٧

قوله { صراط الذين } بدل من الصراط الأول والذين اسم مبهم مبني ناقص يحتاج إلى صلة وعائد فهو غير معرب في الواحد والجمع ويعرب في التثنية لصحة التثنية إذ لا تختلف ولا تأتي في جميع الأسماء إلا على مثال واحد وليس كذلك الجمع وعلة بناء الذي أنه شابه الحروف لابهامه ووقوعه على كل شيء فمنع الإعراب كما منعته الحروف وقيل إنما بني لأنه ناقص يحتاج إلى صلة فهو كبعض اسم وبعض الاسم مبني أبدا لأن الإعراب إنما يكون في أواخر الأسماء والأفعال وقد قيل أن الذين اسم للجمع وليس بجمع وواحد الذين لذ كعم وشج فلما دخلته الألف واللام ولزمتا عادت الياء كما تعود في قاض فقلت الذي وأصله أن يكتب بلامين إلا أنهم حذفوا إحدى اللامين لكثرة الاستعمال تخفيفا وجرى الجمع على الواحد إذ هو مبني مثله إذ هو أقرب إليه في الإعراب وكتبت التثنية بلامين على الأصل وصلة الذين قوله أنعمت عليهم والهاء والميم تعود عليهم

قوله { غير المغضوب عليهم } غير اسم مبهم ألا أنه أعرب للزومه الإضافة وخفضه على البدل من الذين أو على النعت لهم إذ لا يقصد بهم قصد أشخاص بأعيانهم فجروا مجرى النكرة فجاز أن يكون غير نعتا لهم ومن أصل غير أنها نكرة وإن أضيفت إلى معرفة لأنها لا تدل على شيء معين وقد روي نصب غير عن ابن كثير وغيره ونصبها على الحال من الهاء والميم في عليهم أو من الذين إذ لفظهم لفظ المعرفة وأن شئت نصبته على الاستثناء المنقطع عند البصريين ومنعه الكوفيون لأجل دخول لا وأن شئت نصبته على اضمار أعني وعليهم الثاني في موضع رفع مفعول لم يسم فاعله للمغضوب لأنه بمعنى الذين غضب عليهم ولا ضمير فيه إذ لا يتعدى إلا بحرف جر بمنزلة مر بزيد ولذلك لم يجمع

قوله { ولا الضالين } لا زائدة للتوكيد عند البصريين وبمعنى غير عند الكوفيين ومن العرب من يبدل من الحرف الساكن الذي قبل المشدد همزة فيقول ولا الضالين وذلك إذا كان ألفا وبه قرأ أيوب السختياني أراد أن يحرك الألف لالتقاء الساكنين فلم يمكن تحريكها فأبدل منها حرفا مواخيا لها قريب المخرج منها أجلد منها وأقوى وهو الهمزة

﴿ ٧