٧٢

سورة الجن

مكية عددها ثمان وعشرون آية كوفي

١

الجن : ١ قل أوحي إلي . . . . .

 قل أوحى إلى أنه أسمع نفرٌ من الجن وذلك أن السماء لم تكن تحرس في الفترة ما بين عيسى إلى محمد صلى اللّه عليه وسلم فلما بعث اللّه عز وجل محمداً صلى اللّه عليه وسلم حرست السماء ، ورميت

الشياطين بالشهب ، فقال : إبليس لقد حدث في الأرض حدتاً فاجتمعت الشياطين ، فقال لهم إبليس : ائتونى بما حدث في الأرض من خبر ،   نبى بعث في أرض تهامة .

وكان في أول ما بعث تسعة نفر جاءوا من اليمين ، ركب من الجت ، ثم من أهل نصيبين من أشراف الجن وساداتهم إلى أرض تهامة فساروا حتى بلغوا بطن نخلة ليلاً فوجدوا النبي صلى اللّه عليه وسلم قائماً يصلي مع نفر من أصحابه وهو يقرأ القرآن في صلاة الفجر فقالوا فذلك قول الجن يعني أولئك التسعة النفر يا قومنا إنا سمعنا قرءاناً عجباً يعني عزيزاً لا يوجد مثله [ آية : ١ ] .

٢

الجن : ٢ يهدي إلى الرشد . . . . .

 يهدي إلى الرشد يقول : يدعو إلى الهدى فئامنا به يعني بالقرآن أنه من اللّه تعالى ولن نشرك ب عبادة بربنا أحدا [ آية : ٢ ] من خلقه

٣

الجن : ٣ وأنه تعالى جد . . . . .

 وأنه تعلى جد ربنا ارتفع ذكره وعظمته ما اتخذ صاحبة يعني امرأة ولا ولدا [ آية : ٣ ]

٤

الجن : ٤ وأنه كان يقول . . . . .

 وأنه كان يقول سفيهنا يعني جاهلنا يعني كفارهم على اللّه شططا [ آية : ٤ ] يعني جوراً بأن مع اله شريكاً ، كقوله عز وجل في ص : ولا تشطط واهدنا [ الآية : ٢٢ ] يقول : لا تجر في الحكم

٥

الجن : ٥ وأنا ظننا أن . . . . .

 وأنا ظننا يعني حسبنا أن لن تقول الإنس والجن على اللّه كذبا [ آية : ٥ ] بأن معه شريكاً

٦

الجن : ٦ وأنه كان رجال . . . . .

 وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن من دون اللّه عز وجل ، فأول من تعوذ بالجن قوم من أهل اليمن من بني حنيفة ، قم فشا ذلك في سائر العرب ، وذلك أن الرجل كان يسافر في الجاهلية فإذا أدركه المساء في الأرض القفر قال : أعوذ بسيد هذا الوادى من سفهاء قومه فيبيت آمنا في جوارهم حتى يصبح ، يقول : فزادوهم رهقا [ آية : ٦ ] يقول : إن افنس زادت الجن رهقاً يعني غياً لتعوذهم بهم ، فزادوا الجن فخراً في قومهم

٧

الجن : ٧ وأنهم ظنوا كما . . . . .

 وأنهم ظنوا كما ظننتم يعني حسب كفار الإنس الذين تعوذوا برجال

من الجن في الجاهلية كما حسبتم يا معشر كفار الجن أن لن يبعث اللّه أحدا [ آية : ٧ ] يعني رسولاً بعد عيسى بن مريم .

٨

الجن : ٨ وأنا لمسنا السماء . . . . .

وقالت الجن : وأنا لمسنا السماء فوجدنها ملئت حرساً شديداً من الملائكة

 وشهبا [ آية : ٨ ] من الكواكب فهي تجرح ونخيل ولا تقتل

٩

الجن : ٩ وأنا كنا نقعد . . . . .

 وأنا كنا نقعد منها

يعنى من السماء قبل أن يبعث محمد صلى اللّه عليه وسلم وتحرس السماء مقعد للسمع فمن يستمع

الأن إلى السماء إذ بعث محمد صلى اللّه عليه وسلم  يجد له شهابا يعني رسياً من الكواكب

و رصدا [ آية : ٩ ] من الملائكة ، وقالت الجن مؤمنوهم

١٠

الجن : ١٠ وأنا لا ندري . . . . .

 وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض بإرسال محمد صلى اللّه عليه وسلم فيكذبونه فيهلكم أم أراد بهم ربهم رشدا [ آية : ١٠ ]

يقول : أم أراد أن يؤمنوا فيهتدوا

١١

الجن : ١١ وأنا منا الصالحون . . . . .

 وأنا منا الصلحون ومنا دون ذلك يعني دون المسلمين

كافرين ، فلذلك

قوله : كنا طرائق قددا [ آية : ١١ ] يقول : أهل ملل شتى ، مؤمنين

وكافرين ويهود ونصارى

١٢

الجن : ١٢ وأنا ظننا أن . . . . .

 وأنا ظننا يقول : علمنا أن لن نعجز اللّه في الأرض

يعني أن لن نسبق اللّه في الأرض فنفوته ولن نعجزه يعني ولن نسبقه هربا [ آية :

١٢ ] فنفوته .

١٣

الجن : ١٣ وأنا لما سمعنا . . . . .

ثم قال : وأنا لما سمعنا الهدى يعني القرآن ءامنا به يقول :

صدقنا به أنه من

اللّه تعالى  فمن يؤمن بربه فمن يصدق بتوحيد اللّه عز وجل فلا يخاف  في الآخرة بخساً يقول : لن ينقص من حسناته شيئاً ، ثم قال : ولا  يخاف رهقاً

[ آية : ١٣ ] يقول : لا يخاف أن يظلم حسناته كلها حتى يجازى بعمله السئ كله ، مثل

قوله تعالى : فلا يخاف ظلما [ طه : ١١٢ ] أن ينقص من حسناته كلها ، ولا هضماً

أن يظلم من حسناته

١٤

الجن : ١٤ وأنا منا المسلمون . . . . .

 وأنا منا المسلمون يعني المخلصين ، هذا قول التسعة ومنا

القسطون يعني العادلين باللّه وهم المردة فمن أسلم يقول : فمن أخلص للّه عز

وجل من كفار الجن فأؤلئك تحروا رشداً [ آية : ١٤ ] يعني أخلصوا بالرشد .

١٥

الجن : ١٥ وأما القاسطون فكانوا . . . . .

 وأما القسطون يعني العادلين باللّه فكانوا لجهنم حطبا [ آية : ١٥ ] يعني وقوداً

فهذا كله قول مؤمنى الجن التسعة ، ثم رجع في التقديم إلى كفار مكة فقال :

١٦

الجن : ١٦ وأن لو استقاموا . . . . .

 وألو

استقموا على الطريقة يعني طريقة الهدى لأسقينهم ماءً غدقاً [ آية : ١٦ ] يعني كثيراً

من السماء ، وهو المطر ، بعد ما كان رفع عنهم المطر سبع سنين ، فيكثر خيرهم

١٧

الجن : ١٧ لنفتنهم فيه ومن . . . . .

 لنفتنهم فيه يقول لكي نبتليهم فيه بالخطب ، والخير ، كقوله في سورة الأعراف : ولو أن أهل القرى آمنو يقول : صدقوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات السماء [ الآية :

٩٦ ] يعني المطر والأرض ، يعني به النبات .

ثم قال : ومن يعرض عن ذكر ربه القرآن يسلكه عذابا صعدا [ آية : ١٧ ] يعني

شدة العذاب الذي لا راحة له فيه

١٨

الجن : ١٨ وأن المساجد للّه . . . . .

 وأن المسجد للّه يعني الكنائس والبيع والمساجد

للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدا [ آية : ١٨ ] وذلك أن اليهود والنصارى يشركون في

صلاتهم في البيع والكنائس ، فأمر اللّه المؤمنين أن يوحدوه .

١٩

الجن : ١٩ وأنه لما قام . . . . .

ثم رجع إلى مؤمني الجن التسعة فقال : وأنه لما قام عبد اللّه يعني النبي صلى اللّه عليه وسلم

 يدعوه يعني يعبده في بطن نخلة بين مكة والطائف كادوا يكونون عليه لبدا [ آية :

١٩ ] يقول :

كادوا أن يرتكبوه حرصاً على حفظ ما سمعوا من القرآن ، تعجباً ، وهم الجن

التسعة ، ثم انقطع الكلام ، قال عز وجل :

٢٠

الجن : ٢٠ قل إنما أدعو . . . . .

 قل إنما أدعوا ربي وذلك أن كفار قريش

قالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم بمكة : إنك جئت بأمر عظيم لم نسمع مثله قط ، وقد عاديت الناس كلهم ، فأرجع عن هذا الأمر فنحن تجيرك ، فأنزل اللّه تعالى : قل إنما أدعوا ربي ولا أشرك به

أحداً [ آية : ٢٠ ] معه

٢١

الجن : ٢١ قل إني لا . . . . .

