١١٢ سورة الإخلاصمكية ، عددها أربع آيات ١الإخلاص : ١ قل هو اللّه . . . . . قوله : قل هو اللّه أحد [ آية : ١ ] ٢الإخلاص : ٢ اللّه الصمد اللّه الصمد [ آية : ٢ ] تعنى أحد لا شريك له ، وذلك أن عامر بن الطفيل بن صعصعة العامري ، دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ،فقال : يا رسول اللّه ، أما واللّه لئن دخلت في دينك ليدخلن من خلفي ، ولئن امتنعت ليمتنعن من خلفي ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ′ فما تريد ′ ؟ قال : أتبعك على أن تجعل لي الوبر ولك المدر ، قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ′ لا شرط في الإسلام ′ ، قال : فاجعل لي الخلافة بعدك ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ′ لا نبى بعدي ′ ، قال : فأريد أن تفضلني على أصحابك ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ′ لا ، ولكنك أخوهم ، إن أحسنت إسلامك ′ ، فقال : فتجعلني أخا بلال ، وخباب بن الأرت ، وسلمان الفارسي ، وجعال ، قال : ′ نعم ′ ، فغضب ، وقال : أما واللّه لأثيرن عليك ألف أشقر عليها ألف أمرد ، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ′ ويحك تخوفني ′ ؟ قال له جبريل ، عليه السلام ، عن ربه : لأثيرن على كل واحد منهم ألفاً من الملائكة ، طول عنق أحدهم مسيرة سنة ، وغلظها مسيرة سنة ، وكان يكفيهم واحد ، ولكن اللّه عز وجل أراد أن يعلمه كثرة جنوده ، فخرج من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو متعجب مما سمع منه ، فلقيه الأربد بن قيس السهمي ، فقال له : ما شأنك ؟ وكان خليله فقص عليه قصته ، وقال : إني دخلت على ابن أبي كبشة آنفاً ، فسألته الوبر ، وله المدر فأبى ، ثم سألته من بعده فأبى ، ثم سألته أن يفضلني على أصحابه ، فأبى ، وقال : أنت أخوهم إن أحسنت إسلامك ، فقال له : أفلا قتلته ؟ قال : لم أطق ذلك ، قال : فارجع بنا إليه ، فإن شئت حدثته حتى أضرب عنقه ، فانطلقا على وجوههما ، حتى دخلا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقعد عامر عن يمينه والأربد عن يساره ، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم علم ما يريدان ، قال : وجاء ملك من الملائكة فعصر بطن الأربد بن قيس ، وأقبل عامر على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقد وضع يده على فمه ، وهو يقول : يا محمد لقد خوفتني بأمر عظيم ، وبأقوام كثيرة فمن هؤلاء ؟ قال : ′ جنودي وهم أكثر مما ذكرت لك ′ ، قال : فأخبرني ما اسم ربك ؟ وما هو ؟ ومن خليله ؟ وما حيلته ؟ وكم هو ؟ وأبو من هو ؟ ومن أي حي هو ؟ ومن أخوه ′ . وكانت العرب يتخذون الأخلاء في الجاهلية ، فأنزل اللّه تعالى قل يا محمد هو اللّه أحد لقوله ما اسمه ؟ وكم هو اللّه الصمد لقوله ما طعامه ؟ اللّه الصمد الذي لا يأكل ولا يشرب لم يلد يقول : ولم يتخذ ولداً ولم يولد [ آية : ٣ ] يقول : ليس له ولد يكتنى به ، ل قوله : وابن من هو ؟ ثم قال : ولم يكن له كفوا أحد [ آية : ٤ ] ل قوله : من خليله ؟ ويقول : ليس له نظير ، ولا شبيه ، فمن أين يتخذ الخليل ، فأشار بيده وبعينه إلى الأربد بن قيس ، وهو في جهد قد عصر الملك بطنه حتى أراد أن يخرج خلاه من فيه ، وقد أهمته نفسه ، فقال الأربد : قم بنا ، فقاما ، فقال له عامر : ويحك ما شأنك ؟ قال : وجدت عصراً شديداً في بطني ، ووجعاً فما استطعت أن أرفع يدي . قال : فأما الأربد بن قيس ، فخرج يومئذٍ من المدينة ، وكان يوماً متغيماً ، فأدركته صاعقة في الطريق فقتلته ، وأما عامر بن الطفيل ، فوجاه جبريل ، عليه السلام ، في عنقه ، فخرج في عنقه دبيله ، ويقال : طاعون فمرض بالمدينة ، فلم يأوه أحد إلا امرأة مجذوباً من بني سلول ، فقال جزعاً من الموت : غدة كغدة البعير ، ومت في بيت سلولية ، أبرز إلى يا موت ، فأنا قاتلك ، فأنزل اللّه عز وجل : وهم يجادلون في اللّه وهو شديد المحال [ الرعد : ١٣ ] . وأيضاً : قل هو اللّه أحد وذلك أن مشركي مكة ، قالوا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : أنعت لنا ربك وصفه لنا ، وقال عامر بن الطفيل العامري : أخبرنا عن ربك أمن ذهب هو ، أو من فضة ، أو من حديد ، أو من صفر ؟ وقالت اليهود : عزيزاً ابن اللّه ، وقد أنزل اللّه عز وجل نعته في التوراة ، فأخبرنا عنه يا محمد ، فأنزل اللّه عز وجل في قولهم : قل يا محمد هو اللّه أحد لا شريك له اللّه الصمد يعني الذي لا جوف له ، كجوف المخلوقين ، ويقال : الصمد السيد الذي تصمد إليه الخلائق بحوائجهم وبالإقرار والخضوع ، ٣الإخلاص : ٣ لم يلد ولم . . . . . لم يلد فيورث ولم يولد فيشارك ، وذلك أن مشركي العرب ، الملائكة بنات الرحمن ، وقالت اليهود : عزيز ابن اللّه ، وقالت النصارى : المسيح ابن اللّه ، فأكذبهم اللّه عز وجل ، فبرأ نفسه من قولهم ، فقال : لم يلد يعني لم يكن له ولد ولم يولد كما ولد عيسى وعزيز ومريم ، ٤الإخلاص : ٤ ولم يكن له . . . . . ولم يكن له كفوا أحد يقول : لم يكن له عدل ، ولا مثل من الإلهة تبارك وتعالى علواً كبيراً . |
﴿ ٠ ﴾