١٥

قوله { جنات } ابتداء و للذين الخبر واللام متعلقة بالخبر المحذوف الذي قامت اللام مقامه بمنزلة قولك للّه الحمد ويجوز الخفض في جنات على البدل من بخير على أن تجعل اللام في الذين متعلقة بأنبئكم أو تجعلها صفة لخير ولو جعلت اللام متعلقة بمحذوف قامت مقامه لم يجز خفض جنات لأن حروف الجر والظروف إذا تعلقت بمحذوف تقوم مقامه صار فيها ضمير مقدر مرفوع واحتاجت إلى ابتداء يعود عليه ذلك الضمير كقولك لزيد مال وفي الدار زيد وخلفك عمرو فلا بد من رفع جنات إذا تعلقت اللام بمحذوف ولو قدرت أن تتعلق اللام بمحذوف على أن لا ضمير فيها لرفعت جنات بفعلها وهو مذهب الأخفش في رفعه ما بعد الظروف وحروف

الخفض بالاستقرار وإنما يحسن ذلك عند حذاق النحويين إذا كانت الظروف أو حروف الخفض صفة لما قبلها فحينئذ يتمكن ويحسن رفع الاسم بالاستقرار وقد شرحناه بأبين من هذا في مواضع أخرى في هذا الكتاب ومثلناه بأمثله وكذلك إن كانت أحوالا مما قبلها

﴿ ١٥