٧٨ سورة النبأمكية عددها أربعون آية كوفى ١النبأ : ١ عم يتساءلون عم يتساءلون [ آية : ١ ] ٢النبأ : ٢ عن النبإ العظيم عن النبإ العظيم [ آية : ٢ ] استفهما للنبي صلى اللّه عليه وسلم عن أي شئ يتساءلون نزلت في أبي لبابة وأصحابه ، وذلك أن كفار مكة كانوا يجتمعون عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ويسمعون حديثه إذا حدثهم خالفوا قوله ، واستهزءوا منه وسخروا ، فأنزل اللّه تعالى : أن إذا سمعتم يا محمد آيات اللّه يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره [ النساء : ١٤٠ ] . فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحدث المؤمنين فإذا رأى رجلاً من المشركين كف عن الحديث حتى يذهب ، ثم اقبلوا بجماعتهم ف يا محمد أبخلت بما كنت تحدثنا ؟ لو أنك حدثتنا عن القرون الأولى فإن حديثك عجب ، قال : لا ، واللّه لا أحدثكم بعد يومي هذا وربي قد نهانى عنه فأنزل اللّه تعالى : ′ عم يتساءلون عن النبإ العظيم يعنى القرآن كقوله : قل هو نبأ عظيم [ ص : ٦٧ ] لأنه كلام اللّه تعالى ، قال ٣النبأ : ٣ الذي هم فيه . . . . . الذي هم فيه مختلفون [ آية : ٣ ] يقول : لم يسألون عن القرآن وهم يخالفونه ، ولا يؤمنون به ؟ فصدق بعضهم به ، وكفر بعضهم به ، فاختلفوا فيه ، ثم خوفهم الوعيد ، فقال : ٤النبأ : ٤ كلا سيعلمون كلا سيعلمون [ آية : ٤ ] إذا قتلوا ببدر وتوفتهم الملائكة ظالمي أنفسهم ، يضربون وجوههم وأدبارهم ، ثم قال : ٥النبأ : ٥ ثم كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون [ آية : ٥ ] وعيد على أثر وعيد نزلت في حيين من أحياء العرب يعنى عبد مناف بن قصي ، وبني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب ، نظيرها في ألهاكم التكاثر [ التكاثر : ١ ] ثم ذكر صنعه ليعتبروا إذا بعثوا يوم القيامة وقد كذبوا بالقيامة والبعث فعظم الرب نفسه تبارك وتعالى فقال : ٦النبأ : ٦ ألم نجعل الأرض . . . . . ألم نجعل الأرض مهداً [ آية : ٦ ] يعني فراشاً وأيضاً بساطاً مسيرة خمسمائة عام ٧النبأ : ٧ والجبال أوتادا والجبال أوتادا [ آية : ٧ ] على الأرض لئلا تزول بأهلها فاستقرت وخلق الجبال بعد خلق الأرض . ٨النبأ : ٨ وخلقناكم أزواجا ثم قال : وخلقنكم أزوجاً [ آية : ٨ ] يعنى أصنافاً ذكوراً وإناثاً ، سوداً وبيضاً وحمراً وأدماً ، ولغات شتى ، فذلك قوله : وخلقنكم أزوجاً فهذا كله عظمته ، ثك ذكر نعمته فقال : ٩النبأ : ٩ وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا نومكم سباتا [ آية : ٩ ] يقول : إذا دخل الليل أدرككم النوم فتستريحون ، ولولا النوم ما استرحتم أبداً من الحرص وطلب المعيشة ، فذلك قوله : سباتا لأنه يسبت والنائم مسبوت كأنه ميت لا يعقل ١٠النبأ : ١٠ وجعلنا