٨٥

سورة البروج

مكية ، عددها اثنتان وعشرون آية كوفى

١

البروج : ١ والسماء ذات البروج

قوله : والسماء ذات البروج [ آية : ١ ] يقول : والسماء ذات النجوم ، نظيرها في تبارك :

 الذي جعل في السماء بروجا ، يقول : جعل في السماء نجوماً وجعل فيها سراجا ، وهي الشمس قمرا منيرا [ الفرقان : ٦١ ] .

٢

البروج : ٢ واليوم الموعود

وقوله تعالى : واليوم الموعود [ آية : ٢ ] يقول : هو يوم القيامة الذي وعد اللّه عز وجل أولياءه الجنة ، ووأعداءه النار ، فذلك

قوله : واليوم الموعود .

٣

البروج : ٣ وشاهد ومشهود

 وشاهدٍ ومشهودٍ [ آية : ٣ ] يقول : يوم النحر ، والفطر ، ويوم الجمعة ، فهذا قسم إن بطش ربك لشديد [ البروج : ١٢ ] ،

٤

البروج : ٤ قتل أصحاب الأخدود

قوله : قتل أصحب الأخدود [ آية : ٤ ] وذلك

أن يوسف بن ذي نواس من أهل نجران كان حفر خداً ، وأوقد فيه النار ، فمن تكلم منهم بالتوحيد أحرقه بالنار ، وذلك أنه كان قد آمن من قومه ثمانون رجلاً ، وتسع نسوة ، فأمرهم أن يرتدوا عن الإسلام ، فأبوا فأخبرهم أنه سيعذبهم بالنار فرضوا لأمر اللّه عز وجل ، فأحرقهم كلهم ، فلم يزل يلقى واحداً بعد واحد في النار حتى مرت امرأة ومعها صبي لها صغيرة يرضع فلما نظرت المرأة إلى ولدها أشفقت عليه ، فرجعت فعرضوا عليها أن تكفر فأبت فضربوها حتى رجعت فلم تزل ترجع مرة ، وتشفق مرة ، حتى تكلم الصبي فقال لها : يا أماه إن بين يديك ناراً لا تطفأ أبداً ، فلما سمعت قول الطفل أحضرت حتى ألقت نفسها في النار ، فجعل اللّه عز وجل أرواحهم في الجنة ، وأوحى اللّه تبارك وتعالى إلى نبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم قتل أصحاب الأخدود يوسف بن ذي نواس وأصحابه .

٥-٦

البروج : ٥ - ٦ النار ذات الوقود

ثم ذكر مساوئهم ، فقال : النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود [ آية : ٦ ] يعنى أصحابه قعود على شفة الخد

٧

البروج : ٧ وهم على ما . . . . .

 وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود [ آية : ٧ ] قال :

كانوا يعرفون أن يوسف بن ذي نواس ليس بعذاب إلا بالإيمان ، ثم قال : يتعجب من سوء صنعيهم ، فقال :

٨

البروج : ٨ وما نقموا منهم . . . . .

 وما نقموا منهم يقول : وأي ريبة رأوا منهم ؟ ما عذبهم إلا أن يؤمنوا باللّه العزيز في نقمته الحميد [ آية : ٨ ]

٩

البروج : ٩ الذي له ملك . . . . .

 الذي له ملك السموت والأرض واللّه على كل شئٍ من السر والعلانية شهيد [ آية : ٩ ] .

١٠

البروج : ١٠ إن الذين فتنوا . . . . .

ثم قال : إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات نظيرها في سورة والذاريات ذروا [ الذاريات : ١ ] ، يقول : يوم هم على النار يفتنون [ الذاريات : ١٣ ] ، يعنى يحرقون .

ثم قال : ثم لم يتوبوا من ذلك فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق [ آية : ١٠ ] .

البروج : ١١ إن الذين آمنوا . . . . .

ثم قال : إن الذين ءامنوا وعملوا الصلحت وشهدوا أن لا إله اللّه ، فهو الصالحات ، نظيرها حين قال اللّه عز وجل : إليه يصعد الكلم الطيب [ فاطر : ١٠ ] ، فهو الحمد للّه ، وسبحان اللّه ، ولا إله إلا اللّه ، واللّه أكبر ، يقول : يصعد ذلك إليه كله بشهادة أن لا إله إلا اللّه ، ولولا هذا ما ارتفع لابن آدم عمل أبداً ، ثم قال : لهم جنتٌ تجري من تحتها الأنهار يقول : البساتين تجري من تحتها الأنهار ، وهي العيون خالدين فيها ما دامت الجنة ، فهم دائمون أبداً .

ثم قال : ذلك الفوز الكبير [ آية : ١١ ] يقول : هذا النجاء الكبير ،

عن النار ، وأدخل الجنة فقد نجا نجاء عظيماً .

