سورة البقرة١قوله تبارك وتعالى { الم } أحرف مقطعة محكية لا تعرب إلا أن تخبر عنها أو تعطف بعضها على بعض فتقول هذا ألف وألفك حسنة وفي الكتاب ألف ولام وميم وعين وموضع ألم نصب على معنى أقرأ ألم ويجوز أن يكون موضعها رفعا على معنى هذا ألم أو ذلك أو هو ويجوز أن يكون موضعها خفضا على قول من جعله قسما والفراء يجعل ألم ابتداء وذلك الخبر تقديره عنده حروف المعجم يا محمد ذلك الكتاب وأنكره الزجاج و ذلك في موضع رفع على اضمار مبتدأ أو على الابتداء وتضمر الخبر وذا اسم مبهم مبني والاسم عند الكوفيين الذال والألف زيدت لبيان الحركة وللتقوية وذا بكماله هو الاسم عند البصريين وجمعه أولاء واللام لام التأكيد دخلت لتدل على بعد المشار إليه وقيل دخلت لتدل على أن ذا ليس بمضاف إلى الكاف وكسرت اللام للفرق بينها وبين لام الملك إذا قلت ذا لك أي في ملكك وقيل كسرت لسكونها وسكون الألف قبلها والكاف للخطاب لا موضع لها من الإعراب لأنها لا تخلو أن تكون في موضع رفع أو نصب أو خفض فلا يجوز أن تكون في موضع رفع لأنه لا رافع قبلها وليست الكاف من علامات المضمر المرفوع ولا يجوز أن تكون في موضع نصب إذ لا عامل قبلها ينصبها ولا يجوز أن تكون في موضع خفض لأن ما قبلها لا يضاف وهو المبهم فلما بطلت الوجوه الثلاثة علم أنها للخطاب لا موضع لها من الإعراب والكتاب بدل من ذا أو عطف بيان أو خبر ذلك وقوله { لا ريب فيه } لا تبرئة فهي وريب كاسم واحد ولذلك بني ريب على الفتح لأنه مع لا كخمسة عشر وهو في موضع رفع خبر ذلك وقوله { هدى } في موضع نصب على الحال من ذا أو من الكتاب أو من المضمر المرفوع في فيه والعامل فيه إذا كان حالا من ذا أو من الكتاب معنى الإشارة فإن كان حالا من المضمر المرفوع في فيه فالعامل فيه معنى الاستقرار ويجوز أن يكون هدى في موضع رفع على الابتداء وفيه الخبر فتقف على هذا القول على لا ريب ويجوز أن يكون مرفوعا على اضمار مبتدأ أو على أنه خبر ذلك أو على أنه خبر بعد خبر ٣قوله { الذين يؤمنون بالغيب } الذين في موضع خفض نعت للمتقين أو بدل منهم أو في موضع نصب على اضمار أعني أو في موضع رفع على اضمار مبتدأ أو على الابتداء والخبر أولئك على هدى من ربهم وأصل يؤمنون يؤأمنون بهمزتين الأولى مفتوحة وهي زائدة فحذفت الزائدة لاجتماع همزتين فيه ولاجتماع ثلاث همزات في الإخبار عن النفس واتبعوا سائر الأفعال الملحقة بالرباعية هذا الحذف وإن لن تجتمع فيه همزتان نحو يكرم ويلهي كما قالوا يعد فحذفوا الواو لوقوعها بين ياء وكسرة ثم اتبعوا سائر الباب ذلك وان لم يكن فيه ياء نحو تعد وتزن كما أدخلوا هو وأنت ونحوها فاصلة بين الخبر والنعت في قولك إن زيدا هو العاقل وكان زيد هو العاقل ثم أدخلوها فاصلة فيما لا يمكن فيه النعت نحو زيد كان هو العاقل وكنت أنت العاقل وكما أدخلوا المجهول مع أن وكان إذا وقع بعدهما ما لا يليهما ولا يعملان فيه نحو أنه قام زيد وكان يقوم عمر وكان لا أحد في الدار ثم أتبعوا ذلك سائر الباب وأن لم يكن فيه تلك العلة فقالوا أنه زيد قائم وإنما وجب أن يكون أصل يؤمنون وشبهه بهمزتين لأن حق هذه الحروف الزوائد أن تتضمن ما كان في الماضي وقد كان في الماضي همزتان الأولى زائدة وذلك قولك أأمن وعلى هذا يقاس ما شابههه وعلته كعلته فقسه عليه قوله { للمتقين } وزنه المفتعلين وأصله الموتقيين ثم أدغمت الواو في الياء فصارت ياء مشددة وأسكنت الياء الأولى استثقالا للكسرة عليها ثم حذفت لسكونها وسكون ياء الجمع بعدها قوله { يقيمون } أصله يؤقومون فحذفت الهمزة ثم ألقيت حركة الواو على القاف وانكسرت وانقلبت الواو ياء لسكونها ولانكسار ما قبلها ووزنه يفعلون مثل يؤمنون ٥قوله { أولئك } خبر { الذين } أو مبتدأ أن لم تجعل الذين مبتدأ والخبر على هدى وهدى اسم مقصور منصرف وزنه فعل وأصله هدي فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا والألف ساكنه والتنوين ساكن فحذفت الألف لالتقاء الساكنين وصار التنوين تابعا لفتحه الدال فلا يتغير في كل الوجوه وكذلك العلة في جميع ما كان مثله وأولئك اسم مبهم للجماعة وهو مبني على الكسر لا يتغير بني لمشابهته الحروف والكاف للخطاب ولا موضع لها من الإعراب وواحد أولئك ذلك وإذا كان للمؤنث فواحدة ذي أوتي أوذه قوله { الصلاة } أصلها صلوة دل على ذلك قولهم صلوات فوزنها فعلة ٦قوله { سواء عليهم } ابتداء وما بعده من ذكر الإنذار خبره والجملة خبر إن والذين اسم إن وصلته كفروا وألف أأنذرتهم ألف تسوية لأنها أوجبت أن الإنذار لمن سبق له في علم اللّه الشقاء وتركه سواء عليهم لا يؤمنون أبدا ولفظها لفظ الاستفهام ولذلك أتت بعدها أم ويجوز أن يكون سواء خبر أن وما بعده موضع رفع بفعله وهو سواء ويجوز أن يكون خبر إن لا يؤمنون ٧قوله { وعلى سمعهم } إنما وحد ولم يجمع كما جمعت القلوب والأبصار لأنه مصدر وقيل تقديره وعلى مواضع سمعهم وقوله غشاوة رفع بالابتداء والخبر على أبصارهم والوقف على سمعهم حسن وقد قرأ عاصم بالنصب على اضمار فعل كأنه قال وجعل على أبصارهم غشاوة والوقف على سمعهم يجوز في هذه القراءة وليس كحسنه في قراءة من رفع ٨قوله { ومن الناس } فتحت نون من للقائها الساكن وهو لام التعريف وكان الفتح أولى بها من الكسر لانكسار الميم وكثرة الاستعمال وأصل الناس عند سيبويه الأناس ثم حذفت الهمزة كحذفها في الاه ودخلت لام التعريف وقيل بل أصله ناس لقول العرب في التصغير نويس قال الكسائي هما لغتان قوله { من يقول } من في موضع رفع بالابتداء وما قبله خبر ويقول وزنه يفعل وأصله يقول ثم ألقيت حركة الواو على القاف لأنها قد اعتلت في قال وإنما أذكر لك مثالا من كل صنف لتقيس عليه ما يأتي من مثل إذ لا يمكن ذكر كل شيء أتى منه كراهة التكرير والإطالة ولو جاء في الكلام ومن الناس من يقولون لجاز حمله على المعنى كما قال جل ذكره ومنهم من يستمعون إليك والمدة في آمن أصلها همزة ساكنة واصله أأمن ثم أبدلت من الهمزة الساكنة ألفا لانفتاح ما قبلها والمدة في الآخر ألف زائدة لبناء فاعل وليس أصلها همزة قوله { وما هم بمؤمنين } هم اسم ما ومؤمنين الخبر والباء زائدة دخلت عند البصريين لتأكيد النفي وهي عند الكوفيين دخلت جوابا لمن قال إن زيدا لمنطلق فما بازاء أن والباء بازاء اللام إذ اللام لتأكيد الإيجاب والباء لتأكيد النفي ٩قوله { يخادعون اللّه } يجوز أن تكون حالا من من فلا يوقف دونه ويجوز أن يكون لا موضع له من الإعراب فيوقف دونه ١٠قوله { في قلوبهم مرض } ابتداء وخبر وكذلك ولهم عذاب أليم نعت للعذاب وهو فعيل بمعنى مفعول أي مؤلم قوله { بما كانوا } الباء متعلقة بالاستقرار أي وعذاب مؤلم مستقر لهم بكونهم يكذبون بما أتى به نبيهم وما والفعل مصدر ويكذبون خبر كان ١١قوله { وإذا قيل لهم } إذا ظرف فمن النحويين من أجاز أن يكون العامل فيه قيل ومنهم من منعه وقدر فعلا مضمرا يدل عليه الكلام يعمل في إذا وكذلك قياس ما هو مثله و يجوز أن يكون العامل قالوا وهو جواب إذا وقيل أصلها قول على فعل ثم نقلت حركة الواو إلى القاف فانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها وفيها لغات من اشمام القاف الضم ومنهم من يضم على أصلها فتبقى الواو على حالها وكذلك قياس ما شابهه وأجاز الأخفش قيل بالياء وضم القاف وهذا شاذ لا قياس له وكان ابن كيسان يسمي الاشمام إشارة وهو لا يسمع وكان يسمي الروم أشماما وهو يسمع بصوت خفي ولهم في موضع رفع مفعول لم يسم فاعل لقيل ١٢قوله { ألا إنهم } كسرت أن لأنها مبتدأ بها ويجوز فتحها إذا جعلت ألا بمعنى حقا قوله { نحن مصلحون } ابتداء وخبر وما في إنما كافه لان عن العمل ونحن اسم مضمر مبني يقع للاثنين والجماعة والمخبرين عن أنفسهم وللواحد الجليل وانما ضمت نون نحن دون أن تكسر أو تفتح لأنه اسم مضمر يقع للجمع والواو من علامات الجمع والضمة اخت الواو فكانت الضمة أولى به وقيل هو كقبل وبعد إذ هي تدل على الإخبار عن اثنين وعن أكثر وقيل هي مثل حيث تحتاج إلى شيئين فقويت بالضمة إذ هي أقوى الحركات وقيل هي من علامات المرفوع فحركت بما يشبه الرفع وهو الضم وقيل أن أصلها نحن بضم الحاء فنقلت حركة الحاء إلى النون قوله { هم المفسدون } ابتداء وخبر في موضع خبر ان ويجوز أن تكون هم فاصلة لا موضع لها من الإعراب أو تكون توكيدا للّهاء والميم في انهم والمفسدون الخبر ١٣قوله { كما آمن } الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره قالوا أتؤمن إيمانا مثل ما آمن السفهاء وكذلك الكاف الأولى ١٥قوله { يعمهون } حال من المضمر المنصوب في يمدهم ١٦قوله { اشتروا الضلالة } أصله اشتريوا فقلبت الياء ألفا وقيل اسكنت استخفافا والأول أحسن وأجرى على الأصول ثم حذفت في الوجهين لسكونها وسكون واو الجمع بعدها وحركت الواو في اشتروا لالتقاء الساكنين واختير لها الضم للفرق بين واو الجمع والواو الأصلية نحو لو استقاموا وقال الفراء حركت بمثل حركة الياء المحذوفة قبلها وقال ابن كيسان الضمة في الواو أخف من الكسر فلذلك اختيرت إذ هي من جنسها وقال الزجاج اختير لها الضم إذ هي واو جمع فضمت كما ضمت النون في نحن إذ هو جمع أيضا وقد قرىء بالكسر على الأصل وأجاز الكسائي همزها لانضمامها وفيه بعد وقد قرئت بفتح الواو استخفافا ١٧قوله { أضاءت ما حوله } ما في موضع نصب بأضاءت والنار فاعلة وهي مضمرة في أضاءت وجواب فلما محذوف تقديره فلما أضاءت ما حوله طفئت ١٨قوله { لا يبصرون } في موضع الحال من الهاء والميم في تركهم قوله صم مرفوع على اضمار مبتدأ وكذلك ما بعده ويجوز نصب ذلك كله على الحال من المضمر في تركهم وهي قراءة ابن مسعود وحفصة ويجوز نصب ذلك على اضمار أعني قوله { فهم لا يرجعون } ابتداء وخبر في موضع الحال أيضا من المضمر في تركهم ١٩قوله { كصيب } أصله صيوب على وزن فيعل ثم أدغمت الواو في الياء ويجوز التخفيف في الياء وقال الكوفيون هو فعيل أصله صويب ثم أدغم ويلزمهم الإدغام في طويل وعويل وذلك لا يجوز قوله { فيه ظلمات } ابتداء وخبر مقدم والجملة في موضع النعت للصيب والكاف من كصيب في موضع رفع عطف على الكاف في قوله كمثل الذي أو هي في موضع رفع خبر لقوله مثلهم تقديره مثلهم مثل الذي استوقد نارا أو مثل صيب وان شئت أضمرت مبتدأ تكون الكاف خبر تقديره أو مثلهم مثل صيب قوله { يجعلون } في موضع الحال من المضمر في تركهم أي تركهم في ظلمات غير مبصرين غير عاقلين جاعلين أصابعهم وان شئت جعلت هذه الأحوال منقطعة عن الأول مستأنفة فلا يكون لها موضع من الإعراب وقد قيل أن يجعلون حال من