الليل لباسا وجعلنا اليل لباساً [ آية : ١٠ ] يعنى سكناً ، كقوله : هن لباساً لكم [ البقرة : ١٨٧ ] يعنى سكناً لكم فألبسكم ظلمته على خير وشر كثير ، ثم قال : ١١النبأ : ١١ وجعلنا النهار معاشا وجعلنا النهار معاشا [ آية : ١١ ] لكي تنتشروا لمعيشتكم فهذان نعمتان من نعم اللّه عليكم ، ثم ذكر ملكه وجبروته وارتفاعه فقال : ١٢النبأ : ١٢ وبنينا فوقكم سبعا . . . . . وبنينا فوقكم سبعا شدادا [ آية : ١٢ ] يعني بالسبع السموات وغلظ كل سماء مسيرة عام ، وبين كل سماءين مثل ذلك نظير في المؤمنين : خلقنا فوقكم سبع طرائق [ الآية : ١٧ ] فذلك قوله : شدادا قال : وهي فوقكم يا بني آدم فاحذروا ، لا تخر عليكم إن عصيتم . ١٣النبأ : ١٣ وجعلنا سراجا وهاجا ثم قال : وجعلنا سراجا وهاجا [ آية : ١٣ ] يعنى الشمس وحرها مضيئاً ، يقول : جعل فيها نوراً وحراً ، ثم ذكر نعمه فقال : ١٤النبأ : ١٤ وأنزلنا من المعصرات . . . . . وأنزلنا من المعصرت ماءً ثجاجاً [ آية : ١٤ ] يعنى مطراً كثيراً منصباً يتبع بعضه بعضاً ، وذلك أن اللّه عز وجل يرسل الياح فتأخذ الماء من سماء الدنيا من بحر الأرزاق ، ولا تقوم الساعة ما دام به قطرة ماء ، فذلك قوله : وفي السماء رزقكم وما توعدون [ الذاريات : ٢٢ ] قال تجئ الريح فتثير سحاباً فتلحقه ، ثم تمطر وتخرج الريح والمطر جميعاً من خلل السحاب ، قال : ١٥النبأ : ١٥ لنخرج به حبا . . . . . لنخرج به ٦ يعنى بالمطر حباًّ يعنى بالحبوب كل شئ يزرع ويحصد من البر والشعير والسمسم ونحوها من الحبوب ، قال : ونباتاً [ آية : ١٥ ] يعنى كل شئ ينبت في الجهال وأصحارى من الشجر والكلا فذلك النبات ، وهي تنبت عاماً بعام من قبل نفسها ١٦النبأ : ١٦ وجنات ألفافا وجنتٍ ألفافاً [ آية : ١٦ ] يعنى وبساتين ملتفة بعضها إلى بعض من كثرة الشجر . ١٧النبأ : ١٧ إن يوم الفصل . . . . . فقال : إن يوم الفصل يعنى يوم القضاء هو يوم القيامة بين الخلائق كان ميقتاً [ آية : ١٧ ] يعنى كان ميقات الكافر ، وذلك أنهم كانوا يقولون : متى هذا الوعد إن كنتم صادقين [ يس : ٤٨ ] فأنزل اللّه عز وجل يخبرهم بأن ميقات ذلك اليوم كائن يوم الفصل يا معشر الكفار ، فتجازون ما وعدكم على ألسنة الرسل ، ثم أخبرهم أيضاً فقال : ١٨النبأ : ١٨ يوم ينفخ في . . . . . يوم ينفخ في الصور وذلك أن إسرافيل ، عليه السلام ، ينفخ فيها فيقول : أيتها العظام البالية ، وأيتها العروق المتقطعة ، وأيتها اللحوم المتمزقة ، وأيتها الأشعار الساقطة ، اجتمعن لننفخ فيكم أرواحكم ، وأجازكم بأعمالكم ويديم الملك الصوت ، فتجتمع الأرواح كلها في القرن ، والقرن طوله طول السموات والأرض ، فتخرج أرواحهم مثل النحل سود وبيض شقى وسعيد ، أرواح المؤمنين ، بيض كأمثال النحل من السماء إلى واد بدمشق