 قل لهم يا محمد إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا [ آية :

٢١ ] يقول : لا أقدر على أن أدفع عنكم ضراً ولا أسوق إليكم رشداً ، واللّه يملك ذلك

كله

٢٢

الجن : ٢٢ قل إني لن . . . . .

 قل إني لن يجيرني من اللّه يعني يمنعني من اللّه أحد ولن أجد من دونه ملتحدا

[ آية : ٢٢ ] يعنى ملجاً ولا حرزاً ،

٢٣

الجن : ٢٣ إلا بلاغا من . . . . .

ثم استثنى ، فقال : إلا بلغاً من اللّه ورسلته فذلك

الذي يجيرني من عذابه ، التبليغ لاستعجالهم بالعذاب ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم :

إني لا أملك لكم

ضرً ولا رشداً ومن يعص اللّه ورسوله في التوحيد فلا يؤمن فإن له نار جهنم

خلدين فيها أبداً [ آية : ٢٣ ] يدخله ناراً خالداً فيها ، يعني معموا فيها لا يموتون ، ثم

انقطع الكلام ، فقال :

٢٤

الجن : ٢٤ حتى إذا رأوا . . . . .

 حتى إذا رأوا ما يوعدون من عذاب الآخرة ، وما يوعدون من

العذاب في الدنيا يعني القتل يبدو فسيعلمون يعني كفار مكة عند نزول العذاب

ببدر ، نظيرها في سورة مريم : من أضعف ناصرا كفار مكة أو المؤمنون و من

 وأقل عددا [ آية : ٢٤ ] يعني جنداً أيقرب اللّه العذاب أم يؤخره ، لما سمعوا الذكر

يعني قول النبي صلى اللّه عليه وسلم في العذاب يوم بدر ، قام النصر بن الحارث وغيره ف  يا محمد ،

متى هذا الذي تعدنا ؟ تكذيباً به واسهتزأ ، يقول اللّه تبارك وتعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم في سورة

الأنبياء ، وفي هذه سورة

٢٥

الجن : ٢٥ قل إن أدري . . . . .

 قل إن أدري يعني ما أدري أقريب ما توعدون من

العذاب في الدنيا يعني القتل ببدر أم يجعل له ربي أمدا [ آية : ٢٥ ] يعني أجلاً

بعيداً ، يقول : ما أدري أيقرب اللّه العذاب أو يؤخره ، يعني بالأمد الأجل ، القتل ببدر

٢٦

الجن : ٢٦ عالم الغيب فلا . . . . .

 علم الغيب يعني غيب نزول العذاب فلا يظهر على غيبه أحدا [ آية : ٢٦ ]

من الناس ،

٢٧

الجن : ٢٧ إلا من ارتضى . . . . .

ثم استثنى فقال : إلا من ارتضى من رسول يعني رسل ربي فإنه يظهرهم

على العذاب متى يكون ، ومع جبريل صلى اللّه عليه وسلم أعواناً من الملائكة يحفظون الأنبياء حتى يفرغ

جبريل من الوحي ،

قوله : فإنه يسلك يعني يجعل من بين يديه ومن خلفه رصدا [ آية : ٢٧ ] قال :

كان إذا بعث اللّه عز وجل نبياً أتاه إبليس على صورة جبريل

وبعث اللّه تعالى من بين يدي النبي صلى اللّه عليه وسلم ومن خلفه رصداً من الملائكة فا يسمع الشيطان

حتى يفرغ جبريل ، عليه السلام ، من الوحي إلى صلى اللّه عليه وسلم فإذا جاء إبليس أخبرته به الملائكة

و  هذا إبليس ، وإذا أتاه جبريل

٢٨

الجن : ٢٨ ليعلم أن قد . . . . .

 ليعلم الرسول أن قد أبلغوا رسلت ربهم

يقول ليعلم محمد صلى اللّه عليه وسلم أن الأنبياء قبله قد حفظت ، وبلغت قومهم الرسالة ، كما حفظ

محمد صلى اللّه عليه وسلم وبلغ الرسالة ، ثم قال : وأحاط بما لديهم يعني بما عندهم وأحصى كل شئٍ

عدداً [ آية : ٢٨ ] يعني نزول العذاب بهم واللّه أعلم .

﴿ ٠