المضمر في فيه وهو يعود على الصيب كأنه قال جاعلين أصابعهم في آذانهم من صواعقه يعني الصيب قوله { حذر الموت } مفعول من أجله قوله { واللّه محيط } ابتداء وخبر وأصل محيط محوط فنقلت كسرة الواو إلى الحاء فانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ٢٠قوله { يكاد البرق } يكاد فعل للمقاربة إذا لم يكن معه نفي قارب الوقوع ولم يقع نحو هذا وإذا صحبه نفي فهو واقع بعد ابطاء نحو قوله فذبحوها وما كادوا يفعلون أي فعلوا الذبح بعد ابطاء وكاد الذي للمقاربة أصله كود ويكاد يكود فقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها كخاف يخاف قوله { كلما } نصب على الظرف بمشوا وإذا كانت كلما ظرفا فالعامل فيها الفعل الذي هو جواب لها وهو مشوا لأن فيها معنى الشرط فهي تحتاج إلى جواب ولا يعمل فيها أضاء لأنه في صلة ما ومثله كلما رزقوا الجواب قالوا وهو العامل في كل وما اسم ناقص صلته الفعل الذي يليه وفي كلما معنى الشرط قوله { ذهب } وأذهب بمعنى لكن الباء تحذف إذ دخلت الهمزة ٢١قوله { يا أيها الناس } أي منادى مفرد مضموم والناس نعت له ولا يجوز نصب الناس عند أكثر النحويين لأنه نعت لا يجوز حذفه فهو المنادى في المعنى كأنه قال يا ناس وأجاز المازني نصبه على الموضع كما يجوز يا زيد الظريف على الموضع ٢٢قوله { الذي جعل لكم } الذي في موضع نصب نعت لربكم أو للذي أو مفعول لتتقون أو على إضمار أعني أو في موضع رفع على إضمار مبتدأ أو على الابتداء ويضمر الخبر قوله { تتقون } أصله توتقيون فأدغمت الواو في التاء بعد أن قلبت تاء وألقيت حركة الياء على القاف وحذفت لسكونها وسكون واو الجمع بعدها وهو تفتعلون وكذلك نظيره حيث وقع قوله { وأنتم تعلمون } ابتداء وخبر في موضع الحال من المضمر في تجعلوا قوله { متشابها } نصب على الحال من المضمر في به والهاء في ٢٣قوله { من مثله } تعود على القرآن وقيل على محمد صلى اللّه عليه وسلم ٢٤قوله { أعدت للكافرين } في موضع نصب على الحال من النار والوقود بالفتح الحطب وبالضم المصدر وهو التوقد كالوضوء بالفتح الماء والوضوء بالضم المصدر وهو اسم حركات المتوضىء ٢٦قوله { أن يضرب } أن في موضع نصب تقديره من أن يضرب فلما حذفت من تعدي الفعل وهو يستحي فنصب أن قوله { ما بعوضة } ما زائدة وبعوضة بدل من مثل ويجوز أن تكون ما في موضع نصب نكرة بدل من مثل وبعوضة نعت لما قوله { فما فوقها } ما عطف على ما الأولى أو على بعوضة إن جعلت ما زائدة ويجوز رفع بعوضة على أن تجعل ما بمنزلة الذي فتضمر هو فتكون بعوضة خبرا له قوله { فأما الذين آمنوا } أما حرف فيه معنى الشرط ويقع في الابتداء والخب ولذلك دخلت الفاء بعده فالذين رفع بالابتداء و فيعلمون وما بعده الخبر وكذلك أما الثانية قوله { ماذا أراد اللّه } ما وذا اسم واحد للاستفهام في موضع نصب بأراد تقديره أي شيء أراد اللّه بهذا المثل وأن شئت جعلت ذا بمعنى الذي فتكون ما في موضع رفع الابتداء وما بعدها خبرها ولا يعمل فيها أراد لأنه في صلة الذي ولا تعمل الصلة فيما قبل الموصول ولا في الموصول فذا وصلته في موضع رفع خبر ما ومع أراد هاء محذوفة تعود على الذي تقديره أي شيء الذي أراده اللّه بهذا المثل ومثلا نصب على التفسير وقيل هو حال من ذا في هذا والعامل فيه الإشارة والتنبيه ٢٧قوله { أن يوصل } أن في موضع نصب بدل من ما وقيل نصب أن على معنى لئلا يوصل وان شئت في موضع خفض بدل من الهاء في به وهو أحسنها قوله { ميثاقه } هو اسم في موضع المصدر لأنه بمعنى ايثاقه ٢٨قوله { كيف تكفرون } كيف في وضع نصب بتكفرون والهاء في قوله ثم إليه ترجعون تعود على اللّه جل ذكره وقيل بل تعود على الأحياء ٢٩قوله { جميعا } نصب على الحال من ما والعامل فيه خلق قوله { فسواهن سبع سماوات } سبع بدل من الهاء والنون وقيل هو مفعول لسوى تقديره فسوى منهن سبع سماوات فحرف الجر محذوف مع الهاء والنون كما قال واختار موسى قومه أي من قومه ثم حذف الحرف فانتصب ما بعده وإنما عاد الضمير بلفظ الجمع على السماء ولفظها واحد لأنه جمع سماوة وسماءة كتمرة وتمر فهو جمع بينه وبين واحده الهاء فلما حذفت الهاء في الجمع انقلبت الواو همزة كما قلبوها في الدعاء والكساء فأصل الهمزة الواو لأنه من دعا يدعو وكسا يكسو ٣٠قوله { وإذ قال ربك } إذ في موضع نصب باضمار فعل تقديره واذكر يا محمد إذ قال ولا تعمل فيها قال لأن إذ مضافة إلى الجملة التي بعدها والمضاف إليه لا يعمل في المضاف قوله { أتجعل فيها } الألف ألف الاسترشاد وسؤال عن فائدة وليس هو إنكارا ولفظه لفظ الاستفهام وقيل هو تعجب تعجبت الملائكة من قدرة اللّه قوله { إني أعلم } يحسن أن يكون أعلم فعلا للمخبر عن نفسه لأن قبله إخبارا عن النفس وهو أني ويجوز أن يكون اسما بمعنى فاعل فيقدر فيه التنوين ولكن لا يتصرف فتنصب ما به ٣٣قوله { وأعلم ما تبدون } يجوز أن يكون أعلم فعلا كما كان ما قبله فما في موضع نصب به ويجوز أن يكون اسما بمعنى عالم فتكون ما في موضع خفض بإضافة أعلم إليها كما يضاف اسم الفاعل ويجوز تقدير التنوين في اسم الفاعل لكنه لا ينصرف فتكون ما في موضع نصب كما تقول هؤلاء حواج بيت اللّه فتنصب بيتا بتقدير التنوين في حواج ٣٤قوله { وإذ قلنا } مثل وإذ قال قوله { سبحانك } منصوب على المصدر والتسبيح والتنزيه للّه من السوء فهو يؤدي عن نسبحك تسبيحا أي ننزهك من السوء تنزيها ونبرئك منه قوله { للملائكة } هو جمع ملك وأصل ملك مألك ثم قلبت الهمزة فردت في موضع اللام فصارت ملأك فأصل وزنه مفعل مقلوب إلى معفل ثم ألقيت حركة الهمزة على اللام فصارت ملك فلما جمع رد إلى أصله بعد القلب فلذلك وقعت الهمزة بعد اللام في ملائكة ولو جمع على أصله قبل القلب لقلت مآلكة على مفاعله فملائكة وزنه معافلة وأصله مفاعلة فالهمزة فاء الفعل في أصله واللام عين الفعل والكاف لام الفعل لأنه مشتق من الألوكة وهي الرسالة وقال ابن كيسان هو مشتق من ملكت والهمزة زائدة عنده كزيادتها في شمأل فيكون وزن ملك فعل ووزن ملائكة فعائلة لأن الميم أصلية والهمزة زائدة وقال أبو عبيد هو مشتق من لأك إذا أرسل فالهمزة عين ولا قلب فيه على قول أبي عبيد فوزن لفظ ملائكة على قول الجماعة معافلة لأنه مقلوب والهمزة فاء الفعل وعلى قول ابن كيسان فعائلة لأن الميم أصلية فالهمزة زائدة عنده وعلى قول أبي عبيد مفاعلة لأن الهمزة عنده عين الفعل قوله { إنك أنت } إن شئت جعلت أنت في موضع نصب تأكيدا للكاف وإن شئت جعلتها مرفوعة مبتدأة والعليم خبرها وهي وخبرها خبر إن وإن شئت جعلتها فاصلة لا موضع لها من الإعراب والحكيم نعت للعليم وإن شئت جعلته خبرا بعد خبر لان قوله { إلا إبليس } إبليس نصب على الاستثناء المنقطع ولم ينصرف لأنه أعجمي معرفة وقال أبو عبيد هو عربي مشتق من أبلس إذا يئس من الخير لكنه لا نظير له في الأسماء وهو معرفة فلم ينصرف لذلك والهاء في خليفة وملائكة للمبالغة وقيل لتأنيث الصيغة وخليفة فعيلة بمعنى فاعلة أي يخلف بعضهم بعضا وآدم أفعل مشتق من الأدمة وهو اللون فلم ينصرف لأنه معرفة وأصله الصفة وهو على وزن الفعل وقيل هو مشتق من أديم الأرض وهو وجهها وهذا بعيد لأنه يحتمل أن يكون وزنه فاعلا كطابق فيجب صرفه إذ ليس فيه من معنى الصفة شيء وأفعل أصله الصفة ٣٥قوله { رغدا } نعت لمصدر محذوف تقديره أكلا رغدا وهو في موضع الحال عند ابن كيسان أعنى المصدر المحذوف وحذفت النون من فتكونا لأنه منصوب جواب للنهي ويجوز أن يكون حذف النون للجزم فهو عطف على ولا تقربا ٣٦قوله { بعضكم لبعض عدو } ابتداء وخبر منقطع من الأول وإن شئت في موضع الحال من الضمير في اهبطوا وفي الكلام حذف واو واستغني عنها للضمير العائد على المضمر في اهبطوا تقديره قلنا اهبطوا وبعضكم لبعض عدو أي اهبطوا وهذه حالكم واثباتها في الكلام حسن ولو لم يكن في الكلام عائد لم يجز حذف الواو ولو قلت لقيتك وزيد راكب لم يجز حذف الواو فإن قلت راكب إليك جاز حذف الواو وإثباتها ٣٧قوله { إنه هو التواب الرحيم } هو في وجوهها بمنزلة أنت في إنك أنت العليم الحكيم قوله جميعا حال من المضمر في اهبطوا ٣٨قوله { فأما يأتينكم } أما حرف للشرط يجزم الأفعال وهي أن التي للشرط زيدت معها ما للتأكيد ودخلت النون المشددة للتأكيد أيضا لكن الفعل مع النون مبني غير معرب قوله { هدى } في موضع رفع بفعله وقد تقدم ذكر أصله قوله { فمن تبع هداي } من اسم تام للشرط مرفوع بالابتداء يجزم ما بعده من الأفعال المستقبلة وجوابها ويكون الماضي بعده في موضع جزم ولا تغيره من ولا غيرها من حروف الشرط بل يغيرن معناها فيصير معناها الاستقبال ولا يتغير لفظه قوله { وهم فيها خالدون } ابتداء وحبر في موضع الحال من أصحاب أو من النار كما تقول زيد ملك الدار وهو جالس فيها فقولك وهو جالس حال من المضمر في ملك أي ملكها في حال جلوسه فيها وإن شئت جعلته حالا من الدار لأن في الجملة ضميرين أحدهما يعود على زيد والآخر يعود على الدار فحسن الحال منهما جميعا لأجل الضمير ولو قلت زيد ملك الدار وهو جالس لم يكن إلا حالا من المضمر في ملك لا غير إذ لا ضمير في الجملة يعود على الدار ولو قلت زيد ملك الدار وهي مبنية لم تكن الجملة إلا في موضع الحال من الدار إذ لا ضمير يعود على المضمر في ملك فان زدت من ماله ونحوه جاز أن يكون حالا من المضمر ومن الدار فكذلك الآية لما كان في قوله هم فيها خالدون ضميران جاز أن يكون حالا منهما جميعا فقس عليهما ما شابههما فانه أصل يتكرر في القرآن كثيرا وقد منع بعض النحويين وقوع الحال من المضاف إليه لو قلت رأيت غلام هند قائمة لم يجز عنده إذ لا عامل يعمل في الحال وأجازه بعضهم لأن لام الملك مقدرة مع المضاف إليه فمعنى الملك هو العامل في الحال أو معنى الملازمة أو معنى المصاحبة فعلى قول من منع الحال من المضاف إليه لا يكون هم فيها خالدون حالا من النار ومثله في القياس أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ٤٠قوله { يا بني إسرائيل } اسم معرفة أعجمي ولذلك لم ينصرف والعلل التي تمنع الأسماء من الصرف عشرة هي التعريف ووزن الفعل والصفة والعجمة وألف التأنيث الممدودة والمقصورة والتأنيث الذي لا مذكر له من لفظه والعدل والألف والنون الزائدتان والاسمان يجعلان اسما واحدا وما كان في الأبنية لا نظير له في الواحد فإذا اجتمع في الاسم علتان من هذه العلل لم ينصرف وإذا انفردت واحدة انصرف فاجعل هذا أصلا تقيس عليه كل الكلام وقد زاد قوم في العلل لزوم العلة الواحدة قوله { وأوفوا } أصله أوفيوا فردت حركة الياء