١٢

البروج : ١٢ إن بطش ربك . . . . .

ثم رجع إلى قسمه الذي كان أقسم في أول السورة ، فقال : إن بطش ربك لشديد [ آية : ١٢ ] يقول :

إن عذاب ربك لشديد يقول : إذا غضب بطش ، وإذا بطش أهلك ، ثم

عظم الرب عز وجل نفسه ، فقال :

١٣

البروج : ١٣ إنه هو يبدئ . . . . .

 إنه هو يبدئ ويعيد [ آية : ١٣ ] يقول :

بدأ خلق النفس من نطفة ميتة ويحيه ، ثم قال :

١٤

البروج : ١٤ وهو الغفور الودود

 وهو الغفور للذنوب الكبائر لمن تاب منها

 الودود [ آية : ١٤ ] يقول : الشكور للعمل الصالح القليل إذا رضوه ، يقول : اشكر العمل اليسير حتى أضاعفه للواحد عشرة فصاعداً ، ثم عظم الرب تبارك وتعالى ، نفسه

فقال :

١٥

البروج : ١٥ ذو العرش المجيد

 ذو العرش فإنه ما خلق اللّه عز وجل خلقاً أعظم من العرش لأن السموات والأرض قد غابتا تحت العرش كالحلقة في الأرض الفلاة .

ثم قال : المجيد [ آية : ١٥ ] الجواد الكريم

١٦

البروج : ١٦ فعال لما يريد

 فعالٌ لما يريد [ آية : ١٦ ] يقول :

ليس يريد شيئاً إلا فعله ، يقول :

إن العبد يفرق من سيده أن يفعل ما يشاء ، والسيد يفرق

من أميره الذي هو عليه ، والأمير يفرق من الملك ، والملك يفرق من اللّه عز وجل ، واللّه

عز وجل لا يفرق من أحد أن يفعل ، فذلك قوله تعالى : فعالٌ لما يريد .

١٧

البروج : ١٧ هل أتاك حديث . . . . .

 هل يعنى قد أتتك حديث الجنود [ آية : ١٧ ] في القرآن

١٨

البروج : ١٨ فرعون وثمود

 فرعون وثمود [ آية :

١٨ ] قد عرفت ما فعل اللّه عز وجل يقوم فرعون ، حيث ساروا في طلب ، عليه السلام ،

وبنى إسرائيل ، وكانوا ألف ألف وخمس مائة ألف ، فساقهم اللّه تعال بآجالهم إلى البحر ،

فغرقهم اللّه أجمعين فمن الذي جاء يخاصمني فيهم ، قال : وثمود وهم قوم صالح

حيث عقروا الناقة وكذبوا صالحاً ثم تمتعوا في دارهم ثلاثة أيام ، فجاءهم العذاب يوم

السبت غدوة حين نهضت الشمس فدمدم عليهم ربهم بذنبهم وجبريل ، عليه

السلام ، الذي كان دمدم ، لأنه صرخ صرخة فوقع بيوتهم عليهم فسواها ، يقول : فسوى

البيوت على قبورهم ، لأنهم لما استيقنوا بالهلكة عمدوا فحفروا قبوراً في منازلهم ،

وتحنطوا بالمر والصبر ، قال : فسواها يقول : استوت على قبورهم ، قال : فهل جاء أحد يخاصمني فيهم ، فذلك

قوله : ولا يخاف عقباها [ الشمس : ١٥ ] ، قال : فاحذروا يا

أهل مكة ، فأنا المجيد الحق الذي ليس فوقي أحد .

١٩

البروج : ١٩ بل الذين كفروا . . . . .

ثم استأنف ، فقال : بل الذين كفروا في تكذيب [ آية : ١٩ ] يقول :

لكن يا محمد الذين

كفروا لا يؤمنون ، فلما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذلك ، وقرأ عليهم سأله رجل من جلسائه عن

علم اللّه عز وجل في عباده شئ بداً له من بعدما خلقهم ، أو كان قبل أن يخلقوا ؟ فأنزل

اللّه عز وجل ،

٢٠

البروج : ٢٠ واللّه من ورائهم . . . . .

 واللّه من ورائهم محيط [ آية : ٢٠ ]

٢١

البروج : ٢١ بل هو قرآن . . . . .

 بل هو يعنى لكن هو قرءانٌ

مجيدٌ [ آية : ٢١ ] يقول : هو قرآن مجيد ، يقول : هو كتاب مجيد

٢٢

البروج : ٢٢ في لوح محفوظ

 في لوح محفوظ [ آية :

٢٢ ] قبل أن يخلقوا ، وأن اللّه عز وجل قد فرغ من علم عباده ، وعلم ما يعملون قبل أن

يخلقهم ، ولم يجبرهم على المعصية .

﴿ ٠