٨٣

سورة المطففين

مدنية ، عددها ست وثلاثون آية كوفى

١

المطففين : ١ ويل للمطففين

 ويل للمطففين [ آية : ١ ] الويل واد في جهنم بعده مسيرة سبعين سنة ، فيه تسعون ألف شعب في كل شعب سبعون ألف شق ، في كل شق سبعون ألف مغار ، في كل مغار سبعون ألف قصر ، في كل قصر سبعون ألف تابوت من حديد ، وفي التابوت سبعون ألف شجرة ، في كل شجرة سبعون ألف غصن من نار ، في كل غسن سبعون ألف ثمرة ، في كل ثمرة دودة طولها سبعون ذراعاً ، تحت كل شجرة سبعون ألف ثعبان ، وسبعون ألف عقرب ، فأما الثعابين فطولهن مسيرة شهر في الغلظ مثل الجبال ، وأنيابها مثل النخل ، وعقاربها مثل البغال الدهم لها ثلاث مائة وستون فقار ، في كل فقار قلة سم ، وذلك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين خرج إلى المدينة ، وكان بسوق الجاهلية لهم كيلين وميزانين معلومة لا يعاب عليهم فيها ، فكان الرجل إذا اشترى اشترى بالكيل الزائد ، وإذا باعه باعه بالناقص ، وكانوا يريجون بين الكيلين ، وبين الميزانين ، فلما قدم النبي صلى اللّه عليه وسلم المدينة

قال لهم : ويل لكم مما تصنعون ، فأنزل اللّه تعالى التصديق على لسانه ، فقال : ويل للمطففين

٢

.المطففين : ٢ - ٣ الذين إذا اكتالوا . . . . .

ثم ذكر مساوئهم ، فقال : الذين إذا كنالوا على الناس يستوفون

٣

وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون [ آية : ٣ ] يعنى ينقصون ، ثم خوفهم ، فقال : ألا يظن أؤلئك الذين يفعلون هذا

٤-٥

المطففين : ٤ - ٥ ألا يظن أولئك . . . . .

 أنهم مبعوثون ليوم عظيم [ آية : ٥ ] .

٦

المطففين : ٦ يوم يقوم الناس . . . . .

 يوم يقوم الناس لرب العالمين [ آية : ٦ ] فهو مقدار ثلاث مائة عام إذا أخرجوا من

قبورهم ، فهم يجولون بعضهم إلى بعض قياماً ينظرون ، ثم خوفهم أيضاً ، فقال :

٧

المطففين : ٧ كلا إن كتاب . . . . .

 كلا

وهي وعيد مثل ما يقو الإنسان : واللّه ، يحلف بربه واللّه تعال لا يقول : واللّه ، ولكنه

يقول : كلا إن كتب الفجار لفي سجين [ آية : ٧ ] يعني أعمال المشركين مكتوبة مختومة

بالشر ، موضوعة تحت الأرض السفلى ، تحت خذ إبليس ، لأنه أطاعه ، وعصى ربه ، فذلك

٨

المطففين : ٨ وما أدراك ما . . . . .

قوله : وما أدرك ما سجينٌ [ آية : ٨ ] تعظيماً لها .

٩

المطففين : ٩ كتاب مرقوم

قال : كتبٌ مرقومٌ [ آية : ٩ ] ووعدهم أيضاً ، فقال :

١٠

المطففين : ١٠ ويل يومئذ للمكذبين

 ويل يومئذ للمكذبين [ آية :

١٠ ] بالبعث

١١

المطففين : ١١ الذين يكذبون بيوم . . . . .

 الذين يكذبون بيوم الدين [ آية : ١١ ] يعنى بيوم الحساب الذي فيه جزاء

الأعمال ، فقال :

١٢

المطففين : ١٢ وما يكذب به . . . . .

 وما يكذب به بالحساب إلا كل معتد أثيم [ آية : ١٢ ] يقول :

معتد بربه حيث شك في نعمته ، وتعبد غيره ، فهو المعتد ، أثيم قلبه

١٣

المطففين : ١٣ إذا تتلى عليه . . . . .

