سورة البقرة

١

قوله تبارك وتعالى { الم } أحرف مقطعة محكية لا تعرب إلا أن تخبر عنها أو تعطف بعضها على بعض فتقول هذا ألف وألفك حسنة وفي الكتاب ألف ولام وميم وعين وموضع ألم نصب على معنى أقرأ ألم ويجوز أن يكون موضعها رفعا على معنى هذا ألم أو ذلك أو هو ويجوز أن يكون موضعها خفضا على قول من جعله قسما والفراء يجعل ألم ابتداء وذلك الخبر تقديره عنده حروف المعجم يا محمد ذلك الكتاب وأنكره الزجاج و ذلك في موضع رفع على اضمار مبتدأ أو على الابتداء وتضمر الخبر وذا اسم مبهم مبني والاسم عند الكوفيين الذال والألف زيدت لبيان الحركة وللتقوية وذا بكماله هو الاسم عند البصريين وجمعه أولاء واللام لام التأكيد دخلت لتدل على بعد المشار إليه وقيل دخلت لتدل على أن ذا ليس بمضاف إلى الكاف وكسرت اللام للفرق بينها وبين لام الملك إذا قلت ذا لك أي في ملكك وقيل كسرت لسكونها وسكون الألف قبلها والكاف للخطاب لا موضع لها من الإعراب لأنها لا تخلو أن تكون في موضع رفع أو نصب أو خفض فلا يجوز أن تكون في موضع رفع لأنه لا رافع قبلها وليست الكاف من علامات المضمر المرفوع ولا يجوز أن تكون في موضع نصب إذ لا عامل قبلها ينصبها ولا يجوز أن تكون في موضع خفض لأن ما قبلها لا يضاف وهو المبهم فلما بطلت الوجوه الثلاثة علم أنها للخطاب لا موضع لها من الإعراب والكتاب بدل من ذا أو عطف بيان أو خبر ذلك

وقوله { لا ريب فيه } لا تبرئة فهي وريب كاسم واحد ولذلك بني ريب على الفتح لأنه مع لا كخمسة عشر وهو في موضع رفع خبر ذلك

وقوله { هدى } في موضع نصب على الحال من ذا أو من الكتاب أو من المضمر المرفوع في فيه والعامل فيه إذا كان حالا من ذا أو من الكتاب معنى الإشارة فإن كان حالا من المضمر المرفوع في فيه فالعامل فيه معنى الاستقرار ويجوز أن يكون هدى في موضع رفع على الابتداء وفيه الخبر فتقف على هذا القول على لا ريب ويجوز أن يكون مرفوعا على اضمار مبتدأ أو على أنه خبر ذلك أو على أنه خبر بعد خبر

﴿ ١