١٧القلم : ١٧ إنا بلوناهم كما . . . . . ثم رجع في التقديم ، فقال : إنا بلونهم يقول : إنا ابتليناهم يعني أهل مكة بالجوع كما بلونا يقول : كما ابتلينا أصحاب الجنة بالجوع حين هلكت جنتهم ، كان فيها نخل وزرع وأعناب ، ورثوها عن آبائهم ، واسم الجنة الصريم ، و هذا مثل ضربه اللّه تعالى لأهل مكة ليعتبروا عن دينهم ، وكانت جنتهم دون صنعاء اليمن بفرسخين ، وكانوا مسلمين ، وهذا بعد عيسى ابن مريم ، عليه السلام ، وكان آباؤهم صالحين ، يجعلون للمساكين من الثمار والزرع والنخل ما أخطأ الرجل ، فلم يره حين يصرمه ، وما أخطأ المنجل ، وما ذرته الريح ، وما بقي في الأرض من الطعام حين يرفع ، وكان هذا شيئاً كثيراً ، فقال القوم : كثرت العيال ، وهذا طعام كثير ، أغدوا سراجنتكم فاصرموها ، ولا تؤذنوا المساكين ، كان آباؤهم يخبرون المساكين فيجتمعون عند صرام جنتهم ، وعند الحصاد . إذا أقسموا ليصر منها مصبحين [ آية : ١٧ ] ليصر منها إذا أصبحوا |
﴿ ١٧ ﴾