٧٥

سورة القيامة

مكية ، عددها أربعون آية كوفى

١

القيامة : ١ لا أقسم بيوم . . . . .

ما أقسم اللّه بالكافرين في القرآن في غير هذه السورة قوله تعالى : لا أقسم بيوم القيمة [ آية : ١ ] نظيرها واليوم الموعود [ البروج : ٢ ] ، قال : وكان أهل الجاهلية ، إذا أراد الرجل أن يقسم قال : لا أقسم

٢

القيامة : ٢ ولا أقسم بالنفس . . . . .

 ولا أقسم بالنفس اللوامة [ آية : ٢ ] يقول : أقسم بالنفس الكافرة التي تلوم نفسها في الآخرة ، فتقول : يالتينى قدمت لحياتي [ الفجر : ٢٤ ] يا حسرتا على ما فرطت في جنب اللّه [ الزمر : ٥٦ ] ، يعنى في أمر اللّه في الدنيا .

٣

القيامة : ٣ أيحسب الإنسان ألن . . . . .

 أيحسب هذا الإنسن يعني عدي بن ربيعة بن أبي سلمة ختن الأخنس بن شريق ، وكان حليفاً لبنى زهرة ، فكفر بالبعث ، وذلك أنه أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : يا محمد ، حدثني عن يوم القيامة متى يكون ؟ وكيف أمرها وحالها ؟ فأخبره النبي صلى اللّه عليه وسلم بذلك . فقال : لو عاينت ذلك اليوم سأؤمن بك ، ثم قال : يا محمد ، أو يجمع اللّه العظام

يوم القيامة ؟ قال : نعم ، فاستهزأ منه ، فأنزل اللّه جل وعز لا أقسم بيوم القيمة

ولا أقسم بالنفس اللوامة أيحسب الإنسن ألن نجمع عظامه [ آية : ٣ ] يقول : أن لن نبعثه من بعد الموت ، فأقسم اللّه تعال أن يبعثه كما كان .

٤

القيامة : ٤ بلى قادرين على . . . . .

ثم قال : بلى قادرين يعني كنا قادرين على أن نسوي بنانه [ آية : ٤ ] يعنى أصابعه ، يعنى على أن نلحق الأصابع بالراحة ونسويه حتى نجعله مثل خف البعير ، فلا ينتفع بها كما لا ينتفع البعير بها ما كان حياً ، نزلت هذه الآية في عدي بن ربيعة والأخنس بن شريق ، ثم قال :

٥

القيامة : ٥ بل يريد الإنسان . . . . .

 بل يريد الإنسان يعنى عدي بن ربيعة ليفجر أمامه [ آية : ٥ ] يعنى تقديم المعصية وتأخير التوبة يوماً بيوم يقول : سأتوب ، حتى يموت على شر عمله ، وقد أهلك أمامه

٦

القيامة : ٦ يسأل أيان يوم . . . . .

 يسئل أيان يوم القيامة [ آية : ٦ ] يعنى يسأل عدي متى يوم القيامة ؟ تكذيباً بها ، فأخبر اللّه تعالى عن ذلك اليوم ، فقال :

٧

القيامة : ٧ فإذا برق البصر

 فإذا برق البصر [ آية : ٧ ] يقول : إذا شخص البصر ، فلا يطوف مما يرى من العجائب التي يراها مما كان يكفر بها في الدنيا أنه غير كائن مثلها في سورة ق والقرآن المجيد [ ق : ١ ] .

٨

القيامة : ٨ وخسف القمر

 وخسف القمر [ آية : ٨ ] فذهب ضوءه

٩

القيامة : ٩ وجمع الشمس والقمر

 وجمع بين الشمس القمر [ وآية : ٩ ] كالبقرتين المقرونتين يوم القيامة قياماً بين يدي الخلائق ، ثم ذكر فقال :

١٠

القيامة : ١٠ يقول الإنسان يومئذ . . . . .

 يقول هذا الإنسن المكذب بيوم القيامة يومئذ أين المفر [ آية : ١٠ ] يعني أين المهرب حتى أحرز نفسي يقول اللّه تبارك وتعالى :

١١

القيامة : ١١ كلا لا وزر

 كلا لا وزر [ آية : ١١ ] يعني لا جبل يحرزك ،

ويسمى حمير الجبل وزر ، ثم استأنف ، فقال :

١٢

القيامة : ١٢ إلى ربك يومئذ . . . . .

