٣٨

قوله { فأما يأتينكم } أما حرف للشرط يجزم الأفعال وهي أن التي للشرط زيدت معها ما للتأكيد ودخلت النون المشددة للتأكيد أيضا لكن الفعل مع النون مبني غير معرب

قوله { هدى } في موضع رفع بفعله وقد تقدم ذكر أصله

قوله { فمن تبع هداي } من اسم تام للشرط مرفوع بالابتداء يجزم ما بعده من الأفعال المستقبلة وجوابها ويكون الماضي بعده في موضع جزم ولا تغيره من ولا غيرها من حروف الشرط بل يغيرن معناها فيصير معناها الاستقبال ولا يتغير لفظه

قوله { وهم فيها خالدون } ابتداء وحبر في موضع الحال من أصحاب أو من النار كما تقول زيد ملك الدار وهو جالس فيها فقولك وهو جالس حال من المضمر في ملك أي ملكها في حال جلوسه فيها وإن شئت جعلته حالا من الدار لأن في الجملة ضميرين أحدهما يعود على زيد والآخر يعود على الدار فحسن الحال منهما جميعا لأجل الضمير ولو قلت زيد ملك الدار وهو جالس لم يكن إلا حالا من المضمر في ملك لا غير إذ لا ضمير في الجملة يعود على الدار ولو قلت زيد ملك الدار وهي مبنية لم تكن الجملة إلا في موضع الحال من الدار إذ لا ضمير يعود على المضمر في ملك فان زدت من ماله ونحوه جاز أن يكون حالا من المضمر ومن الدار فكذلك الآية لما كان في قوله هم فيها خالدون ضميران جاز أن يكون حالا منهما جميعا فقس عليهما ما شابههما فانه أصل يتكرر في القرآن كثيرا وقد منع بعض النحويين وقوع الحال من المضاف إليه لو قلت رأيت غلام هند قائمة لم يجز عنده إذ لا عامل يعمل في الحال وأجازه بعضهم لأن لام الملك مقدرة مع المضاف إليه فمعنى الملك هو العامل في الحال أو معنى الملازمة أو معنى المصاحبة فعلى قول من منع الحال من المضاف إليه لا يكون هم فيها خالدون حالا من النار ومثله في القياس أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون

﴿ ٣٨