على الفاء وحذفت الياء لسكونها وسكون الواو بعدها قوله { أوف بعهدكم } جزم لأنه جواب الأمر قوله { وإياي فارهبون } إياي منصوب باضمار فعل هو الاختيار لأنه أمره ويجوز وأنا فارهبون على الابتداء و الخبر وهذا بمنزلة قولك زيد فاضربه لأن الياء المحذوفة من فارهبون كالهاء في أضربه لكن يقدر الفعل الناصب لاياي يعده تقديره وإياي ارهبوا فارهبون ولو قدرته قبله لاتصل به فكنت تقول وارهبوني فارهبون ٤١قوله { مصدقا } حال من الهاء المحذوفة من أنزلت تقديره أنزلته لأن ما بمعنى الذي وإن شئت جعلته حالا من ما في بما قوله { أول كافر } أول اسم لم ينطق منه بفعل عند سيبويه وزنه أفعل فاؤه واو وعينه واو ولذلك لم يستعمل منه فعل لاجتماع الواوات وقال الكوفيون هو أفعل من وأل إذا نجا فأصله أو أل ثم خففت الهمزة الثانية بأن أبدل منها واو وأدغمت الأولى فيها كما قالوا في تخفيف مقروءة مقروة أجرى الحرف الأصلي مجرى الزائد في مقروءة وكان الأحسن لو خففت على القياس أن يقال أول تلقى حركة الهمزة على الواو كما قالوا في تخفيف ضوء ضو ولا تجب علة الواو لأن الحركة عارضة وقيل أن أفعل من آل يؤول فأصله أأول ثم قلب فردت الفاء في موضع العين فصار أو أل وزنه أعفل فصنع به من التخفيف والبدل والإدغام ما صنع في القول الأول فوزنه بعد القلب أفعل والكلام على أولى كالكلام على أول في الوجهين جميعا إذ هي مؤنث أول وانتصب أول على خبر كان وكافر نعت لمحذوف تقديره أول فريق كافر ولذلك أتى بلفظ التوحيد والخطاب لجماعة وقيل تقديره أول من كفر به ٤٢قوله { وتكتموا الحق } تكتموا منصوب لأنه جواب النهي وحذف لنون علم النصب والجزم فيه وفيما كان مثله ويجوز أن يكون مجزوما عطفا على تلبسوا قوله { وأنتم تعلمون } ابتداء وخبر في موضع الحال من المضمر في تكتموا ولذلك وأنتم تتلون الكتاب ابتداء وخبر في موضع الحال من المضمر في تنسون وأصل تنسون تنسيون فقلبت الياء ألفا لنحركها وانفتاح ما قبلها ثم حذفت لسكونها وسكون الواو بعدها وبقيت السين مفتوحة لتدل على الألف المحذوفة وكذلك قياس ما كان مثله مما يأتي المستقبل منه على يفعل بفتح العين ولامه ياء أو واو نحو يخشون ويرضون وشبهه ٤٣قوله { وأقيموا } وزنه أفعلوا وأصله أقوموا ألقيت حركة الواو على القاف فانكسرت الواو فانقلبت ياء لانكسار ما قبلها والمصدر منه أقامة وعلته كعلة استعانة ٤٥قوله { واستعينوا } قياسه في علته مثل نستعين والهاء في قوله وأنها لكبيرة تعود على الكعبة وقيل بل تعود على الاستعانة ودل على الاستعانة قوله واستعينوا ويدل على الكعبة ذكره للصلاة وقيل بل تعود على الصلاة وهذا أبين الأقوال لقربها منها والهاء في قوله إليه راجعون تعود على اللّه جل ذكره وقيل بل تعود على اللقاء لقوله ملاقوا ربهم ٤٨قوله { واتقوا يوما لا تجزي } يوما مفعول باتقوا ولا تجزي وما بعده من الجمل التي في أولها لا كلها صفات ليوم ومع كل جملة ضمير محذوف يعود على يوم ولولا ذلك لم تجز الصفة تقديره لا تجزي نفس فيه ولا يقبل منها شفاعة فيه ولا يؤخذ منها عدل فيه ولا هم ينصرون فيه وقيل التقدير لا تجزيه نفس تجعل الظرف مفعولا على السعة ثم تحذف الهاء من الصفة وحذف الهاء أحسن من حذف فيه ولولا تقدير هذه الضمائر لأضفت يوما إلى لا تجزي كما قال يوم لا ينطقون ويوم لا تملك نفس وهو كثير فإذا أضفته فلا يكون ما بعده صفة له ولا تحتاج إلى تقدير ضميره محذوف وقد أجمع القراء على تنوينه وقد ذكرنا أصل اتقوا وعلته في لعلكم تتقون ٤٩قوله { وإذ نجيناكم } { وإذ آتينا } { وإذ قال موسى } { وإذ فرقنا } إذ في موضع نصب في ذلك كله عطف على نعمتي أي واذكروا إذ نجيناكم واذكروا إذ فرقنا يعدد سبحانه عليهم نعمه المتقدمة على آبائهم قوله { آل فرعون } معرفة أعجمي فلذلك لا ينصرف وآل أصله أهل ثم أبدل من الهاء همزة فصارت أأل ثم أبدل من الهمزة ألف لانفتاح ماقبلها وسكونها فإذا صغرته رددته إلى أصله فقلت أهيل وحكى الكسائي أويل فإذا جمعته قلت آلون فأما الآل الذي هو السراب فجمعة آوال على أفعال قوله { يسومونكم } في موضع الحال من آل ويذبحون حال من آل أيضا وإن شئت من المضمر في يسومون وكذلك ويستحيون نساءكم ٥١قوله { وإذ واعدنا موسى } مفعل من أوسيت وقيل هو فعلى من ماس يميس وتفتح السين في الجمع المسلم في الوجهين عند البصريين لتدل على الألف المحذوفة وقد قال الكوفيون إن جعلته فعلى ضممت السين في الرفع في الجمع وكسرتها في النصب والخفض كقاض قوله { أربعين ليلة } تقديره تمام أربعين ليلة فهو مفعول به ثان قوله { ثم اتخذتم العجل من بعده } المفعول الثاني لاتخذ محذوف وكذلك قوله باتخاذكم العجل تقديره ثم اتخذتم العجل من بعده إلها قوله { وأنتم ظالمون } ابتداء وخبر في موضع الحال من المضمر في اتخذتم وكذا وأنتم تنظرون في موضع الحال من المضمر في أخذتكم ٥٤قوله { إنه هو التواب الرحيم } القول في أنه هو كالقول في إنك أنت العزيز الحكيم هو كأنت قوله { من بعده } الهاء تعود على موسى وقال مقاتل تعود على انطلاق موسى عليه السلام ٥٥قوله { جهرة } مصدر في موضع الحال من المضمر في قلتم ٥٨قوله { رغدا } مثل الأول قوله { سجدا } حال من المضمر في ادخلوا قوله { حطة } خبر ابتداء محذوف تقديره سؤالنا حطة أو رغبتنا ونحوه وقيل هو حكاية أمروا بقولها مرفوعة فحكوها ولو أعملت القول لنصبت قوله { خطاياكم } جمع خطيئة وأصله عند الخليل خطائي الهمزة الأولى بدل من الياء الزائدة في خطيئة والهمزة الثانية هي لام الفعل ووزنه فعائل فاستثقل الجمع بين همزتين في كلمة واحدة والكلمة جمع وهو ثقيل فقلبت الياء الزائدة بعد الهمزة التي هي لام الفعل فصار خطائي بهمزة بعدها ياء ثم أبدل من الياء ألفا بدلا لازما مسموعا من العرب ب في هذا المثال من الجمع فانفتحت الهمزة فصار خطاءا فاجتمع ألفان بينهما همزة فأبدل من الهمزة ياء فصار خطايا فوزنها فعالا محولة من فعالي مقلوبة من فعائل وسيبويه يرى أنه لا قلب فيه ولكنه أبدل من الهمزة الثانية التي هي لام الفعل ياء ثم أبدل منها ألفا فوزنه عند سيبويه فعالى محولة من فعائل وقال الفراء خطايا جمع خطية بغير همزة كهدية وهدايا ٦١قوله { يخرج لنا مما تنبت الأرض } المفعول محذوف تقديره يخرج لنا مأكولا وقيل المفعول هو ما ومن زائدة قوله { من بقلها } بدل من ما بإعادة الخافض فمن الأولى للتبعيض والثانية للتخصيص على قول ابن كيسان قوله { الذي هو أدنى } قيل الألف بدل من همزة وهو من الدناءة فالألف على هذا في أدنى بدل من همزة وقيل هو من الدون وأصله أدون ثم قلبت وقيل هو من الدنو أي أقرب فيكون من دنا يدنو قوله { مصرا } إنما صرفت لأنها نكرة وقيل لأنها اسم للبلد فهو مذكر وقال الكسائي صرفت لخفتها قوله { ما سألتم } ما في موضع نصب اسم إن ٦٢قوله { من آمن } من رفع بالابتداء وهي للشرط فلهم جواب الشرط وهو خبر الابتداء والجملة خبر إن ويجوز أن تجعل من بدلا من الذين فيبطل الشرط لأن الشرط لا يعمل فيه ما قبله وتكو ن الفاء في فلهم دخلت لجواب الإبهام كما تدخل مع الذي تقول أن الذي يأتيك فله درهم وقال اللّه جل ذكره قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ولا بد من محذوف يعود على الذين من خبرهم إذا جعلت من مبتدأة تقديره من آمن منهم ٦٣قوله { ما آتيناكم } العائد على ما محذوف تقديره ما آتيناكموه وما منصوبة بخذوا وما بمعنى الذي ٦٤قوله { فلولا فضل اللّه } فضل مرفوع بالابتداء والخبر محذوف تقديره فلولا فضل اللّه عليكم تدارككم ولا يجوز إظهاره عند سيبويه استغنى عن إظهاره لدلالة الكلام عليه ولكنتم جواب لولا ٦٥قوله { خاسئين } خبر ثان لكان وإن شئت جعلته نعتا لقردة وإن شئت حالا من المضمر في كونوا والهاء في قوله فجعلناها تعود على القردة وقيل بل تعود على المسخة التي دل عليها الخطاب وقيل بل تعود على العقوبة التي دل عليها الكلام وكذلك الاختلاف في الهاء في يديها وما خلفها ٦٨قوله { ادع لنا ربك } لغة بني عامر ادع لنا بكسر العين لسكونها وسكون الدال قبلها كأنهم يقدرون أن العين لام الفعل فيجزمونها وهو فعل مجزوم عند الكوفيين ومبني عند البصريين ٦٩قوله { يبين لنا ما لونها } ما استفهام مرفوع بالابتداء ولونها الخبر ولم يعمل فيها يبين إذ الاستفها م لا يعمل فيه ما قبله ولو جعلت ما زائدة نصبت لونها كما قال اللّه تعالى أي ما الأجلين قضيت فخفضت الأجلين بإضافة أي إليهما وما زائدة ونصبت أيا بقضيت قوله { لا فارض } يجوز رفعة على إضمار مبتدأ أي لا هي فارض ويجوز أن يكون نعتا لبقرة ومثله ولا بكر ومثله لا ذلول قوله { عوان } رفع على إضمار مبتدأ أي هي عوان ويجوز أن يكون نعتا لبقرة وعلى إضمار مبتدأ أحسن لبعد المنعوت ٧٠قوله { وإنا إن شاء اللّه لمهتدون } أن شرط وجوابها إن وما عملت فيه وقال المبرد الجواب محذوف ٧١قوله { تثير الأرض } تثير في موضع الحال من المضمر في ذلول ولا تسقي الحرث في موضع النعت للبقرة وإن شئت جعلته خبر ابتداء محذوف أي ولا هي تسقي الحرث قوله { مسلمة } خبر ابتداء محذوف أي هي مسلمة وقوله { لا شية فيها } خبر ثان لهي المضمرة وإن شئت جعلت لاشية فيها في موضع النعت للبقرة وكذلك مسلمة وأصل شية وشية ثم حذفت الواو كما حذفت من يشي أصله يوشي ونقلت كسرة الواو إلى الشين في شية قوله { الآن جئت بالحق } الآن ظرف للزمان الذي أنت فيه وهو مبني لمخالفته سائر ما فيه الألف واللام إذ دخلتا فيه لغير عهد ولا جنس وقيل أصل آن أوان ثم أبدلوا من الواو ألفا وحذفت إحد ى الألفين لالتقاء الساكنين ٧٣قوله { كذلك يحيي اللّه الموتى } الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف ٧٤قوله { لما يتفجر منه } { لما يشقق } { لما يهبط } ما في ذلك كله في موضع نصب بأن واللامات لامات توكيد والمجرور خبر إن ٧٥قوله { أفتطمعون أن يؤمنوا لكم } أن في موضع نصب تقديره في أن يؤمنوا فلما حذف الخافض تعدى الفعل فنصب وقال الكوفيون أن في موضع خفض بإضمار الخافض المقدر فيه وكذلك الاختلافات في أن حيث وقعت إذا حذف معها حرف الجر قوله { يسمعون كلام اللّه } يسمعون خبر كان ومنهم نعت لفريق قوله { وهم يعلمون } ابتداء وخبر في موضع الحال من المضمر في يحرفون ٧٦قوله { ليحاجوكم } اللام لام كي ناصبة للفعل بإضمار أن وهي لام الجر التي تدخل في الأسماء وأن المضمرة والفعل مصدر فهي داخلة في اللفظ على الفعل وفي المعنى على الاسم وبنو العنبر يفتحون لام كي وبعض النحويين يقول أصلها الفتح وكذلك تفتح مع المضمر في قولك هذا لك وله ولهم ولكم