٦٨

سورة القلم

سورة ن ، مكية عددها اثنتان وخمسون آية كوفى

١

القلم : ١ ن والقلم وما . . . . .

قوله : ن والقلم يعني بنون الحوت وهو بحر تحت الأرض السفلى والقلم قلم من نور يكتب به كما بين السماء والأرض كتب به اللوح المحفوظ وما يسطرون [ آية : ١ ] يقول : وما تكتب الملائكة من أعمال بني آدم ، وذلك حين قال كفار مكة ، أبو جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وغيرهم : إن محمداً مجنون ، فأقسم اللّه تعالى بالحوت والقلم وما يسطرون الملائكة من أعمال بني آدم .

٢

القلم : ٢ ما أنت بنعمة . . . . .

فقال : ما أنت يا محمد بنعمة ربك يعني برحمة ربك بمجنون [ آية : ٢ ]

٣

القلم : ٣ وإن لك لأجرا . . . . .

 وإن لك لأجرا غير ممنون [ آية : ٣ ] يقول : غير منقوص لا يمن به عليك

٤

القلم : ٤ وإنك لعلى خلق . . . . .

 وإنك لعلى خلق عظيم [ آية : ٤ ] يعني دين الإسلام

٥-٦

القلم : ٥ - ٦ فستبصر ويبصرون

 فستبصر ويبصرون بأياتكم المفتون [ آية : ٦ ] يعني سترى يا محمد ويرى أهل مكة إذا نزل بهم العذاب ببدر بأيكم المفتون يعني المجنون فهذا وعيد ، العذاب ببدر ، القتل وضرب الملائكة الوجوه والأدبار .

٧

القلم : ٧ إن ربك هو . . . . .

ثم قال : إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله الهدى وهو أعلم بالمهتدين [ آية : ٧ ] من غيره قوله

٨

القلم : ٨ فلا تطع المكذبين

 فلا تطع المكذبين [ آية : ٨ ] حين دعى إلى دين آبائه وملتهم ، نظيرها في سورة الفرقان [ الآية : ٥٢ ] ، نزلت هذه الآية في بني المغيرة بن عبد اللّه بن عمرو بن مخزوم ، منهم الوليد بن المغيرة ، وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة ، وعبد اللّه بن أبي أمية ، وعبد اللّه بن مخزوم ، وعثمان ، ونوفل النبي عبد اللّه بن المغيرة ، والعاص ، وقيس ، وعبد شمس ، وبنى الوليد سبعة : الوليد ، وخالد ، وعمارة ، وهشام ، والعاص ، وقيس ، وعبد شمس ، بنو الوليد بن المغيرة ،

٩

القلم : ٩ ودوا لو تدهن . . . . .

 ودوا حين دعى إلى دين آبائه لو تدهن فيدهنون [ آية : ٩ ] يقول : ودوا لو تكفر يا محمد ، فيكفرون فلا يؤمنون

١٠

القلم : ١٠ ولا تطع كل . . . . .

 ولا تطع كل حلاف مهين [ آية : ١٠ ] يعني الوليد بن المغيرة المخزومي ، يقول :

كان تاجراً ضعيف القلب ، وذلك أنه كان عرض على النبي صلى اللّه عليه وسلم المال على أن يرجع عن دينه ، وذلك قوله تعالى : ولا تطع منهم آثما أو كفورا [ الإنسان : ٢٤ ] ، يعني الوليد وعتبة

١١

القلم : ١١ هماز مشاء بنميم

 هماز يعني معتاب مشاء بنميم [ آية : ١١ ] كان يمشي بالنميمة

١٢

القلم : ١٢ مناع للخير معتد . . . . .

 مناع للخير يعني الإسلام

منع ابن أخيه وأهله الإسلام معتد يعني في الغشم والظلم أثيم [ آية : ١٢ ]

يعني أثيم بربه لغشمه وظلمه . نظيرها في : ويل للمطففين [ المطففين : ١ ] .

١٣

القلم : ١٣ عتل بعد ذلك . . . . .

 عتل بعد ذلك يقلو : مع ذلك النعت زنيم [ آية : ١٣ ] يعني بالعتل رحيب

الجوف موثق الحلق ، أكول شروب غشوم ظلوم ، ومعنى زنيم أنه كان في أصل

أذنه مثل زنمة الشاة مثل الزنمة التي تكون معلقة في لحى الشاة زيادة في خلقه

١٤

القلم : ١٤ أن كان ذا . . . . .