 إذا تتلى عليه ءايتنا

يعنى القرآن قال أسطير الأولين [ آية : ١٣ ] يعنى به كتاب الأولين ، مثل كتاب رستم ،

وأسفندباز ، فلما قدم ، قال : ما يحدثكم محمد ؟   حدثنا عن القرون الأولى ،

قال : وأنا أحدثكم بمثل ما يحدثكم به محمد أيضاً ، فأنزل اللّه عز وجل ، وفيه : ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل اللّه بغير علم ويتخذها هزوا [ لقمان :

٦ ] ، فذلك

قوله : إذا تتلى عليه ءايتنا قال أساطير الأولين .

١٤

المطففين : ١٤ كلا بل ران . . . . .

ثم وعدهم ، فقال : كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون [ آية : ١٤ ] يقول :

طبعنا

على قلوبهم ، فهم لا يبصرون إلى مساوئهم ، فيقلعون عنها ، ثم أوعدهم ، فقال :

١٥

المطففين : ١٥ كلا إنهم عن . . . . .

 كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون [ آية : ١٥ ]

لأن أهل الجنة يرونه عياناً لا يحجبهم عنه ،

ويكلمهم ، وأما الكافر ، فإنه يقام خلف الحجاب فلا يكلمهم اللّه تعالى ولا ينظر إليهم ،

ولا يزكيهم حتى يأمر بهم إلى النار

١٦-١٧

المطففين : ١٦ - ١٧ ثم إنهم لصالوا . . . . .

 ثم إنهم يعني إذا حجبوا عن ربهم لصالوا الجحيم

ثم بقال لهم هذا الذي كنتم به تكذبون [ آية : ١٧ ] وذلك أن أهل النار يقول

لهم مالك خازن النار هذه : النار التي كنتم بها تكذبون [ سبأ : ٤٢ ] أفسحر

هذا أم أنتم لا تبصرون اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجون ما كنتم

تعملون [ الطور : ١٥ ، ١٦ ] ، فذلك

قوله : ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون .

١٨

المطففين : ١٨ كلا إن كتاب . . . . .

ثم أوعدهم ، فقال : كلا ثم انقطع الكلام ، ثم رجع إلى قوله في : ويل

للمطففين ، فقال : إن كتب الأبرار لفي عليين [ آية : ١٨ ] لفي ساق العرش ، يعنى

أعمال المؤمنين وحسناتهم

١٩

المطففين : ١٩ وما أدراك ما . . . . .

 وما أدراك ما عليون [ آية : ١٩ ] تعظيماً لها ، فقال :

٢٠

المطففين : ٢٠ كتاب مرقوم

 كتبٌ

مرقومٌ [ آية : ٢٠ ] يعنى كتاب من كتب الخير مختوم ختم بالرحمة مكتوب عند اللّه عز

وجل

٢١

المطففين : ٢١ يشهده المقربون

 يشهده يشهد ذلك المقربون [ آية : ٢١ ] وهم الملائكة من كل سماء سبعة

أملاك من مقربي أهل كل سماء يشيعون ذلك العمل الذي يرضاه اللّه حتى ثبوته عند اللّه

جل وعز ، ثم يرجع كل ملك إلى مكانه .

٢٢

المطففين : ٢٢ إن الأبرار لفي . . . . .

ثم ذكر الأبرار ، فقال : إن الأبراز لفي نعيمٍ [ آية : ٢٢ ] يعنى نعيم الجنة ، ثم بين

ذلك النعيم ، فقال :

٢٣

المطففين : ٢٣ على الأرائك ينظرون

 على الأرائك ينظرون [ آية : ٢٣ ] إلى ذلك النعيم وهي السرر

والحجال ، فإذا كان سريراً ، ولم يكن عليه حجلة فهو السرير حينئذٍ ، وإذا كانت الحجلة ،

ولم يكن فيها سرير فهي الحجلة ، فإذا اجتمع السرير والحجلة ، فهي الأرائك يعني هؤلاء

جلوس ينظرون إلى ذلك النعيم .

٢٤

المطففين : ٢٤ تعرف في وجوههم . . . . .

يقول : تعرف في وجوههم نضرة النعيم [ آية : ٢٤ ] لأنه يعلق في وجهه النور من

الفرح والنعيم ، فلا يخفى عليك إذا نظرت إليهم فرحون ، ثم قال :

٢٥

المطففين : ٢٥ يسقون من رحيق . . . . .

