١٠٠

سورة العاديات

مكية ، عددها إحدى عشرة آية كوفى

١

العاديات : ١ والعاديات ضبحا

قوله : والعاديت ضبحاً [ آية : ١ ] ذلك

أن النبي صلى اللّه عليه وسلم بعث سرية إلى حنين من

كنانة ، واستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري أحد النقباء ، فغابت فلم يأتي النبي صلى اللّه عليه وسلم خبرها ، فأخبره اللّه عز وجل عنها ، فقال : والعاديت ضبحاً يعني الخيل ، وقيل : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعث سرية إلى أرض تهامة ، وأبطأ عليه الخبر ، فجعلت اليهود والمنافقون إذا رأوا رجلاً من الأنصار أو من المهاجرين تناجوا بأمره ، فكان الرجل يظن أنه قد مات ، أو قتل أخوه ، أو أبوه ، أو عمه ، وكان يجد من ذلك أمراً عظيماً ، فجاءه جبريل ، عليه السلام ، يوم الجمعة عند وقت الضحى ، فقال : والعاديت ضبحاً يقول : غدت الخيل إلى الغزو حتى أضبحت فعلت أنفاسها بأفواهها ، فكان لها ضباح كضباح الثعلب .

٢

العاديات : ٢ فالموريات قدحا

ثم قال : فالموريت قدحاً [ آية : ٢ ] يقدحن بحوافرهن في الحجارة ناراً كنار أبي حباحب ، وكان شيخاً من مصر في الجاهلية له نويرة تقدح مرة وتخمد مرة لكيلا يمر به ضيف فشبه اللّه عز وجل ضوء وقع حوافرهن في أرض حصباء بنويرة أبي حباحب ،

وأيضاً فالموريت قدحاً قال : كانت تصيب حوافرهن الحجارة فتقدح منهن النار ، ثم قال :

٣

العاديات : ٣ فالمغيرات صبحا

 فالمغيرات صبحا [ آية : ٣ ] وذلك أن الخيل صبحت العدو بغارة يقول : غارت عليهم صبحاً

٤

العاديات : ٤ فأثرن به نقعا

 فأثرن به نقعا [ آية : ٤ ] يقول : فأثرن بجريهن يعني بحوافرهن نقعاً في التراب .

حدثنا عبد اللّه بن ثابت ، قال الفراء : النقع الغبار

٥

العاديات : ٥ فوسطن به جمعا

 فوسطن به جمعا [ آية : ٥ ] يعني

بعدوهن ، يقول : حين تعدو الخيل جمع القوم يعني العدو ، فأقسم اللّه عز وجل ، بالعاديات ضبحاً ، وحدها

٦

العاديات : ٦ إن الإنسان لربه . . . . .

 إن الإنسن لربه لكنودٌ [ آية : ٦ ] وأيضاً فوسطن به جمعا

يقول : فوسطن بذلك الغبار جمعاً ، يقول :

حمل المسلمون عليهم ، فهزموهم ، فضرب بعضهم بعضاً ، حتى ارتفع الوهج الذي كان ارتفع من حوافر الخيل إلى السماء ، فهزم اللّه المشركين وقتلهم ، فأخبره اللّه عز وجل بعلامات الخيل ، والغبار ، وكيف فعل بهم ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : يا جبريل ، ومتى كان هذا ؟ قال : اليوم ، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأخبر المسلمين بذلك ، وقرأ عليهم كتاب اللّه عز وجل ، ففرحوا واستبشروا ، وأخزى اللّه عز وجل اليهود والمنافقين إن الإنسن لربه لكنودٌ يعني لكفور ، نزلت في قرط بن عبد اللّه بن عمرو بن نوفل القرشي ، وهو الرجل الذي أكل وحده ، وأشبع بطنه وأجاع عبده ، ومتع رفده ، ولم يعط قومه شيئاً ، يسمى بلسان بني مالك بن كنانة الكنود .

٧

العاديات : ٧ وإنه على ذلك . . . . .

ثم قال : وإنه على ذلك لشهيد [ آية : ٧ ] يقول :

إن اللّه عز وجل على كفر قرط لشهيد ، ثم أخبر عنه ، فقال :

٨

العاديات : ٨ وإنه لحب الخير . . . . .

 وإنه لحب الخير لشديد [ آية : ٨ ] يعني المال ، ثم خوفه ،

فقال :

٩

العاديات : ٩ أفلا يعلم إذا . . . . .

 أفلا يعلم يعني فهلا يعلم إذا بعثر يعني بعث ما في القبور [ آية : ٩ ] من الموتى

١٠

العاديات : ١٠ وحصل ما في . . . . .

 وحصل ما في الصدور [ آية : ١٠ ] من الخير والشر ، يعني تميز ما في القلب

١١

العاديات : ١١ إن ربهم بهم . . . . .

 إن ربهم بهم يومئذ يعني يوم القيامة لخبير [ آية : ١١ ] بالصالح منهم والطالح .

﴿ ٠