يقال له : الجابية ، وتخرج أروح الكفار من الأرض السقلى سود إلى ود بحضر موت يقال له : برهوت ، وكل روح أعرف بجسد صاحبه من أحدكم إلى منزله فتأتون أفواجا [ آية : ١٨ ] ثم ينزل إسرافيل من فوق السماء السابعة فيجلس على صخرة بيت المقدس ، فيأخذ أرواح الكفار والمؤمنين ويجعلهم في القرن ، ودائرة القرن مسيرة خمسمائة عام ، ثم تنفخ في القرن فتطير الأرواح حتى تطبق ما بين السماء والأرض ، فتذهب كل روح فتقع في جسد صاحبها ، فيخرج الناس من قبورهم فوجاً ، فذلك قوله : فتأتون أفواجا يعنى زمراً زمراً ، وفرقاً فرقاً ، وأمماً أمماً ، ١٩النبأ : ١٩ وفتحت السماء فكانت . . . . . وفتحت السماء يعنى وفرجت السماء ، يعنى وفتقت السماء فتقطعت فكانت أبوابا [ آية : ١٩ ] يعنى خللاً خللاً فشبها اللّه بالغيم إذا انكشفت بعد المطر ، ثم تهيج به الريح الشمال الباردة فينقطع فيصير كالأبواب ٢٠النبأ : ٢٠ وسيرت الجبال فكانت . . . . . وسيرت الجبال يعني ونقلعت الجبال من أماكنها ، فطارت بين السماء والأرض من خشية اللّه ، فضرب اللّه لها مثلاً ، فقال : فكانت سرابا [ آية : ٢٠ ] يعنى مثل السراب يكون بالقاع يحسبه الظمآن ماء ، فإذا أتاه لم يجده شيئاً ، فذلك قوله : تحسبها جامدة [ النمل : ٨٨ ] يعنى من بعيد يحسبها جبلاً قائماً ، فإذا انتهى إليه ومسه لم يجده شيئاً ، فتصير الجبال أول مرة كالمهل ، ثم تصير الثانية كالعهن المنفوش ، ثم تذهب فتصير لا شئ فتراها تحسبها جبالاً ، فإذا مسستها لم تجدها شيئاً ، فذلك قوله : وسيرت الجبال يعنى انقطعت الجبال من خشية اللّه عز وجل يوم القيامة فكانت سراباً فما حالك يا بن آدم . ٢١النبأ : ٢١ إن جهنم كانت . . . . . إن جهنم كانت مرصادا [ آية : ٢١ ] ٢٢النبأ : ٢٢ للطاغين مآبا للطاغين يعنى الكافرين مئاباً [ آية : ٢٢ ] يعنى المشركين مرجعاً إليها نزلت في الوليد بن المغيرة ٢٣النبأ : ٢٣ لابثين فيها أحقابا لبثين فيها ثم ذكركم يلبثون في النار فلم يوقت لهم فقال : لبثين فيها يعنى في جهنم أحقابا [ آية : ٢٣ ] يعنى في جهنم أحقاباً وهي سبعة عشر حقباً ، يعنى الأزمنة والأحقاب لا يدرى عدها ، ولا يعلم منتهاهه إلا اللّه عز وجل ، الحقب الواحد ثمانون سنة ، السنة فيها ثلاثمائة وستون يوماً ، كل يوم فيها مقدار ألف سنة ، وكان هذا بمكة ، وأنزل اللّه عز وجل ٢٤النبأ : ٢٤ لا يذوقون فيها . . . . . لا يذوقون فيها في تلك الأحقاب بردا يعنى برد الكافور ولا شرابا [ آية : ٢٤ ] يعنى الخمر كفعل أهل الجنة ، ٢٥النبأ : ٢٥ إلا حميما وغساقا ثم استثنى ، فقال : إلا حميما وغساقا [ آية : ٢٥ ] إلا حميما يعنى حاراً ، وأيضاً لا يذقون في جهنم برداً ولا شراباً ، يعنى لا يذقون فيها روحاً طيباً ، ولا شراباً بارداً ينفعهم من هذه