 أن كان يعني إذا كان ذا مال وبنين [ آية : ١٤ ]

١٥

القلم : ١٥ إذا تتلى عليه . . . . .

 إذا تتلى عليه يعنى الوليد

 آياتنا يعنى القرآن قال أساطير الأولين [ آية : ١٥ ] يقول : أحاديث

الأولين وكذبهم وهو حديث رستم واسفندباز يقول اللّه عز وجل :

١٦

القلم : ١٦ سنسمه على الخرطوم

 سنسمه بالسواد

 على الخرطوم [ آية : ١٦ ] يعنى على الأنف ، وهو الوليد ، وذلك أنه يسود وجهه

وتزوق عيناه ويصير منكوس الوجه مغلولاً في الحديد قبل دخول النار .

١٧

القلم : ١٧ إنا بلوناهم كما . . . . .

ثم رجع في التقديم ، فقال : إنا بلونهم يقول : إنا ابتليناهم يعني أهل مكة بالجوع

 كما بلونا يقول : كما ابتلينا أصحاب الجنة بالجوع حين هلكت جنتهم ، كان فيها

نخل وزرع وأعناب ، ورثوها عن آبائهم ، واسم الجنة الصريم ، و هذا مثل ضربه اللّه تعالى

لأهل مكة ليعتبروا عن دينهم ، وكانت جنتهم دون صنعاء اليمن بفرسخين ، وكانوا

مسلمين ، وهذا بعد عيسى ابن مريم ، عليه السلام ، وكان آباؤهم صالحين ، يجعلون

للمساكين من الثمار والزرع والنخل ما أخطأ الرجل ، فلم يره حين يصرمه ، وما أخطأ

المنجل ، وما ذرته الريح ، وما بقي في الأرض من الطعام حين يرفع ، وكان هذا شيئاً

كثيراً ، فقال القوم : كثرت العيال ، وهذا طعام كثير ، أغدوا سراجنتكم فاصرموها ، ولا

تؤذنوا المساكين ، كان آباؤهم يخبرون المساكين فيجتمعون عند صرام جنتهم ، وعند

الحصاد .

إذا أقسموا ليصر منها مصبحين [ آية : ١٧ ] ليصر منها إذا أصبحوا

١٨

القلم : ١٨ ولا يستثنون

 ولا يستثنون [ آية :

١٨ ]   إن شاء اللّه ، فسمع اللّه تعالى قولهم فبعث ناراً من السماء في الليل على

جنتهم فأحرقتها حتى صارت سوداء ، فذلك

قوله :

١٩

القلم : ١٩ فطاف عليها طائف . . . . .

فطاف عليها يعني على الجنة

 طائف يعني عذاب من ربك يا محمد ليلاً وهم نائمون [ آية : ١٩ ]

٢٠

القلم : ٢٠ فأصبحت كالصريم

 فأصبحت كالصريم [ آية : ٢٠ ] أصبحت يعني الجنة سوداء مثل الليل

٢١

القلم : ٢١ فتنادوا مصبحين

 فتنادوا مصبحين [ آية :

٢١ ] يقول : لما أصبحوا قال بعضهم لبعض :

٢٢

القلم : ٢٢ أن اغدوا على . . . . .

 أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين

[ آية :

٢٢ ] الجنة ، يقول : الحرث والثمار والزرع ، ولا يعلمون أنها احترقت

٢٣

القلم : ٢٣ فانطلقوا وهم يتخافتون

 فانطلقوا وهم

يتخافتون [ آية : ٢٣ ]

٢٤

القلم : ٢٤ - ٢٥ أن لا يدخلنها . . . . .

 أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكينٌ وغدواً على حردٍ قدرين [ آية :

٢٥ ] على حدة في أنفسهم قادرين على جنتهم

٢٦

القلم : ٢٦ فلما رأوها قالوا . . . . .

 فلما رأوها ليس فيها شئ ظنوا أنهم

أخطأوا الطريق قالوا إنا لضالون [ آية : ٢٦ ] عنها . ثم أنهم عرفوا الأعلام فعلموا أنهم

عقوبة . ف

٢٧

القلم : ٢٧ بل نحن محرومون

 بل نحن يعني ولكن نحن محرومون [ آية : ٢٧ ] يقول : حرمنا خير

هذه الجنة .

٢٨

القلم : ٢٨ قال أوسطهم ألم . . . . .