 إلى ربك يومئذ المستقر [ آية : ١٢ ] يعنى

المتهى يومئذٍ إلى اللّه عز وجل لا تجد عنه مرحلاً

١٣

القيامة : ١٣ ينبأ الإنسان يومئذ . . . . .

 ينبؤا الإنسن يومئذٍ بما قدم لآخرته ، ثم

قال : و ما وأخر [ آية : ١٣ ] من خير أو شر بعد موته في دنياه ، فاستن بها قوم

بعده .

١٤

القيامة : ١٤ بل الإنسان على . . . . .

يقول اللّه تعالى : بل الإنسن على نفسه بصيرةٌ [ آية : ١٤ ] وذلك حين كتمت الألسن

في سورة الأنعامن وختم اللّه عليها في سورة ييس والقرآن الحكيم ، فقال

 اليوم نختم على أفواههم [ يس : ٦٥ ] ، فنطقت الجوارح على الألسن بالشرك في

هذه السورة ، فلا شاهد أفضل من نفسك ، فذلك قوله تبارك وتعالى : بل الإنسن على

نفسه بصيرةٌ يعني جسده وجوارحه شاهدة عليه بعمله ، فذلك قوله تبارك وتعالى :

 كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا يعني شاهداً ، ثم قال :

١٥

القيامة : ١٥ ولو ألقى معاذيره

 ولو ألقى معاذيره [ آية :

١٥ ] ولو أدلى بحجته لم تنفعه ، وكان جسده عليه شاهداً

١٦-١٨

القيامة : ١٦ - ١٨ لا تحرك به . . . . .

 لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه في قلبك يا محمد وقرءانه [ آية : ١٧ ] حتى نقريكه حتى

تعلمه وتحفظه في قلبك فإذا قرأنه يقول : فإذا تلوناه عليك يقول : إذا تلا عليك

جبريل صلى اللّه عليه وسلم  فاتبع قرءانه [ آية : ١٨ ] يقول : فاتبع ما فيه ، وذلك

أن جبريل كان يأتي

النبي صلى اللّه عليه وسلم بالوحي ، فإذا قرأه عليه تلاه النبي صلى اللّه عليه وسلم قبل أن يفرغ جبريل من الوحي مخافة أن

لا يحفظه ، فقال اللّه تعالى : لا تحرك به لسانك بتلاوته قبل أن يفرغ جبريل صلى اللّه عليه وسلم

 لتعجل به إن علينا جمعه في قلبك وقرءانه عليك ، يعني نقريكه حتى

تحفظه .

١٩

القيامة : ١٩ ثم إن علينا . . . . .

 ثم إن علينا بيانه [ آية : ١٩ ] يعني أن نبين لك حلاله وحرامه ، كما قال اللّه

تعالى : قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى [ الأعلى : ١٤ ، ١٥ ] يقول اللّه

تعالى في هذه السورة

٢٠

القيامة : ٢٠ كلا بل تحبون . . . . .

 كلا بل لا تزكون ، ولا تصلون ، و تحبون العاجلة [ آية : ٢٠ ]

يعني كفار مكة ، تحبون الدنيا

٢١

القيامة : ٢١ وتذرون الآخرة

 وتذرون عمل الآخرة [ آية : ٢١ ] يقول : تختارون

الحياة الدنيا على الآخرة ، فلا تطلبونها ، نظيرها في هل أتى على الإنسان  تحبون العاجلة وتذرون الآخرة [ القيامة : ٢٠ ، ٢١ ] .

٢٢

القيامة : ٢٢ وجوه يومئذ ناضرة

ثم قال : وجوه يومئذ ناضرة [ آية : ٢٢ ] يعنى الحين والبياض ، ويعلوه النور

٢٣

القيامة : ٢٣ إلى ربها ناظرة

 إلى ربها ناظرة [ آية : ٢٣ ] يعنى ينظرون إلى اللّه تعالى معاينة ، ثم قال جل وعز :

٢٤

القيامة : ٢٤ ووجوه يومئذ باسرة

 ووجوه يومئذ باسرة [ آية : ٢٤ ] يعني متغيرة اللون

٢٥

القيامة : ٢٥ تظن أن يفعل . . . . .