النار . قال أبو محمد : قال أبو العباس أحمد بن يحيى ويقال البرد : اليوم إلا حميما يعنى بالحميم المذاب الذي قد انتهى حره وغساقا الذي قد انتهى برده ، وهو الزمهرير الذي انتهى برده ٢٦النبأ : ٢٦ جزاء وفاقا جزاء وفاقا [ آية : ٢٦ ] كما أنه ليس في الأعمال أخبث من الشرك باللّه عز وجل وكذ لم ليس من العذاب شئ أخبث من النار فوافقت النار الشرك ، ثم قال ٢٧النبأ : ٢٧ إنهم كانوا لا . . . . . إنهم كانوا لا يرجون حسابا [ آية : ٢٧ ] يعنى أنهم كانوا لا يخافون من العذاب أن يحاسبوا بأعمالهم الخبيثة إذا عملوها ، قال : ٢٨النبأ : ٢٨ وكذبوا بآياتنا كذابا وكذبوا بئايتنا يعنى القرآن كذابا [ آية : ٢٨ ] يعنى تكذيباً بما فيه من الأمر والنهي ، ثم رجع إلى أعمالهم الخبيثة فقال : ٢٩النبأ : ٢٩ وكل شيء أحصيناه . . . . . وكل شئٍ أحصينه من الأعمال كتباً [ آية : ٢٩ ] يعنى ثبتناه مكتوباً عندنا في كتاب حفيظ يعنى اللوح المحفوظ كتباً يعنى ما عملوا من السيئات أثبتناه في اللوح المحفوظ مثلها ، في يس : وكل شئ أحصيناه في إمام مبين [ الآية : ١٢ ] ثم رجع إلى أهل النار الذين قال فيهم : لابثين فيها أحقاب [ النبأ : ٢٣ ] فذكر أن الخزنة تقول لهم : ٣٠النبأ : ٣٠ فذوقوا فلن نزيدكم . . . . . فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا [ آية : ٣٠ ] . قال مقاتل ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم : إنه قال : الزيادة خمسة أنهار من تحت العرش على رؤس أهل النار ثلاثة أنها على مقدار الليل ، ونهران على مقدار النهار ، كقوله في النحل : زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون [ الآية : ٨٨ ] . قال : فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا بعد هذه السنين ، فأما الزيادة فالأنهار ، أما الآن الذي ذكره اللّه عز وجل في الرحمن فليس له منتهى . ٣١النبأ : ٣١ إن للمتقين مفازا ثم ذكر المؤمنين فقال : إن للمتقين مفازا [ آية : ٣١ ] يعنى النجاة من ذلك العذاب الذي سماه للطاغين قال : ٣٢النبأ : ٣٢ حدائق وأعنابا حدائق يعنى البساتين قد حدقت حواليها الحيطان وأعنابا [ آية : ٣٢ ] يعنى الفواكه ٣٣النبأ : ٣٣ وكواعب أترابا وكواعب يعنى النساء الكاعبة يعنى عذارى يسكن في الجنة للرجال وقسموا لهن أترابا [ آية : ٣٣ ] يعنى مستويات على ميلاد واحد بنات ثلاث وثلاثين سنة ، وذلك أن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة قام ملك على قصر من ياقوت شرفه كاللؤلؤ المكنون فينادى بصوت رفيع يسمع أهل الجنة أولهم وآخرهم وأسفلهم وأعلاهم ، فيقول أين الذين كانوا نزهو ا أسماعهم عن قينات الدنيا ومعازفها ، قال ويأمر اللّه عز وجل جوارى فيرفعن أصواتهن جميعاً . النبأ : ٣٤ وكأسا دهاقا ٣٤ثم