 قال أوسطهم يعني أعدلهم قولاً ، نظيرها في سورة البقرة : أمة وسط يعني

عدلاً ألم أقل لكم لولا تسبحون [ آية : ٢٨ ] فتقولون :

إن شاء اللّه تعالى

٢٩-٣٠

القلم : ٢٩ - ٣٠ قالوا سبحان ربنا . . . . .

 قالوا سبحان ربنا

إنا كنا ظالمين فأقبل بعضهم على بعضٍ يتلومون [ آية : ٣٠ ] يقول : يلوم بعضهم

بعضاً في متع حقوق المساكين

٣١

القلم : ٣١ قالوا يا ويلنا . . . . .

 قالوا يويلنا إنا كنا طاغين [ آية : ٣١ ] يقول : لقد طغينا

في نعمة اللّه تعالى ،  

٣٢

القلم : ٣٢ عسى ربنا أن . . . . .

 عسى ربنا أن يبدلنا خيراً منها يعني خيراً من جنتنا التي

هلكت إنا إلى ربنا رغبون [ آية : ٣٢ ] في الدعاء إليه يقول اللّه تعالى :

٣٣

القلم : ٣٣ كذلك العذاب ولعذاب . . . . .

 كذلك

يعني هكذا العذاب هلاك جنتهم ولعذاب الأخرة أكبر يعني أعظم مما أصابهم إن لم

يتوبوا في الدنيا لو كانوا يعلمون [ آية : ٣٣ ] .

٣٤

القلم : ٣٤ إن للمتقين عند . . . . .

ولما أنزل اللّه تعالى ، هذه الآية إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم [ آية : ٣٤ ] قال

كفار مكة للمسلمين :

إنا نعطى في الآخرة من الخير أفضل مما تعطون يقول اللّه عز وجل :

٣٥

القلم : ٣٥ أفنجعل المسلمين كالمجرمين

 أفنجعل المسلمين  في الآخرة كالمجرمين [ آية : ٣٥ ] في الخير يقول عز وجل :

٣٦

القلم : ٣٦ ما لكم كيف . . . . .

 ما

لكم كيف تحكمون [ آية : ٣٦ ] يعني تقضون إن هذا الحكم لجور أن تعطوا من الخير في

الآخرة ما يعطى للمسلمين

٣٧

القلم : ٣٧ أم لكم كتاب . . . . .

 أم لكم يعني يا أهل مكة كتابٌ فيه تدرسون [ آية :

٣٧ ] يعني تقرأون .

٣٨

القلم : ٣٨ إن لكم فيه . . . . .

 إن لكم فيه أن تعطوا هذا الذي قلتم بأن لكم في الآخرة : لما تخيرون [ آية :

٣٨ ] قل لهم : يا محمد ،

٣٩

القلم : ٣٩ أم لكم أيمان . . . . .

 أم لكم أيمانٌ علينا يعني ألكم عهود علينا بلغةٌ إلى يوم

القيمة يقول :

حلفنا لكم على يمين فهي لكم علينا بالغة لا تنقطع إلى يوم القيامة إن

لكم لما تحكمون [ آية : ٣٩ ] يعني ما تقضون لأنفسكم في الآخرة من الخير

٤٠

القلم : ٤٠ سلهم أيهم بذلك . . . . .

 سلهم يا

محمد أيهم بذلك زعيمٌ [ آية : ٤٠ ] يقول : أيهم بذلك كفيل بأن لهم في الآخرة ما

للمسلمين من الخير

٤١

القلم : ٤١ أم لهم شركاء . . . . .

 أم لهم يقول : ألهم شركاء يعني شهداء من غيرهم بالذي

يقولون : فليأتوا بشركائهم يعني بشدائهم فيشهدوا لهم بالذي يقولون إن كانوا

صادقين [ آية : ٤١ ] بأن لهم في الآخرة ما للمسلمين من الخير .

٤٢

القلم : ٤٢ يوم يكشف عن . . . . .

قوله : يوم يكشف عن ساق يعني

قوله : وأشرقت الأرض بنور ربها يعني عن

شدة الآخرة يوم ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون [ آية : ٤٢ ] وذلك أنه تجمد أصلاب

الكفار فتكون كالصياصى عظماً واحداً مثل صياصي البقرة لأنهم لم يسجدوا في الدنيا

٤٣

القلم : ٤٣ خاشعة أبصارهم ترهقهم . . . . .