 تظن يقول : تعلم أن يفعل بها فاقرة [ آية :

٢٥ ] يقول : يفعل بها شر

٢٦

القيامة : ٢٦ كلا إذا بلغت . . . . .

 كلا لا يؤمن بما ذكر في أمر القيامة .

ثم قال : إذا بلغت الأنفس التراقي [ آية : ٢٦ ] يعنى الحلقوم

٢٧-٢٨

القيامة : ٢٧ - ٢٨ وقيل من راق

 وقيل من راق وظن أنه الفراق [ آية : ٢٨ ] يعنى وعلم أنه قد يفارق الدنيا

٢٩

القيامة : ٢٩ والتفت الساق بالساق

 والتفت الساق بالساق

[ آية : ٢٩ ] يعنى التف أمر الدنيا بالآخرة ، فصار واحداً كلاهما ، ثم قال :

٣٠

القيامة : ٣٠ إلى ربك يومئذ . . . . .

 إلى ربك يومئذ المساق [ آية : ٣٠ ] يعني النهاية إلى اللّه في الآخرة ليس عنها مرحل ، ثم قال :

٣١

القيامة : ٣١ فلا صدق ولا . . . . .

 فلا صدق ولا صلى [ آية : ٣١ ] يقول : فلا صدق أبو جهل بالقرآن ولا صلى للّه تعالى

٣٢

القيامة : ٣٢ ولكن كذب وتولى

 ولكن كذب وتولى [ آية : ٣٢ ] يقول : ولكن كذب بالقرآن وتولى عن الإيمان يقول : أعرض عن

الإيمان

٣٣

القيامة : ٣٣ ثم ذهب إلى . . . . .

 ثم ذهب إلى أهله يتمطى [ آية : ٣٣ ] يقول : يتبختر ، وكذلك بنو المغيرة بن عبد

اللّه بن عمر المخزومي إذا مشى أحدهم يختال في المشي .

٣٤-٣٥

القيامة : ٣٤ - ٣٥ أولى لك فأولى

 أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى [ آية : ٣٥ ] يعني وعيداً على أثر وعيد ، وذلك

أن أبا جهل تهدد النبي صلى اللّه عليه وسلم بالقتل ، وأن النبي صلى اللّه عليه وسلم أخذ تلابيب أبي جهل بالبطحاء ،

فدفع في صدره ، فقال : أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى يعني أبا جهل حين تهدد

النبي صلى اللّه عليه وسلم بالقتل ، فقال أبو جهل : إليك عني ، فإنك لا تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا

بي شيئاً ، لقد علمت قريش أني أعز أهل البطحاء وأكرمها ، فبأي ذلك تخوفنى يا ابن أبي

كبشة ، ثم انسل ذاهباً إلى منزله ، فذلك

قوله : ثم ذهب إلى أهله يتمطى في التقديم . القيامة : ٣٦ أيحسب الإنسان أن . . . . .

ثم قال : أيحسب الإنسن أن يترك سدىً [ آية : ٣٦ ] يعنى مهملاً لا يحاسب بعمله ،

يعنى أبا جهل إلى آخر السورة ، ثم قال :

٣٧

القيامة : ٣٧ ألم يك نطفة . . . . .

 ألم يك هذا الإنسان نطفة من مني يمنى

[ آية : ٣٧ ]

٣٨

القيامة : ٣٨ ثم كان علقة . . . . .

 ثم كان بعد النطفة علقة فخلق فسوى [ آية : ٣٨ ] اللّه خلقه

٣٩

القيامة : ٣٩ فجعل منه الزوجين . . . . .

 فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى [ آية : ٣٩ ]

٤٠

القيامة : ٤٠ أليس ذلك بقادر . . . . .

 أليس ذلك يعني أما ذلك بقدرٍ الذي بدأ خلق

هذا الإنسان على أن يحى الموتى [ آية : ٤٠ ] يعني بقادر على البعث بعد الموت .

﴿ ٠