١٨٥

قوله { شهر رمضان } رفع بالابتداء والذي أنزل فيه القرآن خبره ومن نصبه فعلى الإغراء أي صوموا شهر رمضان ويكون الذي نعته ولا يجوز نصبه بتصوموا لأنك تفرق بين الصلة والموصول بخبر أن وهو خير لكم والهاء في قوله أنزل فيه القرآن تعود إلى شهر رمضان على معنيين أحدهما أن يكون المعنى الذي أنزل القرآن إلى سماء الدنيا جملة فيه فيكون فيه ظرفا لنزول القرآن والثاني أن يكون المعنى الذي أنزل القرآن بفرضه كما تقول قد أنزل اللّه قرآنا في عائشة رضي اللّه عنها فلا يكون

فيه ظرفا لنزول القرآن إنما يكون يتعدى إليه الفعل بحرف كقوله وأهجروهن في المضاجع أي من أجل تخلفهن عن المضاجع فليس في المضاجع ظرفا للّهجر إنما هو سبب للّهجر فتعدى إليه الهجر

وقوله { هدى للناس وبينات } حالان من القرآن

قوله { فمن شهد منكم الشهر } الشهر نصب على الظرف ولا يكون مفعولا به لأن الشهادة بمعنى الحضور في المصر والتقدير فمن حضر منكم المصر في الشهر

قوله { ولتكملوا العدة } أي يريد اللّه لتكملوا العدة وقيل المعنى ولتكملوا العدة فعلى ذلك فاللام متعلقة بفعل مضمر في أول الكلام أو في آخره

﴿ ١٨٥