 خاشعةً أبصارهم عند معاينة النار ترهقهم ذلةٌ يعنى تغشاهم مذلة وقد كانوا يدعون

إلى السجود يعني يؤمرون بالصلاة الخمس وهم سلمون [ آية : ٤٣ ] يقول : كانوا

معافون في الدنيا فتصير أصلابهم مثل سفافيد الحديد .

قال مقاتل : قال ابن مسعود في

قوله : يوم يكشف عن ساقٍ يعني فيضئ نور ساقه

الأرض ، فذلك

قوله : وأشرقت الأرض بنور ربها يعني نور ساقه اليمين هذا قول

عبد اللّه بن مسعود ، رضي اللّه عنه .

قال مقاتل : وقال ابن عباس ، رضي اللّه عنه ، في

قوله : يوم يكشف عن ساقٍ يعني

عند شدة الآخرة ، ك

قوله : قامت الحرب على ساق ، قال : يكشف عن غطاء الآخرة

وأهوالها .

٤٤

القلم : ٤٤ فذرني ومن يكذب . . . . .

قوله : فذرني هذا تهديد ومن يكذب بهذا الحديث يقول : خل بيني وبين من

يكذب بهذا القرآن ، فأنا أنفرد بهلاكهم سنستدرجهم من حيث لا يعلمون [ آية : ٤٤ ]

سنأخذهم بالعذاب من حيث يجهلون

٤٥

القلم : ٤٥ وأملي لهم إن . . . . .

 وأملى لهم يقول :

لا أعجل عليهم بالعذاب

 إن كيدي متينٌ [ آية : ٤٥ ] يقول : إم أخذى بالعذاب شديد نزلت هذه الآية في

المستهزئين من قريش قتلهم اللّه تعالى في ليلة واحدة .

٤٦

القلم : ٤٦ أم تسألهم أجرا . . . . .

قوله : أم تسئلهم أجراً يعني خراجاً على الإيمان فهم من مغرمٍ مثقلون [ آية :

٤٦ ] يقول : أثقلهم الغرم فلا يستطيعون الإكثار من أجل الغرم

٤٧

القلم : ٤٧ أم عندهم الغيب . . . . .

 أم عندهم يقول :

أعندهم علم الغيب بأن اللّه لا يبعثهم وأن الذي يقول محمد غير كائن ، أم عندهم

بذلك كتاب فهم يكتبون [ آية : ٤٧ ] ما شاءوا ، ثم قال النبي صلى اللّه عليه وسلم :

٤٨

القلم : ٤٨ فاصبر لحكم ربك . . . . .

 فاصبر على

الأذى لحكم ربك يعني لقضاء ربك الذي هو آت عليك  ولا تكن كصاحب الحوت

يعني يونس بن متى من أهل نينوى ، عليه السلام ، يقول لا تضجر كما ضجر يونس فإنه

لم يصبر ، يقول : لا تعجل كما عجل يونس ، ولا تغاضب كما غاضب يونس بن متى

فتعاقب كما عوقب يونس إذ نادى ربه في بطن الحوت وكان نداؤه في سورة

الأنبياء : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين [ الآية : ٨٧ ] .

ثم قال : وهو مكظومٌ [ آية : ٤٨ ] يعني مكروب في بطن الحوت يعني السمكة

٤٩

القلم : ٤٩ لولا أن تداركه . . . . .

 لولا أن تدركه نعمةً من ربه لنبذ بالعراء وهو مذمومٌ [ آية : ٤٩ ] ولكن تداركه نعمة يعنى

رحمة من ربه فنبذناه بالعراء وهو سقيم والعسراء البراز يعني لألقى بالبراز وهو مذموم .

٥٠

القلم : ٥٠ فاجتباه ربه فجعله . . . . .

 فاجتباه ربه فجعله من الصالحين [ آية : ٥٠ ]

٥١

القلم : ٥١ وإن يكاد الذين . . . . .

 وإن يكاد يقول :

قد كاد الذين

كفروا يعني المستهزئين من قريش ليزلقونك بأبصارهم يعني يبعدونك لما سمعوا

الذكر يقول : حين سمعوا القرآن كراهية له ويقولون إنه  ان محمد لمجنونٌ [ آية :

٥١ ]

٥٢

القلم : ٥٢ وما هو إلا . . . . .

 وما هو يعني أن هو إلا ذكرٌ للعلمين [ آية : ٥٢ ] يعني ما القرآن إلا تذكرة للعالمين .

﴿ ٠