وأكثرهم يقول أصلها الكسر على ما قدمناه من العلة في الباء في بسم اللّه وإنما فتحت مع المضمر استثقالا للكسر بعده ضم بعده واو وأيضا فإن الكلام ليس فيه فعل ففتحت مع المضمر لذلك ٧٨قوله { ومنهم أميون } ابتداء وخبر ولا يعلمون نعت لاميين قوله { إلا أماني } استثناء ليس من الأول قوله { وإن هم إلا يظنون } إن بمعنى ما وما بعده ابتداء وخبر إلا تحقيق النفي وحيثما رأيت أن مكسورة مخففة وبعدها إلا فإن بمعنى ما نحو أن الكافرون إلا في غرور وشبهه حيث وقع ٧٩قوله { فويل للذين } ابتداء وخبر ويجوز نصب ويل بفعل مضمر على معنى ألزمهم اللّه ويلا وويل مصدر لم يستعمل منه فعل لأن فاءه وعينه من حروف العلة وهو مما يدل على أن الأفعال مشتقة من المصادر ولو كان المصدر مشتقا من الفعل ما قال الكوفيون لوجد لهذا المصدر فعل يشتق منه ومثله ويح وو يس ٨١قوله { بلى من كسب } بلى بمنزلة نعم إلا أن بلى لا تكون إلا جوابا لنفي تقدم ونعم لا تكون إلا جوابا لا يجاب تقدم والهاء في أحاطت به خطيئته تعود على من وقيل تعود على الكسب ومن رفع بالابتداء وهي شرط وأولئك ابتداء ثان وأصحاب النار خبره والجملة خبر عن من وهم فيها خالدون ابتداء وخبر في موضع الحال من أصحاب أو من النار على اختلاف في ذلك قد تقدم شرحه ومثله في التفسير { والذين آمنوا } إلى قوله { خالدون } ٨٣قوله { لا تعبدون إلا اللّه } تقديره عند الأخفش أن لا تعبدوا فلما حذفت أن رتفع الفعل وقيل هو قسم معناه واللّه لا تعبدون قوله { إحسانا } مصدر أي أحسنوا إحسانا وقيل هو مفعول بمعنى استوصوا بالوالدين إحسانا و قوله { لا تعبدون } في موضع الحال من بني إسرائيل أي أخذنا ميثاقهم موحدين ومثله في جميع وجوهه لا تسفكون قوله { وقولوا للناس حسنا } تقديره قولا ذا حسن فهو مصدر ومن فتح الحاء والسين جعله نعتا لمصدر محذوف تقديره قولا حسنا وقيل إن القراءتين على لغتين لمصدر محذوف ٨٥قوله { ثم أنتم هؤلاء } أنتم مبتدأ وخبره تقتلون أنفسكم وهؤلاء في موضع نصب بإضمار أعني وقيل هؤلاء بمعنى الذين فيكون خبرا لأنتم وما بعده صلته وقيل هؤلاء منادى أي يا هؤلاء ولا يجيزه سيبويه وقيل هؤلاء خبر أنتم وتقتلون حال من أولاء لا يستغنى عنها كما أن نعت المبهم لا يستغنى عنه فكذلك حاله وقال ابن كيسان أنتم مبتدأ وتقتلون الخبر ودخلت هؤلاء ليخص بها المخاطبين إذ نبهوا على الحال التي هم عليها مقيمون قوله { تظاهرون } من خفف حذف إحدى التائين والمحذوفة هي الثانية عند سيبويه وهي الأولى عند الكوفيين وأجاز أبو إسحاق أسارى بفتح الهمزة مثل سكارى ومنعه أبو حاتم وأجاز المبرد أسراء كظرفاء وهو في موضع نصب على الحال من المضمر المرفوع في يأتوكم قوله { وهو محرم عليكم إخراجهم } هو كناية عن الخبر والحديث مبتدأ والإخراج مبتدأ ثان ومحرم خبره والجملة خبر هو وفي محرم ضمير المفعول الذي لم يسم فاعله يعود على الإخراج وإن شئت رفعت محرما بالابتداء ولا ضمير فيه وإخراجهم مفعول لم يسم فاعله يسد مسد خبر محرم والجملة خبر هو وإن شئت جعلت هو يعود على الإخراج لتقدم ذكر تخرجون ومحرم خبره وإخراجهم بدل من هو ولا يجوز أن يكون هو فاصلة إذ لم يتقدم قبلها شيء وهذا مثل قوله تعالى { قل هو اللّه أحد } أي الأمر الحق اللّه أحد قوله { فما جزاء } ما استفهام رفع بالابتداء وجزاء وما بعده خبره وإن شئت جعلت ما نفيا قوله { ويوم القيامة } ظرف منصوب بير دون ٨٩قوله { ولما جاءهم كتاب } جواب لما محذوف تقديره نبذوه أو كفروا به وقيل كفروا به المتلو جواب لما الأولى والثانية ٩٠قوله { بئسما اشتروا } ما في موضع رفع ببئس و أن يكفروا بدل من ما في موضع رفع وقيل أن بدل من الهاء في به وهي في موضع خفض وقيل هي في موضع رفع على إضمار مبتدأ وقال الكوفيون بئس وما اسم واحد في موضع رفع وقال الأخفش ما نكرة موضعها نصب على التفسير وقيل ما نكرة واشتروا به أنفسهم نعت لما و أن في موضع رفع بالابتداء أو على إضمار مبتدأ كما تقول بئس رجلا ظريفا زيد وقال الكسائي الهاء في به تعود على ما المضمرة وما الظاهرة موضعها نصب وهي نكرة تقديره بئس شيئا ما اشتروا به قوله { بغيا أن ينزل } بغيا مفعول من أجله وهو مصدر وأن في موضع نصب بحذف حرف الجر منه تقديره لأن ينزل اللّه ٩١قوله { مصدقا } حال من الحق مؤكدة ولولا أنها مؤكدة لما جاز الكلام كما لا يجوز هو زيد قائما لأن زيدا قد يخلو من القيام وهو زيد بحاله والحق لا يخلو أن يكون مصدقا لكتب اللّه ٩٤قوله { خالصة } خبر كان وإن شئت نصبتها على الحال من الدار وجعلت عند اللّه خبر كان قوله { إن كنتم صادقين } شرط وما قبله جوابه ٩٦قوله { وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر } هو كناية عن أحدهم مبتدأ وأن يعمر في موضع رفع لأنه فاعل رفعته بمزحزح والجملة خبر هو ويجوز أن يكون هو كناية عن التعمير مبتدأ وأن يعمر بدلا من هو وبمزحزحه خبر الابتداء وأجاز الكوفيون أن يكون هو مجهولا مبتدأ بمعنى الحديث والأمر وما بعده ابتداء وخبر في موضع خبر هو ودخول الباء في بمزحزحه تمنع من هذا التأويل لأن المجهول لا يفسر إلا بالجمل السالمة من حروف الخفض قوله { أو كلما } الواو عند سيبويه واو عطف دخلت عليها ألف الاستفهام وقال الأخفش الواو زائدة وقال الكسائي هي أو حركت الواو منها تسهيلا ولا قياس لهذا القول ونصبت كلما على الظرف والعامل فيه فعل دل عليه نبذه ١٠١قوله { كأنهم } الكاف حرف تشبيه لا موضع لها من الإعراب وموضع الجملة موضع رفع نعت لفريق ١٠٢قوله { يعلمون الناس } هو في موضع الحال من الشياطين أو من المضمر في كفروا وهو أولى وأحسن أي كفروا في حال تعليمهم السحر للناس وإن شئت جعلته خبرا ثانيا للكن في قراءة من شدد النون وإن شئت جعلت يعلمون بدلا من كفروا لأن تعليم السحر كفر في المعنى قوله { وما أنزل على الملكين } ما في موضع نصب عطف على السحر أو على ما في قوله واتبعوا ما وقيل هي حرف ناف أي لم ينزل على الملكين ببابل شيء قوله { فيتعلمون } معطوف على يعلمان وقيل تقديره فيأتون فيتعلمون ولا يجوز أن يكون جوابا لقوله فلا تكفر وقيل هو معطوف على يعلمون ومنع هذا أبو إسحاق وهذه مسألة فيها نظر وبحث عن المعاني التي بها يتم الإعراب وأحسنه أن يكون فيتعلمون مستأنفا قوله { لمن اشتراه } من في موضع رفع بالإبتداء وخبره ماله في الآخرة من خلاق فمن خلاق مبتدأ ومن زيدت لتأكيد النفي وله خبر الابتداء والجملة خبر من واللام لام الابتداء وهي لام التوكيد تقطع ما بعدها مما قبلها ولا يعمل ما قبل اللام فيما بعدها كحرف الاستفهام وكالأسماء التي يجزم بها في الشرط وإنما يعمل في ذلك ما بعده ومنه قوله تعالى { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } فأي نصب بينقلبون لا بسيعلم ١٠٣قوله { ولو أنهم آمنوا } أن في موضع رفع بفعل مضمر تقديره ولو وقع أيمانهم ولو حقها أن يليها الفعل أما مضمرا أو مظهرا لأن فيها معنى الشرط والشرط بالفعل أولى وكذلك قوله وإن أحد من المشركين استجارك احد مرفوع بفعل مضمر تقديره وان استجارك أحد من المشركين استجارك وكذلك عند البصريين إذا السماء انشقت وإذا السماء كورت وإذا السماء انفطرت وشبه ذلك كله مرفوع بفعل مضمر لأن إذا فيها معنى المجازاة فهي بالفعل أولى فالفعل مضمر بعدها وهو الرافع للاسم وهو كثير في القرآن فاعرفه ولا بد للو من جواب مضهر أو وظهر وإنما لم تجزم لو على ما فيها من معنى الشرط لأنها خالفت حروف الشرط وذلك أنها لا ترد الماضي بمعنى الاستقبال كما ترده حروف الشرط إذ الشرط لا يكون إلا بمستقبل فامتنعت من العمل لذلك قوله لمثوبة مبتدأ وخير خبره واللام جواب لو ١٠٤قوله { راعنا } في موضع نصب بالقول ومن نونه جعله مصدرا أي لا تقولوا رعونة ١٠٥قوله { من خير من ربكم } خير في موضع رفع مفعول لم يسم فاعله بينزل ومن زائدة لتأكيد النفي و من ربكم من لابتداء الغاية متعلقة بينزل ١٠٦قوله { ما ننسخ من آية أو ننسها } ما شرط فهي في موضع نصب بننسخ ومن زائدة للتأكيد وموضع آية نصب بننسخ أو ننسها عطف على ننسخ نأت بخير منها جواب الجزاء ١٠٨قوله { كما سئل موسى } الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره سؤالا كما ١٠٩قوله { كفارا } مفعول ثان بيردونكم وإن شئت جعلته حالا من الكاف والميم في يردونكم قوله { حسدا } مصدر قوله من عند أنفسهم من متعلقة بحسد فيجوز الوقف على كفارا ولا يوقف على حسدا وقيل هي متعلقة بود كثير فلا يوقف على كفارا ولا على حسدا قوله هودا جمع هائد وهو التائب وقيل هود واحد وحد على لفظ من وقال الفراء هود أصله يهودي ثم حذف ولا قياس يعضد هذا القول ١١٤قوله { أن يذكر فيها اسمه } أن في موضع نصب بدل من مساجد وهو بدل الاشتمال وقيل هو مفعول من أجله قوله { إلا خائفين } حال من المضمر المرفوع في يدخلوها ١١٨قوله { كذلك قال الذين } في الموضعين الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف أي قولا مثل ذلك قال الذين ويجوز أن يكونا في موضع رفع على الابتداء وما بعد ذلك الخبر مثل قولهم نصب بقال وإن شئت جعلته نعتا لمصدر محذوف قوله { كن } فيكون من نصبه جعله جوابا لكن وفيه بعد في المعنى ومن رفعه قطعه على معنى فهو يكون وقد شرحناه في سورة النحل بأشبع من هذا ١١٩قوله { بشيرا ونذيرا } حالان من الكاف في أرسلناك ١٢١قوله { الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته } الذين مبتدأ وخبره أولئك يؤمنون به ويتلون حال من الكتاب أو من المضمر المنصوب في آتيناهم ولا يجوز أن يكون الخبر يتلونه لأنك توجب أن يكون كل من أوتى الكتاب يتلوه حق تلاوته وليس هم كذلك إلا أن نجعل الذين أوتوا الكتاب الأنبياء فيجوز ذلك وحق تلاوته مصدر أو نعت لمصدر محذوف وهو أحسن ١٢٣قوله { واتقوا يوما لا تجزي } مثل الأولى في حذف الضمير من النعت متصلا أو منفصلا وقد تقدم أصل اتقوا ١٢٦قوله { وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم باللّه } من بدل من أهله بدل بعض من كل قوله { قال ومن كفر } من في موضع نصب أي وأرزق من كفر فأمتعه ويجوز أن تكون من للشرط ونصبها بفعل مضمر بعدها أي ومن كفر أرزق فأمتعه جواب الشرط ارتفع لدخول الفاء ويجوز أن تكون من رفع بالابتداء و فأمتعه خبره والكلام شرط أيضا وجواب ١٣٠قوله { إلا من سفه نفسه } أي في نفسه فنصب لما حذف حرف الجر وقيل معنى سفه جهل وضيع فتعدى فنصب نفسه وقال الفراء نصب نفسه على التفسير قوله { وإنه في الآخرة لمن الصالحين } في متعلقة بمضمر تقديره وانه صالح في الآخرة