٧٦

سورة الإنسان

مكية ، عددها إحدى وثلاثون آية

١

الإنسان : ١ هل أتى على . . . . .

قوله : هل أتى على الإنسن يعنى قد أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا [ آية : ١ ] يعني به آدم لا يذكر ، وذلك أن اللّه حلق السماوات وأهلها ، والأرض وما فيها من الجن قبل أن يخلق آدم ، عليه السلام ، بواحد وعشرين ألف سنة ، وهي ثلاثة أسباع ، فكانوا لا يعرفون آدم ، ولا يذكرونه ، وكان سكان الأرض من الجن زماناً ودهراً ، ثم إنهم عصوا اللّه تعالى وضر بعضهم بعضاً ، فأرسل اللّه عليهم قبيلة من الملائكة ، يقال لهم : الجن وإبليس فيهم ، وكان اسم إبليس الحارث ، أرسلهم اللّه على الجن ، فطردوهم حتى أخرجوهم من الأرض إلى الظلمة خلف الحجاب ، وهو جبل تغيب الشمس خلفه ، وفي أصله ، وفيما بين ذلك الجبل وبين جبل قاف مسيرة سنة كلها ظلمة ومائ قائم ، ثم إن إبليس وجنده طهروا الأرض وعبدوه زماناً ، فما أراد اللّه تعالى أن يخلق آدم ، صلى اللّه عليه ، أوحى إليهم أني جاعل في الأرض خليفة يعبدونني ، ويطهرون الأرض ، فردوا إلى اللّه قوله ، وإبليس منهم : ف  ربنا أتجعل فيها من يفسد فيها ، يعني من يعصي فيها ، ويسفك الدماء ، كفعل الجن ، لا أنهم علموا الغيب ، ولكن قالوا ما عرفوا عن الجن الذين عصوا ربهم ، و  نحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، يعنى ونطهر لك الأرض ، فأوحى اللّه إليهم أنى أعلم ما لا تعملون ، ثم إن اللّه تبارك وتعالى ، قال : يا جبريل ائتنى بطينن فهبط جبريل ، عليه السلام ، إلى الأرض فأخذ تراباً من تحت الكعبة وهو أديم الأرض وصب عليه الماء ، فتركه زماناً ، حتى أنتن الطين فصار فوقها طين حر ، وأسفلها حمأة .

حدثني أبي ، قال : حدثنا الهذيل ، عن مقاتل بن سليمان ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قال : ما كان من الحر منها فهم أصحاب اليمين ،

وما كان من الحمأة فهم من أصحاب الشمال ، وذلك أن امرأ القيس بن عابس الكتمي ، ومالك بن الضيف اليهودي اختصما بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في أمر آدم ، عليه السلام ،

وخلقه ، فقال مالك بن الضيف : إنما نجد في التوارة أن اللّه خلق آدم حين خلق السماوات والأرض ، فأنزل اللّه عز وجل يكذب مالك بن الضيف اليهودي :

فقال : هل أتى على الإنسن حينٌ من الدهر يعنى واحداً وعشرين ألف سنة ، وهي ثلاثة أسباع ، بعد خلق السموات والأرض لم يكن شيئا مذكورا يذكر ، ثم خلق ذريته ، فقال :

﴿ ١