثم قال : ألا يعلم من خلق يقول : أنا خلقت السر في القلوب ، ألا أكون عالماً بما

أخلق من السر في القلوب وهو اللطيف الخبير [ آية : ١٤ ] يعني لطف علمه بما في

القلوب ، خبير بما فيها من السر والوسوسة .

١٥

الملك : ١٥ هو الذي جعل . . . . .

قوله : هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا يقول : أثبتها بالجبال لئلا تزول بأهلها

 فامشوا يعني فمروا في مناكبها يعني في نواحيها وجوانبها آمنين كيف شئتم

 وكلوا من رزقه الحلال وإليه النشور [ آية : ١٥ ] يقول : إلى اللّه تبعثون من

قبوركم أحياء بعد الموت .

١٦

الملك : ١٦ أأمنتم من في . . . . .

ثم خوف كفار مكة ، فقال : ءأمنتم عقوبة من في السماء يعني الرب تبارك

وتعالى ، نفسه لأنه في السماء العليا أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور [ آية : ١٦ ]

يعني فإذا هي تدور بكم إلى الأرض السفلى ، مثل

قوله : يوم تمور السماء مورا

[ الطور : ٩ ] .

١٧

الملك : ١٧ أم أمنتم من . . . . .

ثم قال : أم أمنتم عقوبة من في السماء يعني الرب عز وجل أن يرسل عليكم حاصبا يعني الحجارة من السماء كما فعل بمن كان قبلكم من كفار العرب الخالية

قوم لوط وغيره فستعلمون يا أهل مكة عند نزول العذاب كيف نذير [ آية :

١٧ ] يقول : كيف عذابي .

١٨

الملك : ١٨ ولقد كذب الذين . . . . .

 ولقد كذب الذين من قبلهم يعني قبل كفار مكة من الأمم الخالية رسلهم فعذبناهم

 فكيف كان نكير [ آية : ١٨ ] يعني تغييرى وإنكاري ألم يجدوا العذاب حقاً ، يخوف

كفار مكة ، ثم وعظهم ليعتبروا في صنع اللّه فيوحدونه ، فقال :

١٩

الملك : ١٩ أولم يروا إلى . . . . .

 أولم يروا إلى الطير فوقهم

صفاتٍ يعني الأجنحة ويقبضن الأجنحة حين يردن أن يعن ما يمسكهن عند القبض والبسط إلا الرحمن إنه بكل شئٍ من خلقه بصير [ آية : ١٩ ] .

٢٠

الملك : ٢٠ أم من هذا . . . . .

ثم خوفهم ، فقال : أمن هذا الذي هو جندٌ يعني حزب لكم يا أهل مكة ، يعني

فهابوه ينصركم يقول : يمنعكم من دون الرحمن إذا نزل بكم العذاب أن

يعني ما الكفرون إلا في غرورٍ [ آية : ٢٠ ] يقول : في باطل ، الذي ليس بشئ ، ثم قال

يخوفهم ليعتبروا :

٢١

الملك : ٢١ أم من هذا . . . . .

 أمن هذا الذي يرزقكم من المطر من الآلهة غيري إن أمسك رزقه

عنكم فهاتوا المطر يقول اللّه تعالى : أنا الرزاق ، قال : بل لجوا في عتو يعني تمادوا في

الكفر ونفور [ آية : ٢١ ] يعني تباعد من الإيمان

قوله :

٢٢

الملك : ٢٢ أفمن يمشي مكبا . . . . .

 أفمن يمشي مكبا على وجهه

يعني الكافر يمشى ضالاً في الكفر أعمى القلب ، يعني أبا جهل بن هشام أهدى أمن

يمشي سوياًّ يعني النبي صلى اللّه عليه وسلم مؤمنا مهتدياً ، نقى القلب على صراط مستقيم [ آية : ٢٢ ]

يعني طريق الإسلام .

٢٣

الملك : ٢٣ قل هو الذي . . . . .

 قل هو الذي أنشأكم يعني خلقكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة يعنى

القلوب قليلا ما تشكرون [ آية : ٢٣ ] يعنى بالقليل ، أنهم قوم لا يعلقون ، فيشكروا

رب هذه النعم البينة في حسن خلقهم ، فيوحدنه

٢٤

الملك : ٢٤ قل هو الذي . . . . .

 قل هو الذي ذرأكم في الأرض يعنى

خلقكم في الأرض وإليه يعنى إلى اللّه تحشرون [ آية : ٢٤ ] في الآخرة فيجزيكم

بأعمالكم .

٢٥

الملك : ٢٥ ويقولون متى هذا . . . . .

قوله : ويقولون متى هذا الوعد يقول :

متى هذا الذي توعدنا به ، فأنزل اللّه عز

وجل : ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين [ آية : ٢٥ ] بأن العذاب نازل بنا في

الدنيا ، يقول اللّه تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم :

٢٦

الملك : ٢٦ قل إنما العلم . . . . .

 قل لكفار مكة : إنما العلم يعني علم نزول

العذاب بكم ببدر عند اللّه وليس بيدي وإنما أنا نذير بالعذاب مبين

[ آية : ٢٦ ] .

قوله :

٢٧

الملك : ٢٧ فلما رأوه زلفة . . . . .

 فلما رأوه زلفة يعني النار والعذاب في الآخرة قريباً سيئت وجوه

الذين كفروا يعني شئ لذلك وجوهم وقيل لهم ، يعني قالت لهم الخزنة :

 هذا  العذاب الذي كنتم به تدعون [ آية : ٢٧ ] ، يعني تمترون في الدنيا .

٢٨

الملك : ٢٨ قل أرأيتم إن . . . . .

 قل لكفار مكة يا محمد : أرءيتم إن أهلكني اللّه يقول : إن عذبني اللّه ومن

معي  من المؤمنين أو رحمنا فلم يعذبنا ، وأنعم علينا فمن يجبر الكفرين يقول :

فمن يؤمنكم أنتم من عذابٍ أليمٍ [ آية : ٢٨ ] يعني وجيع

الملك : ٢٩ قل هو الرحمن . . . . .

٢٩

 قل هو الرحمن الذي

يفعل ذلك ءامناً به يقول : صدقنا بتوحيده إن شاء أهلكنا أو عذبنا وعليه توكلنا

يعني باللّه وثقنا حين قالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم :

 إن أنتم إلا في ضلال مبين ، فرد النبي صلى اللّه عليه وسلم :

 فستعلمون عند نزول العذاب من هو في ضللٍ مبينٍ [ آية : ٢٩ ] يعني باطل ليس

بشئ أنحن أم أنتم ، نظيرها في طه [ الآية : ١٣٥ ] .

٣٠

الملك : ٣٠ قل أرأيتم إن . . . . .

ثم قال لأهل مكة : قل أرءيتم إن أصبح ماؤكم غوراً يعني ماء زمزم وغيره غوراً

يعني غار في الأرض ، فذهب فلم تقدروا عليه فمن يأتيكم بماءٍ معين [ آية : ٣٠ ] يعني

ظاهراً تناله الدلاء .

﴿ ٠