لمن الصالحين ولا يحسن تعلق في بالصالحين لأن فيه تقديم صلة على موصول وقيل قوله وفي الآخرة بيان متقدم على ذلك وقيل الألف واللام في الصالحين ليستا بمعنى الذي إنما هما للتعريف فحسن تقدم حرف الجر عليه وهو متعلق به وإن كان مقدما عليه قرأ مجاهد ويحيى بن يعمر وعاصم الجحدري وغيرهم وأله أبيك بلفظ الواحد فيحتمل أن يكون واحدا وإبراهيم بدل منه وإسماعيل وإسحاق عطف عليه ويحتمل أن يكون أبيك جمع مسلم فيبدل ما بعده من الأسماء منه أو ينصب إبراهيم على إضمار أعني ويعطف عليه ما بعده وهي أسماء لا تنصرف للعجمة والتعريف وجمع إبراهيم براهيم وإسماعيل سماعيل وقيل براهمة وسماعلة والهاء بدل من ياء وقال المبرد جمعها أباره وأسامع وأباريه وأساميع فأما إسرائيل جمعه أساريل وقال الكوفيون أسارله وأساريل ١٣٣قوله { إلها واحدا } بدل من الهك وإن شئت جعلته حالا منه ١٣٤قوله { تلك أمة قد خلت } ابتداء وخبر وقد خلت نعت لأمة وكذلك لها ما كسبت نعت لأمة أيضا ويجوز أن يكون منقطعا لا موضع له من الإعراب ١٣٥قوله { بل ملة إبراهيم } انتصبت ملة على إضمار فعل تقديره بل نتبع ملة إبراهيم و حنيفا حال من إبراهيم لأن معنى بل نتبع ملة إبراهيم بل نتبع إبراهيم وقيل انتصب على إضمار أعني إذ لا يقع الحال من المضاف إليه ١٣٨قوله { صبغة اللّه } بدل من ملة إبراهيم وقيل هو منصوب على الإغراء أي اتبعوا صبغة اللّه أي دين اللّه وقيل صبغة نصب على التمييز ١٤٣قوله { وإن كانت لكبيرة } كبيرة خبر كان واسم كان مضمر فيها أي وإن كانت التولية نحو المسجد الحرام لكبيرة وإن بمعنى ما واللام بمعنى إلا ١٤٧قوله { الحق من ربك } أي هو الحق أو هذا الحق فهو خبر ابتداء محذوف وإن شئت رفعته بالابتداء وأضمرت الخبر تقديره الحق من ربك يتلى عليك أو يوحى إليك ونحوه وروي عن علي رضي اللّه عنه أنه قرأ الحق بالنصب نصبه بيعلمون ١٤٨قوله { ولكل وجهة هو موليها } وجهة مبتدأ ولكل الخبر أي ولكل أمة قبلة هو موليها ابتداء وخبر أي اللّه موليها إياهم فالمفعول الثاني لمولي محذوف وقوله { هو } ضمير اسم اللّه جل ذكره وقيل هو ضمير كل أي هو موليها نفسه فأما قراءة ابن عامر هو مولاها فلا يقدر في الكلام حذف لآن الفعل قد تعدى إلى مفعولين في اللفظ أحدهما مضمر قام مقام الفاعل مفعول لم يسم فاعله والثاني هو الهاء والألف وهما يرجعان على الوجهة وقيل الهاء للمصدر أي مولى التولية واللام في لكل تتعلق بمولى وهي زائدة كزيادتها في ردف لكم أي ردفكم وهو ضمير فريق أو قبيل ونحوه كأنه قال الفريق مولى لكل وجهة أي مولى كل وجهة هذا التقدير على قول من جعل الهاء للمصدر ١٥١قوله { كما أرسلنا } الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره اهتداء مثل ما أرسلنا أو اتماما مثل ما أرسلنا لأن قبلها تهتدون وقبلها ولأتم فتحملها على مصدر أيهما شئت وإن شئت جهلتها نعتا لمصدر اذكروني وفيه بعد لتقدمه وأن شئت جعلت الكاف في موضع نصب على الحال من الكاف والميم في عليكم ١٥٤قوله { أموات بل أحياء } ارتفعا على إضمار مبتدأ لكل واحد أي هم أموات بل هم أحياء قرأ ابن عباس رضي اللّه عنه فلا جناح عليه أن يطاف بهما وأصله يتطوف على وزن يتفعل ثم أبدل من تاء الافتعال طاء وأدغم الطاء فيها وقلب الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها قوله { فمن تطوع } يحتمل أن تكون للشرط فموضع تطوع جزم ومعناه الاستقبال وجواب الشرط فهو خير له ويحتمل أن تكون من بمعنى الذي فيكون تطوع فعلا ماضيا على بابه و دخلت الفاء في فهو لما في الذي من معنى الإبهام هذا على قراءة من خفف الطاء فأما من شددها وقرأ بالياء فمن للشرط لا غير والفعل مجزوم به ١٦١قوله { أولئك عليهم لعنة اللّه } لعنة مبتدأ وعليهم خبر والجملة خبر أولئك وقرأ الحسن عليهم لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعون عطف الملائكة والناس على موضع أسم اللّه لأنه في موضع رفع تقديره أولئك يلعنهم اللّه كما تقول كرهت قيام زيد وعمرو وخالد فترفع عمرا وخالدا لأن زيدا في موضع رفع بمعنى كرهت أن يقوم زيد وعمرو وخالد ١٦٢قوله { خالدين فيها } حال من المضمر في عليهم وكذلك لا يخفف عنهم العذاب هو حال من المضمر في خالدين وكذلك ولا هم ينظرون هو ابتداء وخبر في موضع الحال من المضمر في خالدين أو من المضمر في عنهم وإن شئت جعلت لا يخفف وما بعده منقطعا من الأول لا موضع له من الإعراب ١٦٣قوله { وإلهكم إله واحد } ابتداء وخبر وإله بدل من إلهكم أي معبودكم معبود واحد كما تقول عمرو شخص واحد ١٦٥قوله { يحبونهم } في موضع الحال من المضمر في يتخذ والمضمر عائد على من فوحد على لفظ من وجمع من في يحبون رده على معنى من وإن شئت جعلته نعتا لأنداد وإن شئت جعلته في موضع رفع نعتا لمن على أن تجعل من نكرة و إنما حسن هذا كله لأجل أن فيه ضميرين أحدهما يعود على الأنداد والآخر على من ومن هو الضمير في يتخذ ١٦٥قوله { كحب اللّه } الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف أي حبا مثل حبكم للّه قوله { أن القوة للّه } أن في موضع نصب بيرى على قراءة من قرأ بالياء ويرى بمعنى يعلم وسدت أن مسد المفعولين وإن شئت جعلت يرى من رؤية العين فتكون أن مفعولها وجواب لو محذوف تقديره لندموا أو لخسروا فأما من قرأ ترى بالتاء فهو من رؤية العين ولا يجوز أن يكون بمعنى علمت لأنه يجب أن يكون مفعولا ثانيا والثاني في هذا الباب هو الأول وليس الأمر على ذلك والخطاب للنبي عليه السلام والذين ظلموا مفعول ترى وأن مفعول من أجله وقيل أن في موضع نصب على إضمار فعل دلت عليه لو لأنها تطلب الجواب فجوابها هو الناصب لأن تقديره ولو ترى يا محمد الذين ظلموا حين يرون العذاب لعلمت أن القوة للّه جميعا أو لتعلموا أن القوة للّه والعامل في إذ ترى إنما جاءت إذ هنا وهي لما مضى ومعنى الكلام لما يستقبل لأن أخبار الآخرة من اللّه عز وجل كالكائنة الماضية لصحة وقوعها وثبات كونها على ما خبر به الصادق لا اله إلا هو فجاز الأخبار عنها بالمضي إذ هي في صحة كونها كالشيء الذي قد كان و مضى وهو كثير في القرآن والعامل في إذ الثانية شديد العذاب أي اللّه شديد العذاب حين تبرأ ويجوز أن يكون العامل فعلا مضمرا أي أذكر يا محمد إذ تبرأ وهو مثل الأول في وقوع إذ لما يستقبل ومعناها الذي وضعت له الماضي قوله { كما تبرؤوا منا } الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره تبرأ مثل ما تبرءوا منا ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال من المضمرين في تبرأ تقديره فنتبرأ منهم مشبهين تبرأهم منا ١٦٧قوله { كذلك يريهم اللّه } الكاف في موضع رفع خبر ابتداء محذوف تقديره الأمر كذلك فيحسن الوقف عليها والابتداء بها على هذا وقيل الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره رؤية مثل ذلك يريهم اللّه فلا يقف عليها ولا يبتدىء بها وحسرات نصب على الحال لأن يريهم من رؤية البصر وهو حال من الهاء والميم في يريهم ولو كان من العلم لكان حسرات مفعولا ثالثا ١٦٨قوله { حلالا طيبا } هو نعت لمفعول محذوف أي كلوا شيئا حلالا طيبا من المأكول الذي في الأرض وقيل تقديره كلوا مما في الأرض أكلا حلالا طيبا قوله { أو لو كان آباؤهم } الواو واو عطف والألف للتوبيخ ولفظها لفظ الاستفهام وجواب لو محذوف تقديره أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون يتبعونهم على خطاياهم وضلالهم ١٧١قوله { إلا دعاء ونداء } نصب بيسمع { صم } رفع على إضمار مبتدأ أي هم صم ١٧٣قوله { إنما حرم عليكم الميتة } ما كافة لان عن العمل ونصب الميتة وما بعدها بحرم ولو جعلت ما بمعنى الذي لأضمرت هاء مع حرم ولرفعت الميتة وما بعدها على خبر إن قوله { غير باغ } نصب على الحال من المضمر في اضطر وباغ وعاد بمنزلة قاض ١٧٥قوله { فما أصبرهم على النار } ما في موضع رفع بالابتداء وما بعدها خبرها ويحتمل أن تكون استفهاما وأن تكون تعجبا يعجب اللّه المؤمنين من الكفار على عمل يقربهم إلى النار وكذلك معنى الاستفهام ١٧٧قوله { ليس البر أن تولوا } البر اسم ليس وأن تولوا الخبر ومن نصب البر جعل أن تولوا اسم ليس قوله { ولكن البر من آمن باللّه } البر بمعنى البار أو بمعنى البر فهو من في المعنى وقيل التقدير ولكن البربر من آمن باللّه ثم حذف المضاف و البر الأول هو الثاني وقيل التقدير ولكن ذا البر من آمن ثم حذف المضاف إيضا ومن شدد النون من لكن نصب البر والتقديرات على حالها وإنما احتيج إلى هذه التقديرات ليصح أن يكون الابتداء هو الخبر إذ الجثث لا تكون خبرا عن المصادر ولا المصادر خبرا عنها قوله { والموفون } عطف على المضمر في آمن أو على من في قوله من آمن وقيل ارتفعوا على إضمار وهم على المدح للمضمرين والمدح داخل في الصلة قوله { والصابرين } نصب على إضمار أعني أو على العطف على ذوي القربى فإذا عطفهتم على ذوي القربى لم يجز أن ترفع والموفون إلا على العطف على المضمر في آمن ليكون داخلا في صلة من لا ترفع على العطف على من ولا على وهم لأنك تفرق بين الصلة والموصول فتعطف والموفون على المضمر في آمن فيجوز أن تعطف والصابرين على ذوي فإن نصبت الصابرين على أعني جاز عطف الموفون على من وعلى الضمير في آمن وأن ترفع على وهم قوله على حبه الهاء تعود على المؤمن المعطي للمال والمفعول محذوف أي على حبه للمال وقيل الهاء تعود على المال أي وآتى المال عل حب المال الرجل فأضيف المصدر إلى المفعول كما تقول عجبت من أكل الخبر زيد وقيل الهاء ترجع على الايتاء فإذا كانت الهاء للمؤمن جاز أن تنصب ذوي القربى بالحب أي على حب المؤمن ذوي القربى وفي الوجه الآخر تنصب ذوي القربى بآتى وقيل الهاء تعود على اللّه جل ذكره أي وآتى المال على حب اللّه وعاد الضمير على اللّه لتقدم ذكره في قوله من آمن باللّه ١٧٨قوله { فمن عفي له من أخيه شيء } الهاء في له تعود على من ومن اسم القاتل وكذلك الهاء في أخيه والأخ ولي المقتول وشىء يراد به الدم وقيل من اسم للولي والأخ هو القاتل وشيء يراد به الدية وترك القصاص ونكر شيء لأنه في موضع عفو وعفو نكرة ١٨٠قوله { الوصية للوالدين } الوصية رفع بالابتداء والخبر محذوف أي فعليكم الوصية ويبعد رفعها بكتب لأنها تصير عاملة في إذا فإذا كانت إذا في صلة الوصية فقد قدمت الصلة على الموصول والمفعول الذي لم يسم فاعله لكتب مضمر دلت عليه الوصية تقديره كتب عليكم الايصاء إذا حضر فالايصاء عامل في إذا وما قبل إذا جواب لها وإذا و جوابها وجواب الشرط في قوله إن ترك خيرا وقد