٣

قوله { الذين يؤمنون بالغيب } الذين في موضع خفض نعت للمتقين أو بدل منهم أو في موضع نصب على اضمار أعني أو في موضع رفع على اضمار مبتدأ أو على الابتداء والخبر أولئك على هدى من ربهم وأصل يؤمنون يؤأمنون بهمزتين الأولى مفتوحة وهي زائدة فحذفت الزائدة لاجتماع همزتين فيه ولاجتماع ثلاث همزات في الإخبار عن النفس واتبعوا سائر الأفعال الملحقة بالرباعية هذا الحذف وإن لن تجتمع فيه همزتان نحو يكرم ويلهي كما قالوا يعد فحذفوا الواو لوقوعها بين ياء وكسرة ثم اتبعوا سائر الباب ذلك وان لم يكن فيه ياء نحو تعد وتزن كما أدخلوا هو وأنت ونحوها فاصلة بين الخبر والنعت في قولك إن زيدا هو العاقل وكان زيد هو العاقل ثم أدخلوها فاصلة فيما لا يمكن فيه النعت نحو زيد كان هو العاقل وكنت أنت العاقل وكما أدخلوا المجهول مع أن وكان إذا وقع بعدهما ما لا يليهما ولا يعملان فيه نحو أنه قام زيد وكان يقوم عمر وكان لا أحد في الدار ثم أتبعوا ذلك سائر الباب وأن لم يكن فيه تلك العلة فقالوا أنه زيد قائم وإنما وجب أن يكون أصل يؤمنون وشبهه بهمزتين لأن حق هذه الحروف الزوائد أن تتضمن ما كان في الماضي وقد كان في الماضي همزتان الأولى زائدة وذلك قولك أأمن وعلى هذا يقاس ما شابههه وعلته كعلته فقسه عليه

قوله { للمتقين } وزنه المفتعلين وأصله الموتقيين ثم أدغمت الواو في الياء فصارت ياء مشددة وأسكنت الياء الأولى استثقالا للكسرة عليها ثم حذفت لسكونها وسكون ياء الجمع بعدها

قوله { يقيمون } أصله يؤقومون فحذفت الهمزة ثم ألقيت حركة الواو على القاف وانكسرت وانقلبت الواو ياء لسكونها ولانكسار ما قبلها ووزنه يفعلون مثل يؤمنون

﴿ ٣