 يسقون من رحيق مختوم [ آية : ٢٥ ] وهو الخمر الأبيض إذا انتهى طيبه

٢٦

المطففين : ٢٦ ختامه مسك وفي . . . . .

 ختمه مسكٌ إذا شرب

وفرغ ونزع الإناء من فيه وجد طعم المسك وفي ذلك يعنى فلينتازع المتنازعون ، وفيه

فليرغب الراغبون .

ثم قال : فليتنافس المتنافسون [ آية : ٢٦ ] يعنى فليتنازع المتنازعون ، وفيه فليرغب

الراغبون ، ثم قال :

٢٧-٢٨

المطففين : ٢٧ - ٢٨ ومزاجه من تسنيم

 ومزاجه من تسنيم عينا من جنة عدن ، فتنصب عليهم

أنصباباً ، فذلك

قوله : يشرب بها المقربون [ آية : ٢٨ ] يقول :

يشربون به الخمر من

ذلك الماء ، وهم أهل جنة عدن ، وهي أربعة جنان ، وهي قصبة الجنة ، ماء تسنيم يخرج من

جنة عدن ، والكوثر ، والسلسبيل ، ثم انقطع الكلام ،

قوله :

٢٩

المطففين : ٢٩ إن الذين أجرموا . . . . .

 إن الذين أجرموا كانوا من

الذين ءامنوا يضحكون [ آية : ٢٩ ] نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وأصحابه ،

وذلك

أنهم كانوا يمرون كل يوم على المنافقين واليهود وهم ذاهبون إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ،

فإذا رأوهم سخروا منهم وتغامزوا في أمرهم ، وضحكوا منهم ، وإذا رجعوا إلى

أصحابهم ، ضحكوا منهم ، وذلك أن عبد اللّه بن نتيل لقى بدعة بن الأقرع ، فقال :

أشعرت أنا رأينا اليوم الأصلع فضحكنا من ؟ قال : كيف ؟ قال : لأنه يمشى بين أيديهم ،

وهم خلفه لا يجاوزنه ، كأنه هو الذي يدلهم على الطريق ، فسمع بذلك أبو بكر الصديق ،

رضي اللّه عنه ، فشق عليه وعلى أصحابه فتركوا ذلط الطريق وأخذوا طريقاً آخر ، فأنزل

اللّه عز وجل فيهم : إذن الذين أجرموا كانوا من الذين ءامنوا يضحكون .

٣٠-٣١

المطففين : ٣٠ - ٣١ وإذا مروا بهم . . . . .

 وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين [ آية : ٣١ ] يعني عبد اللّه بن نتيل ،

يعني إذا راجعوا إلى قومهم رجعوا معجبين بما هم عليه من الضلالة بما فعلوا بعلي

وأصحابه ، رحمهم اللّه :

٣٢-٣٣

المطففين : ٣٢ - ٣٣ وإذا رأوهم قالوا . . . . .

 وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليهم

حفظين [ آية : ٣٣ ] .

٣٤-٣٥

المطففين : ٣٤ - ٣٥ فاليوم الذين آمنوا . . . . .

ثم أخبر بجزائهم على اللّه تعالى : فاليوم الذين ءامنوا من الكفار يضحكون على

الأرائك والأرائك السرير في الحجلة ، يقول :

جلوس في الحجلة يضحكون من

أعدائهم ، وذلك أن لكل رجل من أهل الجنة ثلمة ، ينظرون إلى أعداء اللّه كيف يعذبون ؟

فإذا نظروا إلى أهل النار وما يلقون هم من رحمة اللّه عز وجل ، وعرفوا أن اللّه قد

أكرمهم ، فهم ضاحكون من أهل النار ، ويكلمونهم حتى يطبق على أهل النار أبوابها في

عمد من حديد من نار كأمثال الجبال ، فإذا أطبقت عليهم انسدت تلك الكوى ، فيمحو

اللّه أسماءهم ويخرجهم من قلوب المؤمنين ، فذلك

قوله : ينظرون

٣٦

المطففين : ٣٦ هل ثوب الكفار . . . . .

هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون [ آية : ٣٦ ] يعنى ينظرون من الكوى ، فإذا رأوهم ،   واللّه قد ثوب

الكفار ما كانوا يفعلون .

﴿ ٠