قال الأخفش إن الفاء مضمرة مع الوصية وهي جواب الشرط كأنه قال فالوصية للوالدين فإن جعلت الوصية اسما غير مصدر جاز رفعها بكتب ولا يجوز أن يكون كتب عاملا في إذا لأن الكتاب لم يكتب على العبد وقت موته بل هو شيء تقدم في اللوح المحفوظ فالايصاء هو الذي يكون عند حضور الموت فهو العامل في إذا وأجاز النحاس رفع الوصية بكتب على أن تقدرها بعد لفظ الموت وتجعلها وما بعدها جوابا للشرط فينوى لها التقدم وهذا بعيد لا يجوز أن يكون الشيء في موضعه ورتبته فينوى به غير موضعه وأيضا فإنه ليس في الكلام ما يعمل في إذا إذا رفعت الوصية بكتب وفيه نظر قوله { حقا } مصدر ويجوز في الكلام الرفع على معنى هو حق ١٨٣قوله { كما كتب على الذين } الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره كتبا كما كتب أو صوما كما كتب ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال من الصيام تقديره كتب عليكم الصيام مشبها لما كتب على الذين من قبلكم ويجوز أن يكون في موضع رفع نعت لصيام إذ هو عام اللفظ لم يأت بيانه إلا فيما بعده فإذا جعلت الكاف نعتا لصوم نصبت أياما معدودات بالصيام لأنه كله داخل في صلته ولا يجوز نصب أياما معدودات بالصيام على الأوجه الأخرى التي في الكاف لأنك تفرق بين الصلة والموصول إذ الكاف وما بعدها لا تكون داخلة في صلة الصيام وأياما إذا نصبتها بالصيام وهي داخلة في صلة الصيام فقد فرقت بين الصلة والموصول ولكي تنصب أياما بكتب تجعلها مفعولا على السعة وأن جعلت نصب الأيام على الظرف والعامل فيها الصيام جاز جميع ما امتنع إذا جعلت الأيام مفعولا بها لأن الظروف يتسع فيها وتعمل فيها المعاني وليس كذلك المفعولات وفي جواز ذلك في الظروف اختلاف والهاء في قوله { فمن بدله } وما بعدها من الهاءات الثلاث تعود على الايصاء إذ الوصية تدل على الايصاء وقيل بل تعود على الكتب لأن كتب تدل على الكتب ١٨٤قوله { فعدة } رفع بالابتداء والخبر محذوف تقديره فعليه عدة ولو نصب في الكلام جاز على تقدير فليصم عدة قوله { فدية } رفع بالابتداء والخبر محذوف تقديره فعليه فدية ومن نون جعل طعاما بدلا من فدية ومن لم ينون أضاف الفدية إلى طعام ١٨٥قوله { شهر رمضان } رفع بالابتداء والذي أنزل فيه القرآن خبره ومن نصبه فعلى الإغراء أي صوموا شهر رمضان ويكون الذي نعته ولا يجوز نصبه بتصوموا لأنك تفرق بين الصلة والموصول بخبر أن وهو خير لكم والهاء في قوله أنزل فيه القرآن تعود إلى شهر رمضان على معنيين أحدهما أن يكون المعنى الذي أنزل القرآن إلى سماء الدنيا جملة فيه فيكون فيه ظرفا لنزول القرآن والثاني أن يكون المعنى الذي أنزل القرآن بفرضه كما تقول قد أنزل اللّه قرآنا في عائشة رضي اللّه عنها فلا يكون فيه ظرفا لنزول القرآن إنما يكون يتعدى إليه الفعل بحرف كقوله وأهجروهن في المضاجع أي من أجل تخلفهن عن المضاجع فليس في المضاجع ظرفا للّهجر إنما هو سبب للّهجر فتعدى إليه الهجر وقوله { هدى للناس وبينات } حالان من القرآن قوله { فمن شهد منكم الشهر } الشهر نصب على الظرف ولا يكون مفعولا به لأن الشهادة بمعنى الحضور في المصر والتقدير فمن حضر منكم المصر في الشهر قوله { ولتكملوا العدة } أي يريد اللّه لتكملوا العدة وقيل المعنى ولتكملوا العدة فعلى ذلك فاللام متعلقة بفعل مضمر في أول الكلام أو في آخره ١٨٦قوله { أجيب دعوة } خبر ثان لآن وقريب خبر أول ١٨٧قوله { ليلة الصيام الرفث } ليلة ظرف للرفث وهو الجماع والعامل فيه أحل والرفث مفعول لم يسم فاعله ١٨٨قوله { وتدلوا } بها جزم على العطف على تأكلوا ويجوز أن يكون تدلوا منصوبا تجعله جوابا للنهي بالواو قوله { وأنتم عاكفون في المساجد } ابتداء وخبر في موضع الحال من المضمر المرفوع في تباشروهن قوله { وأنتم تعلمون } ابتداء وخبر في موضع الحال من المضمر المرفوع في لتأكلوا { ولكن البر من اتقى } مثل الأول في جميع وجوهه وأما قوله وليس البر بأن تأتوا فلا يجوز في البر إلا الرفع لدخول الباء في الخبر ١٩٦قوله { فما استيسر من الهدي } ما في موضع رفع بالابتداء أي فعليه ما استيسر ويجوز أن تكون في موضع نصب على تقديره فليهد ما استيسر ١٩٧قوله { الحج أشهر معلومات } ابتداء وخبر في الكلام حدف مضاف ليكون الابتداء هو الخبر في المعنى تقديره أشهر الحج أشهر معلومات ولولا هذا الاضمار لكان القياس نصب أشهر على الظرف كما تقول القتال اليوم والخروج الساعة قوله { فلا رفث ولا فسوق } من نصب فعلى التبرئة مثل لا ريب فيه ومن رفع جعل لا بمعنى ليس وخبر ليس محذوف أي ليس رفث فيه ١٩٨قوله { عرفات } أجمع القراء على تنوينه لأنه أسم لبقعة وقياس النحو أنك لو سميت امرأة بمسلمات لتركت التنوين على حاله ولم تحذفه لأنه لم يدخل في هذا الاسم فرقا بين ما ينصرف ومالا ينصرف ولا يجب حذفه اذا كان اسما لما لا ينصرف إنما هو كحرف من الأصل وحكى سيبويه أن بعض العرب يحذف التنوين من عرفات لما جعلها اسما معرفة حذف التنوين وترك التاء مكسورة في النصب والخفض وحكى الأخفش والكوفيون فتح التاء من غير تنوين في النصب والخفض أجروها مجرى هاء التأنيث في فاطمة وعائشة قوله { كما هداكم } وكذكركم آباءكم الكاف فيهما في موضع نصب نعت لمصدر محذوف أي ذكرا كما وذكرا كذكركم ويجوز أن تكون الكاف في كذكركم في موضع الحال من المضمر في فاذكروا أي فاذكروه مشبهين ذكركم آباءكم ٢٠٠قوله { أو أشد ذكرا } أشد في موضع خفض عطف على كذكركم ويجوز أن يكون منصوبا على إضمار فعل تقديره واذكروا ذكرا أشد ذكرا من ذكركم لآبائكم فيكون نعتا لمصدر في موضع الحال أي اذكروه مبالغين في الذكر له قوله لمن اتقى اللام متعلقة بالمغفرة أي المغفرة لمن اتقى الصيد وقيل تقديره الاباحة فيه في التأخير والتعجيل لمن اتقى وقيل السلامة لمن اتقى وقيل الذكر لمن اتقى ٢٠٤قوله { ألد الخصام } هو جمع خصم وقيل هو مصدر خاصم ٢٠٨قوله { كافة } نصب على الحال من المضمر في ادخلوا ومعناه لا يمتنع أحد منكم من الدخول أي يكف بعضكم بعضا عن الامتناع ٢١١قوله { كم آتيناهم } كم في موضع نصب بإضمار فعل بعدها تقديره كم آتينا آتيناهم قوله من آية في موضع المفعول الثاني لآتيناهم ويجوز أن تجعل كم مفعولا ثانيا لآتيناهم وأن شئت جعلتها في موضع رفع على إضمار عائد تقديره كم أتيناهموه وفيه ضعف لحذف الهاء وهو بمنزلة قولك أيها أعطيتكه فترفع والاختيار النصب بإضمار فعل بعد أي تقديره أيها اعطيتك أعطيتكه ويقبح الرفع مع حذف الهاء ولم يجزه سيبويه إلا في الشعر ولا يجوز أن يعمل سل في كم لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله فالرفع في كم بعيد لحذف الهاء ولا يعمل في كم ما قبلها وهو سل لأن لها صدر الكلام إذ هي استفهام ولا يعمل ما قبل الاستفهام فيه وإنما دخلت من مع كم وهي استفهام للتفرقة بينها وبين المنصوب وكم اسم غير معرب لمشابهته الحروف لأنه يستفهم به كما يستفهم بالألف ولو حذفت من لنصبت آية على التفسير إذا جعلت كم مفعولا ثانيا لآتيناهم ٢١٣قوله { مبشرين } ومنذرين حالان من النبيين قوله { بغيا بينهم } مفعول من أجله ٢١٤قوله { أن تدخلوا الجنة } أن في موضع المفعولين لحسب قوله { حتى } كتبت بالياء لأنها أشبهت سكرى وقد أمالها نصير عن الكسائي ولا تكتب إلا بالياء لأنها تشبه إلى ولا تكتب إما بالياء قياسا على حتى لأنها أن ضمت إليها ما قوله { حتى يقول الرسول } من رفع يقول فلأنه فعل قد ذهب وانقضى وإنما الخبر عن الحال التي كان عليها الرسول فيما مضى فالفعل دال على الحال التي كانوا عليها فيما مضى فحتى داخلة على جملة في المعنى وهي لا تعمل في الجمل ويجوز في الكلام أن يرفع ويخبر عن الحال التي هو الآن وهو مثل قولك مرض حتى لا يرجونه أي مرض فيما مضى حتى هو الآن لا يرجى فتحكي الحال التي هو عليها فلا سبيل للنصب في هذا المعنى ولو نصبت لانقلب المعنى وصرت تخبر عن فعلين قد مضيا وذهبا ولست تحكي حالا كان عليها وتقديره أن تحكي حالا كان عليها النبي فتقديره وزلزلوا حتى قال الرسول كما تقول سرت حتى أدخلها أي قد كنت سرت فدخلت فصارت حتى داخلة على جملة وهي لا تعمل في الجمل فارتفع الفعل بعدها ولم تعمل فيه فأما وجه من نصب فانه جعل حتى غاية بمعنى إلى أن فنصب بإضمار أن وجعل قول الرسول عليه السلام غاية لخوف أصحابه لان زلزلوا معناه خوفوا فمعناه وزلزلوا إلى أن قال الرسول فالفعلان قد مضيا قوله { ألا إن نصر اللّه قريب } قريب خبر أن ويجوز قريبا نجعله نعتا لظرف محذوف أي مكانا قريبا ولا يثنى ولا يجمع في هذا المعنى ولا يؤنث فان قلت هو قريب مني تريد المكان لم يثن ولم يجمع ولم يؤنث فان أردت النسب ثنيت وجمعت وأنثت ٢١٥قوله { يسألونك ماذا ينفقون } ما استفهام ولذلك لم تعمل فيها يسألونك فهي في موضع رفع بالابتداء وذا بمعنى الذي وهو الخبر والهاء محذوفة من ينفقون لطول الاسم لأنه صلة الذي تقديره يسألونك أي شيء الذي ينفقونه وأن شئت جعلت ما وذا اسما واحدا فتكون ما في موضع نصب بينفقون ولا تقدر هاء محذوفة كأنك قلت يسألونك أي شيء ينفقون قوله { قل ما أنفقتم } ما شرط في موضع نصب بأنفقتم وكذلك وما تنفقوا والفاء جواب الشرط فيهما ٢١٧قوله { قتال فيه } قتال بدل من الشهر وهو بدل الاشتمال وقال الكسائي هو مخفوض على التكرير تقديره عنده عن الشهر عن قتال وكذا قال الفراء هو مخفوض بإضمار عن