قال : وكأسا دهاقا [ آية : ٣٤ ] يعنى وشراباً كثيراً ٣٥ النبأ : ٣٥ لا يسمعون فيها . . . . . لا يسمعون فيها إذا شربوا لغوا يعنى حلف الباطل ولا كذباً [ آية : ٣٥ ] يقول : ولا يكذبون على شرابهم كما يكذب أهل الدنيا إذا شربوا ، ثم جمع أهل النار وأهل الجنة فقال : ٣٦النبأ : ٣٦ جزاء من ربك . . . . . جزاء يعنى ثواباً من ربك عطاءاً حساباً [ آية : ٣٦ ] يعنى يحاسب المسيئين فيجازهم بالنار ، ويحاسب المؤمنين فيجازيهم بالجنة ، فأعطى هؤلاء وهؤلاء جزاءهم ولم يظلم هؤلاء المعذبين شيئاً ، فذلك قوله : عطاءاً حساباً نظيرها في الشعراء : إن حسابهم إلا على ربي [ الآية : ١١٣ ] يقول : إن جزاؤهم إلا على ربي ، ثم عظم الرب تعالى نفسه ودل على صنعه فقال : ٣٧النبأ : ٣٧ رب السماوات والأرض . . . . . رب السماوات والأرض وما بينهما يعنى الشمس ، والقمر ، والنجوم ، والسحاب ، والرياح ، قال : هو الرحمن الرحيم ، وهم لا يملكون منه خطابا [ آية : ٣٧ ] يعنى المناجاة ، إذا استوى للحساب ثم أخبرهم متى يكون ذلك ؟ فقال : ٣٨النبأ : ٣٨ يوم يقوم الروح . . . . . يوم يقوم الروح وهو املك الذي قال اللّه عز وجل عنه : يسألونك عن الروح [ الإسراء : ٨٥ ] وجهه وجه آدم ، عليه السلام ، ونصفه من نار ، ونصفه من ثلج ، فيسبح بحمد ربه ويقول : رب كما ألفت بين هذه النار وهذا الثلج ، تذيب هذه النار هذا الثلج ، ولا يطفئ هذا الثلج هذه النار ، فكذلك ألف بين عبادك المؤمنين فاختصه اللّه تعالى من بين الخلق من عظمه ، فقال : يوم يقوم الروح ثم انقطع الكلام ، فقال : والملئكة صفاً لا يتكلمون من الخوف أربعين عاماً إلا من أذن له الرحمن بالكلام وقال صوابا [ آية : ٣٨ ] يعني شهادة ألا إله إلا اللّه ، فذلك الصواب ٣٩النبأ : ٣٩ ذلك اليوم الحق . . . . . ذلك اليوم الحق لأن العرب إن القيامة باطل ، فذلك قوله : اليوم الحق فمن شاء اتخذ إ لى ربه مثاباً [ آية : ٣٩ ] يعنى منزلة يعنى الأعمال الصالحة ، ثم خوفهم أيضاً العذاب في الدنيا فقال : ٤٠النبأ : ٤٠ إنا أنذرناكم عذابا . . . . . إنا أنذرنكم عذاباً قريباً يعنى في الدنيا القتل ببدر ، وهلاك الأمم الخالية ، وإنما قال قريباً لأنها أقرب من الآخرة ، ثم رجع إلى القول الأول حين قال : يوم يقوم الروح والملئكة صفاً فقال : يوم ينظر المرء ما قدمت يداه يعنى الإنسان الخاطئ يرى عمله أسود مثل الجبل ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا [ آية : ٤٠ ] وذلك أن اللّه عز وجل يجمع الوحوش والسباع يوم القيامة فيقتص لبعضهم من بعض حقوقهم ، حتى ليأخذ للجماعة من القرناء بحقها ، ثم يقول لهم : كونوا تراباً فيتمنى الكافر لو كان خنزيراً في الدنيا ثم صار تراباً كما كانت الوحوش والسباع ثم صارت تراباً . |
﴿ ٠ ﴾