وقال أبو عبيدة هو مخفوض على الجوار قوله { وصد عن سبيل اللّه } ابتداء وكفر وإخراج عطف على صد و أكبر عند اللّه خبره وقال الفراء وصد وكفر عطف على كبير فيوجب ذلك أن يكون القتال في الشهر الحرام كفر وأيضا فان بعده وإخراج أهله منه أكبر عند اللّه ومحال أن يكون إخراج أهل المسجد الحرام منه عند اللّه أكبر من الكفر باللّه وقيل أن الصد مرفوع بالابتداء وكفر عطف عليه والخبر محذوف تقديره كبير أن عند اللّه لدلالة الخبر الأول عليه ويجب على هذا القول أن يكون إخراج أهل المسجد الحرام منه عند اللّه أكبر من الكفر وإخراجهم منه إنما هو بعض خلال الكفر قوله { والمسجد الحرام } عطف على سبيل اللّه أي قتال في الشهر الحرام كبير وهو صد عن سبيل اللّه وعن المسجد وقال الفراء والمسجد معطوف على الشهر الحرام وفيه بعد لأن سؤالهم لم يكن عن المسجد الحرام إنما سألوا عن الشهر الحرام هل يجوز فيه القتال فقيل لهم القتال فيه كبير الإثم ولكن الصد عن سبيل اللّه وعن المسجد الحرام والكفر باللّه وإخراج أهل المسجد الحرام منه أكبر عند اللّه إثما من القتال في الشهر الحرام ثم قيل لهم والفتنة أكبر من القتل أي والكفر باللّه الذي أنتم عليه أيها السائلون أعظم إثما من القتل في الشهر الحرام الذي سألتم عنه وأنكرتموه فهذا التفسير يبين إعراب هذه الآية ٢١٩قوله { ماذا ينفقون قل العفو } هو مثل الآول إلا أنك إذا جعلت ذا بمعنى الذي رفعت العفو لأن ما في موضع رفع بالابتداء فجوابها مرفوع مثلها وأضمرت الهاء مع ينفقون تعود على الموصول وحذفها لطول الاسم وإذا جعلت ما وذا اسما واحدا في موضع نصب بينفقون نصبت العفو لأنه جواب ما فوجب أن يكون إعرابه مثل إعرابها ولم تضمر هاء قوله { تتفكرون في الدنيا والآخرة } في متعلقة بتتفكرون فهما طرفان للتفكر تقديره تتفكرون في أمور الدنيا والآخرة وعواقبها وقيل في متعلقة بيبين تقديره كذلك ليبين اللّه لكم الآيات في أمور الدنيا والآخرة لعلكم تتفكرون والكاف من كذلك في موضع نصب نعت لمصدر محذوف أي تبيينا مثل ذلك يبين اللّه لكم الآيات ٢٢٠قوله { فإخوانكم } خبر ابتداء محذوف تقديره فهم اخوانكم قوله { المفسد من المصلح } اسمان شائعان لم تدخل الألف اللام فيهما للتعريف إنما دخلتا للجنس كما تقول أهلك الناس الدينار والدرهم وكقوله تعالى إن الإنسان لفي خسر لم يرد دينارا بعينه ولا درهما بعينه ولا إنسانا بعينه وإنما أردت هذا الجنس كذلك معنى قوله المفسد من المصلح أي يعلم هذين الصنفين ٢٢٤قوله { أن تبروا } أن في موضع نصب على معنى في أن تبروا فلما حذف حرف الجر تعدى الفعل وقيل تقديره كراهة أن وقيل لئلا وقال الكسائي موضع أن خفض على إضمار الخافض ويجوز أن يكون موضعها رفعا بالابتداء والخبر محذوف تقديره أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس أولى أو أمثل ٢٢٩قوله { الطلاق مرتان } ابتداء وحبر تقديره عدد الطلاق الذي تجب بعده الرجعة مرتان قوله { فإمساك بمعروف } ابتداء والخبر محذوف تقديره فعليكم امساك ومثله أو تسريح بإحسان ولو نصب على المصدر في غير القرآن لجاز قوله { إلا أن يخافا } أن في موضع نصب استثناء ليس من الأول قوله { ألا يقيما } أن في موضع نصب لعدم حرف الجر تقديره من أن لا يقيما وبأن لا يقيما وعلى أن لا يقيما ٢٣١قوله { ضرارا } مفعول من أجله ٢٣٢قوله { أن ينكحن } أن في موضع نصب بتعضلوهن أي لا تمنعوهن نكاح أزواجهن ٢٣٣قوله { لا تضار والدة } والدة مفعول لم يسم فاعله وتضار بمعنى تضارر ويجوز أن ترفع بفعلها على أن تكون تضار بمعنى تفاعل وأصله تضارر ويقدر مفعول محذوف تقديره ولا تضارر والدة بولدها أباه ولا يضارر مولود له بولده أمه وعلى الوارث مثل ذلك أي على وارث المولود أن لا يضارر أمه ولا أباه وقيل معناه وعلى الوارث الإنفاق على المولود ٢٣٤قوله { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا } الذين مبتدأ وفي تقدير خبر الابتداء خلاف لعدم ما يعود على المبتدأ من خبره قال الأخفش الخبر يتربصن وفي الكلام حذف العائد على المبتدأ تقديره يتربصن بأنفسهن بعدهم أو بعد موتهم ثم حذف إذ قد علم أن التربص إنما يكون بعد موت الأزواج وقال الكسائي تقدير الخبر يتربصن أزواجهم وقال المبرد التقدير ويذرون أزواجا أزواجهم يتربصن بأنفسهن وقيل الحذف إنما هو في أول الكلام تقديره وأزواج الذين يتوفون منكم يتربصن بأنفسهن وقياس من قول سيبويه أن الخبر محذوف تقديره فيما يتلى عليكم الذين يتوفون منكم مثل السارق والسارقة ٢٣٥قوله { ولكن لا تواعدوهن سرا } أي على سر أي على نكاح فإن جعلته من السر الذي هو الإخفاء كان نصبا على الحال من المضمر في تواعدوهن تقديره ولكن لا تواعدوهن النكاح متسارين ولا مظهرين له قوله { إلا أن تقولوا قولا معروفا } أن في موضع نصب استثناء ليس من الأول قوله { ولا تعزموا عقدة النكاح } أي على عقدة النكاح فلما حذف الحرف نصب كما تقول ضرب زيد الظهر والبطن أي على الظهر والبطن وقيل عقدة منصوب على المصدر وتعزموا بمعنى تعقدوا ٢٣٦قوله { متاعا } نصب على المصدر وقيل حال ٢٣٧قوله { فنصف ما فرضتم } نصف مبتدأ والخبر محذوف تقديره فعليكم نصف ما فرضتم ولو نصب في الكلام جاز على معنى فأدوا نصف ما فرضتم ٢٤٠قوله { والذين يتوفون منكم } الذين رفع بالابتداء والخبر محذوف تقديره يوصون وصية وان رفعت وصية فتقديره فعليهم وصية ترفع وصية بالابتداء وعليهم المضمر خبرها والجملة خبر الذين قوله { متاعا } مصدر عند الأخفش وحال عند المبرد على تقدير ذوي متاع قوله { غير إخراج } نصب غيرا على المصدر عند الأخفش تقديره لا إخراجا ثم جعل غير موضع لا فأعربها بمثل إعراب ما أضيف إليه وهو الإخراج وقيل غير انتصب لحذف الجار كان تقديره من غير إخراج فلما حذف من انتصب انتصاب المفعول به وقيل انتصب غير على الحال من الموصين المتوفين تقديره متاعا إلى الحول غير ذوى إخراج أو غير مخرجين لهم ٢٤١قوله { حقا } مصدر وعلى متعلقة بالفعل المضمر الناصب لحق ٢٤٥قوله { من ذا الذي يقرض اللّه } من مبتدأ وذا خبره الذي نعت لذا أو بدل منه ومثله من ذا الذي يشفع عنده ولا يحسن أن تكون ذا ومن اسما كما كانت مع ما لأن ما مبهمة وزيدت ذا معها لأنها مبهمة مثلها وليس من كذلك في الإبهام قوله { قرضا } اسم للمصدر قوله فيضاعفه له من رفعه عطفه على ما في الصلة وهو يقرض ويجوز رفعه على القطع مما قبله ومن نصبه حمله على العطف بالفاء على المعنى دون اللفظ فنصبه ووجه نصبه له أنه حمله على المعنى وأضمر بعد الفاء أن ليكون مع الفعل مصدرا فتعطف مصدرا على مصدر فلما أضمرت أن نصبت الفعل ومعنى حمله له على المعنى أن معنى من ذا الذي يقرض اللّه قرضا من يكن منه قرض يتبعه أضعاف فلما كان معنى صدر الكلام المصدر جعل الثاني المعطوف بالفاء مصدرا ليعطف مصدرا على مصدر فاحتاج إلى إضمار أن لتكون مع الفعل مصدرا فنصب الفعل فالفاء عاطفة للترتيب على أصلها في باب العطف ولا يحسن أن تجعل فيضاعفه في قراءة من نصب جوابا للاستفهام بالفاء لأن القرض غير مستفهم عنه إنما الاستفهام فاعل القرض ألا ترى أنك لو قلت أزيد يقرضني فأشكره لم يجز النصب على جواب الاستفهام وجاز على الحمل على المعنى كما مر في تفسير الآية لأن الاستفهام لم يقع على القرض إنما قع على زيد لو قلت أيقرضني زيد فاشكره جاز النصب على جواب الاستفهام لأن الاستفهام عن القرض وقع وقيل أن النصب في الآية على جواب الاستفهام محمول على المعنى لأن من يقرض اللّه ومن ذا الذي يقرض اللّه سواء في المعنى والأول عليه أهل التحقيق والنظر والقياس ٢٤٦قوله { نقاتل } جزم لأنه جواب الطلب ولو رفع في الكلام لجاز على معنى ونحن نقاتل فأما ما روى عن الضحاك وابن أبي عبلة أنهما قرءا بالياء فالأحسن فيه الرفع لأنه نعت لملك وكذلك قرءا ولو جزم على الجواب لجاز فالجزم من النون أجود والرفع يجوز والرفع مع الياء أجود والجزم يجوز قوله { ألا تقاتلوا } أن في موضع نصب خبر عسى وهي وما بعدها مصدر لا يحسن اللفظ به بعد عسى لأن المصدر لا يدل على زمان محصل وعسى تحتاج إلى أن يؤتى بعدها بلفظ المستقبل ولا تستعمل عسى إلا مع أن إلا في الشعر قوله وما لنا أن لا أن في موضع نصب على حذف الخافض تقديره وما لنا في أن لا نقاتل وقال الأخفش أن زائدة ٢٤٧قوله { طالوت ملكا } ملكا نصب على الحال من طالوت ٢٤٨قوله { فيه سكينة من ربكم } ابتداء وخبر في موضع الحال من التابوت وكذلك تحمله الملائكة في موضع الحال منه أيضا ٢٤٩قوله { إلا من اغترف } من في موضع نصب على الاستثناء من المضمر في يطعمه قوله { كم من فئة } كم في موضع رفع بالابتداء وهي خبر وغلبت خبرها قوله ببعض في موضع المفعول بمنزلة مررت زيد ٢٥٣قوله { منهم من كلم اللّه } من ابتداء ومنهم الخبر والهاء محذوفة من كلم أي كلمه قوله { درجات } أي إلى الدرجات فلما حذف إلى نصب قوله { تلك } اسم مبهم والتاء هو الاسم واللام دخلت لتدل على بعد المشار إليه والكاف للخطاب لا موضع لها من الإعراب وأصل تلك تيلك فلما توالت كسرتان بينهما ياء أسكنت اللام تخفيفا وحذفت الياء لسكونها وسكون اللام وأصل اللام الفتح لأنها لام تأكيد ولكن كسرت في هذا للفرق بيتها وبين لام الملك إذا قلت تي لك أي هذه لك وقد قيل أن اللام إنما دخلت لتفرق بين المبهم والكاف لئلا يظن أنه مضاف إلى الكاف فأصلها على هذا القول السكون لأنه حرف معنى ثم حذفت الياء لسكونها وسكون اللام والاسم عند الكوفيين التاء والياء كما قالوا في ذلك أو الاسم الذال والألف وقال البصريون الاسم الذال ويلزم من قال في اللام هذا القول أن لا يجيز حذفها هو جائز عند الجميع تقول تيك آيات اللّه قوله { نتلوها عليك } في موضع الحال من آيات اللّه قوله { تلك الرسل } ابتداء والرسل عطف بيان وفضلنا وما بعده الخبر ٢٥٤قوله { لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة } كل هذه الجمل في موضع النعت المكرر ليوم والفتح والرفع في هذا بمنزلة فلا رفث ولا فسوق إذ هو كله أصله الابتداء والخبر والجملة في موضع النعت ليوم ٢٥٥قوله تعالى { اللّه لا إله إلا هو } ابتداء وخبر وهو بدل من موضع لا إله وحقيقته أن اللّه مبتدأ ولا اله ابتداء ثان وخبره محذوف أي اللّه لا اله معبود إلا هو وإلا هو بدل من موضع لا اله والجملة خبر عن اللّه وكذلك قولك لا اله إلا اللّه في موضع رفع بالابتداء والخبر محذوف وإلا اللّه بدل من موضع لا اله وصفة له على الموضع وإن شئت جعلت إلا اللّه خبر لا اله ويجوز النصب على الاستثناء قوله { القيوم } هو فيعول من قام وأصله قيووم فلما سبقت الياء الواو والأول ساكن أبدل من الواو ياء وأدغمت الياء في الياء وكان الرجوع إلى الياء أخف من رجوع الياء إلى الواو وهو نعت اللّه أو خبر بعد خبر أو بدل من هو أو رفع على إضمار مبتدأ ومثله الحي ولو نصب في غير القرآن لجاز على المدح قوله { سنة } أصله وسنة ثم حذفت الواو كما حذفت في يسن ونقلت حركة الواو إلى السين ٢٥٦قوله { الطاغوت } هو اسم يكون للواحد والجمع ويذكر ويؤنث وهو مشتق من طغى لكنه مقلوب وأصله طغيوت على وزن فعلوت مثل جبروت ثم قلبت الياء في موضع الغين فصار طيغوتا فانقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار طاغوتا فأصله فعلوت مقلوب إلى فلعوت وقد يجوز أن يكون أصل لامه واوا فيكون أصله طغووت لأنه يقال طغا يطغو أو يطغى وطغيت وطغوت ومثله في القلب والاعتلال والوزن حانوت لأنه من حنا يحنو وأصله حنووت ثم قلب وأعل ولا يجوز أن يكون من حان يحين لقولهم في الجمع حوانيت ٢٥٨قوله { أن آتاه اللّه } أن مفعول من أجله قوله { إذ قال } العامل في إذ تر والهاء في ربه تعود على الذي وهو نمروذ لعنه اللّه كذا قال مجاهد قوله { لا انفصام لها } يجوز أن يكون في موضع نصب على الحال من العروة الوثقى وهي لا اله إلا اللّه في قول ابن عباس رضى اللّه عنه ٢٥٩قوله { أو كالذي } الكاف في موضع نصب معطوفة على معنى الكلام تقديره عند الفراء والكسائي هل رأيت كالذي حاج إبراهيم أو كالذي مر على قرية قوله { كم لبثت } كم في موضع نصب على الظرف فهي هاهنا ظرف زمان يسأل بها عن قدر الزمان الذي لبث عزير عليه السلام في موته قوله { لم يتسنه } يحتمل أن يكون معناه لم يتغير ريحه من قولهم تسنى الطعام إذا تغير ريحه أو طعمه فيكون أصله يتسنن على وزن يتفعل بثلاث نونات فأبدل من الثالثة ألفا لتكرر الأمثال فصار يتسنى فحذفت الألف لجزم فبقي يتسن فجيء بالهاء لبيان حركة النون في الوقف ويحتمل أن يكون معناه لم تغيره السنون فتكون الهاء فيه أصلية لام الفعل لأن أصل سنة سنهة ويكون سكونها للجزم فلا يجوز حذفها في الوصل ولا في الوقف ٢٦٠قوله { وإذ قال إبراهيم } العامل في إذ فعل مضمر تقديره واذكر يا محمد إذ قال إبراهيم قوله { كيف تحيي الموتى } كيف في موضع نصب وهي سؤال عن حال تقديره رب أرني بأي حال تحيى الموتى قوله { ليطمئن قلبي } اللام متعلقة بفعل مضمر تقديره ولكن سألتك ليطمئن قلبي أو ولكن أرني ليطمئن قلبي قوله { على كل جبل منهن جزءا } أى على كل جبل من كل واحد جزءا وذلك أعظم في القدرة قوله سعيا مصدر في موضع الحال قوله { مائة حبة } ابتداء وما قبله خبره ويجوز في الكلام مائة بالنصب على معنى أنبتت مائة حبة ٢٦٣قوله { قول معروف } ابتداء ونعته والخبر محذوف تقديره قول معروف أولى بكم قوله { ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى } ابتداء وخبر ويتبعها نعت للصدقة في موضع خفض وأذى مقصور لا يظهر فيه الإعراب كهدى وموضعه رفع بفعله ٢٦٤قوله { كالذي ينفق } الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره ابطالا كالذي وكذلك رياء نعت لمصدر محذوف تقديره إنفاقا رياء ويجوز أن يكون رياء مفعولا من أجله ويجوز أن يكون في موضع الحال ٢٦٥قوله { أصابها وابل } في موضع خفض على النعت لجنة أو لربوة كما تقول مررت بجارية في دار اشتراها زيد ٢٦٦قوله { من نخيل وأعناب } في موضع رفع نعت للجنة و تجري من تحتها نعت ثان أو في موضع نصب على الحال من جنة لأنها قد نعتت ويجوز أن تكون خبر كان قوله { عليه تراب } ابتداء وخبر في موضع خفض نعت لصفوان قوله { ابتغاء مرضات اللّه وتثبيتا } كلاهما مفعول من أجله والصفوان عند الكسائي واحد وجمعه صفوان وصفي وصفي وقيل يجوز أن يكون جمعا و واحدا وقيل صفوان بكسر الأول جمع صفا كأخ واخوان وقال الأخفش صفوان بالفتح جمع صفوانة وإنما قال عليه لأن الجمع يذكر ٢٦٨قوله { الشيطان يعدكم } شيطان فيعال من شطن إذا بعد ولا يجوز أن يكون فعلان من تشيط وشاط لأن سيبويه حكى شيطنته فتشيطن فلو كان من شاط لكان شيطنته على وزن فعلنته وليس هذا البناء في كلام العرب فهو إذا فيعلته كبيطرته فالنون أصليه والياء زائدة فلا بد أن يكون النون لاما وأن يكون شيطان فيعالا من شطن إذا بعد كأنه لما بعد من رحمة اللّه سمي بذلك ٢٧٠قوله { وما أنفقتم } { وما تنفقوا من خير } ما في ذلك في موضع نصب لوقوع الفعل الذي بعده عليه وهو شرط فأما وما تنفقون فما حرف ناف والهاء في قوله فان اللّه يعلمه تعود على النذر أو على الإنفاق ٢٧١قوله { فنعما هي } في نعم أربع لغات نعم مثل علم ونعم بكسر النون اتباعا لكسرة العين لأنه حرف حلق ينبعه ما قبله في الحركة في أكثر اللغات ونعم بترك النون مفتوحة على أصلها وتسكن العين استخفافا ونعم بكسر النون لكسرة العين ثم تسكن العين استخفافا فمن كسر النون والعين من القراء أحتمل أن يكون كسر العين على لغة من كسرها وأتبع النون بها و يحتمل أن يكون على لغة من اسكن العين وكسر النون لكن كسر العين لالتقاء الساكنين فأما اسكان العين مع الإدغام فمحال لا يجوز ولا يمكن في النطق ومن فتح النون وكسر العين جاز أن يكون قرأ على لغة من قال نعم مثل علم ويجوز أن يكون اسكن العين استخفافا فلما اتصلت بالمدغم كسرها لالتقاء الساكنين و ما في موضع نصب على التفسير وفي نعم ضمير مرفوع بنعم وهو ضمير الصدقات هي مبتدأ وما قبلها الخبر تقديره أن تبدوا الصدقات فهي نعم شيئا قوله { ويكفر عنكم من سيئاتكم } من جزمه عطفه على موضع الفاء في قوله فهو خير لكم ومن رفع فعلى القطع فمن قرأ بالنون ورفع قدره ونحن نكفر ومن قرأ بالياء ورفع قدره واللّه يكفر عنكم ٢٧٢قوله { وأنتم لا تظلمون } ابتداء وخبر في موضع نصب على الحال من الكاف والميم في إليكم ٢٧٣قوله { للفقراء } اللام متعلقة بمحذوف تقديره أعطوا للفقراء قوله { لا يستطيعون ضربا في الأرض } في موضع نصب على الحال من المضمر في أحصروا ويحسبهم حال من الفقراء أيضا وكذلك تعرفهم وكذلك لا يسألون الناس إلحافا ويحسن أن يكون ذلك حالا من المضمر في احصروا ويحتمل أن يكون ذلك كله منقطعا مما قبله لا موضع له من الإعراب وإلحافا مصدر في موضع الحال ٢٧٤قوله { سرا وعلانية } حالان من المضمر في ينفقون قوله { الذين ينفقون أموالهم } ابتداء وخبر قوله { فلهم أجرهم } ابتداء وخبر أيضا ودخلت الفاء لما في الذين من الإبهام فشابه بابهامه الإبهام الذي في الشرط فدخلت الفاء في خبره على المشابهة بالشرط وإنما تشابه الذي الشرط إذا كان في صلته فعل نحو الذي يأتيني فله درهم ولو قلت الذي زيد في داره فله درهم قبح دخول الفاء في خبره إذ لا فعل في صلته ولا يكون هذا في الذي إلا إذا لم يدخل عليه عامل يغير معناه فإن دخل عليه عامل يغير معناه لم يجز دخول الفاء في خبره نحو لعل الذي يقوم زيد وليت الذي يحرج عمرو ولا يجوز دخول الفاء في خبره لتغير معناه بما دخل عليه فافهمه ٢٧٥قوله { الذين يأكلون } ابتداء وخبر لا يقومون وما بعده قوله { فمن جاءه موعظة } ذكر جاء حمله على المعنى لأنه بمعنى فمن جاءه وعظ وقيل ذكر لأن تأنيث الموعظة غير حقيقي إذ لا ذكر لها من لفظها وقيل ذكر لأنه فرق بين فعل المؤنث وبينه بالهاء قوله { الربا } من الواو وتثنيته ربوان عند سيبويه وتكتب بالألف وقال الكوفيون يكتب بالياء ويثنى بالياء لأجل الكسرة التي في أوله وكذلك يقولون في ذوات الواو الثلاثية إذا انكسر الأول أو انضم نحو ربا وضحى فإن انفتح الأول كتبوه بالألف وثنوه بالواو كما قال البصريون نحو صفا ٢٨٠قوله { وإن كان ذو عسرة } كان تامة لا تحتاج إلى خبر تقديره وأن وقع ذو عسرة وهو شائع في كل الناس ولو نصبت ذا على خبر كان لصار مخصوصا في قوم بأعيانهم فلهذه العلة أجمع القراء المشهورون على رفع ذو فأما قوله أن تكون تجارة فمن رفع تجارة جعل كان بمعنى وقع وحدث وتديرونها نعت للتجارة وقيل خبر كان ومن نصب تجارة أضمر في كان اسمها تقديره إلا أن تكون التجارة تجارة مدارة بينكم وأن من إلا أن في موضع نصب على الاستثناء المنقطع قوله { فنظرة إلى ميسرة } ابتداء وخبر وهو من التأخير ومن قرأ ميسرة بالإضافة فهو بعيد إذ ليس في الكلام مفعل فأما مفعلة فقد جاء في الكلام وهو قليل ولم يقرأ به غير نافع ومفعل ومفعلة في الكلام كثير قوله { وأن تصدقوا } أن في موضع رفع على الابتداء وخير خبره ٢٨١قوله { ترجعون فيه } في موضع نصب نعت ليوم ٢٨٢قوله { فرجل وامرأتان } ابتداء والخبر محذوف تقديره فرجل وامرأتان يقومان مقام الرجلين وفي يكونا ضمير الشهيدين وهو اسم كان ورجلين خبرها وقيل التقدير فرجل وامرأتان يشهدون وهذا الخبر المحذوف هو العامل في أن تضل قوله أن تضل موضع أن نصب والعامل فيه الخبر المحذوف وهو يشهدون على تقدير لأن كما تقول أعددت الخشبة ليميل الحائط فأدعمه وهو كقول الشاعر فللموت ما تلد الوالده فأخبر بعاقبة الامر وسببه ومن كسر أن جعله شرطا وموضع الشرط وجوابه رفع لأنه نعت لامرأتين قوله { ممن ترضون من الشهداء } في موضع رفع صفة لرجل وامرأتين ولا يدخل معهم في الصفة قوله شهيدين لاختلاف الإعراب في الموصوفين ولا يحسن أن يعمل في أن تضل واستشهدوا لأنهم لم يؤمروا بالاشهاد لأن تضل إحدى المرأتين قوله { ألا ترتابوا } أن في موضع نصب تقديره وأدنى من أن لا ترتابوا قوله { إلا أن تكون } في موضع نصب على الاستثناء المنقطع قوله { ألا تكتبوها } أن في موضع نصب تقديره فليس عليكم جناح في أن لا تكتبوها قوله { ولا يضار كاتب ولا شهيد } يجوز أن يكونا فاعلين ويكون يضار يفاعل ويجوز أن يكونا مفعولين لم يسم فاعلهما ويكون يضار يفاعل والأحسن أن يكون يفاعل لأن بعده وان تفعلوا فإنه فسوق بكم يخاطب الشهداء والهاء في وليه تعود على الدين وقيل تعود على صاحب الدين وهو اليتيم والعيى وقيل تعود على المطلوب ٢٨٣قوله { فرهان مقبوضة } فرهان مبتدأ والخبر محذوف تقديره فرهان مقبوضة تكفى من ذلك ورهان جمع رهن كبغل وبغال ومن قرأ فرهن فهو جمع رهان ككتاب وكتب ومن اسكن الهاء فعلى الاستخفاف وقد قيل أن رهنا جمع رهن كسقف وسقف قوله { فليؤد الذي اؤتمن أمانته } الياء التي في اللفظ في الذي في قراءة ورش بدل من الهمزة الساكنة التي هي فاء الفعل في اؤتمن وياء الذي حذفت لالتقاء الساكنين كما حذفت إذا خففت الهمزة قوله { فإنه آثم قلبه } آثم خبر أن وقلبه رفع بفعله وهو الآثم ويجوز أن ترفع آثما بالابتداء وقلبه بفعله ويسد مسد الخبر والجملة خبر أن ويجوز أن تجعل آثما خبر أن وقلبه بدلا من الضمير في آثم وهو بدل البعض من الكل وأجاز أبو حاتم نصب قلبه بآثم ثم نصبه على التفسير وهو بعيد لأنه معرفة ٢٨٤قوله { فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء } من جزم عطف على يحاسبكم الذي هو جواب الشرط وروى عن ابن عباس والأعرج أنهما قرءاه بالنصب على إضمار أن وهو عطف على المعنى كما قدمنا في فيضاعفه فالفاء لعطف مصدر على مصدر حملا على المعنى الأول وقد فسرناه وقرأ عاصم وابن عامر بالرفع على القطع من الأول ٢٨٥قوله { كل آمن باللّه } ابتداء وخبر ووحد آمن لأنه حمل على لفظ كل ولو حمل على المعنى لقال آمنوا ٢٨٦قوله { لا تؤاخذنا } ولا تحمل علينا ولا تحملنا لفظه كله لفظ النهي ومعناه الطلب وهو مجزوم قوله { واغفر لنا } { وارحمنا } { فانصرنا } لفظه كله لفظ الأمر ومعناه الطلب وهو مبني على الوقف عند البصريين ومجزوم عند الكوفيين وحكى الأخفش أخذه اللّه بذلك وواخذه لغتان قوله { ربنا } نداء مضاف قوله { سمعنا } معناه قبلنا ما أمرتنا به ومنه قول المصلي سمع اللّه لمن حمده أي قبل منه حمده ولفظه لفظ الخبر ومعناه الدعاء والطلب مثل قولك غفر اللّه لي معناه اللّهم اغفر لي |
﴿ ٠ ﴾